( التواصل مع العالم الخارجي ) (1) – ( الطائرة ) . مهور عام 1370هـ والساعات العصيبة
( التواصل مع العالم الخارجي ) (1) – ( الطائرة ) . مهور والساعات العصيبة
[glow=#eeff00]
( عدنا )
[/glow]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( ها انا ذا حظرت ) – ( قلادة تقلدتها .. وأنا لها ) – تاج وقلادة ولابد من الوفاء .
الأسد من مهور – يحييكم ويقدم لكم بعض ماهو ممنهج لهذا الموضوع ؛ واقصد التحدث عن بعض الامور والتطورات التي استجدت على ديارنا ( بين أمس حالم اصيل و حاضر واعد جميل ) .. وفي الواقع كنت اعد موضوع مستقل ينبثق من هذه الفكرة ؛ ولكني رأيت ان ادمجها مع هذا الموضوع لتكون ( هديتي لاختنا الرائعة تاج الوفا ) ولجميع اخوتنا المشاركين والمتصفحين في منتدانا الغالي . فهدفي الأول والأخير هو ( تقديم المعلومة والفائدة ) للجميع بلا استثناء وبلا ثمن .
( الآن نترككم مع مشاركتي ) التي جعلتها بعنوان :
[glow=#ff0000] ( التواصل مع العالم الخارجي )
[/glow][glow=#ff0000]
[/glow][glow=#ff0000]
[/glow][glow=#ff0000]
[/glow][glow=#ff0000]
[/glow]
[glow=#ff0000]
[/glow]
(1) – ( الطائرة ) .
مهور والساعات العصيبة ... ياللهول
( ما هذا الطائر المعدني العملاق الذي يشق سكون وادي مهور ) .. لأول مرة في التاريخ . ؟؟؟!!!
--------------
( توطئة وتمهيد ) :
بدأ التنقيب ( رسمياً و فعلياً ) عنالمعادن في المملكة العربية السعودية في عام ( 1931م الموافق 1350 هـ ) عندما طلب المغفور له بإذن اللهالملك عبد العزيز من الجيولوجي الأمريكي ك . س . توثيشل البحث عن الزيت والمعادن فيالمملكة . وجاءت أعمال توثيشل مؤكدة لوجود الزيت في المنطقة الشرقية والذهب فيمنطقة الحجاز .
وفي عام 1933م تم إنشاء مكتب المناجموالأشغال العامة تحت مظلة وزارة المالية ، وذلك للإشراف على أعمال التعدين فيالمملكة . وفي عام 1935م تم توقيع اتفاقية بين الحكومة وشركات بريطانية – أمريكيةوهي نقابة التعدين العربية السعودية ( sams ) ، و ذلك لتشغيل المناجم القديمة فيمهد الذهب . وفي محاولة لجذب الشركات الأجنبية للاستثمار في المملكة ، أنشأتالحكومة مكتب المناجم ليقوم بأعمال الربط بين وزارة المالية ونقابة التعدين العربيةالسعودية ( sams ) وبعض الشركات العالمية الأخرى التي تملك امتيازات التعدين فيالمملكة .
وفي عام 1952م تم إنشاء المديرية العامة للزيت والمعادن وكانتتابعة لوزارة المالية وذلك لمراقبة إنتاج الزيت والمعادن وللمحافظة على مصالحالحكومة في هذا القطاع . وفي عام 1960م تم ضم المديرية العامة للزيت والمعادن إلىوزارة البترول والثروة المعدنية . وفي عام 1962م تم إنشاء المديرية العامة للثروةالمعدنية كجهة مستقلة تابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية وذلك كي تقوم بإدارةأعمال وبرامج منتظمة لرسم الخرائط والاستكشاف المعدني.
وفي عام 1987م أعيدتهيكلة المديرية العامة للثروة المعدنية للنهوض بقطاع التعدين وإيجاد قاعدة عريضة منالكفاءات السعودية التي تكون قادرة على إدارة وتنظيم القطاع التعديني بالمملكةوتقوم بالأعمال الفنية والإدارية المختلفة.
وفي عام 1994م صدرت موافقة مجلسالوزراء على تعديل مسمى المديرية العامة للثروة المعدنية إلى " وكالة الوزارةللثروة المعدنية " وهي ما تزال بهذا الاسم.
---------------
( الأسد يقول ) :- بعد هذا التمهيد الذي كان لابد منه فإنني اقول بأن ( ديارنا – ديار بني مالك – على ارض بجيلة ) تزخر بكم رهيب وهائل من المعادن الثمينة وعلى رأسها ( الذهب ) والفضة والحديد ؛ والاخير مشاهد بوضوح في منطقة شاسعة وهائلة ( تمتد من بطن ( وادي مهور ) و جباله ( جبال عقب تحديدا ) في ديار بني حرب ؛ ثم شرقا الى ( وادي حديد ) وجباله في ديار ابالنعيم ) و تستمر الخطى الى ( حداد ) والى بطن سوق حداد ( السوق الرسمي ) .. ولمن يريد التأكد فالينظر الى الجبل الصغير الذي ( بجوار ورشة الحبصي ) والذي يشمخ فوقه المسجد الكبير ( جامع سوق حداد ) .
