صقر تهامة
مراقب منتديات بني مالك
- إنضم
- 11 مايو 2007
- المشاركات
- 14,149
- مستوى التفاعل
- 172
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الجنوب
- الموقع الالكتروني
- www.banimalk.net
لم يكن تفرقهم نابعا عن ذل ، بل هي العزة وقوة الشكيمة والشجاعة والأنفة التي نشأ عليها أجدادنا ، لم يكونوا ملوكا على الاقطار في الجاهلية فلم يكونوا يتبعون للقياصرة والاكاسرة بل كان ملكهم على انفسهم وعلى بلادهم ، كانت السيادة عليهم من ابنائهم انفسهم ، ليس لهم مرجع رومي او فارسي يعودون إليه .
قبايل بجيلة (بني مالك) منذو تكونهم كقبيلة إلى جانب إخوانهم في النسب (خثعم) وهم يخوضون الكثير من المعارك والحروب التي لم تهدأ أبدا على مدى آلاف السنين الا بعد أن أعلنت الدولة السعودية الثالثة على يد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله ، في الجاهلية خاضوا أشرس المعارك كحروبهم الشهيرة فيما بينهم ، فقد تقاتلت بطون بجيلة بشكل فضيع ، حتى انه لم يبق من بعض البطون الا أربعون رجلا وهم كانوا كثيري العدد ، شديدي البأس ، وكانت القبيلة المهزومة والتي تفشى فيها القتل تذهب لتتحالف مع قبائل أخرى ، فتأتي معها ويحصل قتل ذريع آخر وهكذا ، وإضافة إلى حروب قبائل بجيلة فيما بينها حدثت حروبهم الشهيرة مع القبائل المجاورة وغير المجاورة ، مثل معركة بجيلة مع إخوانهم بالنسب خثعم (للأسف) ومعركتهم الشديدة مع قبيلة كلب بن وبرة ومعركتهم الشهيرة مع قبيلة سليم ومعركتهم مع إحدى قبائل العرب البائدة ذات البأس الشديد وهم بنو ثابر الذين كانوا مقيمين في تهامة .
بقيت قبائل بجيلة عزيزة الجانب قوية الشكيمة شديدة البأس رغم مامرت به من مراحل فاصلة ورغم ماخسروه من ألوف الرجال في ساحات المعارك ، كل هذه المعارك أدت إلى قلتهم وهجرة الكثير منهم ، وماهي الا أزمنة بسيطة حتى أتى حلفاؤهم من قبائل بني عامر (سبيع واخوانهم) لطلب المساعدة في معركة جبلة التاريخية _والتي سنتحدث عنها مستقبلا_ فنهض ماتبقى من بجيلة الى مساندة حلفائهم ، حتى كان عددهم هائلا ، وكان مع كل بطن من بطون عامر بطن من بجيلة ، الا أن قبائل بني مالك البجلية (بنو قسر) تعذروا عن المشاركة بسبب حروب طاحنة كانت تدور فيما بينهم .
وهكذا تذهب الايام والسنون والعقود والقرون وقبيلتنا الكريمة تنافح يمنة ويسرة ، فما إن تخرج من حرب حتى تدخل في الاخرى اما حماية لارضها او بسبب خلافات سياسية او بسبب حلفهم مع قبائل اخرى ، حتى أتى عصر الإسلام فنهضوا كالأسود لمساندة المسلمين ولنشر الإسلام ولجعل كلمة الله هي العلياء ، فأتى جرير بوفد قوامه 150 رجلا وأتى قيس بن عزرة بوفد قوامه 250 رجلا ، وأتى غيرهم بالوفود كوفد بني قيس البجليين ووفادة أسد بن كرز ، كلهم يقدمون الإستعداد ببذل الأرواح والأموال ، وهكذا تتحقق أمانيهم ، فسطروا في تاريخ المسلمين أروع المواقف ، وخرج منهم الفرسان وولاة الاقطار والأمصار وعلماء الديار والمشاهير الأبرار من رواة الحديث الأخيار ، قادوا الجيوش ولقنوا الفرس والروم الدروس ، ولكن هذه المواقف المشرفة جعلتهم يدفعون ضرائب أخرى كالتي كانت في الجاهلية فقد فقدوا المئات والآلاف من رجالهم ، وهاجرت الكثير من بطونهم ، ولم يعد منهم الا القليل ولكن هذا لايؤسفنا بقدرما يفرحنا انهم كانوا مجاهدين في سبيل الله .
لكن الحروب استمرت على قبائل بجيلة ، يحمون حدودهم ويكرمون ضيوفهم ويؤمنون جارهم فمرت الدول وتخالفت الاراء وتقاتل الناس ، حتى أتت الدولة العثمانية والحكام الاشراف فكانت من أقوى المراحل التي مر بها البجليون في تاريخهم ، فقد كثرت حروبهم وكثرت همومهم ، فتارة يتقاتلون مع قبيلة وتارة مع الجيش العثماني ، وتتالت الاحداث حتى كان القرن الثاني عشر والتي سطرت فيه مواقف دموية كبيرة كحرب لخمة وحبواء الغرير او الغدير وكلها مع العثمانيين ، وفي القرن الثالث عشر حدثت المعارك الفاصلة معهم مثل النجيلة _وليست التي في تهامة_ ومثل فلاحة والتي كانت في عام 1302هـ ، فضلا عن إصطدامات رهيبة في تهامة أو السراة مع القبائل المجاورة .
ومع بداية العهد السعودي حدثت الكارثة العظمى حيث ادى الخلاف الذي نشب بين احد مشايخ بني مالك مع احد العاملين للملك عبدالعزيز إلى القتال التاريخي الذي كلكم تعرفونه والذي إتسعت رقعته لتشمل قبائل في تهامة والسراة .
بعد هذا كله هل يلام الأجداد على قلتهم؟ وهل تهمل هذه القبيلة العظيمة؟ لا والله انها لقبيلة تاريخية سطرت امجادها بدماء ابنائها ، هي ضرائب دفعت لتبقى العزة والأنفة هي العلياء مهما كانت النتائج ، قبائل بني مالك بجيلة تقدمت في ميادين التاريخ لتقول هانحن لم نزل ، ولن يؤخرنا عن خدمة وطننا أي مانع ، وهاهم أبناؤنا في كل مناطق المملكة يعملون لخدمة وطنهم وصفحاتهم مشرفة ، يحبون ولاة الامر ويقدمون الصورة المثالية لما كان عليه الاجداد ، إنها البقية الباقية لعظماء تشرف التاريخ بدمائهم .
التعديل الأخير: