مسلم بن سليم الغفيري
~ شـاعـر ~
- إنضم
- 1 فبراير 2010
- المشاركات
- 300
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 18
تربى الذوق الأندلسي مدة طويلة على الشعر المحدث شعر أبي تمام والبحتري وابن الرومي وابن المعتز وأبي العتاهية وعلى الشعر الأندلسي نفسه الذي كان يترسم خطي الشعر المحدث المشرقي ولكنا لانسمع أن المعركة النقدية حول أبي تمام والبحتري انتقلت الى الأندلسيين إلا ما يقال من أن أبا حفص عمر بن يوسف الحيطي أحد أهل العلم بمعاني الشعر كان يتعصب للبحتري فأما العصبية لهذا أو ذااك من شعراء المشرق كانت موجودة فأمر واضح من أخبار عن إعجاب هذا بأبي تمام وإعجاب ذاك بأبي نواس وعن احتذاء بعض شعراء الأندلسيين لطريقة مشرقية دون أخرى وأما هذه العصبية أثمرت مواقف نقدية فشيء قد ظنت المصادر بالحديث عنه إن كان له وجود وقد ظل الذوق الأندلسي مأخوذا بالشعر المحدث حتى دخل القالي الى قرطبة سنة 330 جالبا معه دواوين الجاهليين والأسلاميين مقروءة مصححه على الأئمة ، وأخذ الطلاب يتتلمذون عليه في دراستها فوجد نهج القدامى ونهج المحدثين وعاشا معا جنبا الى جنب ، ولكن الذوق العام كان أميل إلى الاتجاه المحدث ولما رثى الرباحي أحمد بن موسى بن حدير بقصيدة بناها على "مذاهب العرب " وخرج فيها عن " مذاهب المحدثين " ، لم يرضاها العامه ولم يستطيع النقد الأدبي في الأندلس قبل القرن الخامس أن يرتفع إلى مستوى المشكلات الكبرى التى دارت في النقد المشرقي من حديث عن الطبع والصنعة واللفظ والمعنى والنظم والصدق والكذب وما أشبه بل بسيطا في مجالي المستوى والتطبيق لا ينفك عن التمرس ببعض الأخطاء اللغوية والنحوية إذا كان القائمون على تدريس الشعر من طبقات المؤدبين لا يتجاوزون - في أحسن حال - التوفر على علم معاني الشعر ، وبعض الدراسات اللغوية والنحويية .
ونجد وقفات نقدية عند ابن عبد ربه في العقد الفريد ، ولكنها جميعا مقتبسة مما عرفه عند المشارقة من حديث عن عيوب الشعر وعدم تفضيل القدماء على المحدثين وتوفر الملكة والدربة ، وهو يقول للشاعر أنه لا يفيد أخذ ألفاظ الناس وكلامهم " ومن ذلك غير مثمر لك ولا مجد عليك مالم تكن الصناعة ممازجة لذهنك وملقحة بطبعك " ويسمي السرقة باسم " الاستعارة" ويرى أن أخفاها وأدقها ما كان ينقل المنثور إلى المنظوم أو العكس . ولكن كان لا بد للطاقات أن تقوى في الأندلس ، على مر الزمن ، لأسباب عديدة منها:
1- الحركة الثقافية التي أوجدها الحكم المستنصر (350- 366)
2- إنشاء ديوان للشعراء لا يقيد فيه اسم الشاعر لينال عطاء إلا بعد أن يثبت توفقه
3- الانهيار الذي أصاب قرطبة ( أم الأندلس ) بسبب الفتنة البربرية (399) فقضى على العمران وعلى الوحدة السياسية وأشاع القلق والاختلال في المقاييس ، ورمى الشعر - مؤقتا- في الكساد وخلق طبقة من أدعياء الثقافة فأدى إلى نقمة الشعراء على أوضاعهم وعلى دعاوي المدعين وإلى محاولة المقارنة بين الماضي والحاضر ، وإلى استرداد القيم التي أخذت تتحطم وكان النقد الأدبي من نتائج ذلك كله .
4- انفتاح العقول المثقفة على شئ من المنطق والفلسفة بعد توفر قسط من الحرية النسبية في هذا المجال ، من أثر ذلك أن تعمق النظرة إلى الظواهر الانسانية ومن بينها الشعر ،والأدب بعامة
5- الأثر المشرقي : فالقرن الخامس في الأندلس جاء بعد النهضة النقدية في المشرق على يد ابن طباطبا والآمدي والحاتمي والجرجاني ، وقد وصلت كتبهم إلى أيدي الأندلسيين ففتحت أمامهم مجال القول في النقد.
تاريخ النقد الأدبي عند العرب
نقد الشعر
من القرن الثاني حتى القرن الثامن الهجري
ونجد وقفات نقدية عند ابن عبد ربه في العقد الفريد ، ولكنها جميعا مقتبسة مما عرفه عند المشارقة من حديث عن عيوب الشعر وعدم تفضيل القدماء على المحدثين وتوفر الملكة والدربة ، وهو يقول للشاعر أنه لا يفيد أخذ ألفاظ الناس وكلامهم " ومن ذلك غير مثمر لك ولا مجد عليك مالم تكن الصناعة ممازجة لذهنك وملقحة بطبعك " ويسمي السرقة باسم " الاستعارة" ويرى أن أخفاها وأدقها ما كان ينقل المنثور إلى المنظوم أو العكس . ولكن كان لا بد للطاقات أن تقوى في الأندلس ، على مر الزمن ، لأسباب عديدة منها:
1- الحركة الثقافية التي أوجدها الحكم المستنصر (350- 366)
2- إنشاء ديوان للشعراء لا يقيد فيه اسم الشاعر لينال عطاء إلا بعد أن يثبت توفقه
3- الانهيار الذي أصاب قرطبة ( أم الأندلس ) بسبب الفتنة البربرية (399) فقضى على العمران وعلى الوحدة السياسية وأشاع القلق والاختلال في المقاييس ، ورمى الشعر - مؤقتا- في الكساد وخلق طبقة من أدعياء الثقافة فأدى إلى نقمة الشعراء على أوضاعهم وعلى دعاوي المدعين وإلى محاولة المقارنة بين الماضي والحاضر ، وإلى استرداد القيم التي أخذت تتحطم وكان النقد الأدبي من نتائج ذلك كله .
4- انفتاح العقول المثقفة على شئ من المنطق والفلسفة بعد توفر قسط من الحرية النسبية في هذا المجال ، من أثر ذلك أن تعمق النظرة إلى الظواهر الانسانية ومن بينها الشعر ،والأدب بعامة
5- الأثر المشرقي : فالقرن الخامس في الأندلس جاء بعد النهضة النقدية في المشرق على يد ابن طباطبا والآمدي والحاتمي والجرجاني ، وقد وصلت كتبهم إلى أيدي الأندلسيين ففتحت أمامهم مجال القول في النقد.
تاريخ النقد الأدبي عند العرب
نقد الشعر
من القرن الثاني حتى القرن الثامن الهجري
