صقر تهامة
مراقب منتديات بني مالك
- إنضم
- 11 مايو 2007
- المشاركات
- 14,149
- مستوى التفاعل
- 172
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الجنوب
- الموقع الالكتروني
- www.banimalk.net
الحديث عن وادي إضم شيّق وذو شجون ، فإضم وادي تاريخي به من العراقة والاصالة مالله به عليم ، وليس أدل على مجده الأشم من حصونه الشامخة ورجاله الكرام ، والآن اسمحوا لي بالتحدث عن هذا الوادي من زاوية معينة أثيرت ولازالت تثار والحقيقة انها نقطة جدل وأنا مؤمن بذلك ، وبما أنني أكتب ماتوصلت إليه فهذا لايعني أنه في حال توفر الأدلة القاطعة سأبقى مصرّا على ذلك بل سأعدل عن فكرتي وهذا حال المنصفين ان شاء الله .
إضم بجيلة
هو وادي يمتد من أسفل سروات بجيلة ويتصل بوادي العرج (حلي) من مكان معين ليصل بعد ذلك الى البحر الأحمر ، يقطنه قبايل بني مالك الذين هم احدى بطون بجيلة .
سبب التسمية كما يقول الأجداد
سمي إضم لانه كان في قديم الزمان محطة استرخاء واطمئنان للقبايل الوافدة إلي سوق الثلاثاء مثلا أو للإقامة ، فهو يضم بين جنباته الماء بشكل كبير وملفت للنظر سواء الانهار الجارية او الابيار التاريخية .
أسامي أخرى لإضم بجيلة
يقول الأجداد بأن إضم له أسماء أخرى مثل وادي النخيل ، وقيل الوادي الأخضر ، وقيل (جبة المسكين) إذ ان الفقير إذا أتى فإنه يجد ضالته من الخيرات التي به .
وادي إضم المذكور في المصادر التاريخية
أستطيع الجزم بأن إضم المذكور في مصادر التاريخ ليس هو الوادي الذي يقيمون فيه بني مالك اليوم ، وذلك الحكم مبني على دلائل وبراهين لايمكن الاستهانة بها وهي كالتالي :
1 - يقول أبو عبيد البكري في كتابه معجم ماستعجم : إضم جبل لاشجع وجهينة وقيل واد لهم وعنه يقول النابغة الذبياني :
بانت سعاد فامسى جبلها انجذما
واحتلت الشرع فالأجراع من إضما
واحتلت الشرع فالأجراع من إضما
وعن الأجراع المذكور في أبيات النابغة مايدل أنه بتلك النواحي التي بها أشجع وجهينة إذ يقول طرفة (لخولة بالأجراع من إضم طلل) وقد ورد في نفس الكتاب قصة عن هذا الوادي هي كالتالي (ولما أجليت جرهم من مكة، خرج بهم رئيسهم الحارث بن مضاض الأصغر الجرهمي إلى إضم، من أرض جيهنة)
2 - يقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان : إضم بالكسر ثم الفتح ، ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة ، وقيل ذو إضم جوف هناك به ماء وأماكن يقال لها الحناظل وله ذكر في سرايا النبي صلى الله عليه وسلم .
* كما ورد في نفس الكتاب التالي : وقال السيد علي (إضم واد بجبال تهامة وهو الوادي الذي فيه المدينة)
* في نفس المؤلف ايضا ورد أبيات لشاعر يسمى سلامة بن جندل وهو يتحدث عن نفس الوادي المذكور اعلاه فيقول :
يا دار أسماء بالعلياء من إضم ... بين الدكادك من قو فمعصوب
كانت لها مرة دارا فغيرها ... مر الرياحي بسافي الترب مجلوب
كانت لها مرة دارا فغيرها ... مر الرياحي بسافي الترب مجلوب
* ايضا في نفس الكتاب ورد الآتي : قال ابن السكيت إضم واد يشق الحجاز حتى يفرغ في البحر وأعلا إضم القناة التي تمر دون المدينة ، وقيل إضم واد لأشجع وجهينة ويوم إضم من أيامهم . وعن نصر : إضم أيضا جبل بين اليمامة وضرية، وقال غيره ذو إضم ماء بين مكة واليمامة عند السمينة يطؤه الحاج .
3 - يقول صاحب المعالم الجغرافية الواردة في السنة النبوية : وادي العيص واد لجهينة بين المدينة والبحر ، يصب في إضم من اليسار من أطراف جبل الأجرد الغربية ومن الجبال المتصلة به ، ومن حرار تقع بين إضم وينبع ، وفيه عيون وقرى كثيرة .
