قصة وفاء , ( بجلي ) مع أعدائه .. لم يسمع بمثلها ,,!

جبل عمد

Moderator
إنضم
28 فبراير 2008
المشاركات
1,534
مستوى التفاعل
19
النقاط
38
( قصة الصعلوكين الفاتكين : ثمامة بن المستنير السلمي , و معاوية بن الحارث الجشمي , مع البجلي ووفائه معهما )

وأما (ثمامة) بن المستنير السلمي ثم الظفري و (معاوية) بن الحارث الجشمى فان ثمامة كان أدهى العرب وأشدها نفسا وأشجعها.
وكان يغزو على رجليه ويشترط لمن غزا معه أنى لا أعصيك إذا أمرتني ولا تعصيني إذا أمرتك ".
فكان لا يغزو معه احد فيرجع حتى يقتل فمكث يغزو وحده ثم أن معاوية بن الحارث الجشمى احد بني جشم ابن معاوية خرج حتى أتى ثمامة في منزله فقال: " أنى أريد الغزو معك ".
فقال: " أما انه قد حان غزوي.
ولكن الغزو معي شديد فهل لك في خير من ذلك ؟ " قال: " وما هو ؟ " قال: " أعطيك قطعة من مالي تغنيك وترجع إلى اهلك ".
قال: " من هذا فررت ولكني اخرج معك في غزوك ".
قال: " انه من خرج / معي لم يعصني في شئ آمره به وان كانت هلكته فيه.
ولم اعصه في شئ وان كانت هلكتي فيه ".
قال: " فذاك لك.
" فخرجا على أرجلهما حتى سلكا في بلاد بجيلة فأصبحا ذات يوم في بعض أرضهم، فدخلا في غار ليمسيا وينطلقا.
فبينا هما في ذلك الغار إذا هما برجل موف على قرن جبل ينادى بغوثه.
فقال احدهما لصاحبه: " أتراه علم بمكاننا " وجعل الناس يثوبون إليه حتى كثروا عنده وهما ينظران ويسمعان.
حتى إذا رضي بمن اجتمع إليه قال: " ألا تسمعون ؟ أنى قد قفوت اثر رجلين جازا الوادي البارحة وقد ظننت انه اثر ثمامة بن المستنير وصاحب له.
فاحذروا على انفكسم ومواشيكم ولا تسرحن ماشية إلا ومعها ناس.
ولا يخرجن رجل وحده حتى تأمنوا هذا الخبيث ويخرج من بلادكم.
" ثم انصرف وانصرف الناس فقال ثمامة لصاحبه: " هل رأيت رجلا اثبت بصرا ولا أحزم وصية من هذا ؟ " قال: " ما رأيت مثله.
" قال: " فانطلق فأتني به.
" قال: " ما هذا ؟ وكيف آتيك به ؟ فوالله ما في العرب مثله.
" فقال ثمامة: " هو ذاك ما بد من أن تأتيني به.
ولو بدأت فأمرتني ان آتيك بن لجئت به أو مت دونه.
" فخرج معاوية من الغار وأخذ سيفه.
فانطلق حتى إذا كاد يطلع على الحي دفن سيفه وراء قفارة تحول بينه وبين الحي.
ثم أقبل يمشى يتخلل البيوت ويسأل عن بيت سيدهم، ويدلونه حتى انتهى إلى الرجل المتكلم بما تكلم به نفسه فجلس إليه / فقال: " أنا رجل من جهينة من قضاعة.
ومعي أب شيخ كبير وأم لي عجوز وأخت.
ومعنا مالنا.
وقد أردنا الجوار فيكم.
فأجرنا.
" قال البجلي : قد أجرتكم.
قال: " فاجعل لي حرمة بك.
" فقدم إليه تمرا.
فأكل منه ثم قال له: " إن أبى لا يصدقني ولا تطمئن نفسه إلى قولي.
فهل لك أن تنطلق معي إليه فيراك ؟ " قال: افعل.
فانطلق معه.
حتى إذا توارى بالقفارة ابتحث السيف ثم قال، " والله لاضربن به رأسك أو لتنطلق حيث امضى بك ".
فخرج به
يسوقه حتى صار به إلى الغار فقال: " فدخل معه فأجلسه إلى جنب ثمامة فقال: " دونك ".
فقال الرجل البجلى: " وأنت ثمامة ؟ " قال: " نعم انا ثمامة ".
قال: أراني احذر الناس منك ووقعت في يدك ! قال ثمامة: " إفد نفسك ".
قال: " نعم لكما سبعون ناقة ".
قال: " فأعطنا عهدا لتجمعنها إلى أن نمر بك راجعين واعطنا أمانا عليك حتى
نخرج من بلدك وأمانا حين نرجع إليك ".
قال: " لكما بذلك الله.
" فخرجا فمضيا لوجههما فأصابا مالا ثم رجعا فمرا على البجلى فأخذا منه سبعين ناقة فخرجا يسوقان ذلك كله.



( ................... بقية القصة في المصدر كتاب المحبر لمحمد بن حبيب النسابة
( أبو جعفر محمد بن حبيب بن أمية البغدادي (المتوفى : 245هـ)
 
التعديل الأخير:

صقر تهامة

مراقب منتديات بني مالك
إنضم
11 مايو 2007
المشاركات
14,149
مستوى التفاعل
172
النقاط
63
الإقامة
الجنوب
الموقع الالكتروني
www.banimalk.net
اهلا ياجبل عمد

كما يقال ((رماه حظه الردي))

فقد كان طيب القلب حنونا مشفقا على هذا الصعلوك المخادع ولكن يقال (الحرب خدعة)
ويتضح من القصة ان بجيلة قبيلة ترحب بالجار وتجيره منذو الجاهلية .


شكرا لك
 

سعيد القسري

عضو شرف
إنضم
2 نوفمبر 2007
المشاركات
1,744
مستوى التفاعل
52
النقاط
48
اهلا جبل عمد موضوع شيق ويوافق قول الشاعر زهير بن ابي سلمى
ومن يجعل المعروف في غير اهله - يفره ومن لايتقي الشتم يشتم
ابو طارق
 

جبل عمد

Moderator
إنضم
28 فبراير 2008
المشاركات
1,534
مستوى التفاعل
19
النقاط
38
اهلا ياجبل عمد

كما يقال ((رماه حظه الردي))

فقد كان طيب القلب حنونا مشفقا على هذا الصعلوك المخادع ولكن يقال (الحرب خدعة)
ويتضح من القصة ان بجيلة قبيلة ترحب بالجار وتجيره منذو الجاهلية .


شكرا لك

أهلاً يا صفر تهامة :

وأيضاً أخي العزيز .. يتضح وفاء بلا حدود لدى البجلي , فقد كان بإمكانه عندما , أفلت من اللصين ألا يفى بما وعدهما به , وكان بإمكانه أن يخدع اللصين ويقضي عليهما عندما عادا لأخذ ما وعدهما به.
ولكن ... يقف الانسان مندهشاً .. لعفو ذلك الرجل البجلي عند مقدرته .. ووفائه بوعده ,
( والعفو والوفاء من شيم الكرام )

شكرأ أخي العزيز .
 

جبل عمد

Moderator
إنضم
28 فبراير 2008
المشاركات
1,534
مستوى التفاعل
19
النقاط
38
اهلا جبل عمد موضوع شيق ويوافق قول الشاعر زهير بن ابي سلمى
ومن يجعل المعروف في غير اهله - يفره ومن لايتقي الشتم يشتم
ابو طارق

حياك الله يا أبا طارق

ومشكور على مرورك وإضافتك الجميلة الهادفة , ويبدو أن ذلك البجلي لم يسمع بحكمة زهير الأخرى :

ومن لم يذدْ عن حوضه بسلاحه *** يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم

أو أنه سمعها ولم تكن له نفس فلسفة زهير , في الظلم , كما أننا لم نوافق زهير في فلسفته للحياة والموت عندما قال :


رأيت المنايا خبط عشواء من تصب *** تمته ومن تخطي يعمر فيهرم

فلكل أجل كتاب .

أكرر شكري لك يا أبا طارق .
 
إنضم
6 يوليو 2008
المشاركات
68
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
الإقامة
قلو ب اصدقا ئي
اي كرم اخلاق يتمتع به البجلي قمه الوفاء بالوعد ولو مع من غدر وخان ثبوت على المبادئ
00000مشكور يالغالي على توثيق مثل هده القصه المشرفه 00وتقبل احترامي وتقديري:i4: :i3i:
 

τ и α н є ә ḏ

Well-Known Member
إنضم
20 يونيو 2008
المشاركات
3,903
مستوى التفاعل
94
النقاط
48
العمر
34
الإقامة
мч Đяєαмѕ
08951dad59.gif
 
إنضم
6 مايو 2012
المشاركات
129
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قد قيل : (الحزم هو سوء الظن) ليت البجلي كريم النفس الناصح لقومه عمل بالحزم , وهو والله مما أوصي به وخاصة في هذا الزمان فأمثال ثمامة وقرينه موجودون في كل عصر ولكن الأسماء تختلف, فالحزم الحزم يارجال باستصحاب الفراسة والاستدلال بالقرائن من معرفة حال الرجل والتثبت مما يقول .
بارك الله فيك أخي جبل عمد
 

جبل عمد

Moderator
إنضم
28 فبراير 2008
المشاركات
1,534
مستوى التفاعل
19
النقاط
38
قد قيل : (الحزم هو سوء الظن) ليت البجلي كريم النفس الناصح لقومه عمل بالحزم , وهو والله مما أوصي به وخاصة في هذا الزمان فأمثال ثمامة وقرينه موجودون في كل عصر ولكن الأسماء تختلف, فالحزم الحزم يارجال باستصحاب الفراسة والاستدلال بالقرائن من معرفة حال الرجل والتثبت مما يقول .
بارك الله فيك أخي جبل عمد

حياك الله أخانا (ماجد بن عيد )
كما أحييت هذا الموضوع الذي كتبته قبل حوالي الأربع سنوات !
وصدقت .. ( الحزم سوء الظن ) قول مأثور .. قيل أنه للخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ولا أرى البجلي إلاّ حازما ؟! فقد حذر قومه .. ولكن نجدته وشهامته وإجارته للرجل .. قادته لما وقع فيه ؟!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وها أنا ذا .. اهتبل الفرصة المناسبة !!
لاستكمال القصة , فقد قلت في بداية الموضوع ( ............. بقية القصة في كتاب المحبر لمحمد بن حبيب النسابة المتوفى : 245هـ )

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي (تالي)القصة نتعرف على كيفية مقتل اللصين ( معاوية وثمامة )
بعد أن تقاسما الغنية ؟!
فيا ترى من قتلهما ؟!!
هذا ما ستعرفه بعد قراءة الأسطر أدناه !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وأقبل حراضة بن الحارث الجشمي أخو معاوية بن الحارث الذي
مع ثمامة ... حتى تضيّف أهل ثمامة. فسألهم عن أخيه ؟!
فقالوا: " خرج مع ثمامة.
ولا والله! ما خرج معه أحدا الا قتل "
فأمهل حتى إذا امسى .. !!
عدا على أخي ثمامة فقتله وانطلق.
وأقبل ثمامة وصاحبه يسوقان غنيمتهما حتى إذا دخلا في بلاد بنى سليم .
قال ثمامة لمعاوية:
" أمنت الآن. فسق الإبل متئدا ".
وجلس ثمامة على ناقة من الإبل / فقدم على أهله
فلما رأوه قاموا يبكون !
فقال: " ما شأنكم؟ "!!
قالوا: قَتَلَ أخو الجشمي الذي معك أخاك !!
وقصوا عليه القصة.
فقال: " اسكتوا ولا يخرجن من الحي أحد ".
وكر راجعا
حتى طلع على صاحبه الجشمي وهو في الإبل وهو يريد ان يقتله فلما رآه الجشمي قال :
" مكانك لا تقدم ما شأنك؟ وما الذي ردك؟ "
قال:
" قدمت الحي فوجدتهم سالمين وخشيت ان يسفه عليك سفيه من الحي فأقبلت إليك لنكون معا .
قال: لا والله ما هذا ردك وقد خرجت من عندي بوجه ورجعت بغيره. وما يعلم الله انك تدنو إلى إلا على أمر صدق اعرفه.
" قال: " لا كذب قتل أخوك أخي
" قال " فجئت لتقتلني.
أعطني عهدا وتقرب حتى تقضى إلى واقضى إليك ".
فتعاهدا ثم دنوا. فاقتسما الإبل بأمان حتى يخرج الجشمي من بلادهم ويلحق ببلده فلما اقتسما قال له ثمامة :
" هل ترى الناقة التي في إبلك التي ضربها الفحل أمس؟ أنت آمن منى حتى تضع ما في بطنها. "
وخرج الجشمي يسوق إبله حتى قدم على أخيه فعاب عليه ما صنع.
وأقاما حتى إذا رأى الناقة تولد !!
قال لأخيه: " يا حراضة ثمامة والله في رأيي ينر إلى هذه الناقة الساعة.
وقد كان أمان بيني وبينه إلى أن تضع وقد تحين ثمامة ولاد الناقة ".
فخرج ثمامة هو وأخ له حتى نزلا من الوادي قريبا فهما ينظران.
فلما امسى الجشمي وأخوه تحارسا فنام معاوية أول الليل
وحرسه حراضة فلم يمكث حراضة الا قليلا حتى نام وذلك بعين ثمامة فقال ثمامة لأخيه :
" أثبت / مكانك " واقبل ثمامة يمشى رويدا حتى مر بحراضة وهو نائم فدخل إلى الخباء فضرب معاوية بالسيف في وسطه !!
ثم كر سريعا إلى أخيه فقال :
" اركب فقد قتلت الرجل. "
وقال معاوية لأخيه حراضة حين اصابه السيف :
" اسع في الوادي ودعني. " فخرج يسعى. وأخذ معاوية سيفه فدنا من باب الخباء ورجا أن يرجع ثمامة ثانية.
فقال أخو ثمامة حين رأى حراضة يسعى في الوادي:
" والله ما أراك قتلت الرجل أرى أخاه يسعى في الوادي يريد ان يستغيث. وأراك جرحت الرجل فكر عليه فإنك الا تكن قتلته فقد أثبته فذفف عليه.
" فكر ثمامة وقد جلس معاوية بحشاشته. ومعه السيف رجاء رجوع ثمامة فلما دخل ثمامة إلى الخباء ضربه معاوية فصرعه فقال ثمامة:
" أخوك نؤمة وأخي لؤمة.
اجرْ لي أخي .. ومر قومك يدفنوني وإياك في قبر واحد ؟؟!!​

. " فقال دريد بن الصمة الجشمي يذكر ذلك:

لعمرك ما آسى حراض ابن أمه * على النصف من شطر الكلاءة قائم
تطاول حرب الليل عن قدر ظنه * فنام وهذا آمن الفتك نائم
فيا خطة راثت عليك ونى لها * ثمامة يرعاها على السيف جاثم
فقام إليه السبع يختل ظله * وفى كفه صافي الحديدة صارم
فأمكن حد السيف مرجع خصمه * وكر يسادي الخطو والشخص قائم
فآب إلى جيب نصيح فلامه * ومن سرر الجيب النصيح الملاوم
فقال له: عد تشف نفسا ولا تكن * على ظنة منها وللحزم لائم
فقلده لما تبين شخصه * بضربة ثار لم تخنها العزائم
 
التعديل الأخير:
أعلى