من التاريخ " خثعم والأحباش "

إنضم
11 أبريل 2011
المشاركات
35
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم



رأيت العجب العجاب ، فأردت الرد على " الكذاب " مع علمي بحدوث معركة شديدة ، وسقط من أول جولة على يد " الباحثين عن الحق " فشكراً لهم من القلب .

الجميع يعلم أن الحق ما شهد لك به غيرك لذلك يقال " القرد في عين أمه غزال " وقد تجده في عين آخرى " حمار " إلا إن شهدت بذلك عينٌ أخرى بأنه غزال .

ويقول الشاعر :

شَهِدَ الأَنَامُ بِفضْلِهِ حتى الْعِدَا = وَالْفَضْلُ مَا شَهِدَتْ به الأَعْدَاءُ

وهذا بيتٌ من قصيدة في رسولنا الكريم اللهم صلي وسلم عليه ، ولكني أحببت أن أستشهد بـ الشطر الأخير " والفضل ما شهدت به الأعداء ، ونحمد الله لا يوجد عداء بيننا فنحن إخوة في الإسلام متحابين متقاربين .


يقول الشاعر المبدع ابراهيم الشيخي الزهراني ( عرضة ) :

سلام يا عزوةٍ تاريخها من ذهب

من سابقات السنين وماضيات العصور

راجع بطولاتهم في ما روى بن هشام

ساعة توجهت للبيت الحرام العتيق

كم هي ضحاياك من خثعم يا جيش أبرهة



ويقول أحد شعراء خثعم مع عدم رضاي عن أول شطر :


لنا زودٍ على كل القبايل = نهارٍ ساق راع الفيل فيله


ونعم بالجميع من البحر إلى البحر .



قال في سيرة بن هشام :

ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خرج له ، حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قبيلي خثعم : شهران وناهس : ومن تبعه من قبائل العرب ، فقاتله فهزمه أبرهة ، وأخذ له نفيل أسيرا فأتي به فلما هم بقتله قال له نفيل : أيها الملك ، لا تقتلني فإني دليلك بأرض العرب ، وهاتان يداي لك على قبيلي خثعم : شهران وناهس بالسمع والطاعة ، فخلى سبيله .



قال وافي عفى الله عنه :

في الحقيقة لم يشارك أحداً خثعم في معركتهم مع الأحباش ودليل ذلك أن نفيل بن حبيب ضمن له قبائل خثعم " شهران وناهس " فلو أخل بذلك وهجم أحدٌ ممن شارك على جيش أبرهة من جديد سيقتل نفيل ، وما ضمانه على قبائله فقط إلا لأنها كانت وحيدة في هذه المعركة .



قال في سيرة بن هشام :

قال ابن إسحاق : فبعثوا معه أبا رغال يدله على الطريق إلى مكة فخرج أبرهة [ ص: 48 ] ومعه أبو رغال حتى أنزله المغمس ؛ فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك ، فرجمت قبره العرب ، فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس .



قال وافي عفى الله عنه :

لم يكن نفيل دليله إلى الكعبة وإنما كان دليله إلى بيتٍ لقبيلة ثقيف أما دليله الحقيقي لـ البيت الحرام هو أبو رغال لذلك رجمت العرب قبره وفيه يقول جرير :

إذا مات الفرزدق فارجموه = كرجمكم لقبر أبي رغال



قال في سيرة بن هشام :

فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة ، وهيأ فيله وعبى جيشه ، وكان اسم الفيل محمودا وأبرهة مجمع لهدم البيت ، ثم الانصراف إلى اليمن فلما وجهوا الفيل إلى مكة ، أقبل نفيل بن حبيب ( الخثعمي ) حتى قام إلى جنب الفيل ، ثم أخذ بأذنه . فقال : ابرك محمود ، أو ارجع راشدا من حيث جئت ، فإنك في بلد الله الحرام ثم أرسل أذنه

فبرك الفيل ، وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل ، وضربوا الفيل ليقوم فأبى ، فضربوا ( في ) رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى فأدخلوا محاجن لهم في مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبى ، فوجهوه راجعا إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى مكة فبرك فأرسل [ ص: 53 ] الله تعالى عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان ، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها : حجر في منقاره ، وحجران في رجليه ، أمثال الحمص والعدس ، لا تصيب منهم أحدا إلا هلك ، وليس كلهم أصابت .

وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا ، ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن ، فقال نفيل حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته :


أين المفر والإله الطالب والأشرم المغلوب ليس الغالب
قال ابن هشام : قوله : ليس الغالب عن غير ابن إسحاق . قال ابن إسحاق : وقال نفيل أيضا :


ألا حييت عنا يا ردينا نعمناكم مع الإصباح عينا
( أتانا قابس منكم عشاء فلم يقدر لقابسكم لدينا )
ردينة لو رأيت - ولا تريه لدى جنب المحصب ما رأينا
إذا لعذرتني وحمدت أمري ولم تأسي على ما فات بينا
حمدت الله إذ أبصرت طيرا وخفت حجارة تلقى علينا
وكل القوم يسأل عن نفيل كأن علي للحبشان دينا
[ ص: 54 ] فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون بكل مهلك على كل منهل ، وأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم تسقط ( أنامله ) أنملة أنملة ، كلما سقطت أنملة أتبعتها منه مدة تمث قيحا ودما ، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ، فيما يزعمون .

قال ابن إسحاق : حدثني يعقوب بن عتبة أنه حدث : أن أول ما رئيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام ، وأنه أول ما رئي بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعشر ذلك العام .





خاتمة


كان لهذه الوقعة وهذا النصر من الله على هؤلاء الوقع الشديد على قلوب العرب فبجلت هذا البيت أشد التبجيل لأن الله حماه من كيد الأحباش الأوباش ، أما عن خثعم فيكفيها أنها الوحيدة كـ ( قبيلة ) تصدت لأبرهة وقاومت بشدة مع أن النصر لم يكن لها وحليفها ولكن كان لها أثر في جيش أبرهة الأشرم .


ملاحظة : لا أريد أن أسرد نفس القصة من عدة مصادر لعدم وجود اختلاف شديد فيها بل الغالب على أنها نفس الرواية لدى الأغلب من رواة السنة سواء في التاريخ أو في التفسير ، لذلك سأكتفي بطرح المصادر التي روتها كما رواها بن هشام رحمه الله .


المصادر :

1- سيرة بن هشام
2- المفصل في التاريخ قبل الإسلام
3- رحاب البيت العتيق
-4 تفسير القرآن العظيم
5- دروس للشيخ عائض القرني
6- تاريخ الطبري
7- البداية والنهاية
8- تاريخ الوصايا والملوك



وغيرها الكثير ولكن أظن أن هذه تكفي


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

صقر تهامة

مراقب منتديات بني مالك
إنضم
11 مايو 2007
المشاركات
14,149
مستوى التفاعل
172
النقاط
63
الإقامة
الجنوب
الموقع الالكتروني
www.banimalk.net
لاهنت
القصة مشهورة تاريخيا ولو لم تكن مشهورة لناقشتك فيها
هههه
تحياتي
 

بيرق بجيله

مراقب سابق
إنضم
29 نوفمبر 2007
المشاركات
4,910
مستوى التفاعل
44
النقاط
48
الإقامة
في قلبـــ بجيله ـــ
يعطيك العافيه اخوي وافي العارف والمعروف لا يعرف وانتم معروفين بنسبكم وتاريخكم الضارب بجذوره في عمق التاريخ.


لاهنت ياوافي وبيض الله وجهك.


دمت بود.
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
شكراً لصاحب الموضوع ولكل من شارك في النقاش​
 
أعلى