ابو نواف 2009
المراقب العام
بسم:
قبل ان نخلع بدلة الحياة الاولى ، ونرتدي بدلتها المزيفة ، بالنياشين والازره اللامعه ، والاحرف المكويه ، كانت للحياة معنى اكبر واجل……….كانت الاغنام تملأ بثغائها الحوش في البيت ، وقبل ان تنير انوار الفجر خطوط الافق، كانت امي تصحو دون ساعة منبه ، كانت امومتها المتناغمة مع الحياة هي التي تذكرها وتنبهها……………… آه ما اطيب الامهات القديمات!!!!!!!!!!!!!.
تقرفص ودلو الحليب امامها ، وتحت درة العنزه ، تبدا خطوط الحليب تخترق صمت الصباح كاسياف البرق ، ملعلة في قلب الدلو.
تحمل امي الحليب برغوته ، التي تحاول الفرار عن شفة الدلو ، وتغلي منه، فنستقبل الصباح بكاس حليب ساخن ، ثم نعود ونلقي اللحاف على سيقان ارجلنا ، منتظرين الصباح كي يفيق من سباته.
تكتمل عين الشمس ، وتخترق اوراق الداليه امام البيت………. تحضر امي (الشكوةـ) الملفوفة باحكام ، والمثبته على ساق الداليه………… تنقعها بالماء، فيتسرب بعض الدباغ عن جلدها، فينجرح صفاء الماء.
تسكب دلو( رائب الامس) في بطن (الشكوة)…………. تفتح فوهتها التي تشبه فوهة الجراب ، تكف اطرافه بين اصابعها ، ثم تسكب الرائب…… تنفخهها حتى تصبح كبطن طفل احاط به البرد منذ امس(نام دون غطاء وانتفخ) ، اوكبطن غريق مليء بالماء.
تبدا رحلة الخض…….. تقبض باحكام على (الشكوة)……. تدفعها وتسحبها بحركة بانت لنا كقط سمين يتمرمغ على بساط الارض…….يستمر الخض بسواعد امي القوية بامومتها ، المشدودة بواجباتها
يكون ايقاع الخض رتيبا كالزفير والشهيق …….بعدها تفتح امي باب (الشكوةـ) ، تضيف كاس ماء بارد احضرناه لها من الجرة الملفعة بالخيش المبلول…… وعند سؤالها ، تجيب : "حتى تتماسك الزبده ولا تتفرفط……… " تستمر هذه الموسيقى ذات السلم الواحد ، امام عناد بعض الذبابات ، اللواتي يأبين الا ان يحطن على جلد (الشكوة) ، لامتصاص الملح.
يتوقف الخض……. تقف امي باسقة كشجرة الحور……. تحضر اناء…….. تسكب اللبن المخيض فيه بحذر………. يدها ضاغطة على رقبة (الشكوةـ) كصمام الامان ، كي لا تسمح بهروب الزبده مع اللبن………نحضر شربة ماء بارد ، وتسكبها في (الشكوة) الخالية من اللبن………… تنفخهها ثم تهزها بقوة بين يديها ، ثم تقلبها فجاة الى اسفل ، سامحة بخروج كل ما في بطن (الشكوة) فيخرج الماء دائخا ، وتطفو على سطحه قطعة الزبده البيضاء ، فتختلط ابتسامتنا مع فرح امي .
نقتطع بعض الخبز من الرغيف القادم قبل قليل من فم فرن الطابون، نمسحها بالزبدة ، نتفرق امام البيت ، تحت الداليه ، ننهمك بالتهام الزبدة اللذيذه مع شاي الميرميه ، نوزع انظارنا على امي ، والاغنام المجتره ، والداليه ، والخبزه ، والشاي ، والحياه.
تنظف امي بطن (الشكوة) من بقايا اللبن المتبقي باضافة الماء وسكبه عدة مرات ، ثم تفركها بالملح ، وتلفها بحنان ، وتثنيها باتقان ، على ساق الداليه…..تتساقط القطرات عن جلدها الاحمر كالدموع ، كانها تهتف بصمت الى النمل ان يحمل ما شاء من الماء المملح المتساقط.
كانت اياما احلى من الشاي ، وجلسات اصفى من البدر ، وضحك انقى من ماء البئر ، وبركة اوسع من ذمة شيوخ مرتزقة …………وفي كل هذا كانت امي هي مصدر الحياة لنا.
ابقاك الله يا امي….. يا حطب دفئنا ، ويا برد شوقنا.
بيعت الاغنام…….. تلفت (الشكوة)……. بكى النمل…….. ثم بكينا ، نحن على الايام السعيده ، التي فلتت من بين ايدينا ، كما يهرب الماء من بين اصابعنا.
واحسرتاه على جهلنا
قبل ان نخلع بدلة الحياة الاولى ، ونرتدي بدلتها المزيفة ، بالنياشين والازره اللامعه ، والاحرف المكويه ، كانت للحياة معنى اكبر واجل……….كانت الاغنام تملأ بثغائها الحوش في البيت ، وقبل ان تنير انوار الفجر خطوط الافق، كانت امي تصحو دون ساعة منبه ، كانت امومتها المتناغمة مع الحياة هي التي تذكرها وتنبهها……………… آه ما اطيب الامهات القديمات!!!!!!!!!!!!!.
تقرفص ودلو الحليب امامها ، وتحت درة العنزه ، تبدا خطوط الحليب تخترق صمت الصباح كاسياف البرق ، ملعلة في قلب الدلو.
تحمل امي الحليب برغوته ، التي تحاول الفرار عن شفة الدلو ، وتغلي منه، فنستقبل الصباح بكاس حليب ساخن ، ثم نعود ونلقي اللحاف على سيقان ارجلنا ، منتظرين الصباح كي يفيق من سباته.
تكتمل عين الشمس ، وتخترق اوراق الداليه امام البيت………. تحضر امي (الشكوةـ) الملفوفة باحكام ، والمثبته على ساق الداليه………… تنقعها بالماء، فيتسرب بعض الدباغ عن جلدها، فينجرح صفاء الماء.
تسكب دلو( رائب الامس) في بطن (الشكوة)…………. تفتح فوهتها التي تشبه فوهة الجراب ، تكف اطرافه بين اصابعها ، ثم تسكب الرائب…… تنفخهها حتى تصبح كبطن طفل احاط به البرد منذ امس(نام دون غطاء وانتفخ) ، اوكبطن غريق مليء بالماء.
تبدا رحلة الخض…….. تقبض باحكام على (الشكوة)……. تدفعها وتسحبها بحركة بانت لنا كقط سمين يتمرمغ على بساط الارض…….يستمر الخض بسواعد امي القوية بامومتها ، المشدودة بواجباتها
يكون ايقاع الخض رتيبا كالزفير والشهيق …….بعدها تفتح امي باب (الشكوةـ) ، تضيف كاس ماء بارد احضرناه لها من الجرة الملفعة بالخيش المبلول…… وعند سؤالها ، تجيب : "حتى تتماسك الزبده ولا تتفرفط……… " تستمر هذه الموسيقى ذات السلم الواحد ، امام عناد بعض الذبابات ، اللواتي يأبين الا ان يحطن على جلد (الشكوة) ، لامتصاص الملح.
يتوقف الخض……. تقف امي باسقة كشجرة الحور……. تحضر اناء…….. تسكب اللبن المخيض فيه بحذر………. يدها ضاغطة على رقبة (الشكوةـ) كصمام الامان ، كي لا تسمح بهروب الزبده مع اللبن………نحضر شربة ماء بارد ، وتسكبها في (الشكوة) الخالية من اللبن………… تنفخهها ثم تهزها بقوة بين يديها ، ثم تقلبها فجاة الى اسفل ، سامحة بخروج كل ما في بطن (الشكوة) فيخرج الماء دائخا ، وتطفو على سطحه قطعة الزبده البيضاء ، فتختلط ابتسامتنا مع فرح امي .
نقتطع بعض الخبز من الرغيف القادم قبل قليل من فم فرن الطابون، نمسحها بالزبدة ، نتفرق امام البيت ، تحت الداليه ، ننهمك بالتهام الزبدة اللذيذه مع شاي الميرميه ، نوزع انظارنا على امي ، والاغنام المجتره ، والداليه ، والخبزه ، والشاي ، والحياه.
تنظف امي بطن (الشكوة) من بقايا اللبن المتبقي باضافة الماء وسكبه عدة مرات ، ثم تفركها بالملح ، وتلفها بحنان ، وتثنيها باتقان ، على ساق الداليه…..تتساقط القطرات عن جلدها الاحمر كالدموع ، كانها تهتف بصمت الى النمل ان يحمل ما شاء من الماء المملح المتساقط.
كانت اياما احلى من الشاي ، وجلسات اصفى من البدر ، وضحك انقى من ماء البئر ، وبركة اوسع من ذمة شيوخ مرتزقة …………وفي كل هذا كانت امي هي مصدر الحياة لنا.
ابقاك الله يا امي….. يا حطب دفئنا ، ويا برد شوقنا.
بيعت الاغنام…….. تلفت (الشكوة)……. بكى النمل…….. ثم بكينا ، نحن على الايام السعيده ، التي فلتت من بين ايدينا ، كما يهرب الماء من بين اصابعنا.
واحسرتاه على جهلنا