( قصة الصعلوكين الفاتكين : ثمامة بن المستنير السلمي , و معاوية بن الحارث الجشمي , مع البجلي ووفائه معهما )
• وأما (ثمامة) بن المستنير السلمي ثم الظفري و (معاوية) بن الحارث الجشمى فان ثمامة كان أدهى العرب وأشدها نفسا وأشجعها.
وكان يغزو على رجليه ويشترط لمن غزا معه أنى لا أعصيك إذا أمرتني ولا تعصيني إذا أمرتك ".
فكان لا يغزو معه احد فيرجع حتى يقتل فمكث يغزو وحده ثم أن معاوية بن الحارث الجشمى احد بني جشم ابن معاوية خرج حتى أتى ثمامة في منزله فقال: " أنى أريد الغزو معك ".
فقال: " أما انه قد حان غزوي.
ولكن الغزو معي شديد فهل لك في خير من ذلك ؟ " قال: " وما هو ؟ " قال: " أعطيك قطعة من مالي تغنيك وترجع إلى اهلك ".
قال: " من هذا فررت ولكني اخرج معك في غزوك ".
قال: " انه من خرج / معي لم يعصني في شئ آمره به وان كانت هلكته فيه.
ولم اعصه في شئ وان كانت هلكتي فيه ".
قال: " فذاك لك.
" فخرجا على أرجلهما حتى سلكا في بلاد بجيلة فأصبحا ذات يوم في بعض أرضهم، فدخلا في غار ليمسيا وينطلقا.
فبينا هما في ذلك الغار إذا هما برجل موف على قرن جبل ينادى بغوثه.
فقال احدهما لصاحبه: " أتراه علم بمكاننا " وجعل الناس يثوبون إليه حتى كثروا عنده وهما ينظران ويسمعان.
حتى إذا رضي بمن اجتمع إليه قال: " ألا تسمعون ؟ أنى قد قفوت اثر رجلين جازا الوادي البارحة وقد ظننت انه اثر ثمامة بن المستنير وصاحب له.
فاحذروا على انفكسم ومواشيكم ولا تسرحن ماشية إلا ومعها ناس.
ولا يخرجن رجل وحده حتى تأمنوا هذا الخبيث ويخرج من بلادكم.
" ثم انصرف وانصرف الناس فقال ثمامة لصاحبه: " هل رأيت رجلا اثبت بصرا ولا أحزم وصية من هذا ؟ " قال: " ما رأيت مثله.
" قال: " فانطلق فأتني به.
" قال: " ما هذا ؟ وكيف آتيك به ؟ فوالله ما في العرب مثله.
" فقال ثمامة: " هو ذاك ما بد من أن تأتيني به.
ولو بدأت فأمرتني ان آتيك بن لجئت به أو مت دونه.
" فخرج معاوية من الغار وأخذ سيفه.
فانطلق حتى إذا كاد يطلع على الحي دفن سيفه وراء قفارة تحول بينه وبين الحي.
ثم أقبل يمشى يتخلل البيوت ويسأل عن بيت سيدهم، ويدلونه حتى انتهى إلى الرجل المتكلم بما تكلم به نفسه فجلس إليه / فقال: " أنا رجل من جهينة من قضاعة.
ومعي أب شيخ كبير وأم لي عجوز وأخت.
ومعنا مالنا.
وقد أردنا الجوار فيكم.
فأجرنا.
" قال البجلي : قد أجرتكم.
قال: " فاجعل لي حرمة بك.
" فقدم إليه تمرا.
فأكل منه ثم قال له: " إن أبى لا يصدقني ولا تطمئن نفسه إلى قولي.
فهل لك أن تنطلق معي إليه فيراك ؟ " قال: افعل.
فانطلق معه.
حتى إذا توارى بالقفارة ابتحث السيف ثم قال، " والله لاضربن به رأسك أو لتنطلق حيث امضى بك ".
فخرج به
يسوقه حتى صار به إلى الغار فقال: " فدخل معه فأجلسه إلى جنب ثمامة فقال: " دونك ".
فقال الرجل البجلى: " وأنت ثمامة ؟ " قال: " نعم انا ثمامة ".
قال: أراني احذر الناس منك ووقعت في يدك ! قال ثمامة: " إفد نفسك ".
قال: " نعم لكما سبعون ناقة ".
قال: " فأعطنا عهدا لتجمعنها إلى أن نمر بك راجعين واعطنا أمانا عليك حتى
نخرج من بلدك وأمانا حين نرجع إليك ".
قال: " لكما بذلك الله.
" فخرجا فمضيا لوجههما فأصابا مالا ثم رجعا فمرا على البجلى فأخذا منه سبعين ناقة فخرجا يسوقان ذلك كله.
( ................... بقية القصة في المصدر كتاب المحبر لمحمد بن حبيب النسابة
( أبو جعفر محمد بن حبيب بن أمية البغدادي (المتوفى : 245هـ)
• وأما (ثمامة) بن المستنير السلمي ثم الظفري و (معاوية) بن الحارث الجشمى فان ثمامة كان أدهى العرب وأشدها نفسا وأشجعها.
وكان يغزو على رجليه ويشترط لمن غزا معه أنى لا أعصيك إذا أمرتني ولا تعصيني إذا أمرتك ".
فكان لا يغزو معه احد فيرجع حتى يقتل فمكث يغزو وحده ثم أن معاوية بن الحارث الجشمى احد بني جشم ابن معاوية خرج حتى أتى ثمامة في منزله فقال: " أنى أريد الغزو معك ".
فقال: " أما انه قد حان غزوي.
ولكن الغزو معي شديد فهل لك في خير من ذلك ؟ " قال: " وما هو ؟ " قال: " أعطيك قطعة من مالي تغنيك وترجع إلى اهلك ".
قال: " من هذا فررت ولكني اخرج معك في غزوك ".
قال: " انه من خرج / معي لم يعصني في شئ آمره به وان كانت هلكته فيه.
ولم اعصه في شئ وان كانت هلكتي فيه ".
قال: " فذاك لك.
" فخرجا على أرجلهما حتى سلكا في بلاد بجيلة فأصبحا ذات يوم في بعض أرضهم، فدخلا في غار ليمسيا وينطلقا.
فبينا هما في ذلك الغار إذا هما برجل موف على قرن جبل ينادى بغوثه.
فقال احدهما لصاحبه: " أتراه علم بمكاننا " وجعل الناس يثوبون إليه حتى كثروا عنده وهما ينظران ويسمعان.
حتى إذا رضي بمن اجتمع إليه قال: " ألا تسمعون ؟ أنى قد قفوت اثر رجلين جازا الوادي البارحة وقد ظننت انه اثر ثمامة بن المستنير وصاحب له.
فاحذروا على انفكسم ومواشيكم ولا تسرحن ماشية إلا ومعها ناس.
ولا يخرجن رجل وحده حتى تأمنوا هذا الخبيث ويخرج من بلادكم.
" ثم انصرف وانصرف الناس فقال ثمامة لصاحبه: " هل رأيت رجلا اثبت بصرا ولا أحزم وصية من هذا ؟ " قال: " ما رأيت مثله.
" قال: " فانطلق فأتني به.
" قال: " ما هذا ؟ وكيف آتيك به ؟ فوالله ما في العرب مثله.
" فقال ثمامة: " هو ذاك ما بد من أن تأتيني به.
ولو بدأت فأمرتني ان آتيك بن لجئت به أو مت دونه.
" فخرج معاوية من الغار وأخذ سيفه.
فانطلق حتى إذا كاد يطلع على الحي دفن سيفه وراء قفارة تحول بينه وبين الحي.
ثم أقبل يمشى يتخلل البيوت ويسأل عن بيت سيدهم، ويدلونه حتى انتهى إلى الرجل المتكلم بما تكلم به نفسه فجلس إليه / فقال: " أنا رجل من جهينة من قضاعة.
ومعي أب شيخ كبير وأم لي عجوز وأخت.
ومعنا مالنا.
وقد أردنا الجوار فيكم.
فأجرنا.
" قال البجلي : قد أجرتكم.
قال: " فاجعل لي حرمة بك.
" فقدم إليه تمرا.
فأكل منه ثم قال له: " إن أبى لا يصدقني ولا تطمئن نفسه إلى قولي.
فهل لك أن تنطلق معي إليه فيراك ؟ " قال: افعل.
فانطلق معه.
حتى إذا توارى بالقفارة ابتحث السيف ثم قال، " والله لاضربن به رأسك أو لتنطلق حيث امضى بك ".
فخرج به
يسوقه حتى صار به إلى الغار فقال: " فدخل معه فأجلسه إلى جنب ثمامة فقال: " دونك ".
فقال الرجل البجلى: " وأنت ثمامة ؟ " قال: " نعم انا ثمامة ".
قال: أراني احذر الناس منك ووقعت في يدك ! قال ثمامة: " إفد نفسك ".
قال: " نعم لكما سبعون ناقة ".
قال: " فأعطنا عهدا لتجمعنها إلى أن نمر بك راجعين واعطنا أمانا عليك حتى
نخرج من بلدك وأمانا حين نرجع إليك ".
قال: " لكما بذلك الله.
" فخرجا فمضيا لوجههما فأصابا مالا ثم رجعا فمرا على البجلى فأخذا منه سبعين ناقة فخرجا يسوقان ذلك كله.
( ................... بقية القصة في المصدر كتاب المحبر لمحمد بن حبيب النسابة
( أبو جعفر محمد بن حبيب بن أمية البغدادي (المتوفى : 245هـ)
التعديل الأخير: