من عظماء الفاتحين .. ( أسد بن عبد الله القسري رحمه الله تعالى )

جبل عمد

Moderator
إنضم
28 فبراير 2008
المشاركات
1,534
مستوى التفاعل
19
النقاط
38
بسم الله الرحمن الرحيم

من عظماء الفاتحين .. ( أسد بن عبد الله القسري رحمه الله تعالى )

هو الأمير الفاتح أسد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز القسري البجلي ، حفيد الزعيمين الصحابيين أسد بن كرز القسري ويزيد بن أسد القسري . وكان أسد بن عبد الله من عظماء الأمراء و الفاتحين اليمانيين بل هو آخر عظماء الفاتحين في التاريخ العربي الإسلامي ، وفيه قال ابن السجف المجاشعي :
لو سرت في الأرض تقيس الأرضا
...................... تقيس منها طولها والعرضا
لم تلق خيرا مرة ونقضا
.......................... من الأمير أسد وامضى
أفضى إلينا، الخير حين أفضى
....................... وجمع الشمل وكان رفضا
ما فاته خاقان إلا ركضا
..................... قد فض من جموعه ما فضا
يا بن سريج قد لقيت حمضا
.............. حمضا به يشفى صداع المرضى


إن الأمير أسد بن عبد الله القسري هو عاشر عشرة من عظماء الأمراء والفاتحين اليمانيين بالمشرق ، ونشير هنا إلى عشرة من معالم عهد ولايته لخراسان وفتوحاته –( والتي استقصاها وذكرها المؤرخ محمد حسين الفرح ) في تلك المعالم التي تدل على عظمته تتمثل في النقاط التالية :

* في عام 106هـ (725م) ولى خالد بن عبد الله أمير المشرقين أخاه الأمير أسد على خراسان ، وكان الترك يحاربون ويحاصرون المسلمين في إقليم السغد وحاضرتيه بخارى وسمرقند وإقليم فرغانة ، وهما وراء نهر جيحون فوصل الأمير أسد إلى مدينة مرو – عاصمة خراسان – وانطلق منها فعبر نهر جيحون ، وأشرف على سمرقند ، فانسحب الترك ، ودخل أسد مدينة سمرقند وأعاد تنظيم الأمور وولى الحن بن أبي العمرطة الكندي على سمرقند ، فاستتب أمر المسلمين في ذلك الأقليم .

* وفي عام 107هـ قام الأمير أسد بأول فتوحاته ، حيث كما جاء في تاريخ الأمم والملوك – (( في سنة 107 هـ غزا أسد بن عبد الله جبال نمرون ملك الغرشستان مما يلي جبال الطالقان فصالحه الملك نمرون وأسلم على يديه ، فهم اليوم يتولون اليمن )) وذلك لأن أهل الغرشستان وملكهم نمرون أسلموا على يد الأمير اليماني أسد القسري.

* وفي نفس عام 107 هـ سار الأمير أسد بجند العروبة و الاسلام فافتتح بلاد غورين وازب وصك حتى بلغ جبال ملع التي تعانق السحاب وتتاخم الصين ، فقال ثابت قطنه الأزدي في ذلك قصيدة منها قوله :

أرى أسداً تضمن مفظعـاتٍ
.................... تهيبها الملوك ذوو الحجاب
سما بالخيل في أكناف مـرو
..................... وتوفزهن بين هـلا وهـاب
ملاحم لم تدع لسراة كلب
....................... مفاخرة ولا لبني كلاب


* وفي عام 107 – 108 هـ قام الأمير اسد بإنجاز عمراني حضاري هام وهو تشيد مدينة عربية إسلامية في خراسان في جنوب نهر جيحون وهي مدينة بلخ حيث (( اختار أسد بن عبد الله أرضاً مستوية تتوسطها الأنهار ثم ألزم أهل كل مدينة وناحية من خراسان ببناء جزء من مدينة بلخ ، وجعل على المدينة سوراً له سبعة أبواب ، وبد السور الأول سورين يبعدان عنه 12 فرسخاً ويحيطان بقراها ومزارعها . وبعد أن أتم بناء المدينة وتحصينها اسكن فيها العرب والمسلمين ، وخلط بين السكان منعاً للعصبية .. )) وذكر الطبري انه : قال ابو البريد البكري في بناء أسد مدينة بلخ قصيدة منها :

يا خير ملك ساس أمر رعية
..................... إني على صدق اليمين لحالف
إن المباركة التي حصنتها
......................... عصم الذليل بها وقر الخائف


ولم تزل مدينة بلخ معقلاً من معاقل الإسلام في لأفغانستان واّسيا الوسطى منذ بناء اسد إياها ( عام 726م ) وحتى اليوم .


* وفي عام 108 و 109 هـ عبر الأمير أسد بفرقة من الجنود نهر جيحون وغزا بلاد الختل التي اسم ملكها (السبل ) وكان حليفاً لخاقان عظيم الترك بأقاصي اسيا الوسطى ، وعاد اسد بالظر والغنائم الى بلخ ، واتته وفود الترك طائعة ، فقال ثابت قطنة :

أرى أسدا في الحرب إذ نزلت به
..................... وقارع اهل الحرب فاز واوجبا
تناول ارض السبل ، خاقان ردؤه
................. فحرق ما استعصى عليه وخربا
أتتك وفود الترك مابين كابلٍ
................. وغريان إذ لم يهربوا منك مهربا


* وفي عام 109 هـ اكتشف الأمير أسد محاولة تمرد يخطط لها أربعة قادة من القيسية ، فقام باعتقالهم وبسبب ذلك يقول د. حسين عطوان في كتاب الشعر العربي في خراسان : (( تعصب أسد بن عبد الله القسري لقومه اليمانية ، وأهان المضرية ، وضرب ابن سيار ونفراً معه بالسياط ..)) بينما الذي حدث هو أنهم كانوا يخططون للقيام بتمرد في مدينة بلخ ، فلما اكتشف ذلك (( خطب اسد في يوم جمعة ، فقال في خطبته : من يروم ما قبلي أو يترمرم ، وامير المؤمنين خالي ، وخالد بن عبد الله اخي ، ومعي اثنا عشر ألف سيف يمان )) وقوله (( .. ومعي اثنا عشر الف سيف يمان )) يعني في بلخ والا فإن عدد اليمانيين في الجيش العربي بخراسان كان زهاء اربعين الفاً . وقد عفا اسد عن اغلب المتهمين بمحاولة التمرد ، وبالنشاط الشيعي ، فقال ثابت قطنة :

أسد بن عبد الله جلل عفوه
...... أهل الذنوب فكيف من لم يذنب


* وفي عام 117 هـ كان أمر المسلمين قد اضطرب في بخارى وسمرقند وتغلب عليها العدو ، فسار الأمير أسد إلى بخارى فدخلها ، واسلم على يديه الزعيم البخاري سامان وهو جد السامانيين ، وسمى ابنه أسداً على اسم الأمير أسد .
وحاصر الأمير أسد المشركين في سمرقند واعطاهم الأمان فخرجوا منها ودخلها ، وبعث حملة جريئة الى قلعة طخارستان العليا بقيادة جديع الأزدي الكرماني ففتحها وهي من بلاد الترك التي لم يسبق فتحها .

* وفي عام 118هـ قام الأمير أسد ببناء المصانع (القلاع) وبناء الايوانات في المفاوز ، واتخذ مدينة بلخ مقراً وعاصمة ونقل إليها دواوين الدولة ، ثم غزا طخارستان وارض جيغويه ففتح ، وهرب فلول جيش جيغويه إلى الصين .

*وفي عام 119هـ وقعت أعظم حروب ذلك الزمان فقد حشد الملك خاقان عظيم الترك أمراء وجنود الكفار ببلدان ما وراء النهر وأقاصي أسيا الوسطى ، واقبل في مائة ألف للقضاء على العرب والمسلمين في خراسان وزعم انه سيجتاح المسلمين حتى يبلغ العراق ودمشق ، ووصلت أنباء ذلك إلى العراق ودمشق ، وتطلعت الأمة إلى ما يحدث في خراسان ، وسار الأمير أسد بجند العروبة والإسلام من بلخ وخراسان إلى الجوزجان – في أوزبكستان – حيث خاقان وجيوشه ، فوقعت حرب كبرى انتصر فيها أسد على جيوش خاقان ، وهرب خاقان وجنود أسد يطاردونه حتى وصل إلى بلاده ، فقتل هناك . وبعث اسد الرسل بأنباء النصر إلى الأمير خالد بالعراق والخليفة هشام بدمشق ، وكان مبعوث أسد إلى دمشق القاسم بن بخيت ، فدخل دمشق وهو يكبر وتوجه الى دار الخلافة ، قال الطبري (( فأقبل القاسم إلى هشام فكبر على الباب ثم دخل وهو يكبر ، وهشام يكبر لتكبيره حتى انتهى إليه فقال الفتح يا امير المؤمنين واخبره بالخبر فنزل هشام عن سريره فسجد سجدة الشكر وهي واحدة عندهم )) . وقيلت في الثناء على أسد قصائد كثيرة ، وبسط أسد السيادة العربية الإسلامية في كل أرجاء أقاصي اّسيا الوسطى .


*وفي عيد النيروز عام 120هـ أتى دهاقين العجم بالهدايا العظيمة إلى الأمير أسد بمدينة بلخ ، فقام كبير الدهاقين خطيباٌ فقال :

{أيها الأمير أسد بن عبد الله . إننا معشر العجم أكلنا الدنيا أربعمائة سنة ، وكانت الرجال عندنا ثلاثة ، ميمون النقيبة أينما توجه فتح البلاد ، ورجل تمت مرؤته فإذا كان كذلك عظم وقود وقدم ، ورجل رحب صدره وبسط يده فاذا كان كذلك قود وقدم ، وان الله جعل صفات هؤلاء الثلاثة فيك ايها الامير، وما نعلم أحدا أتم كتخذانية منك ، انك ضبطت اهل بيتك وحشمك وعمالك فليس منهم احد يتعدى على صغير أو كبير ولا غني ولا فقير، ثم انك بنيت الايوانات في المفاوز فيجيء الجائي من المشرق والاخر من المغرب فلا يجدان الا ان يقولا : سبحان الله ما أحسن ما بنى !
ومن يمن نقيبتك انك لقيت خاقان وهو في مائة الف فهزمته وفللته وقتلت أصحابه وأبحت عسكره .. فأثنى عليه أسد وأجلسه ) .
وفي ربيع الثاني 120 هـ مات الأمير أسد بمدينة بلخ وهو أمير لأسيا الوسطى كلها ، فقال ابن عرس العبدي :

نعى أسد ابن عبد الله ناع
..................... فريع القلب للملك المطاع
ببلخ وافق المقدور يسري
..................... ...وما لقضاء ربك من دفاع .


رحم الله أسد ورضي عن جدّيه .

(( منقول ))​
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,079
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
الله يعطيك العافية

شكراً لك على الطرح
 

سعيد القسري

عضو شرف
إنضم
2 نوفمبر 2007
المشاركات
1,744
مستوى التفاعل
52
النقاط
48
احسنت في هذا النقل الرائع والذي يدل على ان هذه القبيله لها دور كبير جدا في نشر الرساله المحمديه وهذا اسد احد رجالها وغيره الكثير فنقول للشباب في هذا العصر هؤلاء اسلافكم فما ذا انتم فاعلون عندما تعرفون سيرتهم فانتم خير خلف لخيرسلف .
 
إنضم
12 يونيو 2014
المشاركات
33
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ذية تاريخ مشرف ولكن ليش بنى مالك اقل قبيله فى الافتخار بالتاريخ:confused::confused: وين المولفين مايولفون لنا كتاب كما كتاب سعيد بن عبدالكريم :confused::confused: فيينهم شعارنا مايقلون قصايد عن تاريخنا ويشهرون بتاريخنا كما مايفعل شعار زهران والله ثم والله انى حفظت قصص رهوة البر كلة من شعار زهران :t3::t3::t3: واماشعارنا فالمشكى لله :confused::confused:
 

صقر تهامة

مراقب منتديات بني مالك
إنضم
11 مايو 2007
المشاركات
14,149
مستوى التفاعل
172
النقاط
63
الإقامة
الجنوب
الموقع الالكتروني
www.banimalk.net
سيرة عظيمة
لقائد عظيم

اسد بن عبدالله واخوه خالد
ومن قبلهم جرير

اسماء صنعت للتاريخ العربي والاسلامي مجدا مشرفا
 

العالمى

مشرف منتدى الرياضة
إنضم
13 يونيو 2009
المشاركات
19,624
مستوى التفاعل
114
النقاط
63
شكرًا لك موضوع رائع ونقل مميز
 
أعلى