ينقسم الفعل من حيث اللزوم والتعدي إلى قسمين : ـ أ ـ الفعل اللازم . ب ـ الفعل المتعدي .
الفصل الأول أولا ـ الفعل اللازم
تعريفه وأنواعه : ـ هو كل فعل لا يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به ، بل يكتفي بالفاعل . وهذا النوع من الأفعال مما لا يتعدى فاعله مطلقا ، أي لا ينصب مفعولا به البتة ، ولا يتعدى لمفعوله بحرف الجر أيضا ، لأنه لا يتوقف فهمه إلا على الفاعل وحده ، ومن هذا النوع الأفعال التالية : طال ، حَمُر ، شَرُف ، ظَرُف ، كَرُم ، نهم ، راح ، اغتدى ، انصرف ، حَسُن ، تدحرج ، تمزق ، وسخ ، دنس ، أنكر ، انفلج ، احمرّ ، اسودّ ، ابيضّ ، اصفرّ ، اقشعرّ ، اطمأنّ ، احرنجم ، اشمخرّ ، وما شابهها . ومن أمثلتها : طال الوقت . واحمرّ البلح ، وشَرُف الرجل ، واغتدت الطير . ونحو قوله تعالى : { وحسن أولئك رفيقا }1 . وقوله تعالى : { حسنت مستقرا ومقاما }2 . 11 ـ ومنه قول امرئ القيس : وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل ومن الأفعال ما جاء متعديا ، ولازما ، وهذا النوع يكثر في الأفعال الثلاثية المكسورة العين ـ من باب فَعِلَ ـ فإن دلت هذه الفعال على علل وأحزان وأمراض ، وأضادها كانت لازمة . نحو : مرض محمد ، وسقم الرجل ، وحزن علي ، وبطر الجائع ، وشهب الثوب ، وفرح الناجح ، وفزع الطفل . ــــــــــــــــ 1 ـ 69 النساء . 2 ـ 76 الفرقان .
وإن دلت على غير ما سبق جاءت متعدية بنفسها . نحو : ربح محمد الجائزة ، وكسب الرجل القضية ، ونسي المريض الدواء ، وسمع الملبي النداء ، وشرب الظامئ الماء . ومن الفعال اللازمة ما يتعدى لمفعوله بوساطة حرف الجر ، وهذا النوع من الأفعال لا يعتبر متعديا على الوجه الصحيح ، لأن الجار والمجرور الذي تعدى له الفعل اللازم لا يصح أن يكون مفعولا به ، وإنما الحق به لأن إعرابه الصحيح هو الجر . نحو : مررت بخالد ، وسلمت على الضيف ، وذهبت إلى مكة ، وسافرت إلى الشام ، وتنزهت في الطائف . فمتمم الجملة في الأمثلة السابقة هو الجار والمجرور ، وقد جعله البعض في موضع النصب على المفعولية ، وكأنهم علقوا شبه الجملة بمحذوف في محل نصب مفعول به ، وأرى الصواب أن شبه الجملة متعلق بالفعل قبله . فالأصل في تعلق الجار والمجرور هو الفعل ، أو ما يشبهه ، كاسم الفاعل ، أو اسم المفعول ، أو الصفة المشبهة ، وإذا حذف المتعلق وكان كونا عاما فلا يخرج المتعلق عن واحد من المواضع الآتية : 1 ـ الخبر . نحو : الكتاب في الحقيبة . فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . 2 ـ الحال . نحو قوله تعالى : { فأتبعهم فرعون بجنوده }1 . فبجنوده شبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من فرعون . 109 ـ ومنه قوله تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }2 . فقوله : إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في " يذكرون " . ــــــــــــ 1 ـ 90 يونس . 2 ـ 143 النساء .
3 ـ الصفة . نحو : شاهدت رجلا على دابته . على دابته جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لرجل . 4 ـ صلة الموصول 110 ـ نحو قوله تعالى : { ويشهد الله على ما في قلبه }1 . في قلبه جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما . مما سبق يتضح لنا أن العامل في الجار والمجرور إما أن يكون الفعل ، أو شبهه كما ذكرنا . نحو : ذهب محمد إلى السوق . ونحو : علي ذاهب إلى السوق . وإما أن يكون العامل محذوفا ، ونقدره كما هو في الأمثلة السابقة بـ " استقر ، أو حصل ، أو كان ، أو مستقر ، أو حاصل ، أو كائن " ، ما عدا الصلة فنقدره فيها بـ " استقر ، أو حصل ، أو كان " لأنها لا تكون إلا جملة ، أو شبه جملة . وقال أكثر النحاة أن أغلب الأفعال اللازمة تكون قاصرة عن التعدي للمفعول به بنفسها ، أو لا تقوى على الوصول إلى المفعول به بذاتها فقووها بأحرف الجر ، وأطلقوا على تلك الأحرف أحرف التعدي ، ومنها : الباء ، واللام ، وعن ، وفي ، ومن ، وإلى ، وعلى . 111 ـ نحو قوله تعالى : { ذهب الله بنورهم }2 . وقوله تعالى : { يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين }3 . وقوله تعالى : { وإن جنحوا للسلم }4 . وقوله تعالى : { وكفر عنا سيئاتنا }5 . وقوله تعالى : { ويسارعون ي الخيرات }6 . وقوله تعالى : { ويسخرون من الذين آمنوا }7 . وقوله تعالى : { فحق علينا قول ربنا }8 . ـــــــــــــــــــــ 1 ـ 204 البقرة . 2 ـ 17 البقرة . 3 ـ 61 التوبة . 4 ـ 61 الأنفال . 5 ـ 193 آل عمران . 6 ـ 114 آل عمران . 7 ـ 212 البقرة . 8 ـ 31 الصافات .
وقوله تعالى : { فاهدوهم إلى صراط الجحيم }1 . والفعل أهدى متعد لمفعولين الثاني منهما بحرف الجر وهو : إلى صراط . وخلاصة القول أننا لا ننكر تعدي بعض الأفعال بوساطة أحرف الجر سواء أكانت لازمة ، أم متعدية بنفسها . نحو قوله تعالى : { إنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا }2 . وقوله تعالى : { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب الله }3 . وغيرها من الشواهد التي ذكرناها آنفا وهي كثيرة في كلام الله جل وعلا ، وفي أدب العرب شعرا ، ونثرا . غير أن هذا التعدي يكون في حصول المعنى ، وارتباط الجار والمجرور في دلالته بالفعل لكي نصل إلى المعنى المراد من خلال البناء ، أو التركيب اللغوي ، بدليل أن هنالك أفعالا لا تحتاج في تعديها إلى مفعولها لحرف الجر ، ومع ذلك تعدت إلى مفعول آخر بالحرف ، وقد أوردنا على ذلك بعض الأمثلة . والذي نراه أن تعدي الفعل إلى مفعوله بوساطة حرف الجر لا علاقة لها بالوضع الإعرابي للجار والمجرور ، ولا تأثير للفعل فيه إعرابيا . فعندما نقول : ذهب محمد إلى المدرسة ، أو جاء الرجل من المسجد . فلا علاقة إعرابية بين الفعل وشبه الجملة . إذ لم يعمل الفعل فيها النصب في الظاهر ، كما يعمل في المفعول به ، ونحوه ، وهذا هو الوجه الأيسر . ويكفي أن تكون العلاقة بين الفعل وشبه الجملة علاقة معنى . إذ إن الجار والمجرور متعلق في دلالته بالفعل ، أو ما شابهه ، أو بالمحذوف كما أوضحنا . ولتأكيد تعدي الفعل اللازم إلى المفعول به بوساطة حرف الجر جعل النحاة من هذه الفعال أفعالا لا تستغني عن حرف الجر لتعديها إلى المفعول به ، ولا ـــــــــــــــــ 1 ـ 23 الصافات . 2 ـ 83 مريم . 3 ـ 10 الصف .
يجوز حذفه منه إلا لضرورة . نحو : مررت بأخي ، ونزلت على محمد . إذ لا يصح حذف حرف الجر منها إلا ضرورة . واعتبروا حرف الجر كالجزء من ذلك الاسم لشدة اتصال الجار بالمجرور ، أو هو كالجزء من الفعل لأنه به وصل معناه إلى الاسم فلو انحذف لاختل معناه . ومن الأفعال ما يصح حذف حرف الجر من متعلقها للتخفيف ، أو للاضطراد . فالحذف للتخفيف ، نحو : سافرت مكة ، ودخلت المسجد . فـ " مكة ، والمسجد " منصوبان على نية حذف حرف الجر . 12 ـ ومنه قول جرير : تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام والحذف للاضطراد يكون مع أن المصدرية وفعلها ، وأن المشبهة بالفعل ومعموليها . نحو : طمعت في أن أراك ، وطمعت أن أراك . ونحو : عجبت من أنك انقطعت عنا ، وعجبت أنك انقطعت عنا . كما وردت بعض الفعال مما يجوز فيها التعدي بنفسها تارة ، وتارة بحرف الجر ، ومنها : شكر ، تقول : شكرتك ، وشكرت لك . 112 ـ ومنه قوله تعالى : { واشكروا لي ولا تكفرون }1 . ومنها : نصح ، ووزن ، وعدد ، وكال ، وجاء ، وغيرها . فتقول : نصح المعلم الطالب ، ونصحت للطالب . ومنه قوله تعالى : { ونصحت لكم }1 . وتقول : جئت محمدا ، وجئت إلى محمد . وهذه الأفعال سماعية لا ينقاس عليها . ــــــــــ 1 ـ 152 البقرة . 2 ـ 79 الأعراف .
نماذج من الإعراب
11 ـ قال الشاعر : وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل وقد : الواو حرف استئناف ، قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب . اغتدي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل . والفاعل ضمير مستتر فبه وجوبا تقديره : أنا . والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب استئنافية . والطير : الواو واو الحال ، الطير مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة . في وكناتها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، ووكنات مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الاسمية في محل نصب حال من الفاعل في " أغتدي " والتقدير : أغدوا إلى الصيد ملابسا لهذه الحالة ، والرابط الواو . بمنجرد : الباء حرف جر ، منجرد اسم مجرور بالباء ، والجر والمجرور متعلقان بـ " أغتدي " ، ومنجرد صفة لموصوف محذوف وهو اسم فاعل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على فرس الشاعر . قيد الأوابد : قيد صفة ثانية للموصوف المحذوف ، وقيد مضاف والأوابد مضاف إليه وهو من باب إضافة الوصف لمعموله ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الفرس . هيكل : صفة ثالثة للموصوف المحذوف مجرور بالكسرة . والشاهد قوله : أغتدي . فهو فعل لازم يكتفي بفاعله ولا يتعدى للمفعول به لا بنفسه ،ولا بوساطة حرف الجر . 109 ـ قال تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } مذبذبين : حال منصوبة بالياء من الضمير في " يذكرون " {1} ، ومسوغ مجيئه حالا لأنه اسم مشتق . بين ذلك : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين ، وهو مضاف ، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح . ويصح إعراب " ذلك " ككلمة واحدة مبنية على الفتح في محل جر بالإضافة . ومثلها أسماء الإشارة المتصلة بالكاف . لا إلى هؤلاء : لا نافية لا عمل لها ، إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . ولا إلى هؤلاء : الواو حرف عطف ، وما بعدها معطوف على ما قبلها . وتقدير الحال : لا منسوبين إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .
110ـ قال تعالى : { ويشهد الله على ما في قلبه } ويشهد : الواو حرف عطف على الوجه الأرجح ـ وسنبين ذلك ـ وقيل استئنافية ، ويشهد فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود إلى " من " . الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب . على ما : على حرف جر ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " يشهد " . في قلبه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما ، أو صفة لها إن اعتبرنا " ما " نكرة موصوفة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : يشهد ... إلخ معطوفة على جملة يعجبك في أول الآية { ومن الناس من ــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص 211 .
يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله ... } الآية . ويصح أن تكون جملة : يشهد في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : وهو يشهد ، والجملة الاسمية من المبتدأ المحذوف وخبره " وهو يشهد " في محل نصب حال من الفاعل في " يعجبك " والرابط الواو والضمير . وما ذكرنا من إعراب لجملة " وهو يشهد " يجعل الواو حالية ، وليست استئنافية ، ولا عاطفة ، وإن اكتفينا بإعراب " يشهد " كما بيناه آنفا تكون الواو عاطفة ، وهو أرجح الأقوال . وإن جعلنا الواو للاستئناف كانت جملة " يشهد " لا محل لها من الإعراب مستأنفة ، ولا أرى ذلك لأن الكلام غير منقطع لا لفظا ، ولامعنى ، بل هو متصل بالعطف والمعنى . ومن الناس من الله يعلم أن ما في قلبي موافق لما في لساني ، وهو معطوف على " يعجبك " كما ذكر ذلك صاحب روح المعاني {1} .
111 ـ قال تعالى : { ذهب الله بنورهم } ذهب : فعل ماض مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . بنورهم : جار ومجرور متعلقان بـ " ذهب " والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ومن قال بتعدية الفعل اللازم إلى المفعول به بواسطة حرف الجر ، يعرب الجار والمجرور " بنورهم " في محل نصب مفعول به ، واظن أن فساده ظاهر . ويتضح إعراب بعض المعربين في جعل الجار والمجرور متعلقا بمحذوف مفعول به ، سواء أكان الفعل متعديا بنفسه ، أو لازما في مثل إعرابهم لقوله تعالى ــ بقية الآية السابقة ــ { وتركهم في ظلمات يعمهون } . ـــــــــــــــــــ 1 ــ روح المعاني ج2 ص 95 للألوسي .
فمنهم من جعل الفعل ترك متعديا لمفعولين أحدهما بنفسه ، والآخر بوساطة حرف الجر ، فأعربوا الضمير في " وتركهم " في محل نصب مفعول به أول ، وفي ظلمات جار ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول به ثان لـ " ترك " ، باعتبار ترك بمعنى " صير " {1} . ومنهم من اعتبر ترك متعديا لمفعول به واحد ، وهو الأوجه . وأعرب " في ظلمات " جار ومجرور متعلقان بالفعل {2} ، وجملة يبصرون في آخر الآية في محل نصب حال من الضمير في " تركهم " . ومنهم من جعل جملة يبصرون في محل نصب مفعول به ثان ، ولا أرى ذلك صوابا ، لأن الصواب نصبه على الحالية {3} . وخلاصة القول أن الفعل " ترك " في هذا الموضع لم يتضمن معنى " صير " ، وإنما هو بمعنى الطرح والتخلي عن الشيء ، كترك العصا ، أو ترك الوطن ، وما إلى ذلك ، وعليه اكتفى بمفعول به واحد ، وهو ضمير الغائب المتصل به ، والجار والمجرور متعلق بترك وليس مفعولا به ثانيا . غير أن العكبري جعل " ترك " في هذا الموضع بمعنى " صير " ، واعتبر الجار والمجرور هو المفعول الثاني ، وجملة يبصرون حال ، هذا أحد الوجوه ، والوجه الأخر عنده : أنه جعل يبصرون هو المفعول الثاني ، وفي ظلمات ظرف متعلق بالفعل ترك ، أو يبصرون ، وجوز أن يكون شبه الجملة في محل نصب حال من الضمير في يبصرون ، أو من المفعول به الأول {4} ، وعليه لا ندري أين الصواب . ـــــــــــــــ 1 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه للشيخ محمد طه الدرة مجلد 1 ج 1 ص 44 . 2 ـ دروس في إعراب القرآن الكريم للدكتور عبده الراجحي ج3 ص 25 . 3 ـ مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص 80 ، وإعراب القرآن للنحاس ج1 ص 193 . 4 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص 21 .
سافرت مكة . سافرت : فعل وفاعل . مكة : منصوب على تقدير حرف الجر المحذوف ، وأصله : سافرت إلى مكة .
12 ـ قال الشاعر : تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام تمرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . الديار : منصوب على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وأصله تمرون بالديار ، وجملة تمرون ابتدائية لا محل لها من الإعراب . ولم تعوجوا : الواو للحال ، ولم حرف نفي وجزم وقلب ، وتعوجوا فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعوجوا في محل نصب حال . كلامكم : مبتدأ ، والكاف في محل جر بالإضافة . علىّ : جار ومجرور متعلقان بحرام . إذن : حرف جواب وجزاء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . حرام : خبر مرفوع بالضمة . الشاهد قوله : تمرون الديار ، حيث حذف حرف الجر ، وأوصل الفعل اللازم إلى السم الذي كان مجرورا فنصبه ، والأصل : تمرون بالديار .
112 ـ قال تعالى : { واشكروا لي ولا تكفرون } . واشكروا : الواو حرف عطف ، اشكروا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها . لي : جار ومجرور متعلقان بـ " اشكروا " ، وهذا هو الوجه الصحيح في إعراب الجار والمجرور سواء أكان الفعل متعديا أو لازما . والفعل شكر ذكرنا أنه يتعدى بنفسه ، فنقول : شكرتك على صنيعك ، ويتعدى بحرف الجر كما هو في الآية السابقة ، وفي رأيي المتواضع أن التعدي هنا لا يتجاوز المعنى ، أما العمل في مواضع إعراب الجار والمجرور فلا . إذ لا ينبغي أن نقول : والجار والمجرور في محل نصب مفعول به ، فإعرابه جارا ومجرورا وتعلقه في المعنى بعامله يكفي ، والله أعلم . ولا تكفرون : الواو عاطفة ، ولا ناهية جازمة ، تكفرون مجزوم بلا ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والنون للوقاية ، والياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآي في محل نصب مفعول به ، والكسرة المرسومة تحت النون دليل عليها ، إذ الأصل تكفرونني ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
ثانيا ـ الفعل المتعدي
تعريفه : كل فعل يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به أم أكثر ، إذ إن فهمه لا يقف عند حدود الفاعل ، بل لا بد له من مفعول به ليكمل معناه بلا وساطة . نحو : أكل الجائع الطعام ، وكسر المهمل الزجاج . أنواعه : ـ ينقسم الفعل المتعدي إلى ثلاثة أنواع : ـ 1 ـ فعل يتعدى إلى مفعول به واحد . وسنتحدث عنه مع المفعول به . 2 ـ فعل يتعدى إلى مفعولين ، وهذا النوع من الفعال ينقسم بدوره إلى قسمين : أ ـ ما يتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر . ب ـ ما يتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر . 3 ـ فعل يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل .
الأفعال المتعدية لمفعولين
تنقسم الأفعال المتعدية لمفعولين إلى قسمين : ـ 1 ـ أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر . 2 ـ أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر . أولا ـ الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .
" ظن وأخواتها "
تنقسم ظن وأخواتها إلى ثلاثة أنواع : ـ
النوع الأول يشمل الأفعال التالية : رأى علم ـ وجد ـ درى ـ تعلم ـ ألفى . وهذه الأفعال تدل على اليقين . النوع الثاني ويشمل الأفعال التالية : ظن ـ خال ـ حسب ـ زعم ـ عد ـ حجا ـ هب . وتسمى هذه الأفعال أفعال الرجحان . والنوعان معا يطلق عليهما أفعال القلوب. النوع الثالث ويشمل الأفعال التالية : صير ـ جعل ـ وهب ـ تخذ ـ اتخذ ـ ترك ـ رد . وهذا النوع يعرف بأفعال التحويل . فالأفعال التي سميت بأفعال اليقين أطلق عليها هذا الاسم لأنها تفيد تمام الاعتقاد واليقين ، والتأكد بمعنى الجملة التي تدخل عليها . ومن أمثلتها : رأيت الصدق خير وسيلة للنجاح في الحياة . 113 ـ ومنه قوله تعالى : { أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسنا }1 . وقوله تعالى : { إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى }2 . وقوله تعالى : ( ولكني أراكم قوما تجهلون }3 . فالمفعولان في الآية الأولى هما : ضمير الغائب " الهاء " ، و " حسنا " . وفي الآية الثانية ضمير الغيبة " الهاء " ، وجملة استغنى . وفي الآية الثالثة : ضمير المخاطب " الكاف " ، وقوما . وتأتي رأى بصرية بمعنى أبصر الشيء بعينه فتتعدى لمفعول واحد فقط . نحو : رأيت عليا . ـــــــــــــــ 1 ـ 8 فاطر . 2 ـ 7 العلق . 3 ـ 29 هود .
114 ـ ومنه قوله تعالى : { فلما جن عليه الليل رأى كوكبا }1 . وقوله تعالى : { فلما رأى قميصه قد من دبر }2 . فـ " رأى " في الآيتين السابقتين تعنى المشاهد بالعين المجردة ، لذلك تعدت إلى مفعول به واحد وهو : " كوكبا " في الآية الأولى ، و " قميصه " في الآية الثانية . وقد تتضمن رأى معنى الظن " ظن " . 115 ـ نحو قوله تعالى : { إنهم يرونه بعيدا }3 . وتأتي رأى بمعنى الرأي والتفكير ، فتنصب مفعولا به واحدا . نحو : رأى المُشرِّع حل الشيء وحرمته . ومثال علم : علمت محمدا أخاك . 116 ـ ومنه قوله تعالى : { فإن علمتموهن مؤمنات }4 . وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }5. وقوله تعالى :{ ولتعلم أن وعد الله حق }6 . وتأتي علم بمعنى عرف فتنصب مفعولا واحدا فقط . 117 ـ نحو قوله تعالى { قد علم كل أناس مشربهم }7 . وقوله تعالى : { كل قد علم صلاته وتسبيحه }8 . فـ " مشرب ، و " صلاة " كل منهما وقع مفعولا به لعلم في الآيتين . ومثال وجد : وجدت العلم نافعا . ومنه قوله تعالى : { ووجدك ضالا فهدى }9 . ـــــــــــــــ 1 ـ 76 الأنعام . 2 ـ 28 يوسف . 3 ـ 6 المعارج . 4 ـ 10 الممتحنة . 5 ـ 75 . 6 ـ 13 . 7 ـ 60 البقرة . 8 ـ 41 النور . 9 ـ 6 الضحى .
وقوله تعالى : { ووجدك عائلا فأغنى }1 . وقوله تعالى : { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين }2 . فـ " وجد " في الآيات السابقة بمعنى علم لذا نصبت مفعولين وهما : ضمير المخاطب " الكاف " ، وضالا في الآية الأولى . وضمير المخاطب " الكاف " ، وعائلا في الآية الثانية ، وأكثرهم ، والفاسقين في الآية الثالثة . 13 ـ ومثال درى قول الشاعر * : دُريت الوفيَّ العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد فـ " التاء " في دريت في محل رفع نائب فاعل لكون الفعل مبني للمجهول ، وهي المفعول به الأول ، والوفي مفعول به ثان . ودرى الناصبة لمفعولين لا تكون إلا بمعنى علم ، واعتقد . نحو : درى الرجل المر سهلا . فإن كانت بمعنى خدع ، أو حك نصبت مفعولا به واحدا . نحو : درى اللص الرجل . ومثال تعلم ـ وهو فعل جامد ـ بمعنى علم واعتقد 14 ـ قول زياد بن سيار : تعلم شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر وقول الآخر * : تعلم أن خير الناس طرا قتيل بين أحجار الكُلاب فـ " شفاء ، و قهر " مفعولان لتعلم في شطر البيت الأول ، و " أن " ومعموليها سدت مسد المفعولين في البيت الثاني . ومثال ألفى الناصبة لمفعولين إذا كانت بمعنى علم ، واعتقد ، ووجد : ألفيت عليا مسافرا . 118 ـ ومنه قوله تعالى : { وألفيا سيدها لدى الباب }3 . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 8 الشرح . 2 ـ 102 الأعراف . 3 ـ 25 يوسف .
وقوله تعالى { قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا }1 . ويجوز أن يكون الفعل " ألفى " في الآيتين السابقتين ناصبا لمفعول به واحد ، إذا اعتبرنا الظرف في الآية الأولى متعلقا بالفعل ، وكذلك الجار والمجرور في الآية الثانية . وقد ذكر صاحب البحر المحيط أن في تعدي " ألفى " إلى مفعولين خلاف ، ومن منع جعل الثاني حالا ، والأصح كونه مفعولا لمجيئه معرفة ، وتأويله على زيادة اللف واللام خلاف الأصل {2} . أما أفعال الرجحان فقد سميت بهذا الاسم لكونها ترجح اليقين على الشك وهي : ظن : نحو : ظننت الجو معتدلا . 119 ـ ومنه قوله تعالى : { وإني لأظنك يا فرعون مبتورا }3 . وقوله تعالى : { وما أظن الساعة قائمة }4 . وقوله تعالى : { وإني لظنه كاذبا }5 . وتأتي ظن بمعنى اتهم فتنصب مفعولا واحدا . نحو : سرق لي كتاب فظننت محمدا ، أي : اتهمته . خال : نحو : خلت الكتاب جديدا . فإذا جاءت بمعنى اشتبه تعدت لمفعول به واحد . نحو : خالت على أحمد الأمور . وحسب : نحو : حسبت الأمر هينا . 120 ـ ومنه قوله تعالى : { لا تحسبوه شرا لكم }6 . وقوله تعالى : { فلما رأته حسبته لجة }7 . وقوله تعالى : { إذا رايتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا }8 . ـــــــــــــــــ 1 ـ 170 البقرة . 2 ـ البحر المحيط ج1 ص477 . 3 ـ 102 الإسراء . 4 ـ 36 الكهف . 5 ـ 37 غافر . 6 ـ 11 النور . 7 ـ 44 النمل . 8 ـ 19 الإنسان .
أما إذا جاءت بمعنى عدَّ فلا تتعدى إلا لمفعول به واحد ، وتكون مفتوحة السين . نحو : حسَبت الدراهم . بمعنى : عددتها . زعم : تأتي بمعنى ظن . نحو : زعمت الدرس سهلا . 121 ـ ومنه قوله تعالى : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا }1 . ويلاحظ أن المصدر المؤول من أن ومعموليها قد سد مسد مفعولي زعم . عد : بمعنى ظن ، نحو : عددتك صديقا وفيا . 15 ـ ومنه قول النعمان بن بشير الأنصاري : فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ولكنّما المولى شريكك في العُدْم فالمولى ، وشريك مفعولان للفعل تعدد . فإن لم تكن بمعنى ظن نصبت مفعولا به واحدا . نحو : عددت النقود . حجا : وتفيد رجحان وقوع الشيء . 16 ـ كقول تميم بن أبي مقبل : قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة حتى ألمت بنا يوما ملمات فـ " أبا ، و أخا " مفعولان لـ " أحجو " مضارع حجا . هبْ : فعل أمر بمعنى ظن . نحو : هب محمدا أخاك . فإن كانت بمعنى وهب ، أو أعطى نصبت مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر . نحو : هِب الفائز جائزة . وهي حينئذ بكسر الهاء . وإن كانت بمعنى الخوف والهيبة ، اقتصرت على مفعول به واحد . نحو : هب المعلم . أي : اخش المعلم وهبه . ــــــــــــ 1 ـ 7 التغابن .
نماذج من الإعراب
113 ـ قال تعالى : { أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسناً } 8 فاطر . أ فمن : الهمزة للاستفهام الإنكاري ، والفاء حرف عطف ، ومن اسم موصول في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف دل عليه سياق الكلام ، والتقدير كمن هداه الله ، وأعرب البعض " من " اسم شرط ، وجواب الشرط محذوف تقديره : ذهبت نفسك عليهم حسرة . زين : فعل ماض مبني للمجهول ، وجملة زين لا محل لها من الإعراب صلة من على الوجه الأول ، وفي محل جزم فعل الشرط على الوجه الثاني . له : جار ومجرور متعلقان بزين . سوء : نائب فاعل ، وهو مضاف . عمله : مضاف إليه ، وعمل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . فرآه : الفاء حرف عطف ، ورأى فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول ، وجملة رأى معطوفة على جملة زين . حسناً : مفعول به ثان لرأى ، لأن رأى قلبية . وجملة من زين معطوفة على ما قبلها .
114 ـ قال تعالى : { فلما جن عليه الليل رأى كوكباً } 76 الأنعام . فلما جن : الفاء حرف عطف ، ولما حينية أو رابطة ، وجن فعل ماض مبني على الفتح ، وجملة جن معطوفة على جملة قال إبراهيم لأبيه في الآية التي قبلها . عليه : جار ومجرور متعلقان بجن . الليل : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة جن في محل جر بالإضافة للظرف لما على الوجه الأول ، أو لا محل لها من الإعراب على الوجه الثاني . رأى : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة رأى لا محل لها من الإعراب ، جواب شرط غير جازم على الوجه الأول أيضاً . كوكباً : مفعول به منصوب بالفتحة ، ورأى بصرية .
115 ـ قال تعالى : { إنهم يرونه بعيداً } 6 المعارج . إنهم : إن واسمها . يرونه : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . وجملة يرونه في محل رفع خبر إن . والرؤيا قلبية " علمية " . بعيداً : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . وجملة إنهم يرونه لا محل لها من الإعراب تعليلية .
116 ـ قال تعالى : { فإن علمتموهن مؤمنات } 10 الممتحنة . فإن : الفاء حرف عطف ، وإن شرطية جازمة لفعلين . علمتموهن : فعل ماض ، وتاء المتكلم في محل رفع فاعل ، ونون النسوة في محل نصب مفعول به أول ، والجملة في محل جزم فعل الشرط . مؤمنات : مفعول به ثان منصوب بالكسرة ، لأنه جمع مؤنث سالم .
116 ـ قال تعالى : { قد علم كل أناس مشربهم } 60 البقرة . قد علم : حرف تحقيق ، علم فعل ماض . كل أناس : كل فاعل مرفوع بالضمة ، وأناس مضاف إليه مجرور بالكسرة . مشربهم : مفعول به ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وعلم هنا بمعنى عرف تنصب مفعول به واحد ، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
قال تعالى : { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } 102 الأعراف . وإن : الواو حرف عطف ن وإن مخففة من الثقيلة لا عمل لها على قلة ، ويجوز أن تكون عاملة واسمها ضمير الشأن المحذوف . وجدنا : فعل وفاعل . أكثرهم : مفعول به ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة لفاسقين : اللام الفارقة ، وفاسقين مفعول به ثان لوجدنا .
13 ـ قال الشاعر : دُريت الوفي العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد دريت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء نائب فاعل ، وهو المفعول به الأول . الوفي : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة . وجملة دريت لا محل لها من الإعراب ابتدائية . العهد : يجوز جره على الإضافة ، ونصبه على التشبيه بالمفعول به ، ورفعه على الفاعلية ، لأن قوله الوفي صفة مشبهة ، والصفة المشبه يجوز في معمولها الأوجة الثلاثة التي سبق ذكرها . يا عرو : يا حرف نداء ، وعرو منادى مرخم يجوز بنائه على الضم وعلى الفتح ، حذفت تاؤه ، وأصله عروة . فاغتبط : الفاء حرف عطف ، واغتبط فعل أمر مبني على السكون ، وفاعلة ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . والجملة معطوفة على دريت لا محل لها من الإعراب . فإن اغتباطا : الفاء للتعليل ، وإن حرف مشبه بالفعل واغتباطا اسم إن منصوب . بالوفاء : جار ومجرور متعلقان متعلقان باغتبط ، أو بمحذوف في محل نصب صفة لاغتباطا . حميد : خبر إن مرفوع . الشاهد قوله : دريت الوفي العهد ، فإن درى فعل دال على اليقين ، وقد نصب الشاعر به مفعولين ، أحدهما التاء التي وقعت نائبا للفاعل ، والثاني قوله الوفي .
14 ـ قال الشاعر : تعلمْ شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر تعلّمْ : فعل أمر مبني على السكون بمعنى أعلم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . شفاء : مفعول به أول منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . النفس : مضاف إليه مجرور بالكسرة . قهر عدوها : قهر مفعول به ثان ، وهو مضاف ، وعدوها مضاف إليه مجرور ، وعد مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . فبالغ : الفاء للتفريع ، حرف مبني لا محل له من الإعراب ، وبالغ فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . بلطف : جار ومجرور متعلقان ببالغ . في التحيل : جار ومجرور متعلقان بلطف ، أو بمحذوف صفة له . والمكر : الواو حرف عطف ، والمكر معطوف على التحيل مجرور مثله . الشاهد قوله : تعلم شفاء النفس قهر عدوها ، حيث ورد فيه تعلم بمعنى أعلم ، وأعلم ينصب مفعولين كما ورد ذكره .
118 ـ قال تعالى : { وألفيا سيدها لدى الباب } 25 يوسف . وألفيا : الواو حرف عطف ، وألفيا فعل وفاعل . سيدها : مفعول به ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . لدى : ظرف مكان في محل نصب مفعول به ثان ، ولدى مضاف . الباب : مضاف إليه مجرور بالكسرة . والجملة معطوفة على ما قبلها .
119 ـ قال تعالى : { وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً } 102 الإسراء . وإني : الواو حرف عطف ، وإن واسمها . لأظنك : اللام مزحلقة ، وأظن فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره : أنا ، والكاف في محل نصب مفعول به أول ، وجملة لا أظنك في محل رفع خبر إن . يا فرعون : يا حرف نداء ، فرعون منادى مبني على الضم . مثبوراً : مفعول به ثان لأظن ، وجملة إن وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .
120 ـ قال تعالى : { لا تحسبوه شراً لكم } 11 النور . لا تحسبوه : لا ناهية ، وتحسبوه فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وضمير الغائب المتصل في محل نصب مفعول به أول . شراً : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . لكم : جار ومجرور متعلقان بشر .
121 ـ قال تعالى : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا } 7 التغابن . زعم : فعل ماض مبني على الفتح . الذين : اسم موصول في محل رفع فاعل . كفروا : فعل وفاعل ، وجملة كفروا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . أن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : أنهم . لن : حرف نرف نفي ونصب واستقبال . يبعثوا : فعل مضارع منصوب بلن ، وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر أن ، وجملة أن واسمها وخبرها في محل سدت مسد مفعولي زعم .
15 ـ قال الشاعر : فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ولكنّما المولى شريكك في العُدْم فلا تعدد : الفاء حرف عطف ، ولا ناهية ، وتعدد فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . المولى : مفعول به أول منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر . وجملة تعدد معطوفة على ما قبلها . شريكك : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به ثان . في الغنى : جار ومجرور متعلقان بشريك . ولكنما : الواو حرف استئناف ، ولكن حرف استدراك لا عمل له ، وما كافة . المولى : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة . شريكك : خبر مرفوع بالضمة ، وشريك مضاف والكاف في محل جر بالإضافة . في العدم : جار ومجرور متعلقان بشريك . وجملة لكنما وما بعدها لا محل لها من الإعراب . الشاهد قوله : فلا تعدد المولى شريكك ، حيث جعل عد بمعنى ظن ونصب بمضارعه مفعولين هما المولى وشريك .
16 ـ قال الشاعر : قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة حتى ألمت بنا يوما ملمات قد كنت : قد حرف تحقيق ، وكنت كان واسمها في محل رفع . أحجو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا ، جملة أحجو في محل نصب خبر كان . أبا عمرو : أبا مفعول به أول منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف وعمرو مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة تحت الراء ، والواو في عمرو زائدة خطا لا نطقا فانتبه . أخا ثقة : أخا مفعول به ثان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وأخا مضاف ، وثقة مضاف إليه مجرور ، في رواية " أخاً " بالتنوين تكون أخاً منصوبة بالفتحة الظاهرة لأنها معربة بالحركات الظاهرة لتجردها من الإضافة ، وتكون " ثقة " صفة لها منصوبة بالفتحة الظاهرة فتدبر . حتى ألمت : حتى حرف جر وغاية ، وألمت فعل ماض ، والتاء للتأنيث . بنا : جار ومجرور متعلقان بألمت . يوما : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بألم . ملمات : فاعل ألمت مرفوع بالضمة . الشاهد قوله : أحجو أبا عمرو أخا ، حيث استعمل الفعل المضارع " أحجو " من حجا بمعنى الظن ، ونصب به مفعولين هما : أبا وأخا . ولم يذكر أحد من النحاة أن " حجا يحجو " يتعدى إلى مفعولين غير ابن مالك . (1) ـــــــــــــ 1 ـ انظر حاشية الأشموني على شرح الصبان لللألفية ، ومعه شرح شواهد العيني ج2 ص23 وانظر أوضح المسالك لابن هشام ج 1 ص 298 .
صير : نحو : صير الحائك القماش ثوبا . جعل : نحو : جعل النجار الخشب بابا . 122 ـ ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم الأرض فراشا }1 . وقوله تعالى : { وجعل الليل سكنا }2 . وقوله تعالى : { هو الذي جعل الشمس ضياء }3 . فإن كانت بمعنى أحدث ، وأنشأ نصبت مفعولا واحدا . 123 ـ نحو قوله تعالى { وجعل الظلمات والنور }4 . وإن كانت بمعنى خلق نصبت مفعولا واحدا أيضا . نحو قوله تعالى : { وجعل منها زوجها }5 . 124وقوله تعالى : { وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه }6 . وكذلك إذا كانت بمعنى وضع فلا تنصب إلا مفعولا واحدا . 125 ـ نحو قوله تعالى : { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق }7 . أي : يضعون أصابعهم في آذانهم . وهب : وهي بمعنى صير : نحو : وهبني الله فداك . والمعنى : صيرني فداك . ويأتي وهب بمعنى منح ، أو رزق ، فيتعدى لمفعولين أحدهما بحرف الجر . 126 ـ نحو قوله تعالى : { ووهبنا له إسحق }8 . وقوله تعالى : { وهب لي على الكبر إسماعيل }9 . ووهب في هذا الموضع مثل " هدى " حين تتعدى للمفعول الثاني بحرف الجر ، فلا تكون ناصبة لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر . ــــــــــــــــ 1 ـ 22 البقرة . 2 ـ 96 الأنعام . 3 ـ 5 يونس . 4 ـ 1 الأنعام . 5 ـ 189 البقرة . 6 ـ 67 يونس . 7 ـ 19 البقرة . 8 ـ 27 العنكبوت . 9 ـ 29 إبراهيم .
127 ـ نحو قوله تعالى : { وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا }1 . وقوله تعالى : { وهديناهم إلى صراط مستقيم }2 . كما يتعدى هدى بنفسه إلى المفعولين . 128 ـ نحو قوله تعالى : { وقد هدانا سبلنا }3 . وقوله تعالى : { وهديناه النجدين } 4 . تخذ : بمعنى جعل وصير . نحو : تخذتك صديقا . اتخذ : بمعنى صير . نحو : اتخذت الكتاب صديقا . 129 ـ ومنه قوله تعالى : { واتخذ الله إبراهيم خليلا }5 . وقوله تعالى : { أ فاتخذتموهم سِخريا }6 . وقوله تعالى : { اتخذوا دينهم لعبا }7 . وتأتي اتخذ بمعنى صنع وعمل فتنصب مفعولا واحدا . 130 ـ نحو قوله تعالى : { أم اتخذوا آلهة من الأرض }8 . والمعنى : صنعوا ، أو صوروا ، أو جعلوا آلهة أصناما من الأرض {9} . ومنه قوله تعالى : { يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا }10 . ترك : بمعنى صير . 131 ـ نحو قوله تعالى : { فأصابه وابل فتركه صلدا }11 132 ـ وقوله تعالى : { وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض }12 . المفعول الأول في الآية السابقة : بعضهم ، والمفعول الثاني : الجملة الفعلية : يموج . وتأتي ترك بمعنى خلف وخلى فتنصب مفعولا واحدا . نحو قوله تعالى : { وتركنا يوسف عند متاعنا }13 . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 43 الأعراف . 2 ـ 87 الأنعام . 3 ـ 12 إبراهيم . 4 ـ 10 البلد . 5 ـ 125 النساء . 6 ـ 110 المؤمنون . 7 ـ 70 الأنعام . 8 ـ 21 الأنبياء . 9 ـ البحر المحيط ج6 ص304 . 10 ـ 27 الفرقان . 11 ـ 264 البقرة . 12 ـ 99 الكهف . 13 ـ 17 يوسف .
وقوله تعالى : { أو تركه يلهث }1 . فـ " عند متاعنا " متعلق بالفعل ، و " يلهث " في محل نصب حال . ومنه قوله تعالى : { وتركهم في ظلمات لا يبصرون }2 . فيجوز في " ترك " أن تكون بمعنى " خلاهم " فلا يتعدى إلا إلى مفعول به واحد ، وهو الضمير المتصل بالفعل هاء الغيبة ، فتكون في ظلمات ولا يبصرون حالين من الضمير في تركهم {3} . رد : بمعنى صير . 133 ـ نحو قوله تعالى : { لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا }4 . وقوله تعالى : { يردونكم بعد إيمانكم كافرين }5 . وقوله تعالى : { ثم رددناه أسفل سافلين }6 . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 176 الأعراف . 2 ـ 17 البقرة . 3 ـ أمالي ابن الحاجب ج1 ص143 . 4 ـ 109 البقرة . 5 ـ 100 آل عمران . 6 ـ 5 التين .
نماذج من الإعراب
122 ـ قال تعالى : ( الذي جعل لكم الأرض فراشا ) 22 البقرة
الذي : اسم موصول في محل نصب صفة ثانية لربكم .
جعل : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال ، لأنه كان في الأصل صفة لفراشا ثم تقدم عليها . الأرض : مفعول به أول لجعل . فراشا : مفعول به ثان .
123 ـ قال تعالى : ( وجعل الظلمات والنور ) 1 الأنعام . وجعل : الواو حرف عطف ، وجعل فعل ماض بمعنى أحدث يتعدى لمفعول به واحد ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . الظلمات : مفعول به منصوب بالكسرة . وجملة جعل عطف على ما قبلها . والنور : الواو حرف عطف ، والنور عطف على الظلمات .
124 ـ قال تعالى : ( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ) 67 يونس . هو الذي : هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، والذي اسم موصول في محل رفع خبر . جعل : فعل ماض بمعنى خلق ينصب مفعولا به واحدا ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، وجملة جعل لا محل لها صلة الموصول . لكم : جار ومجرور متعلقان بجعل . الليل : مفعول به منصوب بالفتحة . لتسكنوا : اللام حرف تعليل وجر ، وتسكنوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام التعليل ، وعلامة نصبه حذف النون ، وواو في محل رفع فاعل . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام ، وشبه الجملة متعلقة بمحذوف في محل نصب مفعول لأجله ، وإن اعتبرنا جعل بمعنى التصيير فشبه الجملة يكون في محل نصب مفعول به ثان . فيه : جار ومجرور متعلقان متعلقان بتسكنوا .
125 ـ قال تعالى : ( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق ) 19 البقرة . يجعلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجعل هنا بمعنى وضع تنصب مفعولا به واحدا . أصابعهم : مفعول به ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة يجعلون لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوق للإجابة عن سؤال مقدر . في آذانهم : جار ومجرور ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من أصابعهم ، أو في محل نصب مفعول به ثان إن كانت جعل هنا تنصب مفعولين . من الصواعق : من حرف جر سببي ، والصواعق اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بيجعلون .
126 ـ قال تعالى : ( ووهبنا له إسحق ) 27 العنكبوت . ووهبنا : الواو حرف عطف ، ووهبنا فعل وفاعل ، وهو يتعدى لمفعولين أحدهما يتعدى له بحرف الجر . له : جار ومجرور متعلقان بوهبنا . أو هما في محل نصب مفعول به أول لوهب . إسحق : مفعول به ثان . وجملة وهبنا معطوفة على ما قبلها .
127 ـ قال تعالى : ( وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا ) 43 الأعراف . وقالوا : الواو حرف عطف ، وقالوا فعل وفاعل ، والجملة عطف على ما قبلها . الحمد لله : الحمد مبتدأ ، ولله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول . الذي : اسم موصول في محل صفة لله . هدانا : فعل ماص ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، ونا المتكلمبن في محل نصب مفعول به ، وجملة هدانا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . لهذا : جار ومجرور متعلقان بهدانا .
128 ـ قال تعالى : ( وقد هدانا سبلنا ) 12 إبراهيم . وقد هدانا : وقد حرف تحقيق ، وهدانا فعل ماض ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . سبلنا : سبل منصوب على حذف حرف الجر " بنزع الخافض " ، وسبل مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ويصح أن يكون سبلنا مفعول به ثان لهدى .
129 ـ قال تعالى : ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) 125 النساء . واتخذ : الواو حرف اعتراض ، واتخذ فعل ماض مبني على الفتح . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . إبراهيم : مفعول به أول منصوب بالفتحة . خليلا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . وجملة اتخذ وما بعدها لا محل لها من الإعراب اعتراضية فائدتها التوكيد على تقريب إبراهيم وتمييزه بأن الله اتخذه خليلا .
130 ـ قال تعالى : ( أم اتخذوا آلهة من الأرض ) 21 الأنبياء أم واتخذوا : هي المنقطعة العاطفة وتفيد الإنكار ، واتخذوا : فعل وفاعل ، واتخذ بمعنى صنع وعمل تنصب مفعولا واحدا . آلهة : مفعول به منصوب بالفتحة . من الأرض : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لآلهة .
131 ـ قال تعالى : ( فأصابه وابل فتركه صلدا ) 264 البقرة . فأصابه : الفاء حرف عطف ، عطفت أصابه على متعلق عليه ، والتقدير : استقر عليه فأصابه . وأصاب فعل ماض ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم على فاعله . وابل : فاعل أصاب مؤخر . فتركه : الفاء حرف عطف ، وترك فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والضمير المتصل بتركه في محل نصب مفعول به أول . صلدا : مفعول به ثان لترك . وجملة ترك معطوفة على ما قبلها .
132 ـ قال تعالى : ( وتركنا يوسف عند متاعنا ) 17 يوسف . وتركنا : الواو حرف عطف ، وتركنا فعل وفاعل ، والجملة معطوفة على ذهبنا . يوسف : مفعول به منصوب بالفتحة . عند متاعنا : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بترك ، وعند مضاف ومتاعنا مضاف إليه ، ومتاع مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه .
133 ـ قال تعالى : ( لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا ) 109 البقرة . لو يردونكم : لو مصدرية ، ويردونكم فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به أول ، والمصدر المؤول من لو والفعل المضارع في محل نصب مفعول به " ود " في أول الآية . من بعد إيمانكم : من بعد جار ومجرور متعلقان بيردون ، وبعد مضاف ، وإيمان مضاف إليه ، وإيمان مضاف ، والكاف في محل جر بالإضافة . كفارا : مفعول به ثان ليردونكم منصوب بالفتحة .
ثانيا ـ الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر
من الأفعال المتعدية لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر الآتي : كسا : نحو : كسوت البائس ثوبا . 134 ـ ومنه قوله تعالى : { فكسونا العظام لحما }1 . وقوله تعالى : { ثم نكسوها لحما }2 . قال أبو حيان : كسا : يكسو وفعله يتعدى إلى اثنين . تقول : كسوت زيدا ثوبا ، وقد جاء متعديا إلى واحد {3} . 17 ـ كقول الشاعر : وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر فـ " كسا " بمعنى غطى ، فتعدى إلى واحد . ألبس : نحو : ألبس الفنان ضفة النهر حللا سندسية . سأل : نحو : سأل الفقير الغنى مالا . 135 ـ ومنه قوله تعالى : { يا قوم لا أسألكم عليه مالا }4 . وقوله تعالى : { قل لا أسألكم عليه أجرا }5 . وقوله تعالى : { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك }6 . أعطى : نحو : أعطيت الفقير ريالا . 136 ـ ومنه قوله تعالى : { قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه }7 . أطعم : نحو : أطعمت الجائع خبزا . 137 ـ ومنه قوله تعالى : { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا }8 . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 14 المؤمنون . 2 ـ 259 البقرة . 3 ـ البحر المحيط ج2 ص206 . * 4 ـ 29 هود . 5 ـ 90 الأنعام . 6 ـ 153 النساء . 7 ـ 50 طه . 8 ـ 8 الإنسان .
وقوله تعالى : { من أوسط ما تطعمون أهليكم }1 . فالمفعول الأول لتطعمون محذوف ، وتقديره : تطعمونه {2} . سقى : نحو : سقيت الظامئ ماء . 138 ـ ومنه قوله تعالى : { وسقاهم ربهم شرابا طهورا }3 . علَّم : نحو : علمت الطالب درسا . ومنه قوله تعالى : { وعلم آدم الأسماء كلها }4 . وقوله تعالى : { علمه البيان }5 . 139 ـ وقوله تعالى : ( علم الإنسان ما لم يعلم }6 . فـ " الإنسان " مفعول به أول و " ما " الموصولة في محل نصب مفعول به ثان . زود : نحو : زودت المسافر قوتا . من جميع الأمثلة السابقة نلاحظ أن ما تعدت إليه الأفعال من مفاعيل لم يكن أصله المبتدأ والخبر ، لأننا إذا فصلنا الفعل الناقص عن بقية الجملة ، نجد أن الجملة لا تعطينا مدلول الابتداء ، والإخبار ، لأنها ناقصة المعنى ، ويكمل معناها بإدخال الفعل عليها ليعمل في ركنيها النصب ، ويكون المفعول الأول فاعلا في المعنى . ـــــــــــــــــــــ 1 ـ 89 المائدة . 2 ـ البحر المحيط ج4 ص10 . 3 ـ 21 الإنسان . 4 ـ 31 البقرة . 5 ـ 2 الرحمن . 6 ـ 5 العلق .
نماذج من الإعراب
134 ـ قال تعالى : ( فكسونا العظام لحما ) 14 المؤمنون .
فكسونا : الفاء حرف عطف ، وكسونا فعل وفاعل . العظام مفعول به أول منصوب بالفتحة . لحما : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . وجملة كسونا معطوفة على ما قبلها .
17 ـ قال الشاعر : وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر وأركب : الواو حسب ما قبلها ، وأركب فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا . في الروع : جار ومجرور متعلقان بأركب . خيفانة : مفعول به منصوب بالفتحة . كسا : فعل ماض مبني على الفتح بمعنى غطى ينصب مفعول به واحد . وجهها مفعول به منصوب بالفتحة لكسا ، وهو مضاف وهاء الغائب في محل جر مضاف إليه . سعف : فاعل مرفوع بالضمة : منتشر : صفة مرفوعة لسعف .
135 ـ قال تعالى : ( ويا قوم لا أسألكم عليه مالا ) 29 هود . ويا قوم : الواو حرف عطف ، ويا حرف نداء ، وقوم منادى مضاف منصوب بالفتحة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم المحذوفة ، وقوم مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه . لا أسألكم : لا نافية لا عمل لها ، وأسألكم فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . عليه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من المفعول به . أجرا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
136 ـ قال تعالى : ( قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلْقه ) 50 طه . قال : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو . ربنا : مبتدأ ، ورب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . الذي : اسم موصول في محل رفع خبر . والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول . أعطى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . وجملة أعطى لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . كل شي : كل مفعول به منصوب ، وكل مضاف ، وشئ مضاف إليه مجرور . خلقه : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . وقيل : خلقه " أول مفعولي أعطى ، وقدم للاهتمام به ، أي أعطى خليقته ، وكل شئ ثانيهما . وقرئ " خَلَقه " على أنه فعل ، والمفعول الثاني لأعطى محذوف للعلم .
137 ـ قال تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ) 8 الإنسان . ويطعمون : الواو حرف عطف ، ويطعمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والجملة معطوفة على يوفون ويخافون . الطعام : مفعول به منصوب بالفتحة . على حبه : على حرف جر يفيد المصاحبة ، وحبه اسم مجرور ، وحب مصدر مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الطعام ، والتقدير محبين له ، فالضمير في حبه على الطعام ، أي مع اشتهائه . مسكينا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة .
138 ـ قال تعالى : ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) 21 الإنسان . وسقاهم : الواو حرف عطف ، وسقاهم فعل ماض ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . ربهم : فاعل ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة سقاهم معطوف على جملة حلّوا . شرابا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . طهورا : صفة لشراب منصوبة بالفتحة .
139 ـ قال تعالى : ( وعلّم آدم الأسماء كلها ) 31 البقرة . وعلم : الواو حرف عطف ، وعلم فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، وجملة علم معطوفة على جملة محذوفة تقديرها : فجعل في الأرض خليفة وسماه آدم . آدم : مفعول به أول منصوب بالفتحة الظاهرة . الأسماء : مفعول به ثان منصوب . كلها : توكيد معنوي منصوب بالفتحة أ وكل مضاف ، والضمير المتصل قي محل جر مضاف إليه .
ثالثا ـ الأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل
من الأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل الآتي : ـ أرى ـ أعلم ـ حدَّث ـ نبَّأ ـ أنبأ ـ خبَّر ـ أخبر . تنقسم الأفعال السابقة إلى قسمين : 1 ـ منها ما يتعدى لثلاثة مفاعيل بوساطة الهمزة التي تعرف بهمزة النقل ، أو التعدية وهي الفعلين : أرى ، وأعلم . نحو : أرى والدك زيدا خالدا أخاك . ونحو : أعلمت عليا محمدا مسافرا . فالمفعول الأول من هذه المفاعيل في المثالين السابقين كان في الأصل فاعلا ، وذلك قبل أن يتعدى الفعل بالهمزة ، وأصل الكلام : رأى زيد خالدا أخاك . وعلم عليّ محمدا مسافرا . وقد يكون من " أرى " الناصبة لثلاثة مفاعيل . 140 ـ قوله تعالى : { كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم }1 . فالفعل " يرى " مضارع " أرى " ، ومفعوله الأول الضمير المتصل به ، وأعمالهم مفعوله الثاني ، وحسرات مفعوله الثالث كما ذكر الزمخشري {2} . وقيل حسرات حال {3} . 141 ـ وقوله تعالى : { فأروني ماذا خلق الذين من دونه }4 . فالضمير في " أروني " مفعول به أول ، وجملة : ماذا ... إلخ سدت مسد المفعولين الآخرين . ومثله قوله تعالى : { أروني ماذا خلقوا من الأرض }5 . فجملة الاستفهام سدت مسد المفعولين الآخرين ، والضمير في " أروني " المفعول الأول {6} . ـــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 167 البقرة . 2 ـ الكشاف للزمخشري ج1 ص212 . 3 ـ البحر المحيط ج1 ص475 ، وإملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص41 . 4 ـ 11 لقمان . 5 ـ 4 الأحقاف . 6 ـ إعراب القران المنسوب للزجاج ص469 .
أما الأفعال الخمسة الأخرى فتتعدى إلى ثلاثة مفاعيل بلا وساطة ، وهي : حدَّث : نحو : حدت إبراهيم محمدا موجودا . نبَّأ : 18 ـ كقول كعب بن زهير : نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول نبئت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل ، وهي المفعول الأول في الأصل ، وأن واسمها وخبرها سدت مسد المفعولين الآخرين . قال أبو حيان الأصل في : نبَّأ ، وأنبأ أمن يتعديا إلى واحد بنفسيهما ، وإلى اثنين بحرف الجر ، ويجوز حذفه ، فتقول : نبَّأت به ، ونبَّأنيه ، فإذا ضمنت معنى " أعلم " تعدت إلى ثلاثة مفاعيل {1} . 19 ـ كقول النابغة الذبياني : نبئت زرعة والسفاهة كاسمها يهدي إلي غرائب الأشعار نبئت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء نائب فاعله وهي المفعول الأول في الأصل ، وزرعة المفعول الثاني ، والجملة الفعلية : يهدي ... إلخ في محل نصب المفعول به الثالث . ويجوز أن يكون منه قوله تعالى : { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم }2 . فـ " عبادي " مفعول به أول ، وأن مع معموليها سدت مسد المفعولين الآخرين ، إذا اعتبرنا نبئ متعديا لثلاثة مفاعيل ، فإن لم يتعد لثلاثة سدت أن مع معموليها مسد المفعول به الثاني . أنبا : نحو : أنبأت محمدا عليا قادما . ومنه قول الأعشى : وأُنبِئتُ قيسا ولم أبلُهُ كما زعموا خيرا أهل اليمن فـ " أنبئت " فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل ، وهي المفعول الأول ـــــــــــــــ 1 ـ البحر المحيط ج7 ص290 . 2 ـ 49 الحجر .
في الأصل ، قيسا مفعول به ثان ، وخيرا مفعول به ثالث . ويجوز أن يكون منه قوله تعالى : ( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين }1 . قال أبو حيان : الجملة الاستفهامية في موضع نصب لأنبئكم ، لأنه معلق ، لمجيئه بمعنى أعلمكم ، فإن قدرتها متعدية لاثنين كانت سادة مسد المفعول الثاني ، وإن قدرتها متعدية لثلاثة كانت سادة مسد المفعول الثاني والثالث {2} . والضمير المتصل بالفعل في محل نصب المفعول الأول . خبَّر : نحو : خبرت الطلاب أن الامتحان غدا . أخبر : نحو : أخبرت والدي عليا قادما .
فوائد وتنبيهات
أولا ـ يمكن تعدية الفعل إذا كان لازما بواحدة مما يأتي : 1 ـ الهمزة ، نحو : جلس الطالب . نقول : أجلست الطالب . فأصبح الفاعل مفعولا لتعدي الفعل بوساطة همزة التعدية " النقل " ، وفي هذه الحالة تعدى الفعل لمفعول به واحد لأنه لازم في الأصل . وإذا كان الفعل متعديا في الأصل إلى مفعول به واحد تعدى بالهمزة إلى مفعولين ، وإذا كان متعديا لمفعولين يتعدى بالهمزة إلى ثلاثة مفاعيل . مثل : علم وأعلم ، ورأى وأرى . 2 ـ تضعيف عين الفعل نحو : عظم القائد . نقول بعد التضعيف : عظمت القائد . فعندما ضعفنا عينه تعدى إلى المفعول الذي كان في الأصل فاعلا . 3 ـ يتعدى الفعل إذا كان لازما بنقله من زنة " فعل " إلى " فاعل " . نحو : مشى صاحب الخلق الحسن . نقول : ماشيت صاحب الخلق الحسن . ومن زنة " فعل " إلى " استفعل " . نحو : خرج الماء من البئر . ــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 221 الشعراء . 2 ـ البحر المحيط ج7 ص48 .
نقول : استخرجت الماء من البئر . ثانيا ـ يمكننا نصب الاسم بعد الفعل اللازم ، إذا كان مجرورا بحرف الجر ، ثم حذفنا حرف الجر ، فينصب على حذف حرف الجر ، أو نزع الخافض كما يسميه النحاة . والفعل في هذه الحالة لا يكون متعديا . 142 ـ نحو فوله تعالى : { واختار موسى قومه سبعين رجلا }1 . فـ " موسى " منصوب على نزع الخافض ، والتقدير : من قومه . ومنه قوله تعالى : { وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم }2 . الطلاق : منصوب على نزع الخافض ، لأن عزم تتعدى بـ " على " ، أو تضمينها معنى " نوى " {3} . ومنه قوله تعالى : { فتيمموا صعيدا طيبا }4 . صعيدا : يجوز أن تكون مفعولا به ، ويجوز فيها النصب على حذف حرف الجر الباء ، والتقدير : بصعيد {5} . 20 ـ ومنه قول الشاعر : تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام والتقدير : تمرون بالديار ، فنصبه على تقدير حرف الجر المحذوف . غير أن هذا النوع من نصب الاسم بعد حذف حرف الجر سماعي لا ينقاس عليه . ومن الأفعال التي ينتصب بعدها الاسم على نزع الخافض : اختار ، واستغفر ، وأمر ، وكنى ، ودعا ، وزوج ، وصدق . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 155 الأعراف . 2 ـ 227 البقرة . 3 ـ البحر المحيط ج2 ص183 . 4 ـ 43 النساء . 5 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص101 .
نماذج من الإعراب
140 ـ قال تعالى : { كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات } 167 البقرة .
كذلك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : إراءة مثل تلك الإراءة ، واختار سيبويه النصب على الحال وهو صحيح . يريهم : فعل مضارع ، والرؤيا هنا تحتمل أن تكون بصرية فتتعدى لمفعولين ، الأول ضمير المتصل في الفعل يريهم . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . أعمالهم : مفعول به ثان منصوب ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . ويحتمل أن تكون يريهم قلبية وهو الأرجح ، فتتعدى لثلاثة مفاعيل ، وعليه يكون مفعولها الثالث حسرات منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة .
141 ـ قال تعالى : { فأروني ماذا خلق الذين من دونه } 11 لقمان . فأروني : الفاء هي الفصيحة ، وأروني فعل أمر مبني على حذف النون ، ينصب ثلاثة مفاعيل ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به أول . ماذا : اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم لخلق ، ويجوز أن تكون ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر . خلق : فعل ماض مبني على الفتح . الذين : فاعل مرفوع بالضمة . من دونه : جار ومجرور ، ودون مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة لا محل له من الإعراب صلة الذي . وجملة خلق لا محل لها من الإعراب صلة ذا الموصولة على الوجه الثاني . وجملة الاستفهام المعلقة " ماذا خلق " سدت مسد مفعولي أروني . ويجوز أن تكون بمعنى أخبروني فتتعدى لمفعولين فقط ، الأول الضمير المتكلم المتصل بها ، والثاني الجملة الاستفهامية ، والوجه الأول أحسن .
18 ـ قال الشاعر : نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول نبئت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل ، وهي في الأصل المفعول الأول لنبأ ، وجملة نبئت لا محل لها من الإعراب ابتدائية . أن رسول : أن حرف مشبه بالفعل ، ورسول اسمها منصوب ، وهو مضاف . الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور . أوعدني : أوعد فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة . وجملة أوعدني في محل نصب خبر أن . وجملة أن ومعموليها سدت مسد المفعولين الثاني والثالث لنبأ . والعفو : الواو للحال ، أو عاطفة ، والوجه الأول أحسن ، والعفو مبتدأ مرفوع . عند رسول الله : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمأمول الآتي ، وعند مضاف ، ورسول مضاف إليه مجرور ، وسول مضاف ، والله مضاف إليه . مأمول : خبر مرفوع بالضمة . الشاهد قوله : نبئت أن رسول الله أوعدني ، حيث أعمل الفعل نبأ في ثلاثة مفاعيل هي : تاء الفاعل التي كانت في الأصل المفعول به الأول ، وأن ومعموليها التي سدت مسد المفعولين الثاني والثالث .
19 ـ قال الشاعر : وأنبأت قيساً ولم أبلُه كما زعموا خيراً أهل اليمن وأنبئت : الواو حرف عطف ، وأنبئت فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل وهو المفعول به الأول . والجملة معطوفة على ما قبلها . قيسا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . ولم أبله : الواو للحال ، ولم حرف نفي وجزم وقلب ، وأبله فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة الواو ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . والجملة في محل نصب حال . كما : الكاف حرف جر ، وما إما موصولة في محل جر ، وإما مصدرية . زعموا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما على الوجه الأول ، وعلى الوجه الثاني تكون ما وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحر الجر الكاف ، والتقدير : كزعمهم . خير اليمن : خير مفعول به ثالث لأنبئت ، وخير مضاف ، واليمن مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وسكن لأجل الوقف . الشاهد قوله : وأنبئت قيسا … خير ، حيث نصب بالفعل أنبأ ثلاثة مفاعيل هي : تاء المتكلم الواقعة نائب فاعل ، وقيسا ن وخير .
142 ـ قال تعالى : { واختار موسى قومه سبعين رجلاً } 155 الأعراف . واختار : الواو حرف استفهام ، واختار فعل ماض مبني على الفتح . موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لسرد قصة اللذين لم يعبدوا العجل . قومه : منصوب على نزع الخافض ، والتقدير : من قومه ، فحذف الجار وأوصل الفعل . سبعين : مفعول به ثان ، لأن الفعل اختار يتعدى إلى مفعولين ، أحدها بنفسه والآخر بوساطة حرف الجر . رجلاً : تمييز منصوب بالفتحة .
20 ـ قال الشاعر : تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم علي إذن حرام تمرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . الديار : منصوب على نزع الخافض ، وأصله تمرون بالديار . ولم تعوجوا : الواو للحال ، ولم حرف نفي وجزم وقلب ، وتعوجوا قعل مضارع مجزوم بل ، وعلامة جزمه حذف النون ، والواو قي محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب حال . كلامكم : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وكلام مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . علىّ : جار ومجرور متعلقان بحرام . إذن : حرف جواب وجزاء لا محل له من الإعراب . حرام : خبر مرفوع بالضمة . الشاهد قوله : تمرون الديار ، حيث حذف حرف الجر ، وأوصل الفعل اللازم " تمرون " إلى الاسم الذي كان مجرورا فنصبه ، وأصل الكلام : تمرون بالديار ، ويسمى ذلك بـ " الحذف والإيصال " ، وهو مقصور على السماع ، إلا إذا كان المجرور مصدرا مؤولا من " أنَّ " المشبهة بالفعل مع اسمها وخبرها ، أو من " أنْ " المصدرية مع فعلها المنصوب . وللمزيد راجع شرح ابن عقيل ج1 ، ص 538 .
نوع من المجاز ، لأن اللفظ لم يوضع للحقيقة والمجاز معا ، والجمع بينهما مجاز خاص يعرف بالتضمين ، وهو على وجه الخصوص : أن يتضمن فعل معنى فعل آخر ، وبذلك قد ينتقل الفعل إلى أكثر من درجة ، فإن كان لازما يصبح بالتضمين متعديا ، وإن كان متعديا لمفعول به ، فإنه يتعدى بالتضمين لأكثر . والأفعال المتضمنة معنى بعض كثيرة ، ومنها على سبيل المثال الآتي : ـ أتمَّ : 143 ـ نحو قوله تعالى : { فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم }1 . تعدى " أتم " بحرف الجر " إلى " لتضمنه معنى " فأدوا " . أحب : 144 ـ نحو قوله تعالى : { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي }2. فـ " حب " مفعول به لأحببت ، لأنه تضمن معنى آثرت . تخشى : 145 ـ نحو قوله تعالى : { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه }3 . الناس " مفعول به لتخشى ، لتضمنه معنى تستحي ، أي : وتستحي الناس والله أحق أن تستحييه . سمع : 146 ـ نحو قوله تعالى : { وإن يقولوا تسمع لقولهم }4 . فضمن تسمع معنى تصغي ، فتعدى لمفعوله باللام في قوله : لقولهم . ومن الأفعال المتعدية لمفعولين عن طريق التضمين التالي : وصَّى : نحو قوله تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا }5 . قيل : ضمن " وصينا " معنى " ألزمنا " فتعدى لاثنين ، الثاني : إحسانا ، وقيل مصدر {6} . زوَّج : 147 ـ نحو قوله تعالى : { وزوجناهم بحور عين }7 . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ 4 التوبة . 2 ـ 32 ص 3 ـ 37 الأحزاب . 4 ـ 4 المنافقون . 5 ـ 15 الأحقاف . 6 ـ البحر المحيط ج8 ص60 . 7 ـ 54 الدخان .
زوج يتعدى بنفسه إلى المفعولين ، وتعدى في الآية إلى المفعول الثاني بـ " الباء " لتضمنه معنى قرناهم {1} .
رابعا ـ تضمن بعض الأفعال معنى الظن
هناك قول يتضمن معنى الظن ، ويشترط في هذا القول أن يكون الفعل مضارعا مسبوقا باستفهام ، وأن يكون للمخاطب ، وفي هذه الحالة يمكن لفعل القول أن يعمل عمل " ظن " ، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر . نحو : أتقول محمدا مسافرا ، وأتقول أخاك ناجحا . أما إذا اختل شرط من الشروط السابقة ، وجب رفع المفعولين باعتبارهما مبتدأ وخبر ، وهما في محل نصب مقول القول .
خامسا ـ هناك أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ غير التي ذكرنا ، ومن هذه الأفعال : آتي ـ آجر ـ بخس ـ بلّغ ـ بوأ ـ اتبع ـ جرم ـ جزى ـ حذّر ـ أحضر ـ أحل ـ أخسر ـ خوّف ـ أرهق ـ أدخل ـ زوّج ـ زاد ـ سلب ـ سمّى ـ سام ـ أصلى ـ أضل ـ أغشى ـ غشّى ـ قدّر ـ كتم ـ كلّف ـ لقّى ـ ملأ ـ منع ـ أنذر ـ أنسى ـ أنكح ـ ذرّ ـ أورث ـ أورد ـ وصّى ـ وعد ـ واعد ـ وفّى ـ ولّى ـ اختار ـ صدّق ـ وغيرها كثير {2} . ـــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر الجمل ج4 ص210 . 2 ـ انظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الثالث ج2 ص293 وما بعدها .
نماذج من الإعراب
143 ـ قال تعالى : { فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم } 4 التوبة . فأتموا : الفاء حرف عطف ، وأتموا فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها . إليهم : جار ومجرور متعلقان بأتموا . عهدهم : عهد مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . إلى مدتهم : جار ومجرور ، ومدة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل جر بدل من إليه .
144 ـ قال تعالى : { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي } 32 ص . فقال : الفاء حرف عطف ، وقال فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقدير هو . إني : إن واسمها في محل نصب . أحببت : فعل وفاعل ، وحب هنا متضمنة معنى آثر فيتعدى بعن ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . وإن وما بعدها في محل نصب مقول القول . وجملة قال وما بعدها معطوفة على ما قبلها . حب الخير : حب مفعول به للفعل أحببت ، أو مفعول مطلق ، وقيل مفعول من أجله ، وحب مضاف ، والخير مضاف إليه . عن ذكر : جار ومجرور متعلقا بأحببت ، وذكر مضاف . ربي : مضاف إليه ، ورب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة . وقد ذكر أحد المعربين القدامى أن " حب الخير " فيه أوجه كثيرة منها : 1 – أنه مفعول أحببت ، لأنه بمعنى آثرت ، و " عن " على هذا بمعنى " على " 2 ـ أن حب مصدر على حذف الزوائد ، والناصب له أحببت . 3 ـ أنه مصدر تشتهي ، أي : حباً مثل حب الخير . 4 ـ أنه ضمن معنى أنبأت ، فلذلك تعدى بـ " عن " . 5 ـ أن حببت بمعنى لزمت . 6 ـ أن أحببت من أحب البعير إذا سقط وبرك من الإعياء ، والمعنى قعدت عن ذكر ربي ، فيكون حب الخير على هذا مفعولاً من أجله ، وعن ذكر ربي متعلقان بأحببت ، والإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول ، أي : عن أن أذكر ربي ، أو إلى الفاعل ، والتقدير : عن أن يذكرني ربي .
145 ـ قال تعالى : { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } 37 الأحزاب . وتخشى : الواو للحال أو عاطفة ، تخشى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . الناس : مفعول به منصوب بالفتحة . وجملة تخشى في محل نصب حال ، أو معطوفة على ما قبلها . والله : الواو حالية أو عاطفة ، وكونها حالية أحسن ، والله مبتدأ مرفوع بالضمة . أحق : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال . أن تخشاه : أن حرف مصدري ونصب ، وتخشى فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مؤول في محل رفع بدل اشتمال من لفظ الجلالة ، ويجوز أن يكون المصدر المؤول منصوباً على نزع الخافض متعلق بأحق ، وقال أبو البقاء يجوز أن يكون المصدر المؤول في محل رفع مبتدأ ، وأحق خبره مقدم عليه ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر لفظ الجلالة .
146 ـ قال تعالى : { وإن يقولوا تسمع لقولهم } 4 المنافقون . وإن يقولوا : الواو حرف عطف ، وإن حرف شرط جازم لفعلين ، ويقولوا فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . تسمع : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . لقولهم : جار ومجرور متعلقان بتسمع ، وتسمع متضمن معنى تصغي ، وقول مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة إن يقولوا معطوفة على ما قبلها . قال تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا } 15 الأحقاف . ووصينا : الواو حرف استئناف ، ووصينا فعل وفاعل . الإنسان : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة وصينا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان العبرة في اختلاف حال الإنسان مع أبويه . بوالديه : جار ومجرور متعلقان بوصينا ، ووالد مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . إحساناً : مفعول به أول منصوب بالفتحة على تضمين وصينا معنى ألزمنا ، ويجوز أن يكون إحساناً مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره يحسن ، أي : وصيناه أن يحسن إليهما إحساناً ، وقيل أن إحساناً منصوب على أنه مفعول من أجله ، والتقدير : وصيناه بهما إحساناً منا إليهما .
147 ـ قال تعالى : { وزوجناهم بحور عين } 54 الدخان . وزوجناهم : الواو حرف عطف ، وزوجناهم فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة عطف على يلبسون . بحور : جار ومجرور متعلقان بزوجناهم . عين : نعت مجرور لحور .
سادسا ـ المشبه بالمفعول به : يجوز في معمول الصفة المشبهة إذا كان معرفة الرفع لأنه فاعل . نحو : محمد حسنٌ وجهُهُ . فإن قصد به المبالغة حولنا الإسناد عن الفاعل إلى الضمير المستتر في الصفة المشبهة ، والعائد إلى ما قبلها ، ونصبنا ما كان فاعلا تشبيها له بالمفعول به . فنقول : محمد حسنٌ وجهَهُ ، أو : حسنٌ الوجهَ . فـ " فوجهَهُ ، أو الوجهَ " مشبه بالمفعول به منصوب بالفتحة ، ولا يصح أن نعتبرها مفعولا به ، لأن الصفة المشبهة لازمة لا تتعدى لمعمولها ، ولا يصح نصبه على التمييز ، لأن الاسم معرفة بإضافته إلى الضمير ، أو بـ " أل " التعريف ، والتمييز لا يكون إلا نكرة . سابعا ـ هناك علامتان يجب توفرهما في الفعل المتعدي إلى المفعول به ، أوأكثر ، هما : 1 ـ أن يصح اتصاله بضمير الغائب " الهاء " . نحو : كتبه ، أرسله ، كافأه . إذ إن الفعل اللازم لا يصح اتصاله بذلك الضمير . فلا نقول : ذهبته ، وجلسته . 2 ـ أن يصاغ منه اسم مفعول تام على وزن " مفعول " . نحو : كتب ـ مكتوب ، أكل ـ مأكول ، ضرب ـ مضروب . ولا يصح أن يصاغ من الفعل اللازم ، فلا نقول : مذهوب ، ومجلوس .
ثامنا ـ يجوز في أفعال القلوب " ظن " وأخواتها حذف أحد مفعوليها ، أو حذف المفعولين معا . 148 ـ فمثال الأول قوله تعالى : { اتخذوه وكانوا ظالمين }1 . أي اتخذوه إلها . ـــــــــــــــ 1 ــ 148 الأعراف .
ومنه قول عنترة : ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم فحذف أحد المفعولين ، والتقدير : فلا تظني غيره حاصلا . غير أن حذف أحد المفعولين عند أكثر النحويين ممتنع ، لأنه لا يجوز الاقتصار على المفعول الأول ، لأن الشك والعلم وقعا في المفعول الثاني ، وهما معا كالاسم الواحد ، ومضمونهما معا هو المفعول به في الحقيقة ، فلو حذفت أحدهما كأن حذفت بعض أجزاء الكلمة الواحدة إلا أن الحذف وارد مع القرينة . ومثال الثاني : 149 ـ قوله تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 . فالمفعولان محذوفان : أحدهما عائد للموصول ، أي : تزعمونهم شركاء . وقدرهما ابن هشام في المغنى بقوله : تزعمون أنهم شركاء . أي من " أن " ومعموليها ، لأن زعم في الغالب لا يقع على المفعولين صريحا ، بل على أن وصلتها . 150 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن هم لا يظنون }2 . فحذف المفعولين ، وحذفهما جائز ، والتقدير : يظنون ما هو نافع لهم .
تاسعا ـ إذا كان المفعول به تابعا لجواب " أما " وجب تقديمه على عامل الفعل ـ " لا " الناهية ـ إذا انعدم الفاصل بين " ما " والجواب . 151 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }3 . وقوله تعالى : { وأما السائل فلا تنهر }4 . فـ " اليتيم ، والسائل " كل منهما منصوب بالفعل بعده ، والفاء غير فاصلة بين الفعل ومعموله ، ولا مانعة {5 } . ــــــــــــــــــ 1 ـ 62 القصص . 2 ـ 178 البقرة . 3 ـ 9 الضحى . 4 ـ 10 الضحى . 5 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص155 .
نماذج من الإعراب
148 ـ قال تعالى : { اتخذوه وكانوا ظالمين } 148 الأعراف . اتخذوه : اتخذ فعل ماض ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، والمفعول به الثاني محذوف تقديره : إلهاً . والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون جواباً عن سؤال نشأ من سياق الكلام ، أي : فكيف اتخذوه ؟ . وكانوا : الواو حرف عطف ، وكان واسمها في محل رفع . ظالمين : خبرها منصوب بالياء ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
149 ـ قال تعالى : { أين شركائي اللذين كنتم تزعمون } 62 القصص . أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . شركائي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة ، وجملة شركائي في محل نصب مقول قولٍ سابق . اللذين : اسم موصول في محل رفع صفة لشركائي . كنتم : كان واسمها في محل رفع . تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، ومفعولا تزعمون محذوفان تقديرهما : تزعمونهم شركائي . والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان . وجملة كنتم تزعمون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
150 ـ قال تعالى : { وإن هم إلا يظنون } 78 البقرة . وإن : الواو للحال ، وإن نافية لا عمل لها . هم : ضمير في محل رفع مبتدأ . إلا : أداة حصر لا عمل لها لتقدم النفي . يظنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " هم " . ومفعولا ظن محذوفان ، وحذفهما جائز ، والتقدير : يظنون ما هو نافع لهم . وجملة إن وما بعدها في محل نصب حال .
151 ـ قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } 10 الضحى . فأما : الفاء هي الفصيحة ، وأما حرف شرط وتفصيل . اليتيم : مفعول به مقدم لتقهر . فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية . تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
حالات عمل أفعال القلوب
لأفعال القلوب من حيث العمل ثلاثة أحوال : ـ أولا ـ الإعمال : ـ بمعنى أنها تدخل على المبتدأ والخبر ، وتعمل فيهما النصب ، ويكونان مفعولين للفعل ، وقد مثلنا له سابقا ، وعملها واجب إذا تقدمت على معموليها ، أما إذا توسطت فعملها جائز . نحو : زيدا ظننت مسافرا . أو إذا تأخر الفعل . نحو : زيدا مسافرا ظننت . ففي هاتين الحالتين : يجوز إعمال الفعل ، ويجوز إهماله . وفي حالة الإهمال يعرب الاسم الواقع قبل الفعل مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر إذا كان الفعل متوسطا بين الاسمين ، وإذا كان الفعل متأخرا أعربا مبتدأ وخبرا . ثانيا ـ الإلغاء : وهو إبطال عمل أفعال القلوب بنوعيها في اللفظ ، وفي المحل معا إذا توسطت معمليها ، أو تأخرت عنهما . نحو : محمد ظننت حاضر ، وعمرو حسبت متأخر . ففي هذه الحالة يلغى عمل ظن وحسب ، وما دخل في بابهما من الأفعال ، ويشمل الإلغاء عدم العمل في لفظ الكلمة المعمول فيها ،وفي محلها أيضا . فـ " محمد " مبتدأ ، وظننت جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، و " مسافر " خبر . وقس على ذلك . ثالثا ـ التعليق : وهو إبطال عمل تلك الأفعال في اللفظ دون المحل ، وذلك إذا تلا الفعل ما له الصدارة في الكلام كالآتي : 1 ـ لام الابتداء . نحو : علمت لخالد موجود . فقد علق عمل الفعل عن لفظ المعمول ، ولكنه لم يعلق في المحل أو التقدير ، فيكون " خالد " مرفوعا لفظا منصوبا محلا . 152 ـ ومنه قوله تعالى : { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق }1 . ومنه قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله }2 . وقد منع بعض النحاة التعليق في باب أعلم خاصة ، والصحيح جوازه ، واستشهدوا عليه 21 ـ بقول الشاعر : بلا نسبة حذار فقد نبئت إنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى فعلق الفعل " نبئت " عن العمل لاتصال خبر إن باللام ، ولولا اتصال اللام بخبرها لكانت همزتها مفتوحة بعد الفعل نبأ . 2 ـ لام جواب القسم . نحو : علمت ليحضرن أخوك . والتقدير : علمت والله ليحضرن أخوك . 22 ـ ومنه قول لبيد : ولقد علمت لتاتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها فقد علق الفعل " علم " عن العمل في لفظ المعمول دون محله ، ولوعمل فيهما لكان التقدير : علمت منيتي آتية . منيتي : مفعول به أول . والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان . 3 ـ لا النافية . نحو : ظننت لا محمد قائم ولا أحمد ونحو : علمت لا طالب في الفصل ولا مدرس . 4 ـ ما النافية . 153 ـ نحو قوله تعالى : { لقد علمت ما هؤلاء ينطقون }3 . وقوله تعالى : { ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص }4 . ــــــــــــــــــ 1 ـ 102 البقرة . 2 ـ 1 المنافقون . 3 ـ 65 الأنبياء . 4 ـ 35 الشورى .
وقوله تعالى : { قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق }1 . 5 ـ إن النافية . نحو قوله تعالى : { وتظنون إن لبثتم إلا قليلا }2 . 6 ـ الاستفهام بالهمزة . 154 ـ كقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد ما تدعون }3 . أو بأي . 155 ـ نحو قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }4 . وقوله تعالى : { ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى }5 . 7 ـ الاستفهام بكم نحو قوله تعالى : ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن }6 . 8 ـ الاستفهام بأنَّى . 156 ـ نحو قوله تعالى : { ثم انظر أنى يأفكون }7 . 9 ـ الاستفهام بأيان . 157 ـ نحو قوله تعالى : { يسألون أيان يوم الدين }8 . 10 ـ الاستفهام بكيف . 158 ـ نحو قوله تعالى : { فستعلمون كيف نذير }9 . وقوله تعالى : { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل }10 . 11 ـ الاستفهام بما . 159 ـ نحو قوله تعالى : { وما أدراك ما الحاقة }11 . وقوله تعالى : { وما أدراك ما ليلة القدر }12 . 12 ـ الاستفهام بمن . 160 ـ نحو قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله }13 . 13 ـ الاستفهام بهل . 161 ـ نحو قوله تعالى : { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ }14 . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 79 هود . 2 ـ 52 الإسراء . 3 ـ 109 الأنبياء . 4 ـ 227 الشعراء . 5 ـ 71 طه . 6 ـ 6 الأنعام . 7 ـ 75 المائدة . 8 ـ 12 الذاريات . 9 ـ 17 الملك . 10 ـ 1 الفيل . 11 ـ 3 الحاقة . 12 ـ 2 القدر . 13 ـ 87 الزخرف . 14 ـ 15 الحج .
نوع من المجاز ، لأن اللفظ لم يوضع للحقيقة والمجاز معا ، والجمع بينهما مجاز خاص يعرف بالتضمين ، وهو على وجه الخصوص : أن يتضمن فعل معنى فعل آخر ، وبذلك قد ينتقل الفعل إلى أكثر من درجة ، فإن كان لازما يصبح بالتضمين متعديا ، وإن كان متعديا لمفعول به ، فإنه يتعدى بالتضمين لأكثر . والأفعال المتضمنة معنى بعض كثيرة ، ومنها على سبيل المثال الآتي : ـ أتمَّ : 143 ـ نحو قوله تعالى : { فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم }1 . تعدى " أتم " بحرف الجر " إلى " لتضمنه معنى " فأدوا " . أحب : 144 ـ نحو قوله تعالى : { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي }2. فـ " حب " مفعول به لأحببت ، لأنه تضمن معنى آثرت . تخشى : 145 ـ نحو قوله تعالى : { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه }3 . الناس " مفعول به لتخشى ، لتضمنه معنى تستحي ، أي : وتستحي الناس والله أحق أن تستحييه . سمع : 146 ـ نحو قوله تعالى : { وإن يقولوا تسمع لقولهم }4 . فضمن تسمع معنى تصغي ، فتعدى لمفعوله باللام في قوله : لقولهم . ومن الأفعال المتعدية لمفعولين عن طريق التضمين التالي : وصَّى : نحو قوله تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا }5 . قيل : ضمن " وصينا " معنى " ألزمنا " فتعدى لاثنين ، الثاني : إحسانا ، وقيل مصدر {6} . زوَّج : 147 ـ نحو قوله تعالى : { وزوجناهم بحور عين }7 . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ 4 التوبة . 2 ـ 32 ص 3 ـ 37 الأحزاب . 4 ـ 4 المنافقون . 5 ـ 15 الأحقاف . 6 ـ البحر المحيط ج8 ص60 . 7 ـ 54 الدخان .
زوج يتعدى بنفسه إلى المفعولين ، وتعدى في الآية إلى المفعول الثاني بـ " الباء " لتضمنه معنى قرناهم {1} .
رابعا ـ تضمن بعض الأفعال معنى الظن
هناك قول يتضمن معنى الظن ، ويشترط في هذا القول أن يكون الفعل مضارعا مسبوقا باستفهام ، وأن يكون للمخاطب ، وفي هذه الحالة يمكن لفعل القول أن يعمل عمل " ظن " ، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر . نحو : أتقول محمدا مسافرا ، وأتقول أخاك ناجحا . أما إذا اختل شرط من الشروط السابقة ، وجب رفع المفعولين باعتبارهما مبتدأ وخبر ، وهما في محل نصب مقول القول .
خامسا ـ هناك أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ غير التي ذكرنا ، ومن هذه الأفعال : آتي ـ آجر ـ بخس ـ بلّغ ـ بوأ ـ اتبع ـ جرم ـ جزى ـ حذّر ـ أحضر ـ أحل ـ أخسر ـ خوّف ـ أرهق ـ أدخل ـ زوّج ـ زاد ـ سلب ـ سمّى ـ سام ـ أصلى ـ أضل ـ أغشى ـ غشّى ـ قدّر ـ كتم ـ كلّف ـ لقّى ـ ملأ ـ منع ـ أنذر ـ أنسى ـ أنكح ـ ذرّ ـ أورث ـ أورد ـ وصّى ـ وعد ـ واعد ـ وفّى ـ ولّى ـ اختار ـ صدّق ـ وغيرها كثير {2} . ـــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر الجمل ج4 ص210 . 2 ـ انظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الثالث ج2 ص293 وما بعدها .
نماذج من الإعراب
143 ـ قال تعالى : { فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم } 4 التوبة . فأتموا : الفاء حرف عطف ، وأتموا فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها . إليهم : جار ومجرور متعلقان بأتموا . عهدهم : عهد مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . إلى مدتهم : جار ومجرور ، ومدة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل جر بدل من إليه .
144 ـ قال تعالى : { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي } 32 ص . فقال : الفاء حرف عطف ، وقال فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقدير هو . إني : إن واسمها في محل نصب . أحببت : فعل وفاعل ، وحب هنا متضمنة معنى آثر فيتعدى بعن ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . وإن وما بعدها في محل نصب مقول القول . وجملة قال وما بعدها معطوفة على ما قبلها . حب الخير : حب مفعول به للفعل أحببت ، أو مفعول مطلق ، وقيل مفعول من أجله ، وحب مضاف ، والخير مضاف إليه . عن ذكر : جار ومجرور متعلقا بأحببت ، وذكر مضاف . ربي : مضاف إليه ، ورب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة . وقد ذكر أحد المعربين القدامى أن " حب الخير " فيه أوجه كثيرة منها : 1 – أنه مفعول أحببت ، لأنه بمعنى آثرت ، و " عن " على هذا بمعنى " على " 2 ـ أن حب مصدر على حذف الزوائد ، والناصب له أحببت . 3 ـ أنه مصدر تشتهي ، أي : حباً مثل حب الخير . 4 ـ أنه ضمن معنى أنبأت ، فلذلك تعدى بـ " عن " . 5 ـ أن حببت بمعنى لزمت . 6 ـ أن أحببت من أحب البعير إذا سقط وبرك من الإعياء ، والمعنى قعدت عن ذكر ربي ، فيكون حب الخير على هذا مفعولاً من أجله ، وعن ذكر ربي متعلقان بأحببت ، والإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول ، أي : عن أن أذكر ربي ، أو إلى الفاعل ، والتقدير : عن أن يذكرني ربي .
145 ـ قال تعالى : { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } 37 الأحزاب . وتخشى : الواو للحال أو عاطفة ، تخشى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . الناس : مفعول به منصوب بالفتحة . وجملة تخشى في محل نصب حال ، أو معطوفة على ما قبلها . والله : الواو حالية أو عاطفة ، وكونها حالية أحسن ، والله مبتدأ مرفوع بالضمة . أحق : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال . أن تخشاه : أن حرف مصدري ونصب ، وتخشى فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مؤول في محل رفع بدل اشتمال من لفظ الجلالة ، ويجوز أن يكون المصدر المؤول منصوباً على نزع الخافض متعلق بأحق ، وقال أبو البقاء يجوز أن يكون المصدر المؤول في محل رفع مبتدأ ، وأحق خبره مقدم عليه ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر لفظ الجلالة .
146 ـ قال تعالى : { وإن يقولوا تسمع لقولهم } 4 المنافقون . وإن يقولوا : الواو حرف عطف ، وإن حرف شرط جازم لفعلين ، ويقولوا فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . تسمع : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . لقولهم : جار ومجرور متعلقان بتسمع ، وتسمع متضمن معنى تصغي ، وقول مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة إن يقولوا معطوفة على ما قبلها . قال تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا } 15 الأحقاف . ووصينا : الواو حرف استئناف ، ووصينا فعل وفاعل . الإنسان : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة وصينا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان العبرة في اختلاف حال الإنسان مع أبويه . بوالديه : جار ومجرور متعلقان بوصينا ، ووالد مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . إحساناً : مفعول به أول منصوب بالفتحة على تضمين وصينا معنى ألزمنا ، ويجوز أن يكون إحساناً مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره يحسن ، أي : وصيناه أن يحسن إليهما إحساناً ، وقيل أن إحساناً منصوب على أنه مفعول من أجله ، والتقدير : وصيناه بهما إحساناً منا إليهما .
147 ـ قال تعالى : { وزوجناهم بحور عين } 54 الدخان . وزوجناهم : الواو حرف عطف ، وزوجناهم فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة عطف على يلبسون . بحور : جار ومجرور متعلقان بزوجناهم . عين : نعت مجرور لحور .
سادسا ـ المشبه بالمفعول به : يجوز في معمول الصفة المشبهة إذا كان معرفة الرفع لأنه فاعل . نحو : محمد حسنٌ وجهُهُ . فإن قصد به المبالغة حولنا الإسناد عن الفاعل إلى الضمير المستتر في الصفة المشبهة ، والعائد إلى ما قبلها ، ونصبنا ما كان فاعلا تشبيها له بالمفعول به . فنقول : محمد حسنٌ وجهَهُ ، أو : حسنٌ الوجهَ . فـ " فوجهَهُ ، أو الوجهَ " مشبه بالمفعول به منصوب بالفتحة ، ولا يصح أن نعتبرها مفعولا به ، لأن الصفة المشبهة لازمة لا تتعدى لمعمولها ، ولا يصح نصبه على التمييز ، لأن الاسم معرفة بإضافته إلى الضمير ، أو بـ " أل " التعريف ، والتمييز لا يكون إلا نكرة . سابعا ـ هناك علامتان يجب توفرهما في الفعل المتعدي إلى المفعول به ، أوأكثر ، هما : 1 ـ أن يصح اتصاله بضمير الغائب " الهاء " . نحو : كتبه ، أرسله ، كافأه . إذ إن الفعل اللازم لا يصح اتصاله بذلك الضمير . فلا نقول : ذهبته ، وجلسته . 2 ـ أن يصاغ منه اسم مفعول تام على وزن " مفعول " . نحو : كتب ـ مكتوب ، أكل ـ مأكول ، ضرب ـ مضروب . ولا يصح أن يصاغ من الفعل اللازم ، فلا نقول : مذهوب ، ومجلوس .
ثامنا ـ يجوز في أفعال القلوب " ظن " وأخواتها حذف أحد مفعوليها ، أو حذف المفعولين معا . 148 ـ فمثال الأول قوله تعالى : { اتخذوه وكانوا ظالمين }1 . أي اتخذوه إلها . ـــــــــــــــ 1 ــ 148 الأعراف .
ومنه قول عنترة : ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم فحذف أحد المفعولين ، والتقدير : فلا تظني غيره حاصلا . غير أن حذف أحد المفعولين عند أكثر النحويين ممتنع ، لأنه لا يجوز الاقتصار على المفعول الأول ، لأن الشك والعلم وقعا في المفعول الثاني ، وهما معا كالاسم الواحد ، ومضمونهما معا هو المفعول به في الحقيقة ، فلو حذفت أحدهما كأن حذفت بعض أجزاء الكلمة الواحدة إلا أن الحذف وارد مع القرينة . ومثال الثاني : 149 ـ قوله تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 . فالمفعولان محذوفان : أحدهما عائد للموصول ، أي : تزعمونهم شركاء . وقدرهما ابن هشام في المغنى بقوله : تزعمون أنهم شركاء . أي من " أن " ومعموليها ، لأن زعم في الغالب لا يقع على المفعولين صريحا ، بل على أن وصلتها . 150 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن هم لا يظنون }2 . فحذف المفعولين ، وحذفهما جائز ، والتقدير : يظنون ما هو نافع لهم .
تاسعا ـ إذا كان المفعول به تابعا لجواب " أما " وجب تقديمه على عامل الفعل ـ " لا " الناهية ـ إذا انعدم الفاصل بين " ما " والجواب . 151 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }3 . وقوله تعالى : { وأما السائل فلا تنهر }4 . فـ " اليتيم ، والسائل " كل منهما منصوب بالفعل بعده ، والفاء غير فاصلة بين الفعل ومعموله ، ولا مانعة {5 } . ــــــــــــــــــ 1 ـ 62 القصص . 2 ـ 178 البقرة . 3 ـ 9 الضحى . 4 ـ 10 الضحى . 5 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص155 .
نماذج من الإعراب
148 ـ قال تعالى : { اتخذوه وكانوا ظالمين } 148 الأعراف . اتخذوه : اتخذ فعل ماض ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، والمفعول به الثاني محذوف تقديره : إلهاً . والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون جواباً عن سؤال نشأ من سياق الكلام ، أي : فكيف اتخذوه ؟ . وكانوا : الواو حرف عطف ، وكان واسمها في محل رفع . ظالمين : خبرها منصوب بالياء ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
149 ـ قال تعالى : { أين شركائي اللذين كنتم تزعمون } 62 القصص . أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . شركائي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة ، وجملة شركائي في محل نصب مقول قولٍ سابق . اللذين : اسم موصول في محل رفع صفة لشركائي . كنتم : كان واسمها في محل رفع . تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، ومفعولا تزعمون محذوفان تقديرهما : تزعمونهم شركائي . والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان . وجملة كنتم تزعمون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
150 ـ قال تعالى : { وإن هم إلا يظنون } 78 البقرة . وإن : الواو للحال ، وإن نافية لا عمل لها . هم : ضمير في محل رفع مبتدأ . إلا : أداة حصر لا عمل لها لتقدم النفي . يظنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " هم " . ومفعولا ظن محذوفان ، وحذفهما جائز ، والتقدير : يظنون ما هو نافع لهم . وجملة إن وما بعدها في محل نصب حال .
151 ـ قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } 10 الضحى . فأما : الفاء هي الفصيحة ، وأما حرف شرط وتفصيل . اليتيم : مفعول به مقدم لتقهر . فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية . تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
حالات عمل أفعال القلوب
لأفعال القلوب من حيث العمل ثلاثة أحوال : ـ أولا ـ الإعمال : ـ بمعنى أنها تدخل على المبتدأ والخبر ، وتعمل فيهما النصب ، ويكونان مفعولين للفعل ، وقد مثلنا له سابقا ، وعملها واجب إذا تقدمت على معموليها ، أما إذا توسطت فعملها جائز . نحو : زيدا ظننت مسافرا . أو إذا تأخر الفعل . نحو : زيدا مسافرا ظننت . ففي هاتين الحالتين : يجوز إعمال الفعل ، ويجوز إهماله . وفي حالة الإهمال يعرب الاسم الواقع قبل الفعل مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر إذا كان الفعل متوسطا بين الاسمين ، وإذا كان الفعل متأخرا أعربا مبتدأ وخبرا . ثانيا ـ الإلغاء : وهو إبطال عمل أفعال القلوب بنوعيها في اللفظ ، وفي المحل معا إذا توسطت معمليها ، أو تأخرت عنهما . نحو : محمد ظننت حاضر ، وعمرو حسبت متأخر . ففي هذه الحالة يلغى عمل ظن وحسب ، وما دخل في بابهما من الأفعال ، ويشمل الإلغاء عدم العمل في لفظ الكلمة المعمول فيها ،وفي محلها أيضا . فـ " محمد " مبتدأ ، وظننت جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، و " مسافر " خبر . وقس على ذلك . ثالثا ـ التعليق : وهو إبطال عمل تلك الأفعال في اللفظ دون المحل ، وذلك إذا تلا الفعل ما له الصدارة في الكلام كالآتي : 1 ـ لام الابتداء . نحو : علمت لخالد موجود . فقد علق عمل الفعل عن لفظ المعمول ، ولكنه لم يعلق في المحل أو التقدير ، فيكون " خالد " مرفوعا لفظا منصوبا محلا . 152 ـ ومنه قوله تعالى : { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق }1 . ومنه قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله }2 . وقد منع بعض النحاة التعليق في باب أعلم خاصة ، والصحيح جوازه ، واستشهدوا عليه 21 ـ بقول الشاعر : بلا نسبة حذار فقد نبئت إنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى فعلق الفعل " نبئت " عن العمل لاتصال خبر إن باللام ، ولولا اتصال اللام بخبرها لكانت همزتها مفتوحة بعد الفعل نبأ . 2 ـ لام جواب القسم . نحو : علمت ليحضرن أخوك . والتقدير : علمت والله ليحضرن أخوك . 22 ـ ومنه قول لبيد : ولقد علمت لتاتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها فقد علق الفعل " علم " عن العمل في لفظ المعمول دون محله ، ولوعمل فيهما لكان التقدير : علمت منيتي آتية . منيتي : مفعول به أول . والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان . 3 ـ لا النافية . نحو : ظننت لا محمد قائم ولا أحمد ونحو : علمت لا طالب في الفصل ولا مدرس . 4 ـ ما النافية . 153 ـ نحو قوله تعالى : { لقد علمت ما هؤلاء ينطقون }3 . وقوله تعالى : { ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص }4 . ــــــــــــــــــ 1 ـ 102 البقرة . 2 ـ 1 المنافقون . 3 ـ 65 الأنبياء . 4 ـ 35 الشورى .
وقوله تعالى : { قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق }1 . 5 ـ إن النافية . نحو قوله تعالى : { وتظنون إن لبثتم إلا قليلا }2 . 6 ـ الاستفهام بالهمزة . 154 ـ كقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد ما تدعون }3 . أو بأي . 155 ـ نحو قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }4 . وقوله تعالى : { ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى }5 . 7 ـ الاستفهام بكم نحو قوله تعالى : ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن }6 . 8 ـ الاستفهام بأنَّى . 156 ـ نحو قوله تعالى : { ثم انظر أنى يأفكون }7 . 9 ـ الاستفهام بأيان . 157 ـ نحو قوله تعالى : { يسألون أيان يوم الدين }8 . 10 ـ الاستفهام بكيف . 158 ـ نحو قوله تعالى : { فستعلمون كيف نذير }9 . وقوله تعالى : { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل }10 . 11 ـ الاستفهام بما . 159 ـ نحو قوله تعالى : { وما أدراك ما الحاقة }11 . وقوله تعالى : { وما أدراك ما ليلة القدر }12 . 12 ـ الاستفهام بمن . 160 ـ نحو قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله }13 . 13 ـ الاستفهام بهل . 161 ـ نحو قوله تعالى : { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ }14 . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 79 هود . 2 ـ 52 الإسراء . 3 ـ 109 الأنبياء . 4 ـ 227 الشعراء . 5 ـ 71 طه . 6 ـ 6 الأنعام . 7 ـ 75 المائدة . 8 ـ 12 الذاريات . 9 ـ 17 الملك . 10 ـ 1 الفيل . 11 ـ 3 الحاقة . 12 ـ 2 القدر . 13 ـ 87 الزخرف . 14 ـ 15 الحج .
نوع من المجاز ، لأن اللفظ لم يوضع للحقيقة والمجاز معا ، والجمع بينهما مجاز خاص يعرف بالتضمين ، وهو على وجه الخصوص : أن يتضمن فعل معنى فعل آخر ، وبذلك قد ينتقل الفعل إلى أكثر من درجة ، فإن كان لازما يصبح بالتضمين متعديا ، وإن كان متعديا لمفعول به ، فإنه يتعدى بالتضمين لأكثر . والأفعال المتضمنة معنى بعض كثيرة ، ومنها على سبيل المثال الآتي : ـ أتمَّ : 143 ـ نحو قوله تعالى : { فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم }1 . تعدى " أتم " بحرف الجر " إلى " لتضمنه معنى " فأدوا " . أحب : 144 ـ نحو قوله تعالى : { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي }2. فـ " حب " مفعول به لأحببت ، لأنه تضمن معنى آثرت . تخشى : 145 ـ نحو قوله تعالى : { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه }3 . الناس " مفعول به لتخشى ، لتضمنه معنى تستحي ، أي : وتستحي الناس والله أحق أن تستحييه . سمع : 146 ـ نحو قوله تعالى : { وإن يقولوا تسمع لقولهم }4 . فضمن تسمع معنى تصغي ، فتعدى لمفعوله باللام في قوله : لقولهم . ومن الأفعال المتعدية لمفعولين عن طريق التضمين التالي : وصَّى : نحو قوله تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا }5 . قيل : ضمن " وصينا " معنى " ألزمنا " فتعدى لاثنين ، الثاني : إحسانا ، وقيل مصدر {6} . زوَّج : 147 ـ نحو قوله تعالى : { وزوجناهم بحور عين }7 . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ 4 التوبة . 2 ـ 32 ص 3 ـ 37 الأحزاب . 4 ـ 4 المنافقون . 5 ـ 15 الأحقاف . 6 ـ البحر المحيط ج8 ص60 . 7 ـ 54 الدخان .
زوج يتعدى بنفسه إلى المفعولين ، وتعدى في الآية إلى المفعول الثاني بـ " الباء " لتضمنه معنى قرناهم {1} .
رابعا ـ تضمن بعض الأفعال معنى الظن
هناك قول يتضمن معنى الظن ، ويشترط في هذا القول أن يكون الفعل مضارعا مسبوقا باستفهام ، وأن يكون للمخاطب ، وفي هذه الحالة يمكن لفعل القول أن يعمل عمل " ظن " ، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر . نحو : أتقول محمدا مسافرا ، وأتقول أخاك ناجحا . أما إذا اختل شرط من الشروط السابقة ، وجب رفع المفعولين باعتبارهما مبتدأ وخبر ، وهما في محل نصب مقول القول .
خامسا ـ هناك أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ غير التي ذكرنا ، ومن هذه الأفعال : آتي ـ آجر ـ بخس ـ بلّغ ـ بوأ ـ اتبع ـ جرم ـ جزى ـ حذّر ـ أحضر ـ أحل ـ أخسر ـ خوّف ـ أرهق ـ أدخل ـ زوّج ـ زاد ـ سلب ـ سمّى ـ سام ـ أصلى ـ أضل ـ أغشى ـ غشّى ـ قدّر ـ كتم ـ كلّف ـ لقّى ـ ملأ ـ منع ـ أنذر ـ أنسى ـ أنكح ـ ذرّ ـ أورث ـ أورد ـ وصّى ـ وعد ـ واعد ـ وفّى ـ ولّى ـ اختار ـ صدّق ـ وغيرها كثير {2} . ـــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر الجمل ج4 ص210 . 2 ـ انظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الثالث ج2 ص293 وما بعدها .
نماذج من الإعراب
143 ـ قال تعالى : { فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم } 4 التوبة . فأتموا : الفاء حرف عطف ، وأتموا فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها . إليهم : جار ومجرور متعلقان بأتموا . عهدهم : عهد مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . إلى مدتهم : جار ومجرور ، ومدة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل جر بدل من إليه .
144 ـ قال تعالى : { فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي } 32 ص . فقال : الفاء حرف عطف ، وقال فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقدير هو . إني : إن واسمها في محل نصب . أحببت : فعل وفاعل ، وحب هنا متضمنة معنى آثر فيتعدى بعن ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . وإن وما بعدها في محل نصب مقول القول . وجملة قال وما بعدها معطوفة على ما قبلها . حب الخير : حب مفعول به للفعل أحببت ، أو مفعول مطلق ، وقيل مفعول من أجله ، وحب مضاف ، والخير مضاف إليه . عن ذكر : جار ومجرور متعلقا بأحببت ، وذكر مضاف . ربي : مضاف إليه ، ورب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة . وقد ذكر أحد المعربين القدامى أن " حب الخير " فيه أوجه كثيرة منها : 1 – أنه مفعول أحببت ، لأنه بمعنى آثرت ، و " عن " على هذا بمعنى " على " 2 ـ أن حب مصدر على حذف الزوائد ، والناصب له أحببت . 3 ـ أنه مصدر تشتهي ، أي : حباً مثل حب الخير . 4 ـ أنه ضمن معنى أنبأت ، فلذلك تعدى بـ " عن " . 5 ـ أن حببت بمعنى لزمت . 6 ـ أن أحببت من أحب البعير إذا سقط وبرك من الإعياء ، والمعنى قعدت عن ذكر ربي ، فيكون حب الخير على هذا مفعولاً من أجله ، وعن ذكر ربي متعلقان بأحببت ، والإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول ، أي : عن أن أذكر ربي ، أو إلى الفاعل ، والتقدير : عن أن يذكرني ربي .
145 ـ قال تعالى : { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } 37 الأحزاب . وتخشى : الواو للحال أو عاطفة ، تخشى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . الناس : مفعول به منصوب بالفتحة . وجملة تخشى في محل نصب حال ، أو معطوفة على ما قبلها . والله : الواو حالية أو عاطفة ، وكونها حالية أحسن ، والله مبتدأ مرفوع بالضمة . أحق : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال . أن تخشاه : أن حرف مصدري ونصب ، وتخشى فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مؤول في محل رفع بدل اشتمال من لفظ الجلالة ، ويجوز أن يكون المصدر المؤول منصوباً على نزع الخافض متعلق بأحق ، وقال أبو البقاء يجوز أن يكون المصدر المؤول في محل رفع مبتدأ ، وأحق خبره مقدم عليه ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر لفظ الجلالة .
146 ـ قال تعالى : { وإن يقولوا تسمع لقولهم } 4 المنافقون . وإن يقولوا : الواو حرف عطف ، وإن حرف شرط جازم لفعلين ، ويقولوا فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . تسمع : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . لقولهم : جار ومجرور متعلقان بتسمع ، وتسمع متضمن معنى تصغي ، وقول مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة إن يقولوا معطوفة على ما قبلها . قال تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا } 15 الأحقاف . ووصينا : الواو حرف استئناف ، ووصينا فعل وفاعل . الإنسان : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة وصينا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان العبرة في اختلاف حال الإنسان مع أبويه . بوالديه : جار ومجرور متعلقان بوصينا ، ووالد مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . إحساناً : مفعول به أول منصوب بالفتحة على تضمين وصينا معنى ألزمنا ، ويجوز أن يكون إحساناً مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره يحسن ، أي : وصيناه أن يحسن إليهما إحساناً ، وقيل أن إحساناً منصوب على أنه مفعول من أجله ، والتقدير : وصيناه بهما إحساناً منا إليهما .
147 ـ قال تعالى : { وزوجناهم بحور عين } 54 الدخان . وزوجناهم : الواو حرف عطف ، وزوجناهم فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة عطف على يلبسون . بحور : جار ومجرور متعلقان بزوجناهم . عين : نعت مجرور لحور .
سادسا ـ المشبه بالمفعول به : يجوز في معمول الصفة المشبهة إذا كان معرفة الرفع لأنه فاعل . نحو : محمد حسنٌ وجهُهُ . فإن قصد به المبالغة حولنا الإسناد عن الفاعل إلى الضمير المستتر في الصفة المشبهة ، والعائد إلى ما قبلها ، ونصبنا ما كان فاعلا تشبيها له بالمفعول به . فنقول : محمد حسنٌ وجهَهُ ، أو : حسنٌ الوجهَ . فـ " فوجهَهُ ، أو الوجهَ " مشبه بالمفعول به منصوب بالفتحة ، ولا يصح أن نعتبرها مفعولا به ، لأن الصفة المشبهة لازمة لا تتعدى لمعمولها ، ولا يصح نصبه على التمييز ، لأن الاسم معرفة بإضافته إلى الضمير ، أو بـ " أل " التعريف ، والتمييز لا يكون إلا نكرة . سابعا ـ هناك علامتان يجب توفرهما في الفعل المتعدي إلى المفعول به ، أوأكثر ، هما : 1 ـ أن يصح اتصاله بضمير الغائب " الهاء " . نحو : كتبه ، أرسله ، كافأه . إذ إن الفعل اللازم لا يصح اتصاله بذلك الضمير . فلا نقول : ذهبته ، وجلسته . 2 ـ أن يصاغ منه اسم مفعول تام على وزن " مفعول " . نحو : كتب ـ مكتوب ، أكل ـ مأكول ، ضرب ـ مضروب . ولا يصح أن يصاغ من الفعل اللازم ، فلا نقول : مذهوب ، ومجلوس .
ثامنا ـ يجوز في أفعال القلوب " ظن " وأخواتها حذف أحد مفعوليها ، أو حذف المفعولين معا . 148 ـ فمثال الأول قوله تعالى : { اتخذوه وكانوا ظالمين }1 . أي اتخذوه إلها . ـــــــــــــــ 1 ــ 148 الأعراف .
ومنه قول عنترة : ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم فحذف أحد المفعولين ، والتقدير : فلا تظني غيره حاصلا . غير أن حذف أحد المفعولين عند أكثر النحويين ممتنع ، لأنه لا يجوز الاقتصار على المفعول الأول ، لأن الشك والعلم وقعا في المفعول الثاني ، وهما معا كالاسم الواحد ، ومضمونهما معا هو المفعول به في الحقيقة ، فلو حذفت أحدهما كأن حذفت بعض أجزاء الكلمة الواحدة إلا أن الحذف وارد مع القرينة . ومثال الثاني : 149 ـ قوله تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 . فالمفعولان محذوفان : أحدهما عائد للموصول ، أي : تزعمونهم شركاء . وقدرهما ابن هشام في المغنى بقوله : تزعمون أنهم شركاء . أي من " أن " ومعموليها ، لأن زعم في الغالب لا يقع على المفعولين صريحا ، بل على أن وصلتها . 150 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن هم لا يظنون }2 . فحذف المفعولين ، وحذفهما جائز ، والتقدير : يظنون ما هو نافع لهم .
تاسعا ـ إذا كان المفعول به تابعا لجواب " أما " وجب تقديمه على عامل الفعل ـ " لا " الناهية ـ إذا انعدم الفاصل بين " ما " والجواب . 151 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }3 . وقوله تعالى : { وأما السائل فلا تنهر }4 . فـ " اليتيم ، والسائل " كل منهما منصوب بالفعل بعده ، والفاء غير فاصلة بين الفعل ومعموله ، ولا مانعة {5 } . ــــــــــــــــــ 1 ـ 62 القصص . 2 ـ 178 البقرة . 3 ـ 9 الضحى . 4 ـ 10 الضحى . 5 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص155 .
نماذج من الإعراب
148 ـ قال تعالى : { اتخذوه وكانوا ظالمين } 148 الأعراف . اتخذوه : اتخذ فعل ماض ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، والمفعول به الثاني محذوف تقديره : إلهاً . والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون جواباً عن سؤال نشأ من سياق الكلام ، أي : فكيف اتخذوه ؟ . وكانوا : الواو حرف عطف ، وكان واسمها في محل رفع . ظالمين : خبرها منصوب بالياء ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
149 ـ قال تعالى : { أين شركائي اللذين كنتم تزعمون } 62 القصص . أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . شركائي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة ، وجملة شركائي في محل نصب مقول قولٍ سابق . اللذين : اسم موصول في محل رفع صفة لشركائي . كنتم : كان واسمها في محل رفع . تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، ومفعولا تزعمون محذوفان تقديرهما : تزعمونهم شركائي . والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان . وجملة كنتم تزعمون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
150 ـ قال تعالى : { وإن هم إلا يظنون } 78 البقرة . وإن : الواو للحال ، وإن نافية لا عمل لها . هم : ضمير في محل رفع مبتدأ . إلا : أداة حصر لا عمل لها لتقدم النفي . يظنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " هم " . ومفعولا ظن محذوفان ، وحذفهما جائز ، والتقدير : يظنون ما هو نافع لهم . وجملة إن وما بعدها في محل نصب حال .
151 ـ قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } 10 الضحى . فأما : الفاء هي الفصيحة ، وأما حرف شرط وتفصيل . اليتيم : مفعول به مقدم لتقهر . فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية . تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
حالات عمل أفعال القلوب
لأفعال القلوب من حيث العمل ثلاثة أحوال : ـ أولا ـ الإعمال : ـ بمعنى أنها تدخل على المبتدأ والخبر ، وتعمل فيهما النصب ، ويكونان مفعولين للفعل ، وقد مثلنا له سابقا ، وعملها واجب إذا تقدمت على معموليها ، أما إذا توسطت فعملها جائز . نحو : زيدا ظننت مسافرا . أو إذا تأخر الفعل . نحو : زيدا مسافرا ظننت . ففي هاتين الحالتين : يجوز إعمال الفعل ، ويجوز إهماله . وفي حالة الإهمال يعرب الاسم الواقع قبل الفعل مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر إذا كان الفعل متوسطا بين الاسمين ، وإذا كان الفعل متأخرا أعربا مبتدأ وخبرا . ثانيا ـ الإلغاء : وهو إبطال عمل أفعال القلوب بنوعيها في اللفظ ، وفي المحل معا إذا توسطت معمليها ، أو تأخرت عنهما . نحو : محمد ظننت حاضر ، وعمرو حسبت متأخر . ففي هذه الحالة يلغى عمل ظن وحسب ، وما دخل في بابهما من الأفعال ، ويشمل الإلغاء عدم العمل في لفظ الكلمة المعمول فيها ،وفي محلها أيضا . فـ " محمد " مبتدأ ، وظننت جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، و " مسافر " خبر . وقس على ذلك . ثالثا ـ التعليق : وهو إبطال عمل تلك الأفعال في اللفظ دون المحل ، وذلك إذا تلا الفعل ما له الصدارة في الكلام كالآتي : 1 ـ لام الابتداء . نحو : علمت لخالد موجود . فقد علق عمل الفعل عن لفظ المعمول ، ولكنه لم يعلق في المحل أو التقدير ، فيكون " خالد " مرفوعا لفظا منصوبا محلا . 152 ـ ومنه قوله تعالى : { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق }1 . ومنه قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله }2 . وقد منع بعض النحاة التعليق في باب أعلم خاصة ، والصحيح جوازه ، واستشهدوا عليه 21 ـ بقول الشاعر : بلا نسبة حذار فقد نبئت إنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى فعلق الفعل " نبئت " عن العمل لاتصال خبر إن باللام ، ولولا اتصال اللام بخبرها لكانت همزتها مفتوحة بعد الفعل نبأ . 2 ـ لام جواب القسم . نحو : علمت ليحضرن أخوك . والتقدير : علمت والله ليحضرن أخوك . 22 ـ ومنه قول لبيد : ولقد علمت لتاتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها فقد علق الفعل " علم " عن العمل في لفظ المعمول دون محله ، ولوعمل فيهما لكان التقدير : علمت منيتي آتية . منيتي : مفعول به أول . والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان . 3 ـ لا النافية . نحو : ظننت لا محمد قائم ولا أحمد ونحو : علمت لا طالب في الفصل ولا مدرس . 4 ـ ما النافية . 153 ـ نحو قوله تعالى : { لقد علمت ما هؤلاء ينطقون }3 . وقوله تعالى : { ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص }4 . ــــــــــــــــــ 1 ـ 102 البقرة . 2 ـ 1 المنافقون . 3 ـ 65 الأنبياء . 4 ـ 35 الشورى .
وقوله تعالى : { قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق }1 . 5 ـ إن النافية . نحو قوله تعالى : { وتظنون إن لبثتم إلا قليلا }2 . 6 ـ الاستفهام بالهمزة . 154 ـ كقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد ما تدعون }3 . أو بأي . 155 ـ نحو قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }4 . وقوله تعالى : { ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى }5 . 7 ـ الاستفهام بكم نحو قوله تعالى : ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن }6 . 8 ـ الاستفهام بأنَّى . 156 ـ نحو قوله تعالى : { ثم انظر أنى يأفكون }7 . 9 ـ الاستفهام بأيان . 157 ـ نحو قوله تعالى : { يسألون أيان يوم الدين }8 . 10 ـ الاستفهام بكيف . 158 ـ نحو قوله تعالى : { فستعلمون كيف نذير }9 . وقوله تعالى : { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل }10 . 11 ـ الاستفهام بما . 159 ـ نحو قوله تعالى : { وما أدراك ما الحاقة }11 . وقوله تعالى : { وما أدراك ما ليلة القدر }12 . 12 ـ الاستفهام بمن . 160 ـ نحو قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله }13 . 13 ـ الاستفهام بهل . 161 ـ نحو قوله تعالى : { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ }14 . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 79 هود . 2 ـ 52 الإسراء . 3 ـ 109 الأنبياء . 4 ـ 227 الشعراء . 5 ـ 71 طه . 6 ـ 6 الأنعام . 7 ـ 75 المائدة . 8 ـ 12 الذاريات . 9 ـ 17 الملك . 10 ـ 1 الفيل . 11 ـ 3 الحاقة . 12 ـ 2 القدر . 13 ـ 87 الزخرف . 14 ـ 15 الحج .
14 ـ الاستفهام بماذا . نحو قوله تعالى : { يسألونك ماذا أحل لهم }1 . وقوله تعالى : ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا }2 . وما أضيف إلى اسم الاستفهام . نحو : علمت غلام أيهم أبوك . وقد علق فعل الظن بـ " لعل " . 162 ـ نحو قوله تعالى : { وإن أدري لعله فتنه لكم }3 . وقوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة قريب }4 . قال أبو حيان : ولم أعلم أحدا ذهب إلى أن " لعل " من أدوات التعليق ، وإن كان ذلك ظاهر فيها {5} . موقع الجملة المعلقة من الإعراب : ـ ذكرنا أن التعليق يقع على لفظ المعمول دون محله ، لذلك فإن موقع الجملة المعلقة مع التعليق في تأويل المصدر مفعولا به للفعل المعلق {6} . فإن كان الفعل مما يتعدى لمفعولين ، كانت الجملة المعلقة في موضع المفعول الأول والثاني ، وإن كان مما يتعدى لثلاثة كانت الجملة المعلقة في موضع الثاني والثالث . نحو : أعلمتك هل محمد في المدرسة . وقد تسد الجملة المعلقة مسد المفعول الثاني فقط . نحو : علمت خالدا أبو من هو . أو مسد المفعول الثالث . نحو : أعلمتك عليا أبو من هو . ولما كان التعليق لا يمنع من العمل في محل اللفظ ، جاز العطف بالنصب على المحل . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 4 المائدة . 2 ـ 4 المائدة . 3 ـ 111 الآنبياء . 4 ـ 17 الشورى . 5 ـ البحر المحيط ج6 ص345 . 6 ـ شرح الكافية ج2 ص260 .
23 ـ كقول كثير : وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ولا موجعات القلب حتى تولت فقد عطف " موجعات " على موضع الجملة " ما البكا " ، فنصب موجعات ، وعلامة نصبها الكسرة لأنها جمع مؤنث سالم ، كما يجوز في " موجعات " الرفع عطفا على لفظ " البكا " .
نماذج من الإعراب
152 ـ قال تعالى : ( ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) 102 البقرة .
ولقد : الواو حرف استئناف ، واللام جواب قسم محذوف ، وقد حرف تحقيق . علموا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم . وجملة ولقد علموا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان حالهم بعد تعلم السحر . لمن : اللام لام الابتداء وتفيد التوكيد ، ومن اسم موصول في محل رفع مبتدأ . اشتراه : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة من . ما له : ما نافية لا عمل لها ، أو حجازية ، تعمل عمل ليس ، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم على الوجه الأول ، أو في محل نصب خبر ما على الوجه الثاني . في الآخرة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . من خلاق : من حرف جر زائد ، وخلاق مبتدأ مؤخر ، أو اسم ما مرفوع محلا مجرور لفظا . وجملة ما وما بعدها في محل رفع خبر اسم الموصول . وجملة لمن وما بعدها في حيز النصب سدت مسد مفعولي علموا المعلقة عن العمل.
21 ـ قال الشاعر : حذار فقد نبئت أنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى حذار : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى احذر ، والبعض يبنيه على السكون ، والأول أكثر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت . فقد نبئت : الفاء حرف دال على التعليل ، وقد حرف تحقيق ، ونبئت فعل مبني للمجهول ونائب فاعل ، وهو في الأصل مفعول به أول لنبئ . إنك : إن حرف توكيد ونصب ، والكاف في محل نصب اسمها . للذي : اللام هي المزحلقة تفيد التوكيد ، والذي اسم موصول في محل رفع خبر إن ستجزى : السين حرف استقبال ، وتجزى فعل مضارع مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بتجزى . تسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما . فتسعد : الفاء حرف عطف ، وتسعد فعل مضارع معطوف على تجزى مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت . أو تشقى : أو حرف عطف ، وتشقى عطف على تسعد . الشاهد قوله : نبئت إنك للذي : حيث استخدم الشاعر الفعل نبأ ، وهو من أفعال القلوب ، وينصب ثلاثة مفاعيل ، غير أن الفعل تعدى إلى مفعول واحد فقط ، وهو نائب الفاعل المتصل بالفعل ، وعلق الفعل عن العمل في المعولين الثاني والثالث باللام المزحلقة الواقعة في جبر إن ، وتعليقه عن العمل فيهما يعنى إبطال عمل العامل في لفظهما مع كونه عاملا في محلهما ، لذا نقول إن " إن " ومعموليها في محل نصب بنبئ ، والدليل على تعليق عمل الفعل مجيء همزة " إن " مكسورة ، ولو عمل الفعل لجاءت همزتها مفتوحة .
22 ـ قال الشاعر : ولقد علمت لتأتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها (1) ــــــــــــ 1 ـ ويروى صدر البيت في المعلقات السبع للزوزني ، وشرح المعلقات العشر للشنقيطي : " صادفن منها غِرّة فأصبنها " .
ولقد : الواو حرف عطف ، واللام موطئة للقسم ، وقد حرف تحقيق . علمت : فعل وفاعل . لتأتين : اللام واقعة في جواب القسم ، وتأتين فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والنون حرف مبني لا محل له من الإعراب . منيتي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، وهو مضاف والياء في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب جواب القسم . إن المنايا : إن حرف توكيد ونصب ، والمنايا اسمها منصوب الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . لا تطيش : لا نافية لا عمل لها ، وتطيش فعل مضارع مرفوع بالضمة . سهامها : فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . الشاهد قوله : علمت لتأنين منيتي ، حيث وقع الفعل الذي ينصب في الأصل مفعولين اصلهما المبتدأ والخبر وهو " علمت " قبل لا جواب القسم ، لذلك علق عن العمل في لفظ الجملة ، ولولا هذه اللام لنصب الفعل المفعولين ، وعليه كان يقول : ولقد علمت منيتي آتية . بنصب منية نصبا تقديريا على أنه المفعول الأول ، ونصب آتية نصبا ظاهرا على أنه المفعول الثاني ، ولكن وجود اللام منع النصب في اللفظ ، وجعله موجودا في المحل ، والليل على وجوده في المحل أنك لو عطفت على محل جملة " لتأتين منيتي " لعطفت بالنصب .
153 ـ قال تعالى : ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ) 65 الأنبياء . لقد علمت : اللام جواب للقسم المحذوف ، وقد حرف تحقيق ، وعلمت فعل وفاعل . والجملة في محل نصب مقول قول محذوف في موضع الحال . ما هؤلاء : ما حجازية نافي تعمل عمل ليس ، وهؤلاء في محل رفع اسمها . ينطقون : فعل مضارع وفاعله ، والجملة في محل نصب خبر ما . وجملة ما هؤلاء ينطقون في موضع المفعولين لعلمت . قال تعالى : ( وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ) 52 الإسراء . وتظنون : الواو للحال ، وتظنون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب حال . إن لبثتم : إن نافية لا عمل لها ن ولبثتم فعل وفاعل . إلا قليلاً : إلا أداة حصر لا عمل لها ، وقليلاً ظرف زمان متعلق بلبثتم ، وهو صفة لزمان محذوف ، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : لبثاً قليلاً .
154 ـ قال تعالى : { وإن أدري أ قريب أم بعيد ما تعودون } 109 الأنبياء . وإن أدري : الواو للحال ، وإن نافية لا عمل لها ، وأدري فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا . أ قريب : الهمزة للاستفهام ، وقريب خبر مقدم مرفوع . أم بعيد : أم حرف عطف ، وبعيد عطف عليه مرفوع . ما توعدون : ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر ، وتوعدون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة توعدون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وأجاز العكبري أن يرتفع ما توعدون على أنه فاعل لقريب سد مسد خبره ، وقريب مبتدأ ، قال لاعتماده على الهمزة ، أو فاعلاً لبعيد لأنه أقرب إليه ، فتكون المسألة من باب التنازع . وجملة أ قريب أم بعيد ما توعدون في محل نصب مفعول أدري المعلقة عن العمل . وجملة إن أدري وما بعدها في محل نصب حال .
155 . قال تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } 227 الشعراء . وسيعلم : الواو حرف استئناف ، والسين للاستقبال ، ويعلم فعل مضارع مرفوع بالضمة . الذين : اسم موصول في محل رفع فاعل . وجملة سيعلم لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ظلموا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . أي منقلب : أي منصوبة على المفعولية المطلقة ، لأنها تعرب حسب ما تضاف إليه ، وقد علقت بعلم عن العمل ، والعامل فيها ينقلبون وليس يعلم ، لأن أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها ، وأي مضاف ، ومنقلب مضاف إليه . ينقلبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . وقد ذكر النحاس أن الاستفهام معنى وما قبله معنى آخر ، فلو عمل فيه لدخل بعض المعاني في بعض .( 1 )
156 . قال تعالى : { ثم انظر أنى يؤفكون } 75 المائدة . ثم : حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي . انظر : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . أنى : اسم استفهام بمعنى كيف في محل نصب على الحال . يؤفكون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . وجملة انظر معطوفة على جملة انظر الأولى لا محل لها من الإعراب ، لأن الجملة المعطوف عليها مستأنفة ، والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول انظر ، وقد علقت انظر عن العمل لفظاً فيما بعدها . 157 ـ قال تعالى : { يسألونك أيان يوم الدين } 12 الذاريات . يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، ــــــــــــــ 1 – إعراب القرآن للنحاس ج3 ص 196 .
والكاف في محل نصب مفعول به أول . أيان : اسم استفهام في محل نصب ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم . يوم الدين : يوم مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والدين مضاف إليه ، وجملة أيان في محل نصب مفعول ثان ليسألون .
158 ـ قال تعالى : { فستعلمون كيف نذير } 17 الملك . فستعلمون : الفاء هي الفصيحة ، والسين حرف استقبال ، وتعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم . نذير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة رسماً من الكلمة ، والجملة المعلقة في محل نصب مفعول تعلمون .
159 ـ قال تعالى : { وما أدراك ما الحاقة } 3 الحاقة . وما : الواو حرف عطف ، وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ . أدراك : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والكاف في محل نصب مفعول به ، وجملة أدراك خبر ما . ما : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ . الحاقة : خبر مرفوع بالضمة . والجملة في محل نصب مفعولي أدراك الثاني والثالث ، لأن أدري ينصب ثلاثة مفاعيل ومعناه أعلم ، وقد علقت أدراك عن العمل بالاستفهام .
160 ـ قال تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } 87 الزخرف . ولئن : الواو حرف عطف ، واللام موطئة للقسم ، وإن شرطية جازمة لفعلين . سألتهم : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل جزم فعل الشرط . من خلقهم : من اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وخلق فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل رفع خبر من ، وجملة الاستفهام المعلقة في محل نصب مفعول به ثان لسألتهم . ليقولن : اللام جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف على القاعدة ، ويقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل ، والنون نون التوكيد الثقيلة . الله : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف دل عليه موصول الاستفهام ، والتقدير : خلقنا الله ، والدليل على أن المرفوع فاعل فعله محذوف لا مبتدأ ، أنه جاء عند عدم الحذف ، كقوله تعالى الآنف الذكر : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحكيم } . على أن هذه الحجة قد تعارض بالمثل فيقال : والدليل على أنه مبتدأ أنه قد جاء كذلك كقوله تعالى : { قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ـ إلى قوله ـ قل الله ينجيكم منها } . وعليه قال ابن هشام : " يقول بعضهم في : ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) أن اسم الله سبحانه وتعالى مبتدأ أو فاعل ، والتقدير : أي الله خلقهم ، أو خلقهم الله ، والصواب الحمل على الثاني بدليل قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحكيم } ، " والمسألة خلافية " .
161 ـ قال تعالى : { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ } 15 الحج . فلينظر : الفاء حرف عطف ، واللام لام الأمر ، وينظر فعل أمر مجزوم باللام ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب . يذهبن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة . كيده : فاعل مرفوع بالضمة ، والهاء في محل جر بالإضافة . ما : اسم موصول في محل نصب مفعول به . يغيظ : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة يغيظ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة هل يذهبن في محل نصب بينظر ، وجملة ينظر معطوفة على ما قبلها . قال تعالى : { يسألونك ماذا أحل لهم } 4 المائدة . يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة للإجابة عن سؤالهم : ماذا أحل لهم ؟ . ماذا : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وجملة أحل في محل رفع خبر ، أو ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر ، وجملة أحل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . أحل : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . لهم : جار ومجرور متعلقان بأحل . وجملة ماذا أحل في موضع المفعول الثاني ليسألونك ، لأن القاعدة تقول : إن فعل السؤال يعلق عن العمل وإن لم يكن من أفعال القلوب ، لأنه سبب العلم فكما يعلق العلم فكذلك يعلق سببه .
162 ـ قال تعالى : { وإن أدري لعله فتنة لكم } 111 الأنبياء . وإن : الواو حرف عطف ، وإن نافية لا عمل لها . أدري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا . لعله : لعل حرف ترجي ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . فتنة : خبر لعل مرفوع بالضمة . لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لفتنة . وجملة لعله فتنة في محل نصب بأدري . والكوفيون يجرون الترجي مجرى الاستفهام للتعليق عن العمل ، وهو الشاهد في الآية وفي آيات أخرى كثيرة ، كقوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة قريبة } ، وقوله تعالى : { وما يديك لعله يزكى } . وجملة إن أدري معطوفة على ما قبلها .
23 ـ قال الشاعر : ما كنت أدري قبل عزة ما البكى ولا موجعات القلب حتى تولتِ وما كنت : الواو حسب ما قبلها ، وما نافية لا عمل لها ، وكنت كان واسمها . أدري : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا . والجملة في محل نصب خبر كان . قبل عزة : قبل ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق بأدري ، وهو مضاف ، وعزة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث . ما البكى : ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، والبكى خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . والجملة الاسمية في محل نصب بأدري سدت مسد مفعوليها . ولا موجعات : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتأكيد النفي ، وموجعات معطوف على محل ما البكى منصوب مثله لأن محل البكى النصب . وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ، وموجعات مضاف ، والقلب مضاف إليه . حتى تولت : حتى حرف جر وغاية ، وتولت فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي يعود على عزة . وأن المحذوفة بعد حتى منسبكة مع الفعل بعدها في تأويل مصدر مجرور بحتى ، وشبه الجملة متعلق بالنفي الذي دل عليه " ما " في قوله ما كنت أدري . الشاهد قوله : ما كنت أدري ما البكى ، ولا موجعات . حيث إن الفعل " ادري " ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، وجملة ما البكى مكونة من المبتدأ والخبر ، وكان على الفعل أن يعمل في لفظهما النصب ، ولكن المبتدأ اسم استفهام ، واسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله لأن رتبته التصدير ، لهذا السبب امتنع عمل الفعل في لفظ المبتدأ والخبر ، وعمل في محلهما النصب ، وقد بينا ذلك في إعرابات سابقة فتدبرها . والدليل على أن الفعل عمل في محل المبتدأ والخبر النصب أنه لما عطف عليهما قوله " موجعات " جاء به منصوبا .
14 ـ الاستفهام بماذا . نحو قوله تعالى : { يسألونك ماذا أحل لهم }1 . وقوله تعالى : ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا }2 . وما أضيف إلى اسم الاستفهام . نحو : علمت غلام أيهم أبوك . وقد علق فعل الظن بـ " لعل " . 162 ـ نحو قوله تعالى : { وإن أدري لعله فتنه لكم }3 . وقوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة قريب }4 . قال أبو حيان : ولم أعلم أحدا ذهب إلى أن " لعل " من أدوات التعليق ، وإن كان ذلك ظاهر فيها {5} . موقع الجملة المعلقة من الإعراب : ـ ذكرنا أن التعليق يقع على لفظ المعمول دون محله ، لذلك فإن موقع الجملة المعلقة مع التعليق في تأويل المصدر مفعولا به للفعل المعلق {6} . فإن كان الفعل مما يتعدى لمفعولين ، كانت الجملة المعلقة في موضع المفعول الأول والثاني ، وإن كان مما يتعدى لثلاثة كانت الجملة المعلقة في موضع الثاني والثالث . نحو : أعلمتك هل محمد في المدرسة . وقد تسد الجملة المعلقة مسد المفعول الثاني فقط . نحو : علمت خالدا أبو من هو . أو مسد المفعول الثالث . نحو : أعلمتك عليا أبو من هو . ولما كان التعليق لا يمنع من العمل في محل اللفظ ، جاز العطف بالنصب على المحل . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 4 المائدة . 2 ـ 4 المائدة . 3 ـ 111 الآنبياء . 4 ـ 17 الشورى . 5 ـ البحر المحيط ج6 ص345 . 6 ـ شرح الكافية ج2 ص260 .
23 ـ كقول كثير : وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ولا موجعات القلب حتى تولت فقد عطف " موجعات " على موضع الجملة " ما البكا " ، فنصب موجعات ، وعلامة نصبها الكسرة لأنها جمع مؤنث سالم ، كما يجوز في " موجعات " الرفع عطفا على لفظ " البكا " .
نماذج من الإعراب
152 ـ قال تعالى : ( ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) 102 البقرة .
ولقد : الواو حرف استئناف ، واللام جواب قسم محذوف ، وقد حرف تحقيق . علموا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم . وجملة ولقد علموا لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان حالهم بعد تعلم السحر . لمن : اللام لام الابتداء وتفيد التوكيد ، ومن اسم موصول في محل رفع مبتدأ . اشتراه : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة من . ما له : ما نافية لا عمل لها ، أو حجازية ، تعمل عمل ليس ، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم على الوجه الأول ، أو في محل نصب خبر ما على الوجه الثاني . في الآخرة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . من خلاق : من حرف جر زائد ، وخلاق مبتدأ مؤخر ، أو اسم ما مرفوع محلا مجرور لفظا . وجملة ما وما بعدها في محل رفع خبر اسم الموصول . وجملة لمن وما بعدها في حيز النصب سدت مسد مفعولي علموا المعلقة عن العمل.
21 ـ قال الشاعر : حذار فقد نبئت أنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى حذار : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى احذر ، والبعض يبنيه على السكون ، والأول أكثر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت . فقد نبئت : الفاء حرف دال على التعليل ، وقد حرف تحقيق ، ونبئت فعل مبني للمجهول ونائب فاعل ، وهو في الأصل مفعول به أول لنبئ . إنك : إن حرف توكيد ونصب ، والكاف في محل نصب اسمها . للذي : اللام هي المزحلقة تفيد التوكيد ، والذي اسم موصول في محل رفع خبر إن ستجزى : السين حرف استقبال ، وتجزى فعل مضارع مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بتجزى . تسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما . فتسعد : الفاء حرف عطف ، وتسعد فعل مضارع معطوف على تجزى مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت . أو تشقى : أو حرف عطف ، وتشقى عطف على تسعد . الشاهد قوله : نبئت إنك للذي : حيث استخدم الشاعر الفعل نبأ ، وهو من أفعال القلوب ، وينصب ثلاثة مفاعيل ، غير أن الفعل تعدى إلى مفعول واحد فقط ، وهو نائب الفاعل المتصل بالفعل ، وعلق الفعل عن العمل في المعولين الثاني والثالث باللام المزحلقة الواقعة في جبر إن ، وتعليقه عن العمل فيهما يعنى إبطال عمل العامل في لفظهما مع كونه عاملا في محلهما ، لذا نقول إن " إن " ومعموليها في محل نصب بنبئ ، والدليل على تعليق عمل الفعل مجيء همزة " إن " مكسورة ، ولو عمل الفعل لجاءت همزتها مفتوحة .
22 ـ قال الشاعر : ولقد علمت لتأتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها (1) ــــــــــــ 1 ـ ويروى صدر البيت في المعلقات السبع للزوزني ، وشرح المعلقات العشر للشنقيطي : " صادفن منها غِرّة فأصبنها " .
ولقد : الواو حرف عطف ، واللام موطئة للقسم ، وقد حرف تحقيق . علمت : فعل وفاعل . لتأتين : اللام واقعة في جواب القسم ، وتأتين فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والنون حرف مبني لا محل له من الإعراب . منيتي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، وهو مضاف والياء في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب جواب القسم . إن المنايا : إن حرف توكيد ونصب ، والمنايا اسمها منصوب الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . لا تطيش : لا نافية لا عمل لها ، وتطيش فعل مضارع مرفوع بالضمة . سهامها : فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . الشاهد قوله : علمت لتأنين منيتي ، حيث وقع الفعل الذي ينصب في الأصل مفعولين اصلهما المبتدأ والخبر وهو " علمت " قبل لا جواب القسم ، لذلك علق عن العمل في لفظ الجملة ، ولولا هذه اللام لنصب الفعل المفعولين ، وعليه كان يقول : ولقد علمت منيتي آتية . بنصب منية نصبا تقديريا على أنه المفعول الأول ، ونصب آتية نصبا ظاهرا على أنه المفعول الثاني ، ولكن وجود اللام منع النصب في اللفظ ، وجعله موجودا في المحل ، والليل على وجوده في المحل أنك لو عطفت على محل جملة " لتأتين منيتي " لعطفت بالنصب .
153 ـ قال تعالى : ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ) 65 الأنبياء . لقد علمت : اللام جواب للقسم المحذوف ، وقد حرف تحقيق ، وعلمت فعل وفاعل . والجملة في محل نصب مقول قول محذوف في موضع الحال . ما هؤلاء : ما حجازية نافي تعمل عمل ليس ، وهؤلاء في محل رفع اسمها . ينطقون : فعل مضارع وفاعله ، والجملة في محل نصب خبر ما . وجملة ما هؤلاء ينطقون في موضع المفعولين لعلمت . قال تعالى : ( وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ) 52 الإسراء . وتظنون : الواو للحال ، وتظنون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب حال . إن لبثتم : إن نافية لا عمل لها ن ولبثتم فعل وفاعل . إلا قليلاً : إلا أداة حصر لا عمل لها ، وقليلاً ظرف زمان متعلق بلبثتم ، وهو صفة لزمان محذوف ، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : لبثاً قليلاً .
154 ـ قال تعالى : { وإن أدري أ قريب أم بعيد ما تعودون } 109 الأنبياء . وإن أدري : الواو للحال ، وإن نافية لا عمل لها ، وأدري فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا . أ قريب : الهمزة للاستفهام ، وقريب خبر مقدم مرفوع . أم بعيد : أم حرف عطف ، وبعيد عطف عليه مرفوع . ما توعدون : ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر ، وتوعدون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة توعدون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وأجاز العكبري أن يرتفع ما توعدون على أنه فاعل لقريب سد مسد خبره ، وقريب مبتدأ ، قال لاعتماده على الهمزة ، أو فاعلاً لبعيد لأنه أقرب إليه ، فتكون المسألة من باب التنازع . وجملة أ قريب أم بعيد ما توعدون في محل نصب مفعول أدري المعلقة عن العمل . وجملة إن أدري وما بعدها في محل نصب حال .
155 . قال تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } 227 الشعراء . وسيعلم : الواو حرف استئناف ، والسين للاستقبال ، ويعلم فعل مضارع مرفوع بالضمة . الذين : اسم موصول في محل رفع فاعل . وجملة سيعلم لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ظلموا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . أي منقلب : أي منصوبة على المفعولية المطلقة ، لأنها تعرب حسب ما تضاف إليه ، وقد علقت بعلم عن العمل ، والعامل فيها ينقلبون وليس يعلم ، لأن أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها ، وأي مضاف ، ومنقلب مضاف إليه . ينقلبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . وقد ذكر النحاس أن الاستفهام معنى وما قبله معنى آخر ، فلو عمل فيه لدخل بعض المعاني في بعض .( 1 )
156 . قال تعالى : { ثم انظر أنى يؤفكون } 75 المائدة . ثم : حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي . انظر : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . أنى : اسم استفهام بمعنى كيف في محل نصب على الحال . يؤفكون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . وجملة انظر معطوفة على جملة انظر الأولى لا محل لها من الإعراب ، لأن الجملة المعطوف عليها مستأنفة ، والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول انظر ، وقد علقت انظر عن العمل لفظاً فيما بعدها . 157 ـ قال تعالى : { يسألونك أيان يوم الدين } 12 الذاريات . يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، ــــــــــــــ 1 – إعراب القرآن للنحاس ج3 ص 196 .
والكاف في محل نصب مفعول به أول . أيان : اسم استفهام في محل نصب ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم . يوم الدين : يوم مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والدين مضاف إليه ، وجملة أيان في محل نصب مفعول ثان ليسألون .
158 ـ قال تعالى : { فستعلمون كيف نذير } 17 الملك . فستعلمون : الفاء هي الفصيحة ، والسين حرف استقبال ، وتعلمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم . نذير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة رسماً من الكلمة ، والجملة المعلقة في محل نصب مفعول تعلمون .
159 ـ قال تعالى : { وما أدراك ما الحاقة } 3 الحاقة . وما : الواو حرف عطف ، وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ . أدراك : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والكاف في محل نصب مفعول به ، وجملة أدراك خبر ما . ما : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ . الحاقة : خبر مرفوع بالضمة . والجملة في محل نصب مفعولي أدراك الثاني والثالث ، لأن أدري ينصب ثلاثة مفاعيل ومعناه أعلم ، وقد علقت أدراك عن العمل بالاستفهام .
160 ـ قال تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } 87 الزخرف . ولئن : الواو حرف عطف ، واللام موطئة للقسم ، وإن شرطية جازمة لفعلين . سألتهم : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل جزم فعل الشرط . من خلقهم : من اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وخلق فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل رفع خبر من ، وجملة الاستفهام المعلقة في محل نصب مفعول به ثان لسألتهم . ليقولن : اللام جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف على القاعدة ، ويقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل ، والنون نون التوكيد الثقيلة . الله : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف دل عليه موصول الاستفهام ، والتقدير : خلقنا الله ، والدليل على أن المرفوع فاعل فعله محذوف لا مبتدأ ، أنه جاء عند عدم الحذف ، كقوله تعالى الآنف الذكر : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحكيم } . على أن هذه الحجة قد تعارض بالمثل فيقال : والدليل على أنه مبتدأ أنه قد جاء كذلك كقوله تعالى : { قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ـ إلى قوله ـ قل الله ينجيكم منها } . وعليه قال ابن هشام : " يقول بعضهم في : ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) أن اسم الله سبحانه وتعالى مبتدأ أو فاعل ، والتقدير : أي الله خلقهم ، أو خلقهم الله ، والصواب الحمل على الثاني بدليل قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحكيم } ، " والمسألة خلافية " .
161 ـ قال تعالى : { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ } 15 الحج . فلينظر : الفاء حرف عطف ، واللام لام الأمر ، وينظر فعل أمر مجزوم باللام ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب . يذهبن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة . كيده : فاعل مرفوع بالضمة ، والهاء في محل جر بالإضافة . ما : اسم موصول في محل نصب مفعول به . يغيظ : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة يغيظ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة هل يذهبن في محل نصب بينظر ، وجملة ينظر معطوفة على ما قبلها . قال تعالى : { يسألونك ماذا أحل لهم } 4 المائدة . يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة للإجابة عن سؤالهم : ماذا أحل لهم ؟ . ماذا : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وجملة أحل في محل رفع خبر ، أو ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر ، وجملة أحل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . أحل : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . لهم : جار ومجرور متعلقان بأحل . وجملة ماذا أحل في موضع المفعول الثاني ليسألونك ، لأن القاعدة تقول : إن فعل السؤال يعلق عن العمل وإن لم يكن من أفعال القلوب ، لأنه سبب العلم فكما يعلق العلم فكذلك يعلق سببه .
162 ـ قال تعالى : { وإن أدري لعله فتنة لكم } 111 الأنبياء . وإن : الواو حرف عطف ، وإن نافية لا عمل لها . أدري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا . لعله : لعل حرف ترجي ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . فتنة : خبر لعل مرفوع بالضمة . لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لفتنة . وجملة لعله فتنة في محل نصب بأدري . والكوفيون يجرون الترجي مجرى الاستفهام للتعليق عن العمل ، وهو الشاهد في الآية وفي آيات أخرى كثيرة ، كقوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة قريبة } ، وقوله تعالى : { وما يديك لعله يزكى } . وجملة إن أدري معطوفة على ما قبلها .
23 ـ قال الشاعر : ما كنت أدري قبل عزة ما البكى ولا موجعات القلب حتى تولتِ وما كنت : الواو حسب ما قبلها ، وما نافية لا عمل لها ، وكنت كان واسمها . أدري : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا . والجملة في محل نصب خبر كان . قبل عزة : قبل ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق بأدري ، وهو مضاف ، وعزة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث . ما البكى : ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، والبكى خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . والجملة الاسمية في محل نصب بأدري سدت مسد مفعوليها . ولا موجعات : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتأكيد النفي ، وموجعات معطوف على محل ما البكى منصوب مثله لأن محل البكى النصب . وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ، وموجعات مضاف ، والقلب مضاف إليه . حتى تولت : حتى حرف جر وغاية ، وتولت فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي يعود على عزة . وأن المحذوفة بعد حتى منسبكة مع الفعل بعدها في تأويل مصدر مجرور بحتى ، وشبه الجملة متعلق بالنفي الذي دل عليه " ما " في قوله ما كنت أدري . الشاهد قوله : ما كنت أدري ما البكى ، ولا موجعات . حيث إن الفعل " ادري " ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، وجملة ما البكى مكونة من المبتدأ والخبر ، وكان على الفعل أن يعمل في لفظهما النصب ، ولكن المبتدأ اسم استفهام ، واسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله لأن رتبته التصدير ، لهذا السبب امتنع عمل الفعل في لفظ المبتدأ والخبر ، وعمل في محلهما النصب ، وقد بينا ذلك في إعرابات سابقة فتدبرها . والدليل على أن الفعل عمل في محل المبتدأ والخبر النصب أنه لما عطف عليهما قوله " موجعات " جاء به منصوبا .
تعريفه : هو انشغال العامل المتعدي بالعمل في ضمير يعود على الاسم المتقدم ، أو بما يلابس ضميره . نحو : محمدا أكرمته . وواجبك اكتبه . 163 ـ ومنه قوله تعالى : { وكل شيء فصلناه تفصيلا }1 . وقوله تعالى : { والجبال أرساها }2 . وقوله تعالى : { والقمر قدرناه منازلا }3 . 24 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم : ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا ومثال انشغال الفعل بما يلابس ضمير الاسم المتقدم قولنا : صديقك أحسن وفادتَه , وعدوك اقطع دابره . وفي هذه الحالة نقدر فعلا ملائما للمعنى . نحو : أكرم صديقك أحسن وفادته . ومما تجدر الإشارة إليه أن الاسم المتقدم على الفعل في الأمثلة السابقة ، لا نقطع فيه النصب بفعل محذوف يفسره ما بعده . إذ يجوز فيه الرفع على الابتداء ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، إلا إذا توفرت فيه شروط معينة وجب فيه النصب . فـ " محمدا " يجوز أن نعربه مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور ، والتقدير : أكرمت محمدا أكرمته ، واكتب واجبك اكتبه ، وفصلنا كل شيء فصلناه ، وأرسى الجبال أرساها ، وقدرنا القمر قدرناه ، ونملأ ماء البحر نملؤه . ويجوز أن نعربه مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر . ــــــــــــــــــ * قسم من أقسام المفعول به المحذوف عامله . 1 ـ 12 الإسراء . 2 ـ 32 النازعات . 3 ـ 39 يس .
أولا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب النصب للاسم المشغول عنه : ــ يجب نصب الاسم المشغول عنه بفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور إذا وقع بعد الأدوات التي تختص بالفعل . كأدوات الاستفهام ما عدا الهمزة ، وأدوات الشرط ، والتخصيص ، والعرض . مثال الاستفهام : هل الواجب عملته ؟ وهل الخير فعلته ؟ مثال الشرط : إن محمدا صادفته فسلم عليه . وإن درسك أهملته عاقبتك . والتحضيض نحو : هلاّ الحق قلته . هلاّ العمل أتقنته . والعرض نحو : ألا صديقا تزره ، ألا العاجز ساعدته .
ثانيا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب الرفع : يجب رفع المشغول عنه إذا وقع مبتدأ ، وذلك في ثلاثة مواضع : 1 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا الشوارع تغمرها السيول . الشوارع : مبتدأ ، ولا يصح أن تكون مفعولا به لفعل محذوف ، لأن إذا الفجائية لم يوليها العرب إلا مبتدأ أو خبر . 164 ـ نحو قوله تعالى : { فألقاها فإذا هي حية تسعى }1 . وقوله تعالى : { فإذا لهم مكر في آياتنا }2 . فـ " إذا " الفجائية لا يقع بعدها إلا الجملة الاسمية {3} . فإن نصبنا بعدها الاسم بفعل محذوف امتنع ذلك ، لأنها لا تختص بالدخول على الأفعال . وعلى عكسها " إذا " التي للجزاء ، فهي لا تختص إلا بالدخول على الأفعال ، لأن ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 20 طه . 2 ـ البرهان في علوم القرآن ج4 ص194 . 3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص 66 .
الجزاء لا يكون إلا بالفعل {1} . 165 ـ نحو قوله تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين }2 . وقوله تعالى : { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة }3 . فإن جاء بعدها اسم رفعناه على تأويل فعل محذوف . 166 ـ نحو قوله تعالى : { وإذا الموءودة سئلت }4 . وقوله تعالى : { وإذا الجنة أزلفت }5 . وقوله تعالى : { إذا الشمس كورت }6 . والتقدير : فإذا سئلت الموءودة ، وقس عليه . 2 ـ بعد واو الحال . نحو : وصلت والشمس مائلة للمغيب . ونحو : صافحت محمدا وخالد يبتسم . وينام الناس والجندي تسهر عيناه . 3 ـ قبل ما له الصدارة كأدوات الاستفهام ، أو الشرط ، أو التحضيض ، أو كم الخبرية ، أو لام الابتداء ، أو ما النافية ، أو ما التعجبية ، أو إن وأخواتها . نحو : القلم هل أعدته لصاحبه ، والكتاب هل قرأته . ونحو : محمد إن يحضر فبلغه تحياتي ، والدرس متى تحفظه تنجح . ونحو : القصة هلاّ قرأتها ، والمقالة هلاّ كتبتها . ونحو : عليّ كم أحسنت إليه ، وعبد الله كم جالسته . ونحو : الكتاب لأنا اشتريته ، والواجب لأنا حللته . ونحو : الكذب ما قلته ، والشر ما فعلته . ونحو : الجو ما ألطفه ، والسماء ما أجملها . ونحو : يوسف إني أكرمه ، وأخون لعلي أعرفه . فلأسماء في الأمثلة السابقة ، والواقعة قبل ما له الصدارة جاءت مبتدآت ، والجمل بعدها في ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ الأزهية للهروي ص204 . 2 ـ 15 القلم . 3 ـ 34 الأعراف . 4 ـ 8 التكوير . 5 ـ 13 التكوير . 6 ـ 1 التكوير .
محل رفع أخبار لها ، ولا يصح نصب تلك الأسماء بأفعال محذوفة يدل عليها الأفعال المذكورة ، لأن الأفعال الواقعة بعد الأدوات السابقة لا تعمل فيما قبل تلك الأدوات ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا .
ثالثا ـ المواضع التي يتعين فيها ترجيح النصب : يرجح نصب المشغول عنه في ثلاثة مواضع هي : 1 ـ أن يقع بعد الاسم المشغول عنه فعل طلبي : أمر ، أو نهي ، أو دعاء . نحو : الدرس احفظه ، والصديق أكرمه . ونحو : الواجب لا تهمله ، والكتاب لا تمزقه . ونحو : عليا هداه الله ، وأحمد سامحه الله ، واللهم أمري يسره . 2 ـ أن يقع الاسم بعد : حتى ، وبل ، ولكن الابتدائيات . نحو : صافحت الحاضرين حتى محمدا صافحته . ونحو : ما عاقبت عليا ولكن يوسف عاقبته . ونحو : ما شربت الشاي بل اللبن شربته . 3 ـ أن يقع بعد همزة الاستفهام . نحو : أ الكتاب قرأته ، وأمحمدا كافأته . 167 ـ ومنه قوله تعالى : { أ هؤلاء من الله عليهم من بيننا }1 . وقوله تعالى : { قالوا أ بشرا منا واحدا نتبعه }2 . 4 ـ أن يقع الاسم جوابا لمستفهم عنه منصوب . نحو : عليا استقبلته . في جواب من سأل : من استقبلت ؟ ونحو : التمر أكلته . في جواب : ماذا أكلت ؟ 5 ـ أن يعطف الاسم المشغول عنه على جملة فعليه عمل فعلها النصب فيما بعده . نحو : شاهدت محمدا وعليا صافحته ، عاقبت المهمل والمجتهد كافأته . ــــــــــــــــــ 1 ـ 53 الأنعام . 2 ـ 24 القمر .
168 ـ ومنه قوله تعالى : { ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك }1 . فـ " رسلا " الثانية أجاز فيها النحاة النصب بفعل مضمر يفسره ما بعده . وقوله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم }2 . وقوله تعالى : { يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما }3 . فـ " الجان ، والظالمين " كل منهما مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده ، لعطفه على ما عمل فيه الفعل " خلقنا " وهو كلمة " الإنسان " ، والفعل " يدخل " ، ومعموله اسم الموصول " من " ، وتقدير الأفعال المحذوفة في الآيات الثلاث السابقة هي : وقصصنا رسلا ، وخلقنا الجان ، ويعذب الظالمين . ومنه قول ضبع الفزاري : أصبحت لا أحمل السلاح ولا أمــلك رأس البعيـــر إن نفــرا والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا الشاهد قوله : والذئب أخشاه . فنصب الذئب باعتباره مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل أخشى ، لأنه عطف على الجملة الفعلية في البيت الأول ، والتي نصب فيها الفعل مفعولا به وهي : لا أحمل السلاح ، ولا أملك رأس البعير . والتقدير : وأخشى الذئب . رابعا المواضع التي يتعين فيها ترجيح الرفع : ـ يترجح رفع الاسم المشغول عنه في غير المواضع السابقة ، أي إذا لم يكن ما يوجب نصبه ، أو يرجحه ، أو يوجب رفعه . نحو : المجتهد كافأته ، والمهمل عاقبته . فقد رجح النحاة في الاسم الواقع قبل الفعل كما هو واضح في الأمثلة السابقة الرفع ــــــــــــــــــــ 1 ـ 164 النساء . 2 ـ 31 الإنسان .
على الابتداء ، والجملة بعده في محل رفع خبر . وقد أجاز بعضهم نصبه على الاشتغال . فنقول : المجتهدَ كافأته . بنصب المجتهد ، ومحمدا أكرمته . 169 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك نتلوه عليك من الآيات }1 . فـ " ذلك " جاز فيها أن تكون في موضع على الابتداء ، وهو الأرجح ، والنصب على الاشتغال ، وهو المرجوح . ومنه قوله تعالى : { أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما }2 . جاز في " أولئك " الرفع لأنها مبتدأ ، وخبره الجملة الفعلية ، وجاز فيه النصب بإضمار فعل يفسره ما بعده فيكون من باب الاشتغال . إير أن الوجه الأول أرجح . وقد عللوا رجحان الوجه الأول بقولهم : أن من يقل : زيد ضربته . أفصح وأكثر شيوعا من قولهم : زيدا ضربته . بالنصب ، ولن معمول ما بعد حرف الاستقبال مختلف في جواز تقديمه في نحو : سأضرب زيدا ، وإذا كان كذلك فلا يجوز الاشتغال ، فالأجود الحمل على ما لا خلاف فيه {3} . ومنه قوله تعالى : { وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به }4 . فـ " ذلكم " يجوز فيها الرفع على الابتداء ، وخبره جملة وصاكم ، أو مفعول به منصوب على الاشتغال . والوجه الأول أحسن لما بينا آنفا من ترجيح الرفع على النصب في مثل هذه المواضع ، فتدبر ، والله أعلم .
خامسا ـ جواز الرفع والنصب : يجوز في الاسم المشغول عنه الرفع والنصب إذا عطفنا على الجملة ذات الوجهين والمقصود بالجملة ذات الوجهين : أنها الجملة التي صدرها اسم وعجزها فعل ، ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 58 آل عمران . 2 ـ 162 النساء . 3 ـ البحر المحيط ج3 ص396 وما بعدها . 4 ـ 152 الأنعام .
فهي اسمية باعتبارها مبتدأ وخبر ، وفعلية باعتبارها مختومة بفعل ومعموله {1} . نحو : محمد مسافر وعليٌّ أو عليا أنزلته عندي . ونحو : خالد أخفق وإبراهيمَ أو إبراهيمُ كافأته . ومنه قوله تعالى : { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل }2 . 170 ـ وقوله تعالى : { والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان }3 . فقد قرئ " القمر " بالرفع على الابتداء ، وقرئ بالنصب على الاشتغال {4} . وقال العكبري : إنه في رواية الرفع محمول على " آية " ، أو على و الشمس {5} أما " السماء " فقد قرأها الجمهور بالنصب على الاشتغال ، وقرأ أبو السمال بالرفع مراعيا مشاكلة الجملة الابتدائية ، أما الجمهور فقد راعوا مشاكلة الجملة التي تليه وهي " يسجدان " {6} .
تنبيهات وفوائد : 1 ـ يجوز النصب على الاشتغال لاسم الموصول المشبه بالشرط الذي دخلت في خبره الفاء . 171 ـ نحو قوله تعالى : { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما }7 . وقوله تعالى : { واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم }8 ــــــــــــــــــــــ 1 ـ شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم ص240 . 2 ـ 38 ، 39 يس . 3 ـ 6 ، 7 الرحمن . 4 ـ البحر المحيط ج7 ص 325 . 5 ـ العكبري ج2 ص 105 . 6 ـ البحر المحيط ج8 ص 189 ، والعكبري ج2 ص 123 . 7 ـ 16 النساء . 8 ـ 15 النساء .
ففي الآيتين السابقتين أجري الموصولان " اللذان ، و اللاتي " مجرى الشرط بدخول الفاء في الفعل " فاستشهدوا " ، و الفعل " فآذوهما " لذلك لا يجوز أن ينتصب كل من الموصولين السابقين بإضمار فعل يفسره ما بعده ، ويكون ذلك من باب الاشتغال ، لأن كلا من الفعلين المذكورين لا يصح أن يعمل في الاسم الموصول لجريانه مجرى فعل الشرط . وقال العكبري : لا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها في مثل هذا الموضع يعني الموضع السابق ـ ولو عري من ضمير المفعول ، لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط ، وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها {1} . وبناء على ما تقدم يعرب اسم الموصول في كل من الآيتين السابقتين مبتدأ ، وخبره في الآية الأولى : الجملة الفعلية " فاستشهدوا ... إلخ " مع جواز دخول الفاء زائدة على الخبر على رأي الجمهور ، لأن المبتدأ أشبه بالشرط في كونه موصولا عاما صلته فعل مستقبلي . ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره : فيما يتلى عليكم حكم اللاتي ، فحذف الخبر ، والمضاف إلى المبتدأ لدلالته عليهما ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، ونظيره ما تمثل به سيبويه في قوله تعالى : { الزانية والزاني فاجلدوا }2 . 172 ـ وقوله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا }3 . وما قيل في الآية الأولى يقال في الآية الثانية . وقد أجاز البعض النصب على تقدير إضمار فعل يفسره الخبر ، ويقبح أن يفسره ما في الصلة {4} . 2 ـ ذكرنا فيما سبق في تعريف الاشتغال أن بتقدم اسم ، ويتأخر عنه فعل ، أو وصف صالح للعمل فيما قبله منشغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره ، أو ملابسه . إلا أن بعض الأفعال لا يصلح ــــــــــــــــــــــــ 1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص 96 . 2 ـ 2 النور . 3 ـ 38 المائدة . 4 ـ مشكل إعراب القرآن ج1 ص 193 .
أن يكون ناصبا للاسم المتقدم عليه ولو لم يشغل عنه بضميره ، وذلك كالأفعال الواقعة شرطا ، أو جوابا ، أو كانت جامدة مسبوقة بما التعجبية ، وقد ذكرنا ذلك في موضعه ، وكذلك الفعل الواقع صفة . 173 ـ نحو قوله تعالى : { وكل شيء فعلوه في الزبر }1 . فـ " كل " وجب فيها الرفع على الابتداء ، لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا {2} . فالجملة الفعلية في محل رفع صفة لكل {3} . و " في الزبر " في محل رفع خبر . 3 ـ إن العامل المنشغل بضمير الاسم المتقدم عليه ، إما أن يكون فعلا كما في جميع الأمثلة الواردة في هذا الباب ، وقد يكون شبيها بالفعل في عمله ، كالأوصاف المشتقة من الفعل كاسم الفاعل ، واسم المفعول إذا جاءا بمعنى الحال ، أو الاستقبال ، وألا يقعا صلة " لأل " لامتناع عمل الصلة فيما قبلها ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا ، وعليه امتنع تفسير الصفة المشبهة ، فلا يجوز نحو : خالدا أنا الضاربه . ولا : وجه الأب محمد حسنه . ومن الأمثلة على الأوصاف التي توفرت فيها شروط العمل قولنا : محمدا أنا ضاربه . وعليا أنت أكرمته . 4 ـ إذا وقع الفعل جوابا للقسم فلا يفسر عاملا ، لذلك يجب رفع الاسم المتقدم . نحو : المجتهد والله لأكافئنه ، والمهمل والله لأعاقبنه . 174 ـ ومنه قوله تعالى : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم }4 . وقوله تعالى : { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة }5. ــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 52 القمر . 2 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص 80 . 3 ـ شرح الكافية للرضي ج1 ص 178 . 4 ـ 7 العنكبوت . 5 ـ 41 النحل .
فـ " المهمل ، والمجد ، والذين " في الآيتين السابقتين وجب في كل منها الرفع على الابتداء ، وجملة جواب القسم في محل رفع خبر . ذكر ذلك صاحب شرح الكافية فقال : " وكذا جواب القسم لا يعمل فيما قبل القسم ، فيجب الرفع في مثل : زيد والله لأضربنه ، لأن القسم له صدر الكلام لتأثيره في الكلام " {1} . ولكن البعض أجاز النصب بفعل محذوف يدل عليه الفعل المذكور ، وهو غير صحيح لأن جواب القسم لا يفسر ما قبله فانتبه . 5 ـ إذا فصلت " إلا " بين الفعل المتأخر عنها ، العامل في ضمير الاسم المتقدم عليها ، امتنع بصب الاسم على الاشتغال . نحو : ما كتاب إلا قرأته . وما عمل إلا أنجزته . فـ " كتاب ، وعمل " كل منهما واجب الرفع على الابتداء ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره ، ولا يصح نصبه على الاشتغال ، لأن ما بعد " إلا " لا يعمل فيما قبلها ، وعلة ذلك أن ما بعد " إلا " من حيث الحقيقة جملة مستأنفة ، لكن صيرت الجملتان في صورة جملة قصرا للاختصار ، فاقتصر على عمل ما قبل إلا فيما يليها فقط ، ولم يجز عمله فيما بعده على الأصح {2} . وما لا يعمل لا يفسر عاملا . 6 ـ يرجح رفع الاسم المشغول عنه إذا وقع بعد " أما " الفصلية . 175 ـ نحو قوله تعالى : { وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفينهم أجورهم }3 . وقوله تعالى : { فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا }4 . فـ " الذين " في الآيتين يرجح فيهما الرفع على الابتداء ، وجملة : فيوفينهم ... إلخ خبر في الآية الأولى ، وجملة : فأعذبهم ... إلخ خبر في الآية الثانية . وجوز البعض النصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره المذكور {5} . ـــــــــــــــــــــــ 1 ، 2 ـ شرح الكافية ج1 ص 165 . 3 ـ 57 آل عمران . 4 ـ 56 آل عمران . 5 ـ البحر المحيط ج2 ص 475 .
7 ـ يشترط في الاسم المشتغل عنه أن يكون معرفة حتى يصح الابتداء به ، كما مر معنا في الأمثلة السابقة في باب الاشتغال . نحو : هل الكتاب قرأته ؟ وهل عليا قابلته ؟ فإن جاء الاسم نكرة محضة أول بمعرفة . 176 ـ نحو قوله تعالى : { وأخرى تحبونها }1 . فـ " أخرى " صفة لموصوف محذوف ، والتقدير : النعمة ، أو المثوبة الأخرى . وأما قوله تعالى { ورهبانية ابتدعوها }2 . فلا يصح في " رهبانية " النصب على الاشتغال ، لأنها نكرة لا تصلح للابتداء ، والجملة بعدها صفة . وجاز الاشتغال فى قوله تعالى : { ورسلا قد قصصناهم عليك }3 . لأنه موضع تفضيل {4} . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 13 الصف . 2 ـ 27 الحديد . 3 ـ 164 النساء . 4 ـ البحر المحيط ج3 ص 398 .
نماذج من الإعراب
163 ـ قال تعالى : { وكل شيء فصلناه تفصيلاً } 12 الإسراء . وكل شيء : الواو حرف عطف ، وكل مفعول به منصوب على الاشتغال لفعل محذوف يفسره ما بعده لانشغال الفعل الثاني في العمل في الضمير المتصل به العائد على المفعول به المقدم ، وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه ، ورجح نصبه لتقدم جملة فعلية عليه . فصلناه : فعل وفاعل ومفعول به . تفصيلاً : مفعول مطلق منصوب بالفتحة .
24 ـ قال الشاعر : ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا ملأنا : فعل وفاعل . البر : مفعول به ، وجملة ملأنا لا محل لها من الإعراب مستأنفة . حتى ضاق : حتى حرف جر وغاية بعدها " ان " مضمرة وجوبا ، وضاق فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . عنا : جار ومجرور متعلقان بضاق . والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل ضاق في تأول مصدر مجرور بحتى ، وشبه الجملة متعلق بملأنا ، والبعض يرى أن حتى في هذا الموضع حرف ابتداء والجملة الفعلية بعده مستأنفة ، والوجه الأول أقوى معنى . وماء البحر : الواو حرف عطف ، وماء يجوز فيه الرفع والنصب ، فالرفع على الابتداء ، والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبره ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة لا محل لها من الإعراب مثلها . والنصب على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده ، وتكون الجملة فعليه معطوفة على مثلها ، والتقدير : ونملأ ماء البحر وماء مضاف ، والبحر مضاف إليه . نملؤه : نملأ فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية في محل رفع خبر لماء على رواية الرفع ، ولا محل لها من الإعراب على رواية النصب ، لأنها مفسرة . سفينا : تمييز منصوب بالفتحة .
164 ـ قال تعالى : { فألقاها فإذا هي حية تسعى } 20 طه . فألقاها : الفاء واقعة في جواب الأمر ، وألقى فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به . فإذا : الفاء حرف عطف ، وإذا فجائية لا عمل لها ، ويجوز فيها الاسمية والحرفية على خلاف بين النحاة . هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . حية : خبر مرفوع بالضمة . تسعى : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي . وجملة تسعى في محل رفع خبر ثان لهي ، أو في محل نصب حال من حية . وهذه المسألة فيها خلاف بين سيبويه والكسائي عرفت بالمسألة الزنبورية . وجملة إذا معطوفة على ما قبلها .
165 ـ قال تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } 15 القلم . إذا : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه . تتلى : فعل ماض مبني للمجهول . عليه : جار ومجرور متعلقان بتتلى . وجملة تتلى في محل جر بإضافة إذا إليها . آياتنا ك نائب فاعل ، وآيات مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة . قال : فعل ماض ن والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة قال لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط غير جازم . أساطير : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هي أساطير ، وأساطير مضاف . الأولين : مضاف إليه مجرور بالياء .
166 ـ قال تعالى : { وإذا الموءودة سئلت } 8 التكوير . وإذا : الواو حرف عطف ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه ، وجوابها " علمت نفس " . الموءودة : نائب فاعل لفعل مقدر يفسره ما بعده ، وإلى هذا جنح الزمخشري ومنع أن يرفع بالابتداء ، لأن إذا تتقاضى الفعل لما فيها من معنى الشرط ، ولكن ما منعه الزمخشري من وقوع المبتدأ بعد إذا أجازه الكوفيون والأخفش من البصريين . سئلت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي يعود على الموءودة . وجملة إذا معطوفة على ما قبلها .
167 ـ قال تعالى : { أ هؤلاء منّ الله عليهم من بيننا } 53 الأنعام . أ هؤلاء : الهمزة للاستفهام التقريري والتهكمي ، وهؤلاء اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . منّ : فعل ماض . الله : لفظ الجلالة فاعل ، والجملة في محل رفع خبر هؤلاء ، وجملة أ هؤلاء وما بعدها في محل نصب مقول القول السابق . عليهم : جار ومجرور متعلقان بمن . من بيننا : جار ومجرور ، ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال . ويجوز أن نعرب هؤلاء مفعول به في محل نصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر العامل في ضميره بوساطة حرف الجر " على " ، ويكون المفسر من حيث المعنى لا من حيث اللفظ ، والتقدير : أ فضل الله هؤلاء ومن عليهم ، وتكون جملة من الله عليه لا محل لها من الإعراب لأنه مفسرة ، وإنما صاغ هذا الوجه وفضله الكثيرون لأنه ولي همزة الاستفهام وهي أداة يغلب مجيء الفعل بعدها .
168 ـ قال تعالى : { ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك }164النساء. ورسلاً : الواو حرف عطف ، ورسلاً مفعول به لفعل محذوف معطوف على أوحينا تقديره وآتينا . قد : حرف تحقيق . قصصناهم : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل نصب صفة لرسلاً . عليك : جار ومجرور متعلقان بقصصنا . من قبل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال . ورسلا : الواو حرف عطف ، والجملة معطوفة على ما تقدم .
169 ـ قال تعالى : { ذلك نتلوه عليك من الآيات } 58 آل عمران . ذلك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . نتلوه : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل رفع خبر . عليك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال . ويجوز أن يكون اسم الإشارة مبتدأ ، وجملة نتلوه في محل نصب على الحال . من الآيات :جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر . ويجوز في اسم الإشارة أن يكون في محل نصب على الاشتغال ، والوجه الأول أرجح .
170 ـ قال تعالى : ( والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ) 6 الرحمن . والنجم : الواو حرف عطف ، والنجم مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة . والشجر : الواو حرف عطف ، والشجر معطوف على القمر . يسجدان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو فاعل ، والجملة في محل رفع خبر النجم ، وجملة النجم معطوفة على ما قبلها . والسماء : مفعول به بفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : ورفع السماء . والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها . رفعها : رفع فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والحملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها .
171 ـ قال تعالى : ( واللذان يأتيانها منكم فآذوهما ) 16 النساء . واللذان : الواو حرف عطف ، واللذان اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يعرب إعراب المثنى . يأتيانها : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل ، وهاء الغائب العائد على الفاحشة في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . فآذوهما : الفاء رابطة ، وآذوا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل رفع خبر اللذان .
172 ـ قال تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) 38 المائدة . والسارق : الواو حرف استئناف ، والسارق مبتدأ مرفوع ، وخبره محذوف ، والتقدير : فيما فرض عليكم السارق والسارقة ، أي : حكمهما . فحذف المضاف الذي هو " حكم " ، وأقيم المضاف إليه مقامه وهو السارق والسارقة ، وحذف الخبر وهو الجار والمجرور ، لأن الفاء بعده تمنع من نصبه على الاشتغال كما هي القاعدة ، إذ يترجح النصب قبل الطلب وهي أي : الفاء التي جاءت لشبهه بالشرط تمنع أن يكون ما بعدها الخبر ، لأنها لا تدخل عليه أبدا ، فلم يبق إلا الرفع . ويرى الأخفش والمبرد وجماعة أن الخبر هو الجملة الأمرية " فاقطعوا " ، وإنما دخلت الفاء في الخبر ، لأنه يشبه الشرط ، لأن الألف واللام في كلمة السارق والسارقة موصولة بمعنى الذي والتي ، والصفة صلتها . وقد أجاز الزمخشري ذلك ، وإن رجح ما ارتآه سيبويه . وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب مستأنفة . والسارقة : الواو عاطفة ، والسارقة معطوفة على السارق مرفوعة . فاقطعوا : الفاء واقعة في جواب " أل " الموصولة ، واقطعوا فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل . أيديهما : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، وأيدي مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة .
173 ـ قال تعالى : ( وكل شئ فعلوه في الزبر ) 52 القمر . وكل شئ : الواو حرف عطف ، وكل مبتدأ ، وكل مضاف وشئ مضاف عليه . فعلوه : فعل ماض ، وفاعل ، ومفعول به ، والجملة في محل رفع صفة لكل . في الزبر : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . وجملة كل وما بعدها معطوفة على ما قبلها .
174 ـ قال تعالى : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ) 7 العنكبوت . والذين : الواو حرف عطف ، والذين اسم موصول في محل رفع مبتدأ . آمنوا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة الذين وما بعدها معطوفة على ما قبلها . وعملوا : الواو حرف عطف ، وعملوا معطوفة على آمنوا . الصالحات : مفعول به لعملوا . لنكفرن : اللام موطئة للقسم ، ونكفرن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن . وجملة نكفرن في محل رفع خبر الذين . عنهم : جار ومجرور متعلقان بنكفرن . سيئاتهم : مفعول به منصوب بالكسرة .
175 ـ قال تعالى : ( وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ) 57 آل عمران . وأما : الواو حرف عطف ، وأما حرف شرط وتفصيل غير جازم . الذين : اسم موصول في محل رفع مبتدأ . آمنوا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها صلة الموصول . وعملوا : الواو حرف عطف ، وعملوا معطوف على آمنوا . الصالحات مفعول به منصوب بالكسرة . فيوفيهم : الفاء رابطة لجواب أما ، ويوفيهم فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . أجورهم : مفعول به ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة فيوفيهم في محل رفع خبر الذين . وجملة الذين وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .
176 ـ قال تعالى : ( وأخرى تحبونها ) 13 الصف . وأخرى : الواو حرف عطف ، وأخرى مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، وخبره المقدم محذوف ، والتقدير : لكم نعمة أخرى ، ويجوز في أخرى أن تكون منصوبة على إضمار فعل تقديره : ويمنحكم أخرى ، وحملة تحبونها صفة لأخرى ، أو يكون منصوبا بفعل مضمر يفسره الفعل تحبون ، فيكون من باب الاشتغال ، وحينئذ لا تكون جملة تحبونا صفة ، لأنها مفسرة للعامل قبل أخرى . تحبونها : فعل مضارع مرفوع بثبت النون ، والواو في محل رفع فاعله ، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به . والجملة إما في محل رفع خبر المبتدأ ، أو صفة ، أو مفسرة حسب ما ذكرنا سابقا ، والله أعلم .
هو الربط بين حدثين يتوقف ثانيهما على الأول . نحو : إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان . 177 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم }1 . 178 ـ وقوله تعالى : { ومن يؤمن بالله يهد قلبه }2 . تركيب جملة الشرط : كما هو واضح من التعريف السابق أن جملة الشرط تتكون من جملتين صغيرتين ، تسمى الأولى جملة فعل الشرط ، وتسمى الثانية جملة جواب الشرطوجزائه . فالنجاح في المثال الأول مرتبط بالدراسة الجيدة ، ومتوقف عليها ، فإذا تمت الدراسة الجيدة حصل النجاح ، وكذلك العكس ، فإن لم تتم الدراسة الجيدة لم يحصل النجاح . وأدوات الشرط هي العاملة في فعلي الشرط ، وجوابه لفظا ، ومحلا إذا كان الفعلين مضارعين ، أو محلا فقط إذا كان الفعلين غير مضارعين . كما تربط بين معنى جملتي الشرط لتجعل منهما جملة واحدة تسمى تلك الجملة مع الأداة جملة الشرط ، أو أسلوب الشرط . ومما سبق يتضح أن جملة الشرط تتكون من أداة الشرط ، وفعل الشرط ، وجواب الشرط وجزائه . أقسام أدوات الشرط ومعانيها : 1 ـ أدوات شرط جازمة . 2 ـ أدوات شرط غير جازمة ، سنقوم بدراستها مع أساليب النحو ( أسلوب الشرط ) . ــــــــــــــــ 1 ـ 17 التغابن . 2 ـ 11 التغابن .
أدوات الشرط الجازمة لفعلين :
تنقسم أدوات الشرط الجازمة إلى : حروف الشرط ، وأسماء الشرط . أ ـ حرفا الشرط هما : إنْ ، وإذما . 179 ـ نحو قوله تعالى : { إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم }1 وقوله تعالى : { إن تمسسكم حسنة تسؤهم }2 . وقوله تعالى : { إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف }3 . ونحو : إذما تجتهد تنل جائزة . إذما : حرف شرط مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب . تجتهد : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره : أنت ، تنل : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه قول : عباس بن مرداس : إذْ ما أتيت على الرسول فقل له حقا عليك إذا اطمأن المجلس وتفصيل القول في الحرفين السابقين كالتالي :
أولا ـ إنْ : حرف شرط جازم ، يفيد تعليق الشرط بالجواب فقط . نحو قوله تعالى : { إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل }4 . وقوله تعالى : { إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد }5 . وقوله تعالى : { إن نشا ننزل عليهم من السماء آية }6 . ـــــــــــ 1 ـ 31 النساء . 2 ـ 130 آل عمران . 3 ـ 38 الأنفال . 4 ـ 50 التوبة . 5 ـ 16 فاطر . 6 ـ 4 الشعراء .
ولحرف الشرط " إن " استعمالات كثيرة نوردها فيما يلي : 1 ـ من الأمثلة السابقة يتضح لنا أن المفروض في " إن " الشرطية أن تجزم فعلين لفظا ، أو محلا ، يسمى الأول فعل الشرط ، ويسمى الثاني جواب الشرط وجزاءه غير أنه قد يأتي بعدها اسم ، وفي هذه الحالة نقدر بعدها فعلا محذوفا يفسره الفعلالمذكور . نحو : إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه . إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب . محمد : فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير : إن تأخر محمد فعاقبه . ومنه قوله تعالى : إن امرؤ هلك ليس له ولد ولها أخت فلها نصف ما ترك }1 . وقوله تعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك }2 . 2 ــ يكثر مجيء " ما " الزائدة بعدها ، فتدغم فيها النون . نحو : إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة . إمَّا : أصلها : إن الشرطية مدغمة مع ما الزائدة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون لا محل لهما من الإعراب . 180 ـ ومنه قوله تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله }3 . وقوله تعالى : { فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما }4 . وقوله تعالى : { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف }5 . 3 ـ قد يأتي بعد إن الشرطية فعل مضارع منفي بلا النافية التي لا عمل لها ، فتدغم " لا " في " النون " . نحو : إلا تحضر الامتحان ترسب . ـــــــــــــــ 1 ـ 176 النساء . 2 ـ 6 التوبة . 3 ـ 200 الأعراف . 4 ـ 26 مريم . 5 ـ 23 الإسراء . يـــتـــبـــع >>>
إلا : أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون ، لا محل لهما من الإعراب . 181 ـ ومنه قوله تعالى : { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما }1 . وقوله تعالى : { إلا تنصروه فقد نصره الله }2 . ثانيا ـ إذما : حرف شرط جازم ، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة على الزمن الماضي ، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت ، ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل ، وأصبحت مع " ما " بمثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا ، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين ، وبمنزلة " إنما " . نحو : إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك . 25 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا وقد أجاز الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما " ، كما أجاز ذلك في " حيث " ، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا ، فإنه يمكن الاستشهاد عليه بقوله تعالى : ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف }3 . فيكون فعل الشرط في الآية " فاعتزلتموهم " ، وجوابه " فأوا " ، والله أعلم . ب ـ أسماء الشرط : أما أسماء الشرط فهي : من ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أنى ، أين ، حيثما ،كيفما ، أي . وهي كلها مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد ، وسنوضح ذلك بالتفصيل في موضعه . ـــــــــــــ 1 ـ 39 التوبة . 2 ـ 40 التوبة . 1 ـ 16 الكهف .
1 ـ من : اسم شرط للعاقل ، تربط بين فعل الشرط ، وجوابه بذات واحدة عاقلة . نحو : من يحفظ القصيدة ينل درجة . 182 ـ ومنه قوله تعالى : { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها }1 . وقوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }2 . وقوله تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا }3 . 2 ـ ما : اسم شرط لغير العاقل ، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة . نحو : ما تفعل من شيء يعلمه الله . 183 ـ ومنه قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }4 . وقوله تعالى : { وما تفعلوا من خير يوف إليكم }5 . وقوله تعالى : { وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم }6 . ومنه قوله تعالى : { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } 7 . وقوله تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله } 8 . 3 ـ مهما : اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة ، وإبهامه يجعله لغير العاقل .نحو : مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم . 183 ـ وقوله تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين }9 . ــــــــــــ 1 ـ 85 النساء . 2 ـ 7 الزلزلة . 3 ـ 65 البقرة . 4 ـ 106 البقرة . 5 ـ 272 البقرة . 6 ـ 60 الأنفال . 7 ـ 2 فاطر . 8 ـ 53 النحل . 9 ـ 132 الأعراف .
وفي " مهما " قول ذكره سيبويه قال : سألت الخليل عن " مهما " فقال : هي " ما " أدخلت معها " ما " ولكنهم استقبحوا تكرار لفظ واحد فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى . وقال بعضهم أن " مهما " حرف واستدلوا على حرفيتها بقول زهير بن أبي سلمى : ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم فقد أعرب البعض " خليقة " اسم لتكن ، و " من " زائدة ، فتعين خلو الفعل من الضمير ، والصحيح أن " مهما : اسم ، وتكن الناقصة اسمها ضمير مستتر فيها تقديره : هي ، وقد جعل الضمير مؤنثا تبعا لمعنى " مهما " لأن لفظها مذكر ، والمراد منها هنا الخليقة ، فهي مفسرة بمؤنث ، فجاز تأنيث الضمير الراجع عليها بهذا الاعتبار . (1) 26 ـ ومنه قول الطفيل الغنوي : نبئـت أن أبا شــُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ 4 ـ متى : اسم شرط جازم يفيد الزمان ، فهي تربط الجواب ، والشرط بزمن واحد . نحو : متى تخلص في عملك تنل رضى الله . 27 ـ ومنه قال سحيم بن وثيل الرياحي : أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني 28 ـ وقول الآخر : متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد 5 ـ أيان : اسم شرط للزمان المستقبل . نحو : أيان تطع الله يساعدك . أيان تأتي تلق ما يسرك . 29 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا ، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا ـــــــــــ 1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشرالطوال ، معلقة زهير بن أبي سلمى ص92 محمد على الدرة .
ومنه قول الآخر : بلا نسبة . إذا النجمة الأدماء كانت بقفزة فإيان ما تعدل به الريح تنزلِ 6 ـ أنّى : اسم شرط يفيد المكان ، يربط الشرط والجواب بمكان واحد . نحو : أنّى تدع الله تجده سميعا ، ونحو : أنى تأته تأت رجلا كريما . 30 ـ قال الشاعر : خليلــيَّ أنَّى تأتيانــيَ تأتـيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول أنّى : اسم شرط جازم لفعلين ، وهو ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تجده " . تدع : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . الله : لفظ الجلالة مفعول به . تجده : جواب الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . سميعا : مفعول به ثاني . ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . فأصبحتَ أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر 7 ـ أين : اسم شرط للمكان . نحو : أين تسقط الأمطار تخضر المراعي . أين : اسم شرط جازم ، مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية . تسقط : فعل الشرط مجزوم بالسكون . الأمطار : فاعل مرفوع بالضمة . تخضر : جواب الشرط مجزوم بالسكون . المراعي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل . ويكثر اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة الواحدة . 185 ـ نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت }1 . وقوله تعالى : { أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا }2 . وقوله تعالى : {أينما يوجهه لا يأت بخير }3 . وقوله تعالى : {أينما يوجهه لا يأت بخير }4 . 186 ـ ومنه قوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }5 . 8 ـ حيثما : اسم شرط للمكان . نحو : حيثما تستقم يقد لك الله نجاحا . وحيثما تذهب تجد أصدقاء . ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ " ما " الزائدة ، ويكونان كالكلمة الواحدة ، وبدون " ما " تكون " حيث " ظرفا مكانيا غير جازم . 9 ـ كيفما : اسم شرط يدل على الحال ، ويشترط في عملها أن تقترن بـ " ما " الزائدة ، كما هو الحال في " حيثما " ، و " إذما " وبدنها تكون اسما للاستفهام دالا على الحالية ، ويشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفط والمعنى . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك . وكيفما تكن الأمة يكن الولاة . 9 ـ أي : اسم شرط معرب مضافة لما بعدها من الأسماء المفردة . نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في الكبر . 187 ـ ومنه قوله تعالى : { أيًا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }6 . ــــــــــــــ 1 ـ 78 النساء . 2 ـ 77 النساء . 3 ـ 148 البقرة . 4 ـ 76 النحل . 5 ـ 144 البقرة . 6 ـ 110 الإسراء .
إعراب أدوات الشرط
يطلق كثير من النحاة على ما اختلطت فيه الحروف بالأسماء اسم " الأدوات " ما دامت كلها في باب واحد ، وعملها واحد ، وذلك تجاوزا ، لكي لا يقول البعض هذه حروف ، وتلك أسماء إلا في حالة التفصيل ، فاستعملوا لها مسمى وسطا يجمع بين الحرفية ، والاسمية . وإليك تفصيل القول في إعراب تلك الأدوات .
أولا ـ إنْ ، وإذما : حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب . 188 ـ نحو قوله تعالى : { قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله }1 . وقوله تعالى : { إن تأمنه بقنطار يؤده إليك }2 . ونحو : إذ ما تفعل يعلمه الله .
ثانيا ـ من ، وما ، ومهما : أسماء شرط مبنية ، كل منها في محل : 1 ـ رفع مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط متعديا ، واستوفى مفعوله . 189 ـ نحو قوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }3 . وقوله تعالى : ومن يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 . 190 ـ وقوله تعالى : { ما أصابك من حسنة فمن الله }5 . 191 ـ قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين )6 . فمن ، وما ، ومهما في الآيات السابقة جاء كل منها مبدأ ، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر . أو كان فعل الشرط لازما لا يتعدى إلى مفعول . نحو : من يجتهد ينجح . مهما تعش تسمع بما لا تسمع . ــــــــــــــــ 1 ـ 29 آل عمران . 2 ـ 75 آل عمران . 3 ـ 123 النساء . 4 ـ 63 التوبة . 5 ـ 79 النساء . 6 ـ 132 الأعراف .
ومنه قوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }1 . وقوله تعالى : { من كفر فعليه كفره }2 . فـ " من " في المثالين والآيتين السابقتين في محل رفع مبتدأ ، لأن أفعال الشرط التي تليها لازمة ، وجملتي الفعل والجواب في محل رفع خبر . أو كان فعل الشرط ناقصا استوفى اسمه وخبره . 193 ـ نحو قوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }3 . وقوله تعالى : { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك }4 . وقوله تعالى : { من كان يريد تواب الدنيا فعند الله تواب الدنيا والآخرة }5 . وقوله تعالى : { وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم }6 . فـ " من " في الآيات السابقة جاءت في محل رفع مبتدأ ، لأن فعل الشرط كان الناقصة وقد استوفى اسمه ، وخبره . 2 ـ وتأتي في محل نصب مفعول به ، إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : من تجامل أجامله . وما تزرع اليوم تحصد غدا . ومهما تفعل يعلمه الله . 194 ـ ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }7 . وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }8 . وقوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بأحسن منها }9 . 195 ـ وقوله تعالى : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله }10. ـــــــــــــــــ 1 ـ 160 الأنعام . 2 ـ 44 الروم . 3 ـ 75 مريم . 4 ـ 97 البقرة 0 5 ـ 134 النساء . 6 ـ 136 الأنعام . 7 ـ 178 الأعراف . 8 ـ 186 الأعراف . 9 ـ 106 البقرة . 10 ـ 5 الحشر .
