د.اسماعيل الضيافين
كـاتــب
خطبة كاملة بدون حرف الألف (للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
جلس جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتذاكرون
فتذاكروا الحروف الهجائية وأجمعوا على أن حرف الألف هو أكثر
دخولا في الكلام , فقام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
و ارتجل هذه الخطبة الخالية من الألف و هي تتكون من 700
كلمة أو 2745حر فا ما عدا ما ذكره فيها من القران : :
ـــــــــــــــــــ
[frame="1 80"]
[/frame]
جلس جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتذاكرون
فتذاكروا الحروف الهجائية وأجمعوا على أن حرف الألف هو أكثر
دخولا في الكلام , فقام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
و ارتجل هذه الخطبة الخالية من الألف و هي تتكون من 700
كلمة أو 2745حر فا ما عدا ما ذكره فيها من القران : :
ـــــــــــــــــــ
[frame="1 80"]
( حمدت وعظمت من عظمت منته , وسبغت نعمته , وسبقت غضبه
[/frame][frame="1 80"]رحمته , وتمت كلمته , ونفذت مشيئته , وبلغت قضيته. حمدته حمد
[frame="1 80"]مقر بتوحيده , ومؤمن من ربه مغفرة تنجيه , يوم يشغل عن
فصيلته وبنيه . ونستعينه ونسترشده ونشهد به , ونؤمن به ,
ونتوكل عليه , ونشهد له تشهد مخلص موقن , وتفريد ممتن ,
و نوحده توحيد عبد مذعن , ليس له شريك في ملكه , ولم يكن
له ولي في صنعه , جل عن وزير ومشير , وعون ومعين ونظير,
علم فستر , ونظر فجبر , وملك فقهر , و عصي فغفر , و حكم
فعدل , لم يزل و لم يزول , ليس كمثله شئ , و هو قبل كل شئ ,
و بعد كل شئ , رب متفرد بعزته , متمكن بقوته , متقدس بعلوه ,
متكبر بسموه , ليس يدركه بصر , وليس يحيطه نظر , قوي منيع ,
رؤوف . رحيم , عجز عن وصفه من يصفه , وصل به من نعمته
من يعرفه , قرب فبعد , وبعد فقرب , مجيب دعوة من يدعوه ,
و يرزقه و يحبوه , ذو لطف خفي , وبطش قوي , ورحمته موسعه
, وعقوبته موجعة , رحمته جنة عريضة مونقة , وعقوبته جحيم
ممدودة موثقة . و شهدت ببعث محمد عبده و رسوله , وصفيه و
نبيه وحبيبه وخليله , صلة تحظيه , وتزلفه وتعليه , وتقربه وتدنيه
, بعثه في خير عصر , وحين فترة كفر, رحمة لعبيده , ومنة لمزيده
, ختم به نبوته , ووضح به حجته فوعظ و نصح , و بلغ وكدح ,
رؤوف بكل مؤمن رحيم , رضي ولي زكي عليه رحمة و تسليم ,
و بركة و تكريم , من رب رؤوف رحيم , قريب مجيب . موصيكم
جميع من حضر , بوصية ربكم , ومذكركم بسنة نبيكم , فعليكم برهبة
تسكن قلوبكم , و خشية تذرف دموعكم و تنجيكم , قبل يوم تذهلكم و
تبلدكم , يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته , و خف وزن سيئته , و
ليكن سؤلكم سؤل ذلة و خضوع , وشكر و خشوع ,وتوبة و نزوع
, وندم ورجوع , و ليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه ,و شبيبته
قبل هرمه فكبره و مرضه , وسعته وفرغته قبل شغله و ثروته قبل
فقره, و حضره قبل سفره , من قبل يكبر و يهرم و يمرض و يسقم
ويمله طبيبه ويعرض عنه حبيبه , وينقطع عمره ويتغير عقله . قبل
قولهم هو معلوم , وجسمه مكهول , و قبل وجوده في نزع شديد, و
حضور كل قريب و بعيد, و قلب شخوص بصره , وطموح نظره ,
ورشح جبينه , و خطف عرينه, و سكون حنينه , و حديث نفسه ,
و حفر رمسه و بكي عرسه , ويتم منه ولده , و تفرق عنه عدوه
وصديقه , وقسم جمعه , وذهب بصره وسمعه , ولقي ومدد, ووجه
وجرد , وعري وغسل , وجفف وسجى , وبسط له وهيئ , و نشر
عليه كفنه , وشد منه ذقنه , وقبض وودع وسلم عليه , وحمل فوق
سريره و صلي عليه , و نقل من دور مزخرفة و قصور مشيدة, و
حجر متحدة , فجعل في طريح ملحود , ضيق موصود, بلبن منضود ,
مسعف بجلمود , و هيل عليه عفره , وحشي عليه مدره , و تخفق
صدره , و نسي خبره , ورجع عنه وليه وصفيه و نديمه و نسيبه ,
و تبدل به قريبه وحبيبه , فهو حشو قبر , و رهين قفر, يسعى في
جسمه دود قبره , ويسيل صديده على صدره ونحره , يسحق تربه
لحمه , و ينشف دمه و يرم عظمه , حتى يوم محشرة و نشره,
فينشر من قبره وينفخ في صوره , ويدعى لحشره ونشوره , فتلم
بعزه قبور , و تحصل سريرة صدور , وجئ بكل صديق , و شهيد
ونطيق , وقعد للفصل قدير , بعبده خبير بصير , فكممن زفرة تعنيه
, وحسرة تقصيه في موقف مهيل ومشهد جليل بين يدي ملك عظيم
بكل صغيرة وكبيرة عليم ,حينئذ يجمعه عرفه ومصيره , قلعة عبرته
غير مرحومة , وصرخته غير مسموعة , وحجته غير مقبولة, تنشر
صحيفته , وتبين جريرته , حين نطر في سور عمله ,وشهدت عينه
بنظره , ويده ببطشه , ورجله بخطوه , وفرجه بلمسه , وجلده بمسه
, و شهد منكر ونكير , و كشف له من حيث يصير , وغلل ملكه يده ,
وسيق وسحب وحده , فورد جهنم بكرب وشده , فظل يعذب في جحيم
, و يسقى شربة من حميم , يشوى وجهه , و يسلخ جلده , ويضربه
زبينه بمقمعة من حديد , يعود جلده بعد نضجه و هو جلد جديد ,
يستغيثفيعرض عنه خزنة جهنم ,ويستصرخ فلم يجده ندم ة, ولم ينفعه
حينئذ ندمه . نعوذ برب قدير من شر كل مضير , و نطلب منهعفو
من رضي عنه , و مغفرة من قبل منه , فهو ولي سؤلي , و منجح
طلبتي , فمن زحزح عن تعذيب ربه , جعل في جنة قربه , خلد في
قصور مشيده , وملك حور عين وعده , وطيف عليه بكؤوس,وسكن
في جنة فردوس, و تقلب في نعيم ,و سقي من تسنيم , و شرب من
عين سلسبيل قد مزج بزنجبيل, ختم بمسك , مستديم للملك , مستشعر
بسرور , يشرب من خمور , في روض مغدق , ليس يبرق , فهذه
منزلة من خشي ربه , وحذر ذنبه ونفسه , قوله قول فصل , و حكمه
حكم عدل , قص قصص , ووعظ نص , بتنزيل من حكيم حميد , نزل
به روح قدس متين , مبين من عند رب كريم ,على نبي مهدي رحمة
للمؤمنين , وسيد حلت عليه سفره ,مكرمون برره, وعذت برب عليم
حكيم , قدير رحيم , من شر عدو و لعين رجيم , يتضرع متضرع
كل منكم , ويبتهل مبتهلكم , و يستغفر رب كل مذنوب لي و لكم ) .
ــ تمت ــ
[/frame]فصيلته وبنيه . ونستعينه ونسترشده ونشهد به , ونؤمن به ,
ونتوكل عليه , ونشهد له تشهد مخلص موقن , وتفريد ممتن ,
و نوحده توحيد عبد مذعن , ليس له شريك في ملكه , ولم يكن
له ولي في صنعه , جل عن وزير ومشير , وعون ومعين ونظير,
علم فستر , ونظر فجبر , وملك فقهر , و عصي فغفر , و حكم
فعدل , لم يزل و لم يزول , ليس كمثله شئ , و هو قبل كل شئ ,
و بعد كل شئ , رب متفرد بعزته , متمكن بقوته , متقدس بعلوه ,
متكبر بسموه , ليس يدركه بصر , وليس يحيطه نظر , قوي منيع ,
رؤوف . رحيم , عجز عن وصفه من يصفه , وصل به من نعمته
من يعرفه , قرب فبعد , وبعد فقرب , مجيب دعوة من يدعوه ,
و يرزقه و يحبوه , ذو لطف خفي , وبطش قوي , ورحمته موسعه
, وعقوبته موجعة , رحمته جنة عريضة مونقة , وعقوبته جحيم
ممدودة موثقة . و شهدت ببعث محمد عبده و رسوله , وصفيه و
نبيه وحبيبه وخليله , صلة تحظيه , وتزلفه وتعليه , وتقربه وتدنيه
, بعثه في خير عصر , وحين فترة كفر, رحمة لعبيده , ومنة لمزيده
, ختم به نبوته , ووضح به حجته فوعظ و نصح , و بلغ وكدح ,
رؤوف بكل مؤمن رحيم , رضي ولي زكي عليه رحمة و تسليم ,
و بركة و تكريم , من رب رؤوف رحيم , قريب مجيب . موصيكم
جميع من حضر , بوصية ربكم , ومذكركم بسنة نبيكم , فعليكم برهبة
تسكن قلوبكم , و خشية تذرف دموعكم و تنجيكم , قبل يوم تذهلكم و
تبلدكم , يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته , و خف وزن سيئته , و
ليكن سؤلكم سؤل ذلة و خضوع , وشكر و خشوع ,وتوبة و نزوع
, وندم ورجوع , و ليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه ,و شبيبته
قبل هرمه فكبره و مرضه , وسعته وفرغته قبل شغله و ثروته قبل
فقره, و حضره قبل سفره , من قبل يكبر و يهرم و يمرض و يسقم
ويمله طبيبه ويعرض عنه حبيبه , وينقطع عمره ويتغير عقله . قبل
قولهم هو معلوم , وجسمه مكهول , و قبل وجوده في نزع شديد, و
حضور كل قريب و بعيد, و قلب شخوص بصره , وطموح نظره ,
ورشح جبينه , و خطف عرينه, و سكون حنينه , و حديث نفسه ,
و حفر رمسه و بكي عرسه , ويتم منه ولده , و تفرق عنه عدوه
وصديقه , وقسم جمعه , وذهب بصره وسمعه , ولقي ومدد, ووجه
وجرد , وعري وغسل , وجفف وسجى , وبسط له وهيئ , و نشر
عليه كفنه , وشد منه ذقنه , وقبض وودع وسلم عليه , وحمل فوق
سريره و صلي عليه , و نقل من دور مزخرفة و قصور مشيدة, و
حجر متحدة , فجعل في طريح ملحود , ضيق موصود, بلبن منضود ,
مسعف بجلمود , و هيل عليه عفره , وحشي عليه مدره , و تخفق
صدره , و نسي خبره , ورجع عنه وليه وصفيه و نديمه و نسيبه ,
و تبدل به قريبه وحبيبه , فهو حشو قبر , و رهين قفر, يسعى في
جسمه دود قبره , ويسيل صديده على صدره ونحره , يسحق تربه
لحمه , و ينشف دمه و يرم عظمه , حتى يوم محشرة و نشره,
فينشر من قبره وينفخ في صوره , ويدعى لحشره ونشوره , فتلم
بعزه قبور , و تحصل سريرة صدور , وجئ بكل صديق , و شهيد
ونطيق , وقعد للفصل قدير , بعبده خبير بصير , فكممن زفرة تعنيه
, وحسرة تقصيه في موقف مهيل ومشهد جليل بين يدي ملك عظيم
بكل صغيرة وكبيرة عليم ,حينئذ يجمعه عرفه ومصيره , قلعة عبرته
غير مرحومة , وصرخته غير مسموعة , وحجته غير مقبولة, تنشر
صحيفته , وتبين جريرته , حين نطر في سور عمله ,وشهدت عينه
بنظره , ويده ببطشه , ورجله بخطوه , وفرجه بلمسه , وجلده بمسه
, و شهد منكر ونكير , و كشف له من حيث يصير , وغلل ملكه يده ,
وسيق وسحب وحده , فورد جهنم بكرب وشده , فظل يعذب في جحيم
, و يسقى شربة من حميم , يشوى وجهه , و يسلخ جلده , ويضربه
زبينه بمقمعة من حديد , يعود جلده بعد نضجه و هو جلد جديد ,
يستغيثفيعرض عنه خزنة جهنم ,ويستصرخ فلم يجده ندم ة, ولم ينفعه
حينئذ ندمه . نعوذ برب قدير من شر كل مضير , و نطلب منهعفو
من رضي عنه , و مغفرة من قبل منه , فهو ولي سؤلي , و منجح
طلبتي , فمن زحزح عن تعذيب ربه , جعل في جنة قربه , خلد في
قصور مشيده , وملك حور عين وعده , وطيف عليه بكؤوس,وسكن
في جنة فردوس, و تقلب في نعيم ,و سقي من تسنيم , و شرب من
عين سلسبيل قد مزج بزنجبيل, ختم بمسك , مستديم للملك , مستشعر
بسرور , يشرب من خمور , في روض مغدق , ليس يبرق , فهذه
منزلة من خشي ربه , وحذر ذنبه ونفسه , قوله قول فصل , و حكمه
حكم عدل , قص قصص , ووعظ نص , بتنزيل من حكيم حميد , نزل
به روح قدس متين , مبين من عند رب كريم ,على نبي مهدي رحمة
للمؤمنين , وسيد حلت عليه سفره ,مكرمون برره, وعذت برب عليم
حكيم , قدير رحيم , من شر عدو و لعين رجيم , يتضرع متضرع
كل منكم , ويبتهل مبتهلكم , و يستغفر رب كل مذنوب لي و لكم ) .
ــ تمت ــ
[/frame]
والله أعلم ,,
ثم قرأ بعدها قوله تعالى :
بسم:
{ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين }
صلى:
ثم قرأ بعدها قوله تعالى :
بسم:
{ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين }
صلى:
التعديل الأخير: