تعريفه : اسم يأتي بعد فعل مبني للمجهول ، أو شبهه (1) ، ويحل محل الفاعل بعد حذفه . نحو : حوصر جيش الأعداء . ومنه قوله تعالى : { قتل الخراصون }2 . ومنه قول الشاعر : ماعاش من عاش مذموما خصائله ولم يمت من يكن بالخير مذكورا ونحو : صادق رجلا يعربيا خلقه . " فجيش ، والخراصون " في المثالين الأولين ، كل منهما وقع نائبا للفاعل ، وفعل الأولى " حُوصِر " ، وفعل الثانية " قُتِل " . أما " خصائله " في المثال الثالث ، فهي نائب فاعل لاسم المفعول " مذموما " ، و " خلقه " في المثال الرابع نائب فاعل ليعربي ؛ لأن المنسوب إليه في تأويل اسم المفعول ، والتقدير : صادق رجلا منسوبا خلقه إلى يعرب . أسباب حذف الفاعل : ـ 1 ـ يترك الفاعل ليحل محله نائبه لغرض لفظي . 133 ـ نحو قوله تعالى : { كُتب عليكم القتال } 3 . 2 ـ لغرض معنوي . نحو قوله تعالى : { إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس }4. 3 ـ للعلم به . 134 ـ نحو قوله تعالى : { وخلق الإنسان ضعيفا } 5 . ـــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ كاسم المفعول ؛ لأنه يعمل عمل الفعل المبني للمجهول ، والاسم المنسوب إليه . 2 ـ 10 الذاريات . 3 ـ 216 البقرة . 4 ـ 11 المجادلة . 5 ـ 28 النساء .
4 ـ أو للتعظيم ، نحو قول الرسول الكريم " من بُلي منكم بهذه القاذورات " . 5 ـ أو للتحقير فيصان اسم المفعول عن مقارنته ، نخو : أذي محمد . إذا عظّم أو حقّر من آذاه . 6 ـ للخوف منه أو عليه ، فيستر ذكره . أو قصد إبهامه بأن لا يتعلق مراد المتكلم بتعيّنه . 135 ـ نحو قوله تعالى : { فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي} 1 . وقوله تعالى : { وإذا حييتم بتحة فحيوا بأحسن منها } 2 . 7 ـ لإقامة وزن الشعر . 65 ـ كقول عنترة : وإذا شربت فإنني مستهلك مالي وعرضي وافر لم يُكلم 8 ـ لإصلاح السجع . نحو : " من طابت سريرته حُمدت سيرته " . 9 ـ بقصد الإيجاز . 136 ـ نحو قوله تعالى : { ومن عاقب بمثل ما عُوقب به ثم بُغِي عليه } 4 . 10 ـ أو للجهل به نحو : كُسر الزجاج ، وسُرق المتاع . 11 ـ كون الفعل أحدثته عوامل ليس محددة . 66 ـ كقول الأعشى : عُلِّقتها عرضا وعُلِّقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
حكمه : الرفع دائما ، غير أنه قد يجر بحرف جر زائد ، فيكون مجرورا لفظا مرفوعا محلا . نحو : لم يُقَرر من شيء جديد . ــــــــــــــــ 1 ـ 196 البقرة . 2 ـ 86 النساء . 3 ـ 11 المجادلة . 4 ـ 60 الحج .
أنواعه : 1 ـ يأتي نائب الفاعل اسما ظاهرا كما مر معنا في الأمثلة السابقة . ومنه قوله تعالى : { خلق الإنسان من عجل }1 . وقوله تعالى : { وغيض الماء وقضي الأمر }2 . وقوله تعالى : { وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا }3 . 137 ـ وقوله تعالى : { وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون } 4 . ومنه قول لبيد : وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوما أن تُردَّ الودائع 2 ـ ويأتي ضميرا متصلا ، أو منفصلا ، أو مستترا . مثال المتصل : عُوقبت البارحة على إهمالي . ومنه قوله تعالى : { فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم به } 5 . 138 ـ وقوله تعالى : { وما أرسلوا عليهم حافظين } 6 وقوله تعالى : { ثم إليه ترجعون } 7 . مثال المنفصل : ما يُكرَّم إلا هو . وما حُرم إلا أنت . ومثال المستتر : لن أُهزَم . 139 ـ ومنه قوله تعالى : { وإذا الوحوش حشرت } 8 . وقوله تعالى : { وإذا الأرض مدت } 9 . وقوله تعالى : { وإذا لشمس كورت } 10 . ـــــــــــــــــ 1 ـ 27 الأنبياء . 2 ـ 44 هود . 3 ـ 71 الزمر . 4 ـ 21 الانشقاق . 5 ـ 126 النحل . 6 ـ 33 المطففين . 7 ـ 28 البقرة . 8 ـ 5 التكوير . 9 ـ 3 الانشقاق . 10 ـ 1 التكوير .
ومنه قول الفرزدق : يُغضي حياء ويُغضى من مهابته فلا يُكلَّم إلا حين يبتسم 3 ـ ويكون مصدرا مؤولا بالصريح من الآتي : ـ أ ـ أن والفعل المضارع . نحو : يُنتَظر أن يثمر عملنا . والتقدير : إثمار . ب ـ أن ومعموليها . نحو : يؤخذ عليك أنَّك متهاون . والتقدير : تهاونك . فكل من المصدرين " إثمار ، وتهاون " وقع موقع نائب الفاعل ، وأعرب إعرابه كما لو كان اسما صريحا . ومن شواهد أن ومعموليها : 140 ـ قوله تعالى : { قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن } 1 . وقوله تعالى : { قل إنما يوحى إليَّ انما إلهكم إله واحد } 2 . 4 ـ ويأتي نائب الفاعل جملة . نحو : قيل لا تهملوا واجباتكم . ومنه قوله تعالى : { وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض } 3 . وقوله تعالى : { وقيل يا أرض ابلعي ماءك } 4 . وقوله تعالى : { وقيل بعدا للقوم الظالمين } 5 . 5 ـ ويأتي شبه جملة : أ ـ جار ومجرور . نحو : جُلس في الغرفة . 141 ـ وقوله تعالى : { ولما سقط في أيديهم } 6 . ب ـ ظرف مكان نحو : أُقيم عندنا . وظرف زمان نحو : سوفر يم الخميس . كما يأتي مسبوقا بحرف جر زائد . نحو : ما كوفئ من طالب . ـــــــــــــــ 1 ـ 1 الجن . 2 ـ 108 الأنبياء . 3 ـ 11 البقرة . 4 ـ 44 هود . 5 ـ 44 هود . 6 ـ 149 الأعراف .
ما يطرأ على الفعل عند بنائه للمجهول : ـ عند بناء الفعل للمجهول يطرأ عليه التغييرات التالية : ـ 1 ـ إذا كان الفعل ماضيا ضم أوله ، وكسر ما قبل آخره . نحو : كُتِب ، قُتِل . 2 ـ فإن كان ثلاثيا معتل الوسط نحو : قال ، وباع ، ونام ، أو غير ثلاثي نحو : اختار ، وانقاد ، وانحاز . كسر ما قبل الآخر ، وقلبت الألف ياء . نحو : قيل ، بيع ، نيم ، اختير ، انقيد ، انحيز . ومنه قوله تعالى : { وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله }1 . 67 ـ ومنه قول رؤبة بن العجاج : حِكت على نيْرين إذ تُحاك تختبط الشوك ولا تُشاك الشاهد في الآية الفعل " قيل " ، وفي البيت العل " حيك " ، وفي كلا الفعلين عند بنائه للمجهول كسر ما قبل آخره ، وقلبت ألفه ياء ؛ لأنه معتل الوسط بالألف . وقد أجاز النحويون في الأفعال الماضية المعتلة الوسط بالألف إغلاض الضم ، وعندئذ تقلب الألف واوا فنقول : قول ، وبوع ، واختور ... إلخ . 68 ـ ومنه قول الشاعر : ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت الشاهد قوله " بوع " ببناء الفعل المعتل الوسط بالألف للمجهول بضم ما قبل آخره ، وقلب ألفه واوا ، وهي حالة رديئة . ومن النحاة من قال بالإشمام ، أو ما يعرف عند القراء بـ " الروم " وهو الأتيان بالفم بحركة بين الضم والكسر ، ولا يظهر هذا إلا في اللفظ دون الكتابة ، وقد قرئ في السبعة : 142 ـ قوله تعالى :{ وقيل يا أرض ابلغي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء }2 . ـــــــــــــ 1 ـ 167 آل عمران . 2 ـ 44 هود .
بالإشمام في " قيل ، وغيض " {1} . 3 ـ وإن كان الفعل ثلاثيا مزيدا بحرف الألف على وزن فاعَل ضم أوله ، وقلبت ألفه واوا ، وكسر ما قبل الآخر . نحو : قاتل ـ قوتل ، بايع ـ بويع . نقول : بويع الخلفة . ومنه قوله تعالى : { وإن قوتلتم لننصرنكم }2 . 4 ـ وإن كان العل مبدوءا بتاء المطاوعة ضم أوله وثانيه . نحو : تدحرج ـ تُدُحرِج ، تحطم ـ تُحُطِم ، تزلزل ـ تُزُلزِل . 5 ـ أما إذا كان الفعل مبدوءا بهمزة وصل ضم أوله وثالثه . نحو : انطلق ـ اُنْطُلق ، انتصر ـ اُنْتُصر ، استعمل ـ اُستُعمل .
ما ينوب عن الفاعل بعد حذفه : ـ 1 ـ المفعول به إذا كان الفعل متعديا لواحد ، فإن تعدى لأكثر من مفعول ، ناب المفعول به الأول عن الفاعل ، وكذلك إذا اشتملت الجملة على مفعول به ، ثم مفعول مطلق ، لزمت الإنابة المفعول به مادام مقدما . نحو : كسر المهمل الزجاج ( الفعل مبني للمعلوم ) . نقول بعد بنائها للمجهول : كُسِر الزجاج . 143 ـ ومنه قوله تعالى : { قضي الأمر }3 . وأصله : قضى الله الأمر . ونحو : علمت محمدا ناجحا . نقول بعد بنائها للمجهول : عُلِم محمدٌ ناجحا . ــــــــــــــــ 1 ـ شرح ابن عقيل ج1 ، ص505 . ومعنى الإشمام : أن تنحو بكسر فاء الفعل نحو الضمة ، فتميل الياء نحو الواو إذانا بأن الأصل فيه ضم أوله ، وجاء الواو فقيل : قول ، وغوض ، والأصل قول وغيض ، فيحذف كسر العين ، وتقلب الياء واوالسكونها ، وضم ما قبلها . انظر لباب الإعراب هامش ص 240 . 2 ـ 11 الحشر . 3 ـ 210 البقرة .
فـ " محمد " في الأصل مفعول به أول ، وناجحا مفعول به ثان ، فناب المفعول به الأول عن الفاعل بعد حذفه ، وبقي المفعول به الثاني علة حاله ، وكذلك إذا اشتملت الجملة على أكثر من مفعولين . نحو : أخبرت والدي عليا قادما . بعد البناء للمجهول نقول : أخبر والدي عليا قادما . ومثال اشتمال الجملة على مفعول به ، ومفعول مطلق : صافحت الضيف مصافحة حارة . نقول بعد بنائها للمجهول : صوفح الضيفُ مصافحةً حارَّة . فـ " الضيف " في الأصل مفعول به ، و" مصافحة " مفعول مطلق ، فناب المفعول به عن الفاعل ؛ لأنه مقدم على المفعول المطلق في الجملة . صوفح : فعل ماض مبني للمجهول . الضيف : نائب فاعل مرفوع بالضمة . مصافحة : مفعول مطلق منصوب بالفتحة . حارة : صفة منصوبة بالفتحة . 2 ـ وإن كان الفعل لازما ناب عن الفاعل كل من الآتي : ـ أ ـ المصدر المختص المتصرف {1} . نحو : اُنْطُلِقَ انطلاقُ السهم . 144 ـ ومنه قوله تعالى : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة }2 . لذلك لا يصح لبعض المصادر أن تنوب عن الفاعل لملازمتها المصدرية ، وعدم تصرفها . مثل : معاذ ، وسبحان . ـــــــــــــ 1 ـ المختص من المصادر ما دل على العدد ، أو النوع ، وذلك بوصفه ، أو بإضافته . والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على المصدرية إذا تأثر بالعوامل اللفظية . 2 ـ 13 الحاقة .
فإن كان الفعل متعديا لزم مصدره الذي سينوب مناب الفاعل أن يكون مؤولا من أن المصدرية والفعل . نحو : يُستحسن أن تحضر المناقشة . فنائب الفاعل هو : المصدر المؤول بالصريح " حضورك " . ب ـ ظرفا المكان والزمان المختصان المتصرفان {1} . نحو : جُلِس أمامُ المنزل . ونحو : صيم يومُ الخميس . وسُهرتْ ليلة الجمعة . فـ " أمام ، ويوم ، وليلة " ظروف مختصة متصرفة لذلك صح أن تنوب مناب الفاعل بعد حذفه ، وتصبح نائبا له ، وتأخذ أحكامه وأهمها الرفع . فإن كان الظرف غير مختص ، ولا متصرف لم ينب عن الفاعل ، ومن الظروف الملازمة للظرفية : عند ، ولدى ، وإذ ، وغيرها . ج ـ الجار والمجرور ، ويشترط لنيابة ثلاثة شروط : ـ 1 ـ أن يكون مختصا ، أي : أن يكون مجروره معرفة لا نكرة . نحو : اقتطعت من المال . بعد بناء الجملة للمجهول نقول : اقتطع من المال . فكلمة " المال " معرفة لذلك كان حرف الجر مختصا ، فناب الجار والمجرور مناب الفاعل المحذوف . 2 ـ ألا يكون حرف الجر ملازما لطريقة واحدة ، كمذ ، ومنذ الملازمتين لجر الزمان ، وكحروف القسم الملازمة لجر القسم مثل : الواو ، والتاء ، والباء . 3 ـ ألا يكون حرف الجر دالا على التعليل . كاللام ، والباء ، ومن . إذا استعملت إحداها في الدلالة على التعليل . ومثال الجار والمجرور النائب عن الفاعل لتوفر الشروط السابقة فيه : قبض على الجاني ، ومُرَّ بمحمد ، وفي أوقات الأزمات يستغنى عن الكماليات . 145 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها }2 . ــــــــــــــ 1 ـ المختص من الظروف ما خص بإضافة ، أو وصف ، والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على الظرفية ، والجر بمن إلى التأثر بالعوامل الداخلة عليه . 2 ـ 70 الأنعام .
أحكام نائب الفاعل : لنائب الفاعل أحكام الفاعل ، انظرها في بابها بالتفصيل . وهذه باختصار : 1 ـ لا يحذف عامله إلا لقرينة ، ويكون حذفه إما جائز ، أو واجب . أ ـ الحذف الجائز نحو : من جُلد ؟ فنقول : اللص ، جوابا للسؤال ، فـ " اللص " نائب فاعل للفعل المحذوف المبني للمجهول وتقديره : جُلد . ب ـ الحذف الواجب : وهو أن يتأخر عنه فعل يفسره . نحو قوله تعالى : { وإذا الأرض مدت }1 . فـ " الأرض " نائب فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل مدت المتأخر . أو جاء بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا القاتلُ يُشنق . فـ " القاتل " نائب فاعل لفعل محذوف بعد إذا الفجائية . 2 ـ تأنيث عامله إذا كان مؤنثا : ( انظره في باب الفاعل ) وللزيادة سنذكر بعض الشواهد القرآنية : أ ـ جواز التأنيث نحو 146 ـ قوله تعالى : { ولا يقبل منها شفاعة } 2 . وقوله تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } 3 . وقوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها } 4 . ب ـ وجوب التأنيث : 147 ـ نحو قوله تعالى : { وجدوا بضاعتهم ردت إليهم } 5 . وقوله تعالى : { وإذا الصحف نشرت } 6 . وقوله تعالى : { وإذا القبور بعثرت } 7 . 3 ـ لا يثنى العامل ولا يجمع مع نائب الفاعل المثنى ، أو الجمع . ـــــــــــ 1 ـ 3 الانشقاق . 2 ـ 48 البقرة . 3 ـ 13 المطففين . 4 ـ 1 الزلزلة . 5 ـ 65 يوسف . 6 ـ 10 التكوير . 7 ـ 4 الانفطار .
العامل في نائب الفاعل : ينقسم العامل في نائب الفاعل إلى قسمين : ـ 1 ـ عامل صريح وهو الفعل المبني للمجهول ، كما هو موضح في جميع الأمثلة السابقة . 2 ـ عامل مؤول ويشمل : اسم المفعول ، والمنسوب إليه ، وقد مثلنا لهما في موضعه أيضا ، وللاستزادة نذكر بعض الأمثلة : مثال اسم المفعول : هذه أسرة مهذب أبناؤها . والتأني محمود عواقبه . ومثال المنسوب إليه : هذا رجل ريفي طبعه . وهذه فتاة هندية لغتها . ــيــتـــبــع-->>
1 ـ إذا كان الفعل الذي يراد بنائه للمجهول من الأفعال التي تنصب مفعولين من باب أعطى ففي أقامة المفعول الثاني عن الفاعل دون الأول أقوال نستعرضها للفائدة . أ ـ أصح هذه الأقوال وعليه الجمهور : الجواز إذا أمن اللبس . نحو : أُعْطِيَ مالٌ الفقيرَ . والأحسن إقامة المفعول به الأول . وأصل الجملة : أعطى الغني الفقير مالا . ب ـ منع تقديم المفعول به الثاني على الأول ليحل محل الفاعل المحذوف . ج ـ منع تقديم الثاني إذا كان نكرة والأول معرفة ، لن المعرفة أولى بالرفع قياسا على باب كان . د ـ أما الكوفيون فقالوا إذا كان الثاني نكرة والأول معرفة فتقديم الأول قبيح ، وإذا تساويا في التعريف كانا في الحسن سواء . 2 ـ وإن كان الفعل الذي ينصب مفعولين من باب ظن ، أو أعلم الذي ينصب ثلاثة مفاعيل ففي المفعول به الثاني إذا تقدم ليحل محل الفاعل أقوال وهي على النحو التالي : أ ـ جواز التقديم إذا أمن اللبس ، ولم يكن جملة ولا ظرفا ، مع أن الأحسن إقامة الأول . نحو : ظنَّ مسافرٌ خالدا . والأصل : ظننتُ خالدا مسافرا . فقدم المفعول الثاني ليحل محل الفاعل المحذوف . ونحو : أُعلم النبأُ أحمدَ صحيحا والأصل : أعلم محمدٌ أحمدَ النبأَ صحيحا . ب ـ امتناع التقديم إذا وقع اللبس . ظنّ صديقك زيدا . وأعلم عليا الرجلُ مسافرا . أو كان جملة ، أو ظرفا . نحو : ظن فوق المكتب كتابا . وطن عليا أخوه مسافر . ونحو : أُعلم أخاك صديقه في المنزل . ونحو : أُعلم محمدا صديقك أخوه مسافر . ج ـ منع تقديم المفعول به الثاني مطلقا ، وتقديم الأول ، لأنه مبتدأ في الأصل ، وهو أشبه بالفاعل ، فكان بالنيابة عنه أولى . د ـ الجواز بالشروط السابقة ، وبشرط إلا يكون نكرة . فلا يجوز نحو : ظن قائمٌ الرجلَ . 3 ـ وإذا كان الفعل من باب اختار ففي تقديم مفعوله الثاني قولان هما : أ ـ تعيين تقديم الأول ، وقال به أبو حيان وعليه الجمهور ، وهو ما تعدى إليه بنفسه . ب ـ امتناع تقديم الثاني ، فلا يجوز نحو : اختير محمدٌ الطلابَ . 4 ـ أما القول في تقديم غير المفعول به مع وجوده ليحل محل الفاعل ففيه أقوال أيضا : أ ـ يمتنع تقديم غير المفعول به إذا كان موجودا لأنه شريك الفاعل ، وقال بهذا الرأي البصريون . ب ـ والكوفيون والأخفش ، وابن مالك لم يمنعوا التقديم لوروده في قراءة أبي جعفر لقوله تعالى { ليُجْزى أقواما بما كانوا يكسِبون }1 . وقراءة عاصم لقوله تعالى : { نُجِّى المؤمنين }2 . ومنه قول جرير : ولو ولدت فقيرة جرو كلب لَسسُبَّ بذلك الجروِ الكلابا وكان حق الشاعر أن يسند الفعل ( سب ) إلى الكلاب ، لأنه يتعدى إليه بغير حرف الجر ، ولكنه قدم المعمول الثاني للفعل المتعدى إليه بالخرف وهو " بذلك " ، وقد عد صحاب كتاب لباب الإعراب هذا البيت من الشواذ ، وقال عنه ابن جني في خصائصه إنه ضرورة من أقبح الضرورات (3) . 5 ـ إذا نصب الفعل أكثر من مفعول به كأن ينصب مفعولين أو ثلاثة أقيم الأول مقام الفاعل المحذوف على الوجه الصحيح ، أو أحدها كما أوضحنا آنفا ، وفي نصب المفاعيل الباقيه وجوه نذكرها . ــــــــــــ 1 ـ 14 الجاثية . 2 ـ 88 الأنبياء . 3 ـ لباب الإعراب للإسفراييني ص 241 .
أ ـ أن ناصب المفاعيل الباقية هو الفعل المبني للمجهول كما ذكر سيبويه وجمهور النحاة . ب ـ أن المفاعيل الباقية منصوبة على أصلها بفعل الفاعل عندما كان الفعل مبنيا للمعلوم ، وقال بهذا الرأي الزمخشري . ج ـ وذهب الفراء وابن كيسان على أن هذه المفاعيل منصوبة بفعل مقدر . أي : وقَبِل ، وأخذ . د ـ وقال الزجاجي أنها انتصبت على أنها أخبار ما لم يسما فاعلها كما في : كان عليٌّ واقفا . 6 ـ أما المفعول لأجله ففيه وجهان أيضا : أ ـ لا يجوز نيابته عن الفاعل إذا كان منصوبا باتفاق جمهور النحويين . ب ـ فإذا كان المفعول لأجله مجرورا بالحرف في قولا : 1 ـ لا يصح تقديمه لأن المجرور لا يقام ، ولأنه بيان لعلة الشيء ، وذلك لا يكون إلا بعد ثبوت الفعل بمرفوعه . 2 ـ قيل بجواز تقديمه بناء على جواز إقامة المجرور . 7 ـ كما لا يجوز إقامة التمييز مقام الفاعل المحذوف ، وقد جوزه الكسائي ، وهشام . فيقال في نحو : امتلأت الدار رجالا . اُمْتُلِئ رجال ٌ . ومجمل القول كما ذكر أبو حيان : لا يقام في هذا الباب مفعول له (لأجله ) ، ولا مفعول معه ، ولا حال ، ولا تمييز ، لأنها لا يتسع فيها بخلاف المصدر .
نماذج من الإعراب
133 ـ قال تعالى : { كتب عليكم القتال } . كتب : فعل ماض مبني على الفتح ، وهو مبني للمجهول . عليكم : جار ومجرور متعلقان بالفعل كتب . القتال : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
134 ـ قال تعالى : { خلق الإنسان ضعيفا } . وخلق : الواو للاستئناف ، خلق فعل ماض مبني على الفتح ، وهو مبني للمجهول . الإنسان : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . ضعيفا : حال منصوبة بالفتحة .
135 ـ قال تعالى : { فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي} . فإن : الفاء الفصيحة ، وإن حرف شرط جازم . أحصرتم : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط ، والتاء ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل ، والميم علامة الجمع . فما : الفاء واقعة في جواب الشرط ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، والخبر محذوف ، والتقدير : فعليكم ما استيسر . وجملة ما في محل جزم جواب الشرط . استيسر : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . من الهدي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، والتقدير : كانا من الهدي .
65 ـ قال الشاعر : فإذا شربت فإنني مستهلك مالي وعرضي وافر لم يُكلم فإذا : الفاء حرف استئناف ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط خافض لشرطه ، منصوب بجوابه ، مبني على السكون في محل نصب . شربت : فعل وفاعل ، والمفعول به محذوف . والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها . فإنني : الفاء واقعة في جواب الشرط ، وإن حرف توكيد ونصب ، والنون للوقاية ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . مستهلك : خبر إن مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله المبني للمعلوم . وجملة إنني مستهلك لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم . وجملة إذا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة . مالي : مفعول به لمستهلك وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، ومال مضاف ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وعرضي : الواو واو الحال ، وعرض مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، وهو مضاف ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة . وافر : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المستتر في مستهلك ، أو من ياء المتكلم المتصلة بمالي ، والرابط الواو والضمير . لم يكلم : لم حرف نفي وجزم وقلب ، ويكلم فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لمناسبة الروي ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على عرض . والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب مفسرة لوافر ن أو هي في محل رفع خبر ثان للمبتدأ عرضي .
136 ـ قال تعالى : { ومن عاقب بمثل ما عُوقب به ثم بُغِي عليه } . ومن عاقب : الواو حرف استئناف ، ومن اسم شرط جازم ، أو اسم موصول في محل رفع مبتدأ . عاقب : فعل ماض في محل جزم فعل الشرط ، أو لا محل له من الإعراب صلة من . والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . بمثل : جار ومجرور متعلقان بعاقب ، ومثل مضاف . ما : اسم موصول في محل جر مضاف إليه . عوقب : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . به : جار ومجرور : متعلقان بعوقب . وجملة عوقب لا محل لها من الإعراب صلة ما . ثم بغي : ثم حرف عطف مبني على الفتح ، وبغي فعل ماض مبني للمجهول . عليه جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع نائب فاعل . والجملة عطف على جملة عاقب ولها محلها من الإعراب .
66 ـ قال الأعشى : عُلِّقتها عرضا وعُلِّقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل علقتها : علق فعل ماض مبني للمجهول ، وبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل ، وهاء الغائب ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان ، أو في محل نصب على نزع الخافض إذا كان تقدير الكلام : علقت بها . عرضا : حال منصوبة بالفتحة . والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية . وعلقت : الواو حرف عطف ، وعلق فعل ماض مبني على الفتح مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي . رجلا : مفعول به ثان منصوب ، أو هو منصوب على نزع الخافض . والجملة عطف على ما قبلها لا محل لها من الإعراب . غيري : صفة منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وغير مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه . وعلق : الواو حرف عطف ، وعلق فعل ماض مبني على الفتح مبني للمجهول. أخرى : مفعول به ثان مقدم منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، أو منصوب على نوع الخافض . غيرها : صفة منصوبة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . الرجل : نائب فاعل مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة عطف على ما قبلها .
137 ـ قال تعالى : { وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون } . وإذا : الواو واو العطف ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب بجوابه .قرئ : فعل ماض مبني للمجهول . عليهم جار ومجرور متعلقان بقرئ . القرآن نائب فاعل مرفوع بالضمة . وجملة قرئ في محل جر بإضافة إذا إليها . وجملة إذا وما في حيزها عطف على الجملة الحالية قبلها . لا يسجدون : لا نافية لا عمل لها ، ويسجدون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
138 ـ قال تعالى : { وما أرسلوا عليهم حافظين } . وما : الواو واو الحال ، وما نافية لا عمل لها . أرسلوا : فعل ماض مبني للمجهول ، وهو مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعله . والجملة في محل نصب حال من الواو في قالوا في الآية السابقة . عليهم : جار ومجرور متعلقان بحافظين . حافظين : حال منصوبة بالياء .
139 ـ قال تعالى : { وإذا الوحوش حشرت } . وإذا : الواو حرف عطف ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب بجوابه وهو قوله تعالى : ( علمت نفس ما أحضرت ) . الوحوش : نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : حشرت الوحوش . والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها . حشرت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على الوحوش .
140 ـ قال تعالى : { قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن } . قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . أوحي : فعل ماض مبني للمجهول . إليّ : جار ومجرور متعلقان بأوحي . أنه : ان واسمها . استمع : فعل ماض مبني على الفتح . نفر : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة أن وما في حيزها مصدر مؤول في محل رفع نائب فاعل . من الجن جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لنفر . وجملة أوحي وما في حيزها في محل نصب مقول القول .
141 ـ قال تعالى : { ولمَّا سقط في أيديهم } . ولما : الواو حرف استئناف ، ولما ظرفية بمعنى " حين " متضمنة معنى الشرط غير جازمة ، مبنية على السكون في محل نصب . سقط : فعل ماض مبني للمجهول . في أيديهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع نائب فاعل ، وأيدي مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة لما وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
67 ـ قال الشاعر : حيكت على نِيْرين إذ تحاك تختبط الشوك ولا تُشاك حيكت : فعل ماض مبني على الفتح ، وهو مبني للمجهول ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي . على نيرين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في الفعل حيك . أي من نائب الفاعل . إذ : ظرف زمان بمعنى " حين " مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل " حيك " ، وهو مضاف . تحاك : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة . تختبط : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . الشوك : مفعول به منصوب بالفتحة . ولا تشاك : الواو لتزيين اللفظ ، لا نافية لا عمل لها ، تشاك فعل مضارع مبني للمجهول ، مرفوع بالضمة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي .
68 ـ قال الشاعر : ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت ليت : حرف تمني ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . وهل : الواو لتزيين اللفظ ، هل حرف استفهام يفيد النفي ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب . ينفع : فعل مضارع مرفوع بالضمة . شيئا : مفعول به منصوب بالفتحة . ليت : فاعل مرفوع بالضمة لينفع ، وهو مقصود لفظه دون معناه ، لأن الشاعر يعني الحرف ليت في أول البيت . ليت : حرف تمني ونصب ، توكيد للأولى . شبابا : اسم ليت الأول منصوب بالفتحة . بوع : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على شباب . والجملة " ليت شبابا ..إلخ في محل رفع خبر ليت الأولى . فاشتريت : الفاء حرف عطف ، اشتريت فعل وفاعل . والجملة معطوفة على جملة " بوع " .
142 ـ قال تعالى :{ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء }. وقيل : الواو للاستئناف ، قيل فعل ماض مبني للمجهول . يا أرض : يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أرض منادى مبني على الضم في محل نصب . ابلعي : فعل أمر مبني على حذف النون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنتِ ، يعود على الأرض . ماءك : ماء مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه . وجملة " قيل " وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة . وجملة يا أرض ... إلخ في محل رفع نائب فاعل . ويا سماء أقلعي : الواو حرف عطف ، ويا حرف نداء ، أرض منادى مبني على الضم في محل نصب ، أقلعي فعل أمر مبني على حذف النون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، يعود على السماء . والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب . وغيض : الواو حرف عطف ، غيض فعل ماض مبني للمجهول . الماء : نائب فاعل مرفوع بالضمة . والجملة معطوفة على ما قبلها ، لا محل لها من الإعراب .
143 ـ ومنه قوله تعالى : { قضي الأمر } قضى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر على الألف من ظهوره التعذر ، وهو مبني للمجهول . الأمر : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
144 ـ قال تعالى : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } . فإذا : الفاء حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب . نفخ : فعل ماض مبني للمجهول . في الصور : جار ومجرور متعلقان بنفخ . نفخة : نائب فاعل مرفوع بالضمة . واحدة : صفة مرفوعة بالضمة . وجملة " نفخ " ... إلخ في محل جر بإضافة إذا إليها . وجملة " إذا نفخ " ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . 145 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها } وإن : الواو للاستئناف ، إن حرف شرط جازم لفعلين . تعدل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . كل عدل : كل نائب عن المفعول المطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وعدل مضاف إليه مجرور بالكسرة . لا يؤخذ : لا نافية لا عمل لها ، يؤخذ فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وهو مبني للمجهول . منها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع نائب فاعل .
146 ـ قال تعالى : { ولا يقبل منها شفاعة } . ولا : الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها . يقبل فعل مضارع مبني للمجهول ، مرفوع بالضمة . منها : جار ومجرور متعلقان بيقبل . شفالعة : نائب فاعل مرفوع بالضمة . والجملة معطوفة على ما قبلها .
147 ـ نحو قوله تعالى : { وجدوا بضاعتهم ردت إليهم } . وجدوا : فعل ماض مبني على الضم ، والواو في محل رفع فاعله . بضاعتهم : مفعول به أول منصوب بالفتحة ، وبضاعة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ردت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي يعود على بضاعة .إليهم : جار ومجرور متعلقان بردت . وجملة ردت في محل نصب مفعول به ثان لوجدوا .
1 ـ إذا كان الفعل الذي يراد بنائه للمجهول من الأفعال التي تنصب مفعولين من باب أعطى ففي أقامة المفعول الثاني عن الفاعل دون الأول أقوال نستعرضها للفائدة . أ ـ أصح هذه الأقوال وعليه الجمهور : الجواز إذا أمن اللبس . نحو : أُعْطِيَ مالٌ الفقيرَ . والأحسن إقامة المفعول به الأول . وأصل الجملة : أعطى الغني الفقير مالا . ب ـ منع تقديم المفعول به الثاني على الأول ليحل محل الفاعل المحذوف . ج ـ منع تقديم الثاني إذا كان نكرة والأول معرفة ، لن المعرفة أولى بالرفع قياسا على باب كان . د ـ أما الكوفيون فقالوا إذا كان الثاني نكرة والأول معرفة فتقديم الأول قبيح ، وإذا تساويا في التعريف كانا في الحسن سواء . 2 ـ وإن كان الفعل الذي ينصب مفعولين من باب ظن ، أو أعلم الذي ينصب ثلاثة مفاعيل ففي المفعول به الثاني إذا تقدم ليحل محل الفاعل أقوال وهي على النحو التالي : أ ـ جواز التقديم إذا أمن اللبس ، ولم يكن جملة ولا ظرفا ، مع أن الأحسن إقامة الأول . نحو : ظنَّ مسافرٌ خالدا . والأصل : ظننتُ خالدا مسافرا . فقدم المفعول الثاني ليحل محل الفاعل المحذوف . ونحو : أُعلم النبأُ أحمدَ صحيحا والأصل : أعلم محمدٌ أحمدَ النبأَ صحيحا . ب ـ امتناع التقديم إذا وقع اللبس . ظنّ صديقك زيدا . وأعلم عليا الرجلُ مسافرا . أو كان جملة ، أو ظرفا . نحو : ظن فوق المكتب كتابا . وطن عليا أخوه مسافر . ونحو : أُعلم أخاك صديقه في المنزل . ونحو : أُعلم محمدا صديقك أخوه مسافر . ج ـ منع تقديم المفعول به الثاني مطلقا ، وتقديم الأول ، لأنه مبتدأ في الأصل ، وهو أشبه بالفاعل ، فكان بالنيابة عنه أولى . د ـ الجواز بالشروط السابقة ، وبشرط إلا يكون نكرة . فلا يجوز نحو : ظن قائمٌ الرجلَ . 3 ـ وإذا كان الفعل من باب اختار ففي تقديم مفعوله الثاني قولان هما : أ ـ تعيين تقديم الأول ، وقال به أبو حيان وعليه الجمهور ، وهو ما تعدى إليه بنفسه . ب ـ امتناع تقديم الثاني ، فلا يجوز نحو : اختير محمدٌ الطلابَ . 4 ـ أما القول في تقديم غير المفعول به مع وجوده ليحل محل الفاعل ففيه أقوال أيضا : أ ـ يمتنع تقديم غير المفعول به إذا كان موجودا لأنه شريك الفاعل ، وقال بهذا الرأي البصريون . ب ـ والكوفيون والأخفش ، وابن مالك لم يمنعوا التقديم لوروده في قراءة أبي جعفر لقوله تعالى { ليُجْزى أقواما بما كانوا يكسِبون }1 . وقراءة عاصم لقوله تعالى : { نُجِّى المؤمنين }2 . ومنه قول جرير : ولو ولدت فقيرة جرو كلب لَسسُبَّ بذلك الجروِ الكلابا وكان حق الشاعر أن يسند الفعل ( سب ) إلى الكلاب ، لأنه يتعدى إليه بغير حرف الجر ، ولكنه قدم المعمول الثاني للفعل المتعدى إليه بالخرف وهو " بذلك " ، وقد عد صحاب كتاب لباب الإعراب هذا البيت من الشواذ ، وقال عنه ابن جني في خصائصه إنه ضرورة من أقبح الضرورات (3) . 5 ـ إذا نصب الفعل أكثر من مفعول به كأن ينصب مفعولين أو ثلاثة أقيم الأول مقام الفاعل المحذوف على الوجه الصحيح ، أو أحدها كما أوضحنا آنفا ، وفي نصب المفاعيل الباقيه وجوه نذكرها . ــــــــــــ 1 ـ 14 الجاثية . 2 ـ 88 الأنبياء . 3 ـ لباب الإعراب للإسفراييني ص 241 .
أ ـ أن ناصب المفاعيل الباقية هو الفعل المبني للمجهول كما ذكر سيبويه وجمهور النحاة . ب ـ أن المفاعيل الباقية منصوبة على أصلها بفعل الفاعل عندما كان الفعل مبنيا للمعلوم ، وقال بهذا الرأي الزمخشري . ج ـ وذهب الفراء وابن كيسان على أن هذه المفاعيل منصوبة بفعل مقدر . أي : وقَبِل ، وأخذ . د ـ وقال الزجاجي أنها انتصبت على أنها أخبار ما لم يسما فاعلها كما في : كان عليٌّ واقفا . 6 ـ أما المفعول لأجله ففيه وجهان أيضا : أ ـ لا يجوز نيابته عن الفاعل إذا كان منصوبا باتفاق جمهور النحويين . ب ـ فإذا كان المفعول لأجله مجرورا بالحرف في قولا : 1 ـ لا يصح تقديمه لأن المجرور لا يقام ، ولأنه بيان لعلة الشيء ، وذلك لا يكون إلا بعد ثبوت الفعل بمرفوعه . 2 ـ قيل بجواز تقديمه بناء على جواز إقامة المجرور . 7 ـ كما لا يجوز إقامة التمييز مقام الفاعل المحذوف ، وقد جوزه الكسائي ، وهشام . فيقال في نحو : امتلأت الدار رجالا . اُمْتُلِئ رجال ٌ . ومجمل القول كما ذكر أبو حيان : لا يقام في هذا الباب مفعول له (لأجله ) ، ولا مفعول معه ، ولا حال ، ولا تمييز ، لأنها لا يتسع فيها بخلاف المصدر .
نماذج من الإعراب
133 ـ قال تعالى : { كتب عليكم القتال } . كتب : فعل ماض مبني على الفتح ، وهو مبني للمجهول . عليكم : جار ومجرور متعلقان بالفعل كتب . القتال : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
134 ـ قال تعالى : { خلق الإنسان ضعيفا } . وخلق : الواو للاستئناف ، خلق فعل ماض مبني على الفتح ، وهو مبني للمجهول . الإنسان : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . ضعيفا : حال منصوبة بالفتحة .
135 ـ قال تعالى : { فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي} . فإن : الفاء الفصيحة ، وإن حرف شرط جازم . أحصرتم : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط ، والتاء ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل ، والميم علامة الجمع . فما : الفاء واقعة في جواب الشرط ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، والخبر محذوف ، والتقدير : فعليكم ما استيسر . وجملة ما في محل جزم جواب الشرط . استيسر : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . من الهدي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، والتقدير : كانا من الهدي .
65 ـ قال الشاعر : فإذا شربت فإنني مستهلك مالي وعرضي وافر لم يُكلم فإذا : الفاء حرف استئناف ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط خافض لشرطه ، منصوب بجوابه ، مبني على السكون في محل نصب . شربت : فعل وفاعل ، والمفعول به محذوف . والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها . فإنني : الفاء واقعة في جواب الشرط ، وإن حرف توكيد ونصب ، والنون للوقاية ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . مستهلك : خبر إن مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله المبني للمعلوم . وجملة إنني مستهلك لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم . وجملة إذا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة . مالي : مفعول به لمستهلك وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، ومال مضاف ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وعرضي : الواو واو الحال ، وعرض مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، وهو مضاف ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة . وافر : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المستتر في مستهلك ، أو من ياء المتكلم المتصلة بمالي ، والرابط الواو والضمير . لم يكلم : لم حرف نفي وجزم وقلب ، ويكلم فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لمناسبة الروي ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على عرض . والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب مفسرة لوافر ن أو هي في محل رفع خبر ثان للمبتدأ عرضي .
136 ـ قال تعالى : { ومن عاقب بمثل ما عُوقب به ثم بُغِي عليه } . ومن عاقب : الواو حرف استئناف ، ومن اسم شرط جازم ، أو اسم موصول في محل رفع مبتدأ . عاقب : فعل ماض في محل جزم فعل الشرط ، أو لا محل له من الإعراب صلة من . والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . بمثل : جار ومجرور متعلقان بعاقب ، ومثل مضاف . ما : اسم موصول في محل جر مضاف إليه . عوقب : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . به : جار ومجرور : متعلقان بعوقب . وجملة عوقب لا محل لها من الإعراب صلة ما . ثم بغي : ثم حرف عطف مبني على الفتح ، وبغي فعل ماض مبني للمجهول . عليه جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع نائب فاعل . والجملة عطف على جملة عاقب ولها محلها من الإعراب .
66 ـ قال الأعشى : عُلِّقتها عرضا وعُلِّقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل علقتها : علق فعل ماض مبني للمجهول ، وبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل ، وهاء الغائب ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان ، أو في محل نصب على نزع الخافض إذا كان تقدير الكلام : علقت بها . عرضا : حال منصوبة بالفتحة . والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية . وعلقت : الواو حرف عطف ، وعلق فعل ماض مبني على الفتح مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي . رجلا : مفعول به ثان منصوب ، أو هو منصوب على نزع الخافض . والجملة عطف على ما قبلها لا محل لها من الإعراب . غيري : صفة منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وغير مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه . وعلق : الواو حرف عطف ، وعلق فعل ماض مبني على الفتح مبني للمجهول. أخرى : مفعول به ثان مقدم منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، أو منصوب على نوع الخافض . غيرها : صفة منصوبة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . الرجل : نائب فاعل مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة عطف على ما قبلها .
137 ـ قال تعالى : { وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون } . وإذا : الواو واو العطف ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب بجوابه .قرئ : فعل ماض مبني للمجهول . عليهم جار ومجرور متعلقان بقرئ . القرآن نائب فاعل مرفوع بالضمة . وجملة قرئ في محل جر بإضافة إذا إليها . وجملة إذا وما في حيزها عطف على الجملة الحالية قبلها . لا يسجدون : لا نافية لا عمل لها ، ويسجدون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
138 ـ قال تعالى : { وما أرسلوا عليهم حافظين } . وما : الواو واو الحال ، وما نافية لا عمل لها . أرسلوا : فعل ماض مبني للمجهول ، وهو مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعله . والجملة في محل نصب حال من الواو في قالوا في الآية السابقة . عليهم : جار ومجرور متعلقان بحافظين . حافظين : حال منصوبة بالياء .
139 ـ قال تعالى : { وإذا الوحوش حشرت } . وإذا : الواو حرف عطف ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب بجوابه وهو قوله تعالى : ( علمت نفس ما أحضرت ) . الوحوش : نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : حشرت الوحوش . والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها . حشرت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على الوحوش .
140 ـ قال تعالى : { قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن } . قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . أوحي : فعل ماض مبني للمجهول . إليّ : جار ومجرور متعلقان بأوحي . أنه : ان واسمها . استمع : فعل ماض مبني على الفتح . نفر : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة أن وما في حيزها مصدر مؤول في محل رفع نائب فاعل . من الجن جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لنفر . وجملة أوحي وما في حيزها في محل نصب مقول القول .
141 ـ قال تعالى : { ولمَّا سقط في أيديهم } . ولما : الواو حرف استئناف ، ولما ظرفية بمعنى " حين " متضمنة معنى الشرط غير جازمة ، مبنية على السكون في محل نصب . سقط : فعل ماض مبني للمجهول . في أيديهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع نائب فاعل ، وأيدي مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة لما وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
67 ـ قال الشاعر : حيكت على نِيْرين إذ تحاك تختبط الشوك ولا تُشاك حيكت : فعل ماض مبني على الفتح ، وهو مبني للمجهول ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي . على نيرين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في الفعل حيك . أي من نائب الفاعل . إذ : ظرف زمان بمعنى " حين " مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل " حيك " ، وهو مضاف . تحاك : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة . تختبط : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . الشوك : مفعول به منصوب بالفتحة . ولا تشاك : الواو لتزيين اللفظ ، لا نافية لا عمل لها ، تشاك فعل مضارع مبني للمجهول ، مرفوع بالضمة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي .
68 ـ قال الشاعر : ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت ليت : حرف تمني ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . وهل : الواو لتزيين اللفظ ، هل حرف استفهام يفيد النفي ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب . ينفع : فعل مضارع مرفوع بالضمة . شيئا : مفعول به منصوب بالفتحة . ليت : فاعل مرفوع بالضمة لينفع ، وهو مقصود لفظه دون معناه ، لأن الشاعر يعني الحرف ليت في أول البيت . ليت : حرف تمني ونصب ، توكيد للأولى . شبابا : اسم ليت الأول منصوب بالفتحة . بوع : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على شباب . والجملة " ليت شبابا ..إلخ في محل رفع خبر ليت الأولى . فاشتريت : الفاء حرف عطف ، اشتريت فعل وفاعل . والجملة معطوفة على جملة " بوع " .
142 ـ قال تعالى :{ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء }. وقيل : الواو للاستئناف ، قيل فعل ماض مبني للمجهول . يا أرض : يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أرض منادى مبني على الضم في محل نصب . ابلعي : فعل أمر مبني على حذف النون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنتِ ، يعود على الأرض . ماءك : ماء مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه . وجملة " قيل " وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة . وجملة يا أرض ... إلخ في محل رفع نائب فاعل . ويا سماء أقلعي : الواو حرف عطف ، ويا حرف نداء ، أرض منادى مبني على الضم في محل نصب ، أقلعي فعل أمر مبني على حذف النون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، يعود على السماء . والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب . وغيض : الواو حرف عطف ، غيض فعل ماض مبني للمجهول . الماء : نائب فاعل مرفوع بالضمة . والجملة معطوفة على ما قبلها ، لا محل لها من الإعراب .
143 ـ ومنه قوله تعالى : { قضي الأمر } قضى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر على الألف من ظهوره التعذر ، وهو مبني للمجهول . الأمر : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
144 ـ قال تعالى : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } . فإذا : الفاء حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب . نفخ : فعل ماض مبني للمجهول . في الصور : جار ومجرور متعلقان بنفخ . نفخة : نائب فاعل مرفوع بالضمة . واحدة : صفة مرفوعة بالضمة . وجملة " نفخ " ... إلخ في محل جر بإضافة إذا إليها . وجملة " إذا نفخ " ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . 145 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها } وإن : الواو للاستئناف ، إن حرف شرط جازم لفعلين . تعدل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . كل عدل : كل نائب عن المفعول المطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وعدل مضاف إليه مجرور بالكسرة . لا يؤخذ : لا نافية لا عمل لها ، يؤخذ فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وهو مبني للمجهول . منها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع نائب فاعل .
146 ـ قال تعالى : { ولا يقبل منها شفاعة } . ولا : الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها . يقبل فعل مضارع مبني للمجهول ، مرفوع بالضمة . منها : جار ومجرور متعلقان بيقبل . شفالعة : نائب فاعل مرفوع بالضمة . والجملة معطوفة على ما قبلها .
147 ـ نحو قوله تعالى : { وجدوا بضاعتهم ردت إليهم } . وجدوا : فعل ماض مبني على الضم ، والواو في محل رفع فاعله . بضاعتهم : مفعول به أول منصوب بالفتحة ، وبضاعة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ردت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي يعود على بضاعة .إليهم : جار ومجرور متعلقان بردت . وجملة ردت في محل نصب مفعول به ثان لوجدوا .
تعريف المفعول به : كل اسم منصوب يدل على من وقع عليه فعل الفاعل دون تغيير معه في صورة الفعل . نحو : كتب الطالب الدرس ، وجنى المزارع الفاكهة . 1 ـ ومنه قوله تعالى : { لا نشتري به ثمنا }2 . وقوله تعالى : { قد بلغت من لدنا عذرا }3 .
حكمه : واجب النصب . العامل فيه : الأصل أن يعمل الفعل في المفعول به النصب ، غير أن هناك من يعمل عمل الفعل وهو : ـ 1 ـ اسم الفاعل . نحو : جاء الشاكر نعمتك ، وأقبل جندي حامل سلاحه . 2 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام }4 . وقوله تعالى : { وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد }5 . ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . أمنجز أنت وعدا قد وثقت به أم اقتفيتم جميعا وعد عرقوب فالكلمات " نعمتك ، وسلاحه ، والبيت ، وذراعيه ، ووعدا " جميعها مفاعيل بها العامل ـــــــــــــ 1 ـ 106 المائدة . 2 ـ 106 المائدة . 3 ـ 76 الكهف . 4 ـ 2 المائدة . 5 ـ 18 الكهف .
فيها أسماء الفاعلين ، وهي على الترتيب : الشاكر ، حامل ، آمين ، باسط ، منجز . 2 ـ اسم المفعول المشتق من الفعل المتعدي لمفعولين . نحو : محمد مكسو أخوه ثوبا ، وأحمد مُخْبَرٌ أبوه الامتحان قريبا . فكلمة " ثوبا ، والامتحان " كل منهما مفعول به منصوب باسم المفعول : مكسو ، ومخبر . لأن اسمي المفعول السابقين كل منهما مشتق من فعل متعد لمفعولين ، فالمفعول الأول وقع نائبا للفاعل لكون اسم المفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول ، والثاني بقي مفعولا به . 3 ـ المصدر . نحو قولهم : حبك الشيء يعمي ويصم . ونحو : يسعدني إكرامك الضيف . 3 ـ ومنه قوله تعالى : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما }1 . فالكلمات " الشيء ، والضيف ، ويتيما " جاءت مفاعيل بها منصوبة للمصادر : حب ، وإكرام ، وإطعام ، وجميعها عملت عمل أفعالها المتعدية . 4 ـ صيغ المبالغة . نحو : أنت حمالٌ الضر ، والكريم منحارٌ إبله لضيوفه . 1 ـ ومنه قول القلاح بن حزن : ـ أخا الحرب لباسا إليها جلالها وليس بولاج الخوالف أعقلا فالكلمات " الضر ، وإبله ، وجلالها " جاء كل منها مفعولا به لصيغة المبالغة : حمال في المثال الأول ، ومنحار في المثال الثاني ، ولباس في بيت الشعر . لأن صيغ المبالغة إذا اشتقت من أفعال متعدية عملت عمل أفعالها المتعدية ، فترفع فاعلا ، وتنصب مفعولا به . 5 ـ صيغ التعجب . نحو : ما أجمل القمر ، وما أكرم محمدا . 4 ـ ومنه قوله تعالى : { فما أصبرهم على النار }2 . وقوله تعالى : { قتل الإنسان ما أكفره }3 . ـــــــــــ 1 ـ 14 ، 15 البلد . 2 ـ 175 البقرة . 3 ـ 17 عبس
ومنه قول الشاعر : فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل فالكلمات " القمر ، ومحمدا ، والضمير في أصبرهم ، والضمير في أكفره ، والإخوان" وقعت مفاعيل بها لأفعال التعجب التي سبقتها وهي : أجمل ، وأكرم ، وأصبر ، وأكفر ، وأكثر . 6 ـ اسم الفعل . نحو : دونك الكتاب . ومنه قوله تعالى : { عليكم أنفسكم }1 . 5 ـ وقوله تعالى : { قل هلم شهداءكم الذين يشهدون }2. فـ " الكتاب ، وأنفسكم ، وشهداءكم " مفاعيل بها لأسماء الأفعال : دونك ، وعليكم ، وهلمَّ ، لأنها تعمل عمل الفعل .
أنواع المفعول به : ـ 1 ـ الأصل في المفعول به أن يكون اسما ظاهرا . نحو : كتب الطالب الواجب . ومنه قوله تعالى : { لا نشتري به ثمنا }3 . وقوله تعالى : { الذي أحلنا دار المقامة }4 . وقوله تعالى : { الذي جعل لكم الأرض فراشا }5 . وقوله تعالى : { إذ ابتلى إبراهيم ربه }6 . فالكلمات " الواجب ، وثمنا ، ودار ، والأرض ، وفراشا ، وإبراهيم " جميعها مفاعيل بها جاءت أسماء ظاهرة . 2 ـ يأتي المفعول به ضميرا متصلا ، أو منفصلا . مثال المتصل : صافحتك ، أنت أكرمتني ، أنا كافأته . ــــــــــــــــــ 1 ـ 105 المائدة . 2 ـ 150 الأنعام . 3 ـ 106 المائدة . 4 ـ 35 فاطر . 5 ـ 22 البقرة . 6 ـ 124 البقرة .
6 ـ ومنه قوله تعالى : { هو الذي يصوركم في الأرحام }1 . وقوله تعالى : { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى }2 . وقوله تعالى : { عسى ربي أن يهديني }3 . فالضمائر المتصلة وهي : الكاف في صافحتك ، والياء في أكرمتني ، والهاء في كافأته ، والكاف في يصوركم ، والهاء في جمعهم ، والياء في يهديني ، وقعت جميعها في محل نصب مفاعيل بها للأفعال المتصلة بها . ومثال الضمير المنفصل : 7 ـ قوله تعالى : { إياك نعبد وإياك نستعين }4 . وقوله تعالى : { إيانا يعبدون }5 . وقوله تعالى : { وإياي فارهبون }6 . فالضمائر المنفصلة " إياك ، وإياك ، وإيانا ، وإياي " وقعت جميعها في محل نصب مفاعيل بها للأفعال التي تلتها وهي : نعبد ، ونستعين ، ويعبدون ، وفارهبون . 3 ـ المصدر المؤول بالصريح . وهو كل فعل مضارع مسبوق بأن المصدرية ، أو كل جملة مكونة من " إن " المشبهة بالفعل ومعموليها . مثال المصدر المسبوك من أن والفعل : نقدر أن تعمل واجبك أولا بأول . 8 ـ ومنه قوله تعالى : { أ فأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا }7 . وقوله تعالى : { وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب }8 . وقوله تعالى : { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة }9 . فالمصدر المؤول : أن تعمل ، وتقديره : عمل ، وأن يأتيهم وتقديره : إيتاء أو آتيان ، وأن يجعلوه ، وتقديره : جعل ، وأن تذبحوا ، وتقديره : ذبح ، وقعت كلها في محل نصب مفاعيل بها . ـــــــــــــــــ 1 ـ 6 آل عمران . 2 ـ 35 الأنعام . 3 ـ 22 القصص . 4 ـ 5 الفاتحة . 5 ـ 63 القصص . 6 ـ 40 البقرة . 7 ـ 97 الأعراف . 8 ـ 15 يوسف . 9 ـ 67 البقرة .
ومثال المصدر المؤول من أن ومعموليها : أثبت المعلم أن التجربة خاطئة . والتقدير : أثبت خطأ التجربة . ونحو : عرفت أن الأسد لا يأكل الجيف . والتقدير : عدم أكل الأسد الجيف . 9 ـ ومنه قوله تعالى : { زعمتم أنهم فيكم شركاء }1 . وقوله تعالى : { ليعلموا أن وعد الله حق }2 . والتقدير في الآية الأولى : زعمتموهم شركاء ، فالضمير مفعول أول ، وشركاء مفعول ثان ، لأن زعم يتعدى لمفعولين . وفي الآية الثانية : ليعلموا وعد الله حقا ، فالمفعول الأول : وعد ، والمفعول الثاني : حقا ، لأن علم متعد لمفعولين . ي ـ ت ـ ب ـ ع ->>>
حذف المفعول به : ـ 1 ـ يجوز حذف المفعول به إذا دل عليه دليل . 10 ـ نحو قوله تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }3 . والتقدير : يزعمونهم شركاء . وقوله تعالى : { وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء }4 . فـ " شركاء " مفعول يتبع ، وأما مفعول يدعون فهو محذوف لفهم المعنى ، وتقديره : آلهة ، وقد جوزوا أن تكون " ما " استفهامية مفعول يتبع ، وشركاء مفعول يدعون ، ولا حذف في الآية . وقوله تعالى : { فإن يخرجوا منها فإنا داخلون }3 . والتقدير : داخلوها . 2 ـ يحذف المفعول به طلبا للاختصار . ـــــــــــــ 1 ـ 94 الأنعام . 2 ـ 21 الكهف . 3 ـ 62 القصص . 4 ـ 66 يونس . 5 ـ 22 المائدة .
11 ـ نحو قوله تعالى : { ما ودعك ربك وما قلى }1 . وقوله تعالى : { ألم يجدك يتيما فآوى }2 . والتقدير : قلاك ، وآواك ، وهو عائد على الرسول صلى الله عليه وسلم . 3 ـ يحذف اقتصارا . 12 ـ كقوله تعالى : { ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون }3 . والتقدير : وهم من ذوي العلم ، وقد يكون الحذف للاختصار ، والتقدير : يعلمون كذبهم . ومنه قوله تعالى : { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله }4 . فقد حذف مفعول يعلمون اقتصارا ، لأن المقصود إنما هو نفي نسبة العلم إليهم ، لا نفي علمهم بشيء مخصوص ، فكأنه قيل : وقال الذين ليس لهم سجية في العلم لفرط غباوتهم {5} . ويراد بالاختصار الحذف لدليل ، وبالاقتصار الحذف لغير دليل . 4 ـ يحذف المفعول به بعد لو شئت . 13 ـ نحو قوله تعالى : { فلو شاء لهداكم أجمعين }6 . والتقدير : لو شاء هدايتكم . وقوله تعالى : { ولو نشاء لطمسنا على أعينهم }7 . فالمفعول به محذوف تقديره : لو نشاء طمسها . 5 ـ ويحذف بعد نفي العِلْم . 14 ـ كقوله تعالى : { ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون }8 . والتقدير : لا يعلمون أنهم السفهاء . فالمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل نصب مفعول به محذوف . ومنه قوله تعالى : { ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون }9 . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 2 الضحى . 2 ـ 5 الضحى . 3 ـ 75 آل عمران . 4 ـ 118 البقرة . 5 ـ البحر المحيط ج1 ص366 ، ودراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الثالث ج2 ص214 ، للشيخ عبد الخالق عظيمة . 6 ـ 149 الأنعام . 7 ـ 66 يس . 8 ـ 13 البقرة . 9 ـ 85 الواقعة .
والتقدير : لا تبصرون الحق . 6 ـ ويحذف إذا كان المفعول به عائدا على الموصول . 15 ـ نحو قوله تعالى : { أ هذا الذي بعث الله رسولا }1 . والتقدير : بعثه . 7 ـ كما يكثر حذفه في الفواصل . 16 ـ نحو قوله تعالى : { ووجدك ضالا فهدى }2 . وقوله تعالى : { ووجدك عائلا فأغنى }3 . والتقدير : فهداك ، فأغناك .
حذف العامل في المفعول به : ـ 1 ـ يجوز حذف عامل المفعول به إذا دلت عليه قرينة ، وذلك في جواب الاستفهام . نحو : من ضربت ؟ فتقول : خالدا ، والتقدير : ضربت خالدا . فحذفنا الفعل لدلالة ما قبله عليه وهو : من ضربت ؟ ويجوز الحذف إذا دلت عليه القرينة في غير جواب الاستفهام . 17 ـ نحو قوله تعالى : { ولوطا إذ قال لقومه }4 . فـ " لوط " منصوب بإضمار الفعل " وأرسلنا " . 18 ـ وقوله تعالى : { ولسليمان الريح عاصفة }5 . فـ " الريح " مفعول به على إضمار " سخرنا " 19 ـ وقوله تعالى : { ومريم ابنة عمران الني أحصنت فرجها }6 . فـ " مريم " مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : واذكر مريم . 2 ـ يجب حذف عامل المفعول به إذا تقدم المفعول به على فعل عمل في الضمير المتصل العائد عليه . نحو : محمدا أكرمته . ــــــــــــــــــ 1 ـ 41 الفرقان . 2 ـ 6 الضحى . 3 ـ 7 الضحى . 4 ـ 28 العنكبوت . 5 ـ 81 الأنبياء . 6 ـ 12 التحريم .
20 ـ ومنه قوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها }1 . فـ " الأرض " مفعول به لفعل واجب الحذف يفسره ما بعده ، والتقدير : ودحا الأرض . ومنه قوله تعالى : { والجبال أرساها }2 . والتقدير : أرسى الجبال ، وفسره الفعل الموجود . تقديم المفعول به وتأخيره : ـ أولا ـ جواز التقديم : الأصل في المفعول به أن يكون مؤخرا ، وأن يتقدم عليه فعله وفاعله ، كما بينا ذلك في باب الفاعل ، غير أنه يجوز تقديم المفعول به على فعله ، وفاعله إذا أمن اللبس . نحو : كسر زجاجا التلميذ ، وكتب الواجب الطالب . ونحو : درسا كتب الطالب ، وزجاجا كسر التلميذ . ففي المثالين اللذين تقدم فيهما المفعول به على فاعله لا خلاف في تجويزه ، لأمن اللبس . ومثله قولهم : خرق الثوب المسمار . إذ لا يعقل أن يكون الثوب هو الفاعل لأن المسمار هو الذي يخرق ، وكذا لا يعقل أن يكسر الزجاج التلميذ ، ولا يكتب الدرس الطالب ، لأن كل من الزجاج والدرس هما المفعول بهما أصلا . أما في تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا ، قد يوهم أن يكون مبتدأ ، غير أنه في المثالين السابقين ، وما شابهّما لا يصح أن يكونا مبتدأين لأن كل منهما نكرة ولا مسوغ للابتداء بها إلا إذا أفادت . أما إذا كان المفعول به المقدم على فعله وفاعله معرفة . نحو : الدرس كتب الطالب ، والزجاج كسر المهمل . يصح في كل منهما أن يكون في موضع المبتدأ ، إذ لا مانع للبس في هذه الحالة بين المفعول به ، وبين المبتدأ ، فكل منهما يجوز فيه أن يكون مفعولا به ، ويجوز فيه أن يكون مبتدأ ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره ، فتدبر . ـــــــــ 1 ـ 30 النازعات . 2 ـ 32 النازعات .
ثانيا ـ وجوب التقديم : 1ـ يجب تقديم المفعول به على الفاعل إذا كان الفاعل محصورا بـ " ما أو إنما " . نحو : ما أكل الطعام إلا محمد . ونحو : إنما كتب الدرس المجتهد . 21 ـ ومنه قوله تعالى : { وما يعلم جنود ربك إلا هو }1 . 2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا بالفعل ، والفاعل اسما ظاهرا . نحو : كافأك المدير ، وأكرمني صديقي ، وشكره عليّ . 22 ـ ومنه قوله تعالى : ( لا يحطمنكم سليمان وجنوده }2 . وقوله تعالى : ( يوم يغشاهم العذاب }3 . 2 ـ ومنه قول أبي فراس الحمداني : سيذكرني قومي إذا جد جدهُمُ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر 3 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به . نحو : أخذ الكتاب صاحبه . ومنه قولهم : إعط القوس باريها . 23 ـ ومنه قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ }4 . فـ " الكتاب ، والقوس ، وإبراهيم " مفاعيل بها تقدمت على فاعليها لاتصال فاعل كل منها بضمير يعود عليها ، فلو قدمنا الفاعل وأخرنا المفعول به لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، وهو غير جائز لأن الأصل أن يتقدم الاسم ويتأخر الضمير العائد عليه .
ثالثا ـ وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا : ـ 1 ـ يجب تقديم المفعول به على فعله ، وفاعله إذا كان ضمير منفصلا . نحو قوله تعالى : { إياك نعبد }5 ، وقوله تعالى : { وإياى فارهبون }6 . ـــــــــــــــ 1 ـ 31 المدثر . 2 ـ 18 النمل . 3 ـ 55 العنكبوت . 4 ـ 124 البقرة . 5 ـ 5 الفاتحة . 6 ـ 40 البقرة .
وقوله تعالى : { إيانا تعبدون }1 . 2 ـ إذا كان المفعول به من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام . كأسماء الشرط . نحو : أياً تصاحب أصاحب . 24 ـ ومنه قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }2 . وقوله تعالى : { من تدخل النار فقد أخزيته }3 . أو أضيف إلى أسماء الشرط . نحو : كتابَ أي عالم تقرا تستفد . وأسماء الاستفهام . نحو : من قابلت ؟ 25 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي }4 . أو أضيف إلى أسماء الاستفهام . نحو : كتاب من استعرت ؟ 3 ـ إذا كان المفعول به كم ، أو كأين الخبريتين ، وما أضيف إليهما . نحو : كم من دروس قرأت ولم تستفد . ونصيحة كم صديق سمعت ولم تتعظ . 26 ـ ومنه قوله تعالى : { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرون }5 . وقوله تعالى : { وكم أرسلنا من نبي في الأولين }6 . فـ " كم " في الآيتين وقعت كل منهما في موضع نصب مفعول به ، الأولى للفعل أهلكنا ، والثانية للفعل أرسلنا . ومثال كأين : كأين من صديق عرفت . والتقدير عرفت كأين من صديق . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 28 يونس . 2 ـ 106 البقرة . 3 ـ 192 آل عمران . 4 ـ 133 البقرة . 5 ـ 6 الأنعام . 6 ـ 6 الزخرف .
نماذج من الإعراب
1ـ قال تعالى : { لا نشتري به ثمنا } . لا نشتري : لا نافية لا عمل لها ، نشتري فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن . والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم . به : جار ومجرور متعلقان بـ " نشتري " . ثمنا : مفعول به منصوب بالفتحة .
2ـ قال تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } . ولا : الواو حرف عطف ، ولا ناهيه جازمة معطوفة على ما قبلها . آمين : مفعول به لفعل محذوف ـ هذا عند البعض ـ وهو صفة لموصوف محذوف ـ عند البعض الآخر ـ وأظنه أوجه وأحسن . إذ التقدير : ولا تحلوا قوما آمين أو قاصدين {1} ، لآن آمين بمعنى قاصدين ، والمعنى : لا تحلوا قتالهم ماداموا قاصدين البيت الحرام . وسواء أكان " آمين " مفعولا به ، أم صفة لمفعول به محذوف ، فهو على الوجهين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هم يعود على الذين آمنوا ، لأن اسم الفاعل يعمل عمل فعله . البيت : مفعول به لاسم الفاعل " آمين " . الحرام : صفة البيت منصوبة بالفتحة الظاهرة .
3 ـ قال تعالى : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما } . أو إطعام : أو حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وإطعام معطوف على " فك رقبة " مرفوع مثله ، لأن " فك " خبر لمبتدأ محذوف {2} ، والتقدير : هو فك ، وإطعام مصدر منون يعمل عمل فعله ، ولا ضمير فيه ، لأن المصادر لا تتحمل الضمائر كالمشتقات الوصفية الأخرى . في يوم : جار ومجرور متعلقان بـ " إطعام " . ذي مسغبة : ذي صفة ليوم مجرورة مثله ، وعلامة الجر الياء ، لأنه من الأسماء الستة ، وذي مضاف ومسغبة مضاف إليه مجرور بالكسرة . يتيما : مفعول به للمصدر " إطعام " منصوب بالفتحة الظاهرة .
1 ـ قال الشاعر : أخا الحرب لباسا إليها جلالها وليس بولاّج الخوالف أعقلا أخا الحرب : حال منصوبة بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو حال من الضمير المستتر في قوله بـ " أرفع " ، أو من الضمير المنصوب محلا بـ " إن " في قوله : فإنني ، وكلاهما في البيت السابق للبيت الذي نحن بصدد إعرابه وهو قوله : فإن تك فاتتك السماء فإنني بأرفع ما حولي من الأرض أطولا وأخا مضاف ، والحرب مضاف إليه مجرور بالكسرة . لباسا : حال ثانية منصوبة بالفتحة ، وهي صيغة مبالغة من الفعل " لبس " تعمل عمل فعلها ، وفاعلها ضمير مستتر فيها جوازا تقديره : هو . إليها : جار ومجرور متعلقان بـ " لباس " . جلالها : مفعول به لصيغة المبالغة لباس ، منصوب بالفتحة ،وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وليس : الواو حرف عطف ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . ــــــــــــــــــ 1 ـ البحر المحيط ج3 ص 420 . 2 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص 287 ، والبحر المحيط ج8 ص 473 .
بولاج : الباء حرف جر زائد ، ولاج خبر ليس منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهرها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، وهو مضاف . الخوالف : مضاف غليه مجرور بالكسرة ، وهو من باب إضافة الوصف إلى معموله . أعقلا : خبر ثان لـ " ليس " منصوب بالفتحة . الشاهد قوله : لباسا إليها جلالها . حيث عملت صيغة المبالغة عمل الفعل ، فرفعت فاعلا ، ونصبت مفعولا به .
4 ـ قال تعالى : { فما أصبرهم على النار } . فما : الفاء حرف عطف ، أو استئناف ، ما نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ ، وهي تعجبية ، وما ذكرنا أصح الوجوه . أصبرهم : أصبر فعل ماض جامد ، مبني على الفتح فعل التعجب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : هو يعود على ما . وقدر الفاعل مع الفعل وجوبا بصورة خاصة . والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . والجملة الفعلية في محل رفع خبر ما . على النار : جار ومجرور متعلقان بـ " أصبرهم " .
5 ـ قال تعالى : { قل هلم شهداءكم الذين يشهدون } . قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . هلم : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى أقبل ، أو أقبلوا ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنتم . شهداءكم : شهداء مفعول به لاسم الفعل ، لأنه يعمل عمل فعله ، وشهداء مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والميم علامة الجمع . الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة لشهداء ، ويصح أن يكون بدلا . يشهدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة : هلم ... إلخ في مجل نصب مقول القول . وجملة : قل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
6 ـ قال تعالى : { هو الذي يصوركم في الأرحام } . هو : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ . الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر . يصوركم : يصور فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . في الأرحام : جار ومجرور متعلقان بـ " يصوركم " . والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
7 ـ قال تعالى : { إياك نعبد } . إياك : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله . نعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن .
8 ـ قال تعالى : { أ فأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا } . أ فأمن : الهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والمعطوف عليه قوله تعالى : { فأخذناهم بغتة } في الآية 95 ، وما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراض ، وفي مثل هذا التركيب يكون حرف العطف في نية التقديم ، وإنما تأخر ، وتقدمت عليه الهمزة لقوة تصدرها في أول الكلام ، وأمن فعل ماض مبني على الفتح . أهل القرى : أهل فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والقرى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . أن يأتيهم : أن حرف مصدري ونصب ، يأتي فعل مضارع منصوب ، وعرمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله . والمصدر المؤول من " أن والفعل " في محل نصب مفعول به لـ " أمن " . بأسنا : بأس فاعل ليأتي ، مرفوع بالضمة ، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . بياتا : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة ، أو ظرف زمان منصوب .
9 ـ قال تعالى : { زعمتم أنهم فيكم شركاء } . زعمتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، ينصب مفعولين ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعله ، والميم علامة الجمع ، وجملة : زعمتم ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . أنهم : أن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . فيكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من " شركاء " وهو في الأصل صفة له ، ولما تقدم عليه أعرب حالا ، لأنه لا يصح تقديم الصفة على الموصوف ، بحكم أنها تابع . شركاء : خبر أن مرفوع بالضمة . والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي زعم ، لأن زعم لم يرد في القرآن الكريم ناصبا لمفعولين صريحين .
10 ـ قال تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } . أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم . شركائي : مبتدأ مؤخر ، والياء في محل جر بالإضافة . الذين : اسم موصول في محل رفع صفة لشركائي . كنتم : كان واسمها ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تزعمون في محل نصب خبر كان ، ومفعولا تزعمون محذوفان ، والتقدير : تزعمونهم شركائي .
11 ـ قال تعالى : { ما ودعك ربك وما قلى } . ما ودعك : ما حرف نفي لا محل له من الإعراب ، وهو جواب القسم ، وودعك فعل ماض ومفعول به . ربك : رب فاعل ، والضمير في محل جر بالإضافة . وجملة ما ودعك لا محل لها من الإعراب جواب القسم . وما قلى : معطوفة على ما ودعك لا محل لها من الإعراب . وفاعل قلى ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والمفعول به محذوف اختصاراً تقديره قلاك .
12 ـ قال تعالى : { ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون } . ويقولون : الواو حرف استئناف ، ويقولون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . على الله : جار ومجرور متعلقان بيقولون . الكذب : مفعول به على التضمين منصوب بالفتحة ، لأن معنى يقولون يفترون ، والأحسن أن تعرب الكذب نائباً عن المفعول المطلق مبيناً لصفته ، والتقدير : يقولون القول المكذوب ، وجملة يقولون لا محل لها من الإعراب مستأنفة . وهم يعلمون : الواو للحال ، وهم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، ويعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والمفعول بع محذوف اقتصاراً تقديره يعلمونه . وجملة يعلمون في محل رفع خبر ، وجملة هم يعلمون في محل نصب حال .
12 ـ قال تعالى : { فلو شاء لهداكم أجمعين } . فلو : الفاء حرف عطف ، ولو حرف شرط غير جازم . شاء : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والمفعول به محذوف ، والتقدير : لو شاء هدايتكم . لهداكم : اللام واقعة في جواب لو ، وهداكم فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وكاف المخاطبين في محل نصب مفعول به ، وجملة هداكم لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم . أجمعين : توكيد معنوي للضمير في هداكم منصوب بالياء . وجملة لو شاء معطوفة على ما قبلها .
14 ـ قال تعالى : { ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون } . ألا إنهم : ألا حرف استفتاح وتنبه مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له ، وإنهم إن واسمها في محل نصب . هم : ضمير فصل أو عماد لا محل من الإعراب ، ويجوز أن نعربه مبتدأ ، والسفهاء خبره ، والجملة في محل رفع خبر إن . ولكن : الواو حرف عطف ، ولكن مخففة من الثقيلة لا عمل لها ، لمجرد الاستدراك . لا يعلمون : لا نافية لا عمل لها ، ويعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والمفعول به محذوف بعد العلم المنفي تقديره لا يعلمون أنهم السفهاء ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
15 ـ قال تعالى : { أ هذا الذي بعث الله رسولاً } . أ هذا : الهمزة للاستفهام الإنكاري ، وهذا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . الذي : اسم موصول في محل رفع خبر . بعث : فعل ماض . الله : لفظ الجلالة فاعل ، وجملة بعث لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره بعثه . رسولاً : حال منصوبة بالفتحة ، ويجوز أن يكون بمعنى مرسل ، وأن يكون مصدراً حذف منه المضاف ، والتقدير : ذا رسول وهو الرسالة . وجملة أ هذا وما في حيزها في محل نصب على الحال من الواو في يتخذونك في أول الآية على تقدير القول أي : قائلين .
16 ـ قال تعالى : { ووجدك ضالاً فهدى } 6 الضحى . ووجدك : الواو حرف عطف ، ووجدك فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف في محل نصب مفعول به ، والجملة معطوفة على ما قبلها . ضالاً : مفعول به ثان منصوب ، أو حال . فهدى : الفاء حرف عطف ، وهدى فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والمفعول به محذوف في الفواصل ، والتقدير : فهداك .
17 ـ قال تعالى : { ولوطا إذ قال لقومه } . ولوطا : الواو حرف استئناف ، لوطا مفعول به منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره : أرسلنا ، أو اذكر لوطا ، ويجوز أن تكون الواو للعطف ، ولوطا معطوف على نوح ، أو على الضمير في أنجيناه . إذ قال : إذ بدل اشتمال من " لوطا " مبنية على السكون في محل نصب ، والمعنى : واذكر إذ قال لقومه ، قال فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . والجملة في محل جر مضاف إليه بإضافة إذ إليها . لقومه : جار ومجرور متعلقان بـ " قال " ، وقوم مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
18 ـ قال تعالى : { ولسليمان الريح عاصفة } . ولسليمان : الواو للاستئناف ، لسليمان جار ومجرور ، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وختمه بالألف والنون ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف ، تقديره : سخرنا . الريح : مفعول به لسخرنا المحذوف ، والتقدير : سخرنا الريح . عاصفة : حال من الريح منصوبة بالفتحة . وجملة : لسليمان ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
19 ـ قال تعالى : { ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها } . ومريم : الواو حرف عطف ، ومريم مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر ، أو معطوفة على امرأة فرعون منصوبة مثلها . ابنة عمران : ابنة بدل منصوب بالفتحة ، وابنة مضاف ، وعمران مضاف إليه مجرور بالفتحة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون . التي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة لمريم . أحصنت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي . فرجها : مفعول به ، ومضاف إليه . وجملة أحصنت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد الضمير ، والتقدير : حفظته من الرجال .
20 ـ قال تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها } . والأرض : الواو للاستئناف ، الأرض مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : ودحا الأرض . بعد ذلك : بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة ، متعلق بـ " دحاها " الآتي ، وهو مضاف ، وذلك اسم إشارة مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه . دحاها : دحا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة ، والهاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
21 ـ قال تعالى : { وما يعلم جنود ربك إلا هو } . وما : الواو للاستئناف ، وما نافية لا عمل لها . يعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة . جنود : مفعول به تقدم على فاعله ، وهو مضاف . ربك : رب مضاف إليه مجرور ، ورب مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . إلا : أداة حصر لا عمل لها . هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل . والجملة لا محل لها مستأنفة .
22 ـ قال تعالى : { لا يحطمنكم سليمان وجنوده } . لا يحطمنكم : لا نافية لا عمل لها ، يحطمنكم فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الضم في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله لاتصاله بالفعل ، والميم علامة الجمع . سليمان : فاعل مرفوع بالضمة . وجنوده : الواو حرف عطف ، وجنود معطوفة على سليمان مرفوعة مثلها . وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
23 ـ قال تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه } . وإذ : الواو حرف عطف ، أو استئناف ، إذا كان الكلام موجها إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره : اذكر ، مبني على السكون في محل نصب ، ابتلى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . إبراهيم : مفعول به منصوب بالفتحة تقدم على فاعله ، لاتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول به . ربه : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : ابتلى ... إلخ في محل جر بإضافة إذا إليها . وجملة : إذ ابتلى ... معطوفة على ماقبلها ، أو لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
2 ـ قال الشاعر : سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقر البدر سيذكرني : السين حرف استقبال ، ويذكر فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به مقدم على فاعله . قومي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة . إذا جد : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه المحذوف دل عليه سيذكرني في أول البيت ، وجد فعل ماض ، وجملة جد في محل جر بإضافة إذا إليها . جدهم : فاعل ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجواب الشرط المحذوف لا محل له من الإعراب ، لأنه جواب لشرط غير جازم . وفي الليلة الظلماء : الفاء حرف عطف ، وفي الليلة جار ومجرور متعلقان بيفتقد ، والليلة مضاف ، والظلماء مضاف إليه مجرور . ويجوز أن يكون شبه الجملة متعلق بمحذوف حال من البدر على نية التقديم والتأخير ، والله أعلم . يفتقد : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة . البدر : نائب فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة يفتقد وما في حيزها معطوفة على ما قبلها ، والتقدير : ويفتقد البدر في الليلة الظلماء . الشاهد قوله : سيذكرني قومي ، حيث تقدم المفعول به وجوبا على الفاعل لأنه ضمير متصل بالفعل .
24 ـ قال تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها } . ما ننسخ : اسم شرط جازم لفعلين في محل نصب مفعول به مقدم للنسخ ، وننسخ فعل الشرط مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن . من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لاسم الشرط ، لأن اسم الشرط نكرة ، والمعنى : أي شيء ننسخ من الآيات ، ويجوز أن تكون من آية في موضع نصب على التمييز ، وقد أعربها ابن هشام في محل نصب على الحال ، وكل ذلك جائز وليس ببعيد . أو ننسها : أو حرف عطف ، وننسها فعل مضارع معطوف على ننسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون الذي لم يظهر لتسهيل الهمزة ، والأصل ننسئها أي نرجئها ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن ، والهاء في محل نصب مفعول به . نأت : جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن . بخير : جار ومجرور متعلقان بنأت . منها : جار ومجرور متعلقان بخير ، لأن خير اسم تفضيل .
25 ـ قال تعالى : { إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي } . إذ : إذ ظرف لما مضى من الزمان بدل من إذ في أول الآية متعلق بالموت . قال : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة قال في محل جر لإضافة إذ إليها . لبنيه : جار ومجرور متعلقان بقال ، والهاء في محل جر بالإضافة . ما : اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم لتعبدون . تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعبدون في محل نصب مقول القول . من بعدي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الفاعل ، وبعد مضاف ، والياء في محل جر بالإضافة .
26 ـ قال تعالى : { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن } . ألم : الهمزة للاستفهام التقريري والتوبيخي في وقت واحد ، ولم حرف نفي وجزم وقلب . يروا : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والرؤيا إما بصرية أو علمية . كم أهلكنا : كم خبرية أو استفهامية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لأهلكنا ، وأهلكنا فعل وفاعل ، وجملة أهلكنا سدت مسد مفعول أو مفعولي الرؤيا . من قبلهم : جار ومجرور ، ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من فاعل أهلكنا . من قرن : من حرف جر ، وقرن تمييز كم مجرور لفظاً منصوب محلاً . وجملة ألم يروا وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للشروع في توبيخ اللذين لا يؤمنون .
ثانيا ـ وجوب التقديم : 1ـ يجب تقديم المفعول به على الفاعل إذا كان الفاعل محصورا بـ " ما أو إنما " . نحو : ما أكل الطعام إلا محمد . ونحو : إنما كتب الدرس المجتهد . 21 ـ ومنه قوله تعالى : { وما يعلم جنود ربك إلا هو }1 . 2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا بالفعل ، والفاعل اسما ظاهرا . نحو : كافأك المدير ، وأكرمني صديقي ، وشكره عليّ . 22 ـ ومنه قوله تعالى : ( لا يحطمنكم سليمان وجنوده }2 . وقوله تعالى : ( يوم يغشاهم العذاب }3 . 2 ـ ومنه قول أبي فراس الحمداني : سيذكرني قومي إذا جد جدهُمُ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر 3 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به . نحو : أخذ الكتاب صاحبه . ومنه قولهم : إعط القوس باريها . 23 ـ ومنه قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ }4 . فـ " الكتاب ، والقوس ، وإبراهيم " مفاعيل بها تقدمت على فاعليها لاتصال فاعل كل منها بضمير يعود عليها ، فلو قدمنا الفاعل وأخرنا المفعول به لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، وهو غير جائز لأن الأصل أن يتقدم الاسم ويتأخر الضمير العائد عليه .
ثالثا ـ وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا : ـ 1 ـ يجب تقديم المفعول به على فعله ، وفاعله إذا كان ضمير منفصلا . نحو قوله تعالى : { إياك نعبد }5 ، وقوله تعالى : { وإياى فارهبون }6 . ـــــــــــــــ 1 ـ 31 المدثر . 2 ـ 18 النمل . 3 ـ 55 العنكبوت . 4 ـ 124 البقرة . 5 ـ 5 الفاتحة . 6 ـ 40 البقرة .
وقوله تعالى : { إيانا تعبدون }1 . 2 ـ إذا كان المفعول به من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام . كأسماء الشرط . نحو : أياً تصاحب أصاحب . 24 ـ ومنه قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }2 . وقوله تعالى : { من تدخل النار فقد أخزيته }3 . أو أضيف إلى أسماء الشرط . نحو : كتابَ أي عالم تقرا تستفد . وأسماء الاستفهام . نحو : من قابلت ؟ 25 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي }4 . أو أضيف إلى أسماء الاستفهام . نحو : كتاب من استعرت ؟ 3 ـ إذا كان المفعول به كم ، أو كأين الخبريتين ، وما أضيف إليهما . نحو : كم من دروس قرأت ولم تستفد . ونصيحة كم صديق سمعت ولم تتعظ . 26 ـ ومنه قوله تعالى : { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرون }5 . وقوله تعالى : { وكم أرسلنا من نبي في الأولين }6 . فـ " كم " في الآيتين وقعت كل منهما في موضع نصب مفعول به ، الأولى للفعل أهلكنا ، والثانية للفعل أرسلنا . ومثال كأين : كأين من صديق عرفت . والتقدير عرفت كأين من صديق . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 28 يونس . 2 ـ 106 البقرة . 3 ـ 192 آل عمران . 4 ـ 133 البقرة . 5 ـ 6 الأنعام . 6 ـ 6 الزخرف .
نماذج من الإعراب
1ـ قال تعالى : { لا نشتري به ثمنا } . لا نشتري : لا نافية لا عمل لها ، نشتري فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن . والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم . به : جار ومجرور متعلقان بـ " نشتري " . ثمنا : مفعول به منصوب بالفتحة .
2ـ قال تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } . ولا : الواو حرف عطف ، ولا ناهيه جازمة معطوفة على ما قبلها . آمين : مفعول به لفعل محذوف ـ هذا عند البعض ـ وهو صفة لموصوف محذوف ـ عند البعض الآخر ـ وأظنه أوجه وأحسن . إذ التقدير : ولا تحلوا قوما آمين أو قاصدين {1} ، لآن آمين بمعنى قاصدين ، والمعنى : لا تحلوا قتالهم ماداموا قاصدين البيت الحرام . وسواء أكان " آمين " مفعولا به ، أم صفة لمفعول به محذوف ، فهو على الوجهين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هم يعود على الذين آمنوا ، لأن اسم الفاعل يعمل عمل فعله . البيت : مفعول به لاسم الفاعل " آمين " . الحرام : صفة البيت منصوبة بالفتحة الظاهرة .
3 ـ قال تعالى : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما } . أو إطعام : أو حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وإطعام معطوف على " فك رقبة " مرفوع مثله ، لأن " فك " خبر لمبتدأ محذوف {2} ، والتقدير : هو فك ، وإطعام مصدر منون يعمل عمل فعله ، ولا ضمير فيه ، لأن المصادر لا تتحمل الضمائر كالمشتقات الوصفية الأخرى . في يوم : جار ومجرور متعلقان بـ " إطعام " . ذي مسغبة : ذي صفة ليوم مجرورة مثله ، وعلامة الجر الياء ، لأنه من الأسماء الستة ، وذي مضاف ومسغبة مضاف إليه مجرور بالكسرة . يتيما : مفعول به للمصدر " إطعام " منصوب بالفتحة الظاهرة .
1 ـ قال الشاعر : أخا الحرب لباسا إليها جلالها وليس بولاّج الخوالف أعقلا أخا الحرب : حال منصوبة بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو حال من الضمير المستتر في قوله بـ " أرفع " ، أو من الضمير المنصوب محلا بـ " إن " في قوله : فإنني ، وكلاهما في البيت السابق للبيت الذي نحن بصدد إعرابه وهو قوله : فإن تك فاتتك السماء فإنني بأرفع ما حولي من الأرض أطولا وأخا مضاف ، والحرب مضاف إليه مجرور بالكسرة . لباسا : حال ثانية منصوبة بالفتحة ، وهي صيغة مبالغة من الفعل " لبس " تعمل عمل فعلها ، وفاعلها ضمير مستتر فيها جوازا تقديره : هو . إليها : جار ومجرور متعلقان بـ " لباس " . جلالها : مفعول به لصيغة المبالغة لباس ، منصوب بالفتحة ،وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وليس : الواو حرف عطف ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . ــــــــــــــــــ 1 ـ البحر المحيط ج3 ص 420 . 2 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص 287 ، والبحر المحيط ج8 ص 473 .
بولاج : الباء حرف جر زائد ، ولاج خبر ليس منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهرها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، وهو مضاف . الخوالف : مضاف غليه مجرور بالكسرة ، وهو من باب إضافة الوصف إلى معموله . أعقلا : خبر ثان لـ " ليس " منصوب بالفتحة . الشاهد قوله : لباسا إليها جلالها . حيث عملت صيغة المبالغة عمل الفعل ، فرفعت فاعلا ، ونصبت مفعولا به .
4 ـ قال تعالى : { فما أصبرهم على النار } . فما : الفاء حرف عطف ، أو استئناف ، ما نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ ، وهي تعجبية ، وما ذكرنا أصح الوجوه . أصبرهم : أصبر فعل ماض جامد ، مبني على الفتح فعل التعجب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : هو يعود على ما . وقدر الفاعل مع الفعل وجوبا بصورة خاصة . والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . والجملة الفعلية في محل رفع خبر ما . على النار : جار ومجرور متعلقان بـ " أصبرهم " .
5 ـ قال تعالى : { قل هلم شهداءكم الذين يشهدون } . قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . هلم : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى أقبل ، أو أقبلوا ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنتم . شهداءكم : شهداء مفعول به لاسم الفعل ، لأنه يعمل عمل فعله ، وشهداء مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والميم علامة الجمع . الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة لشهداء ، ويصح أن يكون بدلا . يشهدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة : هلم ... إلخ في مجل نصب مقول القول . وجملة : قل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
6 ـ قال تعالى : { هو الذي يصوركم في الأرحام } . هو : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ . الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر . يصوركم : يصور فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . في الأرحام : جار ومجرور متعلقان بـ " يصوركم " . والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
7 ـ قال تعالى : { إياك نعبد } . إياك : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله . نعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن .
8 ـ قال تعالى : { أ فأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا } . أ فأمن : الهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والمعطوف عليه قوله تعالى : { فأخذناهم بغتة } في الآية 95 ، وما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراض ، وفي مثل هذا التركيب يكون حرف العطف في نية التقديم ، وإنما تأخر ، وتقدمت عليه الهمزة لقوة تصدرها في أول الكلام ، وأمن فعل ماض مبني على الفتح . أهل القرى : أهل فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والقرى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . أن يأتيهم : أن حرف مصدري ونصب ، يأتي فعل مضارع منصوب ، وعرمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله . والمصدر المؤول من " أن والفعل " في محل نصب مفعول به لـ " أمن " . بأسنا : بأس فاعل ليأتي ، مرفوع بالضمة ، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . بياتا : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة ، أو ظرف زمان منصوب .
9 ـ قال تعالى : { زعمتم أنهم فيكم شركاء } . زعمتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، ينصب مفعولين ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعله ، والميم علامة الجمع ، وجملة : زعمتم ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . أنهم : أن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . فيكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من " شركاء " وهو في الأصل صفة له ، ولما تقدم عليه أعرب حالا ، لأنه لا يصح تقديم الصفة على الموصوف ، بحكم أنها تابع . شركاء : خبر أن مرفوع بالضمة . والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي زعم ، لأن زعم لم يرد في القرآن الكريم ناصبا لمفعولين صريحين .
10 ـ قال تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } . أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم . شركائي : مبتدأ مؤخر ، والياء في محل جر بالإضافة . الذين : اسم موصول في محل رفع صفة لشركائي . كنتم : كان واسمها ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تزعمون في محل نصب خبر كان ، ومفعولا تزعمون محذوفان ، والتقدير : تزعمونهم شركائي .
11 ـ قال تعالى : { ما ودعك ربك وما قلى } . ما ودعك : ما حرف نفي لا محل له من الإعراب ، وهو جواب القسم ، وودعك فعل ماض ومفعول به . ربك : رب فاعل ، والضمير في محل جر بالإضافة . وجملة ما ودعك لا محل لها من الإعراب جواب القسم . وما قلى : معطوفة على ما ودعك لا محل لها من الإعراب . وفاعل قلى ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والمفعول به محذوف اختصاراً تقديره قلاك .
12 ـ قال تعالى : { ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون } . ويقولون : الواو حرف استئناف ، ويقولون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . على الله : جار ومجرور متعلقان بيقولون . الكذب : مفعول به على التضمين منصوب بالفتحة ، لأن معنى يقولون يفترون ، والأحسن أن تعرب الكذب نائباً عن المفعول المطلق مبيناً لصفته ، والتقدير : يقولون القول المكذوب ، وجملة يقولون لا محل لها من الإعراب مستأنفة . وهم يعلمون : الواو للحال ، وهم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، ويعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والمفعول بع محذوف اقتصاراً تقديره يعلمونه . وجملة يعلمون في محل رفع خبر ، وجملة هم يعلمون في محل نصب حال .
12 ـ قال تعالى : { فلو شاء لهداكم أجمعين } . فلو : الفاء حرف عطف ، ولو حرف شرط غير جازم . شاء : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والمفعول به محذوف ، والتقدير : لو شاء هدايتكم . لهداكم : اللام واقعة في جواب لو ، وهداكم فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وكاف المخاطبين في محل نصب مفعول به ، وجملة هداكم لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم . أجمعين : توكيد معنوي للضمير في هداكم منصوب بالياء . وجملة لو شاء معطوفة على ما قبلها .
14 ـ قال تعالى : { ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون } . ألا إنهم : ألا حرف استفتاح وتنبه مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له ، وإنهم إن واسمها في محل نصب . هم : ضمير فصل أو عماد لا محل من الإعراب ، ويجوز أن نعربه مبتدأ ، والسفهاء خبره ، والجملة في محل رفع خبر إن . ولكن : الواو حرف عطف ، ولكن مخففة من الثقيلة لا عمل لها ، لمجرد الاستدراك . لا يعلمون : لا نافية لا عمل لها ، ويعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والمفعول به محذوف بعد العلم المنفي تقديره لا يعلمون أنهم السفهاء ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
15 ـ قال تعالى : { أ هذا الذي بعث الله رسولاً } . أ هذا : الهمزة للاستفهام الإنكاري ، وهذا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . الذي : اسم موصول في محل رفع خبر . بعث : فعل ماض . الله : لفظ الجلالة فاعل ، وجملة بعث لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره بعثه . رسولاً : حال منصوبة بالفتحة ، ويجوز أن يكون بمعنى مرسل ، وأن يكون مصدراً حذف منه المضاف ، والتقدير : ذا رسول وهو الرسالة . وجملة أ هذا وما في حيزها في محل نصب على الحال من الواو في يتخذونك في أول الآية على تقدير القول أي : قائلين .
16 ـ قال تعالى : { ووجدك ضالاً فهدى } 6 الضحى . ووجدك : الواو حرف عطف ، ووجدك فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف في محل نصب مفعول به ، والجملة معطوفة على ما قبلها . ضالاً : مفعول به ثان منصوب ، أو حال . فهدى : الفاء حرف عطف ، وهدى فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والمفعول به محذوف في الفواصل ، والتقدير : فهداك .
17 ـ قال تعالى : { ولوطا إذ قال لقومه } . ولوطا : الواو حرف استئناف ، لوطا مفعول به منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره : أرسلنا ، أو اذكر لوطا ، ويجوز أن تكون الواو للعطف ، ولوطا معطوف على نوح ، أو على الضمير في أنجيناه . إذ قال : إذ بدل اشتمال من " لوطا " مبنية على السكون في محل نصب ، والمعنى : واذكر إذ قال لقومه ، قال فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . والجملة في محل جر مضاف إليه بإضافة إذ إليها . لقومه : جار ومجرور متعلقان بـ " قال " ، وقوم مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
18 ـ قال تعالى : { ولسليمان الريح عاصفة } . ولسليمان : الواو للاستئناف ، لسليمان جار ومجرور ، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وختمه بالألف والنون ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف ، تقديره : سخرنا . الريح : مفعول به لسخرنا المحذوف ، والتقدير : سخرنا الريح . عاصفة : حال من الريح منصوبة بالفتحة . وجملة : لسليمان ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
19 ـ قال تعالى : { ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها } . ومريم : الواو حرف عطف ، ومريم مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر ، أو معطوفة على امرأة فرعون منصوبة مثلها . ابنة عمران : ابنة بدل منصوب بالفتحة ، وابنة مضاف ، وعمران مضاف إليه مجرور بالفتحة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون . التي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة لمريم . أحصنت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي . فرجها : مفعول به ، ومضاف إليه . وجملة أحصنت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد الضمير ، والتقدير : حفظته من الرجال .
20 ـ قال تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها } . والأرض : الواو للاستئناف ، الأرض مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : ودحا الأرض . بعد ذلك : بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة ، متعلق بـ " دحاها " الآتي ، وهو مضاف ، وذلك اسم إشارة مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه . دحاها : دحا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة ، والهاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
21 ـ قال تعالى : { وما يعلم جنود ربك إلا هو } . وما : الواو للاستئناف ، وما نافية لا عمل لها . يعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة . جنود : مفعول به تقدم على فاعله ، وهو مضاف . ربك : رب مضاف إليه مجرور ، ورب مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . إلا : أداة حصر لا عمل لها . هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل . والجملة لا محل لها مستأنفة .
22 ـ قال تعالى : { لا يحطمنكم سليمان وجنوده } . لا يحطمنكم : لا نافية لا عمل لها ، يحطمنكم فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الضم في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله لاتصاله بالفعل ، والميم علامة الجمع . سليمان : فاعل مرفوع بالضمة . وجنوده : الواو حرف عطف ، وجنود معطوفة على سليمان مرفوعة مثلها . وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
23 ـ قال تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه } . وإذ : الواو حرف عطف ، أو استئناف ، إذا كان الكلام موجها إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره : اذكر ، مبني على السكون في محل نصب ، ابتلى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . إبراهيم : مفعول به منصوب بالفتحة تقدم على فاعله ، لاتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول به . ربه : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : ابتلى ... إلخ في محل جر بإضافة إذا إليها . وجملة : إذ ابتلى ... معطوفة على ماقبلها ، أو لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
2 ـ قال الشاعر : سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقر البدر سيذكرني : السين حرف استقبال ، ويذكر فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به مقدم على فاعله . قومي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة . إذا جد : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه المحذوف دل عليه سيذكرني في أول البيت ، وجد فعل ماض ، وجملة جد في محل جر بإضافة إذا إليها . جدهم : فاعل ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجواب الشرط المحذوف لا محل له من الإعراب ، لأنه جواب لشرط غير جازم . وفي الليلة الظلماء : الفاء حرف عطف ، وفي الليلة جار ومجرور متعلقان بيفتقد ، والليلة مضاف ، والظلماء مضاف إليه مجرور . ويجوز أن يكون شبه الجملة متعلق بمحذوف حال من البدر على نية التقديم والتأخير ، والله أعلم . يفتقد : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة . البدر : نائب فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة يفتقد وما في حيزها معطوفة على ما قبلها ، والتقدير : ويفتقد البدر في الليلة الظلماء . الشاهد قوله : سيذكرني قومي ، حيث تقدم المفعول به وجوبا على الفاعل لأنه ضمير متصل بالفعل .
24 ـ قال تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها } . ما ننسخ : اسم شرط جازم لفعلين في محل نصب مفعول به مقدم للنسخ ، وننسخ فعل الشرط مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن . من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لاسم الشرط ، لأن اسم الشرط نكرة ، والمعنى : أي شيء ننسخ من الآيات ، ويجوز أن تكون من آية في موضع نصب على التمييز ، وقد أعربها ابن هشام في محل نصب على الحال ، وكل ذلك جائز وليس ببعيد . أو ننسها : أو حرف عطف ، وننسها فعل مضارع معطوف على ننسخ مجزوم ، وعلامة جزمه السكون الذي لم يظهر لتسهيل الهمزة ، والأصل ننسئها أي نرجئها ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن ، والهاء في محل نصب مفعول به . نأت : جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن . بخير : جار ومجرور متعلقان بنأت . منها : جار ومجرور متعلقان بخير ، لأن خير اسم تفضيل .
25 ـ قال تعالى : { إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي } . إذ : إذ ظرف لما مضى من الزمان بدل من إذ في أول الآية متعلق بالموت . قال : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة قال في محل جر لإضافة إذ إليها . لبنيه : جار ومجرور متعلقان بقال ، والهاء في محل جر بالإضافة . ما : اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم لتعبدون . تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعبدون في محل نصب مقول القول . من بعدي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الفاعل ، وبعد مضاف ، والياء في محل جر بالإضافة .
26 ـ قال تعالى : { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن } . ألم : الهمزة للاستفهام التقريري والتوبيخي في وقت واحد ، ولم حرف نفي وجزم وقلب . يروا : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والرؤيا إما بصرية أو علمية . كم أهلكنا : كم خبرية أو استفهامية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لأهلكنا ، وأهلكنا فعل وفاعل ، وجملة أهلكنا سدت مسد مفعول أو مفعولي الرؤيا . من قبلهم : جار ومجرور ، ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من فاعل أهلكنا . من قرن : من حرف جر ، وقرن تمييز كم مجرور لفظاً منصوب محلاً . وجملة ألم يروا وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للشروع في توبيخ اللذين لا يؤمنون .
تعريفه : اسم ظاهر معرفة منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره أخص ، أو أعني ، يقع بعد ضمير المتكلم ، أو المخاطب ، لتوضيح المراد من ذلك الضمير . نحو : أنتم ـ معشر العلماء ـ ورثة الأنبياء . 25 ـ ومنه قول الأعرج المَعْنى كما في حماسة أبي تمام : نحن ـ بني ضبة ـ أصحاب الجمل ننعى ابن عفان بأطراف الأسل ونحو : نحن ـ الشبابَ ـ عماد المستقبل . نحن : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ . الشباب : مفعول به منصوب بفعل محذوف على الاختصاص ، تقديره أخص . عماد المستقبل : عماد خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والمستقبل مضاف إليه مجرور ، وعلامته الكسرة .
أنواع الاسم المختص : 1 ـ أن يكون معرفا بأل ، أو بالإضافة : نحو : نحن ـ المجاهدين ـ نعمل على رفع راية الإسلام . ونحو : نحن ـ حراس الوطن ـ عيون ساهرة على أمنه . ومنه قول الرسول الكريم : " نحن ـ معاشر الأنبياء ـ لا نورث " . 26 ـ وقول الشاعر بلا نسبة : لنا معشر الأنصار مجد مؤثل بإرضائنا خير البرية أحمدا 27 ـ وقول بشامة بن حزن النهشلي كما في حماسة أبي تمام : إنّا ـ بني نهشل ـ لا ندعي لأب عنه ولا هو بالأبناء يشرينا 2 ـ أن يكون بلفظ " أيها ، أو أيتها " ، ويستعملان في هذا الموضع كما يستعملان في النداء ، فيبنيان على الضم في محل نصب مفعول به لفعل محذوف ، ويليهما اسم معرفة يكون مرفوعا باعتباره وصفا لهما ، أو بدلا ، أو عطف بيان . نحو : أنا ـ أيها الأصدقاء ـ أقدر المخلص في عمله . نحن ـ أيتها الفتيات ـ نعمل من أجل مستقبلكن . أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . أيها : اسم مبني على الضم في محل نصب مفعول به على الاختصاص بفعل محذوف تقديره أخص ، والهاء للتنبيه . الأصدقاء : بدل أو عطف بيان مرفوع بالضمة ، ويصح أن تكون صفة . ولكن الأفضل في حال إعرابها صفة أن تكون مشتقة . أقدر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . المخلص : مفعول به منصوب . في عمله : جار ومجرور ، وعمل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية من الفعل أقدر وما في حيزه في محل رفع خبر . أغراض الاسم المنصوب على الاختصاص : 1 ـ يأتي للفخر . نحو : عليَّ ـ أيها الجواد ـ يعتمد الفقير . 2 ـ للتواضع . نحو : أنا ـ أيها المسيء ـ ملتمس عفو الله . 3 ـ للبيان والتوضيح . نحو : نحن ـ العرب ـ نكرم الضيف .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ يغلب في الضمير الذي يسبق الاسم المختص أن يكون للمتكلم . نحو : أنا ، أو نحن ـ المعلمين ـ نعمل على تربية النشء . غير أنه قد يأتي للمخاطب ، وهو قليل . نحو : أنتم ـ الأطباء ـ تسهرون على راحة المرضى . ويندر أن يكون للغائب . 2 ـ من أنواع الاسم المنصوب على الاختصاص أن يكون علما ، ولكنه على قلة . نحو : أنا ـ عليّا ـ أعطف على المساكين . 3 ـ في أعراب أيها ، وأيتها الواقعة في الاختصاص وجوه من الإعراب هي : أ ـ عند الجمهور أنهما مبنيان على الضم في محل نصب بفعل محذوف وجوبا كما ذكره ابن هشام في شذور الذهب . ب ـ وذهب الأخفش إلى أنهما مناديان بحرف نداء محذوف ، تقديره : يا أيها ، ويا أيتها ، وليس ببدع أن ينادي الإنسان نفسة ، كما لا يستنكر أن يخاطب الإنسان نفسه . ومنه قول عمر بن الخطاب : " كل الناس أفقه منك يا عمر " . ج ـ وقال السيرافي : أيها أو أيتها مبتدأ حذف خبره ، والتقدير : أيها الرجل المخصوص أنا . أو هما خبر لمبتدأ محذوف . والأرجح عندي ما قال به الجمهور ، وهو أقرب للمنطق ، وأبعد عن التكلف .
نماذج من الإعراب
25 ـ ومنه قول الشاعر : نحن بني ضبة أصحاب الجمل ننعى ابن عفان بأطراف الأسل نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ . بني ضبة : بني اسم منصوب على الاختصاص بفعل محذوف وجوبا ، وبني مضاف ، وضبة مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث . أصحاب الجمل : خبر مرفوع بالضمة ، وأصحاب مضاف ، والجمل مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، وسكن من أجل الوقف . ننعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، وجملة ننعى في محل رفع خبر ثان . ابن عفان : ابن مفعول به منصوب ن وهو مضاف ، وعفان مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية زيادة الألف والنون . بأطراف : جار ومجرور متعلقان بننعى ، واطراف مضاف . الأسل : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، وسكن من أجل الوقف . الشاهد قوله : بني ضبة ، حيث نصبه على الاختصاص بفعل محذوف تقديره : نخص .
26 ـ وقول الشاعر : لنا معشر الأنصار مجد مؤثل بإرضائنا خير البرية أحمدا لنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . معشر الأنصار : معشر اسم منصوب على الاختصاص بفعل محذوف تقديره : أخص ، ومعشر مضاف ، والأنصار مضاف إليه مجرور بالكسرة . مجد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . مؤثل : صفة مرفوعة بالضمة . بإرضائنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة ثانية لمجد ، وإرضاء مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . خير البرية : خير مفعول به للمصدر إرضاء ، وخير مضاف ، والبرية مضاف إليه مجرور بالكسرة . أحمدا : بدل ، أو عطف بيان مجرور من خير ، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف على وزن الفعل ، والألف للإطلاق . الشاهد قوله : معشر الأنصار حيث نصبه على الاختصاص لإفادة الفخر .
27 ـ وقول بشامة بن حزن النهشلي كما في حماسة أبي تمام : إنّا بني نهشل لا ندعي لأب عنه ولا هو بالأبناء يشرينا أنا : إن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . بني نهشل : بني منصوب على الاختصاص بفعل محذوف تقديره : نخص ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، وبني مضاف ، ونهشل مضاف إليه مجرور . لا ندعي : لا نافية لا عمل لها ، وندعي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إنّ . لأب : جار ومجرور متعلقان بندعي . عنه : جار ومجرور متعلقان بندعي أيضا . ولا هو : الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . بالأبناء : جار ومجرور متعلقان بيشري . يشرينا : يشري فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل ، والفعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة يشرينا في محل رفع خبر .
الفصل الثالث المفعول المطلق تعريفه : اسم مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن ، ويعمل فيه فعله ، أو شبهه ، على أن يذكر معه . نحو : أقدر الأصدقاء تقديرا عظيما . فتقديرا : مفعول مطلق منصوب ، العامل فيه فعله وهو : أقدر . وسوف نتعرض لعامله بالتفصيل في موضعه عن شاء الله . ويتنوع المفعول المطلق فيكون نكرة كما في المثال السابق ، وقد يكون معرفا بأل نحو 59 ـ قوله تعالى : { فيعذبه الله العذاب الأكبر }1 . 60 ـ أو بالإضافة . نحو قوله تعالى : { وقد مكروا مكرَهم } 2 . وقوله تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها }3 . ويأتي المفعول المطلق لإحدى غايات ثلاث توضح أنواعه ، ويكون منصوبا دائما .
أنواعه : 1 ـ يأتي المصدر لتوكيد فعله . نحو : قفز النمر قفزا . وأجللت الأمير إجلالا . 61 ـ ومنه قوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليما }4 . فالكلمات : قفزا ، وإجلالا ، وتكليما مفاعيل مطلقة ، وهي مصادر لكل من الأفعال قفز ، وأجلّ ، وكلم ، وقد جاءت مؤكدة حدوثها . ومنه قوله تعالى : { إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا }5 . وقوله تعالى : { كلا إذا دكت الأرض دكا دكا }6 . ــــــــــ 1 ـ 24 الغاشية . 2 ـ 46 إبراهيم . 3 ـ 19 الإسراء . 4 ـ 164 النساء . 5 ـ 4 ، 5 الواقعة . 6 ـ 21 الفجر .
28 ـ ومنه قول الشاعر : أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد عليّ جنون 2 ـ لبيان نوعه . نحو : تفوق المتسابق تفوقا كبيرا . ونحو : انطلقت السيارة انطلاق السهم . فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا " ، وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه مضاف لما بعده ، وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا ، أو مضافا يكون مبينا لنوع فعله . 62 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }1 . ومنه قوله تعالى : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }2 . وقوله تعالى : { يرونهم مثليهم رأي العين }3 . وقوله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }4 . 29 ـ ومنه قول المتنبي : لا تكثر الأمواتُ كثرةَ قلة إلا إذا شقيت بك الأحياءُ 3 ـ أو لبيان عدده . نحو : ركعت ركعة . وسجدت سجدتين . " فركعة ، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل . فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة ، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين ، وكلاهما مصدر أسم مرة . 63 ـ ومنه قوله تعالى : { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة }5 . ــــــــــ
1 ـ 71 الأحزاب . 2 ـ 1 الفتح . 3 ـ 13 آل عمران . 4 ـ 33 الأحزاب . 5 ـ 14 الحاقة .
* تثنية المفعول المطلق وجمعه : 1 ـ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع ، فلا نقول : انطلقت انطلاقا : انطلقت انطلاقين ، ولا انطلقت انطلاقات . 2 ـ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على قلة . نحو : وقفت وقوفي محمد وأحمد . بمعنى أنك وقفت مرة وقوف محمد ، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد . 3 ـ المفعول المبين للعد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق ، لأن هذه هي طبيعته . نقول : جلدت اللص جلدة . وجلدت اللص جلدتين ، وجلدته جلدات .
* عامل المفعول المطلق : يعمل في المفعول المطلق كل من الأتي : 1 ـ الفعل وهو الأصل . نحو : احترم أصدقائي احتراما عظيما . وقد مر معنا عمل الفعل في مصدره من خلال جميع الأمثلة السابقة . 2 ـ المصدر . 64 ـ نحو قوله تعالى : { إن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا }1 . فجزاء مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر : جزاؤكم . 3 ـ اسم الفاعل . 65 ـ نحو قوله تعالى : { والصافات صفا }2 . صفا : مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل : الصافات . 4 ـ الصفة المشبهة . نحو : هذا قبيح قبحا شديدا . قبحا : مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة : قبيح . 5 ـ اسم التفضيل . نحو : عليّ أشجعهم شجاعة . ومحمد أكرمهم كرما . فشجاعة ، وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل : أشجعهم في المثال الأول ، وأكرمهم في الثاني . ـــــــــــ 1 ـ 63 الإسراء . 2 ـ 1 الصافات .
ما ينوب عن المفعول المطلق
وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ، أو لتبين نوعه ، أو مرادفه ، أو صفته ، أو عدده ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، ولكنها غير مشتقة من لفظه ، لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق ، ولها أحكامه ، فهي منصوبة مثله . وسنتحدث عنها بالتفصيل : 1 ـ مرادف المفعول المطلق . نحو : فرحت جذلا . ووقفت نهوضا . فجذلا جاء نائبا عن المفعول المطلق ، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح : فرحا . الذي لم يذكر في الجملة ، وذكر مرادفه عنه . وكذلك المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو : وقوفا . ونحو : سرت مشيا ، وجريت ركضا ، وأكرهه بغضا . وقعدت جلوسا . غير أن بعض النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له ، لأن القعود يكون من قيام ، أما الجلوس فيكون من اتكاء . (1) . 66 ـ ومنه قوله تعالى : { فمهل الكافرين أمهلهم رويدا }2 . 2 ـ ينوب عنه أسم المصدر . واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي ، وكان أقل منه أحرفا نحو : أعنته عونا . فعونا نائبا عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه ليس مشتقا من الفعل أعان المذكور في الجملة ، والذي مصدره : إعانة ، وإنما هي مصدر الفعل : عان . ومنه : اغتسلت غسلا ، وأعنته عونا ، وأعطيته عطاء ، وكلمته كلاما . 67 ـ ومنه قوله تعالى : { فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا }3 . وقوله تعالى : { والله أنبتكم من الأرض نباتا }4 . ــــــــــــ 1 ـ الواضح في النحو والصرف ص239 لمحمد خير الحلواني . 2 ـ 17 الطارق . 3 ـ 37 آل عمران . 4 ـ 17 نوح .
4 ـ ملاقيه في الاشتقاق . وهذا يختلف عن اسم المصدر ، لأنه قد يكون أكثر أحرفا من المصدر الأصلي . 68 ـ نحو قوله تعالى : { وتبتل إليه تبتيلا}1 . فالفعل " تبتَّل " مصدره تبتُّل ، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق .
30 ـ ومنه قول امرئ القيس : فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضْت فذلتْ صعبة أيَّ إذلالِ 4 ـ صفة المصدر المحذوف . نحو : ضحكت كثيرا . فكثيرا : نائب عن المفعول المطلق المحذوف ، وهو في الأصل صفة له ، كما لو قلت : ضحكت ضحكا كثيرا . ومنه : صرخت عاليا ، وسرت سريعا ، وهاجمته عنيفا ، ومشيت حثيثا . 69 ـ ومنه قوله تعالى : { واذكروا الله كثيرا }2 . وقوله تعالى : { واذكر ربك كثيرا }3 . 5 ـ لبيان نوعه . نحو : رجع العدو القهقرى . فالقهقرى : نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل . والأصل : رجع العدو رجوع القهقرى . ومنه : جلست القرفصاء ، وسرت الهوينى . 6 ـ لبيان عدده . نحو : صليت ركعتين . ركعتين : نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو : صلى . ـــــــــ 1 ـ 8 المزمل . 2 ـ 10 الجمعة . 3 ـ 41 آل عمران .
ومنه : قرعت الجرس ست مرات . يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة . فستين : نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده ، ودورة : تمييز منصوب . 70 ـ ومنه قوله تعالى : { فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }1 . 7 ـ ما يدل على آلته . نحو : ضربت المهمل عصا . عصا نائب عن المفعول المطلق ، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل . والأصل : ضربت المهمل ضربة عصا . ومنه : ركلت الكرة رجلا . وضربت الكرة رأسا . ورشقنا العدو قنبلة . 8 ـ الإشارة إليه . نحو : أقدره هذا التقدير . هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق . التقدير : بدل منصوب من اسم الإشارة ، وهو في الأصل المفعول المطلق . ومنه : غضبت ذلك الغضب . وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية . 9 ـ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق . نحو : أحترمه كل الاحترام . كل : أضيفت إلى المفعول المطلق ، فصارت نائبة عنه ، وأخذت حكمة وهو النصب . ونحو : أسفت بعض الأسف . وقصرت بعض التقصير . وفي كلا المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه . 71 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا تميلوا كل الميل }2 . وقوله تعالى : { ولا تبسطها كل البسط }3 . 31 ـ ومنه قول الشاعر : وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا ــــــــــــ 1 ـ 3 النور . 2 ـ 129 النساء . 3 ـ 29 الإسراء .
10 ـ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق . نحو : كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل . فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة " . والأصل : لم أكافئ المكافأة ، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا به . ومنه : سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري . 72 ـ ومنه قوله تعالى : { فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }1 . 11 ـ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق . وهي : أفضل ، أجود ، أحسن ، أتم … إلخ . نقول : اجتهدت أفضل الاجتهاد . واجتهدت أجود الاجتهاد . واجتهدت أحسن الاجتهاد . واجتهدت أتم الاجتهاد ، أو تمام الاجتهاد . فكل من كلمة : أفضل ، وأجود ، وأحسن ، وأتم ، وتمام ، جاءت نائبة عن المفعول المطلق ، لكونها أضيفت إليه . 12 ـ ينوب عن المفعول المطلق ما ، وأي الاستفهاميتان . نحو : ما كافأت الفائز ؟ وما كتبت ؟ وأي شراب تناولت ؟ ونحو : أي عمل تعملُ ؟ 73 ـ ومنه قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }2 . 13 ـ وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات . نحو : ما تفعل أفعل . ومهما تقرأ أقرأ . وأي رياضة تمارس تفدك . 14 ـ وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر . نحو : اجتهد أي اجتهاد . والتقدير : اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد . وأصل " أي " صفة للمصدر . ــــــــــــ 2 ـ 115 المائدة . 3 ـ 227 الشعراء .
حذف عامل المفعول المطلق : يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي : أولا : حذف العامل جوازا : 1 ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع ، والمبين للعدد ، وذلك في الجواب عن السؤال . كأن يقال لك : كيف سبحت ؟ فتقول : سباحة جيدة . أي : سبحت سباحة جيدة . ونحو : كيف قرأت ؟ فتقول : قراءة متأنية . أي : قرأت قراءة متأنية . وكأن يقال لك : كم سافرت ؟ فتقول : سفرتين . أي : سافرت سفرتين . ونحو : كم قفزت ؟ فتجيب : قفزتين ، أو ثلاث . أي : قفزت قفزتين ، أو ثلاث . 2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها . كأن تقول لمن قدم من الحج : حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا . وأنت تريد : حججت حجا مبرورا ، وسعيت سعيا مشكورا . غير أن المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة . أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه ، لأنه في حاجة إلى توكيد ، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه ؟
ثانيا ـ حذف العامل وجوبا : يجب حذف عامل المفعول المطلق ، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية : 1 ـ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله . نحو : سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا ، وإما شهادة . ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا . والتقدير : فإما تفوز فوزا ، وإما تستشهد شهادة . 2 ـ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين ( شخص ) . نحو : محمدٌ قياما قياما . فقياما الأولى : مفعول مطلق . وقياما الثانية : توكيد لفظي . وفعل المفعول المطلق محذوف تقديره : يقوم . والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ : محمد . ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز ، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ . لأن محمد ليس السير نفسه ، بل هو صاحبه . أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل : محمدٌ قيامٌ . 32 ـ ومنه قول الخنساء : ترتع ما ترتعت حتى إذا ادّكرت فإنما هي إقبال وإدبار 3 ـ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا . نحو : ما يوسف إلا اتكالا . والتقدير : إلا يتكل اتكالا . وكما ذكرنا سابقا فإن المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف " إلا على سبيل المجاز ، إذ لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ ، لأن يوسف ليس الاتكال ، وإنما هو صاحبه . 4 ـ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة . نحو : هذا صديقي حقا . ولم أفعله البتة . وهذا عملي فعلا . وله عليّ ألف عرفا . وأحمد صديقي قطعا . والتقدير : أحق حقا ، وأبت البتة ، وأفعل فعلا ، وأعرف عرفا ، وأقطع قطعا . وقد حذف الفعل من النماذج السابقة وجوبا ، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد المعنى الذي تقوم عليه الجملة . 5 ـ إذا جاء المفعول المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة على التشبيه ، وفيها فاعله من حيث المعنى . ومعنى الفعل العلاجي أن يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا ، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب ، والبكاء ، والصياح ، والشتم . ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر . نحو : لعليٍّ عملٌ عملَ الأبطال . لعليٍّ : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . عملٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . عملَ : مفعول مطلق منصوب ، وهو مضاف ، والأبطال مضاف إليه . فجاء المفعول المطلق " عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه ، والتي فيها فاعل المفعول المطلق من حيث المعنى وهو : عليّ . ومنه : لخالدٍ قولٌ قولَ العقلاء . ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء . ومنه : مررت به فإذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى . 6 ـ يحذف عامل المفعول المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة ، وصارت كالأمثال . نحو : صبرا على المكاره . وشكرا لله وحمدا . وسمعا وطاعة ، وعفوا . والتقدير : أصبر صبرا ، وأشكر الله شكرا ، وأحمده حمدا ، وأسمعك سمعا ، وأطيعك طاعة . 7 ـ ويحذف مع بعض المصادر التي تبقى دائما على حالها ، ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة . نحو : سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك .
المصدر النائب عن فعله : مصدر ينوب عن فعله ، ويؤدي معناه ، ولا يجوز أن يجتمع مع فعله ما دام ينوب عنه ويؤدي ما يؤديه . وهو يختلف عن المفعول المطلق بأنه يكون طلبيا ، أو مُشبها الطلبي ، ويختلف عنه أيضا بأنه يعمل عمل فعله فيأخذ فاعلا من الفعل اللازم ، وفاعلا ومفعولا من الفعل المتعدي . وهو على النحو التالي : 1 ـ مصدر يقع موقع الأمر والنهي . مثال الأمر : انقضاضا على العدو . انقضاضا : مصدر نائب عن فعله منصوب بالفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، أو أنتم . وقد ناب عن فعله انقض ، ولا يجوز أن تحضره فتقول : انقض انقضاضا ، وإلا فإن المصدر هنا يتحول إلى مفعول مطلق مؤكد لفعله ، وقد أفاد المصدر هنا الأمر ، كما أفاد فعله . ومنه : استعدادا للمسابقة ، وتكريما للفائزين ، وتخليدا للشهداء ، واعتزازا بالمناضلين . 74 ـ ومنه قوله تعالى : { فسحقا لأصحاب السعير }1 . 33 ـ ومنه قول قطري بن الفجاءة : فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع ومثال النهي : حلاّ لا ارتحالا . خلاّ : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . لا : حرف نهي . ارتحالا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه : قياما لا قعودا ، وفعلا لا قولا ، واجتهادا لا كسلا ، وجدا لا لهوا . 2 ـ مصدر يقع بعد استفهام يفيد التوبيخ . نحو : أتلاعبا وقد وثق فيك الناس . أتلاعبا : الهمزة للاستفهام . وتلاعبا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه : أتهاونا وقد وضعنا فيك الثقة . وأتوانيا وقد علاك الشيب . 34 ـ ومنه قول الشاعر : أذلا إذا شب العدو نار حربهم وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم وقد يراد به التعجب . نحو : أبؤسا وضعفَ جسد . أبؤسا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وقد يراد به التوجع . 35 ـ كقول سحيم عبد بني الحسحاس : أشوقا ولما يمض لي غيرُ ليلة فكيف إذا خف المطيُّ بنا عشرا
فوائد وتنبيهات :
1 ـ المفعول المطلق نوعان : مبهم وهو المؤكِّد ، ومختص وهو المبين للنوع والمبين للعدد . فلأول نحو : قفز قفزا . والثاني ما كان مختصا بوصف أو إضافة . نحو : زحف الطفل زحفا سريعا ، وانطلقت السيارة انطلاق السهم . أما المبين للعدد فنحو : سجدت سجدتين . 2 ـ بله : مصدر متروك الفعل ، وهو منصوب على المصدرية بفعله المهمل ، أو بفعل من معناه تقديره : دع ، وهو إما أن يستعمل مضافا ، أو منونا . نحو : بلهَ الكسلِ . وبلهاً الكسلَ . 3 ـ سمعا وطاعة : كل منهما مفعول مطلق لفعل محذوف ، فإذا قلت : سمعٌ وطاعةٌ رفعت على أنهما مبتدأ والخبر محذوف ، أو بالعكس ، أي : خبر والمبتدأ محذوف ، وقدر المحذوف على ما تراه مناسبا . 4 ـ قد يتقدم المفعول المطلق على عامله مع أن الأصل التأخير . فيكون التقدم وجوبا إذا كان المفعول المطلق استفهاما ، أو شرطا كما ذكرنا سابقا . وقد يكون التقدم جوازا . نحو : رؤية بعيني رأيت اللص يجلد . ونحو : سمعا بأذني سمعت محمدا يلقي شعره . 5 ـ عندما نقول : سافر عليّ بغتة . وحضر المدير فجأة . فإن المعربون يعربون " بغتة ، أو فجأة " مفعولا مطلقا بناء على أن المضاف الذي هو في الأصل " المفعول المطلق " محذوف ، فأقيم المضاف إليه مقامه وهو " بغتة " . والتقدير : سافر عليّ سفر بغتة ، وحضر المدير حضور فجأة . 6 ـ في قولهم : له بكاءٌ بكاءَ الثكلى . نعرب بكاءَ الثانية مفعولا مطلقا ، لأن تقدير الكلام : إنه يبكي بكاء الثكلى . شريطة أن يكون المصدر المنصوب واقعا بعد مصدر مشعر بالحدوث ، يحوي معنى المصدر المنصوب . ومنه : مررت به فإذا له خوارٌ خوارَ الثور . والعامل في كل من المصدرين السابقين النصب هو المصدر المذكور في الجملة لصلاحيته للعمل ، لا بمحذوف . والتقدير : فإذا هو يخور خوارا مثل خوار الثور . أما مثل التي ذكرت في التقدير فإنها تعرب حالا ، والتقدير : مشبها خوار الثور . 7 ـ المصدر المتصرف ، والمصدر غير المتصرف : المتصرف ما يكون منصوبا على المصدرية ، وأن ينصرف عنها إلى وقوعه فاعلا . نحو : يكثر الرعي في المناطق المعشبة . فالرعي : مصدر رعى ، وقد وقع فاعلا . أو نائب فاعل . نحو : تستثمر الزراعة في كثير من البلاد . فالزراعة مصدر زرع ، وقد وقع نائبا للفاعل . أو مفعولا به ، أو اسم كان وأخواتها ، أو اسم إن وأخواتها ، وغيرها من المواقع الإعرابية الأخرى غير المفعول المطلق . أما المصدر غير المتصرف ، فهو المصدر الملازم النصب على المفعولية المطلقة ، ولا ينصرف عنها إلى غيرها من مواقع الإعراب التي ذكرنا آنفا ، ومن هذه المصادر : سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك ، وحذاريك . 8 ـ مر معنا " أي " الكمالية ، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تدل على معنى الكمال ، وهي إذا وقعت بعد النكرة كانت صفة لها . نحو : شوقي شاعر أي شاعر . أي : هو كامل في صفات الشعراء . وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حالا منها . نحو : مررت بمحمد أيَّ رجل . ولا تستعمل أي الكمالية إلا مضافة ، وتطابق موصوفها في التذكير والتأنيث ، تشبيها لها بالصفات المشتقات ، ولا تطابقه في غيرها . 9 ـ من المصادر المؤكدة لمضمون الجملة قولهم : لا أفعله بتَّا وبتاتا وبتَّة والبتة .
الفصل الثالث المفعول المطلق تعريفه : اسم مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن ، ويعمل فيه فعله ، أو شبهه ، على أن يذكر معه . نحو : أقدر الأصدقاء تقديرا عظيما . فتقديرا : مفعول مطلق منصوب ، العامل فيه فعله وهو : أقدر . وسوف نتعرض لعامله بالتفصيل في موضعه عن شاء الله . ويتنوع المفعول المطلق فيكون نكرة كما في المثال السابق ، وقد يكون معرفا بأل نحو 59 ـ قوله تعالى : { فيعذبه الله العذاب الأكبر }1 . 60 ـ أو بالإضافة . نحو قوله تعالى : { وقد مكروا مكرَهم } 2 . وقوله تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها }3 . ويأتي المفعول المطلق لإحدى غايات ثلاث توضح أنواعه ، ويكون منصوبا دائما .
أنواعه : 1 ـ يأتي المصدر لتوكيد فعله . نحو : قفز النمر قفزا . وأجللت الأمير إجلالا . 61 ـ ومنه قوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليما }4 . فالكلمات : قفزا ، وإجلالا ، وتكليما مفاعيل مطلقة ، وهي مصادر لكل من الأفعال قفز ، وأجلّ ، وكلم ، وقد جاءت مؤكدة حدوثها . ومنه قوله تعالى : { إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا }5 . وقوله تعالى : { كلا إذا دكت الأرض دكا دكا }6 . ــــــــــ 1 ـ 24 الغاشية . 2 ـ 46 إبراهيم . 3 ـ 19 الإسراء . 4 ـ 164 النساء . 5 ـ 4 ، 5 الواقعة . 6 ـ 21 الفجر .
28 ـ ومنه قول الشاعر : أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد عليّ جنون 2 ـ لبيان نوعه . نحو : تفوق المتسابق تفوقا كبيرا . ونحو : انطلقت السيارة انطلاق السهم . فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا " ، وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه مضاف لما بعده ، وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا ، أو مضافا يكون مبينا لنوع فعله . 62 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }1 . ومنه قوله تعالى : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }2 . وقوله تعالى : { يرونهم مثليهم رأي العين }3 . وقوله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }4 . 29 ـ ومنه قول المتنبي : لا تكثر الأمواتُ كثرةَ قلة إلا إذا شقيت بك الأحياءُ 3 ـ أو لبيان عدده . نحو : ركعت ركعة . وسجدت سجدتين . " فركعة ، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل . فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة ، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين ، وكلاهما مصدر أسم مرة . 63 ـ ومنه قوله تعالى : { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة }5 . ــــــــــ
1 ـ 71 الأحزاب . 2 ـ 1 الفتح . 3 ـ 13 آل عمران . 4 ـ 33 الأحزاب . 5 ـ 14 الحاقة .
* تثنية المفعول المطلق وجمعه : 1 ـ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع ، فلا نقول : انطلقت انطلاقا : انطلقت انطلاقين ، ولا انطلقت انطلاقات . 2 ـ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على قلة . نحو : وقفت وقوفي محمد وأحمد . بمعنى أنك وقفت مرة وقوف محمد ، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد . 3 ـ المفعول المبين للعد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق ، لأن هذه هي طبيعته . نقول : جلدت اللص جلدة . وجلدت اللص جلدتين ، وجلدته جلدات .
* عامل المفعول المطلق : يعمل في المفعول المطلق كل من الأتي : 1 ـ الفعل وهو الأصل . نحو : احترم أصدقائي احتراما عظيما . وقد مر معنا عمل الفعل في مصدره من خلال جميع الأمثلة السابقة . 2 ـ المصدر . 64 ـ نحو قوله تعالى : { إن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا }1 . فجزاء مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر : جزاؤكم . 3 ـ اسم الفاعل . 65 ـ نحو قوله تعالى : { والصافات صفا }2 . صفا : مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل : الصافات . 4 ـ الصفة المشبهة . نحو : هذا قبيح قبحا شديدا . قبحا : مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة : قبيح . 5 ـ اسم التفضيل . نحو : عليّ أشجعهم شجاعة . ومحمد أكرمهم كرما . فشجاعة ، وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل : أشجعهم في المثال الأول ، وأكرمهم في الثاني . ـــــــــــ 1 ـ 63 الإسراء . 2 ـ 1 الصافات .
ما ينوب عن المفعول المطلق
وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ، أو لتبين نوعه ، أو مرادفه ، أو صفته ، أو عدده ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، ولكنها غير مشتقة من لفظه ، لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق ، ولها أحكامه ، فهي منصوبة مثله . وسنتحدث عنها بالتفصيل : 1 ـ مرادف المفعول المطلق . نحو : فرحت جذلا . ووقفت نهوضا . فجذلا جاء نائبا عن المفعول المطلق ، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح : فرحا . الذي لم يذكر في الجملة ، وذكر مرادفه عنه . وكذلك المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو : وقوفا . ونحو : سرت مشيا ، وجريت ركضا ، وأكرهه بغضا . وقعدت جلوسا . غير أن بعض النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له ، لأن القعود يكون من قيام ، أما الجلوس فيكون من اتكاء . (1) . 66 ـ ومنه قوله تعالى : { فمهل الكافرين أمهلهم رويدا }2 . 2 ـ ينوب عنه أسم المصدر . واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي ، وكان أقل منه أحرفا نحو : أعنته عونا . فعونا نائبا عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه ليس مشتقا من الفعل أعان المذكور في الجملة ، والذي مصدره : إعانة ، وإنما هي مصدر الفعل : عان . ومنه : اغتسلت غسلا ، وأعنته عونا ، وأعطيته عطاء ، وكلمته كلاما . 67 ـ ومنه قوله تعالى : { فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا }3 . وقوله تعالى : { والله أنبتكم من الأرض نباتا }4 . ــــــــــــ 1 ـ الواضح في النحو والصرف ص239 لمحمد خير الحلواني . 2 ـ 17 الطارق . 3 ـ 37 آل عمران . 4 ـ 17 نوح .
4 ـ ملاقيه في الاشتقاق . وهذا يختلف عن اسم المصدر ، لأنه قد يكون أكثر أحرفا من المصدر الأصلي . 68 ـ نحو قوله تعالى : { وتبتل إليه تبتيلا}1 . فالفعل " تبتَّل " مصدره تبتُّل ، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق .
30 ـ ومنه قول امرئ القيس : فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضْت فذلتْ صعبة أيَّ إذلالِ 4 ـ صفة المصدر المحذوف . نحو : ضحكت كثيرا . فكثيرا : نائب عن المفعول المطلق المحذوف ، وهو في الأصل صفة له ، كما لو قلت : ضحكت ضحكا كثيرا . ومنه : صرخت عاليا ، وسرت سريعا ، وهاجمته عنيفا ، ومشيت حثيثا . 69 ـ ومنه قوله تعالى : { واذكروا الله كثيرا }2 . وقوله تعالى : { واذكر ربك كثيرا }3 . 5 ـ لبيان نوعه . نحو : رجع العدو القهقرى . فالقهقرى : نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل . والأصل : رجع العدو رجوع القهقرى . ومنه : جلست القرفصاء ، وسرت الهوينى . 6 ـ لبيان عدده . نحو : صليت ركعتين . ركعتين : نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو : صلى . ـــــــــ 1 ـ 8 المزمل . 2 ـ 10 الجمعة . 3 ـ 41 آل عمران .
ومنه : قرعت الجرس ست مرات . يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة . فستين : نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده ، ودورة : تمييز منصوب . 70 ـ ومنه قوله تعالى : { فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }1 . 7 ـ ما يدل على آلته . نحو : ضربت المهمل عصا . عصا نائب عن المفعول المطلق ، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل . والأصل : ضربت المهمل ضربة عصا . ومنه : ركلت الكرة رجلا . وضربت الكرة رأسا . ورشقنا العدو قنبلة . 8 ـ الإشارة إليه . نحو : أقدره هذا التقدير . هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق . التقدير : بدل منصوب من اسم الإشارة ، وهو في الأصل المفعول المطلق . ومنه : غضبت ذلك الغضب . وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية . 9 ـ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق . نحو : أحترمه كل الاحترام . كل : أضيفت إلى المفعول المطلق ، فصارت نائبة عنه ، وأخذت حكمة وهو النصب . ونحو : أسفت بعض الأسف . وقصرت بعض التقصير . وفي كلا المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه . 71 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا تميلوا كل الميل }2 . وقوله تعالى : { ولا تبسطها كل البسط }3 . 31 ـ ومنه قول الشاعر : وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا ــــــــــــ 1 ـ 3 النور . 2 ـ 129 النساء . 3 ـ 29 الإسراء .
10 ـ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق . نحو : كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل . فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة " . والأصل : لم أكافئ المكافأة ، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا به . ومنه : سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري . 72 ـ ومنه قوله تعالى : { فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }1 . 11 ـ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق . وهي : أفضل ، أجود ، أحسن ، أتم … إلخ . نقول : اجتهدت أفضل الاجتهاد . واجتهدت أجود الاجتهاد . واجتهدت أحسن الاجتهاد . واجتهدت أتم الاجتهاد ، أو تمام الاجتهاد . فكل من كلمة : أفضل ، وأجود ، وأحسن ، وأتم ، وتمام ، جاءت نائبة عن المفعول المطلق ، لكونها أضيفت إليه . 12 ـ ينوب عن المفعول المطلق ما ، وأي الاستفهاميتان . نحو : ما كافأت الفائز ؟ وما كتبت ؟ وأي شراب تناولت ؟ ونحو : أي عمل تعملُ ؟ 73 ـ ومنه قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }2 . 13 ـ وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات . نحو : ما تفعل أفعل . ومهما تقرأ أقرأ . وأي رياضة تمارس تفدك . 14 ـ وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر . نحو : اجتهد أي اجتهاد . والتقدير : اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد . وأصل " أي " صفة للمصدر . ــــــــــــ 2 ـ 115 المائدة . 3 ـ 227 الشعراء .
حذف عامل المفعول المطلق : يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي : أولا : حذف العامل جوازا : 1 ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع ، والمبين للعدد ، وذلك في الجواب عن السؤال . كأن يقال لك : كيف سبحت ؟ فتقول : سباحة جيدة . أي : سبحت سباحة جيدة . ونحو : كيف قرأت ؟ فتقول : قراءة متأنية . أي : قرأت قراءة متأنية . وكأن يقال لك : كم سافرت ؟ فتقول : سفرتين . أي : سافرت سفرتين . ونحو : كم قفزت ؟ فتجيب : قفزتين ، أو ثلاث . أي : قفزت قفزتين ، أو ثلاث . 2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها . كأن تقول لمن قدم من الحج : حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا . وأنت تريد : حججت حجا مبرورا ، وسعيت سعيا مشكورا . غير أن المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة . أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه ، لأنه في حاجة إلى توكيد ، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه ؟
ثانيا ـ حذف العامل وجوبا : يجب حذف عامل المفعول المطلق ، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية : 1 ـ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله . نحو : سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا ، وإما شهادة . ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا . والتقدير : فإما تفوز فوزا ، وإما تستشهد شهادة . 2 ـ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين ( شخص ) . نحو : محمدٌ قياما قياما . فقياما الأولى : مفعول مطلق . وقياما الثانية : توكيد لفظي . وفعل المفعول المطلق محذوف تقديره : يقوم . والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ : محمد . ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز ، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ . لأن محمد ليس السير نفسه ، بل هو صاحبه . أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل : محمدٌ قيامٌ . 32 ـ ومنه قول الخنساء : ترتع ما ترتعت حتى إذا ادّكرت فإنما هي إقبال وإدبار 3 ـ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا . نحو : ما يوسف إلا اتكالا . والتقدير : إلا يتكل اتكالا . وكما ذكرنا سابقا فإن المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف " إلا على سبيل المجاز ، إذ لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ ، لأن يوسف ليس الاتكال ، وإنما هو صاحبه . 4 ـ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة . نحو : هذا صديقي حقا . ولم أفعله البتة . وهذا عملي فعلا . وله عليّ ألف عرفا . وأحمد صديقي قطعا . والتقدير : أحق حقا ، وأبت البتة ، وأفعل فعلا ، وأعرف عرفا ، وأقطع قطعا . وقد حذف الفعل من النماذج السابقة وجوبا ، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد المعنى الذي تقوم عليه الجملة . 5 ـ إذا جاء المفعول المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة على التشبيه ، وفيها فاعله من حيث المعنى . ومعنى الفعل العلاجي أن يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا ، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب ، والبكاء ، والصياح ، والشتم . ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر . نحو : لعليٍّ عملٌ عملَ الأبطال . لعليٍّ : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . عملٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . عملَ : مفعول مطلق منصوب ، وهو مضاف ، والأبطال مضاف إليه . فجاء المفعول المطلق " عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه ، والتي فيها فاعل المفعول المطلق من حيث المعنى وهو : عليّ . ومنه : لخالدٍ قولٌ قولَ العقلاء . ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء . ومنه : مررت به فإذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى . 6 ـ يحذف عامل المفعول المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة ، وصارت كالأمثال . نحو : صبرا على المكاره . وشكرا لله وحمدا . وسمعا وطاعة ، وعفوا . والتقدير : أصبر صبرا ، وأشكر الله شكرا ، وأحمده حمدا ، وأسمعك سمعا ، وأطيعك طاعة . 7 ـ ويحذف مع بعض المصادر التي تبقى دائما على حالها ، ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة . نحو : سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك .
المصدر النائب عن فعله : مصدر ينوب عن فعله ، ويؤدي معناه ، ولا يجوز أن يجتمع مع فعله ما دام ينوب عنه ويؤدي ما يؤديه . وهو يختلف عن المفعول المطلق بأنه يكون طلبيا ، أو مُشبها الطلبي ، ويختلف عنه أيضا بأنه يعمل عمل فعله فيأخذ فاعلا من الفعل اللازم ، وفاعلا ومفعولا من الفعل المتعدي . وهو على النحو التالي : 1 ـ مصدر يقع موقع الأمر والنهي . مثال الأمر : انقضاضا على العدو . انقضاضا : مصدر نائب عن فعله منصوب بالفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، أو أنتم . وقد ناب عن فعله انقض ، ولا يجوز أن تحضره فتقول : انقض انقضاضا ، وإلا فإن المصدر هنا يتحول إلى مفعول مطلق مؤكد لفعله ، وقد أفاد المصدر هنا الأمر ، كما أفاد فعله . ومنه : استعدادا للمسابقة ، وتكريما للفائزين ، وتخليدا للشهداء ، واعتزازا بالمناضلين . 74 ـ ومنه قوله تعالى : { فسحقا لأصحاب السعير }1 . 33 ـ ومنه قول قطري بن الفجاءة : فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع ومثال النهي : حلاّ لا ارتحالا . خلاّ : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . لا : حرف نهي . ارتحالا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه : قياما لا قعودا ، وفعلا لا قولا ، واجتهادا لا كسلا ، وجدا لا لهوا . 2 ـ مصدر يقع بعد استفهام يفيد التوبيخ . نحو : أتلاعبا وقد وثق فيك الناس . أتلاعبا : الهمزة للاستفهام . وتلاعبا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه : أتهاونا وقد وضعنا فيك الثقة . وأتوانيا وقد علاك الشيب . 34 ـ ومنه قول الشاعر : أذلا إذا شب العدو نار حربهم وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم وقد يراد به التعجب . نحو : أبؤسا وضعفَ جسد . أبؤسا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وقد يراد به التوجع . 35 ـ كقول سحيم عبد بني الحسحاس : أشوقا ولما يمض لي غيرُ ليلة فكيف إذا خف المطيُّ بنا عشرا
فوائد وتنبيهات :
1 ـ المفعول المطلق نوعان : مبهم وهو المؤكِّد ، ومختص وهو المبين للنوع والمبين للعدد . فلأول نحو : قفز قفزا . والثاني ما كان مختصا بوصف أو إضافة . نحو : زحف الطفل زحفا سريعا ، وانطلقت السيارة انطلاق السهم . أما المبين للعدد فنحو : سجدت سجدتين . 2 ـ بله : مصدر متروك الفعل ، وهو منصوب على المصدرية بفعله المهمل ، أو بفعل من معناه تقديره : دع ، وهو إما أن يستعمل مضافا ، أو منونا . نحو : بلهَ الكسلِ . وبلهاً الكسلَ . 3 ـ سمعا وطاعة : كل منهما مفعول مطلق لفعل محذوف ، فإذا قلت : سمعٌ وطاعةٌ رفعت على أنهما مبتدأ والخبر محذوف ، أو بالعكس ، أي : خبر والمبتدأ محذوف ، وقدر المحذوف على ما تراه مناسبا . 4 ـ قد يتقدم المفعول المطلق على عامله مع أن الأصل التأخير . فيكون التقدم وجوبا إذا كان المفعول المطلق استفهاما ، أو شرطا كما ذكرنا سابقا . وقد يكون التقدم جوازا . نحو : رؤية بعيني رأيت اللص يجلد . ونحو : سمعا بأذني سمعت محمدا يلقي شعره . 5 ـ عندما نقول : سافر عليّ بغتة . وحضر المدير فجأة . فإن المعربون يعربون " بغتة ، أو فجأة " مفعولا مطلقا بناء على أن المضاف الذي هو في الأصل " المفعول المطلق " محذوف ، فأقيم المضاف إليه مقامه وهو " بغتة " . والتقدير : سافر عليّ سفر بغتة ، وحضر المدير حضور فجأة . 6 ـ في قولهم : له بكاءٌ بكاءَ الثكلى . نعرب بكاءَ الثانية مفعولا مطلقا ، لأن تقدير الكلام : إنه يبكي بكاء الثكلى . شريطة أن يكون المصدر المنصوب واقعا بعد مصدر مشعر بالحدوث ، يحوي معنى المصدر المنصوب . ومنه : مررت به فإذا له خوارٌ خوارَ الثور . والعامل في كل من المصدرين السابقين النصب هو المصدر المذكور في الجملة لصلاحيته للعمل ، لا بمحذوف . والتقدير : فإذا هو يخور خوارا مثل خوار الثور . أما مثل التي ذكرت في التقدير فإنها تعرب حالا ، والتقدير : مشبها خوار الثور . 7 ـ المصدر المتصرف ، والمصدر غير المتصرف : المتصرف ما يكون منصوبا على المصدرية ، وأن ينصرف عنها إلى وقوعه فاعلا . نحو : يكثر الرعي في المناطق المعشبة . فالرعي : مصدر رعى ، وقد وقع فاعلا . أو نائب فاعل . نحو : تستثمر الزراعة في كثير من البلاد . فالزراعة مصدر زرع ، وقد وقع نائبا للفاعل . أو مفعولا به ، أو اسم كان وأخواتها ، أو اسم إن وأخواتها ، وغيرها من المواقع الإعرابية الأخرى غير المفعول المطلق . أما المصدر غير المتصرف ، فهو المصدر الملازم النصب على المفعولية المطلقة ، ولا ينصرف عنها إلى غيرها من مواقع الإعراب التي ذكرنا آنفا ، ومن هذه المصادر : سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك ، وحذاريك . 8 ـ مر معنا " أي " الكمالية ، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تدل على معنى الكمال ، وهي إذا وقعت بعد النكرة كانت صفة لها . نحو : شوقي شاعر أي شاعر . أي : هو كامل في صفات الشعراء . وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حالا منها . نحو : مررت بمحمد أيَّ رجل . ولا تستعمل أي الكمالية إلا مضافة ، وتطابق موصوفها في التذكير والتأنيث ، تشبيها لها بالصفات المشتقات ، ولا تطابقه في غيرها . 9 ـ من المصادر المؤكدة لمضمون الجملة قولهم : لا أفعله بتَّا وبتاتا وبتَّة والبتة .
تعريفه : اسم يذكر لبيان زمان الفعل أو مكانه ، متضمن معنى " في " . نحو : حضرت اليوم لزيارتكم ، وأقمت في مكة أسبوعا ، ومنه قوله تعالى : 1 ـ { وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا }1 ، وقوله تعالى : { وبنينا فوقكم سبعا شدادا }2 .
العامل في المفعول فيه : العامل فى الظرف هو الفعل كما في الأمثلة السابقة ، ويعمل فيه غير الفعل مما يشبهه وهو : 1 ـ المصدر ، نحو : حضورك اليوم مدعاة للخير ،ونحو : جلوسي غدا في البيت يدخل البهجة على أطفالي . 28 ـ ومنه قوله تعالى : { وما ظَنُّ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة }3 ، وقوله تعالى : { فويل يومئذ للمكذبين }4 . فالظروف في النماذج السابقة وهى : " اليوم ، وغدا ، ويوم القيامة ، ويومئذ " نجد أن الذي عمل فيها النصب هو المصدر : " حضور ، وجلوس ، وظن ، وويل " . 2 ـ اسم الفاعل ، نحو : أنا قادم الساعة ، ومسافر يوم الجمعة ، 29 ـ ومنه قوله تعالى :{ وانشقت السماء فهي يومئذ واهية }5 ، " فالساعة ، ويوم الجمعة " كل منهما عمل فيه اسم الفاعل " قادم ، ومسافر ، وواهية " . ـــــــــــــــــ 1 ـ 34 لقمان . 2 ـ 12 النبأ . 3 ـ 60 يو نس . 4 ـ 11 الطور . 5 ـ 16 الحاقة .
3 ـ اسم المفعول ، أنت محمود غدا في عملك ، وأنا مرهق اليوم . ويجوز أن يكون منه : 30 ـ قوله تعالى : { ألا يَظُنُ أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين }1 . " فغدا " العامل فيه اسم المفعول " محمود " ، و " اليوم " العامل فيه " مرهق " ، " ويوم " في الآية الثانية ظرف يجوز أن يكون عامله مقدر أي : يبعثون يوم يقوم الناس ، ويجوز أن يكون عامله اسم المفعول " مبعوثون " ، وقال بعضهم إنه بدل من يوم عظيم لكنه بُني {2} . 4 ـ الصفة المشبهة ، نحو : على حليم عند الغضب ، وشجاع عند المكاره . فالظرف " عند " العامل فيه الصفة المشبهة " حليم ، وشجاع " .
حذف عامل المفعول فيه " أو ما يتعلق به " المفعول فيه يكون منصوبا دائما ، وناصبه هو اللفظ الدال على المعنى الواقع فيه ، كما بينا ذلك في موضعه ، ولهذا اللفظ حالات ثلاث هي : 1 ـ أن يكون العامل مذكورا في الجملة : نحو : جلست في الحديقة ساعة ، وانتظرت صديقي لحظة . فعامل الظرف في المثالين السابقين هو الفعل " جلس ، وانتظر " ، وهذا العامل مذكور في الجملة المشتملة عللا الظرف، يستوي في ذلك أن يكون العامل هو الفعل أو شبهه . 2 ـ أن يكون العامل محذوفا جوازا : وذلك إذا كان خاصا ، ودل عليه دليل ، كما هو الحال في جواب الاستفهام . كأن تقول : متى جئت ؟ ، فيكون الجواب يوم الخميس . وكم قطعت من مسافة ؟ ، فتقول : ميلين ، أو ميلا أو كيلا ... الخ . ــــــــــــــــــ 1 ـ 4 ، 5 ، 6 المطففين . 2 ـ انظر البحر المحيط ج3 ص 439 وما بعدها ، والعكبري ج2 ص23 .
ففي الأمثلة السابقة أن ما يتعلق به الظرف جاز لك حذفه ، كما هو موضح في الأمثلة، وكذلك يجوز لك إتباثه ، كأن تقول : جئت يوم الخميس ، وقطعت ميلين أو ميلا . 3 ـ أن يكون العامل محذوفا وجوبا : يحذف عامل الظرف في عدة مواضع ، وذلك إذا كان كونا عاما يصلح أن يراد به كل حدث : ككائن ، أو موجود وحاصل ، وكان ووجد وحصل ، أو مضارعها ، خاصة إذا كان الظرف متعلقا بمحذوف صلة الموصول ، لأن متعلق الصلة لا يقدر إلا فعلا .
والمواضع التي يحذف فيها عامل الظرف وجوبا هي : أ ـ إذا وقع الظرف صفة ، نحو : جلست بصحبة رجل عندك . ونحو: رأيت عصفورا فوق الغصن ، ومنه قوله تعالى :{ هم درجات عند الله }1 . عند من أجاز أن يكون الظرف " عند الله " متعلق بمحذوف صفة " لدرجات " . ب ـ إذا وقع حالا ، نحو : مررت بمحمد عنك ، ورأيت الهلال بين السحاب . " فعندك ، وبين السحاب " قد تعلق كل منها بمحذوف حال ، وبذلك وجب حذف المتعلق به " العامل " ، والتقدير : مررت بمحمد الجالس عندك ، ورأيت الهلال الكائن بين السحاب . ج ـ إذا وقع خبرا ، نحو : عليّ عندك ، والطائر فوق الغصن ، والنهر أمامك ، وتقدير العامل المحذوف : كائن عندك ، ومستقر فوق الغصن ، وموجود أمامك . د ـ إذا كان صلة ، نحو : صافحت الذي عندك ، وسرني الذي معك . حذف عاملا الظرف وجوبا في المثالين السابقين ، لكون كل منهما متعلق بمحذوف صلة ، والتقدير : استقر ، أو وجد ، لأن الصلة لا تكون إلا جملة ، فنقول على ــــــــــــ 1 ـ 163 آل عمران .
تقدير الكلام : صافحت الذي استقر عندك ، وسرني الذي وجد معك ، أو جاء أو استقر ، ونظائرها . هـ ـ أن يكون الظرف مشغولا عنه ، نحو : يوم الجمعة سافرت فيه . ونحو : الساعة ذهبت إلى عملي . ففي المثالين السابقين وجب حذف عامل الطرف ، لكون العامل المتأخر عوض عنه ن إذ لا يجوز أن نقول : سافرت يوم الجمعة سافرت فيه ، ولا ذهبت الساعة ذهبت إلى عملي . و ـ أن يكون قد سمع بحذف العامل ، نحو قولهم في المثل : ذكرَ أمراً تقادم عهده " حينئذ الآن " ، ونحو : يومئذ الآن . والتقدير : قد حدث ما تذكر حين إذ كان كذا ، واسمع الآن ، أو كان ذلك يومئذ ، واسمع الآن .
أقسام المفعول فيه
ينقسم المفعول فيه إلى قسمين : 1 ـ ظرف زمان . 2 ـ ظرف مكان . ظرف الزمان : هو كل اسم دل على زمان وقوع الفعل متضمن معنى " في " . مثل : يوم ، دهر ، ساعة ، حين ، شهر ، ليلة ، غرة ، عشية ، بكرة ، سحر ، الآن ، أبدا ، أمس ، أيان ، آناء . 31 ـ نحو قوله تعالى : { يتلون آيات الله آناء الليل }1 . 32 ـ وقوله تعالى : { فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا }2
ظرف المكان : هو كل اسم دل على مكان وقوع الفعل متضمن معنى " في " مثل : فوق ، تحت ، بين ، أمام ، خلف ، يمين ، شمال ، ميل ، فرسخ ، حول ، حيث . نحو قوله تعالى : { ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا }3 . 33 ـ وقوله تعالى : { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه }4 .
أولا ـ أقسام ظرف الزمان . ينقسم ظرف الزمان إلى قسمين : 1 ـ ظرف زمان مبهم . 2 ـ ظرف زمان مختص أو محدود . تعريف ظرف الزمان المبهم : هو كل ظرف دل على زمان غير معلوم أو معين . مثل : دهر ، 34 ـ كقوله تعالى { وما يهلكنا إلا الدهر }5 . ــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 113 آل عمران . 2 ـ 11 مريم . 3 ـ 68 مريم . 4 ـ 42 فصلت . 5 ـ 24 الجاثية .
حين ، كقوله تعالى { الله يتوفى الأنفس حين موتها }1 . 35 ـ وقوله تعالى :{ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون }2 . وقت ، نحو : أمضيت في الرحلة وقتا طويلا . زمان ، نحو : استغرقنا زمنا في البحث عن الآثار . تعريف ظرف الزمان المختص ( غير المبهم ) : هو كل ظرف دل على زمان مقدر ومعين . مثل : ساعة ، نحو : انتظرتك ساعة . يوم ، كقوله تعالى : { الله يحكم بينكم يوم القيامة }3 . عشية ، وضحى ، 36 ـ كقوله تعالى : { لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها }4 . شهرا ، نحو : أمضيت في دراسة البحث شهرا . صيفا ، رحلت إلى مصر صيفا . عاما ، كقوله تعالى { يحلونه عاما ويحرمونه عاما }5 . وهناك كثير من الظروف الزمانية ، كبقية فصول السنة : الربيع ، والخريف ، والشتاء . * الظروف المبهمة إذا أضيفت إلى ما يفك إبهامها صح ذلك . نحو : استغرقت رحلتي فصل الصيف ، وأمضيت فترة الشتاء في منزلي . ـــــــــــــ 1 ـ 42 الزمر . 2 ـ 17 الروم . 3 ـ 141 النساء . 4 ـ 46 النازعات . 5 ـ 37 التوبة .
أقسام ظرف الزمان من حيث الجمود والتصرف . ينقسم ظرف الزمان إلى قسمين : 1 ـ ظرف زمان متصرف . 2 ـ ظرف زمان جامد . * ظرف الزمان المتصرف : هو كل اسم يصح أن يكون ظرفا ، وغير ظرف . مثل : ساعة ، يوم ، أسبوع ، شهر ، سنة . نحو قوله تعالى : { إن الساعة لآتية لا ريب فيها }1 . 37 ـ وقوله تعالى : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم }2 . " الساعة " ظرف زمان لكنها جاءت منصوبة لأنها اسم إن ، و " يوم " ظرف زمان لكنها جاءت مرفوعة لوقوعها خبرا للمبتدأ هذا . وبذلك يعرب الظرف الزماني المتصرف حسب موقعه من الجملة ، فيكون خبرا ، كما سبق ، وقد يأتي فاعلا ، كقوله تعالى { ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون }3 . " فالساعة " ظرف للزمان ، ولكنها وقعت فاعلا للفعل يقوم . ويأتي مجرورا كقوله تعالى : { يسألونك عن الساعة }4 .
ظرف الزمان الجامد " غير المتصرف " : هو كل اسم لا يأتي إلا ظرفا للزمان ، ولا يخرج عن الظرفية . وينقسم ظرف الزمان غير المتصرف إلى نوعين : 1 ـ ظرف الزمان الملازم النصب على الظرفية الظاهرة أو المقدرة ، إذا كان الظرف مبنيا . ــــــــــــ 1 ـ 59 غافر . 2 ـ 119 المائدة . 4 ـ 87 الأعراف . 3 ـ 12 الروم .
مثل : قط ، عوض ، أيان ، أنى ، ذا صباح ، ذات مساء ، وصباح مساء . نحو : ما اقتربت منه قطُّ ، ولا أفعله عوض . 38 ـ ومنه قوله تعالى : { فأتوا حرثكم أنىَّ شئتم }1 . وقوله تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها }2 2 ـ ما يلزم النصب على الظرفية ، أو جره بأحد أحرف الجر : من ، إلى ، حتى ، مذ .. إلخ . مثل : قبل ، بعد ، متى ، الآن . فمثال تقدير النصب في قبل ، وبعد قوله تعالى : { لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ }3 . 39 ـ ومنه قوله تعالى : { كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم }4 . ففي المثالين السابقين نجد أن " قبل وبعد " قد جاء كل منها ظرف زمان مبنى على الضم في محل نصب على الظرفية الزمانية . ومثال جرها ظاهرا ، إذا جاءت مضافة لفظا ، قوله تعالى : { إنا كنا من قبله مسلمين }5 . ومثال " بعد " المجرورة لإضافتها قوله تعالى : { من بعد ما جاءتهم البينات }6 .
ثانيا ـ أقسام ظرف المكان ينقسم ظرف المكان إلى قسمين : 1 ـ ظرف مكان مبهم . 2 ـ ظرف مكان مختص " غير مبهم " . * ظرف المكان المبهم : هو كل اسم دل على ظرف مكان غير معين أو محدود . ومن ذلك الجهات الأصلية ، والفرعية وهى : أمام أو قدام ، نحو : وقف المعلم أمام الطلاب . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ 223 البقرة . 2 ـ 187 الأعراف . 3 ـ 4 الروم . 4 ـ 94 النساء . 5 ـ 53 القصص . 6 ـ 53 النساء .
خلف ويمين وشمال ، كقوله تعالى : { ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم }1 . وقوله تعالى : { عن اليمين وعن الشمال عزين }2 . فوق ، كقوله تعالى : { وبنينا فوقكم سبعا شدادا }3 . تحت ، 40 ـ كقوله تعالى : { لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم }4 . ومنها أيضا أسماء المقادير المكانية : الميل ، والفرسخ ، والكيلا ، والبريد . * ظرف المكان المختص : هو كل اسم دل على مكان معين ، ومحدود بحدود أربعة ، وهذا النوع لا يكون إلا مجرورا ، ومنه : الدار ، المدرسة ، الملعب ، القفص ، الميدان ، الجنة ، والمجرى ، والمرسى ، والمتكأ ، والمرصد . نحو : خرجت من الدار ، وذهبت إلى المدرسة ، ووعد الله المؤمنين الدخول في الجنة . 41 ـ ومنه قوله تعالى : { وأعْتَدَتْ لهن متكأ }5 ، وقوله تعالى : { واقعدوا لهم كل مرصد }6 .
أقسام ظرف المكان من حيث الجمود والتصرف . ينقسم ظرف المكان إلى نوعين : 1 ـ ظرف مكان متصرف . 2 ـ ظرف مكان جامد ، غير متصرف . * المتصرف : هو كل اسم مكان لا يتقيد بالنصب على الظرفية ، بل يأتي مرفوعا ، أو مجرورا ، أو منصوبا ، وذلك حسب موقعه من الجملة . مثل : الجنة ، البيت ، المنزل ، أمام ، خلف ، قدام ، الميل ، الفرسخ . ــــــــــ 1 ـ 17 الأعراف . 2 ـ 37 المعارج . 3 ـ 12 النبأ . 4 ـ 66 المائدة . 5 ـ 31 يوسف . 6 ـ 15 التوبة .
فمثال الرفع قول الرسول الكريم " الجنة تحت أقدام الأمهات " . ومنه قول لبيد بن ربيعة : فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها ومثال النصب : من يعمل عملا صالحا حق له أن يدخل الجنة ، ومنه قول ذي الرمة : وصحراء يحمى خلفها ما أمامها ولا يختطيها الدهر إلا مخاطر والشاهد في البيت الأول : " خلفها وأمامها " خلفها خبر أن مرفوع ، وأمامها معطوف عليه . والشاهد في البيت الثاني : " أمامها " فهو منصوب على الظرفية المكانية . ومثال الجر قوله تعالى : { له معقبات من بين يديه ومن خلفه }1 . وقوله تعالى : { إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم }2 .
* أما غير المتصرف : فهو كل اسم مكان لا يكون إلا ظرفا . وينقسم إلى قسمين : 1 ـ نوع ملازم النصب على الظرفية المكانية الظاهرة أو المقدرة ، إذا كان الظرف مبنيا ، ومن ذلك : بين وبينما كقوله تعالى : { والسحاب المسخر بين السماء والأرض }3 ، وقوله تعالى : { الله يحكم بينكم يوم القيامة }4 . 2 ـ ما يلزم النصب على الظرفية ، أو الجر بأحد أحرف الجر التالية : من ، إلى ، حتى ، مذ ، منذ . ومن تلك الظروف : فوق ، تحت ، لدى ، لدن ، عند ، ثَمَّ ، حيث . نحو قوله تعالى : { وبنينا فوقكم سبعا شدادا }5 . ــــــــــ 1 ـ 11 الرعد . 3 ـ 164 البقرة . 2 ـ 14 فصلت . 4 ـ 131 النساء. 5 ـ 2 النبأ .
ومثال الجر قوله تعالى : { لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش }1 . وقوله تعالى : { إذ يبايعونك تحت الشجرة }2 . وقوله تعالى : { لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم }3 . وقوله تعالى : { لهم أجرهم عند ربهم }4 . ومثال الجر قوله تعالى : { ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم }5 . ومثال لدى ولدن قوله تعالى : { كل حزب بما لديهم فرحون }6 . وقوله تعالى : { وهب لنا من لدنك رحمة }7 . ومثال حيث قوله تعالى : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم }8 . ومثال جرها محلا قوله تعالى : { ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم }9 .
نصب ظرف الزمان وجره : 1 ـ ينصب ظرف الزمان إذا كان دالا على زمان الفعل سواء أكان مبهما أم محدودا " مختصا " ، بشرط أن يتضمن معنى " فى " . نحو : مكث حينا ، وانتظرت مدة ، وحضرت اليوم ، وتأخرت ساعة . ومنه قوله تعالى : { ولات حين مناص }10 . * كما يجوز جره إذا سوغه المعنى واقتضاه ، نحو : غادرت المدينة في يوم الجمعة . ومنه قوله تعالى : { وخل المدينة على حين غفلة من أهلها }11 . ــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 41 الأعراف . 2 ـ 18 الفتح . 3 ـ 66 المائدة . 4 ـ 263 البقرة . 5 ـ 89 البقرة . 6 ـ 53 المؤمنون . 7 ـ 8 آل عمران . 8 ـ 191 البقرة . 9 ـ 68 يوسف . 10 ـ 3 ص . 11 ـ 15 القصص .
* فإذا لم يتضمن معنى " في " يعرب حسب موقعه من الجملة . نحو : يوم الجمعة يوم مبارك ، وجاء يوم الخميس . ومنه قوله تعالى : { وأنذرهم يوم الحسرة }1 ، وقوله تعالى : { يخافون يوما }2 . " فيوم " في المثال الأول مبتدأ ، وفى المثال الثاني فاعل ، وفى الآيتين : مفعول به . ويجوز في " يوم الحسرة " أن يكون ظرفا متعلقا بالفعل ، غير أن نصبه على المفعولية ، هو الوجه الأحسن . 2 ـ ظرف المكان لا ينصب منه إلا ما كان مبهما ، أو سبه مبهم ، بشرط أن يتضمن معنى " في " نحو : مشيت أمام الجند ، ووقفت فوق المنبر ، وسرت ميلا . * كما يجوز جره بالحرف ، نحو : البحر من ورائكم ، ومررت من أمامكم . ومنه قوله تعالى : { فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب }3 * أما إذا كان ظرف المكان محدودا وجب فيه الجر . نحو : جلست في المنزل ، وذهبت إلى المدرسة ، وصليت في المسجد . * فذا لم يتضمن معنى " في " أعرب بحسب العوامل الداخلة عليه " حسب موقعه من الجملة " نحو : المنزل واسع ، هذه مدرسة كبيرة ، والميل ثلث الفرسخ ، ورأيت ملعبا واسعا . * وإذا كانت أسماء المكان مشتقة سواء أكانت مبهمة أم محدودة ، نصبت بشرط أن يكون ناصبها الفعل الذي اشتقت منه . نحو : وقفت موقف الحق ، وجلست مجلس أهل العلم ، وذهبت مذهب أهل الفضل . * فإذا كان عامله غير ما اشتق من وجب جره ، نحو : جلست فى مجلس زيد ، ونزلت في منزل أهل الفضل . ــــــــــــ 1 ـ 39 مريم . 2 ـ 7 الإنسان . 3 ـ 71 هود .
ما ينوب عن المفعول فيه 1 ـ المصدر : إذا كان متضمنا معنى الظرف ، دالا على تعيين الوقت ، أو المقدار ، وفى هذه الحالة يكون الظرف مضافا إلى المصدر ، فيحذف الظرف المضاف ، ويقوم المصدر " المضاف إليه " مقامه . نحو : ذهبت إلى عملي طلوع الشمس ، وسافرت خفوق النجم . فهي في الأصل ذهبت إلى عملي وقت طلوع الشمس ، ووقت خفوق النجم . ونحو : لقيتك مقدم الحجاج ، أي : زمن قدوم الحجاج . ونحو : أجبتك صلاة المغرب ، أي : وقت صلاتها . ومثله قولهم : فرقته طرفة عين ، أي : مدة طرفة عين . ونزل المطر ركعتين من الصلاة ، وأقمت في البلد راحة مسافر . أي : مدة ركعتين ، ومدة راحة مسافر . ومنه قوله تعالى : { ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم }1 . 3 ـ ومنه قول عنترة : عهدي به مدّ النهار كأنما خُضِبَ البنان ورأسه بالعظلم {2} . والأصل : وقت مد النهار . ومنه قول عبد الله بن جعفر بن أبى طالب : كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا أي : مدة حياته . * ومثله في ظرف المكان : جلست قرب محمد ، وصليت خلف الإمام ، ورحلت نحو الشرق ، وسافرت تجاه الشام . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ 49 الطور . 2 ـ العظلم : شجر يختضب بورقه .
* وقد يكون المصر مؤولا من " ما " المصدرية الزمانية ، والفعل الماضي بعدها ، نحو : سأحمل جميلك ما حييت ، وتأويله : سأحمله حياتي ، أي : مدة حياتي . 42 ـ ومنه قوله تعالى : { ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما }1 . وقوله تعالى : { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم }2 . والتقدير في الآيتين : لا يؤديه إليك في جميع الأزمنة إلا في مدة دوامك قائما عليه ، وكنت شهيدا عليهم مدة دوامي فيهم . 2 ـ العدد المميز بالظرف ، أو المضاف إليه . نحو : مشيت ثلاثة أيام ، وقطعت عشرين كيلا . 3 ـ المضاف إليه الدال على الكلية أو ، الجزئية . 43 ـ نحو : سرت كل الليل ، 44 ـ وارتحت بعض النهار . وقطعت نصف ميل أو كله أو بعضه أو جميعه أو عامته . 4 ـ صفته ، نحو : صمت قليلا ، ووقفت طويلا ، وجلست غربي الشجرة . والتقدير : صمت وقتا قليلا ، وجلست مكانا غربي الشجرة . 4 ـ ومنه قول الأعشى : فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إنى مانع جارى والشاهد : غير طويل ، فغير نائب عن الظرف ، وأصله : فشك زمنا غير طويل . 5 ـ الإشارة إليه ، نحو : سرت ذلك اليوم سيرا متعبا ، وسكنت تلك الجهة . 6 ـ بعض الألفاظ المسموعة : فمما نُصب نصْب ظروف الزمان لكونها تضمنت معنى " في " بعض الألفاظ التي سمعت عن العرب ، نحو : أحقا أنك مسافر ، والتقدير : أفي الحق أنك مسافر . ونحو : وجهد رأيي أنك مصيب ، أي : في جهد رأيي . ــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 75 آل عمران . 2 ـ 117 المائدة .
ونحو : غير شك أنى سأزورك ، أي : في غير شك . 5 ـ ومنه قول عبد يغوث : أحقا عباد الله أن لست سامعا نشيد الرعاء المغربين المتاليا والتقدير : أفي الحق . ومنه قول النابغة الجعدي : ألا أبلغ بنى خلف رسولا أحقا أن أخلطكم هجاني وقد نطق " بفي " في قول الآخر وهو قائد بن المنذر : أفي الحق أنى مغرم بك هائم وأنك لا خل هواك ولا خمر ومنه قول أبى زيد الطائي : أفي حق مواساتي أخاكم بمالي ثم يظلمني السريس ي ـ ت ـ ب ـ ع *>>>
27 ـ قال تعالى { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا } وما : الواو حرف عطف ، وما نافية لا عمل لها . تدري : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل . نفس : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة . ما ذا " اسم استفهام مركب مبنى على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتكسب ، وجملة تكسب ... الخ سدت مسد مفعولي تدري المعلقة بالاستفهام . تكسب : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقدير: هي يعود على النفس . غدا : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتكسب . ويجوز أن تكون ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر .
28 ـ قال تعالى { وما ظَنُ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة } وما : الواو حرف عطف ، وما : استفهاميه مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ . ظنُّ : خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . الذين : اسم موصول مبنى على الفتح في محل جر مضاف إليه . يفترون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة فى محل رفع فاعله ، وجملة يفترون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . على الله : جار ومجرور متعلقان بيفترون . الكذب : مفعول به منصوب بالفتحة . يوم القيامة : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالمصدر " ظَنُّ " ، والتقدير : أي شيء ظَنُّ المفترين في ذلك اليوم أنه صانع بهم . ومفعولا الظن سدت مسدهما أن المقدرة وما بعدها ، ويم مضاف ، والقيامة مضاف إليه .
29 ـ قال تعالى { وانشقت السماء فهى يومئذ واهية } وانشقت : الواو عاطفة ، انشق فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب . السماء : فاعل مرفوع . فهي : الفاء عاطفة ، هي ضمير منفصل مبنى على الفتح في محل رفع مبتدأ . يومئذ : ظرف زمان مضاف إلى مثله ، أي يوم مضاف ، وإذ مضاف إليه ، متعلق باسم الفاعل " واهية " ، والتنوين عوض عن الجملة المحذوفة بعد إذ ، وهي في الأصل مضافة إليها ، والتقدير : إذا بلغت النفس الحلقوم . واهية : خبر المبتدأ هي .
30 ـ قال تعالى { ألا يَظُنُ أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين } ألا : الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا نافية لا عمل لها . يظن : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والظن هنا بمعنى اليقين ، أي ألا يؤمن أولئك ، ولو أيقنوا ما نقصوا في الكيل والوزن . أولئك : اسم إشارة مبنى على الكسر في محل رفع فاعل ، والكاف للخطاب حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب ، ويصح إعرابها كلمة واحدة . أنهم : أن واسمها في محل نصب . مبعوثون : خبر أن مرفوع . وجملة أن ومعموليها سدت مسد مفعولي يظن . ليوم : جار ومجرور متعلقان بمبعوثون ، ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف . عظيم : صفة ليوم ، تتبعه في وجوه إعرابه . يوم : بدل ليوم السابق على الموضع ، ومحله النصب بمبعوثون ، أو بمقدر مثله ، ويجوز أن يكون عامله مقدر : أي يبعثون يوم القيامة . يقوم : فعل مضارع مرفوع . الناس : فاعل مرفوع ، وجملة يقوم ... الخ في محل جر بالإضافة ليوم . لرب العالمين : لرب جار ومجرور متعلقان بيقوم ، وهو مضاف ، العالمين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
31 ـ قال تعالى { يتلون آيات الله آناء الليل } يتلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . آيات : مفعول به منصوب بالكسرة ، وهو مضاف .. الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور . آناء : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيتلون ، وهو مضاف .. الليل : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة يتلون في محل رفع صفة ثانية لأمة .
32 ـ قال تعالى { فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة وعشيا } فأوحى : الفاء حرف عطف ، وأوحى فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، وعطوف على خرج في أول الآية ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على زكريا . إليهم : جار ومجرور متعلقان بأوحى . أن سبحوه : أن تفسيره لأنها وقعت بعد جملة متضمنة معنى القول ، وسبحوه فعل أمر مبنى على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به . بكرة : ظرف زمان متعلق بسبحوه . وعشيا : الواو عاطفة ، وعشيا عطف على بكرة . ويجوز في " أن " أن تكون مصدرية مفعولا به لأوحى .
33 ـ قال تعالى { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } لا يأتيه : لا نافية لا عمل لها ، يأتيه فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . الباطل : فاعل مرفوع بالضمة . من بين : جار ومجرور متعلقان بيأتيه ، وبين مضاف .. يديه : مضاف إليه مجرور بالياء ، ويدي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ولا : الواو عاطفة ، ولا نافية . من خلفه : جار ومجرور معطوف على شبه الجملة السابق ، وخلف مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
34 ـ قال تعالى { وما يهلكنا إلا الدهر } وما : الواو عاطفة ، وما نافية لا عمل لها . يهلكنا : يهلك فعل مضارع مرفوع ، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل نصب مفعول به . إلا : أداة حصر لا عمل لها . الدهر : فاعل مرفوع بالضمة .
35 ـ قال تعالى { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } فسبحان : الفاء هي الفصيحة حرف مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب ، وكأنها أفصحت وأبانت عما تقدم من عظمة الله في الخلق ، وابتداء وقيام الساعة ، وسبحان مفعول مطلق لفعل محذوف مبنى على التح في محل نصب ، وهو مضاف، الله : لفظ الجلالة مضاف إليه . حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بسبحان ، وهو مضاف . . تمسون : فعل مضارع تام مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . وجملة تمسون في محل جر بالإضافة لحين . وحين تصبحون : الواو حرف عطف ، وحين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتصبحون ، وتصبحون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . وجملة حين تصبحون معطوفة على جملة وحين تمسون .
36 ـ قال تعالى { لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } لم يلبثوا : لم حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب ، يلبثوا فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والألف فارقة . وجملة لم يلبثوا فى محل رفع خبر كأن في أول الآية . إلا عشية : إلا أداة حصر ، وعشية ظرف زمان متعلق بيلبثوا . أو ضحاها : أو حرف عطف ، وضحاها معطوف على عشية ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . قال الزمخشري : وقد صحت إضافة الضحى إلى العشية ، لما بينهما من الملابسة ، لاجتماعهما في نهار واحد ، وفائدة الإضافة هنا للدلالة على أن مدة لبثهم كأنها لم تبلغ يوما كاملا ، ولكن ساعة منه عشية أو ضحاه ، فلما ترك اليوم أضافه إلى عشية ، فهو كقوله : لم يلبثوا ساعة من نهار {1} .
37 ـ قال تعالى { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم } هذا : اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ . يوم : خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .. ينفع : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وجملة ينفع في محل جر مضاف إليه . الصادقين : مفعول به منصوب بالياء . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ نقلا عن إعراب القرآن الكريم وبيانه ج10 ص372 .
صدقهم : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة ، وصدق مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . 38 ـ قال تعالى { فأتوا حرثكم أنىَّ شئتم } فأتوا : الفاء الفصيحة حرف مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب ، وسميت بالفصيحة لأنها أفصحت عن شرط مقدر ، أتوا فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة فى محل رفع فاعله ، والألف فارقة . حرثكم : مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبنى فى محل جر بالإضافة . أنى : اسم استفهام مبنى على السكون فى محل نصب ظرف زمان متعلق بشئتم ، وقيل : هو في محل نصب حال تقدم على عامله شئتم أيضا ، وقيل : هو ظرف متعلق بأتوا . شئتم : فعل وفاعل والميم علامة الجمع ، ومفعوله محذوف . وجملة شئتم في محل جر بإضافة أنى إليها .
39 ـ قال تعالى { كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم } كذلك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لكنتم . كنتم : كان فعل ماض ناقص مبنى على السكون ، والضمير المتصل في محل رفع اسمه ، وجملة : كذلك كنتم ... الخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، مسوقة لتشبيه حالتهم الراهنة بحالتهم التي كانوا عليها . من قبل : من حرف جر ، وقبل ظرف زمان مبنى على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى ، متعلق بمحذوف حال . فمن : الفاء عاطفة ، ومن فعل ماض مبنى على الفتح . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة من الله معطوفة على ما قبلها . عليكم : جار ومجرور متعلقان بمن . 40 ـ قال تعالى { لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } لأكلوا : اللام واقعة في جواب لو ، وأكلوا فعل ماض مبنى على الضم لاتصاله بالواو ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، ومفعوله محذوف لقصد التعميم ، أو للقصد إلى نفس الفعل ، كما في قولهم : فلان يحل ويعقد ، والأصل في ذلك كله على إثبات المعنى المقصود في نفسك للشيء على الإطلاق ، وجملة أكلوا لا محل لها من الإعراب جواب الشرط غير الجازم . من فوقهم : جار ومجرور متعلقان بأكلوا ، أو بمحذوف صفة للمفعول به المحذوف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ومن تحت أرجلهم : الواو عاطفة ، ومن تحت أرجلهم معطوف على ما قبله .
41 ـ قال تعالى { واعتدت لهن متكأ } واعتدت : الواو حرف عطف ، اعتدت فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على امرأة العزيز . والجملة معطوفة على ما قبلها . لهن : جار ومجرور متعلقان باعتدت . متكأ : مفعول به ، ويجوز أن يكون منصوبا على الظرفية المكانية ، وقد ذكرنا هذا بالتفصيل ، وبينا فيه رأي المفسرين والمعربين في موضعه من الفوائد والتنبيهات فانتبه .
3 ـ قال الشاعر : عهدي به مدَّ النهار كأنما خُضِبَ البنانُ ورأسُهُ بالعِضْلم عهدي : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة . من إضافة المصدر لفاعله . به : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ، ويجوز أن يتعلقا بالمصدر ، على أنهما فى موضع المفعول به ، والخبر محذوف لسد الجملة الواقعة حالا مسده {1} . مدَّ : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، قال التبريزي : بدل من الاستقرار ، أي من الجار والمجرور " به " ، ولم يعلقه بالمصدر لئلا يفصل بينه وبين متعلقه بأجنبي ، وهو الخبر ، ويجوز أن تتعلق بالمصدر ، والتقدير : عهدته طول النهار حال كونه مخضوبا بنانه ورأسه بالعضلم . كأنما : كأن حرف تشبيه ونصب كف عمله لاتصاله بما ، وما كافة . خضب : فعل ماض مبنى للمجهول . البنان : نائب فاعل مرفوع بالضمة . ورأسه : الواو حرف عطف ، رأس معطوف على البنان ، ورأس مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . بالعضلم : جار ومجرور متعلقان بخضب . وجملة كأنما خضب ... الخ في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا بالباء ، والعمل فيها المصدر ، والرابط الضمير فقط ، وهذه الحال سادة مسد الخبر . وجملة عهدي به ... الخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
42 ـ قال تعالى { ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما } ومنهم : والوا حرف عطف ، منهم جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . من : اسم موصول مبنى على السكون فى محل رفع مبتدأ مؤخر ، أو نكرة موصوفة بمعنى ناس ، وهى مبتدأ مؤخر أيضا . إن تأمنه : إن شرطية تجزم فعلين ، وتأمنه فعل الشرط مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . بدينار : جار ومجرور متعلقان بدينار . لا يؤده : لا نافية لا عمل لها ، يؤده فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . إليك : جار ومجرور متعلقان بيؤده . وجملة الشرط وجوابه إما صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، إذا اعتبرنا من موصولة ، وإما في محل رفع صفة لها إذا اعتبرنا من بكرة موصوفة . إلاّ : أداة حصر لا عمل لها " حرف استثناء ملغي " . ما دمت : ما مصدرية ظرفية ، ودمت فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمه ، والمصدر المؤول من ما والفعل فى محل نصب على الظرفية الزمانية ، متعلق بالفعل يؤده ، والاستثناء مفرغ من الظرف العام ، والتقدير : لا يؤده إليك في جميع الأزمنة ، إلا في مدة دوامك قائما عليه . عليه : جار ومجرور متعلقان " بقائما " . قائما : خبر مادمت منصوب بالفتحة .
43 ـ " سرت كل الليل " سرت : فعل وفاعل . كل : نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .. الليل : مضاف إليه مجرور بالكسرة . والتقدير : سرت زمنا كل الليل .
44 ـ " ارتحت بعض النهار " ارتحت : فعل وفاعل . بعض : نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .. النهار : مضاف إليه مجرور بالكسرة . والتقدير : سرت زمنا بعض النهار .
4 ـ قال الشاعر : فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إني مانع جاري فشك : الفاء حسب ما قبلها ، وشك فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو . غير : نائب عن ظرف الزمان وهو مضاف .. طويل : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، والتقدير زمان غير طويل . ثم قال : ثم حرف عطف ، قال فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . له : جار ومجرور متعلقان بقال . اقتل : فعل أمر مبنى على السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه تقديره أنت . وجملة اقتل أسيرك في محل نصب مقول القول . أسيرك : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . إني : حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه . مانع : خبر إن مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا . جاري : جار مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وهو مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
5 ـ قال الشاعر : أحقا عباد الله أن لست سامعا نشيد الرعاة المغربين المتاليا أحقا : الهمزة حرف استفهام مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب ، وحقا ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متضمن معنى " في " ، وهو من الألفاظ المسموعة عن العرب ، والتقدير أفي حق . عباد : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .. الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة . أن : مخففة من الثقيلة واسمها ضمير مستتر تقديره : أنني ، أو أني بدون نون الوقاية ، أو أنك ، ومعنى هذا أن " أن " المخففة من الثقيلة تعمل عمل " أنَّ " الثقيلة بشرط أن يكون اسمها ضمير الشأن ، أو المخاطب ، وللضرورة . لست : فعل ماض ناقص مبنى على السكون ، لاتصاله بالتاء ، والتاء ضمير متصل مبنى على الضم في محل رفع اسمه . سامعا : خبر ليس منصوب بالفتحة ، وفاعل : " سامعا " ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . وجملة لست سامعا في محل رفع خبر أنْ . نشيد : مفعول به لاسم الفاعل ، وهو مضاف .. الرعاء : مضاف إليه مجرور بالكسرة . المغربين : صفة لرعاء مجرورة بالياء . المتاليا : صفة ثانية لرعاء مجرورة بالكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والألف للإطلاق . لتكملة الظرفانقر هنا
27 ـ قال تعالى { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا } وما : الواو حرف عطف ، وما نافية لا عمل لها . تدري : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل . نفس : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة . ما ذا " اسم استفهام مركب مبنى على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتكسب ، وجملة تكسب ... الخ سدت مسد مفعولي تدري المعلقة بالاستفهام . تكسب : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقدير: هي يعود على النفس . غدا : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتكسب . ويجوز أن تكون ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر .
28 ـ قال تعالى { وما ظَنُ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة } وما : الواو حرف عطف ، وما : استفهاميه مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ . ظنُّ : خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . الذين : اسم موصول مبنى على الفتح في محل جر مضاف إليه . يفترون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة فى محل رفع فاعله ، وجملة يفترون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . على الله : جار ومجرور متعلقان بيفترون . الكذب : مفعول به منصوب بالفتحة . يوم القيامة : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالمصدر " ظَنُّ " ، والتقدير : أي شيء ظَنُّ المفترين في ذلك اليوم أنه صانع بهم . ومفعولا الظن سدت مسدهما أن المقدرة وما بعدها ، ويم مضاف ، والقيامة مضاف إليه .
29 ـ قال تعالى { وانشقت السماء فهى يومئذ واهية } وانشقت : الواو عاطفة ، انشق فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب . السماء : فاعل مرفوع . فهي : الفاء عاطفة ، هي ضمير منفصل مبنى على الفتح في محل رفع مبتدأ . يومئذ : ظرف زمان مضاف إلى مثله ، أي يوم مضاف ، وإذ مضاف إليه ، متعلق باسم الفاعل " واهية " ، والتنوين عوض عن الجملة المحذوفة بعد إذ ، وهي في الأصل مضافة إليها ، والتقدير : إذا بلغت النفس الحلقوم . واهية : خبر المبتدأ هي .
30 ـ قال تعالى { ألا يَظُنُ أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين } ألا : الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا نافية لا عمل لها . يظن : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والظن هنا بمعنى اليقين ، أي ألا يؤمن أولئك ، ولو أيقنوا ما نقصوا في الكيل والوزن . أولئك : اسم إشارة مبنى على الكسر في محل رفع فاعل ، والكاف للخطاب حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب ، ويصح إعرابها كلمة واحدة . أنهم : أن واسمها في محل نصب . مبعوثون : خبر أن مرفوع . وجملة أن ومعموليها سدت مسد مفعولي يظن . ليوم : جار ومجرور متعلقان بمبعوثون ، ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف . عظيم : صفة ليوم ، تتبعه في وجوه إعرابه . يوم : بدل ليوم السابق على الموضع ، ومحله النصب بمبعوثون ، أو بمقدر مثله ، ويجوز أن يكون عامله مقدر : أي يبعثون يوم القيامة . يقوم : فعل مضارع مرفوع . الناس : فاعل مرفوع ، وجملة يقوم ... الخ في محل جر بالإضافة ليوم . لرب العالمين : لرب جار ومجرور متعلقان بيقوم ، وهو مضاف ، العالمين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
31 ـ قال تعالى { يتلون آيات الله آناء الليل } يتلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . آيات : مفعول به منصوب بالكسرة ، وهو مضاف .. الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور . آناء : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيتلون ، وهو مضاف .. الليل : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة يتلون في محل رفع صفة ثانية لأمة .
32 ـ قال تعالى { فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة وعشيا } فأوحى : الفاء حرف عطف ، وأوحى فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، وعطوف على خرج في أول الآية ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على زكريا . إليهم : جار ومجرور متعلقان بأوحى . أن سبحوه : أن تفسيره لأنها وقعت بعد جملة متضمنة معنى القول ، وسبحوه فعل أمر مبنى على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به . بكرة : ظرف زمان متعلق بسبحوه . وعشيا : الواو عاطفة ، وعشيا عطف على بكرة . ويجوز في " أن " أن تكون مصدرية مفعولا به لأوحى .
33 ـ قال تعالى { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } لا يأتيه : لا نافية لا عمل لها ، يأتيه فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . الباطل : فاعل مرفوع بالضمة . من بين : جار ومجرور متعلقان بيأتيه ، وبين مضاف .. يديه : مضاف إليه مجرور بالياء ، ويدي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ولا : الواو عاطفة ، ولا نافية . من خلفه : جار ومجرور معطوف على شبه الجملة السابق ، وخلف مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
34 ـ قال تعالى { وما يهلكنا إلا الدهر } وما : الواو عاطفة ، وما نافية لا عمل لها . يهلكنا : يهلك فعل مضارع مرفوع ، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل نصب مفعول به . إلا : أداة حصر لا عمل لها . الدهر : فاعل مرفوع بالضمة .
35 ـ قال تعالى { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } فسبحان : الفاء هي الفصيحة حرف مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب ، وكأنها أفصحت وأبانت عما تقدم من عظمة الله في الخلق ، وابتداء وقيام الساعة ، وسبحان مفعول مطلق لفعل محذوف مبنى على التح في محل نصب ، وهو مضاف، الله : لفظ الجلالة مضاف إليه . حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بسبحان ، وهو مضاف . . تمسون : فعل مضارع تام مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . وجملة تمسون في محل جر بالإضافة لحين . وحين تصبحون : الواو حرف عطف ، وحين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتصبحون ، وتصبحون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . وجملة حين تصبحون معطوفة على جملة وحين تمسون .
36 ـ قال تعالى { لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } لم يلبثوا : لم حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب ، يلبثوا فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والألف فارقة . وجملة لم يلبثوا فى محل رفع خبر كأن في أول الآية . إلا عشية : إلا أداة حصر ، وعشية ظرف زمان متعلق بيلبثوا . أو ضحاها : أو حرف عطف ، وضحاها معطوف على عشية ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . قال الزمخشري : وقد صحت إضافة الضحى إلى العشية ، لما بينهما من الملابسة ، لاجتماعهما في نهار واحد ، وفائدة الإضافة هنا للدلالة على أن مدة لبثهم كأنها لم تبلغ يوما كاملا ، ولكن ساعة منه عشية أو ضحاه ، فلما ترك اليوم أضافه إلى عشية ، فهو كقوله : لم يلبثوا ساعة من نهار {1} .
37 ـ قال تعالى { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم } هذا : اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ . يوم : خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .. ينفع : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وجملة ينفع في محل جر مضاف إليه . الصادقين : مفعول به منصوب بالياء . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ نقلا عن إعراب القرآن الكريم وبيانه ج10 ص372 .
صدقهم : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة ، وصدق مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . 38 ـ قال تعالى { فأتوا حرثكم أنىَّ شئتم } فأتوا : الفاء الفصيحة حرف مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب ، وسميت بالفصيحة لأنها أفصحت عن شرط مقدر ، أتوا فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة فى محل رفع فاعله ، والألف فارقة . حرثكم : مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبنى فى محل جر بالإضافة . أنى : اسم استفهام مبنى على السكون فى محل نصب ظرف زمان متعلق بشئتم ، وقيل : هو في محل نصب حال تقدم على عامله شئتم أيضا ، وقيل : هو ظرف متعلق بأتوا . شئتم : فعل وفاعل والميم علامة الجمع ، ومفعوله محذوف . وجملة شئتم في محل جر بإضافة أنى إليها .
39 ـ قال تعالى { كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم } كذلك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لكنتم . كنتم : كان فعل ماض ناقص مبنى على السكون ، والضمير المتصل في محل رفع اسمه ، وجملة : كذلك كنتم ... الخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، مسوقة لتشبيه حالتهم الراهنة بحالتهم التي كانوا عليها . من قبل : من حرف جر ، وقبل ظرف زمان مبنى على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى ، متعلق بمحذوف حال . فمن : الفاء عاطفة ، ومن فعل ماض مبنى على الفتح . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة من الله معطوفة على ما قبلها . عليكم : جار ومجرور متعلقان بمن . 40 ـ قال تعالى { لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } لأكلوا : اللام واقعة في جواب لو ، وأكلوا فعل ماض مبنى على الضم لاتصاله بالواو ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، ومفعوله محذوف لقصد التعميم ، أو للقصد إلى نفس الفعل ، كما في قولهم : فلان يحل ويعقد ، والأصل في ذلك كله على إثبات المعنى المقصود في نفسك للشيء على الإطلاق ، وجملة أكلوا لا محل لها من الإعراب جواب الشرط غير الجازم . من فوقهم : جار ومجرور متعلقان بأكلوا ، أو بمحذوف صفة للمفعول به المحذوف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ومن تحت أرجلهم : الواو عاطفة ، ومن تحت أرجلهم معطوف على ما قبله .
41 ـ قال تعالى { واعتدت لهن متكأ } واعتدت : الواو حرف عطف ، اعتدت فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على امرأة العزيز . والجملة معطوفة على ما قبلها . لهن : جار ومجرور متعلقان باعتدت . متكأ : مفعول به ، ويجوز أن يكون منصوبا على الظرفية المكانية ، وقد ذكرنا هذا بالتفصيل ، وبينا فيه رأي المفسرين والمعربين في موضعه من الفوائد والتنبيهات فانتبه .
3 ـ قال الشاعر : عهدي به مدَّ النهار كأنما خُضِبَ البنانُ ورأسُهُ بالعِضْلم عهدي : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة . من إضافة المصدر لفاعله . به : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ، ويجوز أن يتعلقا بالمصدر ، على أنهما فى موضع المفعول به ، والخبر محذوف لسد الجملة الواقعة حالا مسده {1} . مدَّ : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، قال التبريزي : بدل من الاستقرار ، أي من الجار والمجرور " به " ، ولم يعلقه بالمصدر لئلا يفصل بينه وبين متعلقه بأجنبي ، وهو الخبر ، ويجوز أن تتعلق بالمصدر ، والتقدير : عهدته طول النهار حال كونه مخضوبا بنانه ورأسه بالعضلم . كأنما : كأن حرف تشبيه ونصب كف عمله لاتصاله بما ، وما كافة . خضب : فعل ماض مبنى للمجهول . البنان : نائب فاعل مرفوع بالضمة . ورأسه : الواو حرف عطف ، رأس معطوف على البنان ، ورأس مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . بالعضلم : جار ومجرور متعلقان بخضب . وجملة كأنما خضب ... الخ في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا بالباء ، والعمل فيها المصدر ، والرابط الضمير فقط ، وهذه الحال سادة مسد الخبر . وجملة عهدي به ... الخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
42 ـ قال تعالى { ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما } ومنهم : والوا حرف عطف ، منهم جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . من : اسم موصول مبنى على السكون فى محل رفع مبتدأ مؤخر ، أو نكرة موصوفة بمعنى ناس ، وهى مبتدأ مؤخر أيضا . إن تأمنه : إن شرطية تجزم فعلين ، وتأمنه فعل الشرط مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . بدينار : جار ومجرور متعلقان بدينار . لا يؤده : لا نافية لا عمل لها ، يؤده فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . إليك : جار ومجرور متعلقان بيؤده . وجملة الشرط وجوابه إما صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، إذا اعتبرنا من موصولة ، وإما في محل رفع صفة لها إذا اعتبرنا من بكرة موصوفة . إلاّ : أداة حصر لا عمل لها " حرف استثناء ملغي " . ما دمت : ما مصدرية ظرفية ، ودمت فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمه ، والمصدر المؤول من ما والفعل فى محل نصب على الظرفية الزمانية ، متعلق بالفعل يؤده ، والاستثناء مفرغ من الظرف العام ، والتقدير : لا يؤده إليك في جميع الأزمنة ، إلا في مدة دوامك قائما عليه . عليه : جار ومجرور متعلقان " بقائما " . قائما : خبر مادمت منصوب بالفتحة .
43 ـ " سرت كل الليل " سرت : فعل وفاعل . كل : نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .. الليل : مضاف إليه مجرور بالكسرة . والتقدير : سرت زمنا كل الليل .
44 ـ " ارتحت بعض النهار " ارتحت : فعل وفاعل . بعض : نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .. النهار : مضاف إليه مجرور بالكسرة . والتقدير : سرت زمنا بعض النهار .
4 ـ قال الشاعر : فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إني مانع جاري فشك : الفاء حسب ما قبلها ، وشك فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو . غير : نائب عن ظرف الزمان وهو مضاف .. طويل : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، والتقدير زمان غير طويل . ثم قال : ثم حرف عطف ، قال فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . له : جار ومجرور متعلقان بقال . اقتل : فعل أمر مبنى على السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه تقديره أنت . وجملة اقتل أسيرك في محل نصب مقول القول . أسيرك : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . إني : حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه . مانع : خبر إن مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا . جاري : جار مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وهو مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
5 ـ قال الشاعر : أحقا عباد الله أن لست سامعا نشيد الرعاة المغربين المتاليا أحقا : الهمزة حرف استفهام مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب ، وحقا ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متضمن معنى " في " ، وهو من الألفاظ المسموعة عن العرب ، والتقدير أفي حق . عباد : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .. الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة . أن : مخففة من الثقيلة واسمها ضمير مستتر تقديره : أنني ، أو أني بدون نون الوقاية ، أو أنك ، ومعنى هذا أن " أن " المخففة من الثقيلة تعمل عمل " أنَّ " الثقيلة بشرط أن يكون اسمها ضمير الشأن ، أو المخاطب ، وللضرورة . لست : فعل ماض ناقص مبنى على السكون ، لاتصاله بالتاء ، والتاء ضمير متصل مبنى على الضم في محل رفع اسمه . سامعا : خبر ليس منصوب بالفتحة ، وفاعل : " سامعا " ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . وجملة لست سامعا في محل رفع خبر أنْ . نشيد : مفعول به لاسم الفاعل ، وهو مضاف .. الرعاء : مضاف إليه مجرور بالكسرة . المغربين : صفة لرعاء مجرورة بالياء . المتاليا : صفة ثانية لرعاء مجرورة بالكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والألف للإطلاق . لتكملة الظرفانقر هنا
تعريفه : مصدر منصوب يذكر لبيان سبب وقوع الفعل ، أو ما دل على الوقوع ، ويسمى المفعول له ، والمفعول من أجله . وهو جواب مقدر لسؤال يبدأ بـ : لم ، أو لماذا . ويشترط فيه أن يتحد مع عامله " وهو ما جاء المفعول لأجله يبين سببه " في الزمان والفاعل . نحو : أقرأ حبا في القراءة . حبا : مفعول لأجله ، وهو مما توفرت فيه كل الشروط التي ذكرنا سابقا ، فهو مصدر الفعل " حبّ " ، ويبين سبب وقوع الفعل " أقرأ " ، لم أقرأ ؟ الجواب : حبا . وهو متحد معه في الزمان بمعنى أن القراءة والحب حادثان في آن واحد ، وليست القراءة في وقت غير وقت الحب . وهو متحد معه في الفاعل بمعنى أن القراءة والحب فاعلهما واحد وهو المتكلم ، فأنا أقرأ ، وأنا أحب . 76 ـ ومنه قوله تعالى : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 . تنبيه : إذا فقد المفعول لأجله شرطا من الشروط السابقة وجب حينئذ جره . مثال ما فقد المصدرية : سافرت إلى القاهرة للمعرض . فالمعرض سبب السفر إلى القاهرة ، ولكنه ليس مصدرا . ومثال ما فقد الاتحاد في الزمان : انتظرتك للحضور غدا . فالحضور مصدر يبن سبب الانتظار ، وهو متحد مع فعله في الفاعل ، فالانتظار والحضور من المتكلم ، غير أن الحضور سيكون غدا في وقت غير وقت الانتظار . ومثال ما فقد الاتحاد في الفاعل : سررت لإكرامك الضيف . فإكرام مصدر يبين السبب ، ومتحد مع الفعل في الزمن ، غير أن فاعل سرّ هو تاء ـــــــــــ 1 ـ 265 البقرة .
المتكلم ، وفاعل إكرام الكاف ضمير المخاطب ، الذي هو فاعل في المعنى ، وهو الآن مضاف إليه . ورغم استيفاء المفعول لأجله للشروط كلها إلا أنه يجوز أن يأتي مجرورا . نحو : حضرت لتلبية دعوته .
نوع المصدر الذي يقع مفعولا لأجله : ليست كل المصادر مناسبة لأن تكون مفاعيل له ، ولكن من المصادر المناسبة ما كانت تعبر عن رغبة من القلب ، أو عن شعور وإحساس ، ومن هذه المصادر : خشية ، ورغبة ، وإكراما ، وإحسانا ، وحبا ، وتعظيما ، واستبقاء ، ونفورا ، وإجلالا ، وإكبارا ، وطلبا ، وتلبية ، وشوقا ، وعونا ، واعترافا ، وأنفة ، وإباء ، وحياء ، وتفانيا ، وابتغاء ، وخوفا ، وطمعا ، وحزنا ، ورأفة ، وشفقة ، وإنكارا ، واستحسانا ، واطمئنانا ، ورحمة ، وإعجابا ، وإرضاء ، ومواساة ، وتوبيخا ، وزلفة ، ونصحا . ولا تأتي مثل هذه المصادر مفاعل له لأنها ليست صادرة من القلب ، وإنما صادرة من الجوارح . وهي : دراسة ، وقراءة ، وكتابة ، وإملاقا ، وعلما ، ووقوفا ، ونحوها . فلا يصح أن نقول : سافرت إلى مصر علما . وإنما نقول : طلبا للعلم ، أو للعلم .
العامل في المفعول لأجله : يعمل في المفعول لأجله غير الفعل ما يشبه الفعل وهو التالي : 1 ـ المصدر . نحو : الارتحال طلبا للعلم واجب . 2 ـ اسم الفاعل . نحو : محمد مسافر طلبا للعلم . 3 ـ اسم المفعول . نحو : أنت مغبون حسدا لك . 4 ـ صيغ المبالغة . نحو : أحمد شغوف بالعلم رغبة في التفوق . 5 ـ اسم الفعل . نحو : حذار المنافقين تجنبا لنفاقهم .
أحكام المفعول لأجله الإعرابية : 1 ـ الأصل في المفعول لجله النصب ، ويجب نصبه إذا تجرد من " أل " التعريف ، والإضافة . نحو : وقفت للمعلم إجلالا . وسافرت رغبة في الاستجمام . غير أن هذا النوع يجوز فيه الجر أيضا . نحو : سافرت للرغبة في الاستجمام . 77 ـ ومنه قوله تعالى : { أفنضرب عنكم الذكر صفحا }1 . وقوله تعالى : { ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا }2 . وقوله تعالى : { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد }3 . 39 ـ ومنه قول المتنبي : وأغفر عوراء الكريم ادخاره وأعرض عن شتم اللئيم تكرما 2 ـ أن يكون معرفا بأل التعريف والأنسب فيه أن يكون مجرورا إذا سبق بحر الجر . نحو : حضرت للاطمئنان عليك . وذهبنا إلى الريف للاستجمام . ويجوز فيه النصب أيضا إذا تجرد من حرف الجر . فنقول : ذهبنا إلى الريف الاستجمامَ . 40 ـ ومنه قول الشاعر : لا أقعدُ الجبنَ عن الهيجاء ولو توالت زمرُ الأعداء 41 ـ ومنه قول الآخر : فليت لي بهم قوما إذا ركبوا شنوا الإغارةَ فرسانا وركبانا 3 ـ أن يكون مضافا ، وفيه يتساوى النصب والجر . نحو : تأني المتسابق في تلاوته خشية الوقوع في الخطأ . ويجوز أن نقول : تأنى المتسابق في تلاوته لخشية الوقوع في الخطأ . ــــــــــــ 1 ـ 5 الزخرف . 2 ـ 231 البقرة . 3 ـ 6 ، 7 الصافات . 4 ـ 121 الحشر .
78 ـ ومنه قوله تعالى : { لو أنزلنا هذا القراء على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله }4 . ومنه قوله تعالى : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 . 79 ـ وقوله تعالى : { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق }2 . وقوله تعالى : { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت }3 . ومنه قول المتنبي : ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر
تنبيهات وفوائد : 1 ـ يجوز تقديم المفعول لأجله على عامله ، سواء أكان منصوبا ، أم مجرورا . نحو : طلبا للاستشفاء سافرت إلى مصر . وتكريما له منح الجائزة . ونحو : لطلب الاستشفاء سافرت إلى مصر . ولتكريمه منح الجائزة . 42 ـ ومنه قول الشاعر : ـ فما جزعا ـ ورب الناس ـ أبكي ولا حرصا على الدنيا اعتراني 43 ـ ومنه قول الآخر : طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب 2 ـ إذا سبق المفعول لأجله بحرف الجر ، لا يعرب مفعولا لأجله ، وإنما يعرب جارا ومجرورا . 80 ـ نحو قوله تعالى : { ولا تقتلوا أولادكم من إملاق }4 . وقوله تعالى : { وإن منها لما يهبط من خشية الله }5 . ــــــــــــ 1 ـ 265 البقرة . 2 ـ 31 الإسراء . 3 ـ 19 البقرة . 4 ـ 151 الأنعام . 5 ـ 74 البقرة .
44 ـ ومنه قول الشاعر : وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر 3 ـ يجوز حذف المفعول لأجله ، ويبقى لفظ يدل عليه ، ويغلب هذا الحذف قبل مصدر مؤول من أن وما بعدها . 81 ـ نحو قوله تعالى : { يبين الله لكم أن تضلوا }1 . فحذف المفعول لجله قبل المصدر " أن تضلوا " . والتقدير : خشية أن تضلوا . ومنه قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة } 2 . وقوله تعالى : { ولا تجهروا بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم }3 . ـــــــــــ
1 ـ 176 النساء . 2 ـ 6 الحجرات . 3 ـ 2 الحجرات .
نماذج من الإعراب
76 ـ ومنه قوله تعالى : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 .
77 ـ ومنه قوله تعالى : { أفنضرب عنكم الذكر صفحا }1 .
39 ـ ومنه قول المتنبي : وأغفر عوراء الكريم ادخاره وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
40 ـ ومنه قول الشاعر : لا أقعدُ الجبنَ عن الهيجاء ولو توالت زمرُ الأعداء
41 ـ ومنه قول الآخر : فليت لي بهم قوما إذا ركبوا شنوا الإغارةَ فرسانا وركبانا
78 ـ ومنه قوله تعالى : { لو أنزلنا هذا القراء على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله }4 .
79 ـ ومنه قوله تعالى : { ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله }1 .
42 ـ ومنه قول الشاعر : فما جزعا ـ ورب الناس ـ أبكي ولا حرصا على الدنيا اعتراني
43 ـ ومنه قول الآخر : طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب
80 ـ نحو قوله تعالى : { ولا تقتلوا أولادكم من إملاق }4 .
44 ـ ومنه قول الشاعر : وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر
81 ـ نحو قوله تعالى : { يبين الله لكم أن تضلوا }1 .
تعريفه : نوع من أنواع المفعول به ، لأنه يكون في حالة النصب منصوبا بفعل محذوف تقديره " استثني " ، وتدل عليه كلمة الاستثناء . نحو : حضر الطلبة إلا طالبا . فـ " طالبا " أعربه النحاة مفعولا به للفعل المقدر " استثني " ، والتقدير : حضر الطلبة استثني طالبا . غير أنه ينبغي التدقيق فيما ذكره النحاة حول عمل الفعل المحذوف في المستثنى ، فنرى أن العامل في المستثنى أداة الاستثناء ، وسنتعرض لهذا في حديثنا عن العامل في الاستثناء إن شاء الله .
مكونات جملة الاستثناء : تتكون جملة الاستثناء من ثلاثة أجزاء على النحو التالي : 1 ـ المستثنى منه . 2 ـ المستثنى . 3 ـ أداة الاستثناء . * المستثنى منه : هو الاسم الداخل في الحكم ملفوظا كان أم ملحوظا ، متقدما عليه النفي ، أو شبهه ، أو غير متقدم . * والمستثنى : الاسم المُخرَج من جنس المُخرَج منه ، أي : المطروح أو المتروك .
* أدوات الاستثناء " كلماته " فهي على النحو الآتي : حروف ـ أسماء ـ أفعال وحروف . وسوف نتطرق لكل منها في موضعه . أما الاستثناء المسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء منفيا ، أو غير موجب . نحو : ما حضر إلا محمدٌ . ولا تكافئ إلا المجتهدَ . وإذا كان الاستثناء غير مسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء مثبتا ، أو موجبا . نحو : انصرف الضيوف إلا ضيفا . كما أنه إذا كان المستثنى من موجودا سميت جملة الاستثناء تامة . نحو : أقلعت الطائرات إلا طائرة . وإذا كان المستثنى من مفقودا " غير موجود " سميت جملة الاستثناء ناقصة ، أو غير تامة . نحو : ما صافحت إلا أخاك . وإذا كان المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي الاستثناء متصلا . نحو : نجح الطلاب إلا طالبا . وإذا لم يكن المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي منقطعا . نحو : حضر المسافرون إلا حقائبهم .
أولا ـ حروف الاستثناء : لا يعد من حروف الاستثناء دون المشاركة سوى " إلا " ، والمستثنى بها له ثلاثة أحوال : ـ الحالة الأولى : وجوب النصب ، إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة ، سواء أكان الاستثناء متصلا ، أم منقطعا . مثال المتصل : حضر المتفرجون الحفل إلا متفرجا . حضر : فعل ماض مبني على الفتح . المتفرجون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . الحفل : مفعول به منصوب بالفتحة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . متفرجا : مستثنى منصوب بالفتحة . 93 ـ ومنه قوله تعالى : { وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم }1 . و قوله تعالى : { فأنجياه وأهله إلاّ امرأته قدرناها من الغابرين }2 . و قوله تعالى : { ففزع من في السموات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله }3 . وقوله تعالى : { فشربوا منه إلا قليلا منهم }4 . ومثال المنقطع : حضر الطلاب إلا كتبهم ، وغادر الحجاج مكة إلا أمتعتهم . حضر فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة . إلا : أداة استثناء مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب . كتبهم : كتب مستثنى منصوب بالفتحة ، وكتب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . 94 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }5 . 66 ـ ومنه قول النابغة الذبياني : وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيَّت جوابا وما بالربع من أحد إلا الأواريُّ لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد الحالة الثانية : وهي إذا كانت جملة الاستثناء منفية تامة ، جاز في إعراب المستثنى وجهان : 1 ـ النصب على الاستثناء . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . ما تأخر : ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح . الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة . ـــــــــــــــ 1 ـ 4 التوبة . 2 ـ 57 النحل . 3 ـ 87 النحل .4 ـ 49 البقرة 5 ـ 157 النساء .
إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . طالبا : مستثنى منصوب بالفتحة . 95 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك }1 . بقراءة " امرأتك " منصوبة على الاستثناء . 2 ـ اتباع المستثنى للمستثنى منه ، ويعرب بدلا بعض من كل ، وفي هذه الحالة تكون " إلا " مهملة غير عاملة . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبٌ . ما تأخر : ما نافية لا عمل لها ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح . الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . إلا طالب : حرف استثناء ملغي " أداة حصر " . طالب بدل بعض من كل مرفوع بالضمة ، لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع . 96 ـ ومنه قوله تعالى : { ما فعلوه إلا قليل منهم }2 . بقراءة الرفع في " قليل " . وقوله تعالى : { ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون }3 . ومثال التابع المنصوب : ما رأيت اللاعبين إلا محمدا . محمدا : بدل بعض من كل منصوب بالفتحة الظاهرة ، لأن المبدل منه " اللاعبين " مفعول به منصوب . ومثال المجرور : ما مررت بالمعلمين إلا خالدٍ . خالد : بدل بعض من كل مجرور ، لأن المبدل من " المعلمين " مجرور .
تنبيهات وفوائد : 1 ـ إذا كان الاستثناء منقطعا فالأفصح ، والذي نزل به القرآن هو وجوب النصب . نحو : ما في البيت أحد إلا كلبا . وليس لي صديق إلا الكتابَ . 97 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }4 . ـــــــــــــــــ 1 ـ 81 هود . 2 ـ 66 النساء . 3 ـ 56 الحجر . 4 ـ 157 النساء .
وقوله تعالى : { لا يعلمون الكتاب إلا أماني }1 . ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب . في البيت : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . أحد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون . كلبا : مستثنى منصوب الفتحة الظاهرة . 2 ـ وإذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه أيضا . نحو : ما لي إلا خالدا صديقٌ . وليس عندي إلا الصدق قول . ما لي : ما نافية لا عمل لها . لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . إلا خالدا : حر استثناء ، وخالدا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة . صديق : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة . الحالة الثالثة : أن يعرب الاسم الواقع بعد إلا حسب موقعه من الجملة ، وذلك إذا كانت جملة الاستثناء منفية ناقصة ، وفي هذه الحالة يلغى عمل حرف الاستثناء ، وهذا النوع يعرف بالاستثناء المفرغ . أي : ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده . مثال الرفع على الفاعلية : ما تفوق إلا خالدٌ . 98 ـ ومنه قوله تعالى : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله }2 . وقوله تعالى : { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا }3 . وقوله تعالى : { لا يأكله إلا الخاطئون }4 . وقوله تعالى : { لا يصلاها إلا الأشقى }5 . ــــــــــــــــــ 1 ـ 78 البقرة . 2 ـ 65 النمل . 3 ـ 87 مريم . 4 ـ 37 الحاقة . 5 ـ 15 الليل . 6 ـ 59 القصص .
ما تفوق : ما حرف نفي مبني على السكون لا عمل له ، تفوق فعل ماض مبني على الفتح . إلا حرف استثناء ملغي . خالد : فاعل مرفوع بالضمة . ومثال نائب الفاعل : ما كوفئ إلا الفائز . وما عولج إلا المريض . ومثال الرفع على الابتداء : ما في البيت إلا محمدٌ . إلا محمد : إلا حرف استثناء ملغي ، و " محمد " مبتدأ مرفوع بالضمة . 99 ـ ومنه قوله تعالى : { ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون }5 . وقوله تعالى : { وما على الرسول إلا البلاغ المبين }1 . ومثال الخبر : ما أخي إلا مثابر . فـ " مثابر " خبر مرفوع بالضمة . 100 ـ ومنه قوله تعالى : { ما هذا إلا سحر مفترى }2 . وقوله تعالى : { إن هو إلا ذكر وقرآن }3 . وقوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }4 . 67 ـ ومنه قول طرفة بن العبد : لعمرك ما الأيام إلا معارف فما اسطعت من معروفها فتزود مثال المفعول به : ما قرأت إلا قصيدة . وما كافأت إلا طالبا . فـ " قصيدة " مفعول به منصوب بالفتحة . 101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا }5 . وقوله تعالى : { وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }6 . وقوله تعالى : { وما يعبدون إلا الله }7 . ـــــــــــــــ 1 ـ 18 العنكبوت . 2 ـ 36 القصص . 3 ـ 69 يس . 4 ـ 144 آل عمران . 5 ـ 81 النحل . 6 ـ 8 الفرقان . 7 ـ 16 الكهف .
ومثال الجار والمجرور : ما التقيت إلا بمحمد ، وما استمعت إلا لعلي . فـ " محمد " اسم مجرور بحرف الجر ، وعلامة جره الكسرة . 102 ـ ومنه قوله تعالى : { وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين }1 . وقوله تعالى : { ما خلق الله ذلك إلا بالحق }2 . وقوله تعالى : { ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله }3 .
ثانيا ـ أسماء الاستثناء : غير وسوى . يعرب ما بعدهما مجرورا بالإضافة ، أما هما فيأخذان إعراب المستثنى الواقع بعد إلا بأحواله الثلاث . نحو : حضر الطلاب غيرَ طالبٍ ، أو سوى طالبٍ . حضر الطلاب : فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة . غير : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وغير مضاف . طالب : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة . ومثال ما يعرب فيه " غير وسوى " مستثنى منصوبا ، أو بدلا : ما تأخر الطلاب غيرَ طالب ، أو : سوى طالب . أو : ما تأخر الطلاب غيرُ طالب . أو : سوى طالب . فـ " غير " الأولى مستثنى منصوب بالفتحة . والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . و " غير " الثانية بدل بعض من كل مرفوع لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع ، والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . ـــــــــــــــــ 1 ـ 75 النمل . 2 ـ 5 يونس . 3 ـ 145 آل عمران .
ومثال مجيء غير وسوى على الحالة الثالثة ( وهو الاستثناء المفرغ ) : ما فاز غيرُ محمد ، أو سوى محمد . فـ " غير " فاعل مرفوع بالضمة ، ومحمد مضاف إليه مجرور بالكسرة . والتقدير : ما فاز إلا محمدٌ . ومثال النصب : ما كافأت غير المجتهد ، أو سوى المجتهد . فـ " غير " مفعول به منصوب بالفتحة ، والمجتهد مضاف إليه مجرور . والتقدير : ما كافأت إلا محمدا . 103 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لبثوا غير ساعة } 1 . وقوله تعالى : { وما زادوهم غير تثبيب }2 . ومثال الجر : ما مررت بغير خالد ، أو : بسوى خالد . بغير خالد : جار ومجرور متعلقان بـ " مررت " ، وغير مضاف ، وخالد مضاف إليه مجرور ، والتقدير : ما مررت إلا بخالد .
ثالثا ـ أفعال الاستثناء : عدا ـ خلا ـ حاشا . عدا وخلا لا تعمل في المستثنى النصب إلا بشرط أن يسبقها " ما " المصدرية . نحو : حضر الطلاب ما عدا محمدا . وسافر الحجاج ما خلا قليلا . حضر الطلاب : فعل وفاعل . ما عدا : ما حرف مصدري مبني على السكون ، وعدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر . محمدا : مفعول به منصوب بالفتحة . ومثلها خلا . أما حاشا فلا تسبقها ما المصدرية ، ويجوز في المستثنى بعدها ــــــــــــ 1 ـ 55 الروم . 2 ـ 101 هود .
النصب على المفعولية ، أو الجر على اعتبارها حرف جر . نحو : نجح الطلاب حاشا محمدا ، أو حاشا محمدٍ . وذا خلت عدا ، أو خلا من ما المصدرية ، فيجوز إعراب المستثنى بعدهما مفعولا به منصوبا على اعتبارهما فعلين ، أو اسما مجرورا على اعتبارهما حرفي جر . نحو : قدم الضيوف عدا ضيفا ، أو : عدا ضيفٍ . عدا ضيفا : عدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وضيفا مفعول به منصوب . عدا ضيف : عدا حرف جر مبني على السكون ، وضيف اسم مجرور .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ جواز مجيء الجمل بعد إلا في الاستثناء المفرغ . نحو : ما الجندي إلا يعمل للدفاع عن وطنه . ما الجندي : حرف نفي ، الجندي مبتدأ مرفوع بالضمة . إلا يعمل : حرف استثناء ملغي ، ويعمل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . للدفاع : جار ومجرور متعلقان بالفعل . عن وطنه : جار ومجرور متعلقان بالفعل أيضا ، ووطن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل رفع خبر . 2 ـ تستعمل " بيد " استعمال " غير " بشرط أن يكون الاستثناء منقطعا ، وأن تكون مضافة إلى مصدر مؤول من " أن " ومعموليها . نحو : محمد مؤدب بيد أنه كسول . محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ومؤدب : خبر مرفوع بالضمة . بيد : مستثنى منصوب بالفتحة . أنه كسول : أن واسمها وخبرها . وجملة أن ومعموليها في محل جر مضاف إليه . والتقدير : محمد مؤدب غير أنه كسول . 3 ـ من الأفعال التي تستعمل في الاستثناء " ليس " ، و " لا يكون " ، وهذه الأخيرة لا تستعمل بدون " لا " . إذ لا يصح القول : حضر الطلاب يكون محمدا . والصحيح أن نقول : حضر الطلاب لا يكون محمدا . والمستثنى بعد ليس ولا يكون ينصب على أنه خبر لهما . نحو : سافر أفراد الأسرة ليس عليا . 4 ـ ذكرنا أن العامل في المستثنى هو الفعل المحذوف ، وتقديره استثني ، وهناك آراء أخرى لا داعي لذكرها ، لكن أهم ما يمكن قوله : إن العامل في المستثنى هو حرف الاستثناء ، وبهذا قال ابن مالك ، وهو الصواب عندي لأنه أبعد عن التكلف . 5 ـ يجوز في إعراب تابع المستثنى بغير وسوى مراعاة اللفظ ، أو المحل . نحو : نجح الممتحنون غير محمدٍ وخالدٍ ، أو : سوى محمد وخالد . ونحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا . فجررنا " خالد " مراعاة للفظ المجرور بالإضافة في المثال الأول ، ونصبناه في المثال الثاني مراعاة للمحل ، والتقدير : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا . والصحيح أن يعرب تابع المستثنى بغير وسوى نصبا على المحل . نحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا . لأن تقدير الكلام : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا . 6 ـ يجوز حذف المستثنى بغير إذا فهم المعنى . نحو : عملت الواجب ليس غيرُ ، وأرسلت رسالة ليس غيرُ . 7 ـ لا يجوز اقتران ما المصدرية مع حاشا ، وما قرئت به مقترنة فهو شاذ . إذ لا يجوز أن نقول : حللت الواجبات ما حاشا واجبا . والصحيح : حللت الواجبات حاشا واجبا ، أو : حاشا واجب . 8 ـ جواز استعمال " لا سيما " ضمن كلمات الاستثناء ، والاسم الواقع بعدها يجوز فيه حالات الإعراب الثلاث : الرفع ، والنصب ، والجر . نحو : هزني منظر الجيش لا سيما قائد في مقدمتهم . فـ " قائد " خبر مرفوع لمبتدأ محذوف ، والجملة صلة " ما " إذا اعتبرناها موصولة .
نماذج من الإعراب
93 ـ ومنه قوله تعالى : { وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم } .
94 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }5 .
66 ـ ومنه قول النابغة الذبياني : وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيَّت جوابا وما بالربع من أحد إلا الأواريُّ لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد
95 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك }1 .
96 ـ ومنه قوله تعالى : { ما فعلوه إلا قليل منهم }2 .
97 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }4 .
98 ـ ومنه قوله تعالى : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله }2 .
99 ـ ومنه قوله تعالى : { ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون }5 .
100 ـ ومنه قوله تعالى : { ما هذا إلا سحر مفترى }2 .
67 ـ ومنه قول طرفة بن العبد : لعمرك ما الأيام إلا معارف فما اسطعت من معروفها فتزود
101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا }5 .
102 ـ قال تعالى : { وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين }1 .
تعريفه : نوع من أنواع المفعول به ، لأنه يكون في حالة النصب منصوبا بفعل محذوف تقديره " استثني " ، وتدل عليه كلمة الاستثناء . نحو : حضر الطلبة إلا طالبا . فـ " طالبا " أعربه النحاة مفعولا به للفعل المقدر " استثني " ، والتقدير : حضر الطلبة استثني طالبا . غير أنه ينبغي التدقيق فيما ذكره النحاة حول عمل الفعل المحذوف في المستثنى ، فنرى أن العامل في المستثنى أداة الاستثناء ، وسنتعرض لهذا في حديثنا عن العامل في الاستثناء إن شاء الله .
مكونات جملة الاستثناء : تتكون جملة الاستثناء من ثلاثة أجزاء على النحو التالي : 1 ـ المستثنى منه . 2 ـ المستثنى . 3 ـ أداة الاستثناء . * المستثنى منه : هو الاسم الداخل في الحكم ملفوظا كان أم ملحوظا ، متقدما عليه النفي ، أو شبهه ، أو غير متقدم . * والمستثنى : الاسم المُخرَج من جنس المُخرَج منه ، أي : المطروح أو المتروك .
* أدوات الاستثناء " كلماته " فهي على النحو الآتي : حروف ـ أسماء ـ أفعال وحروف . وسوف نتطرق لكل منها في موضعه . أما الاستثناء المسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء منفيا ، أو غير موجب . نحو : ما حضر إلا محمدٌ . ولا تكافئ إلا المجتهدَ . وإذا كان الاستثناء غير مسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء مثبتا ، أو موجبا . نحو : انصرف الضيوف إلا ضيفا . كما أنه إذا كان المستثنى من موجودا سميت جملة الاستثناء تامة . نحو : أقلعت الطائرات إلا طائرة . وإذا كان المستثنى من مفقودا " غير موجود " سميت جملة الاستثناء ناقصة ، أو غير تامة . نحو : ما صافحت إلا أخاك . وإذا كان المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي الاستثناء متصلا . نحو : نجح الطلاب إلا طالبا . وإذا لم يكن المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي منقطعا . نحو : حضر المسافرون إلا حقائبهم .
أولا ـ حروف الاستثناء : لا يعد من حروف الاستثناء دون المشاركة سوى " إلا " ، والمستثنى بها له ثلاثة أحوال : ـ الحالة الأولى : وجوب النصب ، إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة ، سواء أكان الاستثناء متصلا ، أم منقطعا . مثال المتصل : حضر المتفرجون الحفل إلا متفرجا . حضر : فعل ماض مبني على الفتح . المتفرجون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . الحفل : مفعول به منصوب بالفتحة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . متفرجا : مستثنى منصوب بالفتحة . 93 ـ ومنه قوله تعالى : { وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم }1 . و قوله تعالى : { فأنجياه وأهله إلاّ امرأته قدرناها من الغابرين }2 . و قوله تعالى : { ففزع من في السموات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله }3 . وقوله تعالى : { فشربوا منه إلا قليلا منهم }4 . ومثال المنقطع : حضر الطلاب إلا كتبهم ، وغادر الحجاج مكة إلا أمتعتهم . حضر فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة . إلا : أداة استثناء مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب . كتبهم : كتب مستثنى منصوب بالفتحة ، وكتب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . 94 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }5 . 66 ـ ومنه قول النابغة الذبياني : وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيَّت جوابا وما بالربع من أحد إلا الأواريُّ لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد الحالة الثانية : وهي إذا كانت جملة الاستثناء منفية تامة ، جاز في إعراب المستثنى وجهان : 1 ـ النصب على الاستثناء . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . ما تأخر : ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح . الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة . ـــــــــــــــ 1 ـ 4 التوبة . 2 ـ 57 النحل . 3 ـ 87 النحل .4 ـ 49 البقرة 5 ـ 157 النساء .
إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . طالبا : مستثنى منصوب بالفتحة . 95 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك }1 . بقراءة " امرأتك " منصوبة على الاستثناء . 2 ـ اتباع المستثنى للمستثنى منه ، ويعرب بدلا بعض من كل ، وفي هذه الحالة تكون " إلا " مهملة غير عاملة . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبٌ . ما تأخر : ما نافية لا عمل لها ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح . الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . إلا طالب : حرف استثناء ملغي " أداة حصر " . طالب بدل بعض من كل مرفوع بالضمة ، لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع . 96 ـ ومنه قوله تعالى : { ما فعلوه إلا قليل منهم }2 . بقراءة الرفع في " قليل " . وقوله تعالى : { ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون }3 . ومثال التابع المنصوب : ما رأيت اللاعبين إلا محمدا . محمدا : بدل بعض من كل منصوب بالفتحة الظاهرة ، لأن المبدل منه " اللاعبين " مفعول به منصوب . ومثال المجرور : ما مررت بالمعلمين إلا خالدٍ . خالد : بدل بعض من كل مجرور ، لأن المبدل من " المعلمين " مجرور .
تنبيهات وفوائد : 1 ـ إذا كان الاستثناء منقطعا فالأفصح ، والذي نزل به القرآن هو وجوب النصب . نحو : ما في البيت أحد إلا كلبا . وليس لي صديق إلا الكتابَ . 97 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }4 . ـــــــــــــــــ 1 ـ 81 هود . 2 ـ 66 النساء . 3 ـ 56 الحجر . 4 ـ 157 النساء .
وقوله تعالى : { لا يعلمون الكتاب إلا أماني }1 . ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب . في البيت : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . أحد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون . كلبا : مستثنى منصوب الفتحة الظاهرة . 2 ـ وإذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه أيضا . نحو : ما لي إلا خالدا صديقٌ . وليس عندي إلا الصدق قول . ما لي : ما نافية لا عمل لها . لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . إلا خالدا : حر استثناء ، وخالدا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة . صديق : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة . الحالة الثالثة : أن يعرب الاسم الواقع بعد إلا حسب موقعه من الجملة ، وذلك إذا كانت جملة الاستثناء منفية ناقصة ، وفي هذه الحالة يلغى عمل حرف الاستثناء ، وهذا النوع يعرف بالاستثناء المفرغ . أي : ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده . مثال الرفع على الفاعلية : ما تفوق إلا خالدٌ . 98 ـ ومنه قوله تعالى : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله }2 . وقوله تعالى : { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا }3 . وقوله تعالى : { لا يأكله إلا الخاطئون }4 . وقوله تعالى : { لا يصلاها إلا الأشقى }5 . ــــــــــــــــــ 1 ـ 78 البقرة . 2 ـ 65 النمل . 3 ـ 87 مريم . 4 ـ 37 الحاقة . 5 ـ 15 الليل . 6 ـ 59 القصص .
ما تفوق : ما حرف نفي مبني على السكون لا عمل له ، تفوق فعل ماض مبني على الفتح . إلا حرف استثناء ملغي . خالد : فاعل مرفوع بالضمة . ومثال نائب الفاعل : ما كوفئ إلا الفائز . وما عولج إلا المريض . ومثال الرفع على الابتداء : ما في البيت إلا محمدٌ . إلا محمد : إلا حرف استثناء ملغي ، و " محمد " مبتدأ مرفوع بالضمة . 99 ـ ومنه قوله تعالى : { ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون }5 . وقوله تعالى : { وما على الرسول إلا البلاغ المبين }1 . ومثال الخبر : ما أخي إلا مثابر . فـ " مثابر " خبر مرفوع بالضمة . 100 ـ ومنه قوله تعالى : { ما هذا إلا سحر مفترى }2 . وقوله تعالى : { إن هو إلا ذكر وقرآن }3 . وقوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }4 . 67 ـ ومنه قول طرفة بن العبد : لعمرك ما الأيام إلا معارف فما اسطعت من معروفها فتزود مثال المفعول به : ما قرأت إلا قصيدة . وما كافأت إلا طالبا . فـ " قصيدة " مفعول به منصوب بالفتحة . 101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا }5 . وقوله تعالى : { وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }6 . وقوله تعالى : { وما يعبدون إلا الله }7 . ـــــــــــــــ 1 ـ 18 العنكبوت . 2 ـ 36 القصص . 3 ـ 69 يس . 4 ـ 144 آل عمران . 5 ـ 81 النحل . 6 ـ 8 الفرقان . 7 ـ 16 الكهف .
ومثال الجار والمجرور : ما التقيت إلا بمحمد ، وما استمعت إلا لعلي . فـ " محمد " اسم مجرور بحرف الجر ، وعلامة جره الكسرة . 102 ـ ومنه قوله تعالى : { وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين }1 . وقوله تعالى : { ما خلق الله ذلك إلا بالحق }2 . وقوله تعالى : { ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله }3 .
ثانيا ـ أسماء الاستثناء : غير وسوى . يعرب ما بعدهما مجرورا بالإضافة ، أما هما فيأخذان إعراب المستثنى الواقع بعد إلا بأحواله الثلاث . نحو : حضر الطلاب غيرَ طالبٍ ، أو سوى طالبٍ . حضر الطلاب : فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة . غير : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وغير مضاف . طالب : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة . ومثال ما يعرب فيه " غير وسوى " مستثنى منصوبا ، أو بدلا : ما تأخر الطلاب غيرَ طالب ، أو : سوى طالب . أو : ما تأخر الطلاب غيرُ طالب . أو : سوى طالب . فـ " غير " الأولى مستثنى منصوب بالفتحة . والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . و " غير " الثانية بدل بعض من كل مرفوع لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع ، والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . ـــــــــــــــــ 1 ـ 75 النمل . 2 ـ 5 يونس . 3 ـ 145 آل عمران .
ومثال مجيء غير وسوى على الحالة الثالثة ( وهو الاستثناء المفرغ ) : ما فاز غيرُ محمد ، أو سوى محمد . فـ " غير " فاعل مرفوع بالضمة ، ومحمد مضاف إليه مجرور بالكسرة . والتقدير : ما فاز إلا محمدٌ . ومثال النصب : ما كافأت غير المجتهد ، أو سوى المجتهد . فـ " غير " مفعول به منصوب بالفتحة ، والمجتهد مضاف إليه مجرور . والتقدير : ما كافأت إلا محمدا . 103 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لبثوا غير ساعة } 1 . وقوله تعالى : { وما زادوهم غير تثبيب }2 . ومثال الجر : ما مررت بغير خالد ، أو : بسوى خالد . بغير خالد : جار ومجرور متعلقان بـ " مررت " ، وغير مضاف ، وخالد مضاف إليه مجرور ، والتقدير : ما مررت إلا بخالد .
ثالثا ـ أفعال الاستثناء : عدا ـ خلا ـ حاشا . عدا وخلا لا تعمل في المستثنى النصب إلا بشرط أن يسبقها " ما " المصدرية . نحو : حضر الطلاب ما عدا محمدا . وسافر الحجاج ما خلا قليلا . حضر الطلاب : فعل وفاعل . ما عدا : ما حرف مصدري مبني على السكون ، وعدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر . محمدا : مفعول به منصوب بالفتحة . ومثلها خلا . أما حاشا فلا تسبقها ما المصدرية ، ويجوز في المستثنى بعدها ــــــــــــ 1 ـ 55 الروم . 2 ـ 101 هود .
النصب على المفعولية ، أو الجر على اعتبارها حرف جر . نحو : نجح الطلاب حاشا محمدا ، أو حاشا محمدٍ . وذا خلت عدا ، أو خلا من ما المصدرية ، فيجوز إعراب المستثنى بعدهما مفعولا به منصوبا على اعتبارهما فعلين ، أو اسما مجرورا على اعتبارهما حرفي جر . نحو : قدم الضيوف عدا ضيفا ، أو : عدا ضيفٍ . عدا ضيفا : عدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وضيفا مفعول به منصوب . عدا ضيف : عدا حرف جر مبني على السكون ، وضيف اسم مجرور .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ جواز مجيء الجمل بعد إلا في الاستثناء المفرغ . نحو : ما الجندي إلا يعمل للدفاع عن وطنه . ما الجندي : حرف نفي ، الجندي مبتدأ مرفوع بالضمة . إلا يعمل : حرف استثناء ملغي ، ويعمل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . للدفاع : جار ومجرور متعلقان بالفعل . عن وطنه : جار ومجرور متعلقان بالفعل أيضا ، ووطن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل رفع خبر . 2 ـ تستعمل " بيد " استعمال " غير " بشرط أن يكون الاستثناء منقطعا ، وأن تكون مضافة إلى مصدر مؤول من " أن " ومعموليها . نحو : محمد مؤدب بيد أنه كسول . محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ومؤدب : خبر مرفوع بالضمة . بيد : مستثنى منصوب بالفتحة . أنه كسول : أن واسمها وخبرها . وجملة أن ومعموليها في محل جر مضاف إليه . والتقدير : محمد مؤدب غير أنه كسول . 3 ـ من الأفعال التي تستعمل في الاستثناء " ليس " ، و " لا يكون " ، وهذه الأخيرة لا تستعمل بدون " لا " . إذ لا يصح القول : حضر الطلاب يكون محمدا . والصحيح أن نقول : حضر الطلاب لا يكون محمدا . والمستثنى بعد ليس ولا يكون ينصب على أنه خبر لهما . نحو : سافر أفراد الأسرة ليس عليا . 4 ـ ذكرنا أن العامل في المستثنى هو الفعل المحذوف ، وتقديره استثني ، وهناك آراء أخرى لا داعي لذكرها ، لكن أهم ما يمكن قوله : إن العامل في المستثنى هو حرف الاستثناء ، وبهذا قال ابن مالك ، وهو الصواب عندي لأنه أبعد عن التكلف . 5 ـ يجوز في إعراب تابع المستثنى بغير وسوى مراعاة اللفظ ، أو المحل . نحو : نجح الممتحنون غير محمدٍ وخالدٍ ، أو : سوى محمد وخالد . ونحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا . فجررنا " خالد " مراعاة للفظ المجرور بالإضافة في المثال الأول ، ونصبناه في المثال الثاني مراعاة للمحل ، والتقدير : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا . والصحيح أن يعرب تابع المستثنى بغير وسوى نصبا على المحل . نحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا . لأن تقدير الكلام : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا . 6 ـ يجوز حذف المستثنى بغير إذا فهم المعنى . نحو : عملت الواجب ليس غيرُ ، وأرسلت رسالة ليس غيرُ . 7 ـ لا يجوز اقتران ما المصدرية مع حاشا ، وما قرئت به مقترنة فهو شاذ . إذ لا يجوز أن نقول : حللت الواجبات ما حاشا واجبا . والصحيح : حللت الواجبات حاشا واجبا ، أو : حاشا واجب . 8 ـ جواز استعمال " لا سيما " ضمن كلمات الاستثناء ، والاسم الواقع بعدها يجوز فيه حالات الإعراب الثلاث : الرفع ، والنصب ، والجر . نحو : هزني منظر الجيش لا سيما قائد في مقدمتهم . فـ " قائد " خبر مرفوع لمبتدأ محذوف ، والجملة صلة " ما " إذا اعتبرناها موصولة .
نماذج من الإعراب
93 ـ ومنه قوله تعالى : { وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم } .
94 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }5 .
66 ـ ومنه قول النابغة الذبياني : وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيَّت جوابا وما بالربع من أحد إلا الأواريُّ لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد
95 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك }1 .
96 ـ ومنه قوله تعالى : { ما فعلوه إلا قليل منهم }2 .
97 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }4 .
98 ـ ومنه قوله تعالى : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله }2 .
99 ـ ومنه قوله تعالى : { ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون }5 .
100 ـ ومنه قوله تعالى : { ما هذا إلا سحر مفترى }2 .
67 ـ ومنه قول طرفة بن العبد : لعمرك ما الأيام إلا معارف فما اسطعت من معروفها فتزود
101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا }5 .
102 ـ قال تعالى : { وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين }1 .
تعريفه : اسم ظاهر يطلب من قبل المتكلم بوساطة أحرف النداء . نحو : يا محمد . 82 ـ ومنه قوله تعالى { يا نوح اهبط بسلام }1 . العامل في المنادى : يذكر أكثر النحاة المتقدمين أن جملة النداء جملة فعلية ، وجعلوا المنادى نوعا من المفعول به ، والعامل فيه محذوف تقديره : أنادي أو أدعو ، وبما أن الفعل محذوف وجوبا استغنوا عنه بأحد أحرف النداء ، نحو : يا إبراهيم ، فالتقدير أنادى ، أو أدعو إبراهيم ، وهذا لا يخلو من التكلف ، فالفعل الذي يزعمه النحاة لا يظهر أبدا ، ولو ظهر لانتفى كون الجملة ندائية ، لأن الجملة الندائية جملة إنشائية طلبية ، وهذا الفعل يجعلها جملة خبرية محتملة للصدق والكذب معا . والذي نراه مناسبا ويراه غيرنا من النحاة المحدثين أن حرف النداء هو العامل في المنادى ، ويكون المنادى منصوبا دائما لفظا أو محلا .
أحرف النداء وأقسامها : أحرف النداء سبعة هي : يا ـ أيا ـ هيا ـ أي ـ الهمزة ـ وآ ـ وا . وتنقسم أحرف النداء من حيث نوعية المنادى أقريبا كان أم بعيدا أم ندبة إلى ثلاثة أقسام : 1 ـ أي والهمزة للمنادى القريب . نحو : أي أحمد ، آي محمد . ولا فرق بين أي الممدودة الهمزة ، وأي المقصورة الهمزة “ بهمزة أو بمد “ . وذكر الأشموني أن “ آي “ للمنادى البعيد . ومثال الهمزة : أعلي ، آيوسف . ولا فرق أيضا بين المقصور منها أو الممدود . ــــــــــ 1 ـ 48 هود .
2 ـ أيا ، وهيا ، ووآ للمنادى البعيد ، نحو : أيا عبدالله ، هيا فاطمة ، وآ محمود . 3 ـ وا : للندبة ، نحو : واصديقاه . أما “ يا “ فهي أعم أحرف النداء السابقة ، وتدخل في كل نداء ، حتى في باب الندبة إذا أمن اللبس . 45 ـ كقول الشاعر : حملت أمرا عظيما فاصطبرت به وقمت فيه بأمر الله يا عمرا والشاهد في البيت قوله : يا عمرا ، فالألف للندبة ، ذلك لأن المقام مقام رثاء ، والنداء في البيت للندبة غير ملتبس فيه ، حيث استعملت “ يا “ مكان “ وا “ التي للندبة لأمن اللبس . كما لا يقدر في أحرف النداء إلا “ يا “ ، ولا ينادى لفظ الجلالة ، والمستغاث به ، وأي ، وأيَّت إلا بها . المواضع التي يجب فيها ذكر حرف النداء : قد يذكر حرف النداء في الجملة إذا شاء المتكلم ، وقد لا تذكر . 83 ـ نحو قوله تعالى { يوسف اعرض عن هذا }1 . وقوله تعالى { ربنا لا تزغ قلوبنا }2 ، وقوله تعالى { ربنا عليك توكلنا }3 . غير أن هناك مواضع يجب فيها ذكر حرف النداء هي : 1 ـ المندوب : نحو : واحر قلباه ، واصديقاه ، وذلك فى بكاء الصديق وندبه . 2 ـ المستغاث : نحو : يا لخالد . 3 ـ المنادى البعيد : نحو : يا طالعا جبلا ، ذلك لأن ، المراد إبلاغ الصوت إليه ، وأداة النداء الممدودة تساعد على الإبلاغ . 4 ـ النكرة غير المقصودة : نحو : يا رجلا خذ بيدي . 5 ـ ضمير المخاطب : ــــــــــــــــ 1 ـ29 يوسف . 2 ـ 18 آل عمران 3 ـ 4 الممتحنة .
46 ـ نحو قول الشاعر : يا أبجر بن أبجر يا أنت أنت الذي طلقت عاما جعتا ولكن من المعروف أن نداء المخاطب شاذ عموما . 6 ـ اسم الجلالة : وذلك عند عدم التعويض بالميم المشددة عن حرف النداء . نحو : يا الله . أما إذا عوض عن حرف النداء بالميم المشددة ، وجب حذف حرف النداء . نحو : اللهم . 84 ـ ومنه قوله تعالى { اللهم مالك الملك }1. 7 ـ اسم الإشارة : نحو : يا هذا اقبل ، ويا هؤلاء تقدموا . وقد أجاز الكوفيون حذف حرف النداء في هذا الموضع ، وحجتهم على ذلك 47 ـ قول ذي الرمة : إذا هملت عيني دما قال صاحبي بمثلك هـذا لوعة وغـرام الشاهد في البيت قوله “ بمثلك هذا “ فحذف حرف النداء “ يا “ والأصل إثباته ، نقول : “ بمثلك يا هذا “ وهو الأصح . 8 ـ اسم الجنس المعين “ النكرة المقصودة “ ، نحو : يا حاج اركب السيارة ، ويا طبيب اعتني بالمرضى . غير أن الكوفيين أجازوا الحذف أيضا كما في اسم الإشارة ، واستشهدوا بقول البعض : اطرق كرى إن النعام في الكرى . وقولهم : افتد مجنون ، وأصبح ليل . والتقدير : اطرق يا كروان ، وهو منادى مرخم ، وافتد يا مجنون ، وأصبح يا ليل ، وهو مثل يضرب لمن يستبطئ الفرج من الشدة التي يعانيها . أنواع المنادى : ينقسم المنادى إلى قسمين : أولا ـ منادى معرب ، ويكون منصوبا لفظا لا محلا ويشمل كلا من الآتي : 1 ـ المندى المضاف ، وهو المنادى الذي أضيف إلى اسم بعده . نحو : يا حارس المخيم ، ويا فاعل الخير اقبل . ــــــــــ 1 ـ 26 آل عمران .
85 ـ ومنه قوله تعالى { يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم }1 . وقوله تعالى { ربنا اغفر لنا }2 . وإعرابه : يا حرف نداء مبنى على السكون لا مل له من الإعراب . حارس : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف ، والمخيم : مضاف إليه مجرور بالكسرة . 2 ـ المنادى الشبيه بالمضاف : وهو ما اتصل به شيء من تمام المعنى ، كالفاعل ، أو المفعول به ، أو الجار والمجرور ، أو الظرف . نحو : يا كريما خلقه ، يا طالعا جبلا ، يا مقيما في البيت ، يا جالسا تحت الشجرة . وإعرابه : كريما منادى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . خلقه : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ، وخلق مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . 3 ـ المنادى النكرة غير المقصودة : وهى التي بقيت بعد النداء على شيوعها ، فلم يخرج بها قصد المنادى إلى التحديد . نحو : يا رجلا خذ بيدي . 48 ـ ومنه قول الشاعر : فيا راكبا إما عرضت فبلغن ندامايا من نجران أن لا تلاقيا وإعرابه : رجلا منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . ثانيا ـ منادى مبني ، ويكون منصوبا محلا ، ويشمل الآتي : 1 ـ العلم المفرد : نحو : يا محمد ، يا أحمدان ، يا عليون . ومنه قوله تعالى { يا إبراهيم اعرض عن هذا }3 . وقوله تعالى { يا نوح اهبط بسلام }4 . ـــــــــــ 1 ـ 65 الأعراف . 2 ـ 147 آل عمران . 3 ـ 76 هود . 4 ـ 48 هود .
وإعرابه : البناء على الضم إن كان مفردا ، والبناء على الألف إن كان مثنى ، والبناء على الواو إن كان جمع مذكر سالما . فنقول في إعراب “ يا محمد “ محمد منادى مبنى على الضم في محل نصب . وأحمدان : منادى مبنى على الألف في محل نصب . وعليون : منادى مبنى على الواو في محل نصب . 2 ـ النكرة المقصودة : وهي التي يقصدها النداء قصدا ، فتكتسب منه التعريف لتحديده لها من بين النكرات ، وتكون مبنية على ما ترفع به في محل نصب . نحو : يا معلم خذ بيد التلاميذ ، ياممرضات اعتنين بالجرحى ، يا حاجان تمهلا ، يامهندسون شيدوا البناء ، 86 ـ ومنه قوله تعالى { يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم }1 ، وقوله تعالى { يا أرض ابلعي ماءك }2 . وإعرابه : معلم منادى مبني على الضم في محل نصب . ممرضات : منادى مبنى على الضم في محل نصب . حاجان : منادى مبني على الضم في محل نصب . مهندسون : منادى مبني على الضم في محل نصب . ــــــــــــــ 1 ـ 65 النبأ . 2 ـ 24 هود .
المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
ينقسم المنادى المضاف إلى ياء المتكلم إلى أربعة أقسام : أولا ـ * المنادى المقصور ، مثل : يا مصطفى ، يا ليلى ، يا مرتضى . والمنادى المنقوص ، مثل : يا قاضي ، يا هادي ، يا راضي . إذا أضيف أحد النوعين السابقين إلى ياء المتكلم فليس لك إلا إثبات الياء المفتوحة . نحو : يا مصطفايَ ، ويا ليلايَ ، ويا قاضيَّ ، ويا هاديَّ . ثانيا ـ إذا كان المنادى وصفا مشبها بالفعل ، مثل : محتَرم ، ومكرَم ، وناديته وهو مضاف إلى ياء المتكلم ، فلك فيه وجهان : 1 ـ إثبات الياء إما ساكنة ، نحو : يا محترميْ ، ويا مكرميْ . 2 ـ أو إثباتها مفتوحة ، نحو : يا محترميَ ، ويا مكرميَ . ثالثا ـ أما إن كان المنادى صحيح الآخر مضافا إلى ياء المتكلم ، مثل : صديقي ، رفيقي ، وناديته ، تقول : يا صديقي ، ويا رفيقي . وإعرابه : صديق منادى منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وياء المتكلم ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه . أما بالنسبة للياء الواقعة مضافا إليه ففيها عدة وجوه : 1 ـ إثباتها ساكنة كما في الأمثلة السابقة . 2 ـ إثباتها مع بنائها على الفتح ، نحو : يا صديقيَ ، يا عزيزيَ . وحينئذ تعرب مضافا إليه مبنيا على الفتح في محل جر . 3 ـ إثباتها وبناؤها على الفتح ، وفتح ما قبلها ، نحو : يا صديقا ، ويا فرحا ، 87 ـ ومنه قوله تعالى { يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله }1 . ـــــــــــ 1 ـ 56 الزمر .
وإعرابه : صديقا منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، والياء المنقلبة ألفا ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه . 4 ـ حذفها والاكتفاء بالكسرة الدالة عليها ، نحو : يا قومِ لا تستهينوا بالأعداء . 88 ـ ومنه قوله تعالى { يا عبادِ فاتقون }1 . وقوله تعالى { رب أنىّ يكون لي غلام }2 . “ قوم “ منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون فى محل جر مضاف إليه . 5 ـ حذف الألف المنقلبة عن يا المتكلم ، والاكتفاء بالفتحة على أخر المنادى . نحو : يا صديقَ ، يا رفيقَ . 48 ـ ومنه قول الشاعر : ولست براجع ما فات منيّ بلهفَ ولا بليتَ ولا لواتي والتقدير : بيا لهف ، وأصله يا لهفي ، وبياليت ، وأصله يا ليتي ، وقد حذفت الألف المنقلبة عن ياء المتكلم مع إبقاء فتح ما قبلها على أساس حذفها مفتوحة . 6 ـ حذفها وبناء ما قبلها على الضم ، وهذا دارج في الكلمات التي تكثر إضافتها إلي ياء المتكلم ، نحو : يا قومُ ، يا أمُ ، يا ربُ . ومنه قوله تعالى { ربُ السجن أحب إليّ مما يدعونني }3 . وإعرابه : قوم منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها الضمة التي جاءت لشبهه بالنكرة المقصودة ، والمضاف إليه محذوف وهو “ ياء “ المتكلم . ولك أن تعربه منادى مبنى على الضم في محل نصب لانقطاعه عن الإضافة لفظا لا معنى ، وشبهه للنكرة المقصودة . ـــــــــــــ 1 ـ 16 الزمر . 2 ـ 40 آل عمران . 3 ـ 33 يوسف .
رابعا ـ أما إذا أضيف المنادى إلى ياء المتكلم وكان كلمة “ أب أو أم “ فلك فيه عدة وجوه مضافا إليها الوجوه السابقة ، وأهم تلك الوجوه : 1 ـ حذف يا المتكلم ، والتعويض عنها بتاء التأنيث ، مع بنائها على الكسر . نحو : يا أبتِ ، يا أمتِ . وإعرابها : أبت منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، والتاء للتأنيث حرف جاء عوضا عن الياء المحذوفة ، حرف لا محل له من الإعراب ، والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه . 2 ـ حذف الياء والتعويض عنها بتاء التأنيث المفتوحة . نحو : يا أبتَ ، ويا أمتَ . 3 ـ حذف الياء والتعويض عنها بتاء التأنيث المضمومة . نحو : يا أبتُ ، ويا أمتُ . وقد قرئ قوله تعالى بالروايات الثلاث : الكسر ، والفتح ، والضم . 89 ـ { يا أبتَُِ إني رأيت أحد عشر كوكبا }1 .
تنبيه : يجوز الجمع بين ياء المتكلم ، وتاء التأنيث المفتوحة ، أو المكسورة . مثال الآول : يا أبتا ، يا أمتا . ومثال الثاني : يا أبتي ، ويا أمتي . ومنه قول الراجز : “ يا أبتا علك أو عساك “ 50 ـ وقول الشاعر : أيا أبتي لا زلت فينا فإننا لنا أمل في العيش ما دمت عائشا وهذا نادر الاستعمال ، وذكرناه للزيادة . ـــــــــــــ 1 ـ 4 يوسف .
المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم
ينقسم المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم إلى قسمين : الأول ـ إذا كان المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم غير كلمة “ ابن أم ، أو ابن عم أو ابنة أم ، أو ابنة عم “ وجب إثبات الياء دون حذفها ، مع بنائها على السكون ، أو على الفتح . مثال الأول : يا صديقَ صديقيْ ، ويا فرحةَ قلبيْ . ومثال الثاني : يا صديقَ صديقيَ ، ويا فرحةَ قلبيَ . الثاني : أما إذا كان المنادى المضاف إلى المضاف لياء المتكلم واحدا من الكلمات التي أشرنا إليها سابقا جاز لك فيه وجهان : 1 ـ حذف يا المضاف إليه مع بقاء الكسر قبلها . نحو : يا أبنَ أمِّ ، ويا ابنَ عمِّ وإعرابه : ابن منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف وأم مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون في محل جر بالإضافة . 2 ـ حذف يا المضاف إليه بعد قلبها ألفا ، وقلب الكسرة التي قبلها فتحة حتى نتمكن من قلب الياء . مثال : يا ابن أمَّ ، ويا ابن عمَّ . 90 ـ ومنه قوله تعالى { قال يا ابن أمَّ لا تأخذ بلحيتي }1 . وإعرابه : ابن منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وأمَّ : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها الفتحة التي جاءت لقلب الياء ألفا ، والياء المحذوفة المنقلبه ألفا ضمير مبنى على السكون في محل جر بالإضافة . ـــــــــــ 1 ـ 94 طه .
المنادى المعرف بأل : الصحيح عدم مناداة المعرف بأل ، وإدخال حرف النداء عليه مباشرة إلا في بعض الحالات النادرة ، وهي : 1 ـ لفظ الجلالة ، نحو : يا الله . ويكون لفظ الجلالة منادى مبنى على الضم فى محل نصب ، وغالبا ما يحذف حرف النداء ويستعاض عنها بميم مشددة ، نحو : اللهم سهل أمري . وقوله تعالى { اللهم ربنا أنزل علينا }1. وإعرابه : لفظ الجلالة منادى مبني على الضم في محل نصب ، والميم عوض عن حرف النداء المحذوف حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب . 2 ـ أن يكون المنادى مشبها به ، كقولك : يا الأسد جرأة . والتقدير على حذف المنادى ، والأصل : يا مثل الأسد جرأة . وإعرابه : الأسد منادى مبنى على الضم فى محل نصب . تنبيه : 1 ـ إذا أردنا مناداة المعرف بأل غير ماسبق ، يصح مناداة بواسطة ، وذلك أن نستعمل كلمة “ أي للمذكر ، وأية للمؤنث “ مع “ ها “ التنبيه ، أو اسم الإشارة ، وتسمى هذه الكلمات وصلة نداء ، أي نتوصل بوساطتها لمناداة الاسم المعرف بأل “ اسم جنس محلى بأل “ . نحو : يا أيها الرجل الكريم . يا أيتها المرأة . 49 ـ ومنه قوله تعالى { يا أيها الإنسان ماغرك بربك الكريم }2 . وقوله تعالى { يا أيتها النفس المطمئنة }3 . 1 ـ المندى المضاف ، وهو المنادى الذي أضيف إلى اسم بعده . نحو : يا حارس المخيم ، ويا فاعل الخير اقبل . ـــــــــــــــــــــــ 2 ـ 114 المائدة . 3 ـ 5 الانفطار . 4 ـ 26 الفجر .
ونحو : يا هذا الرجل . 51 ـ ومنه قول الشاعر : يا ذا المخوفنا بقتل شيخه حجر تمنى صاحب الأحلام وإعرابه : يا حرف نداء ، أي منادى مبنى على الضم في محل نصب ، لأنها تعامل معاملة النكرة المقصودة ، وها للتنبيه حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب . أما الاسم المعرف بأل فيعرب كالتالي : صفة مرفوعة إذا كان مشتقا . نحو : يا أيها القادم . يا أيتها المؤمنة . “ القادم ، أوالمؤمنة “ صفة مرفوعة . ويعرب بدلا أو عطف بيان إذا كان جامدا . نحو : يا أيها الرجل . يا أيتها المرأة . “ الرجل أو المرأة “ بدل من أي ، أو عطف بيان مرفوع . 2 ـ وكما أن “ أي “ قد وصفت باسم محلى بأل ، كذلك توصف باسم موصول محلى بأل . نحو : يا أيها الذي حضر تمهل . ومنه قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا }1 . وإعرابه : أى منادى مبنى على الضم في محل نصب ، وها للتنبيه حرف مبنى . الذي : اسم موصول مبنى على السكون في محل رفع صفة لأي ، والجملة بعده صلة الموصول لا محل لها من الإعراب . 3 ـ توصف “ أي “ باسم إشارة مجرد من كاف الخطاب . نحو : يا أيها ذا الطالب المقبل . 52 ـ ومنه قول الشاعر : ألا أيهذا الزاجري احضر الوغى وإن أشهد اللذات هل أنت مخلدِ ــــــــــ 1 ـ 9 البقرة .
وإعرابه : أي منادى مبنى على الضم في محل نصب ، وها للتنبيه حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب . ذا : اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع صفة لأي على اللفظ . الطالب : بدل من اسم الإشارة مرفوع بالضمة ، والمقبل صفة للطالب .
فوائد وتنبيهات عامة على المنادى : 1 ـ إذا كان المنادى العلم مبنيا في الأصل بقى على بنائه . نحو : رحمك الله يا سيبويهِ ، ويا حذامِ لا تهملي عملك ، ويا هذا ، ويا هؤلاء . إعرابه : سيبويه منادى علم مبنى على الضم المقدر منع من ظهوره حركة البناء ، في محل نصب ، وعلة قولنا إنه مبنى على ضم مقدر ، ولا نقول إنه مبنى على الكسر ، لأن حركة الضم المقدرة تؤثر على تابع المنادى إن كان له تابع . ومثله : " حذامِ " ، وهو اسم فعل لعلم مؤنث ، واسم الإشارة " هذا " فهو منادى مبنى على الضم المقدر على آخره منع من ظهوره سكون الناء الأصلي . 2 ـ إن كان العلم المفرد موصوفا بكلمة ابن أو بنت بشرط أن يكونا مضافين إلى علم أيضا فلك فيه وجهان : أ ـ البناء على الضم . ب ـ أو البناء على الفتح . مثال الأول : يا سعيدُ بنَ محمد أقبل . وإعرابه : سعيد منادى مبنى على الضم في محل نصب . ابن : صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة . هذا هو الإعراب المتبع على القاعدة الأصلية للعلم المفرد . ومثال الثاني: يا سعيدَ بن َ محمد أقبل . وإعرابه : سعيد منادى مبنى على الضم المقدر منع من ظهوره حركة الإتباع . ( جعل النحاة الفتحة على آخر العلم في هذا الاستعمال تابعة للفتحة الموجودة على آخر الصفة التي هي “ ابن “ ، أو على اعتبار أن المنادى ركب مع صفته تركيب خمسة عشر ، فيبنى على فتح الجزأين ) . وذكرنا وجه البناء على الضم لتأثيره في تابع المنادى . 3 ـ إذا كان العلم المفرد المنادى منقوصا ، مثل : هادي ، وراضي ، وقاضي ، وذاكي ، فليائه وجهان : أ ـ إبقاؤها ، نحو : يا هادى تقدم . وإعرابه : هادى منادى مبنى على الضم المقدر من ظهوره الثقل ، في محل نصب . ب ـ حذفها كما في حالتي الرفع والجر . مثال : يا راضِ لا تهمل الدرس . إعرابه : راضِ منادى مبنى على الضم المقدر على الياء المحذوفة ، منع من ظهورها الثقل في محل نصب . والوجه الأول أفضل . 4 ـ وإذا كان العلم المنادى مقصورا فلألفه وجهان : أ ـ إبقاء الألف ، نحو : يا مصطفى ساعد الضعفاء . 92 ـ ومنه قوله تعالى { يا موسى إني أنا الله رب العالمين }1 . إعرابه : مصطفى منادى مبنى على الضم المقدر منع من ظهوره التعذر في محل نصب . وهذا هو الوجه الأفضل . ب ـ حذف الألف وهذا قليل ، نحو : يا مصطفَ . مصطفَ منادى مبنى على الضم المقدر على الألف المحذوفة منع من ظهوره التعذر في محل نصب . 5 ـ وكما هو الحال في العلم المنقوص ، والمقصور ، يكون نداء اسم الإشارة ، والضمير ، واسم الموصول . مثال اسم الإشارة : يا هذا الرجل . ومثال الضمير : يا أنت . ومثال اسم الموصول : يا من قال الحق . وإعرابها كالآتي : هذا : منادى مبنى على الضم المقدر منع من ظهوره حركة البناء الأصلية ، في محل نصب . وقس عليه إعراب الضمير ، واسم الموصول . 6 ـ إذا كانت النكرة المقصودة موصوفة ، فالأغلب نصبها دون بنائها على الضم نحو : جزاك الله خيرا يا رجلا مؤمنا . وإعرابه : رجلا منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، ومؤمنا صفة منصوبة بالفتحة . 7 ـ إذا كان العلم المفرد مكررا مضافا ، جاز فيه وجهان : أ ـ الضم ، نحو : يا ناصرُ ناصرُ الدين . يا رافعَ رافعَ الحق . 53 ـ ومنه قول الشاعر : أيا سعدُ سعدَ الأوس كنت أنت ناصر ويا سعدَ سعدَ الخزرج الغطارف وإعرابه : سعد “ الأول “ منادى علم مبنى يجوز فيه الضم أو الفتح ، أو الاثنين معا ، وسعد “ الثاني “ يجب نصبه لإضافته . أما إذا أعرب المنادى مبنيا على الضم ، كما فى المثال الأول ، وجب في تابعه أن يعرب بدلا أو عطف بيان على المحل ، ويجوز إعرابه منادى بأداة نداء محذوفة ، أو يعرب مفعولا به لفعل محذوف . 8 ـ إذا تكرر المنادى العلم المفرد ، ولم يصف الثانى ، نحو : يا محمد محمد ، ويا على علي . في هذه الحالة يجب ضم المنادى ، أما مكرره فيجوز فيه الضم على البدلية من المنادى ، كما يجوز فيه الرف والنصب توكيدا لفظيا على محل المندى أو لفظه . 9 ـ هناك من أنواع المنادى ما يجوز أن يتعاقب عليه الضم والنصب ، والمنادى المستحق للبناء على الضم إذا اضطر الشاعر إلى تنوينه ، 54 ـ كقول الشاعر : سلام الله يا مطرٌ عليها وليس عليك يا مطرُ السلام فتنوين كلمة “ مطر “ اضطرار ، والأصل البناء على الضم ، ولكن التنوين زائد ، ومثله في تنوين النصب قول الشاعر : أعبداً حل في شعب غريبا ألوما لا أبى لك واغترابا الشاهد : قوله “ أعبدا “ حيث أعرب النكرة المقصودة بالنصب ، والصحيح بناؤها على الضم ، ولهذا الشاهد تخريج هو : اعتبار “ عبدا “ شبيه بالمضاف ، وعليه لا شاهد في البيت ، ولكن فيه تكلف . 10 ـ إذا كان المنادى منصوبا فى لفظه ، فإن تابعه يعطى الحكم الذي يستحقه ، كما لو كان هو المنادى بعينه ، وذلك في حالتين : أ ـ إذا كان التابع بدلا ، نحو : يا أبا حفص عمر . “ فعمر “ يجب بناؤه على الضم كما لو كان منادى ، فنقول : يا عمرُ ، لأنه علم مفرد . وإذا قلت : يا أبا على أبا محمد . فأبا محمد يجب نصبه كما لو كان منادى فنقول : يا أبا محمد ، لأنه منادى مضاف . ب ـ أن يكون التابع عطف نسق ، مجردا من أل أو الإضافة . نحو : يا أبا خالد ومحمد . يجب رفع التابع في هذه الحالة . وفى غير هاتين الحالتين يجب نصب التابع على اعتباره نعتا أو توكيدا أو عطف بيان أو عطف نسق . مثال النعت : يا طالب العلم الكريمَ . ومثال التوكيد المعنوي : يا طلاب العلم أجمعين . ومثال عطف البيان : يا طالب العلم محمدا . ومثال عطف النسق : يا طالب العلم وطالب المال . 11 ـ ذكرنا أن السم الذي يكون به التمام للمنادى الشبيه بالمضاف ، إما أن يكون مرفوعا أو منصوبا ، وكذلك يكون مجرورا . نحو : يا خيرا من محمد . ويا داخلا إلى المنزل . أو معطوفا عليه قبل النداء . نحو : يا ثلاثة وثلاثين . في تسمية الرجل بذلك . 12 ـ إذا كان تابع المنادى مجرورا ، كما هو الحال في المستغاث ، يجب جر التابع مراعاة للفظ ، نحو : يا لجنود الوطن البواسل . فيجب جر “ البواسل “ على أنها صفة واجبة الجر لكلمة “ الجنود “ مراعاة للفظها ، لأنهل مجرورة لفظا ، أما البعض فيجيز نصب التابع في هذه الحالة باعتبار المحل لأن المستغاث مجرور لفظا منصوب محلا . 13 ـ جواز ترخيم المنادى ، وهو حذف حرف أو أكثر من آخره ، إذا كان علما مفردا ، أو نكرة مقصودة ، ولك في ذلك خياران من الإعراب : أ ـ ترك الحرف الخير من الكلمة بعد الحذف على ما هو عليه من الضبط . نحو : يا فاطمَةُ . بعد الحذف تقول : يا فاطمَ . باعتبار أن الحرف الأخير كان مفتوحا في الأصل . وإعرابه : فاطمَ منادى مبنى على الضم على التاء المحذوفة للترخيم في محل نصب . ومثله : يا صاحِ ، وأصلها يا صاحِبُ ، بكسر الحاء في الأصل فبعد حذف الحرف الأخير بقي ما قبله على حالته . وإعرابه : صاح منادى مبنى على الضم على الياء المحذوفة فى محل نصب . ب ـ مراعاة موقعه من الإعراب باعتباره منادى ، ويكون ذلك ببنائه على الضم . نحو : يا عائشُ . وأصلها يا عائشَةُ . وإعرابه : عائش منادى مبنى على الضم في محل نصب . 14 ـ هناك بعض الأسماء الملازمة للنداء في اللغة العربية ، نذكر منها على سبيل المثال : لؤمان ، ملئم ، ملئمان ، وهذا يطلق على كثير اللؤم . مخبتان ، نومان ، وهذان لكثير الخبث ، وكثير النوم . فعالى لسب الأنثى ، نحو : خباثى . ويا قبح وجهك من الجهل . لسب المذكر . وكذلك : آبتِ ، وآمتِ ، واللهم . وفل ، وفلة ، وهما اسم جنس للإنسان المذكر والمؤنث . 15 ـ هناك بعض السماء التي لا تستعمل في النداء وهي : أ ـ المضاف إلى ضمير الغائب ، نحو : صديقه ، فلا يجوز فيها القول : يا صديقه ب ـ اسم الإشارة المتصل بكاف الخطاب ، نحو : ذاك ، فلا يجوز فيها القول : يا ذاك ، ويا ذلك ، ويا تلك . 16 ـ من الكلمات التي يجوز فيها حذف أكثر من حرف في الترخيم الآتي : أ ـ الكلمات التي يكون فيها الحرف الذي قبل الأخير زائدا . ب ـ أن يكون ذلك الحرف حرف علة . ج ـ أن يكون ساكنا . د ـ أن يكون ما قبله ثلاثة أحرف أو يزيد . وأمثلة ذلك : خضران ، دحبور ، جبران ، ونسرين ، وهى أسماء أعلام ، نقول فى ترخيمها : ياخضرُ ، يا دحبُ ، يا جبرُ ، يا نسرُ . 17 ـ من الكلمات التي يكون المحذوف فيها عند النداء كلمة برمتها ، الكلمات المركبة تركيبا مزجيا ، نحو : حضرموت ، بعلبك ، معدي كرب . نقول في ترخيمها : يا حضرُ ، يا بعلُ ، يا معدي . 18 ـ ذكرنا أنه لا ينادى شيء مما فيه الألف واللام ، إلا الله عز وجل . تقول : يا الله . لأن الألف واللام في اسم الله تعالى من نفس الاسم . أما ما كان معرفا بالألف واللام فيحتاج لمناداته كما أوضحنا سابقا وصلة نداء ، لأن الاسم معرف بأل ، والنداء تعريف أيضا ، لأنك لا تنادي إلا من عرفته ، فكرهوا الجمع بين تعريفين . فلا نقول : يا الرجل ولا يا المرأة ، ونما نقول : يا أيها الرجل ، ويا أيتها المراة ، ويا هذا الرجل . وهكذا كما أوضحناه في موضعه . وإذا قلت : يا رجل . فلا خطأ في ذلك ، لأن " رجل " كان نكرة قبل النداء ، وصار بمناداته معرفة ، فهو في حكم قولك : يا أيها الرجل . 19 ـ السبب في بناء الاسم المفرد المنادى هو وقوعه موقع غير المتمكن . ألا ترى أنه قد وقع موقع المضمرة والمكنيات ، والأسماء إنما جعلت للغيبة . لا تقول قام زيد ، وأنت تحذف زيدا عن نفسه ، إنما تقول : قمت يا هذا . فلما وقع زيد وما أشبهه بعد " يا " في النداء موقع أنت ، والكاف ، وأنتم ، وهذه مبنيات لمضارعتها الحروف بنى المفرد مشابهة لها ، {1} وجاء بنائه على الضم لأنه يشبه الظروف عند انقطاعها عن الإضافة ، فنقول : من قبلُ ، ومن بعدُ ، فبنيت على الضم ، لذلك عندما بنيت كان بناؤها على الحركة التي لم توجد من قبل وهي الضمة ، وكذا الحال في بناء الاسم المفرد ، نحو : يا محمدُ ، ويا رجلُ . 20 ـ يصح وصف المنادى العلم المفرد وما أشبهه ، نحو : يا أحمدُ الطويلُ ، أو الطويلَ . فترفع الصفة على اللفظ ، وتنصب على الموضع " المحل " . أما إذا وصفته بمضاف ، نصبت الوصف لاغير ، لأنه لو وقع موقع " أحمد " لم يكن إلا منصوبا ، نحو : يا أحمدُ ذا المنطلق . ويا محمدُ صاحبَ أخي . 21 ـ يصح توكيد المنادى العلم ، نحو : يا تغلب كلكم ، ويا محمدون جميعهم . أما إذا قلت : يا تغلب أجمعون ، فأنت فيه بالخيار ، إن شئت رفعت ، وإن شئت نصبت ، فحكم التأكيد حكم التعت ، إلا أن النعت يجوز فيه النصب على إضمار " أعنى " ، ولا يجوز في " أجمعون " ذلك . 22 ـ يصح البدل ، تقول : يا محمدُ محمدٌ المجتهد ، ويا أحمد صديقنا . لأن تقدير البدل أن يقوم الثاني مقام الأول ، فيعمل فيه ما عمل في الأول ، فقولنا : يا أحمد صديقنا ، كقولنا : يا صديقنا . 23 ـ ويصح عطف البيان ، وهو كالنعت تماما ، لا يلزم فيه طرح التنوين ، كما لا يلزم في النعت طرح الألف واللام ، تقول : يا علىُ علياً . فتعطف على الموضع ، ويا علىُ علىٌ . عطفا على اللفظ . 24 ـ لا يجوز في وصف " أي " عند النداء النصب ، لأنها لا تستعمل مفردة ، فإن وصفت الصفة بمضاف ، فهو مرفوع ، لأنك إنما تنصب المنادى فقط . نحو : يا أيها العالم ذو الخلق . ـــــــــــــــــــ 1 ـ الأصول في النحو ، ج 1 ص 333 .
55 ـ ومنه قول الشاعر : يا أيها الجاهل ذو التنزِّي لا توعدني حية بالنكز الشاهد : قوله " الجاهل ذو " فقد روي " ذو " بالرفع لأنه صفة لجاهل ، وجاهل صفة مرفوعة لأى ، غير أن البعض أجاز نصب " ذو " فقال في رواية : " يا أيها الجاهل ذا التنزي " على جعل أن " ذا " بدل من " أي " على الموضع . 25 ـ إذا وصف المنادى العلم بمضاف ، وجب نصب المضاف . نحو : يا محمد ذا العلم . أما في قولهم : يا يوسفُ الحسنَُ الوجه ، فإن سيبويه يجيز الرفع والنصب في الصفة ، لأن معناه عنده الانفصال ، فهو كالمفرد في التقدير ، لأن حسن الوجه بمنزلة حسن وجهه . 26 ـ ذكر سيبويه أن سبب نصب المنادى المضاف كما فى قولنا : يا حارس المخيم. إنما ذلك على إضمار الفعل المتروك إظهاره ، والتقدير : أدعو حارس المخيم . أما المبرد فجعل ناصبه حرف النداء ، بدلا من الفعل أدعو ، أو أريد . 27 ـ إذا تكرر اسمان لفظهما واحد في نداء المضاف ، وكان الثاني مضافا ، فالأحسن الضم في الأول ، والنصب في الثاني لأنه مضاف . نحو : يا أهلُ أهلَ الخير ارحموا المساكين . فلو لم يكرر لبقى الاسم الأول على حاله وهو النصب ، لأنه مضاف . نحو : يا أهل الخير . فلما كرروا بنوا الاسم الأول على الضم باعتباره نكرة مقصودة ، ونصبوا الثاني باعتباره منادى مضاف ، ولك الخيار في أن تجعل الاسم الثاني بدلا من الأول ، وإن شئت كان معطوفا عليه عطف بيان . ويجوز فيه على الوجه الثاني نصب الاسم الأول بدون تنوين ، كأنك قلت : يا أهلَ الخير . فأقحمت الاسم الثاني توكيدا لفظيا للأول ، وإما حذفت من الأول المضاف إليه وهو كلمه " خير " استغناء عنه بالمضاف إليه في " أهل " الثانية . والتقدير : يا أهل الخير أهل الخير . والوجه الأول أجود وأحسن ، لما في الثاني من تكلف . 56 ـ ومنه قول جرير : يا تيمَُ تيمَ عدى لا أبا لكُمُ لا يلقينكم فى سوأة عمرُ الشاهد : يا تيم تيم عدى بضم " تيم " الأولى ونصبها ، والبناء على الضم أجود . 27 ـ إذا وصف المنادى المضاف باسم مفرد أو بمضاف ، وجب في الوصف النصب ، نحو : يا لاعبَ الكرة الطويلَ . ويا لاعبَ الكرة طويلَ القامة . لأنه منصوب على اللفظ والمحل ، فكلاهما منصوب ، إذ إن الأصل في المنادى النصب ، والمنادى المضاف منصوب لفظا ومحلا . 28 ـ وكذلك الحال في الاسم المفرد ، أو المضاف الواقع بدلا من المنادى المضاف يجب فيه النصب . نحو : يا شيخنا محمداً أقبل ، ويا شيخنا محمدَ الفضل . ويصح في " محمد " أن تكون عطف بيان ، لأن عطف البيان يجري مجرى النعت . 29 ـ ذكر سيبويه أن " هناهُ ، ونومان ، وفل " أسماء اختص بها النداء ، فهناه ونومان مما لحقه الزيادة في آخره عند النداء ، وأصله : هن ، ونوم ، فقالوا في النداء : يا هناه أقبل ، ومعناه يا رجلُ ، ويا نومان الكثير النوم ، ولا يكون ذلك في غير النداء ، لأنه كناية للنداء . ويا هناهُ ، ويا نومانُ ، مبنيان على الضم . أما ما حذف من آخره في النداء قولهم في " فلان " : يا فل أقبل . ويقول أيضا في : يا فل أقبل . أن فل لم يجعله العرب اسما حذفوا منه شيئا يثبت في غير النداء ، ولكنهم بنوا الاسم على حرفين ، وجعلوه بمنزلة " دم " ، وبنى على حرفين لأن النداء موضع تخفيف ، ولم يجز في غير النداء ، كما أنه لا يدخل في باب الترخيم ، لأن الثلاثي غير العلم لا يرخم {1} . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ الأصول في النحو ج 1 ص349 .
نماذج من الإعراب
82 ـ ومنه قوله تعالى { يا نوح اهبط بسلام }1 .
45 ـ كقول الشاعر : حملت أمرا عظيما فاصطبرت به وقمت فيه بأمر الله يا عمرا
83 ـ نحو قوله تعالى { يوسف اعرض عن هذا }1 .
46 ـ نحو قول الشاعر : يا أبجر بن أبجر يا أنت أنت الذي طلقت عاما جعتا
84 ـ ومنه قوله تعالى : { اللهم مالك الملك }
47 ـ قول ذي الرمة : إذا هملت عيني دما قال صاحبي بمثلك هـذا لوعة وغـرام
48 ـ ومنه قول الشاعر : فيا راكبا إما عرضت فبلغن ندامايا من نجران أن لا تلاقيا
85 ـ ومنه قوله تعالى { يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم }2 .
86 ـ ومنه قوله تعالى { يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم }1 ،
87 ـ ومنه قوله تعالى { يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله }1 .
88 ـ ومنه قوله تعالى { يا عبادِ فاتقون }1 .
49 ـ ومنه قول الشاعر : ولست براجع ما فات منيّ بلهفَ ولا بليتَ ولا لواتي
89 ـ { يا أبتَُِ إني رأيت أحد عشر كوكبا }1 .
50 ـ وقول الشاعر : أيا أبتي لا زلت فينا فإننا لنا أمل في العيش ما دمت عائشا
90 ـ ومنه قوله تعالى { قال يا ابن أمَّ لا تأخذ بلحيتي }1 .
91 ـ ومنه قوله تعالى { يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم }3 .
51 ـ ومنه قول الشاعر : يا ذا المخوفنا بقتل شيخه حجر تمنى صاحب الأحلام
52 ـ ومنه قول الشاعر : ألا أيهذا الزاجري احضر الوغى وإن أشهد اللذات هل أنت مخلدِ
92 ـ ومنه قوله تعالى { يا موسى إني أنا الله رب العالمين }1 .
