نواف بن فيصل لـ"سبق": لست نصراوياً.. وتعصب الإعلام والجماهير تجاوز حدوده

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
نواف بن فيصل لـ"سبق": لست نصراوياً.. وتعصب الإعلام والجماهير تجاوز حدوده
قال لا أقبل حديثاً فيه مساس بأي أحد من الوسط الرياضي
1256.jpg
- سيُسمح للأندية في الفترة القادمة ببناء ملاعب خاصة عند بدء الخصخصة

- أكثر من خمسين مشروعاً خلال السنوات الأربع الماضية.. وأشكر وزارة المالية

- يكفي أن من يرأس اتحاد الكرة الآن لاعب سابق هو أحمد عيد

- للأسف تجد دائماً من يُحبط المبدع ويشكك في قدراته

- هناك فَرق بين أن تُعتمد من وزارة المالية مبالغ وأن يبدأ المشروع فعلياً

- لم أستقل من اتحاد كرة القدم لأريح نفسي من الضغوطات

حاوره: عبد العزيز العصيمي (تصوير: عبدالله النحيط) - ​سبق- الرياض: نفى الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب، أن تكون لديه أي ميول لأي نادٍ، بالإشارة إلى كثرة ما يطرح من أنه نصراوي، مشيراً إلى أن التبرع الذي تم باسمه لنادي النصر أيام والده الأمير فيصل بن فهد إنما تم بغير علمه وفوجئ به، ومبيناً أن فكره وعينه وباله دائماً مع المنتخب، وأن التعصب له حدود مقبولة، إلا أن الجماهير والإعلام أخيراً لا يقفون عند الحدود المقبولة، داعياً الجميع إلى نبذ التعصب قدر الإمكان.​
جاء ذلك في حوار أجرته "سبق" مع الرئيس العام لرعاية الشباب، وتناول فيه الكثير من الموضوعات، منها ذكريات طفولته، وكتابته الشعر، وعلاقته بالمذيع عدنان الدخيل، وخطة "الصقر الأولمبي"، و"صندوق الوفاء"، وعلاقة وزارة المالية بالرئاسة، وإشكالية شركات الصيانة، وسبب استقالته من اتحاد كرة القدم، ودور رعاية الشباب في حل الأزمات المالية للأندية، وموضوعات أخرى.. فإلى تفاصيل الحوار:​
54290_11729.jpg
* ماذا يتذكر سمو الأمير من ذكريات الطفولة؟
- طفولتي لم تكن بالشكل الذي يتوقعه البعض وأسمعه أحياناً من الآخرين أن بها نوعاً من الرفاهية. بالعكس؛ كان والدي - رحمه الله - شديد الحرص على تعليم كل أبنائه، خاصة التعليم العام، وتعليمنا أمور ديننا بشكل صحيح؛ لذلك كان أغلب وقتي بين الدراسة وجلستي معه - رحمه الله- وهذا ما أفادني كثيراً، وكان لقائي بالأصدقاء يقتصر على نهاية الأسبوع، ولم يكن ذلك بشكل دوري؛ لذا كانت طفولة جادة نوعاً ما، ولم يكن بها الكثير من المرح، وهذا انعكس على شخصيتي وعلى كثير من أمور حياتي.​
* هل تتذكر أصدقاء لك من مرحلة الطفولة؟
- كثيراً، ولكن اعذرني؛ لأني لا أستطيع أن أذكر بعضهم دون الآخر، ولكنّ كثيراً منهم ما زالوا أصدقاء لي إلى الآن، وأعتز جدًّا بهم، وأني من جيلهم، وكثير منهم في مواقع مهمة لخدمة الوطن.​
* لا شك أن جدك لوالدك، الملك فهد - رحمه الله، كان يتميز بحنكته وإدارته، وجدك لأمك الأمير سلطان - رحمه الله - يتميز بكرمه وابتسامته مع فقدك لوالدك ووالدتك.. بماذا انعكس فقدانك لهما وأنت ما زلت في عنفوان الشباب؟
- لقد ربونا جميعاً على الإيمان بقضاء الله وقدره، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى دائماً ما يختار للإنسان ما هو خير له. والداي وأجدادي لهم أكبر الأثر عليّ شخصياً، وأتمنى أن أكون امتداداً حسناً لهم، وأمثلهم خير تمثيل، وأتشرف بأنني أحمل أسماءهم بعد اسمي، وأعتبرهم كالجبال الشامخة على ظهري، وكل واحد منهم - يرحمهم الله - جبلٌ في الأخلاق والكرم والعطاء وفي كل الأمور الحميدة.​
* جميع المؤسسات الرياضية في العالم تستفيد من نجومها السابقين في صنع برامج للارتقاء بالرياضة، باستثناء السعودية.. لماذا؟
- هذا غير صحيح؛ تمت الاستعانة بهم في الاتحادات الرياضية كثيراً، وعندما كنا في السابق في لجنة المنتخبات تمت الاستعانة بعدد كبير من اللاعبين السابقين، أمثال: ماجد عبد الله، سامي الجابر، ناصر الجوهر، فهد المصيبيح، صالح المطلق، وكثير من الأسماء التي خدمت الرياضة والمنتخبات، ويكفي أن من يرأس اتحاد الكرة الآن لاعب سابق هو أحمد عيد. بالعكس؛ أنا أسعى إلى مشاركة اللاعبين القدامى في كل الجوانب الرياضية بفاعلية للاستفادة من خبراتهم، ولكن يحتاجون إلى تطعيمهم بخبرات أخرى إدارية وقانونية وإعلامية.​
* ولماذا لم يستمروا؟
- الحقيقة لم نستغنِ عنهم.. هناك من لا يزال يعمل في الاتحادات، وهناك من حالت ظروفهم دون استمرارهم، وجعلتهم يعتذرون عن عدم المواصلة، والمجال ما زال مفتوحاً للجميع للمشاركة، وأنا أول المرحبين بهم.​
* بصراحة.. لماذا تخفي ميولك لنادي النصر، والجميع يتذكر أنك حضرت احتفال النصر ببطولة الدوري عام 1415هـ، ولديك عضوية شرفية للنصر، وكان ذلك على الرغم من أنه لم يكن لك أي منصب في رعاية الشباب وقتها؟
- هذه المعلومة غير الصحيحة مللت من نفيها.. ورغم أني أوضحت وحلفت بأني لا أشجع أي نادٍ، ولكن سأجيب عن هذا السؤال لآخر مرة، وبإيضاح كامل، وأريد أن أحدد نقاطاً في هذا الموضوع. فعندما أطلع على ما يُنشر من أني أشجع نادياً معيناً أشك في نفسي بأن يكون الأمر صحيحاً، ولكني لا ألوم الناس، وأرجع ذلك إلى ثلاث نقاط، أولاً: عندما كنت صغيراً في المرحلة الدراسية أهداني الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - العضوية الشرفية، وأهدتني كثير من الأندية الأخرى العضوية الشرفية، وقبلتها، وأتوقع أن هذا كان تقديراً لوالدي، فلماذا لم يظهر في الإعلام إلا إهداء النصر العضوية الشرفية لي، ولِمَ لَمْ تظهر الأندية الأخرى؟! تقريباً سبعة أو ثمانية أندية أخرى أهدتني عضويتها، مع العلم أني أعتبر نفسي الآن عضو شرف في جميع الأندية السعودية، وأسعد بخدمتها والمساهمة في حل مشاكلها.​
السبب الثاني، وهذا أذكره بالتفصيل للمرة الأولى: عندما فاز النصر بالبطولة الآسيوية، وترشح لكأس العالم للأندية، تبرع الأمير فيصل بن فهد – رحمه الله- لنادي النصر، وبعد ذلك - وهما حيَّان يُرزقان - سواء رئيس النادي الأمير فيصل بن عبدالرحمن أو الأمير طلال بن بدر نائبه أبلغاه بأن المبلغ الذي رصده لهم غير كاف؛ فكان من الصعب أن يتبرع الأمير فيصل للنادي نفسه مرة أخرى، وتقديراً منه - رحمه الله - للنادي وأهمية البطولة أمر بتبرع آخر، وكان باسمي. وللحقيقة لم أكن أعلم بذلك، وكلمني الأمير فيصل بن عبد الرحمن وطلال بن بدر ليشكراني، وفوجئا بعدم علمي بهذا التبرع. هذا هو السبب الثاني. وهناك صورة يتداولونها، وكانت مقابلتي لكابتن النصر ماجد عبدالله في ذلك الوقت بسبب التبرع، وأكيد أني سأستقبل أي منتخب أو نادٍ يحقق إنجازاً وطنياً. وما أقصده أني لم أتبرع قبل وجودي في رعاية الشباب لأي نادٍ سعودي أبداً، وعندما كنت في رعاية الشباب لم أتبرع إلا من خلال الأنظمة الخاصة برعاية الشباب، من دعم وإعانات للأندية أو شيء خاص مني لبعض الأندية، ولم يكن نادي النصر من ضمنها؛ لأني كنت أحرص على دعم الأندية التي ليس لها مداخيل أو رعاية.​
المهم هنا أن المبدأ الموجود لدى البعض أن الميول تؤثر في قرار المسؤول، وهذا خطأ. وهذه النظرة الخطأ هي الأهم من كوني أشجع أحداً أو لا أشجع؛ فلا بد أن تكون النظرة بأن الإنسان بعمله، ثم إن كل الاتحادات لا يتحكم فيها شخص واحد أو قرار فردي؛ كلها بقرار جماعي، ولا شك أن هذا الأمر أخذ أبعاداً أكثر من اللازم، وقلت أكثر من مرة إني لا أشجع أي ناد؛ الأندية كلها تدعو إلى الفخر، وأؤكد أني لم أشجع أي ناد؛ لسبب بسيط جداً، هو أني منذ فتحت عيني على الدنيا وفهمت في الأمور الرياضية كنت أتشرف بمرافقة والدي في المناسبات الوطنية في المنتخبات، ولا شك أن فكري وعيني وبالي دائماً مع المنتخب، وهذه آخر مرة سأرد فيها على مثل هذا السؤال؛ لأني أوضحت ما فيه الكفاية، ومن لا يصدق ويكابر بعد إيضاحي هذا أقول له بكل بساطة: إن همي الوحيد هو الإخلاص لله تعالى ثم للوطن في كل شؤوني.​
83630_43334.jpg
* وهل تتوقع أن التعصب من المنتمين لنادٍ منافس كان دافعاً لإقحامك في تشجيع نادٍ معين؟
- لا أتوقع ذلك. أولاً: لا بد أن أتحدث عن التعصب. التعصب توجد له حدود مقبولة، ولكني أرى أخيراً أن الجماهير والإعلام لا يقفون عند الحدود المقبولة. الميول كمبدأ ليست مضرة، ولكن زيادتها على الحد اللازم والوصول إلى التعصب هي المضرة؛ لذا أدعو الجميع إلى نبذ التعصب قدر الإمكان. وصدقني، من يأخذه تعصبه للحدود البعيدة سيقع بالخطأ أو الذنب، فلماذا لا يبتعدون عن التعصب المقيت الذي ليس من ورائه أي فائدة بتاتاً؟!​
* كنت صغير في السن عندما ظهرت قصيدة "اسمحيلي بالغرام"، ومنها بيت "أشتكي لوسادتي دنياي وأسمعها تنوح"؛ وهو ما دفع كثيرين إلى القول إن القصيدة كتبت لك ولم تكتبها؛ إذ كيف لأمير في مثل عمرك ويعيش في رغد كبير أن يتكلم عن الهم وسهر الليالي من شدة حزنه؟
- لو لاحظت في إجابتي أني قلت إن طفولتي وتربيتي كانت مختلفة؛ فلم أكن كما يقال مولوداً وفي فمي ملعقة من ذهب. كنت - والحمد لله - في خير، ولكن ليس بهذا الشكل. ولدى الناس فهم غريب، هو أن من كان لديه نعمة من رب العالمين أو إمارة أو مسؤولية أنه ليست لديه معاناة أو هموم، وكأن المال أو السلطة يحلان مشاكل الإنسان!!.. كما يقال هناك أشياء لا تُشترى بالمال، ولا تأتي بالسلطة، والمعاناة لا علاقة لها بالفقر أو المستوى الاجتماعي.. كما أن والدي - رحمه الله - قربني من مجلسه، وكان كما تعلم مهتماً بالأدب والثقافة، وكان أغلب ضيوفه من المثقفين والشعراء، وكنت منذ سن التاسعة أحضر بشكل دائم مجلسه؛ فتأثرت بالشعر، وأحببته، وأهداني - رحمه الله - العديد من الكتب الكثيرة، وكانت ميولي لكتب التاريخ والأدب، وكان هناك كثير من أساتذتي الذين عاونوني في فَهم علم العروض؛ فتعودت على ذلك، وكل الشعراء لا يستغنون عن سماع آراء المقربين منهم بما يكتبون، وحتى زملائي في وقت الدراسة لديهم قصائد أو مطالع قصائد، كنت أكتبها على دفاترهم، وكنت - ولا أخفيك في هذه السن - أشاور وآخذ الرأي، وأول من شاورته وأخذت رأيه هو الأمير بدر بن عبد المحسن؛ أرسلت له رسالة بكتاباتي، ورد علي ردًّا كان مفخرة لي، رد بالتفصيل عن رأيه فيما أكتب، وكان هو أكبر دافع لي ومشجعاً في هذه الفترة.​
21516_11246.jpg
* وماذا كان رده؟
- أرسلت له مجموعة من القصائد، وقلت له هذا جهدي فيما أكتب، فهل أستمر أم أنك ترى أنه ليس لدي المَلَكة الشعرية للاستمرار؟ فكان رده يتلخص في ثلاثة أمور: أولاً شجعني كثيراً في الاستمرار، ثانياً أعطاني نصائح حول ما الكتب التي يجب أن أقرأها، وماذا يجب أن أعمل لتطوير قدراتي وإمكاناتي في الشعر، وثالثاً طلب لقائي ليكون هناك تواصل أكبر. ولا تنسَ أن الأمير بدر كان رئيساً لجمعية الثقافة والفنون في فترة سابقة؛ فلذلك أشعر بفخر كبير أني بدأت حياتي الشعرية باستشارة كبار الشعراء الذين ساندوني في هذا المجال. وأرجع لنقطة أخرى، هي أن كل إنسان مهما بلغ يعاني؛ فالذي لديه مسؤولية كمسؤولية الإمارة أو أي مسؤوليات أخرى يكون تحت التركيز والضغط أكثر من غيره؛ فالقاعدة التي تقول إن هذا أمير أو هذا مقتدر ليس لديه ضغوط قاعدة خاطئة؛ فكلما زادت مسؤوليات الإنسان زاد عليه الضغط، ومن الطبيعي أنه يعبر عن هذا الأمر.​
* كم كان عمرك حينها؟
- كنت صغيراً، وعلى ما أعتقد لا أزيد على15 عاماً، ولكن هذه القصيدة تحديداً أخذت رأي الكثيرين فيها، والغريب أن أكثرهم لم تعجبهم، وسبحان الله نجحت نجاحاً كبيراً - ولله الحمد. وبالنسبة للسن – على سبيل المثال فقط - الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي كان من أعظم الشعراء على الرغم من وفاته في سن مبكرة، في بداية العشرينيات من عمره، وهناك من يكتب الشعر بعد الخمسين. واستصغار الناس لسني شهادة لي وليس علي.​
* أتعتقد أن هناك من يحبون النقد ويشككون في كل شيء؟
- للأسف، مجتمعاتنا أصبحت تجد فيها دائماً من يحبط المبدع، وتجد من يشكك في قدراته، وتجد من يزج اسمه في أمور غير إيجابية.. هذا أصبح طبعاً سيئاً لدى البعض في المجتمع، ودائماً يتكرر، وحتى في الأمر الوطني؛ فدائماً نشكك فيه، ونتغنى بالأشياء الخارجية. ومع الأسف لا يعي البعض أن من يروجون للشائعات المغرضة والتقليل من أي منجز وطني هم أعداء من خارج الوطن، يستغلون الشباب وحماسهم في إرسال رسائل غرضها مسيء بحق الوطن ووحدته.​
15257_54082.jpg
* وهل ما زلت تكتب الشعر؟ ولماذا لا تنشره؟
- الشعر موهبة لا يمكن زوالها، ولكن الحقيقة أني أقللت من الكتابة؛ لأن مسؤوليات عملي لا تعطيني المجال كما كان سابقاً.​
* وما الذي يمنعك الآن من إقامة الأمسيات الشعرية؟
- هناك لقاءات سابقة، وتحدثت بالتفصيل حول هذا الموضوع؛ ففي بداية حياتي العملية بعد فترة من بداية عملي في رعاية الشباب استأذنت من الملك فهد - رحمه الله - لحضور مناسبة في الكويت، وكان من ضمن المناسبة أمسية شعرية، فرد عليّ ردًّا أعتبره درساً بالنسبة لي، وقال: بالنسبة لذهابك لشيء يخص عملك، وفيه خدمة للوطن والمواطن، فهذا مرحَّب به، أما الأمسية فبماذا تعود بالنفع على الوطن وشبابه؟ فكانت الحقيقة رسالة تعلمت منها، أن الأولويات اختلفت، وأصبح من المهم الاستمرار على ما يفيد الوطن والمواطن.​
* هل فكرت يوماً في كتابة قصيدة غنائية عن المنتخب السعودي أو الوطن؟
- كتبت قبل أن أدخل في العمل في رعاية الشباب، وبعد أن عملتُ في رعاية الشباب، وأعتز بما كتبته، لكني أشعر بالتقصير، وأحضِّر منذ فترة لعمل ملحمة وطنية بشكل مختلف؛ لأن وطننا يستحق منا كل شيء.​
58583_38201.jpg
* أعلنت قبل عام تكفلك بعلاج المذيع عدنان الدخيل، ولكنك قطعت العلاج عنه قبل 4 أشهر.. لماذا؟
- أنا مستمر - بإذن الله تعالى - ووصلني قبل أيام تقرير من سفارة السعودية في ألمانيا، وأتابع حالته، وهو الآن في مرحلة التأهيل، وإن شاء الله يعود للوطن قريباً وهو في صحة وعافية، ولا أرغب في الحديث عن مثل هذه الأمور؛ لأنها بين العبد وربه، ولكني أخبرتك بها طالما سألتني، وهناك مع الأسف من يريد تشويه أي عمل حتى لو كان خيرياً ولوجه الله.​
* لماذا لا يُربط الدعم للفئات السنية بالبطولات للمحافظة على المواهب؟
- أولاً، مشكلة الفئات السنية معكوسة. المفروض أنها تبدأ في الأندية، ويستفيد منها المنتخب. وما يحدث في السنوات الأخيرة هو بروز اللاعبين وانضباطهم في المنتخب، وبعد ذلك تلتفت لهم الأندية. هذه المعادلة خطأ؛ وأرجو أن يتم تعديل هذا الأمر، ولو أني ألحظ اهتماماً أكبر مؤخراً من الأندية باللاعبين صغار السن، وهذا هو المطلوب في كل الألعاب.​
* خطة الصقر الأولمبي لماذا فشلت؟
- الخطة بوصفها نهجاً لم تفشل، بالعكس؛ التحفيز لا يكون أبداً فاشلاً. كانت الخطة ببساطة تحفيز اللاعبين؛ لأن مكافآتهم كانت في السابق قليلة جداً؛ فحددت مكافآت في التأهيل وفي تحقيق ميداليات، ولكن الناس اختلط عليهم الأمر، وظنوا أن اللجنة الأولمبية والرئاسة هما من سيعد اللاعب. هذا التصوُّر غير صحيح. نحن نساعد الاتحاد على إعداد اللاعب، وليس دورنا إعداد اللاعب، وكأنه ليس هناك اتحاد يتبع له. وهذا الخلط جعل الجميع يربط هذا الموضوع باللجنة الأولمبية كإعداد. نحن تحدثنا عن دعم اللاعبين الذين ينطبق عليهم المبدأ، والأهم الآن هو الاستفادة من هذه التجربة، وهناك برنامج آخر سيكون في اللجنة الأولمبية وأُعلنت بداياته في آخر اجتماع لنا، وأنا متفائل باستمرار الدعم وتقديم المعونة المالية والدعم اللازم للاتحادات؛ فإنه أمر مهم؛ لا يجب التخلي عنه. وأسهل شيء يا عبد العزيز أن الإنسان يتهكم على موضوع، والحقيقة أن تجربتي أثبتت أن وجود بطل أولمبي لا يمكن أن يكون بصناعة اللجنة الأولمبية والاتحادات فقط؛ لا بد أن يبدأ من المدرسة؛ كل الأبطال الأولمبيين في العالم بدؤوا في المدرسة، وصقلوا في الجامعات، واستفادت منهم الاتحادات، لكن الاتحاد فقط لا يستطيع أن يصنع بطلاً أولمبياً إلا من نوادر المواهب.​
* بطولة العالم للناشئين التي حققتها السعودية عام 1989م.. هل سُحبت من السعودية رسمياً أم لا؟
- كل ما أثير حول الموضوع جملة وتفصيلاً غير صحيح، والبطولة ما زالت معترفاً بها، ومع الأسف من أثار هذا الموضوع مواطنون، وليسوا أناساً من خارج السعودية، وهذا الموضوع تكرر عندما حقق منتخبنا لذوي الاحتياجات الخاصة كأس العالم؛ إذ ظهر بعض الإعلاميين وبعض الصحف يشككون في هذا الإنجاز. كل العالم هنأنا، ومن يشكك فينا بعض الإعلاميين السعوديين!! وأنا أتأسف أن يكون لدينا هذا الطرح غير الإيجابي.​
* شهدت الساحة الرياضية قبل نحو شهر أحاديث للاعبين قدامى، تتحدث عن بعض الأسرار الخافية في المنتخب السعودي، واستنكرتَ ذلك عبر "تويتر"، هل الاستنكار على كشف الأسرار أم أن ما قيل غير صحيح؟
- أولاً أنا لم أكن مسؤولاً في تلك الفترة حتى أؤكد أو أنفي، ولكني ألاحظ أخيراً أن هناك كثيراً من الطرح من مختلف الإعلاميين أو اللاعبين السابقين، ونجد الشجاعة في طرح أمور سابقة، فلو كانت صحيحة لماذا لم تذكروها في وقتها؟ فليست الشجاعة أن تذكرها اليوم هذا من حيث المبدأ. ومن ناحية أخرى، فإن الترميز لأشخاص متوفين ليس من شيم المسلم، أن يتحدث عن شخص متوفى لا يستطيع أن يرد عليه؛ لذلك أعتقد أن أغلب ما طرح أوهام أو شائعات، وليس هناك فائدة من طرحها إلا زيادة حدة التعصب، وهذا لا يخدم أي مصلحة؛ لذلك عندما غردت حول الموضوع طالبت الجميع بإيقاف الحديث عن أمور سابقة، المعنيون بها إما متوفون أو خارج العمل الرياضي الآن، ولا يستطيعون الرد، وأتمنى من الجميع أن تكون لديهم الشجاعة في وقت الحدث، وليس بعده بسنوات.​
* برأيك، لماذا أثيرت هذه المواضيع الآن؟
ما ألاحظه أن كثيراً من الطرح الموجود الغرض منه لفت النظر، وأن يكون الشخص المنسي حديثاً للساعة. هم أبدعوا في زمنهم، وأخذوا من النجومية في وقتهم ما يكفي، وحان الوقت أن يتركوا النجومية للشباب.​
* اللاعبون القدامى يسمعون عن "صندوق الوفاء" ولم يروه.. متى سيبدأ العمل به؟
- الصندوق - مع الأسف - شُوِّه على الرغم من هدفه النبيل. الصندوق كان فكرة من اجتهادي في آخر اجتماع كرئيس لاتحاد كرة القدم، ووافق عليه أعضاء مجلس الإدارة، وتم إعلانه في المؤتمر الصحفي، وبعد ذلك توالت الأحداث، واستقلت من اتحاد القدم. وفي اللجنة الأولمبية أردنا ألا يندثر هذا الموضوع؛ فطلبت من الزملاء في اتحاد القدم أن يكون هذا الصندوق أشمل لكل اللاعبين في كل الألعاب والمدربين والحكام في كل الألعاب.. وحسب الأنظمة لمثل هذه الصناديق، لا بد أن يكون هناك موافقة جماعية عليه. عُرض الموضوع على الجمعية العمومية للجنة الأولمبية، وتمت الموافقة والمصادقة عليه، وبقي أن يعتمد مجلس الإدارة الجهة المشرفة على الصندوق والأموال التي ستدخل له، وهذا سيكون - إن شاء الله - خلال أقل من شهر في الاجتماع القادم لمجلس الإدارة. الناس تداولوا الأمر كأنه صندوق قائم ويعمل ولم يقف مع اللاعبين، وهذا غير صحيح. الصندوق إلى الآن لم يبدأ مهامه، وأي مساعدات كانت تقدم هي من واجبي لإخواني الرياضيين، وهذا ما تربيت عليه.​
47234_82353.jpg
* هناك من يرى أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب متقاعسة عن أداء واجباتها فيما يتعلق بالمنشآت الرياضية، وهو ما أثر في فريقَي الاتحاد والأهلي اللذين يلعبان خارج أرضيهما.. فلماذا أنتم بطيئون جداً في إنجاز هذه المشروعات؟
- أولاً، لا بد أن أوضح نقطة مهمة حول هذا الموضوع: هناك فَرق بين أن يعتمد من وزارة المالية مبالغ، وأن يبدأ المشروع فعلياً. الدراسات الأولية قررت أن ملعب الأمير عبدالله الفيصل يحتاج إلى سنتين، وأبلغتنا الشركة بأنه يمكن إنهاء المشروع خلال تسعة أشهر من حيث توسعة للمدرجات فقط، وعندما بدأ الحفر لإقامة هذه التوسعة وجدوا خللاً كبيراً في البنية التحتية في الكهرباء والتوصيلات وغيرها من الأمور؛ لأن المبنى منشأ منذ أكثر من أربعين سنة، وتصادف معها رغبة الاتحاد السعودي لكرة القدم في استضافة بعض البطولات الدولية بجدة؛ فكان من الضروري - بغض النظر عن التوسعة - إقامة تحسينات للمبنى، سواء من حيث دورات المياه وبوابات الدخول ومحال بيع التذاكر والكبائن الجديدة.. وتم تصميم مظلة حديثة وفق أحدث تصاميم المظلات العالمية، سيُحمل عليها نظام الإضاءة والصوت ولوحات النتائج الحديثة، وزيادة نظام الإضاءة وفق نظام الفيفا، وتم استحداث خزانات مياه ومولدات كهربائية ونظام المراقبة الأمنية واستديوهات تلفزيونية، ومضاعفة المداخل والمخارج.. وكل هذه المواصفات وفق أحدث تصاميم الملاعب العالمية. كل هذه الأمور زيادة على التوسعة؛ لذلك فإن المشروع قسمان، قسم زيادة استيعاب الملعب، وقسم التحسينات والتطويرات التي ستجعل منه - بإذن الله - منشأة حديثة تليق بطموح قيادتنا في توفير كل ما يسعد شبابنا ورياضيينا. والمشروع سينتهي - إن شاء الله - حسب العقد الموقع، ومدته سنتان، مضى منهما الآن منذ البدء الفعلي للعمل بالمشروع سنة وأشهر عدة. والحقيقة أن ملعباً مثل هذا سيخدم سنوات كثيرة، ويجب عدم الاستعجال فيه، وإن شاء الله سيرى الجميع ما يسرهم. ونحن على استعداد لتحمل الضغط الإعلامي في سبيل إنجاز منشأة ستكون - بإذن الله - واجهة مشرفة لبلادنا.​
* كتب أحمد الفهيد رئيس القسم الرياضي في "العربية نت" مقالة، انتقد فيها تغريدة لك، هنأت خلالها فرسان السعودية بحصولهم على الميدالية البرونزية في بطولة العالم للفروسية، فيما الحقيقة أنهم حصلوا على المركز الثالث في شوط الترضية المخصص للذين خرجوا من البطولة، وهو ما يعادل المركز الـ١١ من أصل ١٤ على مستوى البطولة، فذكرت أن الفهيد تسرع في كتابة المقالة من دون التأكد، فرد عليك بعشر *******، أوضح خلالها أنه استقى المعلومات من أفراد البعثة.
- أولاً، أي إنجاز لدى شباب بلادي يجب أن أشيد به، وأوضحت الموضوع بشكل عام، وتحاورت مع الأخ أحمد، وشرحت له وجهة نظري، وأنا أحترم وجهة نظره، وأنا متمسك بوجهة نظري أن أي إنجاز للوطن، سواء بشوط أو ببطولة أو بأي شيء، أفخر به، ودوري أن أشجع الشباب والرياضيين على تقديم الأفضل، وليس دوري إحباطهم؛ لذا أنا على اتصال دائم مع الرياضيين، وأشجعهم، وأنا لم أخطئ، بل هذا دوري.​
55291_75140.jpg
* لماذا مسحت ال*******؟
- لم أمسحها، بل عدلتها فقط. عندما جاءتني المعلومة كنت في اجتماع، وجاءتني المعلومة غير مفصلة أننا حققنا ميدالية المركز الثالث، ولما جاءتني التفاصيل عدلتها، ولكن لم ألغِ الفكرة. وبدلاً من التصيد في خطأ غير مقصود، الغرض منه تهنئة وتشجيع للشباب والرياضيين، كان الأولى تشجيعهم وهم من حقق برونزية أولمبياد لندن.​
* لماذا لم تمنح ناديَي الاتحاد والأهلي حق اللعب على ملعبهما منذ بدء مشروع تطوير ملعب الأمير عبدالله الفيصل، أو السماح لهما باللعب على ملعب الدفاع الجوي في جدة بدلاً من اللعب في مكة المكرمة؟
- فيما يخص ملعب الدفاع الجوي، كتبنا للجهات المختصة عن الملعب، وقالوا إن الملعب تحت الصيانة وغير مكتمل لمتطلبات دوري المحترفين. صحيح أن ملعب مكة ليس قريباً، ولكن يكفي شرفاً الذهاب إلى مكة. وأعرف أن هناك من تهكم على ردي، ولكن سأرددها إلى آخر يوم في عمري "الذهاب إلى مكة شرف للجميع، وأمنية يتمناها المسلمون من أقاصي الأرض"، فنحن لم ننقلهم إلى مكان سيئ - لا سمح الله - ولكن نقلناهم للمنطقة الأكثر جاهزية وأشرف البقاع.​
أما بالنسبة لملاعب الأندية فلم نمنعهم متى كان يتوافر بها شروط الأمن والسلامة وشروط الاتحاد السعودي لكرة القدم في هذه الملاعب، وهذا ما حدث مع النادي الأهلي.​
* بعد الحادث العرضي الذي حصل في ملعب الأمير عبدالله الفيصل، وهو سقوط المظلة، طالبت بأن يشرف "الفيفا" على الأعمال الإنشائية في الملعب.. لماذا؟
- هذا غير صحيح؛ لم أطلب أن يشرف الفيفا على الملعب؛ طالبت بشركة يقترحها الفيفا من الشركات الكبرى العالمية، وهذا ما تم؛ جاءت الشركة، وفحصت سلامة التصميم، وأعطت تقريراً جيداً، وأن ما حصل خطأ بشري لا علاقة له بالتصميم أو أمن المظلة من قِبل المعنيين، وليس خطأ في الإنشاء، والشركة الخاصة بالمظلات هي الشركة نفسها التي أنشأت ملعب الملك عبد الله؛ وهذا دليل على أننا حرصنا على اختيار الشركة الأنسب.​
* هل نجاح شركة "أرامكو" في إنشاء ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة يؤثر في سمعة الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الإدارة والصيانة؟
- هل أثر إنشاء أرامكو لجامعة الأميرة نورة وجامعة الملك عبدالله على سمعة وزارة التعليم العالي حتى يؤثر إنشاؤها لمدينة الملك عبدالله على سمعة الرئاسة؟.. أرامكو شركة وطنية سعودية، وعندما تُكلَّف ببناء أي منشأة فهي تبني للوطن وبأيدي أبناء الوطن، ويستفيد من الجامعة والملعب أبناء الوطن. أما من حيث سرعة التنفيذ فإذا قارنت بين ما اعتُمد من مبالغ لهذا المشروع بما يُعتمد لرعاية الشباب فهناك فارق كبير جدًّا؛ فهذا مشروع ضخم، وهذه مشاريع صغيرة، والشركات التي قامت بها شركات خارجية، وأرجو من أي شخص أن يجري مقارنة بين ما صرف من اعتمادات لهذا المشروع والمشاريع الرياضية الأخرى، حتى على مستوى الجامعات في مشروعات الجامعات العادية غير التي بنتها أرامكو مثل جامعة الأميرة نورة أو جامعة الملك عبد الله، فشركة أرامكو عندما تكلف بمشروع فهو مشروع دولة، وليس مشروع قطاع؛ لذلك المقارنة غير عادلة وغير موجودة.​
* أعلنتم إنشاء مدرجات لملاعب الأخدود، ومع ذلك لم نشاهد ذلك على أرض الواقع مثلما حدث في الخرج والجوف.
- المشروع سينفَّذ قريباً - بإذن الله - ولكن هناك تعثراً في بعض المشاريع في رعاية الشباب أو في غيرها من القطاعات، كما أعلنت الجهات المختصة تعثر ثلاثة آلاف مشروع على مستوى الدولة، وأكيد أن رعاية الشباب ممن تأثر بهذا الأمر، ولكن ما أعد به أنني دائماً في اجتماع مع المسؤولين في رعاية الشباب، وآخرها الأسبوع الماضي، وسأقوم بزيارة لكل مشاريع رعاية الشباب، وسأجتمع مع المهندسين والمسؤولين والمقاولين للتأكد من سلامة كل مشروع.​
29085_40456.jpg
* لماذا لا تبنون ملاعب صغيرة وعلى طراز عال مثلما يحدث في ملعبي ناديي الهلال والنصر بعد تجديدهما؟
- لو تابعتَ، فقد افتتحت أخيراً ملعباً جديداً في عرقة، وهذا ما ننوي نشره بإنشاء ملاعب مصغرة بعدد جمهور محدود في الرياض وفي الشرقية، وستعمم على باقي مناطق السعودية؛ لتستقبل مباريات الدرجتين الأولى والثانية والأشبال والناشئين، فضلاً عن أبناء الحي أنفسهم.​
* هناك من يصرح في وسائل الإعلام بأن وزارة المالية لا تثق بالرئاسة العامة لرعاية الشباب؛ لذلك لم تنشئ المدن الرياضية والملاعب المعتمدة.. فما تعليقكم على ذلك؟
- هذا كلام غير صحيح؛ وقد التقيت مؤخراً معالي وزير المالية، وأبدى تفهماً مشكوراً لاحتياجات الرئاسة في المرحلة المقبلة وحاجتها المتزايدة لبناء منشآت تخدم شباب ورياضيي بلادنا، ففي السنوات الأربع الماضية المشاريع المعتمدة في رعاية الشباب أكثر من خمسين مشروعاً، ولكن وهذا أمر طبيعي - لكل قطاع وجهة نظر بحكم مسؤولياته واختصاصاته، فوزارة المالية لها وجهة نظر، ونحن نناقشها فيها، فهي ترى أن الأندية والاتحادات يجب أن تعتمد على القطاع الخاص، ويُكفّ عنها دعم الدولة، ونحن وضحنا لهم أن الرعاية فقط أتت لكرة القدم، أما الأندية والرياضات الأخرى فلم تأتها أي رعاية، وقدرت المالية هذا، وإن شاء الله هناك زيادة في الدعم السنة القادمة حسب المتوقع.​
* شركات الصيانة عملها غير مُرْضٍ؛ فلماذا يجدد لها؟ ولماذا لم يتمكن رؤساء الأندية من اختيار الشركات التي تقوم بصيانة ملاعبهم؟
- المنشآت الرياضية بنتها الدولة، ولم يبنها مجلس إدارة النادي؛ فمن يتصرف في هذه المنشأة ويحافظ عليها هم المسؤولون في الدولة، والأندية لا يوجد فيها استقرار، وكثير من مجالس إدارتها لا يكملون الموسم، ولو تركنا الأمر للأندية لظللنا في متاهات. وبالنسبة لطرح مسألة الصيانة بشكل فيه إدانة فإنني أرجو من الجميع أن يعلم أن مشاريع رعاية الشباب الموجودة حالياً أغلبها مرَّ عليه أكثر من 25 سنة، فإذا كانت الصيانة مهترئة فكيف تستخدم هذه المنشآت، وفي أكثر من منشط، مثل احتفالات اليوم الوطني واحتفالات الأهالي والمناسبات الاجتماعية غير النشاط الرياضي الرسمي؟ ومن جهة ثانية، كثير من المنشآت تضررت في السيول أخيراً، ولكن نجد أن قطاع رعاية الشباب لم تتأثر فيه أي منشأة إلا منشأة واحدة كانت تحت الإنشاء في الأحساء. من يشككون في الجودة وحسن العمل كلامهم غير صحيح. وأقولها من خلالكم: أي ناد يرى أن هناك تقصيراً فيما يُقدم له في الصيانة فأنا مكتبي مفتوح، وأي شركة أياً كانت تحت المحاسبة بما تقتضيه الأنظمة، ولكن للأسف الطرح الإعلامي في المجال الرياضي أصبح غير منضبط؛ لذلك تجد كثيراً من الطرح به كثير من التجاوزات.​
* هل من حق الأندية بناء ملاعب خاصة بها، ويسمح لهم بلعب مباريات الفريق الأول عليها بدلاً من ملاعب رعاية الشباب؟​
- سيُسمح في الفترة القادمة عندما يبدأ برنامج الخصخصة.​
* متى سيبدأ؟
- بالنسبة لنا، لجنة دراسة الخصخصة قدمت دراسة أولية، والآن نناقش مع جهات الاختصاص في الدولة، مثل مجلس الاقتصاد الأعلى ووزارة المالية وغيرهما، ومتى ما أقر منهم فنحن جاهزون لتنفيذه.​
* هل استقلت من اتحاد كرة القدم؛ لتريح نفسك من الضغوطات، وخصوصاً أنها اللعبة الجماهيرية الأولى بالسعودية؟
- هذا غير صحيح؛ فأنا أعتبر عملي في أي مجال شرفاً لي، ولكن لاحظت أن هناك نوعاً من القصور في أداء بعض الأعمال في الاتحادات المختلفة وفي المناشط الشبابية غير الرياضية، ولا شك أن الاهتمام الكبير بكرة القدم يحتم على القائم عليها أن يكون شبه متفرغ للعمل فيها، وإلا سينقص من اهتمامه بالأمور الأخرى، وأنا مسؤوليتي الرئيسية هي خدمة الشباب والرياضيين عموماً، ولست مكلفاً بكرة القدم فقط؛ لذا حرصت على أن أقدم خدمة أفضل، وأخصص وقتي أنا وزملائي في رعاية الشباب واللجنة الأولمبية لرعاية الشباب.​
ومن جهة أخرى، الوضع العام في كرة القدم لا يساعد أبداً على الإنجاز، سواء من حيث الضغط الإعلامي والضغط الجماهيري.. لذا أرجو من الجميع إعلاماً وجماهير أن يعطوا مجالاً لاتحاد القدم الجديد بأن يبني، وبعد ذلك يحاسَب. أما أن يُحاسَب على كل خطوة فلن يستطيع أن يبني.​
* هل يضايقك نجاح أحمد عيد والتعاطف الذي يجده من الشارع الرياضي بوصفه رئيساً منتخباً؟
- السؤال لا يليق لسببين:​
أولاً: من رشح أحمد عيد للجمعية العمومية هي اللجنة الأولمبية، وأنا شخصياً سعيت لترشيحه، وأنا من كلفه لتسيير أعمال اتحاد القدم بعد استقالتي منه قبل انتخابه رئيساً للاتحاد. وكونه ينجح فهذا النجاح لي ويسعدني.​
ومن جهة ثانية، من أحب الناس لي في المجتمع الرياضي وأوفاهم هو أحمد عيد؛ لذلك أنا لا أقبل السؤال، ولا يليق بي ولا بأحمد عيد.​
* هل صحيح أن جل القرارات التي يتخذها أحمد عيد تصدر من لديك أو بتدخل بأي طريقة في عمله؟
- هذا كلام غير صحيح جملة وتفصيلاً، وطرح الموضوع بهذا الشكل لا يليق بأحمد عيد ولا أرضاه. اتحاد القدم فيه ما يقرب من عشرين عضواً، ولجان داخل الاتحاد فيها العشرات، وجمعية عمومية فيها 63 شخصاً.. كل هؤلاء يصمتون ولا يخرج منهم أحد يصرح لو كان هناك أدنى تدخل؟! وخصوصاً أنه الآن لا يوجد شيء يمكن إخفاؤه، وإذا كان لدي الرغبة في التدخل في شؤون الاتحاد فلماذا أستقيل منه أصلاً؟! وأقول لك وأؤكد: من أكبر جهة لأصغر جهة طالبتني بعدم الاستعجال في الاستقالة، وأنا من اتخذت هذا القرار من دون أي ضغط من أي جهة، وبعضهم يقولون إن الأنظمة الدولية والفيفا هي التي أجبرتني، وهذا غير صحيح؛ أنا كان عندي بلاتر في المنطقة الشرقية، وقبلها كنت على اتصال به، وترك لي الخيار في إيجاد الآلية المناسبة للانتخاب، سواء نصفية أو 70 % أو كاملة، وأكد لي أنه يثق بأن السعودية دولة يهمها الرياضة ونشر اللعبة؛ لذا كان خياري أنا، ولا يمكن أن أختار شيئاً وأنقده. ولا ألوم البعض في أن لديه هذه النظرية نظراً لأنه على مدى أكثر من 40 عاماً كان الرئيس العام هو رئيس اتحاد القدم. ومع الوقت والتجربة أنا متأكد أن هذه الأمور ستنتهي.​
* قضية دخول النساء للملاعب باتت تشغل الكثير من المتابعين، فهل سيسمح لهن بالدخول في الملاعب بشكل عام؟ ولماذا يدخل النساء غير السعوديات الملاعب وتمنع السعوديات؟
- قرار دخول العائلات للملاعب قرار لا تملكه الرئاسة وحدها، بل هناك جهات متعددة لا بد أن تشارك في مثل هذا القرار، وجميع هذه الجهات مرجعها مجلس الوزراء.. أما دخول غير السعوديين فهذا وفقاً لأنظمة البطولات الآسيوية والدولية التي تستلزم دخول العوائل مع الحفاظ على عادات وتقاليد السعودية، وهذا ما يتم منذ 25 عاماً، فلماذا يطرح الموضوع مؤخراً، وكأنه قرار جديد؟!​
13439_90813.jpg
* هل صحيح ما يشاع من أن ملاعب مدينة الملك عبدالله بجدة سيكون بها أماكن خاصة للعائلات؟
- تهيئة المكان لا تعني السماح بالدخول، وكما أوضحت لك القرار لا تملكه الرئاسة وحدها، بل قرار يصدر من مرجع الجهات ذات العلاقة.​
* تقع بعض الأندية بشكل عام في أزمات مالية، أين دور رعاية الشباب؟
- النادي هو من يضع نفسه في الأزمات، ورعاية الشباب تستطيع أن تضع الأنظمة، ولكن لا تستطيع أن تتدخل في عمل الأندية واختياراتها، سواء في التعاقد مع اللاعبين أو المدربين.. لكن ما أستطيع تأكيده أن هناك مبالغة في الأسعار والصرف، وكثير من الأندية تتعاقد مع لاعبين أو مدربين في بداية الموسم، ويغيرونهم في منتصف الموسم، وهذا يكلفهم. ومن جهة أخرى، مبالغ عقود اللاعبين أقول الله يرزقهم، ولكن يجب أن يكون المعيار والمقياس الطلب الخارجي للاعبين، فهل هذه المبالغ تجلب لهم عروضاً خارجية مماثلة؟ لذا آمل أن تفكر الأندية جيداً قبل التعاقد، وتعمل وفق ميزانيتها. وعندي اقتراح: أن يكون هناك اتفاق "جنتل مان" بين الأندية لوضع سقف أعلى للاعبين السعوديين والأجانب إذا كان ليس هناك إجراء نظامي للحد من ارتفاع أسعار العقد؛ فالأندية هي التي يجب أن تتحكم في هذا الأمر. وقد التقيت عدداً من رؤساء الأندية، وجميعهم أبدى تفهماً؛ لأن الوضع أصبح خارجاً عن السيطرة، وهناك لائحة جديدة تم إقرارها قبل أيام خاصة بالأندية وآلية عملها وأعضاء الشرف وغيرها من التفاصيل، ووضع فيها قواعد نظامية وقانونية ستحد - بإذن الله - مستقبلاً من هذه المشاكل، وسيتم شرح اللائحة للأندية من خلال مكاتب رعاية الشباب بالمناطق خلال الأيام القادمة.​
* ظهرت أحاديث أن مباراة الاتحاد والهلال في دوري جميل ستكون افتتاحاً لملعب الملك عبدالله، فيما ذكرت أنه ستقام مباراة على مستوى عالمي لافتتاح الملعب.. من صاحب القرار، أنت أم اتحاد القدم؟
