كنت ضحية من ضحايا هذا المبدأ , مبدأ (من جدّ وجد). فقد كنت أضيع معظم أوقاتي بالكدح والحرص والمثابرة ووضع الخطط ثم محاولة تنفيذها بدقة. وقد وجدت نفسي أخيراً أضعف في معركة الحياة وأقل نجاحاً من أولئك المسترسلين الذين كانوا يسيرون على طبيعتهم من غير تكلف أو حرص أو جهد كبير" نعم أنه حال كل مجتهد ومثابر في عمله سواء كان في الدوائر الحكومية أو في الشركات والمؤسسات يجتهد ويخطط من أجل الأمانه الموكل عليها ومن أجل الرقي والانتاجية ومن أجل الرزق الحلال وبعد هذا كله يأخذ عنائه وأجتهاده وخططه غيره وينسبونها لأنفسهم وهم المسؤلين والمقربين من الهرم الاداري واصحاب المجاملات الكذابة فينسب الشكر والثناء لهم ويجنون من جهود غيرهم محفزات وترقيات مع أنهم كانوا يسيرون على طبيعتهم الاتكالية من غير تكلف أو حرص أو جهد والتي كانت قاعدتها عندهم ( لاتتعب نفسك فغيرك ينجز وانت لك المنجز ) وتصبح أنت في غيابت الجب ليس لك اسم يذكر الا عندما تتأخر لظرف طارئ عن العمل أو عندما يخطأ غيرك تنال عقاب مع من اخطأ ، ياله من ظلم وسلب لحقوق الغير اصبحت آلة من الآلات المستخدمة في العمل من أجل نسخ أو انجاز عمل وبعدها تبقى جماداً ليس لك إلا أن تعمل دون كلل أو ملل ، متى يفيقون هؤلاء الاتكاليون والانانيون من غفلتهم الا يعلمون أنهم محاسبون أمام الله على فعلتهم وأنهم ظلموا غيرهم ، لن أقف من أجلهم بل سأستمر في مثابرتي وجهدي حتى لو كان ذلك على حساب صحتي وهضم حقوقي ، يكفي أنني مقتنع أن رزقي حلال وأن سعادتي تكمل في اتقان عملي وامانتي .
" بقلمي "
" بقلمي "
</i>
الفلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك