ممواقف صوفية.. حكاية السمكة التي أثقلت ميزان الصياد

أريج الروح

مراقبة المنتديات العامة
إنضم
28 ديسمبر 2017
المشاركات
11,395
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
حكاية السمكة التي أثقلت ميزان الصياد




حكاية السمكة التي أثقلت ميزان الصياد

691.jpg


أحمد صوان
حكى أحمد بن مسكين، وهو أحد التابعين الكبار، حكاية اشتهرت لدى مُريدى الصوفية باسم «قصة السمكة»، قائلا: كان هناك رجل اسمه أبو نصر الصياد، يعيش مع زوجته وابنه فى فقر شديد، وكان الرجل قد مشى فى الطريق مهمومًا لأن زوجته وابنه يبكيان من الجوع، فمر على ابن مسكين، وقال له: أنا متعب، فقال له: اتبعنى إلى البحر. فذهبا إلى البحر، وقال له: صل ركعتين؛ فصلى، ثم قال له: قل بسم الله، فقال: بسم الله. ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة. قال له: بعها واشتر طعامًا لأهلك.

فعل الرجل كما قال له ابن مسكين، فذهب وباعها فى السوق واشترى فطيرتين، إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى، وقرر أن يذهب ليُطعم الشيخ منها، فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة، فقال له الشيخ: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة -أى أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمنًا- ثم رد الفطيرة إلى الرجل، وقال له: خذها أنت وعيالك؛ وفى الطريق إلى بيته قابل الصياد امرأة تبكى من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين فى يد الرجل؛ فسأل الرجل نفسه: هذه المرأة وابنها مثل زوجتى وابنى يتضوران جوعًا فلمن أعطى الفطيرتين، ونظرا إلى عينى المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها: خذى الفطيرتين فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحًا.

رغم يقينه بصواب ما فعله؛ إلا أن الصياد عاد يحمل الهم حول إطعام امرأته وابنه؟ ولكن خلال سيره سمع رجلًا ينادى: من يدل على أبو نصر الصياد؟ فدله الناس على الرجل فقال له: إن أباك كان قد أقرضنى مالًا منذ عشرين سنة. ثم مات ولم أستدل عليه، خذ يا بنى ظ£ظ* ألف درهم مال أبيك. هكذا تحول إلى أغنى الناس وصار عنده بيوت وتجارة، يقول: وصرت أتصدق بالألف درهم فى المرة الواحدة لأشكر الله. وأعجبتنى نفسى لأنى كثير الصدقة، فرأيت رؤيا فى المنام أن الميزان قد وضع. وينادى مناد: أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك، يقول فوضعت حسناتى ووضعت سيئاتى، فرجحت السيئات، فقلت: أين الأموال التى تصدقت بها؟
فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوى شيئًا، ورجحت السيئات. وبكيت وقلت: ما النجاة، وأسمع المنادى يقول: هل بقى له من شيء؟
فأسمع الملك يقول: نعم بقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان -الفطيرتان- فى كفة الحسنات، فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات. فخفت وأسمع المنادى يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فأسمع المنادى يقول: هل بقى له من شيء؟
فقيل: نعم، ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح وترجح وترجح كفة الحسنات. وأسمع المنادى يقول: لقد نجا لقد نجا، فاستيقظت من النوم أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة فافعل الخير ولا تخف.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
 
التعديل الأخير:

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
شكرا لك على الطرح الرائع
 

ريحانة بجيله

Active Member
إنضم
18 فبراير 2018
المشاركات
5,428
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
 

أريج الروح

مراقبة المنتديات العامة
إنضم
28 ديسمبر 2017
المشاركات
11,395
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
بارك الله فيك
شكرا لك على الطرح الرائع


كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل

الله يعطيكـ العافيه يارب

خالص مودتى لكـ

وتقبل ودي واحترامي
 

أريج الروح

مراقبة المنتديات العامة
إنضم
28 ديسمبر 2017
المشاركات
11,395
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما


كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل

الله يعطيكـ العافيه يارب

خالص مودتى لكـ

وتقبل ودي واحترامي
 
أعلى