خندف ......شبابة........بني مالك......القصة

LABORTARY

Member
إنضم
14 مايو 2007
المشاركات
67
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
الإقامة
في قلب سامي
:t1:

أولا كل عام وانتم بخير

ثانيا ابغى القصة الكاملة لحزبي خندف وشبابة في الموضوع السابق تم التطرق لبني مالك واي حزب تنتمي إلية هنا نريد سبب قيام هذة الأحزاب

ثالثا بني مالك خندف لكن هناك ناس تقول بني مالك شبابة وآخرون يقولون شبابة سليم ومطير وغيرهم ولم يقولوا بني مالك


أبغى الكلام السليم مع المصدر ومشكوووورين​
 

صقر تهامة

مراقب منتديات بني مالك
إنضم
11 مايو 2007
المشاركات
14,149
مستوى التفاعل
172
النقاط
63
الإقامة
الجنوب
الموقع الالكتروني
www.banimalk.net
اهلا بك
عزيزي ليس هناك احزاب والله يكفينا شر الاحزاب وما خندف وشبابة الا احلاف نشات في ظروف معينة وانتهت ، وهناك قصص كثيرة لاسباب واصل الحلفين ولكن بني مالك خندف وهناك من يقول بعضهم شبابة وعلى كل حال ان شاء الله تجد في موضوع الاخ صقر قريش مايفيد وشكرا
 

ريمية

مجموعة حواء
إنضم
12 سبتمبر 2007
المشاركات
213
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
أطهر بقعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خندف هي قبيلة تنتمي اليها قبيلة هذيل التي تعد بطنا من بطون خندف الحاليه وبطون خندف الحالية هي :
1- هذيل
2- مطير
3- البقوم
4- غامد
5- سبيع
6- ثقيف
7- الجحادله
8- بني مالك


*********
أما شبابة : فيقال انه جد قبائل عتيبة من هوازن على حسب ماورد في وثيقة النفعه مع العلم أن قبائل شبابة الحاليه تظم مايلي:
1- عتيبة
2- حرب
3- زهران
4- قحطان
5- بالحارث ومن قال ان الحرث من خف فليس بصحيح ابدا
6- فهم


********
وجدتها في احدى المنتديات ونقلتها لان كاتب الموضوع ذكر المصدر وهو:
المصدر: كتاب الطائف لمحمد سعيد كمال
أتمنى اكون افدتكم
,
,
,
دمتم بود
 

مش مش

Member
إنضم
14 سبتمبر 2007
المشاركات
758
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
يعطيك العافية اخوي على الموضوع المتميز
وننتظر منك المزيد من الابداع
وتقبل خالص تحياتي وتقدير على موضوعك
ولك مني جزيل الشكر وتقبل مروري
اخــــــــــوك المستشار
 
إنضم
8 أكتوبر 2007
المشاركات
694
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خندف هي قبيلة تنتمي اليها قبيلة هذيل التي تعد بطنا من بطون خندف الحاليه وبطون خندف الحالية هي :
1- هذيل
2- مطير
3- البقوم
4- غامد
5- سبيع
6- ثقيف
7- الجحادله
8- بني مالك


*********
أما شبابة : فيقال انه جد قبائل عتيبة من هوازن على حسب ماورد في وثيقة النفعه مع العلم أن قبائل شبابة الحاليه تظم مايلي:
1- عتيبة
2- حرب
3- زهران
4- قحطان
5- بالحارث ومن قال ان الحرث من خف فليس بصحيح ابدا
6- فهم


********
وجدتها في احدى المنتديات ونقلتها لان كاتب الموضوع ذكر المصدر وهو:
المصدر: كتاب الطائف لمحمد سعيد كمال
أتمنى اكون افدتكم
,
,
,
دمتم بود


 
إنضم
22 يوليو 2007
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
انا مع اخوووي صقر تهامه ... هذه الاحزاب نشأت تحت ظرووف غامضه والله اعلم اذا كانت نصوص الحلف ترضى الله ورسوله او العكس ..

بس الي اعرفه ان شبابه : عتيبه وحرب ومالك وحارث وزهران

حبيت اني ادلي بدلوي ولكم جزيل الثناء ...
 

عقيد هذيل

New Member
إنضم
27 يناير 2011
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة
خندف وشبابة:
ظهر في العصور الحديثة تقسيم لبعض قبائل الحجاز وما حولها إلى قسمين: خندف وشبابة وكلٌ يضم قبائل جمّة، وقد سألني كثير من الفضلاء عن ذلك. فأجبته بهذه الفائدة،
أن خندفا نسبة إلى ليلى بنت عمران بن الحاف بن قضاعة، زوجة اليأس بن مضربن نزار ، الذي لقّبها بخندف،(4)عندما قالت أنها خندفت خلف أبنائها، أو عندما رآها تخندف، أي تسرع المشي في تقارب للخطى،(5) فغلب اللقب على اسمها،(6) وكان يُضرب بها المثل في الفخر،(7) مات عنها زوجها مبكرا بمرض السل،(8) فحزنت عليه حزنا يُضرب به المثل أيضا,(9) فهامت على وجهها وأهملت أولادها،(10) قالت سلما الغسانية :
يلحون ســــلما إن بكت أباهـا = و قبل ما قد فقدت أخـــاها
فحولوا العذل إلى ســـــواها = عصتكم ســلمى إلى هواها
كما عصت خندف من نهاهـا = خلت بنيها أســــــفا وراها
تبكي على اليأس ما أتــــاها
=

فأصبح الناسُ يُسمون أبنائَها بأبناء خُندف، وإذا رأوهم قالوا: بنو خندف، و رقوا لهم لموت أبيهم، و اشتغال أمهم بالحزن عنهم، وغلب عليهم أسم أمهم بهذا السبب.(11) وربما ساعد على ذلك أيضا سهولة الانتساب للاسم خندف، وصعوبته لليلى اسم أمهم الأصلي، أو لليأس اسم أبيهم
.
وكبر أبناء خندف وأصبحوا قبائلاً وشعوباً، وذهب هذا الاسم (خندف) لهم عزوة ونسباً، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف، أبا بني كعب هؤلاء، يجر قصبه في النار"،(12)
فهاهو خندف يُعد هنا نسبا
وأولادها: مدركة، وطابخة، وقمعة أبوخزاعة ومن هؤلاء انتشرت قبائل خندف العظيمة العدد.
وهي « كنانة ومنها قريش، وهذيل ، وتميم وفيها الكثرة، ومزينة ، وأسد، وخزاعة ».
وقد جاء في أشعار خندف وغيرها هذا الانتماء.
قال الشاعر الجاهلي:
لا قدح إن لم تور ناراً بهجر ******** ذات سني يوقدها من افتخر
من شاهد الأمصار من حيي مضر
يعني بحيي مضر قيس وخندف
وقال بدر بن معشر الغفاري :
نحن بنو مدركة بن خندف = من يطعنوا في عينه لا يطرف.(13)

