فن التعامل مع المخطئ

إنضم
31 يناير 2012
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
6


بسم:

السلام:

الخطأ سلوك بشري لا بد أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء . و ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره .و نضخمه. ولابد من معالجة الخطأ بحكمة ورويه و أياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت و آخر إلى مراجعة أساليبنا في معالج لأخطاء ..


و لمعالجة الأخطاء فن خاص بذاته .. يقوم على عدة قواعد .. أرجو منكم أن تقرؤها معي بتمعن

القاعدة الأولى


اللوم للمخطئ لا يأتي بخير غالباً تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابيه في الغالب فحاول أن تتجنبه ..وقد وضح لنا أنس رضي الله عنه انه خدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات مالامه على شيء قط فاللوم مثل السهم القاتل ما أن ينطلق حتى ترده الريح علي صاحبه فيؤذيه ذلك أن اللوم يحطم كبرياء النفس و يكفيك أنه ليس في الدنيا أحد يحب اللوم


القاعدة الثانية


بعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ فالمخطئ أحيانا لا يشعر أنه مخطئ فكيف نوجه له لوم مباشر و عتاب قاس وهو يرى أنه مصيب إذاً لا بد أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ وفي قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم درس في ذلك حيث جاءه يستسمحه بكل جرأة و صراحة في الزنا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم اترضاه لأمك قال لا

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:( فان الناس لا يرضونه لأمهاتهم ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أتراضه لأختك قال لا
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم فأبغض الشاب الزنا
القاعدة الثالثة




استخدام العبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ إنا كلنا ندرك أن من البيان سحرا فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء .فمثلاً حينما نقول للمخطئ

لو فعلت كذا لكان أفضل.ما رأيك لو تفعل كذا
أنا اقترح أن تفعل كذا.ما وجهة نظرك أليست أفضل من قولنا يا قليل التهذيب والأدب ألا تسمع ألا تعقل أمجنون أنت كم مره قلت لك فرق شاسع بين الأسلوبين إشعارنا بتقديرنا واحترامنا للآخر يجعله يعترف بالخطأ و يصلحه



:القاعدة الرابعة




ترك الجدال أكثر إقناعاً .تجنب الجدال في معالجة الأخطاء فهي أكثر وأعمق أثراً من الخطأ نفسه وتذكر .. أنك بالجدال قد تخسر ..لأن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته فيدافع عن الخطأ بكرامته فيجد في الجدال متسعاً ويصعب عليه الرجوع عن الخطأ فلا نغلق عليه الأبواب ولنجعلها مفتوحة ليسهل عليه الرجوع.

القاعدة الخامسة
ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل
حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ و فكر من وجهة نظره و فكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها واختر منها ما يناسبه

القاعدة السادسة
ماكان الرفق في شئ إلا زانه.. بالرفق نكسب .. ونصلح الخطأ .. ونحافظ على كرامة المخطئ .. وكلنا يذكر قصه الأعرابي الذي بال في المسجد كيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق .. حتى علم الأعرابي أنه علي خطأ.
القاعدة السابعة
دع الآخرين يتوصلون لفكرتك..عندما يخطئ الإنسان فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه والإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل والصواب فلا شك أنه يكون أكثر حماساً لأنه يشعر أن الفكرة فكرته هو
القاعدة الثامنة
عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب.. حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب و تصحيحك بالخطأ أشعرهم بالإنصاف خلال نقدك ..فالإنسان قد يخطئ ولكن قد يكون في عمله نسبه من الصحة لماذا نغفلها.
القاعدة التاسعة
لا تفتش عن الأخطاء الخفية.. حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة و لا تفتش عن الأخطاء الخفية لأنك بذلك تفسد القلوب ..و لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن تتبع عورات المسلمين

القاعدة العاشرة

استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن..عندما يبلغك خطأ عن إنسان فتثبت من هو استفسر عنه مع حسن الظن به فأنت بذلك تشعره بالاحترام و التقدير كما يشعر هو بالخجل وان هذا الخطأ لا يليق بمثله ..كأن نقول وصلني انك فعلت كذا ولا أظنه يصدر منك
القاعدة الحادية عشر
امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب ..مثلاً عندما تربي ابنك ليكون كاتباً مجيداً فدربه علي الكتابة و أثن عليه و اذكر جوانب الصواب فإنه سيستمر بإذن الله .
القاعدة الثانية عشر
تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي المعنى نفسه..عند الصينيين مثل يقول نقطة من عسل تصيد ما لا يصيد برميل من العلقم..
ولنعلم أن الكلمة الطيبة تؤثر والكلام القاسي لا يطيقه الناس..

القاعدة الثالثة عشر
اجعل الخطأ هينا و يسيراً و ابن الثقة في النفس لإصلاحه ..الاعتدال سنة في الكون أجمع وحين يقع الخطأ فليس ذلك مبرراً في المبالغة في تصوير حجمه .
القاعدة الرابعة عشر
تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم وأخيراً... فن معالجة الأخطاء فن لابد أن ندرك أهميِته
 
أعلى