- الحقيقة أن القرار بين الرئاسة واتحاد القدم وشركة أرامكو، وهناك فريق عمل من الرئاسة وأرامكو تم تشكيله بقرار من القيادة لدراسة عدد من المقترحات لحفل الافتتاح.​
* سبق أن أطلقت تغريدة في "تويتر": "أنا لا أتابع البرامج الأكشنية"، وتقصد برنامج "أكشن يا دوري"، ولكنك ظهرت مع وليد الفراج عقب تأهل المنتخب السعودي.. ما هذا التناقض؟
- أنا ليس لي عداء مع أي أحد في الوسط الرياضي، حتى الذين يهاجمونني وينتقدونني بداعٍ أو بغير داعٍ لا أحمل لهم إلا الشعور الطيب. كان لي ملاحظات على برنامج "أكشن يا دوري"، وجمعني لقاء بالمصادفة مع الزميل الأخ وليد الفراج، وتفهمت وجهة نظره، ودعاني للظهور في برنامجه، وقَبلت هذا باختصار.​
* ولماذا أطلقت على برنامج وليد الفراج البرامج الأكشنية وأنت تقول "ما بيني وبينه شيء"؟
- لأني لاحظت أن قبل برنامج وليد وبعده يأتي برنامج مصارعة؛ من أجل ذلك قلت إنه "الأكشنية" كنوع من الدعابة؛ لأن برامج وليد وطريقته في التقديم أيضاً لا تخلو من ذلك.​
* هل يعقل أنك لا تملك عداءات أو مشكلات في الوسط الرياضي؟
- أبداً. اسمح لي أن أقول لك شيئاً: كثير من الإعلاميين يفكرون ألف مرة قبل التطرق لأي ناد جماهيري أو لاعب مشهور؛ لأنهم يعرفون أن أي هجوم عليهم سيفتح عليهم هجمة إعلامية وجماهيرية، إضافة إلى ما قد يُتخذ ضدهم من شكاوى لجهات مختلفة. أنا كم لي في الوسط الرياضي؟! لم أقم بشكوى لدى محكمة أو لجنة قضائية ضد أي أحد، ولك أن تتصور عدد المحامين والقانونيين الذين يستغربون من سكوتي.. أنا مؤمن بأن التغيير والتحسين لن يأتي بالشكاوى، بل سيأتي بالقناعة والتفهم من الجميع؛ لذا أقول: هل هذا جزاء نواف بن فيصل أنه لم يتقدم بأي شيء تحريضي على أحد؟! هل جزاؤه أن يقحم الإعلام اسمه في كل موضوع سلبي، ويكيل له الاتهامات من دون أي دليل؟! هل هذا جزاء من يهتم بكم ويحرص على حريتكم أكثر منكم؟! أقول ذلك لأني لاحظت مؤخراً - ويمكن لأي متابع الملاحظة - أن أكثر من ينتقد الطرح الإعلامي ويطالب باتخاذ إجراءات هم الإعلاميون أنفسهم.​
* هل تعتقد أن بعض الإعلاميين يريد أن يستعرض عضلاته ويتفاخر بأنه هاجم أميراً، وليس هناك قانون يحمي، ويغره حلمك في الهجوم عليك؟
- سألخص لك قصة حدثت مع أحد الإعلاميين: كنت في سفر خارج السعودية منذ فترة، وصادفت أحد الإعلاميين الشباب، وسلم علي، وعرّفني بنفسه - واعذرني على عدم ذكر اسمه - إذ لم أكن أعرفه شخصياً، ورحبت به، وقال "أستغرب أنك تبتسم لي وترحب بي؛ أنا فلان الذي هاجمك بتويتر وببعض المقالات، وأنا أريد منك أن تحللني وتبيحني". قلت له "أسألك سؤالاً: ليش تحرص على مهاجمتي؟". قال "لو ما هاجمتك أو هاجمت المشاهير ما في أحد يقرأ لي". قلت له "خلي الناس يقرؤون لك من دون أن تهاجمني، ولكن كن منصفاً". الشجاعة أن تنتقد الجميع، وبصراحة بعض زملائي وإخواني الإعلاميين ينتقدون أمراً وثاني يوم يؤيدونه مع تضارب المصالح. وأقول لهم "فعلاً كفى".​
* هل تنوي رعاية الشباب التشديد على رؤساء الأندية في قضية الديون التي يتحملها النادي؟
- يجب أن نتعاون مع الأندية. صحيح أننا لا نؤيد بعض رؤساء الأندية في قراراتهم، ولكن النظام إذا كان لا يسمح لنا بالتدخل فلا نستطيع التدخل، ولكن سنتعاون قدر الإمكان فيما هو في حدود صلاحياتنا وإمكانياتنا. وحسبما ذكرت في إجابة سابقة، فإن الأنظمة واللوائح الجديدة ستحد - بإذن الله - بشكل شبه كامل من هذا الأمر.​
* الأمير عبدالله بن مساعد صرح في إذاعة UFM قبل شهرين تقريباً بأنه على موعد مع شخصيات نافذة وصاحبة قرار، ووعد بأنه في هذه الأيام سيصرح بتوجيه الدولة نحو الخصخصة من عدمها؟ فمن هذه الشخصيات؟ وهل أنت أحدها؟
- أنا على تواصل دائم مع الأمير عبد الله، وأظنه يقصد بهذا الكلام الجهات الرسمية في الدولة، ونسقت في زيارته لهذه الجهات، مثل وزارة المالية والمجلس الاقتصادي الأعلى وأكثر من جهة معنية بموضوع الخصخصة.​
* هل يزعجكم ما تبثه بعض البرامج الرياضية عن سوء البنية التحتية لأندية الظل، وعدم وجود ملاعب لأندية أخرى؟
- بالعكس، أشجعهم على تبيان الحقيقة، وأي برنامج يبيّن الحقيقة مهما كانت مؤلمة أشجعه؛ فأنا أعتبر أن الصديق الحقيقي هو من يعطيك الحقيقة كما هي، وليس من يجملها، وأيضا ليس من يشوهها.. ولكن أتمنى أن يعرضوها لغرض الصالح العام، وليس لغرض الإسقاط والتجريح في قطاع رعاية الشباب.​
54555_46456.jpg
52234_64499.jpg
المصدر
 
أعلى