اسير النسيان
مراقب المنتديات العامة
بما أن الشريان هو المسئول عن دفع الدم من الجسم الى القلب فقد كان استهلالنا لدخوله من بوابة الشريان بموكب يدخل القلب وكان الإستقبال كبيراعند الدخول .... الأوردة تزين بوابة الدخول وتتلألأ منها انوار البهجة والسرور , والكل يرقص فرحا على انغام نبضات الوفاء , وتغاريد المحبة تغني بألحان الصفاء , لقاء حميم يجمعنا بالمشاعر سفيرة القلب الى الناس في مملكة قلوبهم , مرورا بالأحاسيس التي غمرتنا فازدادت عرى المحبة والإخلاص , صفاء الود هو الدليل الوحيد الذي يسير بنا هنا وهناك في كل زاوية من زوايا القلب الكبير حيث الكل به يمثله ولايوجد هناك من يمثل ذاته, زيارة فرضت لنا كل إجلال وتعظيم كان ورائها الإحترام والتقدير بهما تتأصل جذور الحب والإخاء , الشرايين في عمل دؤوب ومستمر لإضفاء جو رائع على هذه الجولة المميزة ..
في قاعة الإستقبال أردف القلب بكلمة رحب فيها بالجميع واختصر الكلام بقوله ( كل قلب يحمل معاني الطيب والخير محبوب من كل الناس ) ثم استأذن احدنا وقال ( نعم انت موطن الحب والسرور والبهجة والحبور والنقاء والصفاء ما إن اجتمعت بك جاز لنا ان نقول بأنك ( القلب الكبير) ثم استأذننا للقيام بجولة وكان دليلنا هو الود ..مررنا بركن المحبة والمودة فهما مرسول الترابط والإخاء .... ثم اتجهنا الى ركن التعاطف والذي اضفى جوا رائعا من الرحمة والشفقة والطيبة فقد كان لنا منها النصيب الوفير, وما إن تخيلنا طيف السماحة الا ونحن على موعد قريب للقاء مآثرها ما بين جوانح العفو والسموحة والتجاوز عن كل خطأ , وقفنا للإستراحة قليلا على شواطىء الراحة والإطمئنان لنطمئن معا لعمل الجوارح في الخارج ايقن تماما انه ذكر او تلاوة او عمل خير, واصلنا جولتنا حيث كان اللقاء والمرور هذه المرة بالصفاء ومن توابعه الود والإخلاص حيث سريان الإحسان والنقاء , وما لبثنا أن كانت مصادفتنا بالمشاعر والتي كانت اطيافها شوق ووله يغمرنا للقاء الله ولذة النظر الى وجهه الكريم يوم القيامة , وهكذا ما إن نمر بصفة رائعة يجتمع في هذا القلب الا ونرى اخرى لا تقل اهمية لأن تكون في كل القلوب فحسن الظن والحب والطيب وتمني الخير والرحمة والسعادة والحياء والخلق الحميد ما هي الا مقومات لقلب نكتفي بالقول عنه بأنه قلب كبير ....
وفي لحظة من هذه اللحظات الحلوة والجميلة تلقيت اتصالا خارجيا من أحدهم فسألته عن الوضع في الخارج فقال إنني ارى شخصا غير الأشخاص وقد انعكست صفات الخير والمودة على المحيطن به فأنتم داخل قلبه والإبتسامة تعمر محياه لكنها ابتسامة رجل قد مزجها بشيء اقرأه في عينيه لكنه لم يبده حياء وخلقا يمنعه من الإفصاح عنه .. فألححت عليه بأن يخبرني وتحت الحاح مني اشعرني بأن من بقلبي وهو انتم قد أخذوا نصيبهم من المكوث به وقد زاد شوقي لمن هو احرى بزيارته والمكوث به الى الأبد فاستشعرت ذلك وفهمت أنه يقصد ذكر الله وحب تلاوة القرآن والخير وحب العمل الصالح والذي يرى أن بقائها وزيارتها هي اغلى بقاء وأخلد زيارة ...
فلم يتوانى من كنت اتصل به في الخارج عن إبلاغي فقررت ومن معي بالخروج وكان لنا ذلك فخرجنا بكل حفاوة وتقدير .. وقبل الخروج الفعلي همس الي القلب الكبير بهمسة ادهشت اسماعي حينما قال .. لن تجد قلب يتصف بصفات الخير وحب الناس والخلق الرفيع وبه الحياء والسماح الا وقد جنى ثمارذلك من جوارحه تطبيقا في كل الأحوال وهو مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" او كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام
اخواني هو تصويرلقلب يحمل كل معاني الحب والطيبة والخير للناس ولن نجد هذا القلب في شخص الا وقد احبه الله اولا لتأتي ثمرة ذلك محبة الناس له بأمر الله تعالى فكل من يتصف بقلب صافي لا يحمل اي كره وضغينة فهو قلب محبوب وصاحبه سيكون له النصيب الوافر من الإحترام والتقدير فضلا عن المحبة التي زرعت في قلوب من حوله ...
فما احوجنا ان نجعل زيارة القرآن الكريم والعمل الصالح وحب الناس وإحسان الظن بهم والرحمة والشفقة والعطف وكل خصال الخير الى قلوبنا هي على الدوام لننعم بحياة سعيدة بعيدا عن خصال الشر التي تميت القلب وتزيده بعدا عن الله تعالى
عفوا هذا الموضوع لا يخص القلب الذي حمل الكره والحقد
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم اخوكم / اسير النسيان
في 19 محرم 1434
التعديل الأخير: