'''[البخل'''] ;; و أشهر بخلاء العرب ''''

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
بســم الله الـرحمــن الرحيــم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،

البخل و نوادر البخلاء


Avare.jpg


قال تعالى في محكم تنزيله:

((الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، ويكتمون ما آتاهم الله من فضله، واعتدنا للكافرين عذابا مهينا)) [النساء: 37].


و قال صلى الله عليه و سلم محذراً أمته من البخل :


" إياكم و الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم "

( رواه أبو داود)

وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله ذاماً البخلاء: (وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى)[الليل: 7-10]، وهذا ذم ووعيد من الله للبخلاء بأن يجعل عاقبة أمرهم عسراً فلا يعرف اليسر والسهل إليهم سبيلاً وهذا حظ البخلاء يشقي أحدهم في جمع المال ويتعب ثم لا يجد من ذلك المال راحة لكونه لا يمتع به نفسه ولا ينعم به في حياته ولا يصرفه في وجوه الخير ولا يعرف لله فيه حقاً فيكون العسر الأكبر يوم القيامة فيحاسب على كل درهم ودينار فما أبأس البخلاء يعيشون عيش الفقراء ويحاسبون حساب الأغنياء.

وقد نهى الله تعالى نبيه الكريم عن البخل فقال: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) [الإسراء: 29]، فلم يكن البخل يعرف طريقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أندى الناس كفاً ما يقع شيء في كفه إلا أنفقه.

ووصف الله تعالى عباده المؤمنين الذين أضافهم إلى نفسه فسماهم عباد الرحمن فنفى عنهم البخل فقال: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوماً)[الفرقان:67]، وحذر الله تعالى البخلاء الذين يزين لهم الشيطان البخل والإمساك مبيناً أن البخل شر عظيم وداء عضال مهلك قال الله تعالى: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير)[آل عمران: 180].

ومع ذلك قد يفرح البخيل بما أمسكت يده، ويحسب أنه قد رابح، ويعجب بكثرة ماله، وما علم أن هذا المال سيطوقه في نار جهنم إن لم يرحمه الله.

وبين الحق جل وعلا أن البخل لا يعود ضرره إلاّ على أهله فقال عز من قائل: (هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)[محمد: 38].


لغويا :

29675293.jpg


البخل هو أن تضن بما عندك و لا تجود به
فهو على النقيض تماما من الجود الذي اتسم به صلى الله عليه و سلم
و كان أجود ما يكون في رمضان .

فالبخل أحبائي من أرذل الصفات .. حتى أن أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما قالت :

لو كان البخل سربالاً ما لبسته
و لو كان طريقاً ما سلكته .


فالبخل داء فتاك كم فرق بين أحباب، وأغلق بيوتاً، وهدم أسراً، ودمر مجتمعات، وزرع الحقد والغل في الصدور، فتقطعت الأواصر، وانصرمت الوشائج، وقام على أساسه سوق الحسد والبغض، وهو من أدوء الأدواء وأخبثها، يشعر بأن صاحبه لا يثق في الله تعالى، فهو دائماً يسيء الظن بخالقه، ويحسب أنه لن يرزقه، ولن يكرمه، وأن هذا الذي بين يديه من الخير والمال والنعمة لو انقضى فلن يأتي بعده خيرٌ، ولن يخلف الله عليه بسواه، وأن أمواله لو تصدق منها صار فقيراً معوزاً كالمتصدق عليهم، وما أيقن هؤلاء الظانين بالله ظن السوء أن المال لا تنقصه الصدقة بل تنميه وتبارك فيه.

وهو مع ذلك يمنع صاحبه السيادة فالبخيل ليس بسيد في قومه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سيدكم يا بني سلمة؟" قلنا: الجد بن قيس، على أنا نبخله. قال: "أي داء أدوى من البخل! بل سيدكم عمرو بن الجموح"(أخرجه البخاري في الأدب المفرد).



وقال رسول الله والحق قوله
بلا ريب من منكم تسمون سيدا

فقالوا له جد بن قيس على التي
نبخله فيها وإن كان أسودا

فسود عمر بن الجموح لجوده
وحق لعمرو بالندى أن يسودا

إذا جاءه السؤال أذهب ماله
وقال خذوه إنه عائد غدا

فلو كنت يا جد بن قيس على التي
على مثلها عمرو لكنت مسودا


فانظر كيف عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم البخل داءً مانعاً من سيادة الرجل وإمامته قومه وتقدمه على عشيرته، وانظر كيف سود على القوم أنداهم كفاً وأوسعهم عطاء وأكرمهم وأبذلهم للمعروف.

وما يفعل العبد بالمال إن لم يكتسب به الحسنات ورفعة الدرجات، أو الذكر الحسن في الدنيا، والسعادة فيها مع السعادة الخالدة في الآخرة، وقد نسب إلىالإمام الشافعيأنه قال:


الناس بالناس ما دام الحياة بهم
والسعد لا شك تارات وهبات

وأسعد الناس من بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات

لا تمنعن يد المعروف عن أحد
ما دمت مقتدراً فالسعد تارات

واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات

قد مات قوم وما ماتت مآثرهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات


و قيل أن أشهر بخلاء العرب أربعة :



( 1 ) الحطيئة


فقد مر به رجل و هو بباب بيته و في يده عصا غليظة
فقال الرجل : أنا ضيف
فأشار الحطيئة إلى العصا و قال إنما أعدت هذه للضيفان .





( 2 ) حميد الأرقط


و قد كان يهجو ضيوفه بل و كان فاحشاً عليهم .
يقال أنه نزل به ضيوف ذات مرة فأطعمهم تمراً و يقال أنه أكلهم النوى .
و قد هجا ضيفا نزل به مرة :




ما بين لقمته الأولى التي انحدرت
و بين أخرى تليها قيـد أظفـور





( 3 ) أبو الأسود الدؤلي


يقال أنه تصدق مرة على مسكين بتمرة فقال له جعل الله نصيبك في الجنة مثل هذه .
و هو القائل : لو أطعنا المساكين في أموالنا لكنا أسوأ حالاً منهم .



( 4 ) خالد بن صفوان


فكان يقول للدرهم و الله لأطيلن حبسك في هذا الصندوق ثم يضعه فيه و يحكم الأقفال .



و من أشهر ما قيل في وصف قوم بالبخل ما هجا به جرير بني تغلب





قوم إذا أكلـوا أخفـوا كلامهمـو
و استوثقوا من رتاج الباب و الدارِ
قوم إذا استنبح الضيفـان كلبهمـو
قالوا لأمهمِ بولـي علـى النـارِ
فتمنع البول شحـاً أن تجـود بـهِ
و مـا تبـول لهـم إلا بمـقـدارِ


• قد يدفع البخل أهل خراسان البخل إلى أعجب الحيل وأطرفها، من ذلك ما رواه الجاحظ من أن أناساً من أهل مدينة مرو لا يلبسون خفافهم ( أحذيتهم ) إلا ستة أشهر في السنة فإذا لبسوها في هذه الأشهر الستة يمشون على صدور أقدامهم ثلاثة أشهر وعلى أعقاب أرجلهم ثلاثة أشهر مخافة أن تنقب هذه النعال.



• وروى إن رجلاً زار قوماً فأكرموه وطيبوه فجعلوا المسك في شاربه، فحكته شفته العليا، فأدخل إصبعه فحكها من باطن الشفة مخافة أن تأخذ إصبعه من المسك شيئاً.



• وهنا قصة الشيخ الخراساني الذي كان يأكل في بعض المواضع إذ مر به رجل فسلم عليه فرد الشيخ السلام ثم قال: هلم عافاك الله.
فتوجه الرجل نحوه فلما رآه الشيخ مقبلاً قال له : مكانك … فإن العجلة من عمل الشيطان.
فوقف الرجل، فقال له الخرساني: ماذا تريد؟
قال الرجل: أريد أن أتغذى.
قال الشيخ: ولم ذاك ؟ وكيف طمعت في هذا ؟ ومن أباح لك مالي؟
قال الرجل: أوليس قد دعوتني ؟
قال الشيخ: ويحك، لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك السلام .
الأمر هو أن أقول أنا: هلم فتجيب أنت: هنيئاً فيكون كلام بكلام . فأما كلام بفعال وقول بأكل فهذا ليس من الإنصاف

akhlaq6.jpg

فيا رب إنا نعوذ بك من البخل و الشح
و نعوذ بك من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا

:i5::i5:​






اسد الاسلام
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
مشكور اخي العزيز مشاركة رائع وبارك الله فيك =وتقبل مروري


شرفتني بحضورك الدائم اخي العزيز ابو رياض
شكرا لك على مرورك الكريم ووفقك الله وسددك
احترامي و تقديري لك


[all1=#000dff]اسد الاسلام[/all1]
 

صفر

Well-Known Member
إنضم
28 يناير 2009
المشاركات
15,224
مستوى التفاعل
447
النقاط
83
الف شكر لك على هاطرح الجميل بارك الله فيك
 

الشيمآء

مراقبة أقسام حواء
إنضم
16 أبريل 2007
المشاركات
3,494
مستوى التفاعل
137
النقاط
63
نعوذ بالله من البخــل والبخــلاء ,,
بارك الله فيك اسد الاسلام,,
وجزاك الله خيراَ.
 
إنضم
14 سبتمبر 2010
المشاركات
226
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الف شكر لك اخي الفاضل على هذه المشاركة وننتظر لجديدك القادم
وتقبل مروري واحترامي
 

ابوعزوز

مشرف سابق
إنضم
23 يوليو 2009
المشاركات
1,882
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
شكر لك أخي أسد الإسلام على الإيضاح لهذه الصفة الذميمة

وقد كان يتعوذ منها خير البشرية بقوله : ((
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ



بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ))


نسأل الله العافية

 

بن جبار

Member
إنضم
9 يوليو 2009
المشاركات
672
مستوى التفاعل
9
النقاط
18
مشكووور اخوي اسد الاسلام بارك الله فيكـ,,,
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
مشكورين أحبتي في الله على مروركم الكريم وحضوركم البهي وجعلنا الله متعاونين على الخير دائماً
ودمتم في حفظ الله ورعايته

اسد الاسلام
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
شكرا لك اخي ملك الاحساس على حضورك ومرورك الكريم وفقك الله ونفع بك
تحيتي وتقديري

اسد الاسلام
 
إنضم
19 ديسمبر 2010
المشاركات
162
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
اشكرك من الاعماق
والبخل صفة الذميم من الناس
وليس طبعا للكرماء
وانت اكرمتنا بهذا الطرح
تقبل تحياتي
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
اشكرك من الاعماق
والبخل صفة الذميم من الناس
وليس طبعا للكرماء
وانت اكرمتنا بهذا الطرح
تقبل تحياتي

شكرا لك اخي غفيري حيل على حضورك ومرورك الكريم وفقك الله ونفع بك
:t3::t3:
اسد الاسلام
 
أعلى