يزخر العالم الآن بمدارس أدبية متعددة ، لكل منها اتجاهاتها المستقلة ومفاهيمها المرتبطة بها ، والتي يحاول المنتمون إليها التقيد التام بها ، حتى تكون لهم الهوية الذاتية المستقلة ، والتي تساعد القارئ والناقد على تحديد ماهية تلك المدرسة أو هذا الاتجاه .
ولا مراء في أن هذه المدارس الأدبية العالمية ، قد استطاعت ، بطريقة أو بأخرى أن تتسلل إلى معظم الآداب المعاصرة ، وقد نقل كثير من المثقفين العرب تلك الاتجاهات إلى بلادهم ، فاستعملوا الألفاظ نفسها ، ورددوا التصورات نفسها ، وتبنوا المفاهيم نفسها ، دون بيان للأسس الأخلاقية التي تقوم عليها هذه المدارس .
وهكذا وجد القارئ المسلم نفسه ، واقعا تحت تأثير هذه المدارس ، بل إنه أُلزم بدراستها في الكليات المعنية بالدراسات الأدبية ، وأعد فيها الرسائل العلمية ، وبدت فلسفات هذه المدارس كما لو كانت جزءا لا يتجزأ من طبيعة تكون الشباب المسلم في المجال الأدبي .
ولا شك أن المجال الأدبي مجال مؤثر ، لأنه يعكس الاتجاهات الفلسفية والمنطقية والسياسية والاقتصادية ، وهو أدنى إلى التحلل النفسي في بعض الفروض ، إن لم يكن معظمها ، وهو وثيق الصلة بعلم الجمال وعلم الأحياء والعلوم البحتة والتطبيقية والخيال العلمي ، لذا كان من اللازم مد القارئ المسلم بفكرة محايدة عن هذه المدارس ، يختفي فيها الحكم عليها غالبا ، ويبرز فيها الغرض الوصفي للحقائق دائما ، حتى يعي طبيعة التصورات التي تصدر عنها الأعمال الأدبية ،ذلك أن الإنتاج الأدبي لم يبق وليد التداعي الحر للخواطر ، ولا التحليل المحايد للظواهر وإنما أصبح ينطوي على محاولات للتوجيه من خلال أفكار كان لابد لنا أن نضع أهم ملامحها أمام الشباب المسلم في أهم المدارس الأدبية وهي :
1- الحداثة : وتستمد أفكارها من الماركسية والوجودية والفرويدية والداروينية .
2- البنوية : وهي منهج فكري وأداة للتحليل تقوم على فكرة الكلية . وتقول إن كل ظاهرة إنسانية لابد من تحليلها إلى عناصرها المؤلفة منها .
3- الرمزية : وهي التي تعبر عن التجارب الأدبية بواسطة الرمز والإشارة .
4- السريالية : وهي مذهب أدبي يحاول التحلل من واقع الحياة الواعية .
5- التعبيرية : وهي مذهب أدبي يعطي فيه الأديب للتجربة بعدا ذاتيا ونفسيا .
6- العبثية : وهي مدرسة أدبية تعتبر الإنسان ضائعا وليس لسلوكه معنى في الحياة .
7- الانطباعية : وهي التي تعتبر الانطباع الشخصي هو الأساس في التعبير الأدبي .
8- الميتافيزيقية : وهي التي تبحث عن الظواهر بطريقة عقلية وتقدم أساليب أدبية من شتات من الأخيلة .
9- البرناسية : وهي التي تعتبر العمل الأدبي بعامة والشعر بخاصة غاية في ذاته لا وسيلة للتعبير عن الذات .
10- العدمية : التي تهتم بالعدم باعتباره الوجه الآخر للوجود .
11- الوجودية : التي تركز على الوجود الإنساني في العمل الأدبي باعتباره الحقيقة اليقينية الوحيدة .
12- الرومانسية : التي تهتم في العمل الأدبي بإبراز ما تزخر به النفس من عواطف ومشاعر .
13- الكلاسيكية : التي تحاول بلورة المثل الإنسانية في ثنايا الأعمال الأدبية مع توظيف العمل لخدمة الأخلاق والتقاليد والقيم .
14- الواقعية : وهي مذهب يصور واقع الحياة ويرفض عالم الغيب .
تلك أهم المدارس الأدبية العالمية ، ولما كان القارئ المسلم يستمد تصوراته عن الكون والحياة من عقيدته الإسلامية ومنها التصورات الأدبية ، لذا كان لابد من إعطائه فكرة واضحة عن المدارس الأدبية العالمية ، وعن الإسلامية في الأدب حتى تكون هذه الفكرة بمثابة الضوء الكاشف الذي ينير له الدروب وهو يلج خضم المدارس الأدبية بكل تعقيداتها ومنطلقاتها الملحدة غالبا ، أو غير الملتزمة بالقيم الأخلاقية ناهيك عن الدين ، في معظم الأحيان . وسيصل القارئ إلى الحقيقة المؤكدة وهي أن أي عمل بلا هدف أخلاقي لاقيمة له ، ومن باب أولى فإن أي عمل لا يلتزم بمنهج عقدي لا وزن له . وبعد أن تترسخ تلك الحقيقة في ذهن الشاب المسلم ، فإنه لا يضيره إطلاقا أن يأخذ في مدرسته الإسلامية بأي مسلك من مسالك تلك المدارس بعد أن يعزل منها الداء العضال أو السم الزعاف الذي تنطلق منه وتحاول أن تقدمه للقارئ في ثنايا عبارات غير ملتزمة أو أساليب غير مقبولة أو تراكيب غير عفيفة .
...................................................................
الموسوعة الميسرة : د/ مانع بن حماد الجهني
ولا مراء في أن هذه المدارس الأدبية العالمية ، قد استطاعت ، بطريقة أو بأخرى أن تتسلل إلى معظم الآداب المعاصرة ، وقد نقل كثير من المثقفين العرب تلك الاتجاهات إلى بلادهم ، فاستعملوا الألفاظ نفسها ، ورددوا التصورات نفسها ، وتبنوا المفاهيم نفسها ، دون بيان للأسس الأخلاقية التي تقوم عليها هذه المدارس .
وهكذا وجد القارئ المسلم نفسه ، واقعا تحت تأثير هذه المدارس ، بل إنه أُلزم بدراستها في الكليات المعنية بالدراسات الأدبية ، وأعد فيها الرسائل العلمية ، وبدت فلسفات هذه المدارس كما لو كانت جزءا لا يتجزأ من طبيعة تكون الشباب المسلم في المجال الأدبي .
ولا شك أن المجال الأدبي مجال مؤثر ، لأنه يعكس الاتجاهات الفلسفية والمنطقية والسياسية والاقتصادية ، وهو أدنى إلى التحلل النفسي في بعض الفروض ، إن لم يكن معظمها ، وهو وثيق الصلة بعلم الجمال وعلم الأحياء والعلوم البحتة والتطبيقية والخيال العلمي ، لذا كان من اللازم مد القارئ المسلم بفكرة محايدة عن هذه المدارس ، يختفي فيها الحكم عليها غالبا ، ويبرز فيها الغرض الوصفي للحقائق دائما ، حتى يعي طبيعة التصورات التي تصدر عنها الأعمال الأدبية ،ذلك أن الإنتاج الأدبي لم يبق وليد التداعي الحر للخواطر ، ولا التحليل المحايد للظواهر وإنما أصبح ينطوي على محاولات للتوجيه من خلال أفكار كان لابد لنا أن نضع أهم ملامحها أمام الشباب المسلم في أهم المدارس الأدبية وهي :
1- الحداثة : وتستمد أفكارها من الماركسية والوجودية والفرويدية والداروينية .
2- البنوية : وهي منهج فكري وأداة للتحليل تقوم على فكرة الكلية . وتقول إن كل ظاهرة إنسانية لابد من تحليلها إلى عناصرها المؤلفة منها .
3- الرمزية : وهي التي تعبر عن التجارب الأدبية بواسطة الرمز والإشارة .
4- السريالية : وهي مذهب أدبي يحاول التحلل من واقع الحياة الواعية .
5- التعبيرية : وهي مذهب أدبي يعطي فيه الأديب للتجربة بعدا ذاتيا ونفسيا .
6- العبثية : وهي مدرسة أدبية تعتبر الإنسان ضائعا وليس لسلوكه معنى في الحياة .
7- الانطباعية : وهي التي تعتبر الانطباع الشخصي هو الأساس في التعبير الأدبي .
8- الميتافيزيقية : وهي التي تبحث عن الظواهر بطريقة عقلية وتقدم أساليب أدبية من شتات من الأخيلة .
9- البرناسية : وهي التي تعتبر العمل الأدبي بعامة والشعر بخاصة غاية في ذاته لا وسيلة للتعبير عن الذات .
10- العدمية : التي تهتم بالعدم باعتباره الوجه الآخر للوجود .
11- الوجودية : التي تركز على الوجود الإنساني في العمل الأدبي باعتباره الحقيقة اليقينية الوحيدة .
12- الرومانسية : التي تهتم في العمل الأدبي بإبراز ما تزخر به النفس من عواطف ومشاعر .
13- الكلاسيكية : التي تحاول بلورة المثل الإنسانية في ثنايا الأعمال الأدبية مع توظيف العمل لخدمة الأخلاق والتقاليد والقيم .
14- الواقعية : وهي مذهب يصور واقع الحياة ويرفض عالم الغيب .
تلك أهم المدارس الأدبية العالمية ، ولما كان القارئ المسلم يستمد تصوراته عن الكون والحياة من عقيدته الإسلامية ومنها التصورات الأدبية ، لذا كان لابد من إعطائه فكرة واضحة عن المدارس الأدبية العالمية ، وعن الإسلامية في الأدب حتى تكون هذه الفكرة بمثابة الضوء الكاشف الذي ينير له الدروب وهو يلج خضم المدارس الأدبية بكل تعقيداتها ومنطلقاتها الملحدة غالبا ، أو غير الملتزمة بالقيم الأخلاقية ناهيك عن الدين ، في معظم الأحيان . وسيصل القارئ إلى الحقيقة المؤكدة وهي أن أي عمل بلا هدف أخلاقي لاقيمة له ، ومن باب أولى فإن أي عمل لا يلتزم بمنهج عقدي لا وزن له . وبعد أن تترسخ تلك الحقيقة في ذهن الشاب المسلم ، فإنه لا يضيره إطلاقا أن يأخذ في مدرسته الإسلامية بأي مسلك من مسالك تلك المدارس بعد أن يعزل منها الداء العضال أو السم الزعاف الذي تنطلق منه وتحاول أن تقدمه للقارئ في ثنايا عبارات غير ملتزمة أو أساليب غير مقبولة أو تراكيب غير عفيفة .
...................................................................
الموسوعة الميسرة : د/ مانع بن حماد الجهني