ابن العصمان
Active Member
- إنضم
- 10 ديسمبر 2008
- المشاركات
- 912
- مستوى التفاعل
- 89
- النقاط
- 28
لمثل هذا فأعدوا
كان بعض السلف الصالح قد حفر لنفسه قبرا , فإذا فتر عن العمل نزل في قبره , فتمدد في لحده
ثم قال لنفسه : يا نفس قدري أني قد مت وصرت في لحدي : أي شيء كنت تتمنين ؟
قالت : أرد إلى الدنيا , فأعمل فيها صالحا .
فيقول لنفسه : قد بلغت أمنيتك , فقومي فاعملي صالحا .
فيعود وقد زاد إيمانه فباشر قلبه وجنانه فانقاد للعمل جسمه وأركانه .
وإنما هي لحظة محاسبة للنفس ومعاتبة للحس فأخذ للعظة والدرس !!
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :" بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة
فقال : علام اجتمع عليه هؤلاء ؟ قيل : على قبر يحفرنونه , قال : ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبدر بين يدي أصحابه مسرعا حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه قال : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع
فبكى حتى بل الثرى من دموعه , ثم أقبل علينا , قال : أي إخواني ! لمثل اليوم فاعدوا ".
فماذا أعدت لذلك اليوم العصيب ؟ّ!
يوم تغمض عينك عن الدنيا لتفتحها بين يدي منكر ونكير ..؟!
يوم يتخلى عنك أقرب الناس منك , فيدبر عن قبرك الأهل والأصحاب , وتوضع لوحدك بين الجنادل والتراب ؟!
قال صلى الله عليه وسلم :" يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد , يتبعه أهله وماله وعمله , فيرجع أهله وماله , ويبقى عمله ".
فما دام أن العمل الصالح هو الرفيق الذي لا يخون فاكتنز منه
واستكثر قبل نزول الموت وانقطاع الصوت , وفوت الفوت { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون }
ولمثل تلك اللحظات المهلكات { فليعمل العاملون }
عن ابن عمر رضي الله عنهما :" كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من الأنصار
فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : يارسول الله ! أي المؤمنين أفضل ؟
قال : " أحسنهم خلقا . قال : فأي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا , وأحسنهم لما بعده استعدادا . أولئك الأكياس ".
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
ولا قيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله
وانك لم ترصد لما كان أرصدا
ولا قيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله
وانك لم ترصد لما كان أرصدا
كتبه / الشيخ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي ( بتصرف )
التعديل الأخير: