النصف ريال أصبح يساوي وزنه ذهبا !!.

إنضم
23 أبريل 2012
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[font=&quot]من المعروف أن العملة أصبحت أقل قيمة منها قبل عشرين سنة. فالجميع يعلم أننا كنا نشتري حبة الدجاج بسبعة ريالات واليوم أصبحت قيمتها أكثر من الضعف في بعض الأنواع. وكنا نشتري الخروف بخمسمائة ريال واليوم تضاعف سعره أكثر من مرة. وما أريد أن أقوله هو أن النصف الريال آنذاك كان أقوى منه الآن ومع ذلك فلم يكن التجار يحرصون على استحصال النصف ريال عندما كانت قيمته أقوى. بينما اليوم انخفضت قيمة هذا النصف ريال وارتفعت شهية التجار لاستحصال هذا النصف ريال قبل استحصالهم للمبلغ الذي اشتريت به ( مقاضيك ). وإن كان تقاضيهم لهذا النصف ريال يعد حقا من حقوقهم وليس لأحد حق الاعتراض طالما أنه اشترى ما يعادل هذه القيمة إلا أن التساؤل المطروح هو لماذا كان التجار يغضون الطرف عن هذا المبلغ الزهيد في زمن قوّته ويحرصون على تقاضيه في زمن ضعفه ؟. أنا لا أجد إجابة قطعية على هذا السؤال ولكن قد أجد إجابة محتملة. فالسوق أصبح لعبة شعارها جمع أكبر قدر من المال مقابل أقل قدر من الخسائر. وإن كنا في جانب آخر لا نعتبرها لعبة بقدر ما نعتبرها استراتيجية تسويقية وفكر تجاري مقبول إذ أنه ليس من العيب أن يجني التاجر أرباحا أكبر مقابل خسائر أقل لكن الجانب الآخر الذي أعنيه وأسميه ( لعبة ) هو أن الجودة التجارية أصبحت متدنية سواء من حيث صناعة المنتج ومتانته أو من حيث وزنه وحجم عبوته ولا أدل على ذلك من أنواع من السيارات الفخمة التي كانت تصنع من الحديد الخالص فأصبحت الآن تصنع من الفايبر أو الحديد الخفيف ( التنك ) ومع أول هبة ريح تجد صدام سيارتك في جهة وسيارتك في جهة أخرى. طيب ما علاقة هذا بالنصف ريال الذي نتحدث عنه ؟ هذا النصف ريال ما هو إلا واحدا من عوامل التهافت على جمع المال حتى وإن قل. وما هو إلا واحدة من استراتيجيات السوق الحديثة التي كانت غائبة عن الأذهان أيام زمان لقلة المنافسة في تلك الأيام. فكل واحد كان له دكان أو بقالة تنزوي في شارع بعيد عن دكان أو بقالة الآخر وكل واحد راضٍ بما قسم الله له من الرزق ولا يخطر في باله أن ينافس غيره. أما اليوم فبين كل سوقين مركزيين سوق مركزي ثالث وتجد باعة كل سوق يمدون أعناقهم إلى الزبون القادم وكأنهم يحثونه على التبضع من متجرهم وليس من متجر جارهم لأن البحث عن الزبون أصبح صناعة وحرفة مستقلة بذاتها ولم يعد انتظار الزبون حتى يأتي مجديا لكثير من الأنشطة التجارية بل لا بد من البحث عن الزبون وإغرائه بالشراء عن طريق تزيين المنتج وتحسين طريقة عرضه حتى أن كثيرا منا عندما يذهب لشراء ثلاجة لمطبخ منزله على سبيل المثال فإنه سيجد كل بائع يمدح النوع الموجود لديه ويذم الأنواع الأخرى الموجودة لدى غيره حتى وإن كان مدحه لها أو ذمه إياها غير صحيح فالمهم لديه هو اقتناص الزبون دون مراعاة لأخلاقيات المهنة سواء كانت تلك الأخلاقيات منطلقة من مبدأ ديني أو من مبدأ اجتماعي أو حتى اقتصادي. أيضا أصبحت المنتجات المقلدة تباع في أسواقنا عيانا بيانا مكتوب عليها ( صناعة يابانية ) بالخط العريض وإن وجدت بائعا محترما فسيؤكد لك أن السلعة صينية وأن الكلام المكتوب عليها مجرد ديكور بل هو مجرد مصيدة لاقتناص ما في جيبك. بالإضافة إلى ذلك فإن ( المبررات ) أصبحت تباع بالمجان. وأقصد بذلك أن كل سلعة يرتفع سعرها تجد لدى تجارها مبررات جاهزة ومغلفة على سبيل المثال فإن أسعار المواشي أصبحت لا تطاق وعندما يرتفع سعر الشعير يتخذون هذا الارتفاع مبررا لرفع السعر وعندما ينخفض سعر الشعير يهملون هذا المبرر ويرفعون مبررا آخر هو ارتفاع سعر البرسيم. وقس على ذلك المنتجات العالمية فإذا ارتفع سعر البترول قالوا إن ارتفاعه أدى إلى ارتفاع تكاليف إنتاج السلع الأخرى وبالتالي ارتفاع سعرها وإذا انخفض سعر البترول بحثوا عن مبرر آخر مثل ارتفاع تكاليف الشحن نظرا لارتفاع بوليصة التأمين أو نظرا لعوامل الطقس والمناخ أو غير ذلك من المبررات الجاهزة والتي تجد قبولا لدى الأجهزة الحكومية ولدى المستهلك على حد سواء. في خضم هذه المعمعة التجارية والتنافس الشديد على الحصول على الجزء الأكبر من الكعكة فإن هذا النصف ريال ما هو إلا جزء من الكعكة حتى وإن كانت قيمته أقل لكن نصف ريال فوق نصف ريال تساوي ريالا وريال فوق آخر تساوي ريالين وهكذا فإن ثقافة البيع بالهللات قد انتشرت هي الأخرى للقضاء على الثقافة القديمة التي كانت تعتمد على تخفيض نصف ريال أو ريال كامل فبدلا من تخفيض نصف ريال بأكمله أصبح الخيار المتاح حاليا هو تخفيض هللة واحدة وهذا يقودنا أيضا إلى اعتبار أن ثقافة الجزء من الريال أو الجزء من المائة ريال يمكن إضافتها إلى عوامل المنافسة التجارية وإلا فماذا يعني أن نجد منتجا سعره ( 999 ) ريال ؟ إنه مجرد استغلال للعامل النفسي لدى الزبون الذي يرى أن الألف ريال كثير جدا بينما 999 في نظره ليست إلا ( تسعمية ريال وشوية ) متناسيا أن هذه ( الشوية ) ليست إلا مائة ريال كاملة ينقص منها ريال واحد فقط !!. لذلك فلا عجب أن يحرص البائع على استحصال النصف ريال المتدني القيمة فهو عند جمعه إلى أنصاف أخرى سيصبح بلا شك ذا قيمة كبيرة. وإذا علمنا أن بندة على سبيل المثال تقوم بتخيير زبائنها بين إعادة الهللات المتبقية لهم وبين التبرع بها للأمور الخيرية فيتم الإعلان بين فينة وأخرى عن وصول هذه الهللات إلى ملايين الريالات فإن النصف ريال سيكون له قيمته من باب أولى.[/font]
 

العالمى

مشرف منتدى الرياضة
إنضم
13 يونيو 2009
المشاركات
19,624
مستوى التفاعل
114
النقاط
63
اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد
قبل مااوصل ساحة القصاص جاني اتصال اللهم لك الحمد
 
أعلى