سترون هناك معدن الحديد وعليه اكاليل ( الصدا ) والتأكسد بوضوح .
كما ان ذاك المعدن يمتد عبر السلاسل الجبلية الى منهوجا وما بعدها ( الى برحرح في بلاد زهران ) وبالطبع مروراً بمنطقة القريع والسائلة والشعشعي والبو وما جاور تلك الديار .
ومن الثابت انه ( أينما وجد الحديد فإن الذهب هناك ) ومن علامات وجودة ( تاثر الصخور التي بها ذاك المعدن بالرطوبة والامطار ) فيحدث الصدا بها وتتحول الى اللون البني المحروق وهو ( الصدا بلا ريب ) .. كما ان اهم علامات وجود الفضة والذهب تحديدا هو ( انها توجد بتركيز عالي في المناطق ذات التربة الحمراء ) على نحو مانلاحظه في منطقة القريع ( شرق برج موبايلي وعلى بعد خطوات منه ) وفي الجهات الواقعة ايضاً ( جنوب محطة المحروقات ) .
[blink] --( الآن اعتقد أن الصورة تكاملت )-- [/blink]
( أعود فأقول ) - بأن دولتنا المنصورة ادامها الله ( كانت ولا تزال ) تعلم جيداً بأن ارض السراة كلها ومنها ( ديارنا في سروات بني مالك ) او ما كانت قديما تعرف ب( سراة بجيلة ) – السراة الوسطى . هي ديار معادن ( بها معادن فلزات ومعادن رجال ) .
ولهذا فقد يممت وجهتها عندما ارادت البحث عن المعادن الثمينة الى جبال السروات ؛ ومنها ديار بني مالك . وقد اوكلت مهمة البحث المبدئي عن المعادن الثمينة الى شركات اوروبية وأمريكية .. وربما روسية إلا انني ( اشك ) في هذه الأخيرة .
بالطبع لم تكنمهمة تلك الشركات هي ( استخراج المعادن ) إنما هي مجرد ( مسح ميداني ) وبعده ترفع تقاريرها الى ( صقر الجزيرة العربية ) المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ، ويشمل التقرير المرفوع اليه من تلك الشركات معلومات وافية مذيلة ب( دراسة جدوى اقتصادية ) .
وقد كانت تلك الشركات ( عملاقة ) ولها وزنها وخبرتها في تلك المجالات ؛ وكانت بالطبع تقوم بمهماتها ( جواً وبراً وبحراً ) . ولديها طائرات صغيرة الحجم واعتقد والله اعلم انها من نوعية ( الهليو كبتر ) وقد كانت محركاتها تزمجر وتهدر بصورة تخلع القلوب وتطير العقول ,
وباعتبار أن وجهتها ( كانت جبال السروات ) فكان لابد من استخدام تلك الطائرات نظرا لعدم وجود طرق معبدة توصل الى رؤوس تلك الجبال وقيعان تلك الاودية السحيقة في السراة في تلك الأيام .
( أعتقد ان هذا الشيء كان مابين عامي ( 1368 – 1372 ) هـ الموافق ( 1949 – 1952 ) م -- وهذا قبل مولدي بكثير -- ولذا فإنني لم اعاصر هذه الأحداث انما استنتجها تقريبياً بعد ان سمعتها من افواه المعاصرين .
---------------------
( مهور والساعات العصيبة ) - في ذاك الوقت ( واعتقد في وقت الضحى ) – كان أهالي مهور كلهم ( رجال و نساء وغلمان وصبايا ) ينتشرون للعمل في السهل والجبل .. الرجال بين سوانيهم وخلفها ( يحرثون الأرض ويروونها ) ومعهم بعض نسائهم او ابنائهم ؛ بينما البعض و بخاصة النساء والاطفال يرعون قطعانهم ( الأغنام والأبقار ) في السهل والجبل ؛ عدا الذين يتحطبون ويتعلفون في الجبال العالية .
المهم ان الجميع مشغولين بما يصلح احوالهم ومعاشهم في هدوء لا يخترقه إلا ثغاء او هذاء او ربما ( بعض الرغاء ) .
وعلى حين غرة ( ظهرت الطائرة في السماء في لحظات ) بلا إنذار ؛ وبلا سابق ( معرفة بها ) – للمرة الأولى في سماء مهور .
البعض فقط من الرجال كان قد سمع عنها وأنها هناك في ديار النصارى البعيدة ولم يكن يخطر بباله انه سيراها يوماً ما . لذا فربما انه نسيها من ذاكرته ( فهي عنده كالخرافة او قصص الخيال العلمي ) . وهم بالطبع قلة لايتجاوزون ( 2 % ) فقط . واغلبهم لم يحدث بها احد منذ سمع بها في ( موسم الحج في مكة غالباً ) ذات يوم .
( أما البقية فإنهم لا يعلمون عن ماهو هذا الطائر العملاق )
[blink][glow1=#f7ff00] -- ( المهم ظهر هذا المخلوق الرهيب في السماء فجأة وعلى حين غرة )-- [/glow1][/blink]
ولا تسألوا عن الذعر والرعب والبكاء والعويل في مهور في ذاك اليوم العصيب .. ( السهل والجبل ) كان يبكي بصوت واحد منكر ؛ وكانت المغاور والدحول والأحراش ملاذا تزدحم بها الأجساد المنتفضة والتي اصابها الهلع .
وكانت اكف المعمرين و ( العجزة ) ترتفع متضرعة الى الله العلي القدير ان يصرف عنهم هذا الطائر المرعب حتى لا يتخطف الأطفال والمواشي . ( كان صوت الطائر يتوافق مع حجمه الهائل ) .
بعض الذين ( بهم مس من الجنسين ) كانوا مميزين في هذا اليوم الرهيب ؛ واعتقد أ ن ( الجن ) قد اخذوا في هذا اليوم نصيبهم غير منقوص . وشاركوا مع جيرانهم وخلطائهم من الإنس .
( الحيوانات والمواشي ) – لم تكن اكثر شجاعة من القوم ؛ فهي ايضاً تراها للمرة الأولى ؛ فتقطعت ( ربطها ) واقتحمت بوابات حجرها وحضائرها بصور مأسوية .
( الثيران ) تفلتت من ( النير ) وهي كلمة عربية تعني ( المقرنة ) ؛ ومنه قولهم في عالم التاريخ والادب ( تخلصت البلاد من نير الإستعمار ) يقصدون ماذكرت لكم .
ربنا ارفع عنهم هذا العذاب .. ورد كيد هذا الطائر العملاق في نحره ؛ ربما ان البعض ممن كان يتنصت على الحكواتية في حواضر الحجاز كمكة والطائف ( يعتقد ان هذا الطائر هو - العنقاء - التي يذكرونها في قصص الأولين ) .
( أما الطائرة ) - فكان الطيار ومرافقيه في غاية المكر والخبث ؛ كانوا يتحركون بها في أماكن لا داعي لها ( كانوا يحومون بالطائرة ) على القرى والمزارع بإنخفاض شديد ( حتى لكأنها تكاد تلامس رؤوس القوم ) مما زادهم هلعاً ورعباً .
لا اشك في انهم ( كانوا يحملون كمرات تصوير ) وأن هدفهم من التحليق المنخفض هو من اجل التقاط صور أوضح لهذه المسرح العجيب ؛ وربما نعثر عليها في مذكراتهم ذات يوم .
[blink][glow1=#ff002b] ( استمرت هذه الكارثة قرابة الساعة أو أقل -- والخواجات يستمتعون بمنظر ربعنا ) [/glow1][/blink]
واعتقد انها ( ذكريات لن ينسونها الخواجات ) كما ان هذا اليوم ( ذكريات لم ولن ينسونها ربعنا ) لذا فأنا اليوم اقصها عليكم .
( في النهاية ) – حامت تلك الطائرة على نواحي مهور ؛ وهبطت في اعلى ( شعب الغرة ) نوب غرب قرية ( القرن ) دار ابن فاضل . و نزل منها الطاقم وتفرقوا في تلك الناحية وهم يحملون ( الشواكيش ) ويجمعون العينات من الأحجار . ثم قاموا بوضع علامة ( ودقوا هناك مسمار معدني ) و لونوه بلون مميز .
ثم انتقلوا بطائرتهم الى جبال عقب و ( شعب السواسي ) على ما اعتقد وفعلوا كذلك . وكرروا عملهم ذاك مع وضع العلامات المميزة ؛ ثم اقلعوا بطائرته ( العنقاء ) واختفوا فجأة ( عادوا من حيث اتوا ) .
بقي في الذاكرة خبر هلع ذاك اللقاء التعارفي الأول بين إنسان مهور والطائرة ؛ اما تلك العلامات فربما انها انطمرت تحت التراب لان هذا الشيء مضى عليه قرابة ( اكثر من – 6 – عقود ) مضت .
ختاما استميحكم العذر على الإطالة المملة ؛ وإلا اللقاء في ( حديث الذاكرة ) و ( التواصل مع العالم الخارجي ) مجددا وقريباً بمشيئة الله في الجزء التالي .
[glow=#c72e2e]( الأسد يستودعكم الله )[/glow]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته