الرضواني
الناطق الرسمي للمجلس
رحلة البحث عن العفاف
رحلة طويلة قد تستغرق ما استغرقه ماجلان من أجل إثبات كروية الأرض ولكن هذه الرحلة غير .
رحلة بطولتها لأمرأة من هذا العالم الذي نعيش فيه ، حالتها الزوجية عزباء ، زادها الأمل في الحصول على زوج صالح ، هدفها بناء اسرة مسلمة ، غايتها الستر والعفاف ، طريقها الإعلام جمهورها الرجال .
إنها رحلة البحث عن الزوج وقد قرأت مقالة في مجلة انجليزية عام 1417 هـ عن عادات الزواج في بلدان العالم واستغربت كثيرا مما ورد في هذه المقالة من أفكار غريبة وعادات جديدة على شاب لم يبلغ العشرين من عمره ولا يعرف سوى عادات بلده الذي لا يوجد به سوى الزواج التقليدي المعروف .
من تلك الأعراف الأقرب للخرافة أن أهل العريسين في الهند يرمون بالأرز على رؤوس العرسان كرمز للرغبة في الخصوبة وكثرة الأنجاب وكذلك قيام الزوجة في إندونيسيا بعمران وتأمين المنزل ودفع المهر للزوج الذي تريد الزواج منه ، أليست هذه عادات غريبه ؟ قبل عدة سنوات كانت غريبة أما الآن فلم تعد تتملكني الدهشة بعد أن أضحى عدد لا يستهان به من بنات المملكة العربية السعودية يعرضن أنفسهن للزواج عبر وسائل الإعلام المختلفة .
إنها رحلة تائهة في سراديب المجهول وتجربة طائشة تنتظر ما خلف الكواليس قد تكون رحلة هروب من واقع مؤلم الى واقع تتوقع الفتاة أن يكون أقل وطأة وقد تكون رحلة للبحث عن الستر والعفاف وقد تكون انطلاقة لإثبات كروية الأرض وصعوبة مسالكها وتعقيد طرقاتها خاصة فيما يتعلق بمستقبل البنت وزواجها وطريقة الحصول على الرجل المناسب .
إن هذه الأزمة التي تواجه فتياتنا بحاجة الى إعادة نظر من حيث تقبل ولي الأمر لفكرة ايجاد الوسيط الذي ينتمي لجهة رسمية تعنى بشؤون الأسرة كوظيفة رسمية يتم محاسبة ربها إن حصل تجاوز أو خلل أما الاجتهادات الفردية فقد يعتريها كثير من النقص والخلل لكون أصحابها قد أمنوا العقاب ولكون أنشطتهم في تزويج الفتيات أنشطة ثانوية لا تتعلق بقرارات وظيفية مصيرية . إنني أرى أن تقوم الدولة بتبني فكرة مكاتب التوسط أو التوفيق بين الشاب والفتاه شريطة أن يكون هناك مؤسسة حكومية رسمية تأمن وظائف رجالية ونسائية لذوي الإختصاص بالأسرة من مشائخ ومختصين بحيث تكون مهمة هذه المؤسسة الرئيسية التوفيق بين العريسين ومحاولة التوفيق بينهما إضافة إلى إصلاح ذات بين الأزواج المتخاصمين وإعداد البحوث والدراسات حول أسباب إرتفاع حالات العنوسة بين الرجال والنساء وكذلك أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع السعودي وإيجاد الحلول لكل مشكلة من هذه المشاكل .