ابو الجود
مشرف سابق
احصل على الشهادة بأي لغة وأنت في منزلك!
يعرف الجميع بأن الدراسات الجامعية العليا كالماجستير والدكتوراه تحتاج من طالبها إلى التفرغ الجاد والتركيز، والحضور إلى قاعات الدرس واكمال مرحلة الدراسة المنهجية، ومن ثم تأتي مرحلة كتابة او اعداد وجمع الرسالة العلمية التي يرغب الطالب الحصول عليها سواء كانت ماجستير أو دكتوراه.
وقد تحتاج مثل هذه الشهادات إلى الاغتراب والسفر إلى احدى الدول المانحة لمثل هذه الدرجات، ومثل هذه الاسفار يلحقها لا شك مصاريف مادية وضغوط نفسية وبدنية وعقبات صعبة كاختلاف اللغات وتغير العادات والثقافات وغيرها.
ومثل هذه الظروف حاول بعض ضعاف النفوس من سماسرة التعليم استغلال هذه الفرصة بنشر اعلانات تعتبر مصيدة توقع فيها بعض الجهلة ومن ينقصه التثبت والتأكد من فحواها.
ومن هذه الاعلانات قولهم احصل على الماجستير والدكتوراه وانت في بيتك أو مكتبك، نكفيك هم البحث والتصفح لنيل أعلى الشهادات، امنحنا ثقتك لنمنحك الدكتوراه، همنا خدمتك وبلوغك أعلى الألقاب، رضاك هدفنا والدكتوراه مقصدنا".
هذه إذاً بعض من تلك الاعلانات المعسولة التي كل هدفها وجميع ما تسعى اليه اولاً وأخيراً هو الربح المادي وما سواه فلا يعدو أن يكون سراباً تذروه الرياح.
وللتوسع في هذا الموضوع قمت بالاتصال بأحد هؤلاء المعلنين لاتعرف منهم على هذه الخدعة الجديدة وما إن رد عليّ أحدهم على الطرف الآخر أخذ يستعرض شهادات الشكر والتقدير التي حصل عليها من جميع جامعات العالم وانه يملك علاقات برؤساء الجامعات العالمية وانني سأحصل على الماجستير والدكتوراه في آن واحد بمجرد أن أحوّل له المبلغ الذي يطلبه وأن الواجب عليّ أن أجهز نفسي للقب الدكتوراه من الآن، دون أن أحضر أي محاضرة ودون أن أشتري أي كتاب أو مرجع فهو سيقوم بكل هذا وسيحدد عنوان الرسالة ويجمع المراجع ويقوم بالبحث فيها ويطبعها ويغلفها تحت اشراف اكاديميين كبار كما يدّعي وعند ذلك أحضر لمناقشة هذه الرسالة أمام لجنة المناقشة والتي لا ادري هل هي حقيقية أم أنها صورية فقط لتحصيل المال فقط.
وأثناء الاتصال سألته هل هذه الشهادة معترف فيها من وزارة التعليم العالي فتلعثم في اجابته وحاول تغيير الموضوع وعندما كررت السؤال اجابني بأنها غير معترف بها وانهم ساعون إلى أن تكون شهادة معترفاً بها خلال الايام القليلة القادمة؟!..
أما المبالغ المالية المطلوبة منك للحصول على الماجستير فهي 5.000آلاف ريال و 8.000آلاف ريال للدكتوراه، وتختلف هذه التسعيرة بحسب نوع التخصص وحجم الرسالة من ناحية الصفحات وعدد المراجع والجهة التي تصدر الشهادة ودولة الإصدار ومدة الحصول عليها وغيرها من الشروط التي تصل معها التسعيرة إلى 15ألف ريال للدكتوراه و 10آلاف للماجستير.
أما إذا كان لديك أحد الزملاء يرغب اكمال الدراسة معك فسيتم تخفيض السعر لك وستعطى سعر الجملة وكأننا نبيع فواكه أو مشروبات ونتناسى أننا سنغش الأمة والوطن بهذا الرجل الذي زكيناه ومنحناه شهادة لا يستحقها وشهدنا له زوراً بما هو ليس أهلاً له.
ونحن إذ نستعرض هذه المحلات أو فلنقل (الدكاكين) التي تمنح تلك الشهادات العالمية العليا فاننا نذكر أيضاً جهود وزارة التعليم العالي والتي تنبهت مبكراً لمثل هؤلاء السماسرة وحذرت أفراد المجتمع منهم وانهم يعطون ما لا يملكون وانهم يمنحون شهادات علمية عليا من جامعات خارجية غير معترف بها أصلاً لدى الوزارة. ووزارة التعليم العالي لديها قائمة بالجامعات المعترف بها وغير ذلك وما على الباحث سوى أن يتواصل مع الوزارة ليتعرف من خلالها على تلك الجامعات المعتمدة وحتى لا يقع في حبائل أولئك المفسدين.
ولكن المحيّر هنا هو تجاهل وزارة التجارة لمثل هؤلاء لأنهم يغشون وطنهم ودينهم وذممهم بأن يعطوا العلم لمن ليس أهله ويمنحوا الشهادة العليا لمن ليسوا أهلاً لها، لذا كان على وزارة التجارة أن تتابع هؤلاء القوم الذين يختبئون خلف مراكز خدمة الطالب والمكتبات وتمنع اعلاناتهم المضللة من الانتشار مما أوقع عدداً كبيراً من السذج في حبائل سماسرة التعليم ودعاة الشهادات المزيفة .
تحقيق - خالد الشهري
هل من تعليق ؟