في اللغة العربية.. ظاهرة "مناسَبَة الألفاظ للمعاني

أريج الروح

مراقبة المنتديات العامة
إنضم
28 ديسمبر 2017
المشاركات
11,395
مستوى التفاعل
2
النقاط
38


في اللغة العربية.. ظاهرة "مناسَبَة الألفاظ للمعاني"


7e670fc0-c547-4db4-8cd3-3b2362076f0d_16x9_1200x676.jpg


المصدر: القافلة - نجاح طلعت

تنبّه علماء العربية القدماء إلى ظاهرةٍ في اللغة العربية أسموها "مناسَبَة الألفاظ للمعاني"، فقال الخليل بن أحمد الفراهيدي: "وكأنّهم توهّموا في صوت الجُندب استطالةً فقالوا "صَرَّ"، وفي صوت البازي تقطيعاً فقالوا: صَرْصرَ".
ولاحظوا من هذا القبيل أيضاً أنّ المصادر التي جاءت على وزن فَعَلان، مثلاً، تدلّ على الاضطراب والحركة نحو: غَثَيان، غَلَيان، نقَزان... ولاحظوا أنّ المصادر الرُّباعيّة المضَعفّة تدلّ على التكرار نحو: الزَعْزعة، والقلْقَلَة، والجَرْجَرَة، والقَرْقَرَة... وغير ذلك من حكاية الأصوات.
ولعلّ من أفضل الأمثلة على أنّ لأصوات الحروف في اللغة العربيّة وقعاً وتأثيراً خاصاً في السمع والنفس ما ورد في وصف الأسد لأبي زُبَيد الطائيّ، وكان ذلك عندما سأله الخليفة عُثمان بن عفّان -رضي الله عنه- عن سبب إكثاره من الحديث عن الأسد في مجالسه وفي أشعاره. فقصّ عليه قصّة طلوع الأسد من وادٍ عليه هو وصحبه، وفتكه بأحدهم؛ وأفصح عن أنّ ذاك الخوف من الأسد ما زال يتجدّد ويتردّد في قلبه. وفي الفقرة الآتية نجتزئ بعضاً من قصّة أبي زبيد، حيث أتى وصفه للأسد عجيباً في مؤثّراته السَمعية والبَصريّة اللغوية، مما حمل الخليفة على إسكاته ممازحاً!! وإخبار الحادثة موجود في كتاب الأغاني وقد اجتزأنا منه الفقرة الآتية:
"..... فما لبثَ أقصى الخيلِ أنْ جالَ، ثم حَمْحَمَ فبالَ، فتضعضعت الخيلُ، وتكَعْكعت الإبْلُ، وتقهقرت البِغال، وأقبل أبو الحارث من أُجمته، فضرب بيده فأرهَجَ، وكشَّر فأفرجَ عن أنيابٍ كالمعاولِ مَصقولة، غير مَفلولة، وفمٍ أشدَقَ كالغار الأجوف؛ ثمّ تَمطّى فأسرع بيديه، وحَفزَ وِركَيْهِ بِرجليه، حتى صار ظلّه مِثْلَيْهِ؛ ثمّ أقْعى فاقْشعَرَّ، ثمّ مَثَلَ فاكفهَرَّ، ثمّ تجهَّم فازبأرَّ. فلا، والذي بيتُه في السّماء، ما اتّقيناه إلّا بأوّل أخٍ لنا من فزارة، كان ضخم الجُزارة، فوَقصَهُ ثم نفَضَهُ نَفْضةً فقَضْقَض مَتنيه، فجعل يَلَ في دمه. فهَجْهَجْنا به، فكَرَّ مُقشَعرّاً بزُبْرَتِه، ثم نهَمَ ففرْفَرَ، ثم زفَرَ فبَرْبَرَ، ثم زَأرَ فجَرْجَرَ، ثمَّ لَحَظَ، فوالله لخِلتُ البرقُ يتطايرُ من تحتِ جُفونه، مِن عن شماله ويمينه، فأُرعِشَت الأيدي، واصْطكَّت الأرجل، وأَطَّت الأضلاع، وارتجَّت الأسماع، وشَخصَت العيون، وتَحقّقت الظّنون، وانْخزلتِ المُتون....

فما كان من الخليفة عثمان -رضي الله عنه- إلا أن صاح به: اسكتْ! قطعَ الله لسانك! فقد أرْعَبت قلوبَ المُسلمين!.

**حقوق النشر محفوظة لمجلة القافلة، أرامكو السعودية
 

ريحانة بجيله

Active Member
إنضم
18 فبراير 2018
المشاركات
5,428
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
جزاك الله خير

وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكرا لك على المشاركة الرائعة
 

أريج الروح

مراقبة المنتديات العامة
إنضم
28 ديسمبر 2017
المشاركات
11,395
مستوى التفاعل
2
النقاط
38

شكرا اخي اسير على مرورك الطيب
جزاك الله خيرا
4c05329a.gif
 
أعلى