فقد الأحبة ...

إنضم
10 يناير 2008
المشاركات
115
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
يقول الأمير معبرا عن حسرة مكبوتة:
(ولا ينبيك عن خلق الليالي
كمن فقد الأحبة والصحابا).
لا شيء أفجع على القلب من أن تصحو يوما لتجد نفسك بعيدا منفيا نائيا مقصيا عن حبيب كنت إليه أقرب من قلبه، أو صاحب كنت له كنبض عروقه.
وكعادة الناس في نسبة كثير مما يحرق قلوبهم ويكوي مشاعرهم، إلى الزمن أو القدر أو الحظ، راح شوقي ينسب فقد الأحبة والصحاب إلى طبع الليالي، التي يراها فطرت على التقلب وعدم الأمان لها أو الاطمئنان إليها.
الليالي، وإن كانت في كثير من الأحيان بريئة مما تتهم به وينسب إليها، إلا أنها هنا، مثلها مثل القدر أو الحظ، تظهر بمظهر قوة خارجة عن الإرادة يريح الناس أن يلقوا عليها بعبء ما يصيبهم من الخيبات والفشل، أو التقصير والعجز، وكأني بالناس يعشقون الحديث عن تلك القوى التي تبدو لا سيطرة لأحد عليها، في محاولة لا واعية منهم لتبرئة الذات وإراحة الضمير تجاه سلبيتهم في مواجهة الأزمات وتخاذلهم عن محاولة التغيير أو تحدي الصعوبات.
ما أظنه، هو أن الإنسان منذ أن وجد على وجه الأرض وإلى يومنا هذا، يجد راحته في نسبة ما يصيبه في هذه الدنيا من أحداث إلى قوى خارجة عن إرادته، خاصة في الأمور التي تسوءه، فهو إن فاتته فرصة ثمينة قال: (الحظ الردي)، وإن أصابته كارثة قال: (القدر)، وإن فشل في الاختبار فبسبب (العين)، وإن فصل من العمل فالمسؤول (الحسد)، فهذه القوى الخارجية، دائما هي المسؤول عما يصيب الناس من فشل ومصائب وخيبات، وهي قوى لا قبل للإنسان بمقاومتها ولا ذنب له إن هو استسلم لما تأتي به.
وللحظ بالذات نصيب كبير من الذكر بين تلك القوى، فهو يأتي دائما في مقدمة المتهمين ويقع عليه الثقل الأعظم من القذائف، ولذلك كان للحظ نصيب وافر في ما تنتجه الشعوب من آداب وثقافات، حيث تتكرر الإشارة إليه في القصص والأساطير والشعر والأحاديث. وفي كثير من الأحيان تجد الحظ متجسدا في الثقافات المختلفة في صورة بشرية، فهو يبتسم ويعبس، وينصر ويخذل، وينشط ويكسل، ويقدم ويجبن.
كذلك تجد الحظ يظهر أحيانا لطيفا سمحا مطواعا، وأحيانا طاغية متمردا لا أحد يملك السلطة عليه، يتحرك بمزاجه وحده، ووفقا لرغبته هو فقط، لا اعتبار عنده لشيء غير ذلك، الناس أمامه ليس لهم سوى موقف المتفرج أو المستجدي.
في أغنية قديمة لطلال مداح أبيات جميلة تتحدث عن فراق الحبيب ودور (الدنيا) و(الحظ) في ذلك، يقول فيها:
كلما دقيت في أرض وتد
من رداة الحظ وافتني حصاة
كنت أنا واياه روح في جسد
مرقده روحي وهدب عيني غطاه
من قبل عامين معطيني وعد
للأسف اليوم ينكر ما حكاه!
هو عطاني الشمس والقمره بيد
هو عطاني الحب، وبالتالي خذاه!
عافني مرة ولا حتى نشد
كل ذاك الحب، مسرع ما نساه!


أعجب من الحظ، كيف استطاع أن يحتمل كل تلك الاتهامات والأوزار فلم ينهر أو يتحطم! لعله الحظ
!
 

نسمات الأسحار

مجموعة حواء
إنضم
13 يونيو 2008
المشاركات
2,084
مستوى التفاعل
45
النقاط
48
الإقامة
السعودية الرياض
أخي الكريم

كلمات تعبر بصدق عما هو في الصميم


نصادف في حياتنا اناسا ..... نحبهم..نتمنى الخير لهم ... نؤثرهم على انفسنا ... ثم يأتي وقت.. تنقطع اخبارهم عنا ... فنشعر بالضيق وبالهم .... نتمنى ان نسمع اخبارهم .. ان نعرف احوالهم ..... ان نطمئن عليهم ... ان نشاركهم افراحهم واحزانهم......... يكون الشوق حشو الضلوع ... وماء الصبابة ملئ الجفون .... تكثر الكلمات للتعبير عن الشوق و الفقدان والحرمان ممن نحبهم ...................



اشكرك اخي على هذه الكلمات المؤثرة جداا و أسأل الله ان يجمعك بمن تحب
 

عزيزة نفس

مجموعة حواء
إنضم
14 فبراير 2010
المشاركات
112
مستوى التفاعل
4
النقاط
18


موضوع غني بالفوائد والتلميحات الرائعة . .
ولكن .. هناك بعض الامور التي تجاهلتها أيها الأخ الكريم


مثل القدر ,, وكيف أن الناس يعلقون كل مايعترضهم من مصائب في الحياة عليه
بظنك ماهو السبب ,, إنه القــدر الذي قدره الله تعالى علينا,, والايمان بذلك ركن من اركان الايمان .. وهو الايمان بالقدر خيره وشره.. كل أمر يحدث مكتوب ومقدر على الخلق ونحن ليس لنا إلا الرضا والتسليم خاصة عند حدوث المصائب

ولكن من رحمة الله تعالى بنا أن فتح لنا باب الدعاء ,يقول الرسول صلى::( لايرد القضاء إلا الدعاء ) فالدعاء .. يرد القدر السيء إذا ماكان بصدق وثقة بالله ,,

ولاينبغي أن يشغلنا تنميق الكلام عن أمور هي من صلب العقيدة

وحتى الحسد هو السبب الذي جعل ا لفتنة تقع بين هابيل وقابيل

وليس لنا أن ننكر وجود هذه الأمـــور ولكن ليس إلى درجة أن الانسان يحجم عن فعل أي شئ بحجة أنه محسود او معيون أو أن حظه عاثر فهذا الشئ لاشك نوع من أنواع الاسقاط النفسي عند البعض لكي يرتاحوا من تأنيب الضمير

ارجو ان تتقبل ردي بصدر رحب
بارك الله فيك
 
إنضم
10 يناير 2008
المشاركات
115
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
موضوع غني بالفوائد والتلميحات الرائعة . .
ولكن .. هناك بعض الامور التي تجاهلتها أيها الأخ الكريم


مثل القدر ,, وكيف أن الناس يعلقون كل مايعترضهم من مصائب في الحياة عليه
بظنك ماهو السبب ,, إنه القــدر الذي قدره الله تعالى علينا,, والايمان بذلك ركن من اركان الايمان .. وهو الايمان بالقدر خيره وشره.. كل أمر يحدث مكتوب ومقدر على الخلق ونحن ليس لنا إلا الرضا والتسليم خاصة عند حدوث المصائب

ولكن من رحمة الله تعالى بنا أن فتح لنا باب الدعاء ,يقول الرسول صلى::( لايرد القضاء إلا الدعاء ) فالدعاء .. يرد القدر السيء إذا ماكان بصدق وثقة بالله ,,

ولاينبغي أن يشغلنا تنميق الكلام عن أمور هي من صلب العقيدة

وحتى الحسد هو السبب الذي جعل ا لفتنة تقع بين هابيل وقابيل

وليس لنا أن ننكر وجود هذه الأمـــور ولكن ليس إلى درجة أن الانسان يحجم عن فعل أي شئ بحجة أنه محسود او معيون أو أن حظه عاثر فهذا الشئ لاشك نوع من أنواع الاسقاط النفسي عند البعض لكي يرتاحوا من تأنيب الضمير

ارجو ان تتقبل ردي بصدر رحب

بارك الله فيك
عزيزية نفس لك كل شكري وتقديري لمرورك
 
أعلى