يوميات صحفي - 3 - الشاعر العريس واللقاء التعيس !!

إنضم
6 يوليو 2007
المشاركات
1,636
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
[FONT=ae_AlHor]الشاعر العريس واللقاء النفيس !![/FONT]




[FONT=ae_AlHor] [/FONT]




[FONT=ae_AlHor] [/FONT]



دعوت أحد الشعراء المشهورين لإجراء حوار تلفزيوني على قناة الصحراء الفضائية عندما كنت أقدم برنامجاً على شاشتها ، فوافق على مضض ، تحت إصراري ، لكونه يستعد لزواجه الثاني ، ومن ثم حضر إلى الاستديو ، بعد أن ظهر في أجمل ما رأيته من قبل ، بغترته البيضاء المنشاة بثلاث علب نشاء !، وثوبه الملبى النيلي .
وقبل الحوار تمنى أن يكون الحوار من أجمل حواراته ، لكون الخطيبة الجديدة ستراه في أول طلة من خلال حوار تلفزيوني ، فاجتهد في هندامه ، ولعق شفاهه خمسين مرة قبل بدء اللقاء ، لإزالة آثار السجائر الرابض لونها على ( براطمه الزرقاء ) ، وقد أشغل المصورين قبل بداية التصوير لتوجيه المنتور ( الشاشة ) لرؤية شخصية الكوبرا التي جعلته كالصنم ، خوفاً من الحركة وتخريب الشخصية ، وقد مررت له كل ذلك رغبة في الاحتفاء بضيفي ، وظهوره بالمظهر اللائق .
بدأ الحوار ، وقد كان في قمة الأدب ، والأريحية ، وتصنع التواضع ، والأناقة ، والرقة ، والرومانسية ، رغم محاولة استفزازي له و ( تنقيز بلوفه ) ، إلا أنه كان هادئاً ، يوزع الابتسامات ، ويتالي الآهات الساحرات .
انتهينا من الحوار بعد ساعة كبيسة من الحوار الرومانسي الشاعري ، وقد بدا منتشياً ، لكون الحوار وافق توجهه في هذه الظروف ، شاكراً وممتناً ، ومعقباً : هل الشخصية كانت مضبوطة ؟!
فقلت له مداعباً : لو كنت رئيس تحرير لوضعتك فتى الغلاف ، فقال : وش ينقصني ، متبعينها بخاتمة من الضحك المشوب بالسخرية .
وهنا همس في اذني فني الصوت ، وقال : للأسف ! الصوت معطوب تماماً ، ولا بد من إعادة اللقاء كاملاً .
فنظرت إلى ضيفي الكريم ، مرسلاً له ابتسامة باهتة ، بعدها ما بعدها !! ، وقد قلت في نفسي : لقد ضيعنا أحلام هذا الشاعر بذلك الخطأ الفني المفجع ، فأخذت استجمع قواي الإقناعية لتبرير الخطأ ، فقلت : أرجو أن تتقبل مني هذا الخبر بكل روح رياضية ، الصوت معطوب تماماً ، لذا يجب إعادة اللقاء ، مع بالغ الشكر والاعتذار ،.
ولكن ضيفي أخذ يقهقه ، ويقول : الله يقطع شيطانك ، ما تخليك من حركات الكاميرا الخفية ، قديمة العب غيرها .
فقلت له الأمر حقيقة ، ولا مجال للمزح ، الصوت معطوب ، واللقاء لا بد من إعادته ، فعندما رأى الأمر فيه ما فيه من الجدية قال : أنا ماذا أقول لخطيبتي التي تنتظر بث اللقاء ، يعني من أول الأمر ستظن أنني كاذباً !! ، قلت : الأمر أبسط من ذلك ، وابشر بالعوض ، قال : والله لقد انسدت نفسي ، فحدد موعداً آخراً لإجراء اللقاء ، فوافقت بعد مفواضات مضنية لإعادة اللقاء ، وبالفعل بعد شهر من زواجه الثاني أتى إلى الاستديو لإعادة اللقاء موفياً بوعده ، ولكن في هذه المرة لم يشغل المصورين بتضبيط الشخصية ، ولم يرهق شفاياه الزرقاء بوابل اللعق ، وقد سار اللقاء كما توقعت له ، خاليا من الرومانسية ، والرقة ، والأناقة !!
 
التعديل الأخير:
أعلى