ابوبدر البجلي
Member
- إنضم
- 8 يونيو 2008
- المشاركات
- 225
- مستوى التفاعل
- 3
- النقاط
- 18
بـسـمـ الله الـرحـمـن ـالـرحـيـمـ
الـصّــبـــر ... أنـواعــه ... مـراتـبـه
قـال الله تـعـالـى :
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ... الـكـهـف : 28 } .
الـصـبـر هـو :
حـبـس الـنـفـس عـن الـجـزع والـتـسـخـط ، وحـبـس الـلـسـان عـن الـشـكـوى ، وحـبـس الـجـوارح عـن الـتـشـويـش .
قـال الشـيـخ الإسـلام ابـن تـيـمـيـة رحـمـه الله :
الـصـبـر عـلـى أداء الـطـاعـات أكـمـل مـن الـصـبـر عـلـى اجـتـنـاب الـمـحـرمـات وأفـضـل ، فـإن مـصـلـحـة فـعـل الـطـاعـة أحـب إلـى الله مـن مـصـلـحـة تـرك الـمـعـصـيـة ، ومـفـسـدة عـدم الـطـاعـة أبـغـض إلـى الله وأكـره مـن مـفـسـدة وجـود الـمـعـصـيـة .
أنـواع الـصـبـر
( 1 ) الـصـبـر بـالله .
وهـو أن يـكـون الـبـاعـث لـلـعـبـد عـلـى الـصـبـر الاسـتـعـانـة بـالله ورؤيـتـه أنـه هـو الـمُـصَـبـِّـر وأن صـبـر الـعـبـد بـربـه لا بـنـفـسـه ، كـمـاقـال الله تـعـالـى { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّبِاللَّهِ... الـنـحـل : 127 } . يـعـنـي : إن لـم يُـصـبـِّـرك الله لـم تـصـبـر .
( 2 ) الـصـبـر لله .
وهـو أن يـكـون الـبـاعـث لـلـعـبـد عـلـى الـصـبـر مـحـبـة الله وإرادة وجـهـه ، والـتـقـرب إلـيـه ، ولـيـس لإظـهـار قـوة الـنـفـس ، وطـلـب ثـنـاء الـنـاس عـلـيـه ... وغـيـر ذلـك مـن مـثـل هـذه الأمـور .
( 3 ) الـصـبـر مـع الله .
وهـو أن يـكـون تـوجـه الـعـبـد مـع مـراد الله الـديـنـي مـنـه ، ومـع أحـكـامـه الـديـنـيـة ، صـابـرًا نـفـسـه مـعـهـا، سـائـرًا بـسـيـرهـا ،مـقـيـمـا بـإقـامـتـهـا ، يـتـوجـه مـعـهـا أيـن تـوجـهـت بـه ، ويـنـزل مـعـهـاأيـن نـزلـت بـه .
بـمـعـنـى أنـه قـد جـعـل نـفـسـه وقـفـا عـلـى أوامـر اللهومـا يُـحـب ، وهـو أشـد أنـواع الـصـبـر وأصـعـبـهـا ... وهـو صـبـرالـصـدّيـقـيـن .
قـال الله تـعـالـى :
{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ... الـبـقـرة :153 } .
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ... الـبـقـرة : 155 } .
قـال ابـو عـلـي الـدقـاق ... فـاز الـصـابـرون بـعـزالـداريـن لأنـهـم نـالـوا مـن الله مـعـيّـتـه وبـشـارتـه .
مـراتـب الـصّــابـريـن
( 1 ) الـصـابـر . وهـو أعَـــمّ وأشـمـل .
( 2 ) الـمُـصـطــبــر . وهـو الـمـكـتـسـب الـصـبـر الـمـلـيء بـه .
( 3 ) الـمُـتـصـبـر . وهـو الـمـتـكـلـف حـامـلٌ نـفـسـه عـلـيـه .
( 4 ) الـصـبــور . الـعـظـيـم الـصـبـر الـذي صـبـره أشـد مـن صـبـر غـيـره .
( 5 ) الـصـبّـار . الـكـثـيـر الـصـبـر
أقــوال فـي الـصّــبــر
قـال عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه :
الـصـبـر مـطـيـّـة لا تـكـبـو .
قـال الـجـنـيـــد :
الـمـسـيـر مـنا للـدنـيـا إلـى الآخـرة سـهـل هـيـّـن عـلـى الـمـؤمـن ، وهـجـران الـخـَـلـْـق فـي جـنـب الله شـديـد ، والـمـسـيـر مـن الـنـفـس إلـى الله صـعـب شـديـد ، والـصـبـرمـع الله أشـد .
وسُـئِـل عـن الـصـبـرفـقـال :
تـجـرّع الـمـرارة مـن غـيـر تـعـبـّـس .
قـال ذو الـنـون الـمـصـري :
الـصـبـر ، الـتـبـاعـدمـن الـمـخـالـفـات ، والـسـكـون عـنـد تـجـرّع غـُـصَـص الـبـلـيـّـة ، وإظـهـارالـغـنـى مـع حـلـول الـفـقـر بـسـاحـات الـمـعـيـشـة .
قـال عـمـرو بـن عـثـمـان :
الـصـبـر هـو الـثـبـات مـع الله ، وتـلـقـّـي بـلائـه بـالـرحـب والـدّعـة .
قـال الـخــوّاص :
هـو الـثـبـات عـلـى أحـكـام الـكـتـاب والـسّـنـّـة .
قـال الـجـريـري :
الـصـبـر أن لا يُـفـرّق بـيـن حـال الـنـعـمـة وحـال الـمـحـبـة ، مـع سـكـون الـخـاطـر فـيـهـمـا . والـتـصـبـر هـو الـسـكـون مـع الـبـلاء مـع وجـدان أثـقـال الـمـحـنـة .
قِــيــــل فـي الـصّــبــــر
==هـو الـوقـوف مـع الـبـلاء بـحُـسـن الأدب .
==هـو الـفـنـاء فـي الـبـلـوى ، بـلا ظـهـور ولا شـكـوى .
==هـوتـعـويـد الـنـفـس الـهـجـوم عـلـى الـمَـكـاره.
== هـو الـمـقـام مـع الـبـلاء بـحُـسْـن الـصـحـبـة ، كـالـمـقـام مـع الـعـافـيـة .
==هـو الاسـتـعـانـة بـالله .
==هـو تـرك الـشـكـوى .