هل الألم قدر أم اختيار؟

مهندس الكلمة

Well-Known Member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
1,997
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
حين تقرأ أو تسمع مثل هذا السؤال، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو القول بأن الألم قدر، فلا أحد يسعى باختياره ليجرب معاناة الألم. الألم قد يكون عضويا كألم المرض أو التعرض لإصابة أو الجوع أو التعب، وقد يكون نفسيا كالشعور بالقهر والظلم والذل والخيبة وما شابهها من مشاعر مؤلمة للنفس البشرية، لكن الألم في كلا الحالين، حسب ما يقول البعض، ليس دائما قدرا مفروضا، فالمفروض على الناس هو تعرضهم لأسباب الألم ومثيراته، أما الألم في حد ذاته فبإمكان الناس التحرر منه، إلا أن الناس في غالب أمرهم لا يفعلون، هم يختارون بطوعهم البقاء في أسر الألم والاستسلام له، فيطيلون زمن معاناتهم معه!.
الألم حسب هذه الرؤية مجرد إحساس، والإحساس يمكن لنا أن نبدله بالإيحاءات النفسية والمخاطبة العقلية وصرف الذهن عن التفكير في مصدر الألم وأسبابه. لكني أرى في هذا القول كثيرا من المثالية البعيدة عن الواقع، فالإحساس بالألم سواء كان عضويا أو نفسيا لا يمكن التحرر منه بهذه البساطة.
الإدراك العقلي للحقيقة لا يكفي للتحرر من الألم، فالمرأة في لحظة الولادة مثلا تدرك عقليا أن الأمر لن يطول، وأنها لن تلبث أن تفرح بمولودها الذي ظلت ترقب قدومه شهورا تسعة، كما أنها قد تصرف ذهنها إلى التفكير في جمال اللقاء بالمولود وتخيل صورته وعذوبة ضمه إلى صدرها وتأمل ملامحه، لكن ذلك كله لا يعينها مطلقا على التحرر من الألم. ومثله حين يفقد الإنسان حبيبا له خطفه منه الموت، هو يدرك عقليا أن هذه إرادة الخالق، وأن حزنه وألمه لن يعيدا إليه من فقده ولن يقربه منه أو يسمح له برؤيته ثانية، كما أنه قد يعزي نفسه بتوقع الأجر من ربه عند الصبر على ما أصابه، لكن ذلك لا يزيح عن قلبه الشعور بالحزن والإحساس بألم الفقد.
الإحساس بالألم لا قدرة للعقل بالسيطرة عليه، ولا قدرة للخيال على صرفه. وما يقال عن إمكانية التحرر من الألم بتجاهله والانشغال عنه ما هو إلا محاولات فاشلة إن نجحت مرة فإنها لا تنجح في كل مرة.
من البديهيات لدى كل أحد أن التحرر من الألم يتحقق عند التمكن من تجنب مسبباته، ولكن من منا يتمكن من ذلك دائما!!. مسببات الألم
لا تحدث باختيارنا، هي تفرض ذاتها علينا وتفرض معها الألم، وما يفرض ذاته عليك، رغبت أم لم ترغب لا يمكنك التحرر منه بسهولة ويلزمك لذلك أن تخوض معه معركة ساخنة، قد تنجح فيها وقد لا تنجح.
ومع هذا، ليس دائما يكون الإحساس بالألم شرا، فالإحساس بالألم هو الذي يجعلنا نتنبه للضرر الذي يصيبنا سواء كان عضويا أو نفسيا فإحساسنا بألم الظلم هو ما يحفزنا إلى مواجهته ودفعه، وإحساسنا بألم الحرق هو ما ينبهنا إلى الابتعاد عن النار.. ولو تحررنا من ذلك الإحساس لربما هلكنا وما شعرنا.

 

جميل الشفايف

مشرف سابق
إنضم
7 أبريل 2010
المشاركات
13,235
مستوى التفاعل
297
النقاط
83
الإقامة
بين نبضات قلب أمي
بنزٌفــ قلمك.. وتنـآآثرٌ احرفك..
تلٌئلٌئتٌ كلماتك بابداعك ..
هنيـئـآً لنــآ بهذآ الإبدآآعٌ..
كلماات دااعبت اوتاار قلوبنا بانغاام حلوه ورقيقه
قطرات غيث من فيض سمـائك
متـصـفـح مزدان بحروف وفكرة الابداع
لا يكون الا لمبدع مثلك

تقديري
 

حلم وردي

مجموعة حواء
إنضم
27 فبراير 2011
المشاركات
2,412
مستوى التفاعل
59
النقاط
48
الإقامة
• « || ¤ الطائف • « || ¤
مسببات الألم
لا تحدث باختيارنا، هي تفرض ذاتها علينا وتفرض معها الألم، وما يفرض ذاته عليك، رغبت أم لم ترغب لا يمكنك التحرر منه بسهولة ويلزمك لذلك أن تخوض معه معركة ساخنة، قد تنجح فيها وقد لا تنجح.


^
الله كريم

شكراً لك
 

مهندس الكلمة

Well-Known Member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
1,997
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
القلم النير

ذيب حـــداد

اسعدني مروركم العطر
لكم شكري وتقديري
 

عبثَ

مجموعة حواء
إنضم
15 أبريل 2010
المشاركات
3,074
مستوى التفاعل
146
النقاط
63
الإقامة
Saudi Arabia
.. مهندس آلكلمه ..
الله يبآركَ فيكَ ..
ويجزآكَ الجنهَ ..
موُضوُعَ حيلَ روُعـهَ
.. ربيَ يعطيك العآفيهَ .
(F).gif
.
 

متيم بحب بجيله

مشرف سابق
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
13,154
مستوى التفاعل
237
النقاط
63
الإقامة
عروس المصائف
[size=+0]
ألف شكر لك أخي الكريم
على حسن إختيارك لهذا الموضوع القيــّم والمفيد
واسأل الله أن تعم الفائده للجميع
كماأشكرك على عطائك المستمر الذي ساهم
في رقي هذا الصرح الشامخ

ودمت في أتم الصحه والعافيه
[/size]​
 

مهندس الكلمة

Well-Known Member
إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
1,997
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
اسير النسيان

متيم بحب بجيله


منتهى الرقة


اسعدني مروركم العطر

لكم شكري وتقديري
 
أعلى