إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ، ثم يغلبون ، والذ

إنضم
25 فبراير 2008
المشاركات
489
مستوى التفاعل
16
النقاط
18
لم يخطئ وزير المالية الألماني عندما وصف التدمير الأمريكي للنظام المالي العالمي بقوله : ( إنَّ الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الأزمة المالية العالمية الراهنة التي قال إنها ستخلف آثارا عميقة ، وستحدث تحولات في النظام المالي العالمي.

وقال شتاينبروك في بيان حكومي أمام البرلمان : ( العالم بعد الأزمة لن يكون كما كان قبلها " مشيرا إلى فقدان الولايات المتحدة " صفتها كقوة خارقة في النظام المالي العالمي ) .

وألقى شتاينبروك باللوم في الأزمة على عاتق واشنطن فيما وصفها بـحملة ( إنغلوساكسونية لتحقيق أرباح كبيرة ومكافآت هائلة للمصرفيين وكبار مديري الشركات ) وكالات.


وصدق شتاينبروك ، فماهي إلاَّ حفنة من الأنجلوساكسونيين الممتلئين جشعا ، والمتحالفين مع زمرة صهاينة أشد جشعا منهم ، ملاّك شركات عملاقة ، سيطروا على أكبرقوة عسكرية في التاريخ ، وقد استحوذ عليهم شيطان الربا ، واستولى عليهم الطمع بثروات العالم ، حتى استهانوا بدماء الشعوب ، وأبادوا البشر ، فأورثوا قومهم دار البوار ، وأدخلوا العالم في فساد ، ودمار

.في مقال كتبته قبل سنوات ـ مع بداية إحتلال أمريكا للعراق ـ بعنوان ( صدق لاروش ، وكذب بوش ) ، قـلت فيه ما يلي :

لولا هيبة أن أقول بغير علم ، لجزمت أن حديث : ( يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع ) خرَّجه أحمد موقوفا ، والطحاوي في مشكل الآثار مرفوعا عن بعض الأًصحاب ، أنَّ هذا اللكع هو بوش بعينه ، لا يعدوه الوصف قيد أنملة .


ودعوني استشهد بأقوال رجل ما وجدت أصدق لهجة منه في القوم الأمريكانيين ، وهو المرشح الديمقراطي للرئاسة "ليندون لاروش" ، وسأعرّف القراء به بذكر نبذة عنه ، ثم أنقل كلاما مهمّا مما قاله ، يبين الخلفية السياسية التي سبقت مجيء بوش وعصابته محتلين الخليج والعراق عسكريــا :

ليندن لاروش : هو أحد كبار المفكرين السياسيين والاقتصاديين ، وأكثرهم إثارة للجدل في الحياة السياسية في أمريكا ، وهو مرشح ديمقراطي للرئاسة الأمريكية لعام 2004م ، وكان رائد فكرة استراتيجية الدفاع المشترك ( sid ) التي سميت فيما بعد بحرب النجوم .

وكان الوحيد الذي يطالب برفع الحصار عن العراق قبل الاحتلال الصليبي لها ، ومن آراءه توقعه انهيار النظام الإقتصادي العالمي خلال فترة قصيرة جدا ، إذا لم يتم عكس السياسات الراهنة ، والقضاء على جميع أنواع الربا ، والمضاربات على العملات ، والأوراق المالية التي حولت الاقتصاد العالمي إلى نادي قمار ، وأصبحت كالسرطان تعيش على الاقتصاد الحقيقي .

ويشدد لاروش في حملته الانتخابية على أن النظام المالي العالمي وخاصة في الغرب ، قد دخل في مرحلة الإفلاس الفعلي بسبب فك الارتباط كليا ما بين الاقتصاد الفعلي المتمثل بإنتاج واستهلاك السلع والخدمات ، وبين الأوراق المالية المتبادلة في الأسواق العالمية ، ويقول : إن كمية النقد المتبادل في أسواق الصرف ، أكبر من كميات إجمالي الناتج المحلي لجميع أمم الأرض بمئات المرات ، وهذا يحتــــم إدخال النظام المالي العالمي ، في إجراءات إفلاس قريبة .


ولايرى لاروش في مصلحة الشعب الأمريكي أو الأوربي تدمير أفريقيا ، أو آسيا ، أو أمريكا اللاتينية ـ كما تفعل أمريكا ـ بل المستفيد الوحيد هم مجموعة بنوك ،ومؤسسات مالية سياسية .

ويكنُّ كيسنجر وسائر الصهاينة في دوائرالسياسة الأمريكية للاروش ، عداءً شخصياً ، خاصة كيسنجر ، وأطلق عليه حملة صهيونية لتشويه سمعته بالتعاون مع ألـ fbi أدت إلى إدخاله السجن لمدة خمس سنين ، كاد أن يموت بسبب عمره ـ 70سنة ـ وخرج عام 1994م .


ثـم قلت في المقال :

وحدد لاروش المصدر الجذري للمشكلة الأخلاقية ، والسياسية ، باعتبارها الانهيار الاقتصادي العالمي ، وما رافقه من تحول المجتمع الأمريكي من مجتمع منتج إلى مجتمع "استهلاكي" طفيلي ، وعرض المثلث البياني الذي كان قد عرضه لأول مرة عام 1995 ، في مؤتمر في الفاتيكان ، وحدد فيه طبيعة ارتفاع حجم المضاربات المالية، وكمية النقد المتداول في النظام المالي العالمي ، دون أن يرافقه أي نمو في الإنتاج المادي الفعلي للاقتصاد ) انتهى المقال .

وها نحن اليوم نشهد ـ وهذا مـن بركات رمضان ـ بداية الإنهيار الإقتصادي الأمريكي الذي وصل إلى درجة أن يطلق محافظ البنك المركزي الأمريكي صيحة إنذار ( الموت والهلاك ) .

ولا ريب أن سبب ما أصاب هذه الدولة الأمريكية المارقة ، من هذا الدمار الإقتصادي الهائل ، إلى جانـب جشعها الربوي العالمي الذي وعد الله تعالى بمحقه ، فمحقه ، هو طغيانها العظيم ، والذي بلغ أن تسلَّطت على لقيمات الفقراء في البلاد الفقيرة فأخرجتها من أفواه اليتامى ، والمساكين ، وجرَّدتهم من كلِّ صدقة تأتيهم من الدول الإسلامية ، تحت كذبة ( الحرب على الإرهاب ) ، بينما هي أعظم قوة باغية ترهب العالم بغير حقِّ.

لقد سعت أمريكا لتجمِّد كلَّ مال ينفق في سبيل الله تعالى ، فجمَّد الله تعالى أموالها ، ودأبت على إغلاق الجمعيات الخيرية الإسلامية ، وملاحقة المتصدِّقين ، فأغلق الله تعالى عليها أبواب الـرزق ، وقامت ببطـرها ، وأشـرها ، تصد عن سبيل الله تعالى ، فصدَّ الله تعالى عنها سبل الخير.

وجاءت بعد أن عاثت بثروات العالم ، وأسواقها ، لتسرق ثروات أمة المسلمين بإحتلال العراق ، وأفغانستـان ، فعاد عليها سعيها ضلالاً ، ومكـرها وبالاً.

وها نحن نشهد في هذه العشر الأواخر من رمضان ، في هذه الأيام المباركة ، نشهد ثالث إشارة لبداية أفول الهيمنة الأمريكية ، فالأولى كانت بإحتلال العراق ، والثانية كانت بتدخلها في جورجيا ، والثالثة بإنهيار إقتصادها الذي نشهده هذه الأيام .

وقد قال الحق سبحانه : ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ، ثم يغلبون ، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) .

وسبحان الله القائل العلي العظيـم : ( ويريكم آياته فأيّ آيات الله تنكرون ) .

والحمد لله الذي بيده الأمر كلُّه ، وإليه يرجع الأمر كلُّه ، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو العزيز الحكيم
 
التعديل الأخير:

وعد

مجموعة حواء
إنضم
10 أغسطس 2008
المشاركات
1,452
مستوى التفاعل
17
النقاط
38
صدقت لن يدمر امريكا الا صهاينتها الرأسمالين وشجعهم
مشكووور اخوي عالموضوع
 
التعديل الأخير:
أعلى