معنى الأدب وأقسامه

أبو سالم

القلـــــم الرصيـــــن
إنضم
7 أبريل 2010
المشاركات
181
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
معنى الأدب :
يعنون بالأدب كل ما عبر عن معنى من معاني الحياة بأسلوب جميل ، فلا بد لعد الشيء أدباً من ركنين : معان لعاطفة وألفاظ جميلة أديت بها المعاني . فالنظريات الرياضية ونظريات الطبيعة والكيمياء ليست أدبا لأنها حقائق مجردة تخاطب العقل لا العاطفة . أما الأدب فيثير العاطفة من حزن وسرور وإعجاب وكره وازدراء وشفقة ونحوها . والحقائق العلمية إذا كانت في الأدب كان الغرض منها بعث الشعور لا سرد الحقائق فالنباتي مثلا إذا تكلم في النبات فغرضه أن يبين طبيعته وأوجه الشبه بينه وبين أمثاله و وظيفة كل جزء منه والتغيرات التي تطرأ عليه . أما الأديب فينظر إلى شجرة الورد مثلا ليلاحظ ما بين أجزائها من تناسب وتناسق ويرى أنها لم تخلق إلا لزهرتها الجميلة ولونها البديع .
كذلك لا بد في الأدب من صياغة وتعبير جميل فالمعنى إذا لم يصغ هذه الصياغة وعبر عنه تعبيرا سخيفا لا يسمى أدباً .

أقسام الأدب :

والأدب ينقسم إلى قسمين : شعر ، ونثر فني .

الشعر :

أول ما يلفت النظر في الشعر ما فيه من وزن وقافية وقد طغت هذه النظرة على كثير فعرّفوه " بأنه الكلام الموزون المقفى " ولكنه بهذا التعريف يشمل الكتب المنظومة في النحو وسائر العلوم . وبعضهم نظر إلى روح الشعر وموضوعه فعرّفه بأنه " فيضان من شعور قوي نبع من عواطف تجمعت في هدوء ".
والحق أن الشعر الصحيح لا بد فيه من ركنين :
1- إثارة الشعور
2- أوزانه الخاصة
فلو عرّف بأنه الكلام الموزون المقفى المنبعث عن عاطفة ، والمثير لعاطفة كان تعريفا أقرب إلى الصواب . وقد يطلق النثر الشعري أو الشعر المنثور على نوع من الأدب كان يكون شعرا لولا أنه فقد الوزن .
والوزن في الشعر كالنغم في الموسيقى وهو يعين على إثارة المشاعر ، لذلك كان المعنى الواحد إذا قيل مرة شعرا ومرة نثرا كان في الشعر أكبر أثرا ، بل ترى الشعر إذا حُل إلى نثر لم يكن له ذلك الأثر الشعري وليس لهذا من سبب إلا ما في الشعر من موسيقى .و هذه الأوزان في الشعر تسمى بحورا ، وهي نحو ستة عشر بحرا صُب فيها كل الشعر العربي إلا القليل ، وهي تختلف طولا وقصرا ، وتسمى أجزاؤها بالتفاعيل .
وللشعر خصائص : منها :
1- أوزانه وقوافيه ، كما تقدم
2- ومنها لغته .
فللشعر لغة غير لغة النثر وللشاعر ملكة يستطيع بها أن يتخير من ألفاظ اللغة ما يرى أنها أبعث على إثارة المشاعر ، وكذلك يستطيع بها أن يصبها في قوالب خاصة ، يتخيرها من التراكيب الكثيرة ، وكثيرا ما يحسن لفظ أو تركيب في النثر ولا يحسن في الشعر . ويتفاوت الشعراء في تلك المقدرة على الإفصاح ، ومن ثَمّ كان من المستحيل ترجمة شعر إلى شعر لأن الترجمة تذهب بما للشاعر من قدرته الفنية وطريقة أدائه ، والذي يترجم هو المعنى الذي تضمنه الشعر وما فيه من خيال فقط .
3- الشعر يخاطب العواطف .
بما عند الشاعر من لطف النظر ، أو اللقانة ، أو الإلهام . ولعل هذا هو الذي جعل شعراء العرب يعتقدون أن لكل شاعر شيطانا ينفث فيه الشعر .
4- والشعر مرآة كل عصر .
وديوان الأمم تسجل فيه حياتها و أفكارها ومشاعرها وهو أنواع مختلفة ليس هنا محل ذكرها .

النثر :

أما النثر فيراد به كل ما عدا الشعر ، فكلامنا في أحاديثنا وكتاباتنا نثر . ولكن كثيرا من النثر لا يعنى به الأدب ، إنما يعني الأدب بالنثر المصقول المنمق ، ولذلك خُص هذا النوع باسم ، وهو النثر الفني . ويتميز من الشعر بأنه لا يتقيد بوزن ولا قافية ، ومن ثَمّ كان الناثر أكثر مطالبة بترتيب الألفاظ والجمل ، والشعر أكثر ما يعتمد على عاطفة الشاعر وشعوره وخياله ، والنثر المنمق أكثر ما يعتمد على العقل والمنطق والمعاني ، ومن أجل هذا كان الشاعر يغذي المشاعر والخيال أكثر مما يغذي العقل ، وعلى العكس من ذلك النثر . ومن أجل هذا أيضا كانت مطالبة الناثر بمراعاة المنطق ، وتسلسل التفكير ، ووضوح المعاني أقوى . ومطالبة الشاعر بجمال اللفظ والمعنى وحسن الموسيقى وسمو الخيال أقوى .
والنثر الفني أنواع منها : الرسائل والمقالات . ومنها التاريخ الأدبي وتراجم الرجال . ومنها القصة ، ومن أهم أنواعه الخطابة ,

الخطابة :

هي نوع من النثر ، الغرض منه إقناع السامع بما يريده الخطيب ، ذلك أن الغاية من الخطبة إنارة أذهان السامعين في الموضوع الذي يتكلم فيه الخطيب ، وإثارة مشاعرهم حتى يشتركوا مع الخطيب في الشعور بما يشعر به وتوجيههم لما يريد من عمل .
ويقسمونها – عادة – إلى خطب سياسية وخطب دينية وخطب اجتماعية .
و لا بد للخطيب في جميع الأنواع من معرفة نفوس السامعين ، وعلم تام بالموضوع الذي يخطب فيه ، وقوة لسانية يستطيع بها أن يثير مشاعر السامعين ، ويدفعهم للعمل وفق ما يريد .
والخطابة عند العرب ركن عظيم من أركان أدبهم كما سيأتي بيانه ، وقد تفوق الجاهليون في الشعر أكثر من تفوقهم في النثر من خطب وأمثال ، والسبب في ذلك أن صناعة الشعر في الأمم تسبق صناعة النثر الفني ، لما ذكرنا من أن النثر الفني الأنيق أحوج إلى العقل والمنطق ، ولا تصل الأمة إلى هذه الدرجة حتى تمر بدور العواطف والخيال ، ولأن أجلى ما في مظاهر الحياة الاجتماعية في الجاهلية عواطفها من فخر بين القبائل ، ودعوة إلى الانتقام والأخذ بالثأر والتمدح بالكرم والغزل ، وهذه العواطف كلها إنما يعبر عنها أحسن تعبير الشعر ، لا النثر ، أما النثر فيعبر عن العقل الهادئ المفكر المثقف بالعلوم . وهذا ما لم يكن كثيرا في الجاهلية .

.................................................. ..

المفصل في تاريخ الأدب العربي : أحمد أمين وآخرين .
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
أخي الفاضل بوركت على ماطرحت من التعريف بالأدب والتفريق بينه وبين النثر ،وسلمت يمينك
أقدر لك هذا الجهد ،، شكراً لك ولاتفي
دمت بألق
/
أطيب تحية
فائق التقدير
 

أبو سالم

القلـــــم الرصيـــــن
إنضم
7 أبريل 2010
المشاركات
181
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
أخي الفاضل بوركت على ماطرحت من التعريف بالأدب والتفريق بينه وبين النثر ،وسلمت يمينك

أقدر لك هذا الجهد ،، شكراً لك ولاتفي
دمت بألق
/
أطيب تحية

فائق التقدير
شكرا لمروك الجميل وعباراتك الراقية
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
شكراً لك على الطرح الرائع
 
أعلى