فـ " من وما ومهما " في الأمثلة ، والآيات السابقة جاء كل منها في محل نصب مفعول به ، لأن أفعال الشرط متعدية ، ولم تستوف مفاعيلها . 3 ـ وتأتي في محل نصب خبر إذا كان فعل الشرط ناقصا ، ولم يستوف خبره . نحو : مهما يكن عملك فأنت ملوم . فـ " مهما " في محل نصب خبر يكن . 4 ـ تأتي " ما ، ومهما " في محل نصب مفعول مطلق ، إذا دلتا على حدث . نحو : مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة . والتقدير : أي سير تسر .
ثالثا ـ متى وأيان : اسمان مبنيان ، الأول على السكون ، والثاني على الفتح في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط . نحو : متى تأتينا نستقبلك . وأيان تطع الله يساعدك . متى : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط . 31 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم : متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا وقول الآخر : متى تزره تلق من عرفه ما شئت من طيب ومن عطر وقول الآخر : وأحلم عن خلِّي وأعلم أنه متى أجزه حلما عن الجهل يندم
رابعا ـ أنَّى ، وأين وأينما ، وحيثما : وتعرب أسماء مبنية ، أنى مبنية على السكون وأين ، وأينما ، وحيثما مبنيات على الفتح ، وجميعها في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط . و" ما " في أينما ، وحثما زائدة . نحو : أين تسافر يسهل الله أمرك . وأينما تقم تجد أصدقاء . ونحو : أنى تدع الله تره سميعا . وحيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا . 196 ـ ومنه قوله تعالى : {أينما يوجّهّه لا يأت بخير }1 . ومنه قوله تعالى : { أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا }2 . وقوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }3 . خامسا ـ كيفما : اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط و " ما " زائدة . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك . فـ " كيف " اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط وهو الضمير المقدر " أنت " ، لأن فعل الشرط تام . وتأتي خبرا في محل نصب لفعل الشرط إذا كان ناقصا . نحو : كيفما يكن المرء يكن قرينه . سادسا ـ أي : اسم شرط معرب ، لإضافتها إلى الاسم المفرد ، وتعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي : 1 ـ مبتدأ ، إذا كان فعل لشرط متعديا ، واستوفى مفعوله . نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك . 2 ـ وتأتي مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط لازما لا يحتاج إلى مفعول به . نحو : أيُّ طالب يجتهد يتفوق في الامتحان . 3 ـ وتعرب مفعولا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : أيَّ كتاب تقرأ تستفد منه . ومنه قوله تعالى : { أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى }4 . 4 ـ وتعرب حالا من فاعل فعل الشرط . نحو : أيا تجلس أجلس بجوارك . فـ " أيا " حال من الضمير المستتر في " تجلس " . وكون " أي " تضاف إلى الأسماء المفردة ، فهي تضاف إلى العاقل . ــــــــــــــــ
1 ـ 76 النحل . 2ـ 61 الأحزاب . 3 ـ 150 البقرة . 4 ـ 110 الإسراء . يــــــــتــــــــبـــــــع >>>>
إلا : أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون ، لا محل لهما من الإعراب . 181 ـ ومنه قوله تعالى : { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما }1 . وقوله تعالى : { إلا تنصروه فقد نصره الله }2 . ثانيا ـ إذما : حرف شرط جازم ، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة على الزمن الماضي ، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت ، ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل ، وأصبحت مع " ما " بمثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا ، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين ، وبمنزلة " إنما " . نحو : إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك . 25 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا وقد أجاز الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما " ، كما أجاز ذلك في " حيث " ، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا ، فإنه يمكن الاستشهاد عليه بقوله تعالى : ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف }3 . فيكون فعل الشرط في الآية " فاعتزلتموهم " ، وجوابه " فأوا " ، والله أعلم . ب ـ أسماء الشرط : أما أسماء الشرط فهي : من ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أنى ، أين ، حيثما ،كيفما ، أي . وهي كلها مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد ، وسنوضح ذلك بالتفصيل في موضعه . ـــــــــــــ 1 ـ 39 التوبة . 2 ـ 40 التوبة . 1 ـ 16 الكهف .
1 ـ من : اسم شرط للعاقل ، تربط بين فعل الشرط ، وجوابه بذات واحدة عاقلة . نحو : من يحفظ القصيدة ينل درجة . 182 ـ ومنه قوله تعالى : { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها }1 . وقوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }2 . وقوله تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا }3 . 2 ـ ما : اسم شرط لغير العاقل ، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة . نحو : ما تفعل من شيء يعلمه الله . 183 ـ ومنه قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }4 . وقوله تعالى : { وما تفعلوا من خير يوف إليكم }5 . وقوله تعالى : { وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم }6 . ومنه قوله تعالى : { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } 7 . وقوله تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله } 8 . 3 ـ مهما : اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة ، وإبهامه يجعله لغير العاقل .نحو : مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم . 183 ـ وقوله تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين }9 . ــــــــــــ 1 ـ 85 النساء . 2 ـ 7 الزلزلة . 3 ـ 65 البقرة . 4 ـ 106 البقرة . 5 ـ 272 البقرة . 6 ـ 60 الأنفال . 7 ـ 2 فاطر . 8 ـ 53 النحل . 9 ـ 132 الأعراف .
وفي " مهما " قول ذكره سيبويه قال : سألت الخليل عن " مهما " فقال : هي " ما " أدخلت معها " ما " ولكنهم استقبحوا تكرار لفظ واحد فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى . وقال بعضهم أن " مهما " حرف واستدلوا على حرفيتها بقول زهير بن أبي سلمى : ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم فقد أعرب البعض " خليقة " اسم لتكن ، و " من " زائدة ، فتعين خلو الفعل من الضمير ، والصحيح أن " مهما : اسم ، وتكن الناقصة اسمها ضمير مستتر فيها تقديره : هي ، وقد جعل الضمير مؤنثا تبعا لمعنى " مهما " لأن لفظها مذكر ، والمراد منها هنا الخليقة ، فهي مفسرة بمؤنث ، فجاز تأنيث الضمير الراجع عليها بهذا الاعتبار . (1) 26 ـ ومنه قول الطفيل الغنوي : نبئـت أن أبا شــُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ 4 ـ متى : اسم شرط جازم يفيد الزمان ، فهي تربط الجواب ، والشرط بزمن واحد . نحو : متى تخلص في عملك تنل رضى الله . 27 ـ ومنه قال سحيم بن وثيل الرياحي : أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني 28 ـ وقول الآخر : متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد 5 ـ أيان : اسم شرط للزمان المستقبل . نحو : أيان تطع الله يساعدك . أيان تأتي تلق ما يسرك . 29 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا ، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا ـــــــــــ 1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشرالطوال ، معلقة زهير بن أبي سلمى ص92 محمد على الدرة .
ومنه قول الآخر : بلا نسبة . إذا النجمة الأدماء كانت بقفزة فإيان ما تعدل به الريح تنزلِ 6 ـ أنّى : اسم شرط يفيد المكان ، يربط الشرط والجواب بمكان واحد . نحو : أنّى تدع الله تجده سميعا ، ونحو : أنى تأته تأت رجلا كريما . 30 ـ قال الشاعر : خليلــيَّ أنَّى تأتيانــيَ تأتـيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول أنّى : اسم شرط جازم لفعلين ، وهو ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تجده " . تدع : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . الله : لفظ الجلالة مفعول به . تجده : جواب الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . سميعا : مفعول به ثاني . ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . فأصبحتَ أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر 7 ـ أين : اسم شرط للمكان . نحو : أين تسقط الأمطار تخضر المراعي . أين : اسم شرط جازم ، مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية . تسقط : فعل الشرط مجزوم بالسكون . الأمطار : فاعل مرفوع بالضمة . تخضر : جواب الشرط مجزوم بالسكون . المراعي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل . ويكثر اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة الواحدة . 185 ـ نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت }1 . وقوله تعالى : { أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا }2 . وقوله تعالى : {أينما يوجهه لا يأت بخير }3 . وقوله تعالى : {أينما يوجهه لا يأت بخير }4 . 186 ـ ومنه قوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }5 . 8 ـ حيثما : اسم شرط للمكان . نحو : حيثما تستقم يقد لك الله نجاحا . وحيثما تذهب تجد أصدقاء . ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ " ما " الزائدة ، ويكونان كالكلمة الواحدة ، وبدون " ما " تكون " حيث " ظرفا مكانيا غير جازم . 9 ـ كيفما : اسم شرط يدل على الحال ، ويشترط في عملها أن تقترن بـ " ما " الزائدة ، كما هو الحال في " حيثما " ، و " إذما " وبدنها تكون اسما للاستفهام دالا على الحالية ، ويشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفط والمعنى . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك . وكيفما تكن الأمة يكن الولاة . 9 ـ أي : اسم شرط معرب مضافة لما بعدها من الأسماء المفردة . نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في الكبر . 187 ـ ومنه قوله تعالى : { أيًا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }6 . ــــــــــــــ 1 ـ 78 النساء . 2 ـ 77 النساء . 3 ـ 148 البقرة . 4 ـ 76 النحل . 5 ـ 144 البقرة . 6 ـ 110 الإسراء .
إعراب أدوات الشرط
يطلق كثير من النحاة على ما اختلطت فيه الحروف بالأسماء اسم " الأدوات " ما دامت كلها في باب واحد ، وعملها واحد ، وذلك تجاوزا ، لكي لا يقول البعض هذه حروف ، وتلك أسماء إلا في حالة التفصيل ، فاستعملوا لها مسمى وسطا يجمع بين الحرفية ، والاسمية . وإليك تفصيل القول في إعراب تلك الأدوات .
أولا ـ إنْ ، وإذما : حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب . 188 ـ نحو قوله تعالى : { قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله }1 . وقوله تعالى : { إن تأمنه بقنطار يؤده إليك }2 . ونحو : إذ ما تفعل يعلمه الله .
ثانيا ـ من ، وما ، ومهما : أسماء شرط مبنية ، كل منها في محل : 1 ـ رفع مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط متعديا ، واستوفى مفعوله . 189 ـ نحو قوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }3 . وقوله تعالى : ومن يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 . 190 ـ وقوله تعالى : { ما أصابك من حسنة فمن الله }5 . 191 ـ قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين )6 . فمن ، وما ، ومهما في الآيات السابقة جاء كل منها مبدأ ، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر . أو كان فعل الشرط لازما لا يتعدى إلى مفعول . نحو : من يجتهد ينجح . مهما تعش تسمع بما لا تسمع . ــــــــــــــــ 1 ـ 29 آل عمران . 2 ـ 75 آل عمران . 3 ـ 123 النساء . 4 ـ 63 التوبة . 5 ـ 79 النساء . 6 ـ 132 الأعراف .
ومنه قوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }1 . وقوله تعالى : { من كفر فعليه كفره }2 . فـ " من " في المثالين والآيتين السابقتين في محل رفع مبتدأ ، لأن أفعال الشرط التي تليها لازمة ، وجملتي الفعل والجواب في محل رفع خبر . أو كان فعل الشرط ناقصا استوفى اسمه وخبره . 193 ـ نحو قوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }3 . وقوله تعالى : { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك }4 . وقوله تعالى : { من كان يريد تواب الدنيا فعند الله تواب الدنيا والآخرة }5 . وقوله تعالى : { وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم }6 . فـ " من " في الآيات السابقة جاءت في محل رفع مبتدأ ، لأن فعل الشرط كان الناقصة وقد استوفى اسمه ، وخبره . 2 ـ وتأتي في محل نصب مفعول به ، إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : من تجامل أجامله . وما تزرع اليوم تحصد غدا . ومهما تفعل يعلمه الله . 194 ـ ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }7 . وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }8 . وقوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بأحسن منها }9 . 195 ـ وقوله تعالى : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله }10. ـــــــــــــــــ 1 ـ 160 الأنعام . 2 ـ 44 الروم . 3 ـ 75 مريم . 4 ـ 97 البقرة 0 5 ـ 134 النساء . 6 ـ 136 الأنعام . 7 ـ 178 الأعراف . 8 ـ 186 الأعراف . 9 ـ 106 البقرة . 10 ـ 5 الحشر .
فـ " من وما ومهما " في الأمثلة ، والآيات السابقة جاء كل منها في محل نصب مفعول به ، لأن أفعال الشرط متعدية ، ولم تستوف مفاعيلها . 3 ـ وتأتي في محل نصب خبر إذا كان فعل الشرط ناقصا ، ولم يستوف خبره . نحو : مهما يكن عملك فأنت ملوم . فـ " مهما " في محل نصب خبر يكن . 4 ـ تأتي " ما ، ومهما " في محل نصب مفعول مطلق ، إذا دلتا على حدث . نحو : مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة . والتقدير : أي سير تسر .
ثالثا ـ متى وأيان : اسمان مبنيان ، الأول على السكون ، والثاني على الفتح في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط . نحو : متى تأتينا نستقبلك . وأيان تطع الله يساعدك . متى : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط . 31 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم : متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا وقول الآخر : متى تزره تلق من عرفه ما شئت من طيب ومن عطر وقول الآخر : وأحلم عن خلِّي وأعلم أنه متى أجزه حلما عن الجهل يندم
رابعا ـ أنَّى ، وأين وأينما ، وحيثما : وتعرب أسماء مبنية ، أنى مبنية على السكون وأين ، وأينما ، وحيثما مبنيات على الفتح ، وجميعها في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط . و" ما " في أينما ، وحثما زائدة . نحو : أين تسافر يسهل الله أمرك . وأينما تقم تجد أصدقاء . ونحو : أنى تدع الله تره سميعا . وحيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا . 196 ـ ومنه قوله تعالى : {أينما يوجّهّه لا يأت بخير }1 . ومنه قوله تعالى : { أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا }2 . وقوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }3 . خامسا ـ كيفما : اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط و " ما " زائدة . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك . فـ " كيف " اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط وهو الضمير المقدر " أنت " ، لأن فعل الشرط تام . وتأتي خبرا في محل نصب لفعل الشرط إذا كان ناقصا . نحو : كيفما يكن المرء يكن قرينه . سادسا ـ أي : اسم شرط معرب ، لإضافتها إلى الاسم المفرد ، وتعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي : 1 ـ مبتدأ ، إذا كان فعل لشرط متعديا ، واستوفى مفعوله . نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك . 2 ـ وتأتي مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط لازما لا يحتاج إلى مفعول به . نحو : أيُّ طالب يجتهد يتفوق في الامتحان . 3 ـ وتعرب مفعولا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : أيَّ كتاب تقرأ تستفد منه . ومنه قوله تعالى : { أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى }4 . 4 ـ وتعرب حالا من فاعل فعل الشرط . نحو : أيا تجلس أجلس بجوارك . فـ " أيا " حال من الضمير المستتر في " تجلس " . وكون " أي " تضاف إلى الأسماء المفردة ، فهي تضاف إلى العاقل . ــــــــــــــــ
1 ـ 76 النحل . 2ـ 61 الأحزاب . 3 ـ 150 البقرة . 4 ـ 110 الإسراء . يــــــــتــــــــبـــــــع >>>>
إلا : أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون ، لا محل لهما من الإعراب . 181 ـ ومنه قوله تعالى : { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما }1 . وقوله تعالى : { إلا تنصروه فقد نصره الله }2 . ثانيا ـ إذما : حرف شرط جازم ، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة على الزمن الماضي ، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت ، ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل ، وأصبحت مع " ما " بمثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا ، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين ، وبمنزلة " إنما " . نحو : إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك . 25 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا وقد أجاز الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما " ، كما أجاز ذلك في " حيث " ، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا ، فإنه يمكن الاستشهاد عليه بقوله تعالى : ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف }3 . فيكون فعل الشرط في الآية " فاعتزلتموهم " ، وجوابه " فأوا " ، والله أعلم . ب ـ أسماء الشرط : أما أسماء الشرط فهي : من ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أنى ، أين ، حيثما ،كيفما ، أي . وهي كلها مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد ، وسنوضح ذلك بالتفصيل في موضعه . ـــــــــــــ 1 ـ 39 التوبة . 2 ـ 40 التوبة . 1 ـ 16 الكهف .
1 ـ من : اسم شرط للعاقل ، تربط بين فعل الشرط ، وجوابه بذات واحدة عاقلة . نحو : من يحفظ القصيدة ينل درجة . 182 ـ ومنه قوله تعالى : { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها }1 . وقوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }2 . وقوله تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا }3 . 2 ـ ما : اسم شرط لغير العاقل ، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة . نحو : ما تفعل من شيء يعلمه الله . 183 ـ ومنه قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }4 . وقوله تعالى : { وما تفعلوا من خير يوف إليكم }5 . وقوله تعالى : { وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم }6 . ومنه قوله تعالى : { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } 7 . وقوله تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله } 8 . 3 ـ مهما : اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة ، وإبهامه يجعله لغير العاقل .نحو : مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم . 183 ـ وقوله تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين }9 . ــــــــــــ 1 ـ 85 النساء . 2 ـ 7 الزلزلة . 3 ـ 65 البقرة . 4 ـ 106 البقرة . 5 ـ 272 البقرة . 6 ـ 60 الأنفال . 7 ـ 2 فاطر . 8 ـ 53 النحل . 9 ـ 132 الأعراف .
وفي " مهما " قول ذكره سيبويه قال : سألت الخليل عن " مهما " فقال : هي " ما " أدخلت معها " ما " ولكنهم استقبحوا تكرار لفظ واحد فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى . وقال بعضهم أن " مهما " حرف واستدلوا على حرفيتها بقول زهير بن أبي سلمى : ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم فقد أعرب البعض " خليقة " اسم لتكن ، و " من " زائدة ، فتعين خلو الفعل من الضمير ، والصحيح أن " مهما : اسم ، وتكن الناقصة اسمها ضمير مستتر فيها تقديره : هي ، وقد جعل الضمير مؤنثا تبعا لمعنى " مهما " لأن لفظها مذكر ، والمراد منها هنا الخليقة ، فهي مفسرة بمؤنث ، فجاز تأنيث الضمير الراجع عليها بهذا الاعتبار . (1) 26 ـ ومنه قول الطفيل الغنوي : نبئـت أن أبا شــُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ 4 ـ متى : اسم شرط جازم يفيد الزمان ، فهي تربط الجواب ، والشرط بزمن واحد . نحو : متى تخلص في عملك تنل رضى الله . 27 ـ ومنه قال سحيم بن وثيل الرياحي : أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني 28 ـ وقول الآخر : متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد 5 ـ أيان : اسم شرط للزمان المستقبل . نحو : أيان تطع الله يساعدك . أيان تأتي تلق ما يسرك . 29 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا ، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا ـــــــــــ 1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشرالطوال ، معلقة زهير بن أبي سلمى ص92 محمد على الدرة .
ومنه قول الآخر : بلا نسبة . إذا النجمة الأدماء كانت بقفزة فإيان ما تعدل به الريح تنزلِ 6 ـ أنّى : اسم شرط يفيد المكان ، يربط الشرط والجواب بمكان واحد . نحو : أنّى تدع الله تجده سميعا ، ونحو : أنى تأته تأت رجلا كريما . 30 ـ قال الشاعر : خليلــيَّ أنَّى تأتيانــيَ تأتـيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول أنّى : اسم شرط جازم لفعلين ، وهو ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تجده " . تدع : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . الله : لفظ الجلالة مفعول به . تجده : جواب الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . سميعا : مفعول به ثاني . ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . فأصبحتَ أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر 7 ـ أين : اسم شرط للمكان . نحو : أين تسقط الأمطار تخضر المراعي . أين : اسم شرط جازم ، مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية . تسقط : فعل الشرط مجزوم بالسكون . الأمطار : فاعل مرفوع بالضمة . تخضر : جواب الشرط مجزوم بالسكون . المراعي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل . ويكثر اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة الواحدة . 185 ـ نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت }1 . وقوله تعالى : { أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا }2 . وقوله تعالى : {أينما يوجهه لا يأت بخير }3 . وقوله تعالى : {أينما يوجهه لا يأت بخير }4 . 186 ـ ومنه قوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }5 . 8 ـ حيثما : اسم شرط للمكان . نحو : حيثما تستقم يقد لك الله نجاحا . وحيثما تذهب تجد أصدقاء . ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ " ما " الزائدة ، ويكونان كالكلمة الواحدة ، وبدون " ما " تكون " حيث " ظرفا مكانيا غير جازم . 9 ـ كيفما : اسم شرط يدل على الحال ، ويشترط في عملها أن تقترن بـ " ما " الزائدة ، كما هو الحال في " حيثما " ، و " إذما " وبدنها تكون اسما للاستفهام دالا على الحالية ، ويشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفط والمعنى . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك . وكيفما تكن الأمة يكن الولاة . 9 ـ أي : اسم شرط معرب مضافة لما بعدها من الأسماء المفردة . نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في الكبر . 187 ـ ومنه قوله تعالى : { أيًا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }6 . ــــــــــــــ 1 ـ 78 النساء . 2 ـ 77 النساء . 3 ـ 148 البقرة . 4 ـ 76 النحل . 5 ـ 144 البقرة . 6 ـ 110 الإسراء .
إعراب أدوات الشرط
يطلق كثير من النحاة على ما اختلطت فيه الحروف بالأسماء اسم " الأدوات " ما دامت كلها في باب واحد ، وعملها واحد ، وذلك تجاوزا ، لكي لا يقول البعض هذه حروف ، وتلك أسماء إلا في حالة التفصيل ، فاستعملوا لها مسمى وسطا يجمع بين الحرفية ، والاسمية . وإليك تفصيل القول في إعراب تلك الأدوات .
أولا ـ إنْ ، وإذما : حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب . 188 ـ نحو قوله تعالى : { قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله }1 . وقوله تعالى : { إن تأمنه بقنطار يؤده إليك }2 . ونحو : إذ ما تفعل يعلمه الله .
ثانيا ـ من ، وما ، ومهما : أسماء شرط مبنية ، كل منها في محل : 1 ـ رفع مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط متعديا ، واستوفى مفعوله . 189 ـ نحو قوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }3 . وقوله تعالى : ومن يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 . 190 ـ وقوله تعالى : { ما أصابك من حسنة فمن الله }5 . 191 ـ قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين )6 . فمن ، وما ، ومهما في الآيات السابقة جاء كل منها مبدأ ، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر . أو كان فعل الشرط لازما لا يتعدى إلى مفعول . نحو : من يجتهد ينجح . مهما تعش تسمع بما لا تسمع . ــــــــــــــــ 1 ـ 29 آل عمران . 2 ـ 75 آل عمران . 3 ـ 123 النساء . 4 ـ 63 التوبة . 5 ـ 79 النساء . 6 ـ 132 الأعراف .
ومنه قوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }1 . وقوله تعالى : { من كفر فعليه كفره }2 . فـ " من " في المثالين والآيتين السابقتين في محل رفع مبتدأ ، لأن أفعال الشرط التي تليها لازمة ، وجملتي الفعل والجواب في محل رفع خبر . أو كان فعل الشرط ناقصا استوفى اسمه وخبره . 193 ـ نحو قوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }3 . وقوله تعالى : { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك }4 . وقوله تعالى : { من كان يريد تواب الدنيا فعند الله تواب الدنيا والآخرة }5 . وقوله تعالى : { وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم }6 . فـ " من " في الآيات السابقة جاءت في محل رفع مبتدأ ، لأن فعل الشرط كان الناقصة وقد استوفى اسمه ، وخبره . 2 ـ وتأتي في محل نصب مفعول به ، إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : من تجامل أجامله . وما تزرع اليوم تحصد غدا . ومهما تفعل يعلمه الله . 194 ـ ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }7 . وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }8 . وقوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بأحسن منها }9 . 195 ـ وقوله تعالى : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله }10. ـــــــــــــــــ 1 ـ 160 الأنعام . 2 ـ 44 الروم . 3 ـ 75 مريم . 4 ـ 97 البقرة 0 5 ـ 134 النساء . 6 ـ 136 الأنعام . 7 ـ 178 الأعراف . 8 ـ 186 الأعراف . 9 ـ 106 البقرة . 10 ـ 5 الحشر .
فـ " من وما ومهما " في الأمثلة ، والآيات السابقة جاء كل منها في محل نصب مفعول به ، لأن أفعال الشرط متعدية ، ولم تستوف مفاعيلها . 3 ـ وتأتي في محل نصب خبر إذا كان فعل الشرط ناقصا ، ولم يستوف خبره . نحو : مهما يكن عملك فأنت ملوم . فـ " مهما " في محل نصب خبر يكن . 4 ـ تأتي " ما ، ومهما " في محل نصب مفعول مطلق ، إذا دلتا على حدث . نحو : مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة . والتقدير : أي سير تسر .
ثالثا ـ متى وأيان : اسمان مبنيان ، الأول على السكون ، والثاني على الفتح في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط . نحو : متى تأتينا نستقبلك . وأيان تطع الله يساعدك . متى : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط . 31 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم : متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا وقول الآخر : متى تزره تلق من عرفه ما شئت من طيب ومن عطر وقول الآخر : وأحلم عن خلِّي وأعلم أنه متى أجزه حلما عن الجهل يندم
رابعا ـ أنَّى ، وأين وأينما ، وحيثما : وتعرب أسماء مبنية ، أنى مبنية على السكون وأين ، وأينما ، وحيثما مبنيات على الفتح ، وجميعها في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط . و" ما " في أينما ، وحثما زائدة . نحو : أين تسافر يسهل الله أمرك . وأينما تقم تجد أصدقاء . ونحو : أنى تدع الله تره سميعا . وحيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا . 196 ـ ومنه قوله تعالى : {أينما يوجّهّه لا يأت بخير }1 . ومنه قوله تعالى : { أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا }2 . وقوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }3 . خامسا ـ كيفما : اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط و " ما " زائدة . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك . فـ " كيف " اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط وهو الضمير المقدر " أنت " ، لأن فعل الشرط تام . وتأتي خبرا في محل نصب لفعل الشرط إذا كان ناقصا . نحو : كيفما يكن المرء يكن قرينه . سادسا ـ أي : اسم شرط معرب ، لإضافتها إلى الاسم المفرد ، وتعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي : 1 ـ مبتدأ ، إذا كان فعل لشرط متعديا ، واستوفى مفعوله . نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك . 2 ـ وتأتي مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط لازما لا يحتاج إلى مفعول به . نحو : أيُّ طالب يجتهد يتفوق في الامتحان . 3 ـ وتعرب مفعولا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : أيَّ كتاب تقرأ تستفد منه . ومنه قوله تعالى : { أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى }4 . 4 ـ وتعرب حالا من فاعل فعل الشرط . نحو : أيا تجلس أجلس بجوارك . فـ " أيا " حال من الضمير المستتر في " تجلس " . وكون " أي " تضاف إلى الأسماء المفردة ، فهي تضاف إلى العاقل . ــــــــــــــــ
1 ـ 76 النحل . 2ـ 61 الأحزاب . 3 ـ 150 البقرة . 4 ـ 110 الإسراء . يــــــــتــــــــبـــــــع >>>>
نحو : أي طالب يجتهد يتفوق . وتضاف إلى غير العاقل . نحو : أي كتاب تقرأه ينمِ ثقافتك . وتضاف إلى المصدر ، فتعرب مفعولا مطلقا . نحو : أي ادخار تدخره يدعم مستقبلك . وتضاف إلى الزمان ، أو المكان ، فتعرب مفعولا فيه . نحو : أي ساعة تحضر تجدني في انتظارك . ونحو : أي بلد تسافر تجد أصدقاء .
جواز ووجوب الحذف في فعل الشرط وجوابه
أولا ـ جواز حذف فعل الشرط : يجوز حذف فعل الشرط في المواضع التالية : 1 ـ إذا وقع بعد " إن " المدغمة بـ " لا " النافية . نحو : قل خيرا وإلا فاصمت . والتقدير : قل خيرا وإن لا تقل فاصمت . ومنه قول الشاعر : فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام والتقدير : وإن لا تطلقها يعل ... إلخ . 2 ـ يجوز حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل ، والدليل هو سياق الآيات الكريمة . كقوله تعالى : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم }1 . والتقدير : إن افتخرتم ( أو ما في معناه ) بقتلهم فلم تقتلوهم ، وقوله : " ولكن الله قتلهم " يستدل به على المحذوف . ـــــــــ 1 ـ 17 الأنفال .
وقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } 1 . فالجواب في الآية السابقة : يحببكم الله ، وحذف الشرط مع الأداة ، والتقدير : فإن تتبعوني . والدليل قوله : " فاتبعوني " المذكورة في الآية . 3 ـ ويجوز حذف الشرط بدون الأداة إذا وقع بعد " من " المتلوة بـ لا النافية . نحو : من أكرمك فأكرمه ومن لا فدعه . والتقدير : ومن لا يكرمك فدعه .
ثانيا ـ جواز حذف جواب الشرط . يجوز حذف جواب الشرط إذا وجد ما يحل محله ويدل عليه . نحو قوله تعالى : { فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فأتيهم بآية }2 . والتقدير : فابتغ ، أو افعل . ومنه قوله تعالى : { كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }3 . الجواب محذوف ، والتقدير : لارتعدتم . وقد دل عليه قوله تعالى : لترون الجحيم . وقوله تعالى : { أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }4 . حذف جواب الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من الآية وهو قوله : { ولو كنتم في بروج مشيدة } . والتقدير : يدركم الموت ، ودل عليه جواب الشرط في قوله { أينما تكونوا يدركم الموت } . فكان حذف جواب الشرط في الجزء الثاني من الآية لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من الآية عليه .
ثالثا ـ وجوب حذف جواب الشرط : يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية : ــــــــــــــــــ 1 ـ 31 الأعراف . 2 ـ 35 الأنعام . 3 ـ 5 ، 6 التكاثر . 4 ـ 78 النساء .
1 ـ إذا كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف . نحو : أنت ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد . التقدير : إن كتبت الدرس فأنت مجتهد . فوجب حذف جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه ، ولكونه جاء سابقا لفعل الشرط الدال على الزمن الماضي . 2 ـ إذا تقدم جواب الشرط قسم دال عليه . نحو قوله تعالى : { ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين }1 . تم حذف جواب الشرط من الآية ، لأن القسم أحق بالجواب منه ، فالقسم إذا سبق الشرط كان الجواب له دون الشرط ، لأن جواب الشرط خبر يجوز فيه التصديق ، والتكذيب ، في حين جواب القسم لا يحتمل إلا الصدق ، لذلك كان أولى من الشرط بالجواب . والتقدير : إن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين . فيكون حينئذ الجواب للشرط . والدليل على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط ، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم الموطئة له ، والتقدير : والله لئن اتبعت ... الآية . 3 ـ يجب حذف جواب الشرط ، إذا كان فعل الشرط ماضيا ، وتقدم ما يدل على الجواب المحذوف . نحو : أنت تستحق الجائزة إن تفوقت . والتقدير : إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة . فحذف الجواب لوجود القرينة الدالة عليه ، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن . ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم . . . الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ ـــــــــــ 1 ـ 37 الرعد .
فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر " . والتقدير : أكفر عنك خطاياك .
جواز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا : يجوز حذف فعل الشرط وجوابه معا ، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل . نحو : من ساعدك فساعده وإلا فلا . فقد حذف فعل الشرط وجوابه . والتقدير : وإن لم يساعدك فلا تساعده . ومنه قول الشاعر : قالت بنات العم يا سلمى وإن كانــــ فقيرا معدما ، قالت : وإن الشاهد قوله : وإن كان فقيرا معدما ارتضي به . فانحذف الفعل والجواب معا .
اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة : 1 ـ إذا تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة ، فالجواب للشرط من باب أولى ، وهذا هو الصحيح . نحو : إن تحضر إلينا ــ والله ــ نكرمك . فالجواب : نكرمك ، يكون للشرط مجزوما . 2 ـ ويكون الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم ، ولكن تقدم عليها مبتدأ ، يكون الشرط والقسم خبرا له . نحو : أنت والله إن تجتهد تتفوق . فالجواب : تتفوق ، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه ، والدليل على مجيئه جوابا للشرط جزمه بأداة الشرط ، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ " أنت " على القسم والشرط ، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر . ومنه : العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية . 3 ـ إذا تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان الجواب للقسم . نحو : والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله . الجواب : لتنجحن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل اتصال الفعل بلام القسم ، وتوكيده بالنون ، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما . ومنه قوله تعالى : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن }1 . الجواب : ليخرجن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل : اتصاله بلام القسم ، وتوكيده بالنون . وقوله تعالى : { قال تالله إن كدت لَتُردِين }1 . وقوله تعالى : { وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم }2 . وقوله تعالى : { قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين }3 .
اقتران جواب الشرط بالفاء
ذكرنا سابقا أن الشرط هو تعليق لفعل الشرط ، وجملة جوابه ، كما يتوقف الجواب على الشرط ، وأن فعل الشرط أساس في وجود الجواب . لذلك لا بد أن يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما : فعل الشرط ، وجواب الشرط ، ولكل منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية ، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط . وهذه الصور هي : 1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا ، وجوابه مضارعا . نحو : من يدرس ينجح . ومنه قوله تعالى : { ومن يغلل يأت بما غل }4 . ـــــــــــ 1 ـ 53 النور .
يلاحظ أرقام الآيات الأربعة التي حذفت . وقوله تعالى : { إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين }1 . . وقله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }2 . 2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا . نحو قوله تعالى : { لو نشأ لجعلناه حطاما }3 . وقوله تعالى : { فأينما تولوا فثم وجه الله }4 . 3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا . نحو : إن ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم . ومنه قوله تعالى : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم }5 . وقوله تعالى : { إن شاء جعل لكم خيرا }6 . 4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا . نحو : حيثما أقمت تجد أصدقاء . ومنه قوله تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه }7 . وقوله تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم }8 . يتضح من هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه ، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد جاء أفعالا ، إما مضارعة ، وإما ماضية ، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط ، للأسباب الآتية : 1 ـ إنها أفعال مشتقة غير جامدة . 2 ـ لم تكن أفعالا طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما . ـــــــــــــــــ 1 ـ 100 آل عمران . 2 ـ 123 النساء . 3 ـ 65 الواقعة . 4 ـ 115 البقرة . 5 ـ 7 الإسراء . 6 ـ 10 الفرقان . 7 ـ 20 الشورى . 8 ـ 15 هود .
ـ لم تكن أفعالا منفية بما ، أو لن . 4 ـ لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح ، كالسين ، وسوف ، ولن . 5 ـ لم تكن جملا اسمية . وبعد هذه التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس ، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء ، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط ، ومتى لا يكون صالحا له . وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون جوابا للشرط ، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في القائمة السابقة ، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة ، والفاء حرف يدل على السببية ، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه . وإليك أخي الدارس بعض الأمثلة والشواهد على اقتران جواب الشرط بالفاء : ــ 1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية . نحو : إن تدرس فالنجاح حليفك . ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }1 . وقوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله خير منها }2 . وقوله تعالى : { وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون }3 . وقوله تعالى : { إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل }4 . وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }5 . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 178 الأعراف . 2 ـ 89 النمل . 3 ـ 39 الروم . 4 ـ 37 النحل . 5 ـ 186 الأعراف .
ومنه قول الشاعر : إن كان عادكمُ عيد فربَّ فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن الشاهد : فربَّ ، وقد دخلت الفاء عليها باعتبارها حرف شبيه بالزائد لا يدخل إلا على الأسماء . 2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد ، والفعل الجامد هو مان دائما على صورة الماضي ، فلا يؤخذ منه مضارع ، ولا أمر ، ومنه : نعم ، وبئس ، وعسى ، وليس . نحو : إن تحضر فنعم بحضورك . ومنه قوله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي }1 . وقوله تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين }2 وقوله تعالى : { فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا }3 . وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء }4 . 3 ــ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما . نحو : متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر . ونحو : إن ترد الأجر فلا تهمل العمل . ونحو : أيان نزرك فهل تكن موجودا ؟ ومنه قوله تعالى:{ من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء }5 . وقوله تعالى : { يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه }6 . وقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني }7 . ــــــــــــــــــ
1 ـ 271 البقرة . 2 ـ 67 القصص . 3 ـ 19 النساء . 4 ـ 28 آل عمران . 5 ـ 178 الأعراف . 6 ـ 41 المائدة . 7 ـ 31 آل عمران .
وقوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }1 . وقوله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول }2 . ومثال النهي : من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا . ومنه قوله تعالى : { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني }3 . ومثال الاستفهام : متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا . ومنه قوله تعالى : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده }4 . 4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما ، أو لن ، أو لا " . نحو : من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل . ومنه قوله تعالى : { إن توليتم فما سألتكم من أجر }5 . وقوله تعالى : { ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا }6 . وقوله تعالى : { إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير }7 . ونحو : من يعتذر فلن نقبل عذره . ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه }8 . وقوله تعالى : { ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا }9 . وقوله تعالى : { ومن يضلل فلن يجد له وليا مرشدا }10 . وقوله تعالى : { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم }11 . ونحو : من يقصر فلا يلومنَّ إلا نفسه . ـــــــــــــــــــــ 1 ـ 75 مريم . 2 ـ 59 النساء . 3 ـ 76 الكهف . 4 ـ 160 آل عمران . 5 ـ 72 يونس . 6 ـ 80 النساء . 7 ـ 63 هود . 8 ـ 97 الإسراء . 9 ـ 144 آل عمران . 10 ـ 17 الكهف . 11 ـ 80 التوبة .
ومنه قوله تعالى : { من يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا }1 . وقوله تعالى : { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره }2 . وقوله تعالى : { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }3 . وقوله تعالى : { ومن كفر فلا يحزنك كفره }4 . وقوله تعالى : { فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله }5 . 5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد ، أو السين ، أو سوف " . نحو : من يتفوق فقد يفوز بالجائزة . ومنه قوله تعالى : { ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما }6 . وقوله تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }7 . وقوله تعالى : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما }8 . وقوله تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله }9 . ومثال السين : من يفعل الخير فسيجده عن الله . ومنه قوله تعالى : { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما }10 . وقوله تعالى : { فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا فسيدخلهم في رحمة من }11 . ومثال سوف : متى تفز فسوف تنال جائزة . ومنه قوله تعالى : { وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله }12 . وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا }13 . وقوله تعالى : { فإن استقر مكانه فسوف تراني }14 . ـــــــــــــــ 1 ـ 13 الجن . 2 ـ 230 البقرة . 3 ـ 123 طه . 4 ـ 23 لقمان . 5 ـ 136 الأنفال . 6 ـ 48 النساء . 7 ـ 19 الأنفال . 8 ـ 4 التحريم . 9 ـ 80 النساء . 10 ـ 10 الفتح . 11 ـ 175 النساء . 12 ـ 28 التوبة . 13 ـ 30 النساء . 14 ـ 143 الأعراف .
فوائد وتنبيهات 1 ـ يجب أن تكون جملة فعل الشرط جملة فعلية ، ولا يصح أن تكون غير ذلك . نحو : من يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ . أما جملة جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية ، ولكنها قد تأتي جملة اسمية ، وعندئذ لا تصلح أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة ، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها في محل جزم جواب الشرط ، وذلك كما مر معنا في مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء . 2 ـ إذا جاء فعل الشرط ، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة الشرط لا يقع عليه مباشرة كما هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية ، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا . أي : تكون جملة جواب الشرط في محل جزم . 3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء ، أو مسبوق بالواو ، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب ، وجاز فيه الرفع على الاستئناف ، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة . نحو : إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك . فيجوز في " فيفرح " الأوجه الثلاثة التي ذكرنا سابقا . ومنه قوله تعالى : { وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء }1 . ومثال العطف بالواو : متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم . ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه ، واتصلت به الفاء ، أو الواو . نحو : من يجتهد فيسر به والداه ينجح . أو : من يجتهد ويسر به والداه ينجح . فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط ، أو النصب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، أو الرفع على الاستئناف . ـــــــــــ 1 ـ 284 البقرة .
4 ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه ، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية : أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية . ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية ، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل . ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى : { فلما نجاهم إذا هم يبغون }1 ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }2 . وقوله تعالى : { فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون }3 . فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية ، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء " . 5 ـ تعرب جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية ، في محل جر مضاف إليه . أما جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب ، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم بأداة الشرط . 6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما ، وبدون عاطف للثاني على الأول ، فإن جواب الشرط للأداة الأولى . كقوله تعالى : ( إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم )4 . ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . إن تستغيثوا بنا ، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها كرم فالجواب " تجدوا " ، وهو جواب للشرط الأول : أن تستغيثوا ، لأنه صاحب الصدارة في الكلام ، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني ، ولأن الشرط الثاني : إمَّا جاء به الشاعر للتوكيد ، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر . ـــــــــــــــ 1 ـ 23 يونس . 2 ـ 36 الروم . 3 ـ 48 الروم . 4 ـ 34 هود .
أما إذا كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو " ، أو بـ " أو " ، أو بـ " الفاء " يكون القول كالتالي : أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته ، وكان حرف العطف هو " الواو " ، يكون الجواب للفعلين معا ، لأن الواو تفيد الجمع . نحو : من يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر . ب ـ إذا كان العطف بينهما بـ " أو " ، الجواب لأحدهما ، لأن أو تفيد التخيير . نحو : إن تشترك في إعداد الصحيفة ، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة . فالجواب : تنل جائزة ، يكون لأي الفعلين شئت . ج ـ وإذا كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني ، لأن الفاء تفيد مع العطف الترتيب . نحو : متى تبذل جهدك ، فإن تجتهد تنجح في الامتحان . فالجواب : تنجح ، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني ، لأن الفاء تفيد الترتيب . 7 ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا ، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة ، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا ، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها " ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة ، أو غير جازمة . ونذكر على سبيل المثال بعضا من أقوال النحاة : لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط ، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله : " والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا ، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا " (1) . ويقول سيبويه وكثير : " يجازي بها معنى لا عملا ، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى . نحو : كيف تصنع أصنع . ولا يجوز كيف تجلس أذهب . باتفاق . ــــــــــ 1 ــ الكافية لابن الحاجب ج2 ، ص 117 .
ويستطرد سيبويه فيقول : سألت الخليل عن قوله : كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال : هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء ، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم : كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1) . وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2) . ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3) ، ولا في شذور الذهب (4) . كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5 ، 6 ، 7 ، 8 ) . ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9) . ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10) . ونقول وبالله التوفيق : إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين " كيف " الاستفهامية الحالية ، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط ، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع ، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة ، والله أعلم . ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج3 ص 60 الطبعة الثالثة 1983 تحيق وشرح عبد السلام هارون . وانظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص453 . 2 ــ شرح المفصل لبن يعش ج7 ، ص 40 . 3 ـ قطر الندى لابن هشام ص 85 . 4 ــ شذور الذهب لابن هشام ص 334 . 5 ــ شرح الأشموني ج3 ، ص 583 . 6 ــ شرح ابن الناظم ص 693 . 7 ــ شرح ابن عقيل ج2 ، ص 365 . 8 ــ أوضح المسالك على شرح الألفية ج3 ، ص 189 . 9 ـ انظر ألفية ابن معط ج 1 ص 319 . 10 ـ انظر المفصل للخليل بن أحمد الفراهيدي ص 252 .
نماذج من الإعراب
177 ـ قال تعالى : ( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ) 17 التغابن . إن : حرف شرط جازم لفعلين ، مبني على اسكون لا محل له من الإعراب . تقرضوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة . قرضا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، حسنا : صفة منصوبة لـ " قرضا " . يضاعفه : يضاعق فعل مضارع مجزوم بإن جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه السكون ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . لكم : جار ومجرور متعلقان بيضاعف .
178 ـ قال تعالى : { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } 11 التغابن ومن : الواو حرف عطف ، من أسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يؤمن : فعل مضارع مجزوم بمن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، بالله جار ومجرور متعلقان بيؤمن . يهد : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، قلبه : مفعول به ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " .
179 ـ قال تعالى : { إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } 31 النساء . إن : حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب . تجتنبوا : فعل مضارع مجزوم بإن فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل كبائر : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . تنهون : فعل مضارع من الأفعال الخمسة مبني للمجهول ، مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعله . عنه : جار ومجرور متعلقان بتنهون . وجملة تنهون وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . نكفر : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن يعود على الله . عنكم : جار ومجرور متعلقان بنكفر . سيئاتكم : مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم ، وهو مضاف والكاف في محل جر مضاف إلية ، والميم علامة الجمع . وجملة إن تجتنبوا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة ، لأنه كلام مسوق للدعوة إلى اجتناب كبائر الله .
180 ـ قال تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } 200 الأعراف . وإما : الواو حرف عطف ، وإن شرطية جازمة أدغمت نونها بما الزائدة . ينزغنك : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وهو في محل جزم فعل الشرط ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به . من الشيطان : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، لأنه كان في الأصل صفة لـ " نزغ " ، ونزغ : فاعل . نزغ : فاعل مرفوع بالضمة . فاستعذ : الفاء رابطة لجواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، واستعذ فعل أمر مبني على السكون في محل جزم جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . بالله : جار ومجرور متعلقان باستعذ . وجملة الشرط وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .
181 ـ قال تعالى : إلاّ تنفروا يعذبكم الله عذابا أليما ) 39 التوبة . إلا : إن حرف شرط جازم ، ولا نافية لاعمل لها . تنفروا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . يعذبكم : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على الله ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . عذابا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وأليما صفة منصوبة .
25 ـ قال الشاعر : وإنك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا وإنك : إن حرف توكيد ونصب ، والكاف اسمه . إذما : حرف شرط جازم لفعلين ، فعل الشرط وجوابه . تأت : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره : أنت . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لتأت . أنت : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . آمر : خبر . به : جار ومجرور متعلقان بآمر . والجملة من المبتدأ وخبر لا محل لها من الإعراب صلة " ما " الموصولة . تلف : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت لتلف . من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول . إياه : ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم على عامله " تأمر " . تأمر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . وجملة : تأمر وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . آتيا : مفعول به ثان لتلف . الشاهد : " إذ ما تأت ... تلف " حيث جزم بإذما فعلين . الأول فعل الشرط : تأت ، والثاني جواب الشرط : تلف .
182 ـ قال تعالى :{ من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها } 85 النساء . من : اسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ . يشفع : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون . والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا ، تقديره : هو يعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم . شفاعة : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وحسنة صفة منصوبة . يكن : فعل مضارع ناقص ، جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحذفت الواو للتخفيف له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن مقدما . نصيب : اسم يكن مرفوع بالضمة . منها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لنصيب . وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " . وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية لأنها مسوقة لبيان أن للرسول صلى الله عليه وسلم يدا في تحريض المؤمنين على القتال والجهاد .
183 ـ قال تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها } 106 البقرة . ما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للنسخ ننسخ : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون . والفاعل ضمير مستتر وجوبا ، تقديره : نحن ، يعود على الله . من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لاسم الشرط " ما " ، وما ليست معرفة ، فلا يجوز أن تكون شبه الجملة حالا منها . والتقدير : أي شيء ننسخ من الآيات ، فهو مفرد وقعت موقع الجمع ، وهذا مطرد بعد الشرط لما فيه من معنى العموم . وأجاز بعضهم أن تكون " من آية " في موضع نصب على التمييز ، والمميز " ما " ، وليس ذلك بغريب ، وأعربها ابن هشام في موضع نصب على الحال ، ويصح ذلك . أو ننسها : أو حرف عطف ، وننسها معطوف علة ننسخ ، وقد سهلت الهمزة في " ننسها " فلم يظهر السكون ، والأصل " نُنسِئها " ، أي : نرجئها . والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، يعود على الله ، والضمير المتصل في " ننسها " في محل نصب مفعول به . نأت : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، يعود على الله . بخير : جار ومجرور متعلقان بنأت . منها : جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل " خير " .
184 ـ قال تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين } 132 الأعراف . وقالوا : الواو حرف عطف ، قالوا فعل وفاعل . مهما : اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ . تأتنا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. به : جار ومجرور متعلقان بتأتنا . من آيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . لتسحرنا : اللام حرف تعليل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وتسحرنا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على الرسول ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . ولام التعليل الجارة ، والمصدر المؤول المجرور متعلقان بتأتنا . بها : جار ومجرور متعلقان بتسحرنا . فما : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وما نافية حجازية تعمل عمل ليس ، ونحن : ضمير منفصل في محل رفع اسم ما ، ولك : جار ومجرور متعلقان بمؤمنين . بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، ومؤمنين مجرور لفظا منصوب محلا ، لأنه خبر " ما " والجملة في محل جزم جواب الشرط . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما .
26 ـ قال الطفيل الغنوي : نبئــت أن أبا شـــُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ نبئت : نُبيء فعل مضارع مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل . أن أبا : أن حرف توكيد ونصب ، وأبا سمها منصوب بالألف ، لأنه من الأسماء الخمسة ، وأبا مضاف ، وشتيم مضاف إليه مجرور بالكسرة . يدعي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . والجملة الفعلية في محل رفع خبر أنّ ، والمصدر المؤول من " أن واسمها وخبرها " سدت مسد مفعولي نبيء . مهما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يعش : فعل الشرط مجزوم بالسكون وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . يسمع : جواب الشرط مجزوم بالسكون ، فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بيسمع . لم حرف جزم ونفي وقلب ، يسمع : فعل مضارع مبني للمجهول ، مجزوم وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لمناسبة الروي ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . وجملة لم يسمع لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما .
27 ـ قال سحيم بن وثيل الرياحي : أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني أنا : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . ابن : خبر مرفوع بالضمة . جلا : ـ أفضل ما قيل فيه من الأعاريب ـ أنه فعل ماض ، وفاعلة ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، وله مفعول به محذوف ، وتقدير الكلام : أنا ابن رجل جلا الأمور ، وجملة جلا وما في حيزها في محل جر صفة لموصوف محذوف مجرور بالإضافة كما هو ظاهر في التقدير السابق . وطلاع : الواو حرف عطف ، طلاع معطوف على الخبر " ابن " ، وطلاع مضاف ، والثنايا مضاف إليه . متى : اسم شرط جازم مبني على السكون ، يفيد الزمان في محل نصب بـ " تعرفوني " . أضع : فعل الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . العمامة : مفعول به منصوب بالفتحة . تعرفوني : جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به . والشاهد الأساسي في البيت قوله : " جلا " والذي يزعم بعض النحاة أنه ممنوع من الصرف للعلمية ومشابهة الفعل ، وهو ليس موضوعنا الآن ، وشاهدنا هو اسم الشرط متى .
28 ـ قال الشاعر : متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد متى : اسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون يفيد الزمان في محل نصب بجوابه " تجد " . تأته : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به . تعشو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . والجملة في محل نصب حال من الضمير المستتر في فعل الشرط . إلى ضوء : جار ومجرور متعلقان بـ " تعشو " ، وضوء مضاف ، وناره : مضاف إليه ، ونار مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . تجد : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . خير : مفعول به أول لـ " تجد " ، وخير مضاف ، ونار مضاف إليه مجرور . عندها : عند ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . خير : مبتدأ مؤخر ، وخير مضاف ، وموقد مضاف إليه . وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول به ثان لـ " تجد " . الشاهد : قوله : متى تأته … تجد ــ إلخ . حيث جزم بـ " متى " فعلين ، الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه .
29 ـ قال الشاعر : أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا ، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا أيان : اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية . نُؤمِنك : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به . تأمن : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . غيرنا : مفعول به منصوب ، وغير مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وإذا : الواو حرف عطف ، إذا ظرف زمان متضمن معنى الشرط ، مبنيي على السكون في محل نصب . لم : حرف نفي وجزم وقلب ، تدرك : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . الأمن : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها . منا : جار ومجرور متعلقان بتدرك . لم : حرف نفي وجزم وقلب . تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . حذرا : خبر تزل منصوب بالفتحة . وجملة " تزل حذرا " جواب إذا . الشاهد : " أيان نؤمنك تأمن ــ إلخ " حيث جزم بـ " أيان " فعلين هما : نأمنك فعل الشرط ، والثاني : تأمن جواب الشرط وجزاؤه .
30 ـ قال الشاعر : خليلــيَّ أنَّى تأتيانــيَ تأتـيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول خليليّ : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالياء ، لأنه مثنى ، وهو مضاف ، وياء المتكلم المدغمة في ياء التثنية في محل جر مضاف إليه . أنّى : اسم شرط جازم متضمن معنى الظرف ، مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تأتيا ". تأتياني : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله ، والنون حرف وقاية مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . تأتيا : جواب الشرط مجزوم بحذف النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله . أخا : مفعول به منصوب بالفتحة . غير : مفعول به منصوب تقدم على عامله وهو " يحاول " ، وغير مضاف ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . يرضيكما : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على ما الموصولة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة : يرضيكما ، لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . لا : نافية لا عمل لها ، يحاول : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، يعود على " أخا " وجملة لا يحاول في محل نصب صفة لـ " أخا " . الشاهد قوله : " أنّى تأتياني تأتيا " ، حيث جزم بـ " أنّى " فعلين ، الأول تأتياني فعل الشرط ، والثاني تأتيا جواب الشرط وجزاؤه .
185 ـ قال تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت } 78 النساء . أينما : اسم شرط جازم ، مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر تكونوا المقدم ، إذا كانت " تكونوا " ناقصة ، أو جواب الشرط إذا كانت تامة ، وتكونوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، أو اسم تكونوا . يدركم : يدرك جواب الشرط مجزوم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . الموت : فاعل يدرك مرفوع بالضمة . وجملة يدركم لا لمحل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لخطاب واليهود .
186 ـ قال تعالى : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) 144 البقرة . وحيثما : الواو حرف استئناف ، وحيثما أسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كنتم المقدم . كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون ، والضمير المتصل في محل رفع اسمها . والجملة في محل جزم فعل الشرط . والقياس أن تكون في محل جر بإضافة الظرف إليها لولا المانع وهو كونها من عوامل الأفعال . فولوا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وولوا فعل أمر مبني على حذف النون ، واو في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جزم جواب الشرط . وجوهكم : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، ووجوه مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . شطره : ظرف زمان متعلق بولوا ، وشطر مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
187 ـ قال تعالى : ( أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) 110 الإسراء . أيا ما : أيا اسم شرط جازم مفعول به منصوب بالفتحة مقدم للفعل تدعو ، وما زائدة للإبهام المؤكد . تدعوا : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . فله : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية ، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . الأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . الحسنى : صفة مرفوعة بالضمة المقدرة .
188 ـ قال تعالى ( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يحاسبكم به الله ) 29 آل عمران . قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنتم . والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون بيانا لقوله ( ويحذركم الله نفسه ) في الآية التي قبلها . إن تخفوا : إن حرف شرط جازم ، وتخفوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به . في صدوركم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول لا محل له من الإعراب ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أو تبدوه : أو حرف عطف ، وتبدوه فعل مجزوم وفاعل ومفعول به ، والجملة معطوفة على تخفوا . يحاسبكم : جواب الشرط مجزوم ، والكاف في محل نصب مفعول به مقدم . به : جار ومجرور متعلقان بيحاسبكم . الله : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة الشرط وجوابه في محل نصب مقول القول .
189 ـ قال تعالى : ( من يعمل سوءا يجز به ) 123 النساء . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يعمل : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . سوءا : مفعول به منصوب بالفتحة . يجز : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . به : جار ومجرو متعلقان بجز . وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " . وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية ، أو مفسرة .
190 ـ قال تعالى : ( ما أصابك من حسنة فمن الله ) 79 النساء . ما : أسم شرط جاز مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . أصابك : فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : أنت . وجملة أصابك في محل جزم فعل الشرط . من حسنة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . فمن الله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، من الله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هي من الله . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " ما " . وجملة ما ، وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة لبيان الجواب عن كلام الكفار والرد عليهم .
191 ـ قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) 132 الأعراف . وقالوا : الواو حرف عطف ، وقالوا فعل وفاعل . مهما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . تأتنا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت . به : جار ومجرور متعلقان بتأتنا . من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . لتسحرنا : اللام للتعليل ، وتسحر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . ولام التعليل والمصدر المؤول المجرور بها متعلقان بتأتنا . بها : جار ومجرور متعلقان بتسحرنا . فما : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وما نافية حجازية عاملة . نحن : ضمير منفصل في محل رفع اسم ما . لك : جار ومجرور متعلقان بمؤمنين . بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، ومؤمنين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا . والجملة في محل جزم جواب الشرط . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما . وجملة مهما وما في حيزها في محل نصب مقول القول . وجملة قالوا معطوفة على ما قبلها .
192 ـ قال تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) 160 الأنعام . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . جاء : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . بالحسنة : جار ومجرور متعلقان بجاء . فله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . عسر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وعشر مضاف . أمثالها : كضاف إليه ، وأمثال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وقد جاء لفظ عشر مذكرا مراعاة لمعنى المعدود المؤنث دون لفظه والتقدير : فله عشر حسنات أمثالها ، ثم حذف المعدود وأقيمت صفته مقامه ، وبقة العدد على حاله . وجملة مهما وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان أجر العاملين ، والتقيد بالعشرة ، لأنه أقل مراتب التضعيف .
193 ـ قال تعالى : ( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ) 75 مريم . قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وسمها ضمير مستتر جوازا تقدير هو يعود على من . في الضلالة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان . فليمدد : الفاء واقعة في جواب الشرط لأنه طلبي أمر ، واللام لام الأمر حرف مبني لا محل له من الإعراب ، ويمدد فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ، وعلامة الجزم السكون . له : جار ومجرور متعلقان بيمدد . الرحمن : فاعل مرفوع بالضمة . مدا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة . وجملة الشرط وجوابها في محل رفع خبر " من " . وجملة من وما بعدها في محل نصب مقول القول .
194 ـ قال تعالى : ( من يهد الله فهو المهتدي ) 178 الأعراف . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ليهد . يهد : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . فهو : الفاء واقعة في جواب الشرط ورابطة له ، لأنه جملة اسمية ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . المهتدي : خبر مرفوع بالضمة المقدرة .
195 ـ قال تعالى : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة ) 5 الحشر ما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لقطعتم . قطعتم : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء في محل رفع فاعل ، والميم علامة الجمع ، والجملة في محل جزم فعل الشرط . من لينة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . أو تركتموها : الواو حرف عطف ، وتركتموها معطوف على قطعتم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . قائمة : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . على أصولها : جار ومجرور متعلقان بقائمة .
196 ـ قال تعالى : ( أينما يوجههُّ لا يأت بخير ) 76 النحل أينما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بفعل الشرط حسب القاعدة ، وقيل بجوابه ، والمسألة خلافية . يوجهه : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، الضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو . لا يأت : لا نافية لا عمل لها ، ويأت جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . بخير : جار ومجرور متعلقان بيأت .
31 ـ ومنه قول الشاعر : متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا متى : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل ظرف زمان متعلق بجوابه " يكونوا " ، وهو مضاف . ننقل : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن ، والجملة في محل جر مضاف إليه . إلى قوم : جار ومجرور متعلقان بننقل . رحانا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، ورحى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . يكونوا : فعل مضارع ناقص جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع اسمها . في اللقاء : جار ومجرور متعلقان بيكونوا . لها : جار ومجرور متعلقان بطحينا . طحينا : خبر يكون منصوب بالفتحة . وجملة يكونوا وما بعدها لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء .
ويستطرد سيبويه فيقول : سألت الخليل عن قوله : كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال : هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء ، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم : كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1) . وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2) . ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3) ، ولا في شذور الذهب (4) . كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5 ، 6 ، 7 ، 8 ) . ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9) . ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10) . ونقول وبالله التوفيق : إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين " كيف " الاستفهامية الحالية ، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط ، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع ، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة ، والله أعلم . ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج3 ص 60 الطبعة الثالثة 1983 تحيق وشرح عبد السلام هارون . وانظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص453 . 2 ــ شرح المفصل لبن يعش ج7 ، ص 40 . 3 ـ قطر الندى لابن هشام ص 85 . 4 ــ شذور الذهب لابن هشام ص 334 . 5 ــ شرح الأشموني ج3 ، ص 583 . 6 ــ شرح ابن الناظم ص 693 . 7 ــ شرح ابن عقيل ج2 ، ص 365 . 8 ــ أوضح المسالك على شرح الألفية ج3 ، ص 189 . 9 ـ انظر ألفية ابن معط ج 1 ص 319 . 10 ـ انظر المفصل للخليل بن أحمد الفراهيدي ص 252 .
نماذج من الإعراب
177 ـ قال تعالى : ( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ) 17 التغابن . إن : حرف شرط جازم لفعلين ، مبني على اسكون لا محل له من الإعراب . تقرضوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة . قرضا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، حسنا : صفة منصوبة لـ " قرضا " . يضاعفه : يضاعق فعل مضارع مجزوم بإن جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه السكون ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . لكم : جار ومجرور متعلقان بيضاعف .
178 ـ قال تعالى : { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } 11 التغابن ومن : الواو حرف عطف ، من أسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يؤمن : فعل مضارع مجزوم بمن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، بالله جار ومجرور متعلقان بيؤمن . يهد : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، قلبه : مفعول به ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " .
179 ـ قال تعالى : { إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } 31 النساء . إن : حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب . تجتنبوا : فعل مضارع مجزوم بإن فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل كبائر : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . تنهون : فعل مضارع من الأفعال الخمسة مبني للمجهول ، مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعله . عنه : جار ومجرور متعلقان بتنهون . وجملة تنهون وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . نكفر : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن يعود على الله . عنكم : جار ومجرور متعلقان بنكفر . سيئاتكم : مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم ، وهو مضاف والكاف في محل جر مضاف إلية ، والميم علامة الجمع . وجملة إن تجتنبوا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة ، لأنه كلام مسوق للدعوة إلى اجتناب كبائر الله .
180 ـ قال تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } 200 الأعراف . وإما : الواو حرف عطف ، وإن شرطية جازمة أدغمت نونها بما الزائدة . ينزغنك : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وهو في محل جزم فعل الشرط ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به . من الشيطان : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، لأنه كان في الأصل صفة لـ " نزغ " ، ونزغ : فاعل . نزغ : فاعل مرفوع بالضمة . فاستعذ : الفاء رابطة لجواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، واستعذ فعل أمر مبني على السكون في محل جزم جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . بالله : جار ومجرور متعلقان باستعذ . وجملة الشرط وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .
181 ـ قال تعالى : إلاّ تنفروا يعذبكم الله عذابا أليما ) 39 التوبة . إلا : إن حرف شرط جازم ، ولا نافية لاعمل لها . تنفروا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . يعذبكم : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على الله ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . عذابا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وأليما صفة منصوبة .
25 ـ قال الشاعر : وإنك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا وإنك : إن حرف توكيد ونصب ، والكاف اسمه . إذما : حرف شرط جازم لفعلين ، فعل الشرط وجوابه . تأت : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره : أنت . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لتأت . أنت : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . آمر : خبر . به : جار ومجرور متعلقان بآمر . والجملة من المبتدأ وخبر لا محل لها من الإعراب صلة " ما " الموصولة . تلف : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت لتلف . من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول . إياه : ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم على عامله " تأمر " . تأمر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . وجملة : تأمر وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . آتيا : مفعول به ثان لتلف . الشاهد : " إذ ما تأت ... تلف " حيث جزم بإذما فعلين . الأول فعل الشرط : تأت ، والثاني جواب الشرط : تلف .
182 ـ قال تعالى :{ من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها } 85 النساء . من : اسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ . يشفع : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون . والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا ، تقديره : هو يعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم . شفاعة : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وحسنة صفة منصوبة . يكن : فعل مضارع ناقص ، جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحذفت الواو للتخفيف له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن مقدما . نصيب : اسم يكن مرفوع بالضمة . منها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لنصيب . وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " . وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية لأنها مسوقة لبيان أن للرسول صلى الله عليه وسلم يدا في تحريض المؤمنين على القتال والجهاد .
183 ـ قال تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها } 106 البقرة . ما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للنسخ ننسخ : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون . والفاعل ضمير مستتر وجوبا ، تقديره : نحن ، يعود على الله . من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لاسم الشرط " ما " ، وما ليست معرفة ، فلا يجوز أن تكون شبه الجملة حالا منها . والتقدير : أي شيء ننسخ من الآيات ، فهو مفرد وقعت موقع الجمع ، وهذا مطرد بعد الشرط لما فيه من معنى العموم . وأجاز بعضهم أن تكون " من آية " في موضع نصب على التمييز ، والمميز " ما " ، وليس ذلك بغريب ، وأعربها ابن هشام في موضع نصب على الحال ، ويصح ذلك . أو ننسها : أو حرف عطف ، وننسها معطوف علة ننسخ ، وقد سهلت الهمزة في " ننسها " فلم يظهر السكون ، والأصل " نُنسِئها " ، أي : نرجئها . والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، يعود على الله ، والضمير المتصل في " ننسها " في محل نصب مفعول به . نأت : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، يعود على الله . بخير : جار ومجرور متعلقان بنأت . منها : جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل " خير " .
184 ـ قال تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين } 132 الأعراف . وقالوا : الواو حرف عطف ، قالوا فعل وفاعل . مهما : اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ . تأتنا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. به : جار ومجرور متعلقان بتأتنا . من آيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . لتسحرنا : اللام حرف تعليل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وتسحرنا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على الرسول ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . ولام التعليل الجارة ، والمصدر المؤول المجرور متعلقان بتأتنا . بها : جار ومجرور متعلقان بتسحرنا . فما : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وما نافية حجازية تعمل عمل ليس ، ونحن : ضمير منفصل في محل رفع اسم ما ، ولك : جار ومجرور متعلقان بمؤمنين . بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، ومؤمنين مجرور لفظا منصوب محلا ، لأنه خبر " ما " والجملة في محل جزم جواب الشرط . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما .
26 ـ قال الطفيل الغنوي : نبئــت أن أبا شـــُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ نبئت : نُبيء فعل مضارع مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل . أن أبا : أن حرف توكيد ونصب ، وأبا سمها منصوب بالألف ، لأنه من الأسماء الخمسة ، وأبا مضاف ، وشتيم مضاف إليه مجرور بالكسرة . يدعي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . والجملة الفعلية في محل رفع خبر أنّ ، والمصدر المؤول من " أن واسمها وخبرها " سدت مسد مفعولي نبيء . مهما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يعش : فعل الشرط مجزوم بالسكون وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . يسمع : جواب الشرط مجزوم بالسكون ، فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بيسمع . لم حرف جزم ونفي وقلب ، يسمع : فعل مضارع مبني للمجهول ، مجزوم وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لمناسبة الروي ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . وجملة لم يسمع لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما .
27 ـ قال سحيم بن وثيل الرياحي : أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني أنا : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . ابن : خبر مرفوع بالضمة . جلا : ـ أفضل ما قيل فيه من الأعاريب ـ أنه فعل ماض ، وفاعلة ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، وله مفعول به محذوف ، وتقدير الكلام : أنا ابن رجل جلا الأمور ، وجملة جلا وما في حيزها في محل جر صفة لموصوف محذوف مجرور بالإضافة كما هو ظاهر في التقدير السابق . وطلاع : الواو حرف عطف ، طلاع معطوف على الخبر " ابن " ، وطلاع مضاف ، والثنايا مضاف إليه . متى : اسم شرط جازم مبني على السكون ، يفيد الزمان في محل نصب بـ " تعرفوني " . أضع : فعل الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . العمامة : مفعول به منصوب بالفتحة . تعرفوني : جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به . والشاهد الأساسي في البيت قوله : " جلا " والذي يزعم بعض النحاة أنه ممنوع من الصرف للعلمية ومشابهة الفعل ، وهو ليس موضوعنا الآن ، وشاهدنا هو اسم الشرط متى .
28 ـ قال الشاعر : متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد متى : اسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون يفيد الزمان في محل نصب بجوابه " تجد " . تأته : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به . تعشو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . والجملة في محل نصب حال من الضمير المستتر في فعل الشرط . إلى ضوء : جار ومجرور متعلقان بـ " تعشو " ، وضوء مضاف ، وناره : مضاف إليه ، ونار مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . تجد : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . خير : مفعول به أول لـ " تجد " ، وخير مضاف ، ونار مضاف إليه مجرور . عندها : عند ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . خير : مبتدأ مؤخر ، وخير مضاف ، وموقد مضاف إليه . وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول به ثان لـ " تجد " . الشاهد : قوله : متى تأته … تجد ــ إلخ . حيث جزم بـ " متى " فعلين ، الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه .
29 ـ قال الشاعر : أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا ، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا أيان : اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية . نُؤمِنك : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به . تأمن : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . غيرنا : مفعول به منصوب ، وغير مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وإذا : الواو حرف عطف ، إذا ظرف زمان متضمن معنى الشرط ، مبنيي على السكون في محل نصب . لم : حرف نفي وجزم وقلب ، تدرك : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . الأمن : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها . منا : جار ومجرور متعلقان بتدرك . لم : حرف نفي وجزم وقلب . تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . حذرا : خبر تزل منصوب بالفتحة . وجملة " تزل حذرا " جواب إذا . الشاهد : " أيان نؤمنك تأمن ــ إلخ " حيث جزم بـ " أيان " فعلين هما : نأمنك فعل الشرط ، والثاني : تأمن جواب الشرط وجزاؤه .
30 ـ قال الشاعر : خليلــيَّ أنَّى تأتيانــيَ تأتـيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول خليليّ : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالياء ، لأنه مثنى ، وهو مضاف ، وياء المتكلم المدغمة في ياء التثنية في محل جر مضاف إليه . أنّى : اسم شرط جازم متضمن معنى الظرف ، مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تأتيا ". تأتياني : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله ، والنون حرف وقاية مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . تأتيا : جواب الشرط مجزوم بحذف النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله . أخا : مفعول به منصوب بالفتحة . غير : مفعول به منصوب تقدم على عامله وهو " يحاول " ، وغير مضاف ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . يرضيكما : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على ما الموصولة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة : يرضيكما ، لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . لا : نافية لا عمل لها ، يحاول : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، يعود على " أخا " وجملة لا يحاول في محل نصب صفة لـ " أخا " . الشاهد قوله : " أنّى تأتياني تأتيا " ، حيث جزم بـ " أنّى " فعلين ، الأول تأتياني فعل الشرط ، والثاني تأتيا جواب الشرط وجزاؤه .
185 ـ قال تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت } 78 النساء . أينما : اسم شرط جازم ، مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر تكونوا المقدم ، إذا كانت " تكونوا " ناقصة ، أو جواب الشرط إذا كانت تامة ، وتكونوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، أو اسم تكونوا . يدركم : يدرك جواب الشرط مجزوم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . الموت : فاعل يدرك مرفوع بالضمة . وجملة يدركم لا لمحل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لخطاب واليهود .
186 ـ قال تعالى : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) 144 البقرة . وحيثما : الواو حرف استئناف ، وحيثما أسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كنتم المقدم . كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون ، والضمير المتصل في محل رفع اسمها . والجملة في محل جزم فعل الشرط . والقياس أن تكون في محل جر بإضافة الظرف إليها لولا المانع وهو كونها من عوامل الأفعال . فولوا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وولوا فعل أمر مبني على حذف النون ، واو في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جزم جواب الشرط . وجوهكم : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، ووجوه مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . شطره : ظرف زمان متعلق بولوا ، وشطر مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
187 ـ قال تعالى : ( أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) 110 الإسراء . أيا ما : أيا اسم شرط جازم مفعول به منصوب بالفتحة مقدم للفعل تدعو ، وما زائدة للإبهام المؤكد . تدعوا : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . فله : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية ، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . الأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . الحسنى : صفة مرفوعة بالضمة المقدرة .
188 ـ قال تعالى ( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يحاسبكم به الله ) 29 آل عمران . قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنتم . والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون بيانا لقوله ( ويحذركم الله نفسه ) في الآية التي قبلها . إن تخفوا : إن حرف شرط جازم ، وتخفوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به . في صدوركم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول لا محل له من الإعراب ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أو تبدوه : أو حرف عطف ، وتبدوه فعل مجزوم وفاعل ومفعول به ، والجملة معطوفة على تخفوا . يحاسبكم : جواب الشرط مجزوم ، والكاف في محل نصب مفعول به مقدم . به : جار ومجرور متعلقان بيحاسبكم . الله : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة الشرط وجوابه في محل نصب مقول القول .
189 ـ قال تعالى : ( من يعمل سوءا يجز به ) 123 النساء . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يعمل : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . سوءا : مفعول به منصوب بالفتحة . يجز : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . به : جار ومجرو متعلقان بجز . وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " . وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية ، أو مفسرة .
190 ـ قال تعالى : ( ما أصابك من حسنة فمن الله ) 79 النساء . ما : أسم شرط جاز مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . أصابك : فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : أنت . وجملة أصابك في محل جزم فعل الشرط . من حسنة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . فمن الله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، من الله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هي من الله . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " ما " . وجملة ما ، وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة لبيان الجواب عن كلام الكفار والرد عليهم .
191 ـ قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) 132 الأعراف . وقالوا : الواو حرف عطف ، وقالوا فعل وفاعل . مهما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . تأتنا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت . به : جار ومجرور متعلقان بتأتنا . من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . لتسحرنا : اللام للتعليل ، وتسحر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . ولام التعليل والمصدر المؤول المجرور بها متعلقان بتأتنا . بها : جار ومجرور متعلقان بتسحرنا . فما : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وما نافية حجازية عاملة . نحن : ضمير منفصل في محل رفع اسم ما . لك : جار ومجرور متعلقان بمؤمنين . بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، ومؤمنين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا . والجملة في محل جزم جواب الشرط . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما . وجملة مهما وما في حيزها في محل نصب مقول القول . وجملة قالوا معطوفة على ما قبلها .
192 ـ قال تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) 160 الأنعام . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . جاء : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . بالحسنة : جار ومجرور متعلقان بجاء . فله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . عسر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وعشر مضاف . أمثالها : كضاف إليه ، وأمثال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وقد جاء لفظ عشر مذكرا مراعاة لمعنى المعدود المؤنث دون لفظه والتقدير : فله عشر حسنات أمثالها ، ثم حذف المعدود وأقيمت صفته مقامه ، وبقة العدد على حاله . وجملة مهما وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان أجر العاملين ، والتقيد بالعشرة ، لأنه أقل مراتب التضعيف .
193 ـ قال تعالى : ( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ) 75 مريم . قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وسمها ضمير مستتر جوازا تقدير هو يعود على من . في الضلالة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان . فليمدد : الفاء واقعة في جواب الشرط لأنه طلبي أمر ، واللام لام الأمر حرف مبني لا محل له من الإعراب ، ويمدد فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ، وعلامة الجزم السكون . له : جار ومجرور متعلقان بيمدد . الرحمن : فاعل مرفوع بالضمة . مدا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة . وجملة الشرط وجوابها في محل رفع خبر " من " . وجملة من وما بعدها في محل نصب مقول القول .
194 ـ قال تعالى : ( من يهد الله فهو المهتدي ) 178 الأعراف . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ليهد . يهد : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . فهو : الفاء واقعة في جواب الشرط ورابطة له ، لأنه جملة اسمية ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . المهتدي : خبر مرفوع بالضمة المقدرة .
195 ـ قال تعالى : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة ) 5 الحشر ما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لقطعتم . قطعتم : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء في محل رفع فاعل ، والميم علامة الجمع ، والجملة في محل جزم فعل الشرط . من لينة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . أو تركتموها : الواو حرف عطف ، وتركتموها معطوف على قطعتم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . قائمة : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . على أصولها : جار ومجرور متعلقان بقائمة .
196 ـ قال تعالى : ( أينما يوجههُّ لا يأت بخير ) 76 النحل أينما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بفعل الشرط حسب القاعدة ، وقيل بجوابه ، والمسألة خلافية . يوجهه : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، الضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو . لا يأت : لا نافية لا عمل لها ، ويأت جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . بخير : جار ومجرور متعلقان بيأت .
31 ـ ومنه قول الشاعر : متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا متى : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل ظرف زمان متعلق بجوابه " يكونوا " ، وهو مضاف . ننقل : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن ، والجملة في محل جر مضاف إليه . إلى قوم : جار ومجرور متعلقان بننقل . رحانا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، ورحى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . يكونوا : فعل مضارع ناقص جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع اسمها . في اللقاء : جار ومجرور متعلقان بيكونوا . لها : جار ومجرور متعلقان بطحينا . طحينا : خبر يكون منصوب بالفتحة . وجملة يكونوا وما بعدها لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء .
تعريف اسم الفعل : لفظ ناب عن الفعل ، في معناه واستعماله ، غير متأثر بالعوامل الداخلة على الفعل ، مفيدا للكثرة والتوكيد . نحو : شتان محمد وعلى . شتان ما بين الثريا والثرى . صه عن بذيء الكلام . وآه ممن يعترضون سبيل الإصلاح . أقسامه : ينقسم اسم الفعل إلى ثلاثة أقسام : أ ـ اسم فعل مرتجل . ب ـ اسم فعل منقول . ج ـ اسم فعل معدول . أولا ـ اسم الفعل المرتجل : هو كل كلمة وضعت من أول أمرها " اسم فعل " . نحو : هيهات ، وأف ، وصه ، ومه . ثانيا : اسم الفعل المنقول : وهو ما استعمل في غير اسم الفعل ، ثم نقل إليه ، ويكون النقل عن الآتي : 1 ـ عن الجار والمجرور .مثل : " عليك " بمعنى " إلزم " . نحو : أتينا عليك . فالجار والمجرور " عليك " نقلت إلى اسم فعل أمر بمعنى " إلزم " . ومنه : عليك بكذا . أي : تمسك به . 32 ـ ومنه قول الشاعر : ألكني ياعيين إليك قولا سأهديه إليك إليك عني الشاهد : قوله : " إليك عني " ، فإليك وهي في الأصل جار ومجرور نقلت إلى اسم الفعل بمعنى : ابتعد ، وتنح . ومنه قول الآخر : عليك نفسك هذبها فمن ملكت قياده النفس عاش الدهر مذموما الشاهد قوله : عليك نفسك حيث نقل الجار والمجرور إلى معنى اسم الفعل " إلزم ". 2 ـ عن الظرف : مثل : أمامك بمعنى " تقدم " . نحو : الأمل فسيح أمامك . فـ " أمامك " ظرف مكان ، كما يستعمل اسم فعل أمر بمعنى " تقدم " . ومنه : وراءك بمعنى " تأخر " ، ودونك بمعنى " خذ " . نحو : دونك الكتاب . 3 ـ عن المصدر : نحو : رويدك أخاك . بمعنى " أمهله " . فـ " رويدك " مصدر منقول إلى اسم الفعل . ومنه : " بله " الجدال . بمعنى : " اترك " الجدال . و" بله " في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف " لدع ، واترك " (1) . فإذا جر ما بعد " رويد ، و بله " كانت مصادر ، وإذا نصب ما بعدها كانت أسماء أفعال ، وكذلك الحال في كل اسم فعل أصله مصدر . 4 ـ عن حرف تنبيه : مثل " ها " . نحو : ها الكتاب . أي : خذه . فـ " ها " من الأصوات المسمى بها الفعل في الأمر ، ومسماه " خذ " و " تناول " ، ونحوهما . ومنهم من يجعله ثنائيا . مثل " صه ، ومه . وتلحقه " كاف " الخطاب . فيقال : هاك يا رجل . وهاكما يا رجلان . وهاكم يا رجال (2) . وهذه الأنواع الأربعة السابقة الذكر لا تكون إلا سماعية ، لأنه لا قاعدة لها ينقاس عليها . ثالثا ـ اسم الفعل المعدول : 1 ـ يعدل عن الفعل . نحو : تراك وحذار ، فهما معدولان عن اترك واحذر ، وهذا النوع قياسي لأنه يبنى على صيغة " فَعالِ " من كل فعل ثلاثي مجرد تام متصرف (3) . نحو : ضراب ، ونزال . ــــــــــــــــــــ 1 ـ أوضح المسالك لابن هشام ج3 ص119 . 2 ـ شرح المفصل لابن يعيش ج4 ص43 . 3 ـ شرح ابن عقيل ج2 ص303 .
وشذ مجيئه من مزيد الثلاثي مثل : دراك بمعنى أدرك ، وبدار بمعنى بادر (1) . وقال ابن الناظم : " وشذ صوغه من الرباعي كـ " قرقار " بمعنى قرقر ، وقاس عليه الأخفش " (2) . 2 ـ يعدل اسم الفعل عن مصدر علم . كـ : فُجَّار ، وبُدَّاد . ولا تبنى إلا إذا اجتمع فيها ما اجتمع في " نزال ، وتراك " من التعريف والتأنيث والعدل ، فهي محمولة عليه في البناء ، لأنها على لفظه ، ومشابهة له . 3 ـ أن يعدل عن صفة . نحو : يا فساق ، ويا خبات . وأصلها : يا فاسقة ، ويا خبيثة . وإنما عدل إلى " فَعال " لضرب من المبالغة في الفسق والخبث . 4 ـ أما القسم الرابع من أقسام " فَعال " ، وهو ضرب من المرتجل ، لأنه لم يكن قبل العلمية بإزاء حقيقة معدولا ، ثم نقل إلى العلمية . والفرق بين هذا النوع ، والذي قبله أن هذا النوع مقطوع النظر فيه عن معنى الوصفية ، والذي قبله الوصفية فيه مرادة . ومن ذلك : حَزامِ بالبناء على الكسر . وهو اسم من أسماء النساء معدول عن حازمة علما … )3 . 33 ـ ومنه قول لجيم بن صعب : إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ
أنواع اسم الفعل من حيث الزمن : 1 ـ اسم الفعل الماضي : وهو كل اسم فعل يدل على الفعل الماضي ، ولا يقبل علامة من علاماته ، ــــــــــــ 1 ـ القواعد الأساسية لأحمد الهاشمي ص333 . 2 ـ شرح ابن الناظم ص611 . 3 ـ شرح المفصل لابن يعش ج4 ص50 ـ 62 بتصرف .
كتاء الفاعل ، أو تاء التأنيث . نحو : هيهات بمعنى بَعُدَ . تقول : هيهات أن تدوم سيطرة الظالم . 34 ـ ومنه قول الأحوص : تذكرت أياما مضين من الصّبِي فهيهات هيهات إليك رجوعها وإذا وقعت بعد اسم الفعل الماضي " لام " تكون اللام زائدة . 197 ـ نحو قوله تعالى : { هيهات هيهات لما توعدون }1 . ومنه : بطآن بمعنى أبطأ ، وسرعان بمعنى أسرع ، وشتان بمعنى بَعُدَ . وقد تزاد " ما " بعد شتان . نحو : شتان ما خالد ومحمد . وقد تزاد " ما بين " . نحو : شتان ما بين المجد والكسول . وجاز عدم زيادتها (2) ومنه قول ربيع الرقي : لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر بن حاتم يقول ابن يعش : " وكان الأصمعي ينكر هذا الوجه ، ويأباه ، وحجته أن شتان ناب عن فعل تقديره : تفرق وتباعد وهو من الأفعال التي تقتضي فاعلين ، لأن التفرق لا يحصل من واحد ، والقياس لا يأباه من جهة المعنى ، لأنه إذا تباعد ما بينهما ، فقد تباعد كل واحد منهما من الآخر " (3) . 2 ـ اسم الفعل المضارع : هو اسم الفعل الدال على المضارع ، ولا يقبل علامة من علاماته ، كـ " لم " الجازمة ، " والسين ، وسوف " . نحو : " أف " بمعنى " أتضجر " . 198 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا تقل لهما أف ولا تنرهما }4 . ومنه : " آهٍ " ، و " أواه " بمعنى " أتوجع " . نحو : آه ممن يهملون واجباتهم . ــــــــــــ 1 ـ 36 المؤمنون . 2 ـ التذكرة في قواعد اللغة العربية لمحمد الباشا ص102 . 3 ـ شرح المفصل ج4 ص38 . 4 ـ 23 الإسراء .
35 ـ ومنه قول الشاعر : فأوْهِ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعْدِ أرض بيننا وسماء الشاهد : كلمة " أوه " بسكون الواو ، وكسر الهاء ، وهي اسم فعل بمعنى الفعل المضارع : " أتوجع " . ومن أسماء الأفعال الدالة على المضارع : بجل ، وقد ، وقط ، وهي بمعنى : يكفي ، وقد تزاد الفاء في أول قط لتزيين اللفظ فتصبح " فقط " ، كما تزاد " الكاف " في آخر " قد " ، و " قط " فتصبح " قدك " ، و " قطك " ، وقد تزاد ياء المتكلم على " قد " فتصبح " قدي " . ومن أسماء المضارعة أيضا : بخَّ ، وبحْ ، وبدْ ، وبَهْ ، وكلها بمعنى " أتعجب " ، أو " أمدح " . وهذه نادرة الاستعمال . ومنها : " زه " بمعنى " استحسن " . ومنها : " أو " ، و " واها " ، و " وَيْ " بمعنى " أتلهف " . وقد تزاد الكاف على " وي " فتصبح " ويك " ، وبعضهم جعلها مختصر ويلك (1) ، ومعناها " التحريض " . 199 ـ قوله تعالى : ( ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر )2 . نحو قوله تعالى : { ويكأنه لا يفلح الكافرون }3 . 36 ـ ومنه قول عنترة : ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدمِ
3 ـ اسم فعل الأمر : وهو الذي يدل على معنى فعل الأمر ، ولا يقبل علامة من علاماته ، كياء المخاطبة ، أو نون التوكيد . ــــــــــ 1 ـ التذكرة في قواعد اللغة لمحمد الباشا ص102 . 2 ، 3 ـ 82 القصص .
ومنه : آمين بمعنى استمع ، و إيه بمعنى زد ، وصه بمعنى اسكت ، ومه بمعنى كف ، وحي بمعنى أقبل ، ورويد بمعنى أمهل ، وتيد بمعنى رويد أيضا ، وهلم بمعنى أحضر ، وهات بمعنى أعطي ، وها بمعنى خذ ، وحيّهل بمعنى أئتي ، وبله بمعنى دع ، وتراك بمعنى اترك ، ومناع بمعنى امنع ، وأمثلتها على التوالي : قوله تعالى : { ولا الضالين )1 ، آمين . وإيه من حديثك الطريف . وصه عن بذيء القول . وتماديت في الأذى فمه ، وحي على الصلاة . ومنه : إليك بمعنى اعتزل ، وأمامك بمعنى تقدم ، وعندك ، ولديك ، ودونك ، وهاك ، وها ، وهي بمعنى خذ ، ووراءك بمعنى تأخر ، ومكانك بمعنى اثبت . والكاف في " عندك " وما بعدها من أسماء الأفعال تكون مجرورة بالإضافة ، أو بحرف الجر . وعليّ الأمر بمعنى أقبل عليه ، وإليّ بمعنى عجل ، ومنه : إليّ الأمر . أي " عجل به . وإليّ بالأمر : أي : عجل به . ومنه : هيّأ ، وهيت بمعنى أسرع . وهات بمعنى أعطنيه ، ومنه قوله تعالى : ( قل هاتوا برهانكم )2 . ومنه : حيَّهل بمعنى أئت . نحو : حيهل الأمر أي : أئته . و " حيهل " مركب من حي وهل وفيه لغات منها البناء على الفتح بدون تنوين ، والفتح مع التنوين ، وحيهلا بالألف . فمثال التعدي بنفسه قول النابغة الجعدي ، 37 ـ ويقال لمزاحم بن الحارث العقيلي : بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ وتعال بمعنى أقبل ، وحذار بمعنى احذر . ـــــــــ 1 ـ 7 الفاتحة . 2 ـ 111 البقرة .
38 ـ ومنه قول الشاعر : هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي وهيّك وهيا بمعنى أسرع ، ومنه قول الراجز : " فقد دجا الليل فهيا هيا "
استعمال أسماء الأفعال : تستعمل أسماء الأفعال بصورة واحدة للمفرد والمثنى والجمع ، مع التذكير والتأنيث ، ما عدا اسم الفعل المتصل بكاف الخطاب . نحو : صه أيها الولد . أو أيتها البنت . وصه أيها الولدان . أو أيتها البنتان . وصه أيها الأولاد . أو أيتها الفتيات . أما إذا كان اسم الفعل متصلا بالكاف ، طابقت الكاف المخاطب . فتقول : إليك الكتاب . وإليكِ الكتاب . وإليكما الكتاب . وإليكم الكتاب . وإليكن الكتاب .
عمل أسماء الأفعال : تعمل أسماء الأفعال عمل الأفعال التي نابت عنها ، فترفع الفاعل ظاهرا ، أو مضمرا . مثال الفاعل الظاهر : شتان خالدٌ ومحمدٌ . ومنه قولهم : هيهات الأمل إذا لم يسعده العمل . ومنه قول الشاعر : هيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله ومثال الفاعل المضمر قولهم : نزال ، وصه ، ومه . ففي أسماء الأفعال السابقة ضمائر مستترة . ومنها اسكت ، واكفف . وجميع أسماء الأفعال السابقة جاءت بمعنى أفعال لازمة . أما إذا كانت أسماء الأفعال بمعنى أفعال متعدية فهي حينئذ ترفع فاعلا ، وتنصب مفعولا به . نحو : دراك محمدا . أي : أدركه . وضراب عليا . أي : اضربه . فالفاعل في دراك ، وضراب ضمير مستتر . أما " محمد ، وعلي " فهما مفعولان بهما . كما يتعدى اسم الفعل بنفسة كما مر سابقا . 39 ـ ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري : تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق يتعدى أيضا بالباء (1) . نحو : حيَّهل بخليل . ومنه في الحديث " إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر . ويجب تأخير معمول اسم الفعل ، ولا يستوي مع الفعل في تقديم معموله عليه . فنقول : دراك محمدا . كما نقول : أدْرك محمدا . ونقول : محمدا أدرك . ولا نقول : محمدا دراك (2) . أسماء الأفعال بين التعريف والتنكير : تكون أسماء الأفعال من قبل المعنى أفعالا ، ومن قبل اللفظ أسماء ، جعل لها تعريف وتنكير . وعلامة المعرفة منها تجرده من التنوين ، وعلامة النكرة منها استعماله منونا . وقد ألزم النحاة بعض أسماء الأفعال التعريف كـ : نزال ، وبله ، وآمين . وألزموا بعضها التنكير كـ : كواها وويها . وقد استعملوا بعضها معرفة ونكرة . فما نونوه قصدوا تنكيره كقولهم : صهٍ ، وأفٍ ، وما لم ينونوه قصدوا تعريفه كصهْ ، وأفْ بلا تنوين (3) . ــــــــــــــــ 1 ـ شرح ابن الناظم ص613 . 2 ـ الكافية في النحو لابن الحاجب ج2 ص68 ، واوضح المسالك ج3 ص120 . 3 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج3 ص207 بتصرف .
وهذه بعض أسماء الأفعال للفائدة : آمين : اسم فعل أمر بمعنى استجب ، وتأتي بعد الدعاء ، كما بعد قوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )1 فنقول آمين . ومنه قول ابن زيدون : غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن تغص فقال الدهر آمينا . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة : يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا أمامك : اسم فعل أمر بمعنى تقدم ، نحو أمامك أيها المجاهد . آه : اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، ويبنى على الكسر بدون تنوين نحو : آهِ ، أو على الكسر مع التنوين فنقول : آهٍ من الظلم ، ومنه قول الشاعر بلا نسبة : آه من تياك آها تركت قلبي متاها أوه : اسم فعل مضارع بمعنى أشكو وأتألم مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . ومنه قول المتنبي : أوه لمن لا أرى محاسنها وأصل واها وأوه مرآها إيه : اسم فعل أمر مبني على السكون وقد ينون بمعنى استمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل : إيه. ومنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أنشد شعرا لأمية بن أبي الصلت ، فقال عند كل بيت : أي . وينون إيه عند الوصل فتقول : إيهٍ حدثنا . وقد جاء به ذو الرمة موصولا غير منون خلافا للقاعدة ، وقد خطأه فيه الأصمعي نحو : وقفنا فقلنا : إيهِ عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع ـــــــــ 1 ـ 7 الفاتحة .
إيْها : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى كف واسكت ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : إيها عن الكذب . بخ : اسم فعل أمر بمعنى استحسن ، ويستعمل غالبا مكرورا منونا بالكسر ، وتكراره للمبالغة ، والأصل فيه البناء على السكون ، أما إذا وصل بما بعده كان التنوين فيه حسن . مثال مجيئه غير منون قول الأعشى : بين الأشج وبين قيس باذخ بخْ بخ لوالده وللمولود ومثال مجيئه منونا قول الشاعر بلا نسبة : روافده أكرم الرافدات بخٍ بخٍ لبحر خضم بدار : اسم فعل أمر معدول بمعنى أسرع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : بدار أيها الطالب . بطآن : اسم فعل ماض بمعنى أبطأ ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو . تراك : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى اترك ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه قول أحد شعراء هذيل : تراكها من أبل تراكها أما ترى الخيل لدى أوراكها رويد: اسم فعل أمر بمعنى أمهل ، وذلك إذا اتصل بالكاف ، أو تلاه اسم منصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، وهو حينئذ غي منون . نحو : رويدك في العمل ، ورويد محمدا ، ورويدك زيدا . أي أمهله . وزيدا مفعول به لرويدك . ومنه قول مالك بن خالد الهزلي : رويدا عليا جد ما ثدي أمهم إلينا ولكن ودهم متماين دراك : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى أدرك ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : دراك أخاك . دونك : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : دونك الكتاب . ومنه قول صبية لأمها بلا نسبة : " دونكها يا أم لا أطيقها " . شتان : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى افتراق وتباعد ، ولا بد له من فاعل ، نحو : شتان زيد وعمر . ومنه قول لقيط بن زرارة : شتان هذا والعناق والنوم والمشرب البارد في ظل الدم وقد تزاد ما بعده ، وتكون قبل الفاعل . نحو : شتان ما محمد وعلي . ومنه قول الأعشى ميمون : شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر . صه : اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اسكت ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت : نحو : صه يا ولد . وهو من أسماء الأفعال اللازمة ، ويكون مع غيره من أسماء الأفعال التي تستعمل للمفرد نحو : صه يا محمد ، وللتثنية نحو : صه يا ولدان ، وللجمع نحو : وصه يا أولاد . وللمذكر ، وللمؤنث نحو : صه يا فاطمة . عليك : عليك اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى الزم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، نحو : قوله تعال : ( عليكم أنفسكم )(1) . ومنه قول الشاعر بلا نسبة : عليك بالصدق في كل الأمور ولا تكذب فاقبح ما يزري بك الكذب عندك : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : عندك القلم ، أي : خذه . قد : اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي : نحو : قد محمدا ريالا . ــــــــــ 1 ـ 19 الحاقة .
تعريف اسم الفعل : لفظ ناب عن الفعل ، في معناه واستعماله ، غير متأثر بالعوامل الداخلة على الفعل ، مفيدا للكثرة والتوكيد . نحو : شتان محمد وعلى . شتان ما بين الثريا والثرى . صه عن بذيء الكلام . وآه ممن يعترضون سبيل الإصلاح . أقسامه : ينقسم اسم الفعل إلى ثلاثة أقسام : أ ـ اسم فعل مرتجل . ب ـ اسم فعل منقول . ج ـ اسم فعل معدول . أولا ـ اسم الفعل المرتجل : هو كل كلمة وضعت من أول أمرها " اسم فعل " . نحو : هيهات ، وأف ، وصه ، ومه . ثانيا : اسم الفعل المنقول : وهو ما استعمل في غير اسم الفعل ، ثم نقل إليه ، ويكون النقل عن الآتي : 1 ـ عن الجار والمجرور .مثل : " عليك " بمعنى " إلزم " . نحو : أتينا عليك . فالجار والمجرور " عليك " نقلت إلى اسم فعل أمر بمعنى " إلزم " . ومنه : عليك بكذا . أي : تمسك به . 32 ـ ومنه قول الشاعر : ألكني ياعيين إليك قولا سأهديه إليك إليك عني الشاهد : قوله : " إليك عني " ، فإليك وهي في الأصل جار ومجرور نقلت إلى اسم الفعل بمعنى : ابتعد ، وتنح . ومنه قول الآخر : عليك نفسك هذبها فمن ملكت قياده النفس عاش الدهر مذموما الشاهد قوله : عليك نفسك حيث نقل الجار والمجرور إلى معنى اسم الفعل " إلزم ". 2 ـ عن الظرف : مثل : أمامك بمعنى " تقدم " . نحو : الأمل فسيح أمامك . فـ " أمامك " ظرف مكان ، كما يستعمل اسم فعل أمر بمعنى " تقدم " . ومنه : وراءك بمعنى " تأخر " ، ودونك بمعنى " خذ " . نحو : دونك الكتاب . 3 ـ عن المصدر : نحو : رويدك أخاك . بمعنى " أمهله " . فـ " رويدك " مصدر منقول إلى اسم الفعل . ومنه : " بله " الجدال . بمعنى : " اترك " الجدال . و" بله " في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف " لدع ، واترك " (1) . فإذا جر ما بعد " رويد ، و بله " كانت مصادر ، وإذا نصب ما بعدها كانت أسماء أفعال ، وكذلك الحال في كل اسم فعل أصله مصدر . 4 ـ عن حرف تنبيه : مثل " ها " . نحو : ها الكتاب . أي : خذه . فـ " ها " من الأصوات المسمى بها الفعل في الأمر ، ومسماه " خذ " و " تناول " ، ونحوهما . ومنهم من يجعله ثنائيا . مثل " صه ، ومه . وتلحقه " كاف " الخطاب . فيقال : هاك يا رجل . وهاكما يا رجلان . وهاكم يا رجال (2) . وهذه الأنواع الأربعة السابقة الذكر لا تكون إلا سماعية ، لأنه لا قاعدة لها ينقاس عليها . ثالثا ـ اسم الفعل المعدول : 1 ـ يعدل عن الفعل . نحو : تراك وحذار ، فهما معدولان عن اترك واحذر ، وهذا النوع قياسي لأنه يبنى على صيغة " فَعالِ " من كل فعل ثلاثي مجرد تام متصرف (3) . نحو : ضراب ، ونزال . ــــــــــــــــــــ 1 ـ أوضح المسالك لابن هشام ج3 ص119 . 2 ـ شرح المفصل لابن يعيش ج4 ص43 . 3 ـ شرح ابن عقيل ج2 ص303 .
وشذ مجيئه من مزيد الثلاثي مثل : دراك بمعنى أدرك ، وبدار بمعنى بادر (1) . وقال ابن الناظم : " وشذ صوغه من الرباعي كـ " قرقار " بمعنى قرقر ، وقاس عليه الأخفش " (2) . 2 ـ يعدل اسم الفعل عن مصدر علم . كـ : فُجَّار ، وبُدَّاد . ولا تبنى إلا إذا اجتمع فيها ما اجتمع في " نزال ، وتراك " من التعريف والتأنيث والعدل ، فهي محمولة عليه في البناء ، لأنها على لفظه ، ومشابهة له . 3 ـ أن يعدل عن صفة . نحو : يا فساق ، ويا خبات . وأصلها : يا فاسقة ، ويا خبيثة . وإنما عدل إلى " فَعال " لضرب من المبالغة في الفسق والخبث . 4 ـ أما القسم الرابع من أقسام " فَعال " ، وهو ضرب من المرتجل ، لأنه لم يكن قبل العلمية بإزاء حقيقة معدولا ، ثم نقل إلى العلمية . والفرق بين هذا النوع ، والذي قبله أن هذا النوع مقطوع النظر فيه عن معنى الوصفية ، والذي قبله الوصفية فيه مرادة . ومن ذلك : حَزامِ بالبناء على الكسر . وهو اسم من أسماء النساء معدول عن حازمة علما … )3 . 33 ـ ومنه قول لجيم بن صعب : إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ
أنواع اسم الفعل من حيث الزمن : 1 ـ اسم الفعل الماضي : وهو كل اسم فعل يدل على الفعل الماضي ، ولا يقبل علامة من علاماته ، ــــــــــــ 1 ـ القواعد الأساسية لأحمد الهاشمي ص333 . 2 ـ شرح ابن الناظم ص611 . 3 ـ شرح المفصل لابن يعش ج4 ص50 ـ 62 بتصرف .
كتاء الفاعل ، أو تاء التأنيث . نحو : هيهات بمعنى بَعُدَ . تقول : هيهات أن تدوم سيطرة الظالم . 34 ـ ومنه قول الأحوص : تذكرت أياما مضين من الصّبِي فهيهات هيهات إليك رجوعها وإذا وقعت بعد اسم الفعل الماضي " لام " تكون اللام زائدة . 197 ـ نحو قوله تعالى : { هيهات هيهات لما توعدون }1 . ومنه : بطآن بمعنى أبطأ ، وسرعان بمعنى أسرع ، وشتان بمعنى بَعُدَ . وقد تزاد " ما " بعد شتان . نحو : شتان ما خالد ومحمد . وقد تزاد " ما بين " . نحو : شتان ما بين المجد والكسول . وجاز عدم زيادتها (2) ومنه قول ربيع الرقي : لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر بن حاتم يقول ابن يعش : " وكان الأصمعي ينكر هذا الوجه ، ويأباه ، وحجته أن شتان ناب عن فعل تقديره : تفرق وتباعد وهو من الأفعال التي تقتضي فاعلين ، لأن التفرق لا يحصل من واحد ، والقياس لا يأباه من جهة المعنى ، لأنه إذا تباعد ما بينهما ، فقد تباعد كل واحد منهما من الآخر " (3) . 2 ـ اسم الفعل المضارع : هو اسم الفعل الدال على المضارع ، ولا يقبل علامة من علاماته ، كـ " لم " الجازمة ، " والسين ، وسوف " . نحو : " أف " بمعنى " أتضجر " . 198 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا تقل لهما أف ولا تنرهما }4 . ومنه : " آهٍ " ، و " أواه " بمعنى " أتوجع " . نحو : آه ممن يهملون واجباتهم . ــــــــــــ 1 ـ 36 المؤمنون . 2 ـ التذكرة في قواعد اللغة العربية لمحمد الباشا ص102 . 3 ـ شرح المفصل ج4 ص38 . 4 ـ 23 الإسراء .
35 ـ ومنه قول الشاعر : فأوْهِ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعْدِ أرض بيننا وسماء الشاهد : كلمة " أوه " بسكون الواو ، وكسر الهاء ، وهي اسم فعل بمعنى الفعل المضارع : " أتوجع " . ومن أسماء الأفعال الدالة على المضارع : بجل ، وقد ، وقط ، وهي بمعنى : يكفي ، وقد تزاد الفاء في أول قط لتزيين اللفظ فتصبح " فقط " ، كما تزاد " الكاف " في آخر " قد " ، و " قط " فتصبح " قدك " ، و " قطك " ، وقد تزاد ياء المتكلم على " قد " فتصبح " قدي " . ومن أسماء المضارعة أيضا : بخَّ ، وبحْ ، وبدْ ، وبَهْ ، وكلها بمعنى " أتعجب " ، أو " أمدح " . وهذه نادرة الاستعمال . ومنها : " زه " بمعنى " استحسن " . ومنها : " أو " ، و " واها " ، و " وَيْ " بمعنى " أتلهف " . وقد تزاد الكاف على " وي " فتصبح " ويك " ، وبعضهم جعلها مختصر ويلك (1) ، ومعناها " التحريض " . 199 ـ قوله تعالى : ( ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر )2 . نحو قوله تعالى : { ويكأنه لا يفلح الكافرون }3 . 36 ـ ومنه قول عنترة : ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدمِ
3 ـ اسم فعل الأمر : وهو الذي يدل على معنى فعل الأمر ، ولا يقبل علامة من علاماته ، كياء المخاطبة ، أو نون التوكيد . ــــــــــ 1 ـ التذكرة في قواعد اللغة لمحمد الباشا ص102 . 2 ، 3 ـ 82 القصص .
ومنه : آمين بمعنى استمع ، و إيه بمعنى زد ، وصه بمعنى اسكت ، ومه بمعنى كف ، وحي بمعنى أقبل ، ورويد بمعنى أمهل ، وتيد بمعنى رويد أيضا ، وهلم بمعنى أحضر ، وهات بمعنى أعطي ، وها بمعنى خذ ، وحيّهل بمعنى أئتي ، وبله بمعنى دع ، وتراك بمعنى اترك ، ومناع بمعنى امنع ، وأمثلتها على التوالي : قوله تعالى : { ولا الضالين )1 ، آمين . وإيه من حديثك الطريف . وصه عن بذيء القول . وتماديت في الأذى فمه ، وحي على الصلاة . ومنه : إليك بمعنى اعتزل ، وأمامك بمعنى تقدم ، وعندك ، ولديك ، ودونك ، وهاك ، وها ، وهي بمعنى خذ ، ووراءك بمعنى تأخر ، ومكانك بمعنى اثبت . والكاف في " عندك " وما بعدها من أسماء الأفعال تكون مجرورة بالإضافة ، أو بحرف الجر . وعليّ الأمر بمعنى أقبل عليه ، وإليّ بمعنى عجل ، ومنه : إليّ الأمر . أي " عجل به . وإليّ بالأمر : أي : عجل به . ومنه : هيّأ ، وهيت بمعنى أسرع . وهات بمعنى أعطنيه ، ومنه قوله تعالى : ( قل هاتوا برهانكم )2 . ومنه : حيَّهل بمعنى أئت . نحو : حيهل الأمر أي : أئته . و " حيهل " مركب من حي وهل وفيه لغات منها البناء على الفتح بدون تنوين ، والفتح مع التنوين ، وحيهلا بالألف . فمثال التعدي بنفسه قول النابغة الجعدي ، 37 ـ ويقال لمزاحم بن الحارث العقيلي : بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ وتعال بمعنى أقبل ، وحذار بمعنى احذر . ـــــــــ 1 ـ 7 الفاتحة . 2 ـ 111 البقرة .
38 ـ ومنه قول الشاعر : هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي وهيّك وهيا بمعنى أسرع ، ومنه قول الراجز : " فقد دجا الليل فهيا هيا "
استعمال أسماء الأفعال : تستعمل أسماء الأفعال بصورة واحدة للمفرد والمثنى والجمع ، مع التذكير والتأنيث ، ما عدا اسم الفعل المتصل بكاف الخطاب . نحو : صه أيها الولد . أو أيتها البنت . وصه أيها الولدان . أو أيتها البنتان . وصه أيها الأولاد . أو أيتها الفتيات . أما إذا كان اسم الفعل متصلا بالكاف ، طابقت الكاف المخاطب . فتقول : إليك الكتاب . وإليكِ الكتاب . وإليكما الكتاب . وإليكم الكتاب . وإليكن الكتاب .
عمل أسماء الأفعال : تعمل أسماء الأفعال عمل الأفعال التي نابت عنها ، فترفع الفاعل ظاهرا ، أو مضمرا . مثال الفاعل الظاهر : شتان خالدٌ ومحمدٌ . ومنه قولهم : هيهات الأمل إذا لم يسعده العمل . ومنه قول الشاعر : هيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله ومثال الفاعل المضمر قولهم : نزال ، وصه ، ومه . ففي أسماء الأفعال السابقة ضمائر مستترة . ومنها اسكت ، واكفف . وجميع أسماء الأفعال السابقة جاءت بمعنى أفعال لازمة . أما إذا كانت أسماء الأفعال بمعنى أفعال متعدية فهي حينئذ ترفع فاعلا ، وتنصب مفعولا به . نحو : دراك محمدا . أي : أدركه . وضراب عليا . أي : اضربه . فالفاعل في دراك ، وضراب ضمير مستتر . أما " محمد ، وعلي " فهما مفعولان بهما . كما يتعدى اسم الفعل بنفسة كما مر سابقا . 39 ـ ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري : تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق يتعدى أيضا بالباء (1) . نحو : حيَّهل بخليل . ومنه في الحديث " إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر . ويجب تأخير معمول اسم الفعل ، ولا يستوي مع الفعل في تقديم معموله عليه . فنقول : دراك محمدا . كما نقول : أدْرك محمدا . ونقول : محمدا أدرك . ولا نقول : محمدا دراك (2) . أسماء الأفعال بين التعريف والتنكير : تكون أسماء الأفعال من قبل المعنى أفعالا ، ومن قبل اللفظ أسماء ، جعل لها تعريف وتنكير . وعلامة المعرفة منها تجرده من التنوين ، وعلامة النكرة منها استعماله منونا . وقد ألزم النحاة بعض أسماء الأفعال التعريف كـ : نزال ، وبله ، وآمين . وألزموا بعضها التنكير كـ : كواها وويها . وقد استعملوا بعضها معرفة ونكرة . فما نونوه قصدوا تنكيره كقولهم : صهٍ ، وأفٍ ، وما لم ينونوه قصدوا تعريفه كصهْ ، وأفْ بلا تنوين (3) . ــــــــــــــــ 1 ـ شرح ابن الناظم ص613 . 2 ـ الكافية في النحو لابن الحاجب ج2 ص68 ، واوضح المسالك ج3 ص120 . 3 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج3 ص207 بتصرف .
وهذه بعض أسماء الأفعال للفائدة : آمين : اسم فعل أمر بمعنى استجب ، وتأتي بعد الدعاء ، كما بعد قوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )1 فنقول آمين . ومنه قول ابن زيدون : غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن تغص فقال الدهر آمينا . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة : يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا أمامك : اسم فعل أمر بمعنى تقدم ، نحو أمامك أيها المجاهد . آه : اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، ويبنى على الكسر بدون تنوين نحو : آهِ ، أو على الكسر مع التنوين فنقول : آهٍ من الظلم ، ومنه قول الشاعر بلا نسبة : آه من تياك آها تركت قلبي متاها أوه : اسم فعل مضارع بمعنى أشكو وأتألم مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . ومنه قول المتنبي : أوه لمن لا أرى محاسنها وأصل واها وأوه مرآها إيه : اسم فعل أمر مبني على السكون وقد ينون بمعنى استمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل : إيه. ومنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أنشد شعرا لأمية بن أبي الصلت ، فقال عند كل بيت : أي . وينون إيه عند الوصل فتقول : إيهٍ حدثنا . وقد جاء به ذو الرمة موصولا غير منون خلافا للقاعدة ، وقد خطأه فيه الأصمعي نحو : وقفنا فقلنا : إيهِ عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع ـــــــــ 1 ـ 7 الفاتحة .
إيْها : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى كف واسكت ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : إيها عن الكذب . بخ : اسم فعل أمر بمعنى استحسن ، ويستعمل غالبا مكرورا منونا بالكسر ، وتكراره للمبالغة ، والأصل فيه البناء على السكون ، أما إذا وصل بما بعده كان التنوين فيه حسن . مثال مجيئه غير منون قول الأعشى : بين الأشج وبين قيس باذخ بخْ بخ لوالده وللمولود ومثال مجيئه منونا قول الشاعر بلا نسبة : روافده أكرم الرافدات بخٍ بخٍ لبحر خضم بدار : اسم فعل أمر معدول بمعنى أسرع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : بدار أيها الطالب . بطآن : اسم فعل ماض بمعنى أبطأ ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو . تراك : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى اترك ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه قول أحد شعراء هذيل : تراكها من أبل تراكها أما ترى الخيل لدى أوراكها رويد: اسم فعل أمر بمعنى أمهل ، وذلك إذا اتصل بالكاف ، أو تلاه اسم منصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، وهو حينئذ غي منون . نحو : رويدك في العمل ، ورويد محمدا ، ورويدك زيدا . أي أمهله . وزيدا مفعول به لرويدك . ومنه قول مالك بن خالد الهزلي : رويدا عليا جد ما ثدي أمهم إلينا ولكن ودهم متماين دراك : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى أدرك ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : دراك أخاك . دونك : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : دونك الكتاب . ومنه قول صبية لأمها بلا نسبة : " دونكها يا أم لا أطيقها " . شتان : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى افتراق وتباعد ، ولا بد له من فاعل ، نحو : شتان زيد وعمر . ومنه قول لقيط بن زرارة : شتان هذا والعناق والنوم والمشرب البارد في ظل الدم وقد تزاد ما بعده ، وتكون قبل الفاعل . نحو : شتان ما محمد وعلي . ومنه قول الأعشى ميمون : شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر . صه : اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اسكت ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت : نحو : صه يا ولد . وهو من أسماء الأفعال اللازمة ، ويكون مع غيره من أسماء الأفعال التي تستعمل للمفرد نحو : صه يا محمد ، وللتثنية نحو : صه يا ولدان ، وللجمع نحو : وصه يا أولاد . وللمذكر ، وللمؤنث نحو : صه يا فاطمة . عليك : عليك اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى الزم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، نحو : قوله تعال : ( عليكم أنفسكم )(1) . ومنه قول الشاعر بلا نسبة : عليك بالصدق في كل الأمور ولا تكذب فاقبح ما يزري بك الكذب عندك : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : عندك القلم ، أي : خذه . قد : اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي : نحو : قد محمدا ريالا . ــــــــــ 1 ـ 19 الحاقة .