وكذلك قول جرير التميمي:
اذا أخذت قيسٌ عليك وخندف ******* بأقطارها لم تدر من حيث تسرح
و قال نصر بن سيار الليثي الكناني :

أنا ابن خندف تنميني قبائلهـا *** للصالحات وعمي قيس عيلانا
أما القول بأن خندف يُعد عزوة فيثبته ما رُوي عن الزبير بن العوام، من أن رجلا ظُلم، فنادى: يالخندف، فخرج الزبير وبيده السيف وهو يقول: خَندف أيها المُخندف، والله لئن كنت مظلوما لأنصرنك.(14)

ذو الرمة يقول
(وإن ثوب الداعي لها يال خندف = فيا لك من داع معز ومكرم(16
و قال جرير :
وأجدر إن تجاســـر ثم نادى = بدعوى يال خندف أن يجابا (17)

هذه القبائل التي تسمّت واعتزَت بخندف تتعصب لبعضها البعض، في الوقت الذي نشأت فيه وفي نفس المنطقة قبائل قيس نسبة للابن الثاني لمضر، الذين شكلوا قبائلا أيضا، وذهب اسم قيس لهم عزوة ونسبا، ويتعصبون لبعضهم البعض.

يقول القرطبي: "فمضر إذا جذمان، قيس وخندف، فقبائل خندف، قريش وكنانة، وأسد، والقارة وهذيل، والرباب، وخسة، ومزينة، وخميس. وقبائل قيس هوازن وغطفان وسليم، وفهم، وعدوان وغني وباهلة، ومحارب، فهذه مضر وقد تشعبت شعوبا وبطونا".(18)

ودليل أن هذه القبائل التي أصلها واحد تُشكل أحلافاً هو: أن ضبة من بني خندف أصلاً أي نسباً، إلا أنها لم تتخندف إلا في يوم النسار الذي وقع بعد يوم جبلة الذي على أرجح الأقوال أنه قبل الإسلام بسبعة وخمسين سنه.(19)
وكان سبب ذلك اليوم أن بني تميم بن مر بن أد كانوا يأكلون عمومتهم ضبة بن أد وبني عبد مناة بن أد، فأصابت ضبة رهطا من تميم. فطلبتهم تميم فانزاحت جماعة الرباب، وهم تيم وعدي وثور وعكل بنو عبد مناة بن أد وضبة بن أد فلحقت ببني أسد، وهم يومئذ حلفاء لبني ذبيان بن بغيض. فنادى صارخ بني ضبة: يا آل خندف! فأصرختهم بنو أسد، وهو أول يوم تخندفت فيه ضبة واستمدوا حليفهم طيئا وغطفان، فكان رئيس أسد يوم النسار عوف بن عبد الله بن عامر بن جذيمة.(20)0

وهذا يفيدنا أيضا بأمور مهمة هي:
– أن تميما لم تتخندف قبل يوم النسار، فلذا لا نراها تعد من قبائل حلف خندف قبله، مع أنها خندفية الأصل (النسب)، ولعل سبب ذلك نزوحهم إلى نجد بعيدا عن قبائل خندف في الحجاز،
والنص يخبرنا بأن ضبة تخندفت ضد تميم.
– أن بعض قيس (غطفان) بدؤوا يدخلون في حلف خندف قبل النسار عن طريق التحالف مع بعض قبائلها بني أسد بن خزيمة فعرفا بالحليفين،
وهذا جعل بعض مطير وهي غطفانية إلى اليوم يقولون أنهم رأس خندف.

عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسلم وغفار ومزينة وجهينة خير من بني تميم وبني عامر والحليفين بني أسد وغطفان" متفق عليه.(21)
وبنو أسد هم: بنو أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر.(22) من خندف، وغطفان من قيس.

إذا التاريخ يخبرنا بأن حلف خندف موجود قبل الإسلام، وأن نواته هم بنو خزيمة المضرية التي منها كنانة التي منها قريش، وبنو هذيل المضرية، فهؤلاء بنو خندف ليلى بنت عمران بن الحاف بن قضاعة، زوجة اليأس، عُرف بنوها بها، كما قال السويدي والقلقشندي وغيرهم، و زوجها اليأس مضري فهو اليأس بن مضر، فبنو خندف إذا مضريون، وكانوا يتكتلون ضد بني عمهم قيس المضريين في البداية
هذان الجذمان المضريان قيس وخندف حصل بين قبائلهما قبل الإسلام نزاعات وحروب بسبب العصبية ولقرب المنازل وشح المياه والمراعي في الحجاز، فيقوم القيسي مع القيسي والخندفي مع الخندفي، قال محمد طنطاوي: "يستنصر القيسي بالقيسيين، والخندفي بالخندفيين إذا شجر النزاع بين بني العم"(23)
وهذا خديج بن العوجاء النصري القيسي، يرى أن بني خندف أمدوا في زعمه الخندفي محمدا صلى الله عليه وسلم
ضد قيس في غزوة حنين، فيقول
ولو أن قومي طاوعتني سراتهم = إذًا ما لقينا العارض المتكشفا
إذًا ما لقينا جـنـد آل مــــــحــمد = ثلاثين ألفًا واستمدوا بـخـندفا(24)

وقبله قال خداش بن زهير القيسي في اليوم الثالث من حرب الفجار الذي وقع قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم بين قيس وخندف يقول:
ألم يَبلغْـك بالعبـــــــلاء أنّـا = ضَرَبْنا خِنْدِفاً حتى استقادوا
نُبَنِّي بالمنازل عِـزَّ قيسٍ = وودُّوا لو تَســـــــيخُ بنا البـلادُ (25)


وقال ابن إسحاق: قال كعب بن مالك في يوم الخندق

لقد علم الأحـزاب حين تألبـــــــــوا = علينا ورامـــــوا ديننا ما نـدع
أضاميم من قيس بن عيلان أصفقت = وخندف لم يدروا بما هو واقع

وقال فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة ابن خزيمة

أقمنا على قيس عشية بارق = ببيض حديثات الصقال بواتك
ضربناهم حتى تولوا وخليت = منازل حيزت يوم ذاك لمالك(26)

والشاعر جرير التميمي الذي توفي سنة110هـ يفتخر بحلف خندف فيقول
تنح فإن بحري خنــدفي= ترى في موج جريته عبابا
ويقول الفرزدق المعاصر لجرير مفتخرا بحلف خندف:
ترفع لي خندف والله يرفع لي = ناراً إذا خمدت نيرانهم تقد

هذه بعض الأدلة التي تثبت بشكل قاطع وجود حلف خندف قبل الإسلام،
فلا يصح معها وهمٌ بأنه تشكل بعده
فلذا نجد جرير عندما يفاخر أحداً من غير مضر كالأخطل التغلبي يجمع خندفا وقيسا فيقول:
إذا أخذت قيس عليك وخندف = بأقطارها لم تدر من أين تسرح
ويقول
قيس وخندف أهل المجد قبلكم = لستم إليهم ولا أنتم لهم خطـرُ
ويقول
إذا حل بيتي بين قيس وخندف = لقيت قروما لم تديث صعابها
كذلك أعطى الله قيســاً وخندفا = خزائن لم يفتح لتغـلب بابــها

فالمضريون يضمون قيسا وخندفا ليكونا حلفا واحدا ضد من يناوئهم سواء كان من ربيعة أو من قحطان أو حتى ضد الإسلام لما جاء، يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه
أتانا رسول الله، لما تجهمت = له الأرض، يرميه بها كل موفق
تطرده أفناء قيـس وخنــدف = كتائب إن لا تغد للــروع تطـرق (28)
وقال جرير يهجو محمد بن عمير بن عطارد
والزم بحلفك في قضاعة إنما = قيس عليك وخندف أخوان
فجرير يقول أن قيس وخندف متحدان ضد قضاعة ومن حالفها

ويقول الفرزدق وهو أشد الناس هجاءا لقيس من خندف
إذا ذخرت قيس وخندف والتقى = صميماهما إذ طاح كل صميم

ويقول سلامة بن جندل السعدي المضري في يوم جدود وهو يوم لهم على بني شيبان
ألا هل أتى أفناء خندف كلها = وعيلان إذ ضمّ الخميسين يَتْرَبُ

هذا الجمع بين الحلفين القديمين قيس وخندف والذي يشكل حلفاً مضرياً شاملا ضد خصوم مضر تطور وتعمق وخاصة في العهد الأموي بعد أن عادة النعرات القبلية لسابق عهدها قبل الإسلام، بدءاً من عهد معاوية الذي قرب اليمنية فتزوج من قحطانية وزوج ابنه من قحطانية ليعتمد عليهم في توطيد حكمه، فأصبح اليمنيون (القحطانيون) يرون أنهم أصحاب النفوذ في الدولة وذوو السلطان في شئونها، بينما المضريون يرون أنهم أرباب الدولة وعنصر الخلافة، فثارت الحزازات والنعرات بين مضر وقحطان، ثم زاد استعارها وعمقها أحداث مروان بن الحكم مع عبدالله بن الزبير وخاصة المعركة التي وقعت في "مرج راهط" بين مروان وابن الزبير،(33) ففيها حاربت مضر بقيادة الضحاك بن قيس الفهري القرشي(34) عن ابن الزبير وكان أكثرهم من قيس الذين ابلوا فيها بلاء حسنا، وقتل منهم فيها خلقا كثير، و كلب حاربت بالقحطانية مع مروان، فهذه المعركة ونتائجها أوجدت حقدا كبيرا بين "المضرية" ومن حالفها، وبين " القحطانية " وأنصارها من اليمنية وغيرهم،
يقول زفر بن الحارث الكلابي
لعمري لقد أبقت وقيعة راهـــــط = لمــروان صـدعا بيننا متـــــنائيــا
أريني ســــــلاحي لا أبالك إنني = أرى الحـرب لا تزداد إلا تماديـا
أبعد ابن عمرو وابن معن تتابعـا = ومقتــل همام أمــنى الأمـــانيــــا
أتــذهب كلب لم تنلها رمـاحنـــا = وتترك قتلى راهط هي ما هـــيـا
إلى أن يقول
فلا صلح حتى تنحط الخيل بالقنـــا = وتثــأر من نسوان كلب نسائيـــا
فقد ينبت المرعى على دمن الثرى = وتبقى حزازات النفوس كما هـيا(35)

وصار لهذا انعكاس في جميع الأقطار الإسلامية، في العراق والشام وخرسان التي اشتعل فيها الصراع المضري ضد مناوئيهم من قحطان وربيعة، ووصل حتى الأندلس التي صارت بعدها مرتعا للعصبية وصراعاتها بين اليمنية والمضرية (وتُسمى بالقيسية) مما ضيع الأندلس، فكما وصل هذا الصراع لتلك الأقطار البعيدة فلا بد أن تأثيره في الحجاز وما حولها التي في قلب البلاد أقوى وأعمق خاصة أن رأس أحد الطرفين وهو ابن الزبير فيها، وأنها منبعه قبل الإسلام

والتاريخ يخبرنا بأنه من هذه الأحداث عاد هذا الحلف المضري المتكون من ( خندف وقيس) ومن دخل معهم بسب مصاهرة أو جوار لمواجهة مناوئي مضر الذين بدا وكأنهم حلف،
قال بشار بن برد، وأصله فارسي، وعاش بين الدولتين الأموية والعباسية يذكر غضبة مضر كتكتل واحد :
إذا غضبنا غضبة مضريـة = هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما

ويخبرنا التاريخ عن الفتنة بين الوليد بن يزيد الذي كانت معه مضر وبين ابن عمه يزيد بن عبدالملك ومعه قحطان، يقول الوليد فيها
وهـذا خــالـد فينــا قــــتيـلاً = ألا منعوه إن كـانوا رجالا
ولو كانت بنو قحطان عرباً = لما ذهبت صنائعه ضـلالا

ويحدثنا التاريخ عن استمرار الخلفاء في إذكاء هذه العصبية لمصالحهم السياسية، ومثال على ذلك ما فعله قثم بن العباس، في الدولة العباسية، عندما شكا له الخليفة المنصور من مخاوف في نفسه من حركة ضد الحكم، فسارع قثم لإذكاء الحزازة التقليدية بين مضر واليمنيين ( القحطانيين) وعلى إثر ذلك افترق الجند فأشار قثم على المنصور بضرب كل فرقة بالأخرى.(36)

ويخبرنا التاريخ عن تفنن الشعراء في إذكاء هذه العصبية وترسيخا فبرز لها رموز مثل جرير والأخطل والفرزدق والنميري وغيرهم كثير.
يقول محمد طنطاوي: "... وإذا حاول البحث أن يرى لفيفاً من الشعراء متعاصرين في الجاهلية والإسلام تبادلوا التنافس فيما بينهم وفيما بين أصولهم يمنية ومضرية...".(37)
من هذا الاستقراء للتاريخ نصل إلى حقيقة وجود صراع ضارب في التاريخ وفي البلاد الإسلامية، بين حلفين هما: مضر وقحطان، و أن هذين الحلفين المتصارعين المضري والقحطاني يُعرفان غالبا خارج الجزيرة العربية بالقيسيين واليمنيين، وذلك لكثرة القيسيين واليمنيين، ولأن أكثر قادة الحلف المضري المصارع هناك أصلهم قيسي ساعد على تسمية المضريين ومن ساندهم بالقيسيين بغض النظر عن الخلفاء، فهم صحيح من خندف نسبا، ولكن همهم تثبيت حكمهم، فالخلفاء الأمويون قربوا اليمنيين وناسبوهم، والعباسيون قربوا غير العرب، وكانوا يثيرون النعرات بين مضر ومناوئيها، وكان المضريون بل أبناء خندف ينتقدونهم،
قال رجل من بنى أسد من خندف لما ولى خالد بن عبد الله القسرى من قحطان في عهد بني أمية

عجب الفرزدق من فزارة إذ رأى = عنها أمية في المشارق تنزع
فلـتتقد رأى عجــبا وأحدث بعــده = أمر تضج له القلوب وتـــفزع
بكت المنابر من فزارة شـــجوها = فاليوم من قسر تذوب وتـجزع
وملوك خندف أســـــلمونا للعدى = لله در مـــلــــوكنا ما تصــــنع!
كانــوا كتاركـة بنيــها جــانبـــــا = سفها وغيرهم تصون وترضع.(38)

وقال الفرزدق الخندفي نسبا:
فقل لبني مروان ما بال ذمـــــة = وحرمة حق ليس يرعى ذمامها
أنقتــل فيكم أن قتلنا عدوكــــــم = على دينكم والحرب باق قتامـها
فغير أميــر المؤمنين فإنــــــها = يمانية حمقاء وأنـت هشــــامــها
أرى مضــر قد ذل نصــــرها = ولكن عسى أن لا يذل شــــامـها
(فمن مبلغ بالشام قيسـا وخندفـا = أحاديث ما يشفى ببرء ســـقامها.(39

لذا كان من الصعب إطلاق مسمى خندف هناك على مضر خاصة أن القيسيين هم الأكثرية كما أسلفنا
وما حصل في عكا على وقت معاوية رضي الله عنه دليل آخر على تكتل قيس وخندف (مضر) خارج الجزيرة تحت مسمى (قيس)، وأن معاوية يفرق بين قيس واليمنيين، حيث جمع معاوية الناس على غزو البحر، وأعذر إليهم، فقال مخاطبا القحطانيين: "ما أغزيكم دون قيس، إن معكم فيهم لكنانة وخندف، وإني أتيمن بكم وأعرف طاعتكم، وقيس فيهم خلاف ونكد في غزو البحر"،(40) فمعاوية يقول: أن كنانة وخندف في قيس.

بهذين المسميين (القيسيون واليمنيون) يذكر التاريخ صراعات وحروب كثيرة وصراعات مريرة بين قحطان ومضر لا يتسع المجال لذكرها.

هذا الصراع المضري القحطاني الطويل الممتد الذي وصل حتى الأندلس في الغرب وخرسان في المشرق، لا بد أن له انعكاسه في الحجاز وما حوله، ولكننا لا نسمع بالمسميين (القيسيون واليمنيون) في الصراعات التي في الحجاز وماحوله، وإنما الذي ترسخ وأشتهر في الحجاز وما حوله المسميان (خندف وشبابة)، فهل يكون هذان الاسمان بديلان لمسميي قيس واليمن؟ أو امتدادا لهما؟


وهذا يعني وجود علاقة أحلاف بين أهل الحجاز وما حوله وبين من هم خارج الجزيرة العربية، وأن خندفا وشبابة ليسا إلا امتدادا طبيعيا للقيسية واليمنية. فالقحطانيون ( اليمانيون) عندما يشعر أحد منهم بظلم في مكة يشبب، فتقوم معه قبائل شبابة. ولا يحتاج المضري أن يخندف في مكة أيام الحج لشعوره بأنه صاحب بيت ولا خوف عليه، فمكة منازل قريش الخندفية المضرية.
ويظهر أن هذين التكتلين المضري واليماني اكتسبا هذين المسميين خندف وشبابة في الحجاز وما جاوره لأسباب وجيهة منها: وجود منازل خندف في الحجاز، التي لم يبرحوها حتى أنهم سمو بالأرحاء نسبة لمراوحتهم في منازلهم كالرحاء.(44)
ورحيل جل القيسيين الذين عرفوا بالفرسان عن الحجاز قال الذهبي: " بقيت مضر في منازلها حيث خرجت ربيعة من تهامة، حتى تباينت قبائلهم وكثر عددهم وفصائلهم وضاقت بلادهم عنهم، فطلبوا المتسع والمعاش، وتنافسوا في المجال والمنازل، وبغى بعضهم على بعض فاقتتلوا، فظهرت خندف وقيس...
قال فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة

أقمنا على قيس عشية بـــــارق = ببيضٍ حديثات الصقال بواتـكِ
ضــربناهم حتى تولوا وخلَّيت = منـازل حيزت يوم ذاك لمـالكِ

فضعنت قيس من تهامة إلى بلاد نجد، وانحازت قبائل منهم إلى أطراف الغور من تهامة".(45)
كما أنه بعد عودة العصبيات في العهد الأموي وما بعده كان أكثر قادة هذا الحلف المضري في الحجاز خندفيون، بداءً من ابن عباس إلى دول الأشراف المتعاقبة بعكس قادة مضر خارج الجزيرة فهم غالبا قيسيون.
وقال ابن عبدالبر: "مضر جذمان خندف وقيس, والمقدم منها خندف, لأنها جذم رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل قريش". فهذا سبب وجيه آخر لتسمية الحلف المضري في الحجاز حيث عاش الرسول صلى الله عليه وسلم بخندف، خاصة أن القيسي صار يفتخر بخندف بعد مجئ الإسلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خندفي، فهذا ناهض بن ثومة القيسي من بني عامر بن صعصعة من الشعراء في الدولة العباسية يقول:
إذا المرء لم ينهض فيثأر بعمـه = فليــــس يجلى العـار بالهذيـــان
أبي قيس عيلان وعمي خنـدف = ذوا البذخ عند الفخر والخطران
ثم يقول:
أليــس نبي الله مـــنا محـــــــــمد = وحمزة والعباس والعمران
ومنا ابن عبـاس ومنا ابن عمــــه = علي إمام الحق والحســنان
وعثــمان والصـديق مــــنا وإننـا = لنعلم أن الحــق ما يعــــدان
ومنا بنو العباس فضلا فمن لـكم = هلموه أولا ينطقن يــــمــان.(46)

فكما ترى فالشاعر يقول أن خندفا وقيسا شيئ واحد، وكل الذين افتخر بهم هذا القيسي على اليمنيين من خندف ولكنه عدهم من قومه.

كما أن الخندفي يفتخر بقيس، يقول نصر بن سيار من بني مدركة بن خندف يفتخر بقيس مع خندف (مضر):
أنا ابن خندف تنميني قبائلها = للصالحات وعمى قيس عيلانا

وقال السعدي الخندفي نسبا:
قيس وخندف والداي كلاهما = والجد بعد ربيعة بن نزار

وقال جرير شاعر بني تميم الخندفي نسبا:
ويعلم من يحارب أن قيساً = صناديد لهم لجج غمارُ
وقال جرير الخندفي نسبا مخاطباً الأخطل التغلبي:
حملت عليك حماة قيس خيلهــــا = شعثاً عوابس تحمل الأبطالا
مازلت تحســب كل شيءً بعدها = خيلا تشـــــد عليكم ورجالا

وقال جرير التميمي الخندفي نسبا في قبائل قيس عيلان:
ألا إنما قيـــــس نجوم مضيئــــة = يشق دجى الظلماء بالليل نورهـــا
تعد لقيــــــس من قديم فعالــــهم = بيوت أواسيها طوال وسورهـــــــا
فوارس قيــــس يمنعن حماهـــم = وفيهم جبال العز صـعب وعورهـا
وقيس هم قيــس الأعنـة والقنــا = وقيس حماة الخيل تدمي نــحورها
ســـليم وذبيان وعبـس وعـامـر = حصون إلى العز طوال عتمورهـا
الم ترى قيسـاً لايرام لها حمـى = ويقضي بســـلطان علـيك أميــرهـا
ملوك وأخوال الملوك وفيـــهم = غيوث الحيا يحيي البلاد مطيرهــا

لهذه الأسباب وغيرها من الطبيعي أن يُسمى الحلف المضري في الحجاز بخندف (شاملا خندف وقيس)القديمين

وهذا غيض من فيض الأدلة التي تثبت أن القيسي والخندفي أصبحا شيئا واحدا ويفتخر أحدهما بالأخر ويتعصب له، ومصداق هذا أن التاريخ لا يذكر نزاعا بين خندف وقيس منذ عهد الخلفاء الراشدين.

أما من ناوئ مضر من القحطانيين ومن معهم من غير المضريين في الحجاز فقد عُرفوا بشبابة لأسباب وجيهة منها:
أن ثلاثا من القبائل الكبيرة المناوئة لهم قحطانية و فيها شبابة، ففي كتاب "المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب" جاء النص: "ومن بطون شبابة ما يذكر في حرب وجهينة وعتيبة" (47)، فلا شك بقحطانية حرب وجهينة.
بالإضافة لشبابة زهران الأزدية القحطانية، وهذه القبائل معروفة إلى اليوم في حلف شبابة،


ومنها أن ثقل مناوئي مضر كان يتمركز في سراة شبابة،
قال ابن الأثير (ت630هـ): "الشبابي: ... هذه النسبة إلى سراة بني شبابة، وهي من نواحي مكة" (48)
وقيل أن شبابة بطن من نهد نسبة لرجل اسمه شبابة من قحطان وأكثرهم دخل في تنوخ.(49)
وقال جلال الدين السيوطي (ت 911هـ): "الشبابي بموحدتين إلى سراة بني شبابة من نواحي مكة ...".(50)
و قال أبو حنيفة الدينوري (ت282هـ) عند ذِكره لحداب في الحجاز تنسب لبني شبابة: "ينزلها بنو شبابة من فهم بن مالك من الأزد"(51) وكذا قال كل من ابن سيده والبكري.
وقال الفيروزآبادي (ت817هـ): "وشبابة.. نزلوا السراة أو الطائف"(52)
وقال الذهبي (ت748هـ): "شبابة.. نزلوا السراة" وقال: "سراة بني شبابة".(53)
وقال الأزهري (ت 370هـ): "وعسل شبابي: ينسب إلى بني شبابة قوم بالطائف ينـزلون اليمن".(54).
وقال البلاذري (ت 279هـ): "بنو شبابة وهم ينـزلون اليمن وإليهم ينسب العسل الشبابي". (55)
فكانوا يسمون جنوب الطائف باليمن وهذا أوضحه الأزهري أعلاه.
وقال الصاحب إسماعيل بن عبّاد (ت 385هـ): "وعسل شبابي: منسوب إلى بني شبابة قوم بالطائف". (56)

فهذه الأمور كلها تتضافر لترسيخ هذا الاسم شبابة في الحجاز،
لذا تبدو هذه التسمية مجرد كناية لمن هو ضد المضريين في الحجاز وما جاورها، فلذلك لا يعتبر حلفا محاربا كتكتل واحد، لأنه لا يوجد ذكر في التاريخ لحرب قامت بين خندف وشبابة كتكتل

الخلاصة:
أنه يوجد صراع أزلي بين مضر ومن حالفها وبين مناوئيها من قبل الإسلام، وتعمق هذا الصراع في عصر بني أمية وما بعده، وخاصة بعد معركة راهط، وكانت مضر يشملها اسم أحد جذميها حسب أكثرية أي جذم، فيقال لها قيس أو القيسية خارج الجزيرة العربية لكثرة القيسيين هناك، ويقال لها خندف في الحجاز وما حوله لأن الخندفيين نسبا فيه أكثر من القيسيين. وكان مناوؤها في غالبهم قحطانيون، ويسمون خارج الجزيرة العربية غالبا باليمنيين، لأن أكثرهم هناك من قبائل يمنية، وفي الحجاز وما حولها يسمون بشبابة، لأن أكثر قبائلهم فيها شبابة، ولأن ثقلهم في سراة شبابة، وما يحصل في الحج قديما يُثبت الترابط بين الطرفين.

فلذا لو تمعنا حلف خندف اليوم لوجدنا أكثره مضريون، ، فأكثر الروايات ثقة في تحديد قبائل كل حلف قول العلامة حمد الجاسر رحمه الله: "خندف: اسم يشمل مجموعة من القبائل
منها: مطير وهذيل وسليم وثقيف وسبيع والبقوم وغامد وبجيله وغيرها.
وأكثر حلف شبابة قحطانيون
ويقابله اسم شبابه يضم قبائل أخرى منها: عتيبة وحرب و بلحارث وبنو مالك (بجيله) وجهينة وبلي و زهران وغيرها،
وهو تقسيم كانت تلجأ إليه القبائل حينما تحدث بينها حروب كبيرة في العهود الماضية"(57)


إذا نستنتج الآتي:

أولا: حلف خندف يتكون من القبائل التالية:
- قريش: معروف أنها خندفية وإن لم يذكرها الجاسر........... مضرية
هذيل : من مدركة ......................................................مضرية
- مطير: من غطفان من قيس عيلان............................... مضرية
- سليم: من قيس عيلان ............................................ مضرية
- ثقيف: من هوازن من قيس عيلان . ............................. مضرية
- سبيع: من بني عامر بن صعصعة من قيس عيلان.............. مضرية
- تميم: معروف أنها خندفية وإن لم يذكرها الجاسر............... مضرية
البقوم: من قحطان وفيهم فروع من بني هلال وهذه الفروع... مضرية
وقد يكون وجود هذه الفخوذ الهلالية وقرب المنازل، ونزولهم منازل بني هلال المضريين بعد رحيلهم، هي التي جعلت البقوم في خندف
- غامد: من قحطان، ولكن قرب المنازل ونزاعهم مع زهران جعلهم خنادف.
- وبجيلة: من قحطان ولكن فيها عند الجاسر قولان، حيث القول الآخر أنها من شبابه، وبجيلة مختلف في نسبها، وهل هي في عدنان أم قحطان؟ والراجح أنها في شبابة وأنها من قحطان، يقول محمد بن خالد القسري البجلي بعد أخذه بثأر والده خالد:
قتلنا الفاسق المختال لمـا= أضاع الحق، واتبع الضلالا
يقـول لخالـد ألا حــمتـه = بنو قحطان إن كانوا رجــالا

ثانيا: حلف شبابة يتكون من القبائل التالية:

- حرب......................: قحطانية.
- بلحارث...................: قحطانية.
- بنو مالك بجيلة............: قحطانية.
- جهينة.................... : قحطانية.
- بلي...................... : قحطانية.
- زهران.................. : قحطانية.
- عتيبة..: ؟ وهذه مختلف في نسبها، يقول الجاسر أنها " تظم فروعا كثيرة وفيها من قحطان"
(58)
وقال أن في عتيبة من قحطان كل من: سمير قطب نقلاً عن الحمداني (ت680هـ), والقلقشندي(ت821هـ), والسيوطي(ت911هـ), والسويدي(ت 1246هـ) , والمُغيري(ت1364هـ)، وقال أبو عبدالرحمن بن عقيل: "عتيبة تنقسم إلى قسمين كبيرين هما الروقة وبرقا"، ثم قال: "الراجح عندي أن برقا أخلاط من اليمنية عرب السد(يعني سد مآرب) جمع بينهم التحالف لأنه ورد نص عن وصايا الملوك أن برقا من عرب السد انتقلوا من السد مع قبائل الأزد".(59) وجاء في معجم قبائل العرب عن الإكليل للهمداني أنهم من قحطان، وأبناء عتيبة الكرام اليوم منهم من يقول أنهم من هوازن ومنهم من يقول أنهم من كنانة، ولهم بحوث مهمة وكل طرف يأتي بما يراه أدله، ولكن المؤكد أنهم في حلف شبابة القحطاني.

- مع ملاحظة أن البعض يزيد وينقص في قبائل كل حلف، ولكننا أخذنا الأوثق.

من هذا يتضح بأن خندف بعد الإسلام أصبح حلفا مضريا في الحجاز يضم قبائل خندف و
بني عمهم حلف قيس القديم ومن حالفهم، ضد حلف غير مضري مناوئ لهم أكثره قحطانيون


مناقشة الآراء المخالفة:
هذا الموضوع قد لا يروق للبعض، فالبعض يُعرف الحلفين بأنهما حلفان يتكونان من قبائل مختلفة الأصول، وأنهما لا علاقة لهما بالنسب، وهذا غير صحيح، فهما كما رأينا حلفان أساسهما النسب وإن تباعد، فحلف خندف بدأ ببعض أبناء خندف خزيمة وهذيل، ثم توسع ليشمل باقي أبناء خندف، ثم توسع ليشمل أبناء عم بني خندف القيسيين، بداء بغطفان وحلفها مع بني أسد، ثم أصبح حلفا مضرياً شاملاً، وقبائل قيس فيه أكثر من قبائل خندف، ثم أنضم إليه قبيلتان أو ثلاث من قحطان دفعتهم إليه المخالطة والجوار والنزاعات مع أبناء عمهم القحطانيين.
كما أن حلف شبابه يجمع قبائله النسب القحطاني وقد يكون انضم له قبيلة أو قبيلتان من هوازن أو غيرها دفعتهم إليه ظروف مشابهة لتلك التي دفعت قبيلتين قحطانيتين لخندف.

ولنا أن نسأل من خالف هذا التصور المبني على استقراء التاريخ:
هل الحجاز وما حوله بمعزل عن الصراع والنعرات التي يثبتها التاريخ بين مضر واليمنيين (القحطانيين)؟!
فإن أجاب بنعم، قلنا: هيهات هيهات، وإن قال: لا، قلنا: ما اسم كل من الطرفين في الحجاز؟ ومالدليل؟.

وبعض المتأخرين له رأي مخالف، حيث يقول: بأن اسم شبابة جاء بدلا من قيس، وأنها تعني هوازن ومن حالفها ضد خندف التي تعني - كما يقول- الأشراف ومن حالفهم. وهذا لا دليل عليه، بل إنه لو كان صحيحا لأندثر اسم قيس، ولكن هذا لم يحصل، فاسم قيس موجود على امتداد التاريخ إلى يومنا هذا. كما أن القبائل المقطوع بنسبها في قيس لا تُعرف بأنها من شبابة كسُليم وثقيف وهُذيل وسُبيع ومطير، ولوجدنا قبائل قيس في شبابة أكثر منها في خندف، ولوجدنا اسم شبابة مشتهرا خارج الجزيرة لكثرة القيسيين هناك. كما أن من يقول بهذا الرأي ألغى القحطانيين و دورهم القيادي المعروف عبر التاريخ، وجعلهم تبعا لقيس، كما ألغى الصراع التاريخي بين قحطان وعدنان والذي تركز بين قيس واليمن وكلب بالذات. وهذا لا يصح لأن القحطانيين لو أنهم سينضمون تحت رأيت أحد لأنضوو تحت رأيت خندف التي منها الرسول صلى الله عليهم وسلم، خاصة أن بني أمية قربوهم، وليست قيس التي تناوئهم منذ القدم
بل إن بعض أصاحب هذا الرأي المخالف يصل إلى القول بأن بني هلال هم عماد هوازن في هذه المواجهة المزعومة وهذا خطأ واضح، فبنو هلال هاجروا في القرن الثالث للهجرة كما تقول كل المصادر التاريخية، فلو كان صحيحا قوله لاندثر مسمى شبابة في الحجاز، ولانتشر في المغرب حيث رحل بنو هلال، ولكن هذا لم يحصل، كما أن هجرة بني هلال كانت بناء على رغبة من الفاطميين، وليست بسبب حرب مع الاشراف كما يزعم، فبنو هلال يميلون لآل البيت، وقد حالفوا القرامطة ثم الفاطميين ودخلوا في مذهبهم، وكل المصادر التاريخة تتفق على هذا الأمر.

كما أن هوازن لم تصارع لأجل الإمارة في الحجاز بعد الإسلام حتى يتوهم أحد بأن خندفا هم من ارتضى إمارة الأشراف، وأن هوازن هم من عارضها وأنها شبابة، هذا كلام لا دليل عليه، وليس صحيحا. بل إن هوازن وكل قيس هي من ارتضت إمارة الأشراف ومنذ ابن الزبير ومساندتهم له. وما يحصل قديما من بعض أبناء البادية من هجوم في بعض الأوقات على المدينة أو مكة وأطرافهما، فهدفه النهب تدفعهم إليه ظروف الحياة القاسية والحاجة، وهو لا يختص بقبائل معينة، وإنما من قبائل مختلفة، مثل حرب الشبابية، وسليم الخندفية، وغيرهما. يقول الدكتور إبراهيم إسحاق إبراهيم: " ولا يستبعد أن يكون دافع الأعراب إلى هذا النوع من الشطط هو إمحال باديتهم في نجد والحجاز، وذلك أمر متكرر الحدوث في تلك النواحي
وقد ذكر من هذه القبائل سليم، وهلال، ومره، وفزارة، وغطفان، وأشجع، ونمير، وتميم، وضبة، وباهلة.
ولو كان صحيحا لما تعصب حُجاج من هم خارج الجزيرة العربية مع من يُشبب من أهل الحجاز، فمن خارج الحجاز لا تهمهم شؤون أو إمارة الحجاز، إن لم يميلوا إلى أن تكون الإمارة في الأشراف. إنما يتعصبون إما للأصل القحطاني أو للأصل المضري.

تنبيه مهم:
جاء في صحيح البخاري ‏عن جابر بن عبد الله ‏رضي الله عنه‏ ‏قال: " كنا في غزاة‏، ‏قال ‏سفيان:‏ ‏مرة في جيش،‏ ‏فكسع ‏رجل من ‏‏المهاجرين ‏‏رجلا من ‏‏الأنصار، ‏‏فقال الأنصاري: يا ‏‏للأنصار، ‏‏وقال المهاجري: يا ‏‏للمهاجرين، ‏فسمع ذلك رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم، ‏‏فقال: ما بال دعوى الجاهلية؟! قالوا: يا رسول الله، ‏‏كسع ‏رجل ‏‏من ‏المهاجرين ‏رجلا ‏‏من ‏الأنصار، ‏‏فقال: دعوها فإنها منتنة".

فالتعصب ضد أحد من المسلمين يعد من دعاوى الجاهلية التي أبطلها الإسلام فلا إستقواء ولا تفاخر لمسلم على مسلم. قال الله تعالى: ((يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) ( الحجرات : 13 ).

والإسلام نهى عن العصبيات وعن التحالفات، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "‏‏ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به ولا ‏حلف ‏في الإسلام‏" (50)

وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا حلف في الإسلام و أيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة" حديث صحيح وأخرجه مسلم.(51)

لذا نقول مثل ما قال الشاعر نهار اليشكرى:
أبى الإسلام لا أب لي سواه = إذا هتـفوا ببكر أو تميــم
وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه:
أبي الإسلام لا أب لي سواه = إذا افتخروا بقيس أو تميم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين، والحمد لله رب العالمين.




المراجع:

1- الجوهري في الصحاح، والفيروزبادي في القاموس ، والمعجم الوسيط، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم، دار المعارف، تحقيق عبد السلام هارون 2-461، 462.
2- "جمهرة النسب" للكلبي، عالم الكتب، تحقيق ناجي حسن 1-194.
3- "معجم قبائل المملكة العربية السعودية" للعلامة حمد الجاسر.
4- "لسان العرب" لابن منظور/ بيروت، ط1، و" أنساب الأشراف"/ ط1، و "شرح شافية ابن الحاجب"، و "قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان" للقلقشندي، و "التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب" لأبي الحسن القرطبي، و "سيرة ابن هشام" ج1، و "المناقب المزيدية في أخبار الملوك الاسدية " لأبي البقاء الحلي.
5- "لسان العرب" لابن منظور/ دار صادر– بيروت ، ط1، و"سيرة ابن هشام" / ج1.
6- "قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان" للقلقشندي، و "أنساب الأشراف"
7- "التذكرة الحمدونية" لابن حمدون.
8- "المناقب المزيدية في أخبار الملوك الاسدية" لأبي البقاء الحلي.
9- "شرح شافية ابن الحاجب" و "المناقب المزيدية في أخبار الملوك الاسدية " لأبي البقاء، و " نهاية الأرب في فنون الأدب" للنويري، و " تاريخ اليعقوبي"
10- "المناقب المزيدية في أخبار الملوك الاسدية" لأبي البقاء، و "تاريخ اليعقوبي"
11- " المناقب المزيدية في أخبار الملوك الاسدية" لأبي البقاء الحلي، و " التذكرة الحمدونية" لابن حمدون، و "الروض الآنف" و "نهاية الأرب في معرفة الأنساب العرب" و " تاريخ ابن خلدون ج2/305ص" ، و "زهر الأكم في الأمثال و الحكم" للـالوسي.
12- "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم.
13- "الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني.
14- "شرح ديوان الحماسة" للمرزوقي.
15- "لسان العرب لابن منظور، بيروت ، ط1.
16- "غريب الحديث" للخطابي، /الناشر: جامعة أم القرى1402هـ، تحقيق عبد الكريم العزباوي.
17- "تهذيب اللغة" للأزهري، و " تاج العروس من جواهر القاموس" للزبيدي.
18- "التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب" لللقرطبي
19- " نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" الفصل الثالث في ذكر حروب وأيام العرب في الجاهلية.
20- "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ، ج1 ص15.
21- "مشكاة المصابيح" للتبيزي، / بيروت ، ط1 1405هـ، تحقيق الألباني.
22- "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم.
23- "في التاريخ والأدب" لمحمد طنطاوي، ص 276.
24- "الأغاني" للأصفهاني.
25- نفس المرجع السابق.
26- "معجم ما استعجم" للبكري.
27- " في التاريخ والأدب" لمحمد طنطاوي، ص276.
28- "ديوان حسان بن ثابت "
29- "أنساب الأشراف"
30- "صحيح البخاري"/ الأدب / تسمية الوليد.رقم5732.
31- "تاريخ الطبري" – " تاريخ الأمم والملوك" للطبري، بيروت، ط1.
32- الطبري المرجع السابق.
33- "مختصر تاريخ دمشق "لابن منظور"، و "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، و " تاريخ الإسلام" للذهبي، و " تاريخ الرسل والملوك" للطبري"، و" تاريخ الأمم والملوك"/دار الكتب العلمية – بيروت، ط1 ، 1407هـ.
34- "جمهرة أنساب العرب" لابن الكلبي. و " تاريخ الطبري" و " أنساب الأشراف"، و "نهاية الأرب في فنون الأدب" للنويري، و "البداية والنهاية".
35- "بغية الطلب في تاريخ حلب" لابن العديم.
36-"تاريخ الطبري" ، ج 9/ ص 281.
37- " في التاريخ والأدب" لمحمد طنطاوي.
38- " شرح شافية ابن الحاج" ج4 /ص336.
39- "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني،الناشر: دار الفكر– بيروت، ط2.
40- "مختصر تاريخ دمشق "لابن منظور.
41- " المنتخب في ذكر قبائل العرب" للمغيري، ص 43.
42- " معجم قبائل الحجاز" ص 243 .
43- "مجلة العرب" سنة 28 /ص 70.
44- "الانساب" للسمعاني ت562، ج 1. و "المناقب المزيدية في اخبارالملوك الاسدية" لأبي البقاء الحلي.
45- "الأنساب المنقطعة" لأحمد عبد الرضا الذهبي، ص68، ط1 القاهرة .
46- "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، دار الفكر – بيروت، تحقيق سمير جابر.
47- "المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب" للمغيري.
48-"اللباب في تهذيب الأنساب"، لعز الدين ابن الأثير الجزري، مكتبة المثنى، بغداد، ص182.
49- "المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب" للمغيري، و "سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب " لمحمد البغدادي (السويدي)، الناشر دار إحياء العلوم – بيروت.
50-"لب الألباب في تحرير الأنساب" للسيوطي، تحقيق محمد أحمد عبدالعزيز وأبنه: ط1، بيروت، 1411هـ /1991م، ج2/ص47.
51- "النبات" لأبي حنيفة الدينوري، تحقيق وشرح برنهارد لفين، دار فرانز شتاينز بفيسبادن، 1394هـ/1974م، 264-266.
52- "القاموس المحيط" لللفيروزآبادي ( ت 817هـ)، تحقيق مكتب التراث في مؤسسة الرسالة، ط 2، 1407هـ/1987م، بيروت لبنان، ص 127، مادة شّب. وابن سيده والبكري والفيروزآبادي.
53- "المشتبه في الرجال أسماؤهم وأنسابهم"، تأليف الذهبي؛ تحقيق علي محمد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي، ط1، 1962م، 1/386؛ وانظر: " سيرة أعلام النبلاء في ترجمة عبد بن أحمد الهروي".
54- " تهذيب اللغة" تأليف أبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ( ت 370هـ ) تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، مراجعة علي محمد البجاوي، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، مطابع سجل العرب، 11/290.
55- " أنساب الأشراف" تأليف أبي الحسن البلاذري ( ت 279هـ ) تحقيق د. سهيل زكار ود. رياض زركلي، دار الفكر، 1417هـ/1996م، 11/145.
56- "المحيط في اللغة" تأليف الصاحب بن عبّاد، تحقيق: الشيخ محمد حسن آل ياسين، عالم الكتب، ط 1، 1414هـ/1994م، 994، مادة شب .
57- "معجم قبائل الجزيرة العربية" لحمد الجاسر.
58- "جمهرة أنساب الأسر المتحضرة" لحمد الجاسر.
59- " تاريخ نجد في عصور العامية" لأبي عبدالرحمن بن عقيل.
60- "مسند أحمد" عن ‏ ‏قيس بن عاصم ، ‏ صححه الألباني رقم الحديث2262.
61- صحيح أبي داود2 ص565، وصححه الألباني رقم الحديث2538.

منقول
 
أعلى