53 ـ ومنه قول الشاعر : أيا سعدُ سعدَ الأوس كنت أنت ناصر ويا سعدَ سعدَ الخزرج الغطارف
54 ـ كقول الشاعر : سلام الله يا مطرٌ عليها وليس عليك يا مطرُ السلام
55 ـ ومنه قول الشاعر : يا أيها الجاهل ذو التنزِّي لا توعدني حية بالنكز
56 ـ ومنه قول جرير : يا تيمَُ تيمَ عدى لا أبا لكُمُ لا يلقينكم فى سوأة عمرُ
الفصل التاسعالترخم والاستغاثة والندبةأولا ـ الترخُّم :تعريفه : وهو حذف حرف أو أكثر من آخر الاسم المبني تخفيفا على وجه الاعتباط واختص بالنداء : إما لأنه لما كثر استعماله احتيج إلى التخفيف ، أو لأنه لما كان مشاهدا مخاطبا جاز حذف شيء من حروفه لدلالة الحال عليه . ولك في ذلك خياران من الإعراب : أ ـ ترك الحرف الخير من الكلمة بعد الحذف على ما هو عليه من الضبط . نحو : يا فاطمَةُ . بعد الحذف تقول : يا فاطمَ . باعتبار أن الحرف الأخير كان مفتوحا في الأصل . وإعرابه : فاطمَ منادى مبنى على الضم على التاء المحذوفة للترخيم في محل نصب . ومثله : يا صاحِ ، وأصلها يا صاحِبُ ، بكسر الحاء في الأصل فبعد حذف الحرف الأخير بقي ما قبله على حالته . 56 ـ ومنه قول الشاعر : أفاطمَ قبل بينك متعيني وحسبك إن منعتك أن تبيني الشاهد : فاطم ، وأصلها فاطمة فحذف تاء التأنيث ، وضم أخر الكلمة باعتبارها منادى علم مبني على الضم ، ويجوز فتحها اتابعا للحركة الموجودة على الميم اصلا قبل الحذف . ب ـ مراعاة موقعه من الإعراب باعتباره منادى ، ويكون ذلك ببنائه على الضم . وهو رأي المبرد . نحو : يا عائشُ . وأصلها يا عائشَةُ . وإعرابه : عائش منادى مبنى على الضم في محل نصب . ولا يرخم إلا المنادى المبني على الضم عند أغلب الجمهور سواء كان علما مفردا ، أو نكرة مقصودة ، إلا سيبويه فأجازه في كل اسم يجوز للشاعر ترخيمه في غير النداء للضرورة . كقول الراجز : " وقد وسطت مالكا وحنظلا " الشاهد قوله : وحنظلا ، حيث رخمه ضرورة في غير النداء ، وحذف من أخره التاء ، وأصله " حنظلة " . 57 ـ ومنه قول أبن أحمر : أبو حنش يؤرقنا وطلقٌ وعمار وآونة أثالا الشاهد قوله : " أثالا " حيث رخمه في غير النداء للضرورة فحذف من آخره التاء ، وأصله أثالة . (1) وللاسم المرخم في النداء إذا لم تتصل به تاء التأنيث عند البصريين شروط هي : 1 ـ أن يكون علما لأن الأعلام منقولة في الأكثر عن وضعها اللغوي إلى وضع ثان والنقل تغيير ، وكذلك الترخيم فهو تغيير . 2 ـ أن يكون مفردا ، أي لا يكون جملة في الأصل كبرق نحره لعدم تأثير النداء فيه ، ولأن الجمل تحكى ولا تغير عن موضعها ، وألا يكون مضافا ولا شبيها بالمضاف لكونهما معربين ، ولأن المضاف والمضاف إليه جريا مجرى الكلمة الواحدة من وجه ، ومجرى الكلمتين من وجه آخر. فلو رخم المضاف لرخم ما ليس بآخر الكلمة على الوجه الأول ، ولو رخم المضاف إليه لرخم ما ليس بمنادى على الوجه الآخر ، وكذلك حكم الشبيه بالمضاف ، غير أن الكوفيين أجازوا ترخيم المضاف إليه قياسا على المركب 58 ـ ومنه قول الشاعر : أبا عروَ لا تبعد فكل ابن حرة سيدعوه داعي ميِتة فيجيب الشاهد قوله : أبا عرو ، حيث حذف عجر ما أضيف إليه المنادى للترخيم ، وهو حذف جائز عند الكوفيين ، وأصله " يا أبا عروة " . ـــــــــــ 1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج 1 ص 342
ثالثا ـ أن يكون المنادى زائدا عن ثلاثة أحرف ، لن الثلاثي أقل الأصول في المتمكن وأخفها ، فلو رخم للتخفيف لكان إجحافا وتحصيلا للحاصل . وأجاز الفراء ترخيم الثلاثي إذا كان متحرك الوسط نحو : سقر ، وعمر فتقول : يا عم (1) . رابعا ـ ألا يكون مستغاثا لأنه معرب في النداء ، والترخيم لا يكون إلا فيما يؤثر النداء فيه البناء . خامسا ـ ألا يكون مندوبا ، لأن المراد من الندبة مد الصوت ، وفي الترخيم حذفه . أما إذا كان الاسم المرخم مختوما بتاء التأنيث فلا يشترط فيه العلمية ولا الزيادة على ثلاثة أحرف . وكل ما أنّث بالهاء حذفت منه الهاء عند الترخيم ، ولا فرق بين المعرفة أو النكرة في ذلك فمتال المعرفة : يا طلحة ، عند الترخيم تقول : يا طلح ، بحذف التاء وفيه أربعة أوجه : يا طلحَ بالفتح ، ويا طلحُ بالضم ، وهذان الوجهان هما لغتا الترخيم كما مر معنا ، والوجه الثالث تقول : ياطلحةَ بالحاق التاء مفتوحة 59 ـ ومنه قول النابغة الذبياني : كليني لهم يا أميمةَ ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب الشاهد قوله : يا أميمةَ بفتح التاء ، وقيل أن هذه التاء هي في الأصل هاء السكت زادها الشاعر وحركها بالفتح تبعا لحركة ما قبلها ، قيل هي لغة بعض العرب ممن يبني المنادى المفرد على الفتح . والوجه الرابع أن تقول : يا طلحةُ ، بإلحاق التاء المضمومة على تقدير زيادتها . فإذا كان المندى المرخم منتهيا بألف التأنيث الممدودة سمراء ، وحمراء فعند الترخيم نقول : يا سمرَ ، ويا حمرَ . 60 ـ ومنه قول الشاعر : يا أسمَ صبرا على ما ناب من حدث إن الحوادث ملقِيّ ومنتظَر ـــــــــــــ 1 ـ شرح المفصل ج2 ص 220 .
الشاهد قوله : يا أسمَ حيث أن أصلها يا أسماء ورخمها بحذف الألف والهمزة ، وهذا رأي سيبوبهِ (1) . وإن كان المرخم منتهيا بألف التأنيث المقصورة نحو : ليلى ، وسلمى تقول : يا ليلَ ويا سلمَ بحذف الألف وفتح آخر الكلمة . والمنادى العلم المرخم إما أن يكون مفردا ، أو مركبا ن فإن كان مفردا فمنه ما يحذف منه حرف واحد وهو نوعان : أصل وزائد . أما الأصل فنحو : حارث ، ومالك ، وعامر ، وعند الترخيم تقول : يا حارِ ، ويا مالِ ، ويا عامِ بحذف الحرف الأخير من الكلمة وبناء آخر الكلمة بعد الحذف على الكسر . والزائد إما أن يكون للتأنيث نحو : طلحة ، فتقول يا طلحَ . وإما أن يكون للإلحاق كما في معزى وهو علم تقول : يا معزَ . أو للتكثير كما في بعثرى وهو علم أيضا تقول : يا بعترَ . وقد يحذف من المنادى المرخم حرفان زائدان وهما الألف والنون مثل : عمران ، ومروان ، وعثمان وسلمان ، فنقول : عمر ، ومرو ، وعثم ، وسلم . 61 ـ ومنه قول الفرزدق : يا مروَ إن مطيتي محبوسة ترجو الحِباء وربها لم ييأس الشاهد : قوله : يا مروَ ، حيث حذف الألف والنون للترخيم ، وفتح أخر الكلمة بناء على الحركة الموجودة على حرف الواو قبل الترخيم . وإن كان العلم مركبا نحو : بعلبك ، حذف منه الجزء الثاني فتقول : يا بعلَ . ــــــــــــ 1 ـ انظر الكتاب ليسيبويه طبعة بولاق ج1 ص 337 .
نماذج من الإعراب
56 ـ ومنه قول الشاعر : أ فاطمَ قبل بينك متعيني وحسبك إن منعتك أن تبيني
57 ـ ومنه قول أبن أحمر : أبو حنش يؤرقنا وطلقٌ وعمار وآونة أثالا
58 ـ ومنه قول الشاعر : أبا عروَ لا تبعد فكل ابن حرة سيدعوه داعي ميِتة فيجيب
59 ـ ومنه قول النابغة الذبياني : كليني لهم يا أميمةَ ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
60 ـ ومنه قول الشاعر : يا أسمَ صبرا على ما ناب من حدث إن الحوادث ملقِيّ ومنتظَر
61 ـ ومنه قول الفرزدق : يا مروَ إن مطيتي محبوسة ترجو الحِباء وربها لم ييأس
ثانيا ـ الاستغاثة
تعريفها : نداء من يُخلِّص من شدة ، أو يعين على دفع مشقة . نحو : يا لَلمؤمن لِلمظلوم ، يا لَلناس لِلفقير .
أحرف النداء التي تستعمل في الاستغاثة . لا يستعمل في نداء المستغاث به سوى حرف النداء " يا " ، كما أنه لا يجوز حذفها من نداء الاستغاثة .
مكونات جملة الاستغاثة : تتكون جملة الاستغاثة من ثلاثة أجزاء : 1 ـ حرف النداء " يا " . 2 ـ المستغاث به : وهو من يُستنصَر به لتخليص المستنصِر من الشدة ، ويكون مجرورا في الأغلب الأعم بلام مفتوحة . 3 ـ المستغاث له : ويكون مجرورا بلام مكسورة نحو : يا لَلكرام لِلمحتاجين . يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . للكرام : اسم مجرور باللام المفتوحة في محل نصب ، لأنه منادى ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء ، لأنه تضمن معنى الفعل المحذوف : أدعو أو أنادي . للمحتاجين : اسم مجرور بلام مكسورة ، وعلامة جره الياء ، لأنه جمع مذكر سالم ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء .
أحوال المستغاث به : للمستغاث ثلاثة أحوال : 1 ـ أن يجر بلام مفتوحة غالبا كما أوضحنا آنفا . 2 ـ جواز حذف اللام ، والتعويض عنها بألف في آخر المستغاث . نحو : يا قوما للمظلوم . ويارجلا للفقير . يا قوما : يا حرف نداء ، وقوما منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف ، في محل نصب ، والألف عوض عن لام الجر المحذوفة ، حرف مبني لا محل له من الإعراب . للفقير : جار ومجرور متعلقان بحرف النداء " يا " لأنه متضمن معنى الفعل أنادي . ـ كما يجوز زيادة هاء السكت عند الوقف . نحو : يا قوماه للمظلوم . وإعرابه كسابقه ، وهاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب . 3 ـ قد يبقى المستغاث على حاله كالمنادى . نحو : يا قوم للمظلوم ، ويا مؤمن للفقير . يا قوم : يا حرف نداء ، وقوم منادى مبني على الضم في محل نصب .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ لقد ذكرنا أن لام الجر التي في أول المستغاث غالبا ما تكون مبنية على الفتح ، وقلنا غالبا لأنه يجب بناؤها على الكسر في موضعين : ـ أ ـ إذا كان المستغاث معطوفا ، ولم يتكرر معه حرف النداء . نحو : يا لَلشباب ولِلشابات للوطن . 62 ـ ومنه قول الشاعر : يبكيك ناء بعيد الدر مغترب يا لَلكهول ولِلشباب للعجب يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . للشباب : اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والشباب اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء " يا " . وللشابات : الواو حرف عطف مبني على الفتح ، واللام حرف جر مبني على الكسر ، الشابات اسم مجرور باللام ، وعلامة جره الكسرة ، وهو معطوف في محل نصب . ب ـ إذا كان المستغاث يا المتكلم وجب كسر لام الجر . نحو : يا لِي للمظلوم . يا لي : يا حرف نداء ، لي اللام حرف جر مبني على الكسر ، ويا المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر ، وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء . 2 ـ إذا كان المستغاث مبنيا في الأصل بقي على حالة بنائه ، وقدرت عليه علامة الإعراب . نحو : يا لهذا للعاجز ، ويا لك للغريق . يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا اللام حرف جر مبني على الفتح ، وهذا اسم إشارة مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء " يا " . غير أنه يلاحظ من الإعراب السابق لاسم الإشارة " هذا " التكلف الواضح ، والتعقيد الذي وقع فيه كثير من النحاة ، ونرى ويرى بعض المعربين غير ذلك ، وذلك على النحو التالي : يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا : اللام حرف جر زائد ن وهذا اسم إشارة منادى مبني على السكون في محل نصب . وبهذا نكون قد أخرجنا الجار والمجرور من التعلق ، لأن اللام زائدة .
ثالثا ـ المستغاث له : هو من يستغيث من أجل تخليصه من الشدة ، ودفعها عنه ، ويجر بلام مكسورة . نحو : يا للناس للفقير ، ويا للشباب للوطن . فـ " للفقير " هو ما يعرف بالمستغاث له ، ويعرب جارا ومجرورا .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ ذكرنا سابقا أن لام المستغاث له يجب بناؤها على الكسر ، كذلك يجب بناؤها على الفتح إذا كان المستغاث له ضميرا غير ياء المتكلم . نحو : يا للمعين لنا . يا للمعين : يا حرف نداء ، للمعين اللام حرف جر ، ومعين اسم مجرور في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بـ " يا " . لنا : اللام حرف جر مبني على الفتح ، و " النا " ضمير متصل مبني على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء ، أو الفعل المحذوف . 2 ـ إذا كان الاسم الواقع بعد المستغاث غير مستغاث له ، بل مستغاث عليه ، أي يطلب الانتصار عليه ، وليس له ، حذفنا اللام ، وجررنا بحرف الجر " من " . نحو : يا لله من الكاذب . 63 ـ ومنه قول الشاعر : يا للرجال ذوي الألباب من نفر لا يبرح الشرف الردى لهم دينا يا لله : يا حرف نداء ، لله اللام حرف جر ، ولفظ الجلالة اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء . من الكاذب : من حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، الكاذب اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء . 3 ـ لقد مر معنا أن لام المستغاث في الأغلب الأعم واجبة الفتح ، ولام المستغاث له واجبة الكسر ، والغرض من ذلك هو التفريق بين اللامين ، لأن اللام الأولى واقعة في غير موضعها ، لأن المنادى لا يحتاج إلى لام للدخول عليه ، ولورود اللام في غير موضعها كانت أولى بالتغيير ، لهذا فتحت بدلا من الكسر الذي هو أصل حركتها ، وعلى العكس من ذلك ، فاللام الواقعة في أول المستغاث لام واقع في مكانها ، وجارية على الأصل في استعمالها فبقيت لها حركتها الأصلية وهي الكسر . 4 ـ يجوز في تابع المستغاث المعرب وجهان : أ ـ مراعاة المحل ، وبذلك جواز نصب التابع . نحو : يا لأبطالِ العربِ الشجعانَ للأوطان . يا لأبطال : يا حرف نداء مبني على السكون ، لأبطال اللام حرف جر مبني على الفتح ، وأبطال منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الكسرة الناتجة عن حرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء ، وأبطال مضاف ، والعرب مضاف إليه مجرور بالكسرة . الشجعان : صفة لأبطال منصوب على المحل بالفتحة الظاهرة . ب ـ مراعاة اللفظ ، وبذلك جواز الجر . نحو : يا لأبطالَ العربِ الشجعانِ للأوطان . فـ " الشجعان " صفة لأبطال مجرور على اللفظ ، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة . 5 ـ أما تابع المستغاث المبني في الأصل ، فيعرب تابعا على اللفظ ، أي يجب فيه الجر . نحو : يا لَهذا المؤمنِ للمظلوم . يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا اللام حرف جر مبني على الفتح ، وهذا اسم إشارة مبني على السكون مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بعلامة البناء الأصلي في محل نصب منادى . المؤمن : بدل من اسم الإشارة مجرور على اللفظ . 6 ـ إذا كان السم الواقع بعد اللام غير عاقل فلا يصح أن يكون مستغاثا به ، لذلك جاز فتح اللام وكسرها . نحو : يا لَلعار ، ويا لِلعجب . فإذا اعتبرنا اللام مفتوحة كما في المثال الأول كان الاسم مستغاثا به ، أي مجرورا باللام في محل نصب منادى ، والتقدير : يا عار احضر فهذا أوانك . أما إذا اعتبرنا اللام مكسورة كما في المثال الثاني ، كان الاسم مستغاثا له ، أي : مجرورا باللام فقط ، ويكون معناه : يا لقومي للعار .
ثانيا ـ الندبة
تعرفها : هي نداء المتفجع عليه ، أو المتوجع من . مثال المتفجع عليه : وا محمدُ ، وا عليُّ . ومنه قول الشاعر يرثي عمر بن عبد العزيز : حملت أمرا عظيما فاصطبرت به وقمت فيه بأمر الله يا عمرا وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب . محمد : منادى مندوب مبني على الضم في محل نصب . ومثال المتوجع منه : وا مصيبتاه ، وا حسرتاه . 64 ـ ومنه قول الشاعر : فوا كبداه من حب من لا يحبني ومن عبرات ما لهن فناء 65 ـ ومنه قول المتنبي : وا حر قلباه ممن قلبه شَبِمُ ومن بسمي وحالي عنده سقم وا مصيبتاه : وا حرف نداء وندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب , مصيبتاه : مصيبتا منادى مندوب مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة الألف في محل نصب ، والهاء هاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
حروف النداء المستعملة للندبة : لا يستعمل من حروف النداء للندبة سوى حرفي النداء " وا " ، و " يا " . أما الأول فيستعمل بدون شروط . والثاني يجب ألا يكون هناك لبس عند استعماله ، ومنه بيت جرير السابق الذي يرثي فيه عمر بن عبد العزيز .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ المندوب حكمه حكم المنادى من حيث الإعراب . ينصب إذا كان مضافا ، أو شبيها بالمضاف ، أو نكرة غير مقصودة . ويبنى على الضم إذا كان علما مفردا ، ويبنى على ما يرفع به إذا كان نكرة مقصودة ، أو علما مثنى ، أو مجموعا جمع مذكر سالما . 2 ـ الغالب في المندوب زيادة ألف في آخره مفتوح ما قبلها ، كما يزاد هليها هاء عند الوقف كما مثلنا سابقا ، ومنه : وا سيداه ، وا رأساه ، وا حسرتاه . كما أن الألف المذكورة قد تزاد على المضاف إلى المندوب . نحو : وا حر قلباه ، وا عبد المجيداه . وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون . عبد المجيداه : منادى مندوب منصوب الفتحة ، وهو مضاف ، والمجيد مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها حركة المنسبة على الألف ، والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء للسكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب . ومن شروط زيادة ألف المندوب ألاّ تؤدي إلى لبس ، فإذا أدت إلى إليه لزم الأتيان بحرف مد آخر . نحو : وا أخاكِ . وهذا تفجع على " أخ " مضاف إلى ضمير المخاطبة ، فإذا زدنا الألف قلنا : وا أخاكا . فالتبس الأمر بـ " أخ " المضاف إلى ضمير المخاطب ، لذلك وجب القول : وا أخاكي . وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون . أخاكي : منادى مندوب منصوب الألف ، لأنه من الأسماء الستة ، وأخا مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ، والياء حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب . 3 ـ إذا كان المندوب مضافا إلى ياء المتكلم الساكنة ، جاز حذفها ، وجيء ألف الندبة مفتوحا ما قبلها . نحو : وا غلامي . تقول : وا غلاما . وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون . غلاما : منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة للألف ، والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وغلام مضاف ، والياء المحذوفة في محل جر مضاف إليه . كما يجوز فتح " ياء " المتكلم ، وزيادة ألف الندبة بعدها مع " هاء " السكت ، أو بدونها . نحو : واغلامياه ، أو وا غلاميا . ويجوز إبقاء " الياء " دون حذف ، أو تغيير . نحو : وا غلامي ، وا حسرتي . 4 ـ أما إذا كان المندوب المضاف إلى ياء المتكلم منتهيا بألف مثل : موسى ، ومصطفي ، وليلى وجب إبقاء الياء مع بنائها على الفتح . نحو : وا موسايَ ، وا مصطفايَ ، وا ليلايَ . كما يجوز إلحاق ألف الندبة ، وها السكت . نحو : وا موساياه ، وامصطفاياه ، وا ليلاياه . 5 ـ فإذا كان المندوب المنتهي بألف غير مضاف إلى ياء المتكلم ، وأريد زيادة ألف الندبة وجب حذف ألفه الأصلية . نحو : وا موساه ، وا مصطفاه ، وا ليلاه . وا موساه : وا حرف نداء وندبة ، موسى منادى مندوب مبني على الضم المقدر منع من ظهوره التعذر على الألف المحذوفة ، والألف الموجودة حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء للسكت حرف مبني على السكون . نحو : وا غلاميا
نماذج من الإعراب
62 ـ ومنه قول الشاعر : يبكيك ناء بعيد الدر مغترب يا لَلكهول ولِلشباب للعجب
63 ـ ومنه قول الشاعر : يا للرجال ذوي الألباب من نفر لا يبرح الشرف الردى لهم دينا
64 ـ ومنه قول الشاعر : فوا كبداه من حب من لا يحبني ومن عبرات ما لهن فناء
65 ـ ومنه قول المتنبي : وا حر قلباه ممن قلبه شَبِمُ ومن بجسمي وحالي عنده سقم
الفصل التاسعالترخم والاستغاثة والندبةأولا ـ الترخُّم :تعريفه : وهو حذف حرف أو أكثر من آخر الاسم المبني تخفيفا على وجه الاعتباط واختص بالنداء : إما لأنه لما كثر استعماله احتيج إلى التخفيف ، أو لأنه لما كان مشاهدا مخاطبا جاز حذف شيء من حروفه لدلالة الحال عليه . ولك في ذلك خياران من الإعراب : أ ـ ترك الحرف الخير من الكلمة بعد الحذف على ما هو عليه من الضبط . نحو : يا فاطمَةُ . بعد الحذف تقول : يا فاطمَ . باعتبار أن الحرف الأخير كان مفتوحا في الأصل . وإعرابه : فاطمَ منادى مبنى على الضم على التاء المحذوفة للترخيم في محل نصب . ومثله : يا صاحِ ، وأصلها يا صاحِبُ ، بكسر الحاء في الأصل فبعد حذف الحرف الأخير بقي ما قبله على حالته . 56 ـ ومنه قول الشاعر : أفاطمَ قبل بينك متعيني وحسبك إن منعتك أن تبيني الشاهد : فاطم ، وأصلها فاطمة فحذف تاء التأنيث ، وضم أخر الكلمة باعتبارها منادى علم مبني على الضم ، ويجوز فتحها اتابعا للحركة الموجودة على الميم اصلا قبل الحذف . ب ـ مراعاة موقعه من الإعراب باعتباره منادى ، ويكون ذلك ببنائه على الضم . وهو رأي المبرد . نحو : يا عائشُ . وأصلها يا عائشَةُ . وإعرابه : عائش منادى مبنى على الضم في محل نصب . ولا يرخم إلا المنادى المبني على الضم عند أغلب الجمهور سواء كان علما مفردا ، أو نكرة مقصودة ، إلا سيبويه فأجازه في كل اسم يجوز للشاعر ترخيمه في غير النداء للضرورة . كقول الراجز : " وقد وسطت مالكا وحنظلا " الشاهد قوله : وحنظلا ، حيث رخمه ضرورة في غير النداء ، وحذف من أخره التاء ، وأصله " حنظلة " . 57 ـ ومنه قول أبن أحمر : أبو حنش يؤرقنا وطلقٌ وعمار وآونة أثالا الشاهد قوله : " أثالا " حيث رخمه في غير النداء للضرورة فحذف من آخره التاء ، وأصله أثالة . (1) وللاسم المرخم في النداء إذا لم تتصل به تاء التأنيث عند البصريين شروط هي : 1 ـ أن يكون علما لأن الأعلام منقولة في الأكثر عن وضعها اللغوي إلى وضع ثان والنقل تغيير ، وكذلك الترخيم فهو تغيير . 2 ـ أن يكون مفردا ، أي لا يكون جملة في الأصل كبرق نحره لعدم تأثير النداء فيه ، ولأن الجمل تحكى ولا تغير عن موضعها ، وألا يكون مضافا ولا شبيها بالمضاف لكونهما معربين ، ولأن المضاف والمضاف إليه جريا مجرى الكلمة الواحدة من وجه ، ومجرى الكلمتين من وجه آخر. فلو رخم المضاف لرخم ما ليس بآخر الكلمة على الوجه الأول ، ولو رخم المضاف إليه لرخم ما ليس بمنادى على الوجه الآخر ، وكذلك حكم الشبيه بالمضاف ، غير أن الكوفيين أجازوا ترخيم المضاف إليه قياسا على المركب 58 ـ ومنه قول الشاعر : أبا عروَ لا تبعد فكل ابن حرة سيدعوه داعي ميِتة فيجيب الشاهد قوله : أبا عرو ، حيث حذف عجر ما أضيف إليه المنادى للترخيم ، وهو حذف جائز عند الكوفيين ، وأصله " يا أبا عروة " . ـــــــــــ 1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج 1 ص 342
ثالثا ـ أن يكون المنادى زائدا عن ثلاثة أحرف ، لن الثلاثي أقل الأصول في المتمكن وأخفها ، فلو رخم للتخفيف لكان إجحافا وتحصيلا للحاصل . وأجاز الفراء ترخيم الثلاثي إذا كان متحرك الوسط نحو : سقر ، وعمر فتقول : يا عم (1) . رابعا ـ ألا يكون مستغاثا لأنه معرب في النداء ، والترخيم لا يكون إلا فيما يؤثر النداء فيه البناء . خامسا ـ ألا يكون مندوبا ، لأن المراد من الندبة مد الصوت ، وفي الترخيم حذفه . أما إذا كان الاسم المرخم مختوما بتاء التأنيث فلا يشترط فيه العلمية ولا الزيادة على ثلاثة أحرف . وكل ما أنّث بالهاء حذفت منه الهاء عند الترخيم ، ولا فرق بين المعرفة أو النكرة في ذلك فمتال المعرفة : يا طلحة ، عند الترخيم تقول : يا طلح ، بحذف التاء وفيه أربعة أوجه : يا طلحَ بالفتح ، ويا طلحُ بالضم ، وهذان الوجهان هما لغتا الترخيم كما مر معنا ، والوجه الثالث تقول : ياطلحةَ بالحاق التاء مفتوحة 59 ـ ومنه قول النابغة الذبياني : كليني لهم يا أميمةَ ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب الشاهد قوله : يا أميمةَ بفتح التاء ، وقيل أن هذه التاء هي في الأصل هاء السكت زادها الشاعر وحركها بالفتح تبعا لحركة ما قبلها ، قيل هي لغة بعض العرب ممن يبني المنادى المفرد على الفتح . والوجه الرابع أن تقول : يا طلحةُ ، بإلحاق التاء المضمومة على تقدير زيادتها . فإذا كان المندى المرخم منتهيا بألف التأنيث الممدودة سمراء ، وحمراء فعند الترخيم نقول : يا سمرَ ، ويا حمرَ . 60 ـ ومنه قول الشاعر : يا أسمَ صبرا على ما ناب من حدث إن الحوادث ملقِيّ ومنتظَر ـــــــــــــ 1 ـ شرح المفصل ج2 ص 220 .
الشاهد قوله : يا أسمَ حيث أن أصلها يا أسماء ورخمها بحذف الألف والهمزة ، وهذا رأي سيبوبهِ (1) . وإن كان المرخم منتهيا بألف التأنيث المقصورة نحو : ليلى ، وسلمى تقول : يا ليلَ ويا سلمَ بحذف الألف وفتح آخر الكلمة . والمنادى العلم المرخم إما أن يكون مفردا ، أو مركبا ن فإن كان مفردا فمنه ما يحذف منه حرف واحد وهو نوعان : أصل وزائد . أما الأصل فنحو : حارث ، ومالك ، وعامر ، وعند الترخيم تقول : يا حارِ ، ويا مالِ ، ويا عامِ بحذف الحرف الأخير من الكلمة وبناء آخر الكلمة بعد الحذف على الكسر . والزائد إما أن يكون للتأنيث نحو : طلحة ، فتقول يا طلحَ . وإما أن يكون للإلحاق كما في معزى وهو علم تقول : يا معزَ . أو للتكثير كما في بعثرى وهو علم أيضا تقول : يا بعترَ . وقد يحذف من المنادى المرخم حرفان زائدان وهما الألف والنون مثل : عمران ، ومروان ، وعثمان وسلمان ، فنقول : عمر ، ومرو ، وعثم ، وسلم . 61 ـ ومنه قول الفرزدق : يا مروَ إن مطيتي محبوسة ترجو الحِباء وربها لم ييأس الشاهد : قوله : يا مروَ ، حيث حذف الألف والنون للترخيم ، وفتح أخر الكلمة بناء على الحركة الموجودة على حرف الواو قبل الترخيم . وإن كان العلم مركبا نحو : بعلبك ، حذف منه الجزء الثاني فتقول : يا بعلَ . ــــــــــــ 1 ـ انظر الكتاب ليسيبويه طبعة بولاق ج1 ص 337 .
نماذج من الإعراب
56 ـ ومنه قول الشاعر : أ فاطمَ قبل بينك متعيني وحسبك إن منعتك أن تبيني
57 ـ ومنه قول أبن أحمر : أبو حنش يؤرقنا وطلقٌ وعمار وآونة أثالا
58 ـ ومنه قول الشاعر : أبا عروَ لا تبعد فكل ابن حرة سيدعوه داعي ميِتة فيجيب
59 ـ ومنه قول النابغة الذبياني : كليني لهم يا أميمةَ ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
60 ـ ومنه قول الشاعر : يا أسمَ صبرا على ما ناب من حدث إن الحوادث ملقِيّ ومنتظَر
61 ـ ومنه قول الفرزدق : يا مروَ إن مطيتي محبوسة ترجو الحِباء وربها لم ييأس
ثانيا ـ الاستغاثة
تعريفها : نداء من يُخلِّص من شدة ، أو يعين على دفع مشقة . نحو : يا لَلمؤمن لِلمظلوم ، يا لَلناس لِلفقير .
أحرف النداء التي تستعمل في الاستغاثة . لا يستعمل في نداء المستغاث به سوى حرف النداء " يا " ، كما أنه لا يجوز حذفها من نداء الاستغاثة .
مكونات جملة الاستغاثة : تتكون جملة الاستغاثة من ثلاثة أجزاء : 1 ـ حرف النداء " يا " . 2 ـ المستغاث به : وهو من يُستنصَر به لتخليص المستنصِر من الشدة ، ويكون مجرورا في الأغلب الأعم بلام مفتوحة . 3 ـ المستغاث له : ويكون مجرورا بلام مكسورة نحو : يا لَلكرام لِلمحتاجين . يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . للكرام : اسم مجرور باللام المفتوحة في محل نصب ، لأنه منادى ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء ، لأنه تضمن معنى الفعل المحذوف : أدعو أو أنادي . للمحتاجين : اسم مجرور بلام مكسورة ، وعلامة جره الياء ، لأنه جمع مذكر سالم ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء .
أحوال المستغاث به : للمستغاث ثلاثة أحوال : 1 ـ أن يجر بلام مفتوحة غالبا كما أوضحنا آنفا . 2 ـ جواز حذف اللام ، والتعويض عنها بألف في آخر المستغاث . نحو : يا قوما للمظلوم . ويارجلا للفقير . يا قوما : يا حرف نداء ، وقوما منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف ، في محل نصب ، والألف عوض عن لام الجر المحذوفة ، حرف مبني لا محل له من الإعراب . للفقير : جار ومجرور متعلقان بحرف النداء " يا " لأنه متضمن معنى الفعل أنادي . ـ كما يجوز زيادة هاء السكت عند الوقف . نحو : يا قوماه للمظلوم . وإعرابه كسابقه ، وهاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب . 3 ـ قد يبقى المستغاث على حاله كالمنادى . نحو : يا قوم للمظلوم ، ويا مؤمن للفقير . يا قوم : يا حرف نداء ، وقوم منادى مبني على الضم في محل نصب .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ لقد ذكرنا أن لام الجر التي في أول المستغاث غالبا ما تكون مبنية على الفتح ، وقلنا غالبا لأنه يجب بناؤها على الكسر في موضعين : ـ أ ـ إذا كان المستغاث معطوفا ، ولم يتكرر معه حرف النداء . نحو : يا لَلشباب ولِلشابات للوطن . 62 ـ ومنه قول الشاعر : يبكيك ناء بعيد الدر مغترب يا لَلكهول ولِلشباب للعجب يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . للشباب : اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والشباب اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء " يا " . وللشابات : الواو حرف عطف مبني على الفتح ، واللام حرف جر مبني على الكسر ، الشابات اسم مجرور باللام ، وعلامة جره الكسرة ، وهو معطوف في محل نصب . ب ـ إذا كان المستغاث يا المتكلم وجب كسر لام الجر . نحو : يا لِي للمظلوم . يا لي : يا حرف نداء ، لي اللام حرف جر مبني على الكسر ، ويا المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر ، وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء . 2 ـ إذا كان المستغاث مبنيا في الأصل بقي على حالة بنائه ، وقدرت عليه علامة الإعراب . نحو : يا لهذا للعاجز ، ويا لك للغريق . يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا اللام حرف جر مبني على الفتح ، وهذا اسم إشارة مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء " يا " . غير أنه يلاحظ من الإعراب السابق لاسم الإشارة " هذا " التكلف الواضح ، والتعقيد الذي وقع فيه كثير من النحاة ، ونرى ويرى بعض المعربين غير ذلك ، وذلك على النحو التالي : يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا : اللام حرف جر زائد ن وهذا اسم إشارة منادى مبني على السكون في محل نصب . وبهذا نكون قد أخرجنا الجار والمجرور من التعلق ، لأن اللام زائدة .
ثالثا ـ المستغاث له : هو من يستغيث من أجل تخليصه من الشدة ، ودفعها عنه ، ويجر بلام مكسورة . نحو : يا للناس للفقير ، ويا للشباب للوطن . فـ " للفقير " هو ما يعرف بالمستغاث له ، ويعرب جارا ومجرورا .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ ذكرنا سابقا أن لام المستغاث له يجب بناؤها على الكسر ، كذلك يجب بناؤها على الفتح إذا كان المستغاث له ضميرا غير ياء المتكلم . نحو : يا للمعين لنا . يا للمعين : يا حرف نداء ، للمعين اللام حرف جر ، ومعين اسم مجرور في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بـ " يا " . لنا : اللام حرف جر مبني على الفتح ، و " النا " ضمير متصل مبني على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء ، أو الفعل المحذوف . 2 ـ إذا كان الاسم الواقع بعد المستغاث غير مستغاث له ، بل مستغاث عليه ، أي يطلب الانتصار عليه ، وليس له ، حذفنا اللام ، وجررنا بحرف الجر " من " . نحو : يا لله من الكاذب . 63 ـ ومنه قول الشاعر : يا للرجال ذوي الألباب من نفر لا يبرح الشرف الردى لهم دينا يا لله : يا حرف نداء ، لله اللام حرف جر ، ولفظ الجلالة اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء . من الكاذب : من حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، الكاذب اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء . 3 ـ لقد مر معنا أن لام المستغاث في الأغلب الأعم واجبة الفتح ، ولام المستغاث له واجبة الكسر ، والغرض من ذلك هو التفريق بين اللامين ، لأن اللام الأولى واقعة في غير موضعها ، لأن المنادى لا يحتاج إلى لام للدخول عليه ، ولورود اللام في غير موضعها كانت أولى بالتغيير ، لهذا فتحت بدلا من الكسر الذي هو أصل حركتها ، وعلى العكس من ذلك ، فاللام الواقعة في أول المستغاث لام واقع في مكانها ، وجارية على الأصل في استعمالها فبقيت لها حركتها الأصلية وهي الكسر . 4 ـ يجوز في تابع المستغاث المعرب وجهان : أ ـ مراعاة المحل ، وبذلك جواز نصب التابع . نحو : يا لأبطالِ العربِ الشجعانَ للأوطان . يا لأبطال : يا حرف نداء مبني على السكون ، لأبطال اللام حرف جر مبني على الفتح ، وأبطال منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الكسرة الناتجة عن حرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء ، وأبطال مضاف ، والعرب مضاف إليه مجرور بالكسرة . الشجعان : صفة لأبطال منصوب على المحل بالفتحة الظاهرة . ب ـ مراعاة اللفظ ، وبذلك جواز الجر . نحو : يا لأبطالَ العربِ الشجعانِ للأوطان . فـ " الشجعان " صفة لأبطال مجرور على اللفظ ، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة . 5 ـ أما تابع المستغاث المبني في الأصل ، فيعرب تابعا على اللفظ ، أي يجب فيه الجر . نحو : يا لَهذا المؤمنِ للمظلوم . يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا اللام حرف جر مبني على الفتح ، وهذا اسم إشارة مبني على السكون مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بعلامة البناء الأصلي في محل نصب منادى . المؤمن : بدل من اسم الإشارة مجرور على اللفظ . 6 ـ إذا كان السم الواقع بعد اللام غير عاقل فلا يصح أن يكون مستغاثا به ، لذلك جاز فتح اللام وكسرها . نحو : يا لَلعار ، ويا لِلعجب . فإذا اعتبرنا اللام مفتوحة كما في المثال الأول كان الاسم مستغاثا به ، أي مجرورا باللام في محل نصب منادى ، والتقدير : يا عار احضر فهذا أوانك . أما إذا اعتبرنا اللام مكسورة كما في المثال الثاني ، كان الاسم مستغاثا له ، أي : مجرورا باللام فقط ، ويكون معناه : يا لقومي للعار .
ثانيا ـ الندبة
تعرفها : هي نداء المتفجع عليه ، أو المتوجع من . مثال المتفجع عليه : وا محمدُ ، وا عليُّ . ومنه قول الشاعر يرثي عمر بن عبد العزيز : حملت أمرا عظيما فاصطبرت به وقمت فيه بأمر الله يا عمرا وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب . محمد : منادى مندوب مبني على الضم في محل نصب . ومثال المتوجع منه : وا مصيبتاه ، وا حسرتاه . 64 ـ ومنه قول الشاعر : فوا كبداه من حب من لا يحبني ومن عبرات ما لهن فناء 65 ـ ومنه قول المتنبي : وا حر قلباه ممن قلبه شَبِمُ ومن بسمي وحالي عنده سقم وا مصيبتاه : وا حرف نداء وندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب , مصيبتاه : مصيبتا منادى مندوب مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة الألف في محل نصب ، والهاء هاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
حروف النداء المستعملة للندبة : لا يستعمل من حروف النداء للندبة سوى حرفي النداء " وا " ، و " يا " . أما الأول فيستعمل بدون شروط . والثاني يجب ألا يكون هناك لبس عند استعماله ، ومنه بيت جرير السابق الذي يرثي فيه عمر بن عبد العزيز .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ المندوب حكمه حكم المنادى من حيث الإعراب . ينصب إذا كان مضافا ، أو شبيها بالمضاف ، أو نكرة غير مقصودة . ويبنى على الضم إذا كان علما مفردا ، ويبنى على ما يرفع به إذا كان نكرة مقصودة ، أو علما مثنى ، أو مجموعا جمع مذكر سالما . 2 ـ الغالب في المندوب زيادة ألف في آخره مفتوح ما قبلها ، كما يزاد هليها هاء عند الوقف كما مثلنا سابقا ، ومنه : وا سيداه ، وا رأساه ، وا حسرتاه . كما أن الألف المذكورة قد تزاد على المضاف إلى المندوب . نحو : وا حر قلباه ، وا عبد المجيداه . وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون . عبد المجيداه : منادى مندوب منصوب الفتحة ، وهو مضاف ، والمجيد مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها حركة المنسبة على الألف ، والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء للسكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب . ومن شروط زيادة ألف المندوب ألاّ تؤدي إلى لبس ، فإذا أدت إلى إليه لزم الأتيان بحرف مد آخر . نحو : وا أخاكِ . وهذا تفجع على " أخ " مضاف إلى ضمير المخاطبة ، فإذا زدنا الألف قلنا : وا أخاكا . فالتبس الأمر بـ " أخ " المضاف إلى ضمير المخاطب ، لذلك وجب القول : وا أخاكي . وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون . أخاكي : منادى مندوب منصوب الألف ، لأنه من الأسماء الستة ، وأخا مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ، والياء حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب . 3 ـ إذا كان المندوب مضافا إلى ياء المتكلم الساكنة ، جاز حذفها ، وجيء ألف الندبة مفتوحا ما قبلها . نحو : وا غلامي . تقول : وا غلاما . وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون . غلاما : منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة للألف ، والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وغلام مضاف ، والياء المحذوفة في محل جر مضاف إليه . كما يجوز فتح " ياء " المتكلم ، وزيادة ألف الندبة بعدها مع " هاء " السكت ، أو بدونها . نحو : واغلامياه ، أو وا غلاميا . ويجوز إبقاء " الياء " دون حذف ، أو تغيير . نحو : وا غلامي ، وا حسرتي . 4 ـ أما إذا كان المندوب المضاف إلى ياء المتكلم منتهيا بألف مثل : موسى ، ومصطفي ، وليلى وجب إبقاء الياء مع بنائها على الفتح . نحو : وا موسايَ ، وا مصطفايَ ، وا ليلايَ . كما يجوز إلحاق ألف الندبة ، وها السكت . نحو : وا موساياه ، وامصطفاياه ، وا ليلاياه . 5 ـ فإذا كان المندوب المنتهي بألف غير مضاف إلى ياء المتكلم ، وأريد زيادة ألف الندبة وجب حذف ألفه الأصلية . نحو : وا موساه ، وا مصطفاه ، وا ليلاه . وا موساه : وا حرف نداء وندبة ، موسى منادى مندوب مبني على الضم المقدر منع من ظهوره التعذر على الألف المحذوفة ، والألف الموجودة حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء للسكت حرف مبني على السكون . نحو : وا غلاميا
نماذج من الإعراب
62 ـ ومنه قول الشاعر : يبكيك ناء بعيد الدر مغترب يا لَلكهول ولِلشباب للعجب
63 ـ ومنه قول الشاعر : يا للرجال ذوي الألباب من نفر لا يبرح الشرف الردى لهم دينا
64 ـ ومنه قول الشاعر : فوا كبداه من حب من لا يحبني ومن عبرات ما لهن فناء
65 ـ ومنه قول المتنبي : وا حر قلباه ممن قلبه شَبِمُ ومن بجسمي وحالي عنده سقم