* في المؤلف نفسه يتحدث المؤلف عن مكان يسمى (ذو المرو) قائلا (قع عند مفيض وادي الجزل إذا دفع في إضم ، شمال المدينة على قرابة ثلاث مائة كيل)
* ثم يعرج المؤلف على وادي إضم المذكور أعلاه فيصفه قائلا ( جاء ذكره في إحدى الغزوات ، وهي غزوة بطن إضم ، وقال بأنه يسمى كذلك إذا إجتمعت أودية المدينة الثلاثة وهي بطحان وقناة والعقيق إلى أن يصب في البحر الاحمر بين الوجه وأم لج .
4 - يقول الحميري في كتابه النسبة إلى المواضع والبلدان الآتي : إضم جبل والوادي الذي فيه المدينة .
5 - يقول الزمخشري في كتابه الجبال والأمكنة والمياة الآتي : إضم وادي يحتلب نجدا ويحتلب تهامة ، و هو الوادي الذي فيه المدينة .
6 - في كتاب تاريخ المدينة ورد الآتي : سرية أبي قتادة رضي الله عنه إلى بطن إضم وعنها حدثنا عفان قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرة الاسلمي، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه، وأبا قتادة، ومحلم بن جثامة سرية إلى إضم .
* يقول ياقوت الحموي معرفا بوادي إضم المذكور في الحديث (هو وادي يطؤه الطريق بين مكة والمدينة)
* في السيرة الحلبية يقول المؤلف عن الوادي أعلاه ( يطأه الحاج بين مكة واليمامة عند السمينة وقيل جوف (أي قناة) هناك به ماء وأماكن يقال لها الحناظل، وقيل الوادي الذي فيه مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم)
* في السيرة الحلبية يقول المؤلف عن الوادي أعلاه ( يطأه الحاج بين مكة واليمامة عند السمينة وقيل جوف (أي قناة) هناك به ماء وأماكن يقال لها الحناظل، وقيل الوادي الذي فيه مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم)
الخلاصة
1 -أن وادي إضم الذي فيه بجيلة لم يٌذكر في المصادر التاريخية ولم أجد له إشارة ، وذلك له عدة إحتمالات ، فإما أنه لم يكن معروفا بهذا الإسم قديما ، أو أن وعورة الطريق حالت دون وصول المؤلفين إليه .
2 - أن وادي إضم بجيلة ليس هو الوادي المذكور في أشعار النابغة الذبياني ، فهناك أماكن عدة تتشابه أسماؤها ومنها إضم ، وأيضا يوجد في بلاد بجيلة جبل الصلعاء الكائن في الجايزة فلم يرد عنه أي إشارة ، بل ورد أن هناك جبل إسمه الصلعاء بناحية المدينة وأيضا العرج وغيرها من الأماكن التي تتشابه أسماؤها .
3 - ورد في أشعار بجيلة مايشير إلى أنهم نزلوا إلى وادي به نخل ، والمعلوم أن إضم يقال عنه تاريخيا (وادي النخيل) وقد يكون هو الوادي المقصود عند الشاعر عمرو بن الخثارم البجلي إذ يقول (فماشعروا بالجمع حتى تبينوا ... بثنية ذات النخل مايتصرم) فهو يتحدث عن قبيلة بني ثابر التي كانت تقيم في الوادي المذكور بالنخل في أبيات الشاعر وفي حقال وحلي المعروف اليوم بالعرج وماجاورها من البلاد فأتت بجيلة وأجلتهم عنها إجلاء كاملا وسكنت بتلك الاراضي فقد يكون هو (ذات النخل) هو وادي إضم اليوم .
4 - المعروف في المصادر أن بني ثابر من العاربة الاولى ، وقد كانوا ينزلون في الاودية المذكورة أعلاه ولم يرد انه كان معهم قبيلة تشاركهم ، وذلك ردا على من يقول أن النابغة كان يقيم بتلك النواحي ، فلو أنه اقام هناك فلماذا لم يٌذكر؟
توضيح
كلامي أعلاه مثبت وبدلائل كلها وردت في السياق ، وهو فيما يخص إضم المذكور في المصادر ولكن هذا لايعني أنني أنكر تواجد بعض القبايل المجاورة مثل بني ذبيان وعبس ، حيث لدى أبنائها مايؤكد أنهم هم أصل هاتين القبيلتين العريقتين .
التعديل الأخير: