صقر تهامة
مراقب منتديات بني مالك
- إنضم
- 11 مايو 2007
- المشاركات
- 14,149
- مستوى التفاعل
- 172
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الجنوب
- الموقع الالكتروني
- www.banimalk.net
[frame="12 70"]قلت سابقا بأنني لن اتدخل في نقاش يختص بنسب بجيلة الى عدنان او قحطان (بالجزم) ولكن اذا لزم الامر التدخل فانا على اتم الاستعداد لذلك ، وهنا لاني ارجح انتساب بجيلة الى عدنان بدون الجزم ومع اخذي بالراي الاخر وهو نسبها الى قحطان فإني احببت ان اوضح بعض الامور التي لها صلة ببجيلة والتي كثر الحديث عنها في المنتديات من قبل اناس اما انهم لم يقرؤوا المعلومة جيدا ولم يدرسوها بعناية او انهم جهلة غلبت عليهم العنصرية فأخذوا من التاريخ مايوافق اهواءهم ومايوازي عواطفهم ، ومن هذه الامور الادعاء والجزم بسيادة بني قحطان في الجاهلية على بني عدنان بدون العودة الى حقيقة هذه السيادة ولماذا وكيف كانت؟؟[/frame]
قبل ان ابدا ....اسجل اعجابي الشديد بالاساتذة الكرام الذين لايكتفون بنقل الاخبار من المصادر الى الموقع بل يتجاوزون ذلك الى دراستها ومقارنتها بما قبلها ومابعدها ، وهذا هو الاسلوب العلمي الذي نتمناه في كل المنتديات وليس فقط منتدانا ، حتى يؤتى راعي الحق حقه وهذا اضعف الامانة وهؤلاء الاساتذة هم (جبل عمد - سعيد المالكي -اسد بنكرز-الدكتور البجلي الكويتي) .
كما قلت سابقا فانني ارجح انتساب بجيلة الى عدنان مع احترامي واخذي بالراي الاخر في الدرجة الثانية ، ولهذا سنتحدث عن بجيلة وعلاقتها بالدول العربية التي طرأت قبل الاسلام وقبل هذا ماهي هذه الدول وماهي حقيقتها ولماذا تسنى لها السيطرة على القبايل وهل كل القبايل دانت لها وهل كانت بجيلة تدين لها ام لا؟
الاسماعيليين او العرب العدنانية او العرب المستعربة -كما يحلو للبعض تسميتهم- هم شعب واحد من نسل ابراهيم عليه السلام اذ ان ابراهيم ينتسب له العرب الاسماعيليين وبني اسرائيل (ابناء يعقوب عليه السلام) والاسماعيليين ليسوا فقط ابناء نزار بن معد بل هناك بطون اخرى اختلطت بالامم مثل قنص وهناك من لم يعقب له نسل ، وللاسماعيليين ذكر قديم في التاريخ وليس كما يعتقده بعض السطحيين (كما يقول اسد بنكرز البجلي) حيث ورد في التوراة ان قوافل الاسماعيليين كانت تأتي الى مصر للتجارة وذلك في ايام يوسف عليه السلام (ابن عمهم يعقوب) وذلك مذكور في سفر التكوين ، بل قيل انهم هم الذين اشتروا يوسف وباعوه في قصته الشهيرة المذكورة في القران الكريم وذلك في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ، وفي سفر القضاة ذكر ان الاسماعيليين قاتلوا ابناء عمومتهم من بني اسرائيل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، اذا فلبني اسماعيل ذكر قديم في التاريخ .
[frame="13 70"]وقد ورد ان جميع العرب العدنانية كانت بادية باستثناء البعض منهم وكانت ديارهم تقع فيما بين حويلة الى اشور ، وحويل بتهامة اليمن واشور قرب سيناء وكان من اشهرهم في اخر امرهم وقبل ان يبدؤوا في الانتشار اكثر من ذي قبل (معد وعك) ومن معد اتى نزار الذي ولد خمسة شعوب عظيمة هم ( مضر - انمار - ربيعة - اياد - ويقال قضاعة) . [/frame]
وانتشر بنو نزار في الجزيرة العربية وخارجها فاما اياد وانمار فقد كانا مجاورين لمضر وتقع ديارهم من الطايف الى نجران .
إذا فـ نزار ماهو الا غصن واحد من هذه الشجرة الاسماعيلية الكبيرة ، وهذا يعني ان ظهور مضر وانمار واياد وربيعة في البداية لم يكن مماثلا بالعرب القحطانية في اليمن الذين تمسكوا باسم أبيهم (قحطان) وتجمعوا حوله ، بينما اكتفى الاسماعيليين بالانتساب الى اسماعيل واكتفى النزاريين فيما بعد بالانتساب الى معد أبو نزار ، علما بأنه كان بامكانهم الانتساب الى أبيهم (ابراهيم عليه السلام) او (القاسم) وهو شقيق قحطان ، وفيما لو حصل ذلك فهذا يعني أنهم لن يكونوا بمفردهم بل سينضم إليهم امم اخرى كبيرة ولكن شاء الله ان تسير الامور بهذه الطريقة فسبحان الله العظيم .
[frame="15 70"]وقد كان تاريخ الاسماعيليين او العدنانيين على وجه الخصوص خاليا من الاساطير الا فيما ندر ولذلك فجل الاخبار المنقولة عنهم لم تكن غريبة او تدل على معجزة ، ولعل اخبارهم فيما قبل عدنان تكاد تكون معدومة ولهذا فلا نجد في تاريخهم اي اسطورة او اي خارق من خوارق الامور ، وفيما بعد عدنان وجدت بعض الاشارات الى تاريخهم وهي ايضا مقبولة ليس فيها غريب والا لكان قد اشاروا إليها كبار المؤرخين ممن درسوا التاريخ ولم يكتفوا بنقله فقط ، ومنهم ابن خلدون ، حتى اتى زمن نزار وابناءه فوثقت الاشعار الكثير من احداثهم ولعل من اهم تلك الاحداث هي علاقة بني نزار بالدول العربية التي نشأت قبل الاسلام ومنها المناذرة والغساسنة وغيرهم .[/frame]
وسوف اتجاوز مرحلة التبابعة ومابعدهم لانه امور بها امور لاتتوافق مع العقل وكاننا نعايش فلما اسطوريا ولقد كان لبعض من العلماء وجهة نظر في تلك الحقبة الزمنية البعيدة فهم لم ينفوا حقيقة تلك الممالك بل نفوا الكثير من الاحداث وخصوصا اتساع ملكهم او قهرهم للشعوب الاخرى وخصوصا الاسماعيلية ، وعلى كل حال فان النزاريين في تلك الحقية الزمنية البعيدة كانوا في بداية ظهورهم والحديث عن اجدادهم الاسماعيلين فيه صعوبة بالغة اذ قلة المصادر وقلة الاخبار الواردة عنهم كما اسلفت .
[frame="15 70"]والان ندخل الى صلب موضوعنا وهو الدول العربية التي قامت قبل الاسلام وعلاقة بجيلة خاصة وبني نزار عامة بها .[/frame]
فلم تكن هذه الدول في معظم تاريخها تتمتع باستقلالية تامة بل كانت تقبع تحت مظلة اعظم دولتين انذاك وهما (فارس والروم) اذ ان البلاد العربية تشكل حاجزا جغرافيا بين هاتين الدولتين العظيمتين ، حتى انه اتى زمان دمرت فيه بعض الممالك العربية مثل دولة الغساسنة التي دمرتها دولة بيزنطة وفارس ومثل قيام دولة روما بتدمير الدولة التدمرية العربية .
وفي تاريخ هذه الدول فانه ليس هناك جزم الى اي الجذمين يمكن ان ننسب قيامها ، نظرا للاختلاف اصلا في انساب مؤسسيها ، فهناك من ينسبهم الى القحطانيين وهناك من ينسبهم الى العدنانيين بل هناك من ينسبهم الى العماليق ، ولكل من المؤرخين دليل يتكئ عليه في هذا الاختلاف ، فيقول من ينسبها الى عدنان بأن معبودات تلك الدول هي في الاصل من معبودات عرب الشمال ، علما بان معبودات عرب الشمال تختلف عن معبودات عرب اليمن حتى في المسميات وهذا دليل لايمكن الاستهانة به على كل حال ، كما ان اسماء ملوك تلك الدول ليس فيها رائحة سبئية او معينية (احدى الدول العربية التي قامت في اليمن) وعلى كل حال فلايهمنا الجزم بصحة المعلومات والمهم هو ان الاختلاف حولها كثير .
[frame="11 70"]في تلك الايام كان العرب الاسماعيليين وخصوصا المعديين بدوا رحلا تتسم حياتهم بالقساوة والجلادة ولذلك كثر الغزو فيما بينهم لاسباب كثيرة ، بعكس العرب القحطانية الذين كانوا متحضرين في غالبيتهم لايرتحلون من اماكنهم ، فاستعانت الدول العربية انذاك (واقصد المناذرة والغساسنة وغيرهم) باولئك العرب الاسماعيليين للحروب مع الدول الاخرى او لتحريض قبيلة بتأديب قبيلة اخرى ، ولم يكن دخول تلك القبايل الاسماعيلية تحت مظلة تلك الدول العربية من باب الضعف بل لاسباب كثيرة منها : روح النزاع والتخاصم وقوة الشكيمة في العرب العدنانية مماجعلهم يبحثون عمن يصلح بينهم ، ومن الاسباب هو تبعية تلك الدول العربية للدول الاجنبية مثل فارس والروم وذلك اكسبها قوة . [/frame]
الا ان هناك قبايل اسماعيلية (عدنانية) لم تكن تنتمي الى اي دولة من تلك الدول العربية بل كانت رئاستها في يد رجالها من المشايخ والفرسان ، ومن تلك القبايل (قبيلة بجيلة وقبيلة قريش) وغيرها ولذلك اسمتهم العرب (الحُمس) اي العرب اللقاح الذين لايدينون للملوك .
هناك نقطة مهمة وهي ادعاء الكثير من الكتاب بأن مالك بن فهم كان ملكا على العرب كافة ايام توليه ملك قبايل (تنوخ) المجمعة من اصول قحطانية وعدنانية وغيرها وهذا الحقيقة غير صحيح ًُُفمالك بن فهم تحالف مع الفرس مماساعده على بسط نفوذه وملكه على عرب تنوخ لا اقل ولا اكثر ثم اتى بعده عدي بن عمرو الذي تولى امارة عرب الحيرة والانبار ، وبعدهم اتى امرؤ القيس الذي كانت مملكته متاخمة لديار مضر وربيعة ولم يبسط نفوذه عليهم ومن يدعي بذلك فهو يستند على اقوال العاطفيين من الاخباريين ، ثم اتى بعده ابنه المنذر وفي زمنه احتل الاحباش اليمن واتسع نفوذ الروم اكثر من ذي قبل ، والحديث حول ذلك يطول .
[FRAME="7 70"]نخلص الى القبايل الاسماعيلية كانت قديمة قدم التاريخ وان انضواءهم تحت مظلة القحطانيين كان بدافع اسباب داخلية (اجتماعية) او (سياسية) وكذلك اسباب خارجية ومنها بسط نفوذ الفرس والروم على اكثر بلاد العرب انذاك مما اجبر ملوك العرب على السعي لمحالفة اولئك الاسماعيليين لصد الاعتداءات الى جانب بعض من القحطانيين .
ونخلص ايضا الى ان قبيلة بجيلة كانت لاتدين للملوك ولم تكن تنتمي الى اي مملكة من تلك الممالك فعاشت بعيدة عن المشاكل والحروب التي بلي بها الكثير من ابناء عمومتهم العدنانيين والقحطانيين ، ولذلك اطلق عليهم العرب (الحمس) .[/FRAME]
منقول بتصرف من مقدمة بن خلدون
وتاريخ الفكر الديني في الجاهلية
قبل ان ابدا ....اسجل اعجابي الشديد بالاساتذة الكرام الذين لايكتفون بنقل الاخبار من المصادر الى الموقع بل يتجاوزون ذلك الى دراستها ومقارنتها بما قبلها ومابعدها ، وهذا هو الاسلوب العلمي الذي نتمناه في كل المنتديات وليس فقط منتدانا ، حتى يؤتى راعي الحق حقه وهذا اضعف الامانة وهؤلاء الاساتذة هم (جبل عمد - سعيد المالكي -اسد بنكرز-الدكتور البجلي الكويتي) .
كما قلت سابقا فانني ارجح انتساب بجيلة الى عدنان مع احترامي واخذي بالراي الاخر في الدرجة الثانية ، ولهذا سنتحدث عن بجيلة وعلاقتها بالدول العربية التي طرأت قبل الاسلام وقبل هذا ماهي هذه الدول وماهي حقيقتها ولماذا تسنى لها السيطرة على القبايل وهل كل القبايل دانت لها وهل كانت بجيلة تدين لها ام لا؟
الاسماعيليين او العرب العدنانية او العرب المستعربة -كما يحلو للبعض تسميتهم- هم شعب واحد من نسل ابراهيم عليه السلام اذ ان ابراهيم ينتسب له العرب الاسماعيليين وبني اسرائيل (ابناء يعقوب عليه السلام) والاسماعيليين ليسوا فقط ابناء نزار بن معد بل هناك بطون اخرى اختلطت بالامم مثل قنص وهناك من لم يعقب له نسل ، وللاسماعيليين ذكر قديم في التاريخ وليس كما يعتقده بعض السطحيين (كما يقول اسد بنكرز البجلي) حيث ورد في التوراة ان قوافل الاسماعيليين كانت تأتي الى مصر للتجارة وذلك في ايام يوسف عليه السلام (ابن عمهم يعقوب) وذلك مذكور في سفر التكوين ، بل قيل انهم هم الذين اشتروا يوسف وباعوه في قصته الشهيرة المذكورة في القران الكريم وذلك في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ، وفي سفر القضاة ذكر ان الاسماعيليين قاتلوا ابناء عمومتهم من بني اسرائيل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، اذا فلبني اسماعيل ذكر قديم في التاريخ .
[frame="13 70"]وقد ورد ان جميع العرب العدنانية كانت بادية باستثناء البعض منهم وكانت ديارهم تقع فيما بين حويلة الى اشور ، وحويل بتهامة اليمن واشور قرب سيناء وكان من اشهرهم في اخر امرهم وقبل ان يبدؤوا في الانتشار اكثر من ذي قبل (معد وعك) ومن معد اتى نزار الذي ولد خمسة شعوب عظيمة هم ( مضر - انمار - ربيعة - اياد - ويقال قضاعة) . [/frame]
وانتشر بنو نزار في الجزيرة العربية وخارجها فاما اياد وانمار فقد كانا مجاورين لمضر وتقع ديارهم من الطايف الى نجران .
إذا فـ نزار ماهو الا غصن واحد من هذه الشجرة الاسماعيلية الكبيرة ، وهذا يعني ان ظهور مضر وانمار واياد وربيعة في البداية لم يكن مماثلا بالعرب القحطانية في اليمن الذين تمسكوا باسم أبيهم (قحطان) وتجمعوا حوله ، بينما اكتفى الاسماعيليين بالانتساب الى اسماعيل واكتفى النزاريين فيما بعد بالانتساب الى معد أبو نزار ، علما بأنه كان بامكانهم الانتساب الى أبيهم (ابراهيم عليه السلام) او (القاسم) وهو شقيق قحطان ، وفيما لو حصل ذلك فهذا يعني أنهم لن يكونوا بمفردهم بل سينضم إليهم امم اخرى كبيرة ولكن شاء الله ان تسير الامور بهذه الطريقة فسبحان الله العظيم .
[frame="15 70"]وقد كان تاريخ الاسماعيليين او العدنانيين على وجه الخصوص خاليا من الاساطير الا فيما ندر ولذلك فجل الاخبار المنقولة عنهم لم تكن غريبة او تدل على معجزة ، ولعل اخبارهم فيما قبل عدنان تكاد تكون معدومة ولهذا فلا نجد في تاريخهم اي اسطورة او اي خارق من خوارق الامور ، وفيما بعد عدنان وجدت بعض الاشارات الى تاريخهم وهي ايضا مقبولة ليس فيها غريب والا لكان قد اشاروا إليها كبار المؤرخين ممن درسوا التاريخ ولم يكتفوا بنقله فقط ، ومنهم ابن خلدون ، حتى اتى زمن نزار وابناءه فوثقت الاشعار الكثير من احداثهم ولعل من اهم تلك الاحداث هي علاقة بني نزار بالدول العربية التي نشأت قبل الاسلام ومنها المناذرة والغساسنة وغيرهم .[/frame]
وسوف اتجاوز مرحلة التبابعة ومابعدهم لانه امور بها امور لاتتوافق مع العقل وكاننا نعايش فلما اسطوريا ولقد كان لبعض من العلماء وجهة نظر في تلك الحقبة الزمنية البعيدة فهم لم ينفوا حقيقة تلك الممالك بل نفوا الكثير من الاحداث وخصوصا اتساع ملكهم او قهرهم للشعوب الاخرى وخصوصا الاسماعيلية ، وعلى كل حال فان النزاريين في تلك الحقية الزمنية البعيدة كانوا في بداية ظهورهم والحديث عن اجدادهم الاسماعيلين فيه صعوبة بالغة اذ قلة المصادر وقلة الاخبار الواردة عنهم كما اسلفت .
[frame="15 70"]والان ندخل الى صلب موضوعنا وهو الدول العربية التي قامت قبل الاسلام وعلاقة بجيلة خاصة وبني نزار عامة بها .[/frame]
فلم تكن هذه الدول في معظم تاريخها تتمتع باستقلالية تامة بل كانت تقبع تحت مظلة اعظم دولتين انذاك وهما (فارس والروم) اذ ان البلاد العربية تشكل حاجزا جغرافيا بين هاتين الدولتين العظيمتين ، حتى انه اتى زمان دمرت فيه بعض الممالك العربية مثل دولة الغساسنة التي دمرتها دولة بيزنطة وفارس ومثل قيام دولة روما بتدمير الدولة التدمرية العربية .
وفي تاريخ هذه الدول فانه ليس هناك جزم الى اي الجذمين يمكن ان ننسب قيامها ، نظرا للاختلاف اصلا في انساب مؤسسيها ، فهناك من ينسبهم الى القحطانيين وهناك من ينسبهم الى العدنانيين بل هناك من ينسبهم الى العماليق ، ولكل من المؤرخين دليل يتكئ عليه في هذا الاختلاف ، فيقول من ينسبها الى عدنان بأن معبودات تلك الدول هي في الاصل من معبودات عرب الشمال ، علما بان معبودات عرب الشمال تختلف عن معبودات عرب اليمن حتى في المسميات وهذا دليل لايمكن الاستهانة به على كل حال ، كما ان اسماء ملوك تلك الدول ليس فيها رائحة سبئية او معينية (احدى الدول العربية التي قامت في اليمن) وعلى كل حال فلايهمنا الجزم بصحة المعلومات والمهم هو ان الاختلاف حولها كثير .
[frame="11 70"]في تلك الايام كان العرب الاسماعيليين وخصوصا المعديين بدوا رحلا تتسم حياتهم بالقساوة والجلادة ولذلك كثر الغزو فيما بينهم لاسباب كثيرة ، بعكس العرب القحطانية الذين كانوا متحضرين في غالبيتهم لايرتحلون من اماكنهم ، فاستعانت الدول العربية انذاك (واقصد المناذرة والغساسنة وغيرهم) باولئك العرب الاسماعيليين للحروب مع الدول الاخرى او لتحريض قبيلة بتأديب قبيلة اخرى ، ولم يكن دخول تلك القبايل الاسماعيلية تحت مظلة تلك الدول العربية من باب الضعف بل لاسباب كثيرة منها : روح النزاع والتخاصم وقوة الشكيمة في العرب العدنانية مماجعلهم يبحثون عمن يصلح بينهم ، ومن الاسباب هو تبعية تلك الدول العربية للدول الاجنبية مثل فارس والروم وذلك اكسبها قوة . [/frame]
الا ان هناك قبايل اسماعيلية (عدنانية) لم تكن تنتمي الى اي دولة من تلك الدول العربية بل كانت رئاستها في يد رجالها من المشايخ والفرسان ، ومن تلك القبايل (قبيلة بجيلة وقبيلة قريش) وغيرها ولذلك اسمتهم العرب (الحُمس) اي العرب اللقاح الذين لايدينون للملوك .
هناك نقطة مهمة وهي ادعاء الكثير من الكتاب بأن مالك بن فهم كان ملكا على العرب كافة ايام توليه ملك قبايل (تنوخ) المجمعة من اصول قحطانية وعدنانية وغيرها وهذا الحقيقة غير صحيح ًُُفمالك بن فهم تحالف مع الفرس مماساعده على بسط نفوذه وملكه على عرب تنوخ لا اقل ولا اكثر ثم اتى بعده عدي بن عمرو الذي تولى امارة عرب الحيرة والانبار ، وبعدهم اتى امرؤ القيس الذي كانت مملكته متاخمة لديار مضر وربيعة ولم يبسط نفوذه عليهم ومن يدعي بذلك فهو يستند على اقوال العاطفيين من الاخباريين ، ثم اتى بعده ابنه المنذر وفي زمنه احتل الاحباش اليمن واتسع نفوذ الروم اكثر من ذي قبل ، والحديث حول ذلك يطول .
[FRAME="7 70"]نخلص الى القبايل الاسماعيلية كانت قديمة قدم التاريخ وان انضواءهم تحت مظلة القحطانيين كان بدافع اسباب داخلية (اجتماعية) او (سياسية) وكذلك اسباب خارجية ومنها بسط نفوذ الفرس والروم على اكثر بلاد العرب انذاك مما اجبر ملوك العرب على السعي لمحالفة اولئك الاسماعيليين لصد الاعتداءات الى جانب بعض من القحطانيين .
ونخلص ايضا الى ان قبيلة بجيلة كانت لاتدين للملوك ولم تكن تنتمي الى اي مملكة من تلك الممالك فعاشت بعيدة عن المشاكل والحروب التي بلي بها الكثير من ابناء عمومتهم العدنانيين والقحطانيين ، ولذلك اطلق عليهم العرب (الحمس) .[/FRAME]
منقول بتصرف من مقدمة بن خلدون
وتاريخ الفكر الديني في الجاهلية
التعديل الأخير: