عبس وذبيان .. وأول صدام في حروب الردة !

جبل عمد

Moderator
إنضم
28 فبراير 2008
المشاركات
1,534
مستوى التفاعل
19
النقاط
38
بسم:
(( عبس وذبيان .. وأول صدام في حروب الردة ))
وقد قال شاعرهم :
فدى لبنى ذبيان رحلى وناقتي ... عشية يحذى بالرماح أبو بكر
ولكن يدهدى بالرجال فهبنه ... إلى قدر ما إن يزيد ولا يحرى
ولله أجناد تذاق مذاقه ... لتحسب فيما عد من عجب الدهر !

وقال آخر :
أطعنا رسول الله ما كان بيننا ... فيا لعباد الله ما لأبي بكر !
أيورثها بكراً إذا مات بعده ... وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
فهلا رددتم وفدنا بزمانه ... وهلا خشيتم حس راغية البكر !
وإن التي سالوكم فمنعتم ... لكالتمر أو أحلى إلى من التمر

ورد عليه أحد شعراء المسلمين قائلا :

أقمنا لهم عرض الشمال فكبكبوا ... ككبكبة الغزى أناخوا على الوفر
فما صبروا للحرب عند قيامها ... صبيحة يسمو بالرجال أبو بكر
طرقنا بني عبس بأدنى نباحها ... وذبيان نهنهنا بقاصمة الظهر

وقال أيضاً :

غداة سعى أبو بكر إليهم ... كما يسعى لموتته جلال
أراح على نواهقها علياً ... ومج لهن مهجته حبال

ـــــــــــــــــــــــــــ
لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ أمر المسلمين , كان أول عمل قام به هو إنفاذ جيش
أسامة ـ رضي الله عنه ـ والذي أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم
بإنفاذه لغزو الروم , وبعد أن خرج أسامة بجيشه قاصداً غزو الروم أتت
الرسل من قبل عمال الأقاليم إلى أبي بكر في المدينة تخبره بارتداد خواص وعوام العرب وامتناع بعضهم عن إيتاء الزكاة وقد كان موقف أبي بكر الصديق حازما , فقد قال قولته المشهورة ((والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه حتى يؤدونه ))
وكان أول صدام بين المسلمين ومرتدي العرب هو ما حدث بينهم وبين ( عبس وذبيان ) فقد كانت سياسة أبي بكر الصديق ألا يدخل في صدام مع المرتدين حتى يعود جيش أسامة إلا أن عبساً وذبيان عاجلوه فقاتلهم قبل رجوع أسامة .
ــــــــ( جاء في تأريخ الطبري) ــــــ

(( ...وكان أول من صادم عبس وذبيان ، عاجلوه فقاتلهم قبل رجوع أسامة .
حدثني عبيد الله ، قال : أخبرنا عمي ، قال : أخبرنا سيف - وحدثني السري ، قال : حدثنا شعيب ، قال : حدثنا سيف - عن أبي عمرو ، عن زيد بن أسلم ، قال : مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعماله على قضاعة ، وعلى كلب امرؤ القيس بن الأصبغ الكلبي من بني عبد الله ، وعلى القين عمرو بن الحكم ، وعلى سعد هذيم معاوية بن فلان الوائلي .
فحدثني السري ، قال : حدثنا شعيب ، عن سيف ، عن سهل بن يوسف ، عن القاسم بن محمد ، قال : مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ واجتمعت أسد وغطفان وطيئ على طليحة ؛ إلا ما كان من خواص أقوام في القبائل الثلاث ؛ فاجتمعت أسد بسميراء ، وفزارة ومن يليهم من غطفان بجنوب طيبة ، وطيئ على حدود أرضهم . واجتمعت ثعلبة بن سعد ومن يليهم من مرة وعبس بالأبرق من الربذة ، وتأشب ، إليهم ناس من بني كنانة ؛ فلم تحملهم البلاد ؛ فافترقوا فرقتين ؛ فأقامت فرقة منهم بالأبرق ، وسارت الأخرى إلى ذي القصة ، وأمدهم طليحة بحبال فكان حبال على أهل ذي القصة من بني أسد ومن تأشب من ليث والديل ومدلج . وكان على مرة بالأبرق عوف بن فلان بن سنان ، وعلى ثعلبة وعبس الحارث ابن فلان ؛ أحد بني سبيع ، وقد بعثوا وفوداً فقدموا المدينة ، فنزلوا على وجوه الناس ، فأنزلوهم ما خلا عباساً فتحملوا بهم على أبي بكر ؛ على أن يقيموا الصلاة ؛ وعلى ألا يؤتوا الزكاة ؛ فعزم الله لأبي بكر على الحق ، وقال : لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه - وكانت عقل الصدقة على أهل الصدقة مع الصدقة - فردهم فرجع وفد من يلى المدينة من المرتدة إليهم ، فأخبروا عشائرهم بقلة من أهل المدينة ، وأطمعوهم فيها ؛ وجعل أبو بكر بعد ما أخرج الوفد على أنقاب المدينة نفراً :علياً والزبير وطلحة وعبد الله بن مسعود ؛ وأخذ أهل المدينة بحضور المسجد ، وقال لهم : إن الأرض كافرة ؛ وقد رأى وفدهم منكم قلة ؛ وإنكم لا تدرون أليلاً تؤتون أم نهاراً ! وأدناهم منكم على بريد . وقد كان القوم يأملون أن نقبل منهم ونوادعهم ؛ وقد أبينا عليهم ، ونبذنا إليهم عهدهم ، فاستعدوا وأعدوا . فما لبثوا إلا ثلاثاً حتى طرقوا المدينة غارة مع الليل ، وخلفوا بعضهم بذي حسي ، ليكونوا لهم ردءاً ، فوافق الغوار ليلا الأنقاب ؛ وعليها المقاتلة ، ودونهم أقوام يدرجون ، فنبهوهم ؛ وأرسلوا إلى أبي بكر بالخبر ، فأرسل إليهم أبو بكر أن الزموا أماكنكم ، ففعلوا . وخرج في أهل المسجد على النواضح إليهم ، فانفش العدو ، فاتبعهم المسلمون على إبلهم ؛ حتى بلغوا ذا حسي ؛ فخرج عليهم الردء بأنحاء قد نفخوها ، وجعلوا فيها الحبال ، ثم دهدهوها بأرجلهم في وجوه الإبل ؛ فتدهده كل نحي في طوله ، فنفرت إبل المسلمين وهم عليها - ولا تنفر الإبل من شيء نفارها من الأنحاء - فعاجت بهم ما يملكونها ؛ حتى دخلت بهم المدينة ؛ فلم يصرع مسلم ولم يصب ؛ فقال في ذلك الخطيل بن أوس أخو الحطيئة ابن أوس :
فدى لبنى ذبيان رحلى وناقتي ... عشية يحذى بالرماح أبو بكر
ولكن يدهدى بالرجال فهبنه ... إلى قدر ما إن يزيد ولا يحرى
ولله أجناد تذاق مذاقه ... لتحسب فيما عد من عجب الدهر !
وأنشده الزهري : ((من حسب الدهر)) .
وقال عبد الله الليثي ؛ وكانت بنو عبد مناة من المرتدة - وهم بنو ذبيان - في ذلك الأمر بذي القصة وبذي حمى :
أطعنا رسول الله ما كان بيننا ... فيا لعباد الله ما لأبي بكر !
أيورثها بكراً إذا مات بعده ... وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
فهلا رددتم وفدنا بزمانه ... وهلا خشيتم حس راغية البكر !
وإن التي سالوكم فمنعتم ... لكالتمر أو أحلى إلى من التمر

فظن القوم القوم بالمسلمين الوهن ، وبعثوا إلى أهل ذي القصة بالخبر ؛ فقدموا عليهم اعتماداً في الذين أخبروهم ، وهم لا يشعرون لأمر اله عز وجل الذي أراده ، وأحب أن يبلغه فيهم ، فبات أبو بكر ليلته يتهيأ ، فعبى الناس ، ثم خرج على تعبية من أعجاز ليلته يمشي ، وعلى ميمنته النعمان بن مقرن ، وعلى ميسرته عبد الله بن مقرن ، وعلى الساقة سويد بن مقرن معه الركاب ؛ فما طلع الفجر إلا وهم والعدو في صعيد واحد ، فما سمعوا للمسلمين همساً ولا حساً حتى وضعوا فيهم السيوف ، فاقتتلوا أعجاز ليلتهم ؛ فما ذر قرن الشمس حتى ولوهم الأدبار ، وغلبوهم على عامة ظهرهم ؛ وقتل حبال واتبعهم أبو بكر ؛ حتى نزل بذي القصة - وكان أول الفتح - ووضع بها النعمان ابن مقرن في عدد ، ورجع إلى المدينة فذل بها المشركون ؛ فوثب بنو ذبيان وعبس على من فيهم من المسلمين ؛ فقتلوهم كل قتلة ؛ وفعل من وراءهم فعلهم . وعز المسلمون بوقعة أبي بكر ، وحلف أبو بكر ليقتلن في المشركين كل قتلة ؛ وليقتلن في كل قبيلة بمن قتلوا من المسلمين وزيادة ، وفي ذلك يقول زياد بن حنظلة التميمي :
غداة سعى أبو بكر إليهم ... كما يسعى لموتته جلال
أراح على نواهقها علياً ... ومج لهن مهجته حبال
وقال أيضاً :
أقمنا لهم عرض الشمال فكبكبوا ... ككبكبة الغزى أناخوا على الوفر
فما صبروا للحرب عند قيامها ... صبيحة يسمو بالرجال أبو بكر
طرقنا بني عبس بأدنى نباحها ... وذبيان نهنهنا بقاصمة الظهر
ثم لم يصنع إلا ذلك ؛ حتى ازداد المسلمون لها ثباتاً على دينهم في كل قبيلة ، وازداد لها المشركون انعكاساً من أمرهم في كل قبيلة ......................................................
ذكر بقية الخبر عن غطفان حين انضمت إلى طليحة وما آل إليه أمر طليحة حدثنا عبيد الله بن سعد ، قال : حدثنا عمي ، قال : أخبرنا سيف - وحدثني السري ، قال : حدثنا شعيب ، قال : حدثنا سيف - عن سهل بن يوسف ، عن القاسم بن محمد وبدر بن الخليل وهشام بن عروة ، قالوا : لما أرزت عبس وذبيان ولفها إلى البزاخة ، أرسل طليحة إلى جديلة والغوث أن ينضموا إليه ، فتعجل إليه أناس من الحيين ، وأمروا قومهم باللحاق بهم ، فقدموا على طليحة ، وبعث أبو بكر عدياً قبل توجيه خالد من ذي القصة إلى قومه ، وقال : أدركهم لا يؤكلوا . فخرج إليهم فقتلهم في الذروة والغارب ، وخرج خالد في أثره ، وأمره أبو بكر أن يبدأ بطيئ على الأكناف ، ثم يكون وجهه إلى البزاخة ، ثم يثلث بالبطاح ، ولا يريم إذا فرغ من قوم حتى يحدث إليه ، ويأمره بذلك . وأظهر أبو بكر أنه خارج إلى خيبر ومنصب عليه منها حتى يلاقيه بالأكناف ، أكناف سلمى ؛ فخرج خالد فازوار عن البزاخة ، وجنح إلى أجأ ، وأظهر أنه خارج إلى خيبر ، ثم منصب عليهم ، فقعد ذلك طيئاً وبطأهم عن طليحة ؛ وقدم عليهم عدي ؛ فدعاهم فقالوا : لا نبايع أبا الفصيل أبداً ، فقال : لقد أتاكم قوم ليبيحن حريمكم ، ولتكننه بالفحل الأكبر ؛ فشأنكم به . فقالوا له : فاستقبل الجيش فنهنهه عنا حتى نستخرج من لحق بالبزاخة منا ، فإنا إن خالفنا طليحة وهم في يديه قتلهم أو ارتهنهم . فاستقبل عدي خالداً وهو بالسنح ، فقال : يا خالد ، أمسك عني ثلاثا يجتمع لك خمسمائة مقاتل تضرب بهم عدوك ؛ وذلك خير من أن تعجلهم إلى النار ؛ وتشاغل بهم ؛ ففعل . فعاد عدي إليهم وقد أرسلوا إخوانهم ؛ فأتوهم من بزاخة كالمدد لهم ؛ ولولا ذلك لم يتركوا ؛ فعاد عدي بإسلامهم إلى خالد ، وارتحل خالد نحو الأنسر يريد جديلة ، فقال له عدي : إن طيئاً كالطائر ، وإن جديلة أحد جناحي طيئ ؛ فأجلني أياماً لعل الله أن ينتقذ جديلة كما انتقذ الغوث ؛ ففعل ، فأتاهم عدي فلم يزل بهم حتى بايعوه ؛ فجاءه بإسلامهم ، ولحق بالمسلمين منهم ألف راكب ؛ فكان خير مولود ولد في أرض طيئ وأعظمه عليهم بركة ...))

ـــــــــــــ استنتاج ـــــــــ
الذي دعاني لطرح هذا الموضوع هو اختلاف بعض الباحثين حول منازل عبس وذبيان ؟!
فمنهم من يؤكد أن عبسا وذبيان في منطقة جيزان .. ومنهم من يرى أنهم بالقرب مني بني مالك بجيلة وينسب بني ذبيان المجاورين لبني مالك في تهامة والسراة و القاطنين اليوم بمركز المرقبان في تهامة وفي ضاحية ترعة على سفح جبل عمد في السراة ينسبهم لذبيان غطفان ؟!! ومنهم من يرى غير ذلك !
ولو تأملنا النص السابق : لعرفنا الموطن الحقيقي ( لذبيان وعبس ) في خلافة أبي بكر الصديق
ولعرفنا أن هناك ( عدم تحري للدقة ) عند من يجزم في بحثه ويؤكد انتساب بني ذبيان ( المرقبان ) لذبيان غطفان ؟!!
ونحن نعلم أنه لم تحدثت هجرة لأي قبيلة عربية إلى جهة اليمن ( الجنوب ) في عصر الفتوحات
الإسلامية بل العكس .. فقد كانت الأنظار متجهة شمالا صوب العالم الجديد والأرض الخصبة ( الشام والعراق )
(( والموضوع مطروح للنقاش ))

ولكم خالص الود .
 
التعديل الأخير:
إنضم
8 مارس 2009
المشاركات
104
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتألقك
وليس غريبا على جبل عمد أن يكون بحثه وكلامه كالجبل الأشم تميزا وثباتا
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
 

ابو يحي

Active Member
إنضم
15 أبريل 2010
المشاركات
1,907
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
 
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
1,034
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
آ ڷـًـًـًڜَـًـًـًﮊْقِـًـًـًﯿًًـًـًـًﺔً
[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://www.banimalk.net/vb/backgrounds/21.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
بآرڪَ آلله فېّڪَ ..
ېّعطېّڪَ آلف عآفېّه ېّآرب ..
وٺسلم ېّدېّنڪَ ېّآلغلآ ..
بنٺظآآر جدېّدڪَ آلممېّزِ دومآ ..
ودېّ وآحٺرآمېّ لڪَـ ..




[/align][/cell][/tabletext][/align]
 
إنضم
7 سبتمبر 2011
المشاركات
19
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
القبيلة أكبر من من يروجووون لأشياء
ومغالطااات لا أعلم من أين أتو بها ومن أقنعهم بهذا فينسبونها أي قبيلة بني ذبيان الى قبيلة أخرى بعيدة كل البعد عن نسب وحسب قبيلة بني ذبيان

أعني قبيلة بني مالك العريقة ليس هذا انتقاصا فيها ولكن حقيقة انها ليس لها علاقة بقبيلة بني ذبيان مع احترااااامي لك ( جبل عمد )


وأتمنى كل الأمنياااات أن يتجه كل منا للتخصص الذي يعمل فيه أو يميل اليه

وأن يترك علم الأنساب لأهله وللمتخصصين فيه




وأن نترككككك التشريق للقبيلة أو تغريبها .... وشكرا
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,079
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
شكراً لصاحب الموضوع ولكل من شارك في النقاش​
 
أعلى