أبناء جلدتي ... لحمي ودمي ؟ لمـــاذا ؟

taitanic

Member
إنضم
1 يوليو 2007
المشاركات
618
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
:t1:


أخواني لكل مجتمع مملكته الخاصة حتى النمل والنحل والطيور والحيوانات ,,, هذا الموضوع كثير من الشباب يتجنبه لست بأشجعكم ولكني سأطرح الموضوع من زاوية الآخر .

في مملكتنا الحبيبه مجتمعنا يتكون من عوائل وقبائل تشكل الغالبية العظمى من السكان وكل شخص يفخر بنسبه ويتشّرف بالانتساب له ليس من مبدأ كل فتاةً بأبيها معجبه بل من مبدأ الانساب والحسب وحرمة الخلط فيهما .

ماسبق مقدمة لما هو آت وهو موضوع تحاشيناه عدة مرات ووجب علينا نقاشه وبيانه وتثقيف الناس حول آلية طرح مثل هذا الموضوع ونشره في المجتع القبلي بشكل الخصوص والعائلي بشكل عام .

التقيت بأبا سعيد شخص محترم حطه على الجرح يبرى فتناولت أطراف الحديث معه عن أمكانية الألتقاء به في الديرة في صيفية هذا العام علنا نخرج الى التنزه سوياً أو الى القنص وغيره , كشر صاحبي عن أنيابه وقال أعوذ بالله ! نظرت حولى لم أرى شيء فقلت مما تتعوذ يابن العم ؟ قال من الديرة !!! عجباً يارجل ألهذا الحد تكره ديرة آبائك وأجدادك ؟ فقال نعم وأعطني فرصة أشرح لك , قلت له تفضل , فقام بسرد حكايات ألف ليلة وليلة أذهلتي ومن ضمن ماذكر حسدوني على صحتي آخر شيء . عارضوني قي القول وهم لايفعلون ! وكيت وكيت وكيت ! فقلت له يا أبا سعيد انت ذو نعمة وكل ذو نعمةً محسود والعياذ بالله فهون عليك فقال لا ليس الأمر كذلك ولكن أسود عليّ وفي الحروب .. , فقلت له هل القبائل الأخرى تعاني مثل ماتعاني أنت ؟ فقال نعم بل الحسد عندهم أشد .

نعوذ بالله من العين ومن الحسد ومن الحقد ومن الغل ... هذا الموضوع لمناقشة ظاهرة معارضة الرجل لأبن عمه ووقوفه في نحره ولو كان على موقف سيارة بين بيتين متجاورين !

كنا ومازلنا من أكبر القبائل أنتشاراً لهذه الظاهرة الرجعية المتخلفه قال المثل الدارج ( يحسده على شربة ماء ) ونحن لانعلم بان الرازق في السماء قال تعالى ( وفي السماء رزقكم وما توعدون )
ربما من مبدأ اذا حسدته سينقص ماله وهو لايعلم بان الحسد بدأ بصاحبه فقتله !

الموضوع لا يناقش الحسد شرعاً لأن ذلك واضح في الكتاب والسنة بل يناقش الحسد كظاهرة منتشرة تلحظها في عين الحاسد وتقاسيم وجهه حال ألتقيته !


السؤال هل لديك آلية خاصة قابلة للتطوير السيكولوجي لتثقف مجتمعنا القبلي ؟



أبو عبدالله
 

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
أبو عبداللـــه ... لقد أدميت مقل كادت تندمل ... وجروحاً غائرة كادت تلتئم ....
اخي الحبيب ما أروعك وأروع طرحك ....
الحقيقة موضوعك يستحق الشكر .... ولكني ارى صاحبك تحامل بعض الشي على الديرة وناسها ... يا أخي الحسد شي موجود في النفس البشرية ولا يسلم منه الا من وفقه الله تعالى ...
فالشريف يخفيه واللئيم يبديه ..!!!
فلا بد من نظره تفاؤلية للناس من حولنا وأن لانجعل النظرة السوداوية تسيطر على حياتنا .. لمن حولنا .. بل نحسن الظن ونغض الطرف حتى تسير القافلة ... أما ان نكثر من الشكوك بان جاري هذا أو ابن عمي يحسدوني .. من خلال كلمة صدرت ربما تكون غير مقصودة ... فلا ينبغي أن نهول الأمور ... فالعفو العفو والصفح الصفح وحسن الظن صفات تجعل منك شخص اخر ... وجرب وستعشق الديرة ...!!!
اكرر لك شكري وامتناني على هالموضوع اخي ابو عبدالله ...
 

taitanic

Member
إنضم
1 يوليو 2007
المشاركات
618
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
حصن خريص


القصة واقعية فعلاً وابا سعيد شخصية حقيقية ولم تحدث لي وفي جميع مقالاتي منذ عام 1409 هـ من أيام جريدة المدينة لم أستخدم أسقاطات وألغاز على المواضيع العامة خاصةً منها القبلية

الحسد موجود من أيام قابيل وهابيل ولكننا زدنا عليهم شوي الا توافقني الرأي ؟



سلمت على مداخلتك العطره ونورت موضوعي بتوهج قلمك المشع
 

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
الحسد موجود من أيام قابيل وهابيل ولكننا زدنا عليهم شوي الا توافقني الرأي ؟
كيف لا أوافقك الرأي وأنا ذكرت لك بانك نكأت جرحاً بل جروووووووووووووح
ولكني اقول من باب قول الشاعر
إصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله .... النار تأكـــل بعضها إن لم تجــد ماتاكله ..!!
شكراً لك
 

taitanic

Member
إنضم
1 يوليو 2007
المشاركات
618
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
حصن خريص


أنت متألق فعلاً وقولاً
 

ابو هااجر

المراقب العام
إنضم
31 أغسطس 2007
المشاركات
30,700
مستوى التفاعل
188
النقاط
63
الإقامة
الرياض
لم يكن صاحبك هذا هو الوحيد المتحامل على هذه المنطقة الغالية واناسها
وكان الحسد لا يوجد ولا يحمله الا اهل هذه المنطقة
ولكن السؤال هنا هل نقف وقوف المتفرج؟
الاجابة بلا
يجب علينا بث الوعي والتفاؤل بين ابناءنا واهلينا وإظهار المحاسن ودحر الشبه والاباطيل
شكر الله لك ابا عبدالله على هذا الطرح الرائع وتطرقك لهذا الموضوع الحساس
نفع الله بك
ولاحرمك الاجر
تقبل مروري
وتقييمــــــــــي
 

taitanic

Member
إنضم
1 يوليو 2007
المشاركات
618
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
أبو هاجر


أنت ممن تعجز الأقلام عن وصفهم مبدع واختيارك الأسلامي دال على معدنك وتدينك ان شاء الله


أخي ابو هاجر سؤالي الوحيد لك كم فقدنا من صديق ؟ لمجرد عين او غيرها ؟



الا تندرج العين تحت باب الحسد ؟
 

ابو وسام الشولاني

قلم الوسام المالكي
إنضم
3 نوفمبر 2007
المشاركات
6,183
مستوى التفاعل
63
النقاط
48
الإقامة
مسقط راسي الشولان الحالية مكة المكرمة
أخي أحب أشكرك على هذا الموضوع وتقبل نقلي لهذه المداخلة من كتاب الغضب والحقد والتعريف بهذه الظاهرة المنتشرة مثلما تفضلت عند جميع القبايل والاجناس لذا حبيت أن أثري بهذا النقل موضوعك الرائع والقيم واقول أعوذ بالله من الحسد والحاسدين والف شكروأعلم‏:‏ أن الغيظ إذا كظم لعجز عن التشفي في الحال رجع إلى الباطن، فاحتقن فيه فصار حقداً‏.‏وعلامته دوام بغض الشخص واستثقاله والنفور منه، فالحقد ثمرة الغضب، والحسد من نتائج الحقد‏.‏وعن الزبير بن العوام رضى الله عنه، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء‏"‏ ‏‏‏.‏وفى ‏"‏الصحيحين‏"‏ عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏لا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، كونوا عباد الله إخواناً‏"‏‏.‏وفى حديث آخر عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب‏"‏ ‏.‏وفى حديث آخر أنه قال‏:‏ ‏"‏يطلع عليكم من هذا الفج ‏(6) رجل من أهل الجنة، فطلع رجل، فسئل عن عمله، فقال‏:‏ إني لا أجد لأحد من المسلمين في نفسي غشاً ولا حسداً على خير أعطاه الله إياه‏"‏‏.‏وروينا أن الله تبارك وتعالى يقول‏:‏‏"‏الحاسد عدو نعمتى، متسخط لقضائي، غير راض بقسمتي بين عبادي‏"‏‏.‏
وقال ابن سيرين‏:‏ ما حسدت أحداً على شئ من أمر الدنيا، لأنه إن كان من أهل الجنة، فكيف أحسده على شئ من أمر الدنيا، وهو يصير إلى الجنة، وإن كان من أهل النار، فكيف أحسده على شئ من أمر الدنيا، وهو يصير إلى النار‏.‏وقال إبليس لنوح عليه السلام‏:‏ إياك والحسد، فإنه صيرني إلى هذه الحال‏.‏واعلم‏:‏ أن الله تعالى إذا نعم على أخيك نعمة، فلك فيها حالتان‏:‏
إحداها‏:‏ أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها، فهذا هو الحسد‏.‏
والحالة الثانية‏:‏ أن لا تكره وجودها ولا تحب زوالها، ولكنك تشتهى لنفسك مثلها، فهذا يسمى غبطة‏.‏قال المصنف رحمه الله‏:‏
قلت‏:‏ واعلم أنى ما رأيت أحداً حقق الكلام في هذا كما ينبغي، ولابد لى من كشفه فأقول‏:‏اعلم‏:‏ أن النفس قد جلبت على حب الرفعة، فهي لا تحب أن يعلوها جنسها، فإذا علا عليها، شق عليها وكرهته، وأحبت زوال ذلك ليقع التساوي، وهذا أمر مركوز في الطباع‏.‏ وقد روى أبو هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏ثلاث لا ينجو منهن أحد‏:‏ الظن، والطِّيرة، والحسد، وسأحدثكم ما المخرج من ذلك، إذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ‏"‏ .‏و علاج الحسد، تارة بالرضى بالقضاء، وتارة بالزهد في الدنيا، وتارة بالنظر فيما يتعلق بتلك النعم من هموم الدنيا وحساب الآخرة، فيتسلى بذلك ولا يعمل بمقتضى ما في النفس أصلاً، ولا ينطق، فإذا فعل ذلك لم يضره ما وضع في جبلته‏.‏فأما من يحسد نبياً على نبوته، فيجب أن لا يكون نبياً، أو عالماً على علمه، فيؤثر أن يرزق ذلك أو يزول عنه، فهذا لا عذر له، ولا تجبل عليه إلا النفوس الكافرة أو الشريرة، فأما إن أحب أن يسبق أقرانه، ويطلع على ما لم يدركوه، فإنه لا يأثم بذلك، فإنه لم
يؤثر زوال ما عندهم عنهم، بل أحب الارتفاع عنهم ليزيد حظه عند ربه، كما لو استبق عبدان إلى خدمة مولاهما، فأحب أحدهما أن يستبق‏.‏ وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وفى ذلك فليتنافس المتنافسون‏}‏ ‏[‏المطففين‏:‏ 26‏]‏ (7)‏‏.‏وفى “الصحيحين” من حديث ابن عمر رضى الله عنهما، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏لا حسد إلا في اثنتين‏:‏ رجل آتاه الله عز وجل القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً، فهو ينفقه في الحق آناء الليل وآناء النهار‏"‏‏.‏
والحسد له أسباب‏:‏
أحدها‏:‏ العداوة، والتكبر، والعجب، وحب الرياسة، وخبث النفس،وبخلها، وأشدها‏:‏ العداوة والبغضاء، فإن من آذاه إنسان بسبب من الأسباب، وخالفه في غرضه، أبغضه قلبه، ورسخ في نفسه الحقد‏.‏
والحقد يقتضي التشفي والانتقام، فمهما أصاب عدوه من البلاء فرح بذلك، وظنه مكافأة من الله تعالى له، ومهما أصابته نقمة ساءه ذلك، فالحسد يلزم البغض والعداوة ولا يفارقهما، وإنما غاية التقى أن لا يبغي، وأن يكره ذلك من نفسه، فأما أن يبغض إنساناً فيستوي عنده مسرته ومساءته، فهذا غير ممكن‏.‏
وأما الكبر، فهو أن يصيب بعض نظرائه مالاً أو ولاية، فيخاف أن يتكبر عليه ولا يطيق تكبره، وأن يكون من أصاب ذلك دونه، فلا يحتمل ترفعه عليه أو مساواته‏.‏ وكان حسد الكفار لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريباً من ذلك ‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم‏}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏ 31‏]‏ وقال في حق المؤمنين‏:‏ ‏{‏ أهؤلاء من الله عليهم من بيننا‏}‏ ‏[‏ الأنعام‏:‏ 53‏]‏ وقال في آية أخرى ‏:‏ ‏{‏ما أنتم إلا بشر مثلنا‏}‏ ‏[‏يس ‏:‏ 15‏]‏ وقال‏:‏ ‏{‏ ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون‏}‏‏[‏ المؤمنون ‏:‏ 34‏]‏ فعجبوا وأنفوا من أن يفوز برتبة الرسالة بشر مثلهم فحسدوهم‏.‏
وأما حب الرياسة والجاه، فمثاله أن الرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير في فن من الفنون ، إذا غلب عليه حب الثناء، واستفزه الفرح بما يمدح به، من أنه أوحد العصر، وفريد الدهر في فنه، إذا سمع بنظير له في أقصى العالم، ساءه ذلك وأحب موته، أو زوال النعمة التي بها يشاركه في علم ، أو شجاعة، أو عبادة، أو صناعة، أو ثروة، أو غير ذلك، وليس ذلك إلا لمحض الرياسة بدعوى الانفراد ‏.‏وقد كان علماء اليهود ينكرون معرفة النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يؤمنون خوفاً من بطلان رئاستهم‏.‏وأما خبث النفس وشحها على عباد الله، فإنك تجد من الناس من لا يشتغل برئاسة ولا تكبر، وإذا وصف عند حسن حال عبد من عباد الله تعالى فيما أنعم عليه به، شق عليه ذلك، وإذا وصف له اضطراب أمور الناس وإدبارهم، وتنغيص عيشهم، فرح به، فهو أبداً يحب الإدبار لغيره، ويبخل بنعمة الله على عباده، كأنهم يأخذون ذلك من ملكه وخزانته‏.‏
وقد قال بعض العلماء‏:‏ البخيل من يبخل بمال نفسه، والشحيح الذي يبخل بمال غيره، فهذا يبخل بنعمى الله على عباده الذين ليس بينهم وبينه عداوة ولا رابطة، وهذا ليس له سبب إلا خبث النفس ورداءة الطبع، وهذا معالجته شديدة، لأنه ليس له سبب عارض، فيعمل على إزالته، بل سببه خبث الجبلة، فيعسر إزالته، فهذه أسباب الحسد‏.‏
6ـ فصل ‏[‏في سبب كثرة الحسد‏]‏

واعلم‏:‏ أنما يكثر الحسد بين أقوام تكثر بينهم الأسباب التي ذكرناها، ويقع ذلك غالباً بين الأقران، والأمثال، والإخوة، وبنى العم، لأن سبب التحاسد توارد الأغراض على مقاصد يحصل فيها، فيثور التنافر والتباغض‏.‏ولذلك ترى العالم يحسد العالم دون العابد، والعابد يحسد العابد دون العالم، والتاجر يحسد التاجر، والإسكاف يحسد الإسكاف، ولا يحسد البزاز إلا أن يكون سبب آخر، لأن مقصد كل واحد من هؤلاء غير مقصد الآخر‏.‏فأصل العداوة التزاحم على غرض واحد، والغرض الواحد لا يجمع متباعدين، إذ لا رابطة بين شخصين في بلدين، ولا يكون بينهما محاسدة إلا من اشتد حرصه على الجاه، فإنه يحسد كل من في العالم ممن يساهمه في الخصلة التي يفاخر بها‏.‏ومنشأ جميع ذلك حب الدنيا، فإن الدنيا هي التي تضيق على المتزاحمين، وأما الآخرة، فلا ضيق فيها، فإن من احب معرفة الله تعالى، وملائكته، وأنبياءه، وملكوت أرضه وسماءه، لم يحسد غيره إذا عرف ذلك، لأن المعرفة لا تضيق على العارفين، بل المعلوم الواحد يعرفه ألف ألف عالم، ويفرح بمعرفة غيره، فلذلك لا يكون بين علماء الدين محاسدة، لأن مقصودهم معرفة الله سبحانه، وهو بحر واسع لا ضيق فيه، وغرضهم المنزلة عند الله، ولا ضيق فيما عند
الله، لأن أجل ما عند الله من النعيم لذة لقائه، وليس فيه ممانعة ولا مزاحمة‏.‏ولا يضيق بعض الناظرين على بعض، بل يزيد الأنس بكثرتهم، إلا أنه إذا قصد العلماء بالعلم المال والجاه تحاسدوا‏.‏والفرق بين العلم والمال، أن المال لا يحل في يد ما لم يرتحل عن يد أخرى، والعلم مستقر في قلب العلم، ويحل في قلب غيره بتعليمه من غير أن يرتحل عن قلبه، ولا نهاية له، فمن عود نفسه الفكر في جلال الله وعظمته وملكه، وصار ذلك عنده ألذ من كل نعيم، لأنه لم يكن ممنوعاً عنه ولا مزاحماً فيه، فلا يكون في قلبه حسد لأحد من الخلق، لأن غيره لو عرف مثل معرفته لم ينقص من لذته، فقد عرفت أنه لا حسد إلا في المتوارد على مقصود يضيق عن الوفاء بالكل‏.‏ولهذا لا ترى الناس يتزاحمون على النظر إلى زينة السماء، لأنها واسعة الأقطار، وافيه بجميع الأبصار، فعليك إن كنت شفيقاً على نفسك أن تطلب نعيماً لا زحمة فيه، ولذة لا تتكدر، ولا يوجد ذلك في الدنيا إلا في معرفة الله تعالى وعجائب ملكوته، ولا ينال ذلك في المعرفة أيضاً، فإن كنت لا تشتاق إلى معرفة الله سبحانه، ولم تجد لذتها، وضعفت فيها رغبتك، فلست برجل، إنما هذا شأن الرجال، لأن الشوق بعد الذوق، ومن لم يذق لم يعرف، ومن لم يعرف لم يشتق، ومن لم يشتق لم يطلب، ومن لم يطلب لم يدرك، ومن لم يدرك بقى من المحرومين‏.‏واعلم‏:‏ أن الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب، ولا تداوى أمراض القلوب إلا بالعلم والعمل، والعلم النافع لمرض الحسد هو أن تعرف حقيقة أن الحسد ضرر عليك في الدين والدنيا، وأنه لا يضر المحسود في الدين ولا في الدنيا، بل ينتفع به، والنعمة لا تزول عن المحسود بحسدك، ولو لم تكن تؤمن بالبعث لكان مقتضى الفطنة إن كنت عاقلاً أن تحذر من الحسد، لما فيه من ألم القلب مع عدم النفع، فكيف وأنت تعلم ما فيه من العذاب في الآخرة‏.‏وبيان قولنا‏:‏ أن المحسود لا ضرر عليه في الدين ولا في الدنيا، بل ينتفع بحسدك في الدين والدنيا، لأن ما قدره الله من نعمة لا بد أن تدوم إلى اجله الذي قدره، ولا ضرر عليه في الأبخرة، لأنه لا يأثم هو بذلك، بل ينتفع به، لأنه مظلوم من جهتك‏.‏لا سيما إذا أخرجت الحسد إلى القول والفعل وأما منفعته في الدنيا، فهو من أهم أغراض الخلق غم الأعداء، ولا عذاب أعظم مما أنت فيه من الحسد‏.‏ فإذا تأملت ما ذكرنا، علمت أنك عدو لنفسك، وهو صديق لعدوك، فما مثلك إلا كمثل من يرمى حجراً عدوه ليصيب مقتله فلا يصيبه، ويرجع الحجر على حدقته اليمنى فيقلعها، فيزيد غضبه، فيعود ويرميه بحجر أشد من الأول، فيرجع الحجر على عينه الأخرى فيعميها، فيزداد غيظه، فيرميه الثالثة، فيعود الحجر على رأسه فيشدخه، وعدوه سالم يضحكك منه، فهذه الأدوية العلمية، فإذا تفكر الإنسان فيها، أخمدت نار الحسد في قلبه‏.‏وأما العمل النافع فيه، فهو أن يتكلف نقيض ما يأمر به الحسد فإذا بعثه على الحقد والقدح في المحسود، كلف نفسه المدح له، والثناء عليه، وإن حمله الكبر، ألزم نفسه التواضع له، وإن بعثه على كف الأنعام عنه، ألزم نفسه زيادة في الإنعام‏.‏وقد كان جماعة من السلف إذا بلغهم أن شخصاً اغتابهم، أهدوا إليه هدية‏.‏فهذه أدوية نافعة للحسد جداً، إلا أنها مرة، وربما يسهل شربها أن يعلم أنه إذا كلن لا يكون كل ما تريد، فأرد ما يكون، وهذا هو الدواء الكلى، والله أعلم‏.‏​
 

taitanic

Member
إنضم
1 يوليو 2007
المشاركات
618
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
قلم الوسام

مداخلة قيمّه للغاية


أشكرك من قلبي على كل حرف خطه قلمك الرائع
 

ابو هااجر

المراقب العام
إنضم
31 أغسطس 2007
المشاركات
30,700
مستوى التفاعل
188
النقاط
63
الإقامة
الرياض
ثبت من حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال : ( مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل ، فقال : لم أر كاليوم ، ولا جلد مخبأة 0 فما لبث أن لبط به 0 فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلا صريعا قال : ( من تتهمون به ؟ ) قالوا عامر بن ربيعة 0 قال : ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه ، فليدع له بالبركة ) ثم دعا بماء 0 فأمر عامرا أن يتوضأ 0 فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين 0 وركبتيه وداخله إزاره 0 وأمره أن يصب عليه 0 قال سفيان : قال معمر عن الزهري : وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه ) ( صحيح الجامع - 556 )

اما حول سؤالك عن من فقدناه بسبب العين فهناك الكثير من القصص سمعنا بها عن اناس اصيبوا بالعين
ورحلوا عن الدنيا
ولكن يجب علينا المحافظة على الاذكار وتحصين انفسنا وابناءنا
بما ورد من الاذكار

وحول هذا الموضوع اسوق لك بعض اقوال اهل العلم بهذا الخصوص

[FONT=&quot]سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن المبالغة في الخوف من الإصابة بالعين ، ومنع الأطفال من مخالطة الناس خوفاً عليهم من العين ؟[/FONT]
[FONT=&quot] فأجاب [/FONT][FONT=&quot] حفظه الله - : ( لا تعتبر وإنما هي من تجنب أسباب الشرور والأضرار ، وقد ورد ما يدل على الجواز في صبي جميل أمروا أن يغيروا صورته خوف العين ، كما سبق الأثر عن عثمان في قوله " دسموا نونته " أي سودوها ، وهي النقرة في أسفل الوجه ، وذلك سبب مما شرعه الله ، فقد قال تعالى : ( [/FONT][FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ[/FONT][FONT=&quot] ) ( النساء – الآية 71 ) وهو يعم الحذر من كل ما فيه ضرر على النفس أو المال ، وقال تعالى : ( وَخذُوا حِذْرَكُمْ [/FONT][FONT=&quot]) ( النساء – الآية 102 ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين - 218 ، 219 ) 0[/FONT]
كما سئل
[FONT=&quot]فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - [/FONT][FONT=&quot] والتحرز من العين مقدما لا بأس به ولا ينافي التوكل بل هو التوكل لأن التوكل الاعتماد على الله سبحانه مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول :" أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول : هكذا كان إبراهيم يعوذ اسحق واسماعيل عليهما السلام "[/FONT][FONT=&quot] ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – برقم 3371 ) ( فتاوى العلاج بالقرآن والسنة – ص 41 ، 42 ) 0 [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
تقبل مروري






[FONT=&quot] [/FONT]


 
إنضم
5 مايو 2008
المشاركات
43
مستوى التفاعل
3
النقاط
8
ابو عبدالله ..الحسد منتشر انتشار الهشيم في النار ومما يدمي القلب انه اصبح يتوارث من جيل الى جيل فوالله انني اتعجب من ابناء عم يوقف احدهم الاخر بأن لا يبني في هذا المكان بحجة انه يكشف بيتهم وهلم جر حتى اصبحت مقوله مقروع الشهيرة متداوله بين الصغار في تلك المنطقه واخيرا اقول اسأل الله ان يؤتي نفوسنا تقواها,وأن يزكيها فإنه خير من زكاها,ولنعلم أن الدنيا احقر من أن يحسد ويعادى على شئ من حطامها الفاني ولنتذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (لوكانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضه ما سقى منهاكافرا شربة ماء, وأن الآخرة خير وأبقى,فاعمل للباقية ولا تلهث خلف الفانية,فتبيع اخرتك بدنياك)
شكر الله لك اخي وتقبل مروري
 

سفير اليراع

مشرف سابق
إنضم
11 ديسمبر 2007
المشاركات
807
مستوى التفاعل
76
النقاط
28
أخي taitanic سدد الله على درب الخيرِ خُطاكَ ..

اختيارٌ موفق .. وهذه هي المواضيع التي نتمناها لتفيد عقولنا وتثريها

أقول وبالله التوفيق ..

إخوتي نحن من أجّجنا الحسد في قلوب أبنائنا .,, وذلك عند التنافس

وهذا الذي نشأنا عليه مع آبائنا .. يحبون المنافسة في الخير وعلو الهِمّة ..

ولكن الخطأ عندهم أنهم يقولون لأبنائهم : انظروا إلى فلان أصبح ثري وقد كان راعي غنم

ومن هذا القبيل .. حتى بدأنا نتناقل فضائح للناسِ سابقة حينما نعلم أنهم أصبحوا في خير

..................
..................

إذن مالحلّ .. ؟؟؟ ...... خذوا عني هذه الحلول .. وأسأل الله أن ينفعَ بها :

أولاً وهو أقواها .. ( ووالله لو طبقنا هذا الحل لزال من قلوبنا كل حسَد ))

هو أن نأخذ تصرفات الناس وأقوالهم على الظاهر بحسن الظن ونترك الباطن ..

فلو فتَّشَ كل إنسان عن باطنِ الآخر لوجد دخن .. ولن يسلم أحد من الدخن

إذن لنحسن الظن حتى بالكلاب لو نبَحت .. لا نقل تريد أن تفترسنا .. بل لنقل تود أن تحمينا

والله لو صار هذا حالنا مع كل الناس لصفت قلوبنا .. وقد سمعتُ من الشيخ محمد الشنقيطي

قوله : نهينا عن التفتيش عن أخطاء الناس .. وأُمِرنا بأخذ الناسِ على ظواهِرِهم بحسن الظن


ثانياً : لنعلم أن كل خيرٍ يأتي لإنسان فهو مندرجٌ تحت أحد أمرين

1- إما أن يكون الله أكرمه بذلك لأمرٍ صالحٍ فعله ذاك الرجل

وهنا لو حسدناه أو قلنا ما يستاهل فهو اعتراض على الله لربما ينزل الله بنا عقاب ذلك

2- وإما أن يكون اختبارٌ من الله له ليبلوَه أيشكر أم يكفر

فهذا كذلك لو استهزأنا به لكان اعتراضاً على الله .. والله أحكم منا في عباده

إذن فلماذا الحسد لأناسٍ الله تكفل بهِم ليرفعهم إلى عليين أو ليسعِّرَ بهم جهنم

فلو حسدنا أهل عليين لانتقم منا الله لأنه قال (( إن الله يُدافع عن الذين آمنوا ))

ولو حسدنا أهل الجحيم لكان خطراً علينا أن يُردينا الله معهم

والفصل في ذلك أن نقول : رِزقٌ ساقه الله لهم .. ونسأل الله أن لا يحرمنا فضله


ثالثاً : لا بد علينا من الاستماع إلى رقيقين القلوب والبعد عن مُجالسة أهل الحسَد والضغينة

ومن هذا فأنا أنبِّه كل من يجدَ في قلبه شيءٌ من ذلك أن يتوجَّه إلى هذه العلاجين وبسرعة:

1- مطالعة القرآن وتدبره والانشغال به وخاااااصة سورة الفلق

2- كثرة الاستماع لأشرطة الشيخ الشنقيطي

فبتوفيق الله ينقشِع الحسد من قلبك ( وستذكرون ما أقول لكم )


وختاماً أذكركم بشريطٍ للشيخ صالح المغامسي اسمه ( علماء المدينة )

وقد تكلم فيه عن أحد أئمة الحرم اسمه : عبد العزيز بن صالح

وقال عنه الشيخ .. والله لو قيل أن هناكَ جسدٌ خالي من الحسد لقلنا هو جسد الشيخ عبد العزيز




هذا ما جادَ به مِداد اليراع .. وقريحة السفير ..

ونسأل الله أن يُنقي قلوبنا من كل الشرور
 
التعديل الأخير:

taitanic

Member
إنضم
1 يوليو 2007
المشاركات
618
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
هنا مداخلات رائعة أجبرتني على تقييمها أكثر من الموضوع نفسه
 
إنضم
26 نوفمبر 2007
المشاركات
11,083
مستوى التفاعل
88
النقاط
48
الإقامة
الرياض
ثبت من حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال : ( مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل ، فقال : لم أر كاليوم ، ولا جلد مخبأة 0 فما لبث أن لبط به 0 فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلا صريعا قال : ( من تتهمون به ؟ ) قالوا عامر بن ربيعة 0 قال : ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه ، فليدع له بالبركة ) ثم دعا بماء 0 فأمر عامرا أن يتوضأ 0 فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين 0 وركبتيه وداخله إزاره 0 وأمره أن يصب عليه 0 قال سفيان : قال معمر عن الزهري : وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه ) ( صحيح الجامع - 556 )


اما حول سؤالك عن من فقدناه بسبب العين فهناك الكثير من القصص سمعنا بها عن اناس اصيبوا بالعين
ورحلوا عن الدنيا
ولكن يجب علينا المحافظة على الاذكار وتحصين انفسنا وابناءنا
بما ورد من الاذكار

وحول هذا الموضوع اسوق لك بعض اقوال اهل العلم بهذا الخصوص

[FONT=&quot]سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن المبالغة في الخوف من الإصابة بالعين ، ومنع الأطفال من مخالطة الناس خوفاً عليهم من العين ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فأجاب [/FONT][FONT=&quot] حفظه الله - : ( لا تعتبر وإنما هي من تجنب أسباب الشرور والأضرار ، وقد ورد ما يدل على الجواز في صبي جميل أمروا أن يغيروا صورته خوف العين ، كما سبق الأثر عن عثمان في قوله " دسموا نونته " أي سودوها ، وهي النقرة في أسفل الوجه ، وذلك سبب مما شرعه الله ، فقد قال تعالى : ( [/FONT][FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ[/FONT][FONT=&quot] ) ( النساء – الآية 71 ) وهو يعم الحذر من كل ما فيه ضرر على النفس أو المال ، وقال تعالى : ( وَخذُوا حِذْرَكُمْ [/FONT][FONT=&quot]) ( النساء – الآية 102 ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين - 218 ، 219 ) 0[/FONT]
كما سئل
[FONT=&quot]فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - [/FONT][FONT=&quot]والتحرز من العين مقدما لا بأس به ولا ينافي التوكل بل هو التوكل لأن التوكل الاعتماد على الله سبحانه مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول :" أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول : هكذا كان إبراهيم يعوذ اسحق واسماعيل عليهما السلام "[/FONT][FONT=&quot] ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – برقم 3371 ) ( فتاوى العلاج بالقرآن والسنة – ص 41 ، 42 ) 0 [/FONT]

تقبل مروري


:601::601::601:​
 
أعلى