سيد التابعين سيعد بن المسيب رحمه الله

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
5 أغسطس 2007
المشاركات
166
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
سعيد بن المسيب

أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المدني؛ أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وقد تقدم ذكر اثنين منهم: أبو بكر حرف الباء وخارجة في حرف الخاء.
كان سعيد المذكور سيد التابعين من الطراز الأول، جمع بين الحديث والفقه والزهد والعبادة والورع، سمع سعد بن أبي وقاص الزهري وأبا هريرة رضي الله عنهما.
قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لرجل سأله عن مسألة: ايت ذاك فسله، يعني سعيداً، ثم ارجع إلي فأخبرني، ففعل ذلك وأخبره، فقال: ألم أخبركم أنه أحد العلماء؟ وقال أيضاً في حقه لأصحابه: لو رأى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسرَّه. وكان قد لقي جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وسمع منهم، ودخل على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهن، وأكثر روايته المسندة عن أبي هريرة رضي الله عنه، وكان زوج ابنته. وسئل الزهري ومكحول: من أفقه من أدركتما؟ فقالا: سعيد بن المسيب؛ وروى عنه أنه قال: حججت أربعين حجة؛ وعنه أنه قال: مافاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، ومانظرت إلى قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة، لمحافظته على الصف الأول، وقيل أنه صلى الصبح بوضوء العشاء خمسين (1) سنة، [وكان يقول (2): ما أعزّت العباد نفسها بمثل طاعة الله، ولا أهانت نفسها بمثل معصية الله ودعي إلى نيف وثلاثين ألفاً ليأخها فقال: لاحاجة لي فيها ولا في بني مروان، حتى ألقى الله فيحكم بيني وبينهم.
وقال أبو وداعة: كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياماً، فلما جئته قال: أين كنت؟ قلت: توفيت أهلي فاشتغلت بها، فقال: هلا أخبرتنا فشهدناها؟ قال: ثم أردت أن أقوم فقال: هلا أحدثت امرأة غيرها؟ فقلت: يرحمك الله ومن يزوجني وماأملك إلا درهمين أو ثلاثة؟ فقال: إن أنا فعلت تفعل؟ قلت: نعم، ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين أو قال على ثلاثة، قال: فقمت وماأدري ماأصنع من الفرح، فصرت إلى منزلي، وجعلت أتفكر ممن آخذ وأستدين، وصليت المغرب، وكنت صائماً، فقدمت عشاي لأفطر، وكان خبزاً وزيتاً، وإذا بالباب يقرع، فقلت: من هذا؟ قال: سعيد، ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب، فإنه لم ير منذ أربعين سنة إلا مابين بيته والمسجد، فقمت وخرجت، وإذا بسعيد بن المسيب، فظننت أنه قد بدا له، فقلت: ياأبا محمد، هلا أرسلت إليّ فآتيك؟ قال: لا، أنت أحق أن تؤتى، قلت: فما تأمرني؟ قال: رأيتك رجلاً عزباً قد تزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك، وهذه امرأتك، فإذا هي قائمة خلفه في طوله ثم دفعها في الباب ورد الباب، فسقطت المرأة من الحياء، فاستوثقت من الباب، ثم صعدت إلى السطح، فناديت الجيران، فجاءوني وقالوا: ماشأنك؟ فقلت: زوجني سعيد بن المسيب اليوم ابنته وقد جاء بها على غفلة، وهاهي في الدار، فنزلوا إليها، وبلغ أمي فجاءت وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها ثلاثة أيام، فأقمت ثلاثاً ثم دخلت بها، فإذا هي من أجمل الناس وأحفظهم لكتاب الله تعالى وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج؛ قال: فمكث شهراً لايأتيني ولا آتيه، ثم أتيته بعد شهر وهو في حلقته، فسلمت عليه، فرد علي ولم يكلمني حتى انفضَّ من في المسجد، فلما لم يبق غيري، قال: ما حال ذلك الإنسان؟ قلت: هو على مايحبُّ الصديق ويكره العدو، قال: إن رابك شيء فالعصا، فانصرفت إلى منزلي. وكانت بنت سعيد المذكورة خطبها عبدالملك بن مروان لابنه الوليد حين ولاّه العهد، فأبى سعيد أن يزوجه، فلم يزل عبدالملك يحتال على سعيد حتى ضربه في يوم بارد وصب عليه الماء؛ قال يحيى بن سعيد: كتب هشام بن إسماعيل والي المدينة إلى عبدالملك بن مروان: إن أهل المدينة قد أطبقوا على البيعة للوليد وسليمان إلا سعيد بن المسيب، فكتب أن اعرضه على السيف، فإن مضى فاجلده خمسين جلدة وطف به أسواق المدينة، فلما قدم الكتاب على الوالي دخل سليمان بن يسار وعروة بن الزبير وسالم بن عبدالله على سعيد بن المسيب، وقالوا: جئناك في أمر، قد قدم كتاب عبدالملك إن لم تبايع ضربت عنقك، ونحن نعرض عليك خصالاً ثلاثاً، فأعطنا إحداهن، فإن الوالي قد قبل منك أن يقرأ عليك الكتاب، فلا تقل لا ولا نعم، قال: يقول الناس، بايع سعيد بن المسيب، ما أنا بفاعل، وكان إذا قال لا لم يستطيعوا أن يقولوا نعم، قالوا: فتجلس في بيتك ولا تخرج إلى الصلاة أياماً، فإنه يقبل منك إذا طلبك من مجلسك فلم يجدك، قال: فأنا أسمع الأذان فوق أذني حي على الصلاة حي على الصلاة، ما أنا بفاعل، قالوا: فانتقل من مجلسك إلى غيره فإنه يرسل إلى مجلسك، فإن لم يجدك أمسك عنك، قال: أفرقاً من مخلوق؟ ما أنا بمتقدم شبراً ولا متأخر، فخرجوا وخرج إلى صلاة الظهر، فجلس في مجلسه الذي كان يجلس فيه، فلما صلى الوالي بعث إليه، فأتي به، فقال: إن أمير المؤمنين كتب يأمرنا إن لم تبايع ضربنا عنقك، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين، فلما رآه لم يجب أخرج إلى السدة، فمدَّت عنقه وسلت السيوف، فلما رآه قد مضى أمر به فجرد، فإذا عليه ثياب شعر، فقال: لو علمت ذلك ما اشتهرت بهذا الشأن، فضربه خمسين سوطاً، ثم طاف به أسواق المدينة، فلما ردوه والناس منصرفون من صلاة العصر قال: إن هذه لوجوه مانظرت إليها منذ أربعين سنة، ومنعوا الناس أن يجالسوه، فكان من ورعه إذا جاء إليه أحد يقول له: قم من عندي، كراهية أن يضرب بسببه. قال مالك رضي الله عنه: بلغني أن سعيد بن المسيب كان يلزم مكاناً في المسجد لايصلي من المسجد في غيره، وأنه ليالي صنع به عبدالملك ما صنع قيل له أن يترك الصلاة فيه فأبى إلا أن يصلي فيه. وكان يقول: لاتملأوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لكي لا تحبط بأعمالكم؛ وقيل له وقد نزل الماء في عينه: ألا تقدح عينك؟ قال: حتى على من أفتحها]. ورأى عبدالملك بن مروان في منامه أنه قد بال في المحراب أربع مرات فوجه إلى سعيد بن المسيب من يسأله، فقال: يملك من ولده لصلبه أربعة، فكان كما قال، فإنه ولي الوليد وسليمان ويزيد وهشام، وهم أولاد عبدالملك لصلبه. وكانت ولادته لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه، وكان في خلافة عثمان رضي الله عنه رجلاً. وتوفي بالمدينة سنة إحدى - وقيل اثنتين، وقيل ثلاث، وقيل أربع، وقيل خمس - وتسعين للهجرة، وقيل أنه توفي سنة خمس ومائة، والله أعلم، رضي الله عنه. والمسيَّب بفتح الياء المشددة المثناة من تحتها، وروى عنه أنه كان يقول بكسر الياء، ويقول: سيب الله من يسيب أبي. وحزن: بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي وبعدها نون. وعائذ: بذال معجمة



المصدر وفيات الأعيان
 

مفرح

Active Member
إنضم
25 يوليو 2007
المشاركات
2,401
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
جيزان
مشكوور على المووضوع الرئع ولك خالص تحياتي
 

أبو محمد

مشرف سابق
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
10,465
مستوى التفاعل
55
النقاط
48
الإقامة
جـــــــــــــدة
الموقع الالكتروني
www.banimalk.net
0.833411948337.gif
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى