مي وملح

سلامتك يا شام

مشرفة سابقة
إنضم
23 يوليو 2011
المشاركات
3,507
مستوى التفاعل
58
النقاط
48
الإقامة
في بيت بابا وعيون ماما
view_1400420779.jpg


غزة- سيد إسماعيل

"سألتني أمي: "إلى أين أنت ذاهب الآن؟" كانت تعلم أنني "في عز الامتحانات"، وتعلم أيضًا أنني لم أنم طوال الليل. فكنتُ أستعد للامتحان النهائي لمادة "المونتاج"، والتي استغرقت مني الوقت بكامله بدءًا من الساعة العاشرة مساء وحتى الثامنة صباحًا، فبرامج "المونتاج" تستغرق وقتاً طويلاً في العمل، وخاصة على جهاز حاسوب محدود الإمكانيات مثل جهازي، وقد زادت الأمر سوءاً ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة..". توقف الطالب فرحان أبو ظاهر، قبل أن يكمل" : قلتُ لها إن لدينا فعالية من أجل الأسرى ينظمها طلبة "النادي الإعلامي" بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، والتي أدرس بها. قالت لي ساعتها: لا بأس. اذهب في أمان الله يا ولدي! "الأسرى تاج راسنا ومش خسارة فيهم"..!" .


عبر الفيس بوك..

كان يوم الخميس حاراً، وقد انتصف النهار، فيما وقف العشرات من الطلبة والطالبات أمام مقر الصليب الأحمر، حاملين اللافتات الورقية المطالبة بإنهاء الاعتقال الإداري، مع بعض أسماء الأسرى المضربين عن الطعام، وقد ارتدى غالبيتهم "تي شيرت" رسم عليه شعار حملة "مي وملح"، مع عبارة "لا للاعتقال الإداري". سألتُ أحد طلاب النادي الإعلامي، هيثم عدس عن كيفية تنظيم الفعالية فقال: "عبر الفيس بوك. هنالك مجموعة "النادي الإعلامي" الخاص بطلبة بكالوريوس الإعلام والصحافة التطبيقية بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وهؤلاء متفاعلون جداً وقد قرروا حضور الفعالية تضامناً مع الأسرى المضربين. لقد شعرنا بالمسئولية تجاه أسرانا، وكان "أضعف الإيمان" هو تنظيم هذه الفعالية.. ".

كان يوم الخميس حافلاً بالأحداث أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، فقد شهد مشاركة العديد من القوى الوطنية والإسلامية، بالإضافة إلى هؤلاء الطلاب، الذين ألقى أحدهم بياناً أعدوه طالبوا فيه بضرورة زيادة الحراك الشعبي الداعم للأسرى وخاصة من قبل فئة الطلاب. تقول الطالبة إسلام الحصري: " رغم أننا في فترة الامتحانات، إلا أننا قررنا أن نشارك في هذه الفعالية. في وقت سابق، كنتُ أشارك أنا وزميلاتي وزملائي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بحملة "مي وملح" عبر وضع صور وتصاميم تعبر عن التضامن مع الأسرى, وقد ارتبطت بوسم "هاشتاج" الحملة. اليوم أنا سعيدة لأنني موجودة في الميدان، لأنني شعرتُ أن "الحراك الإلكتروني" لن يكون كافياً.. ".

أما زميلتها وردة الدريملي، فتتحدث عن بداية انطلاق الفكرة بالقول: " لقد جاء المقترح من خلال المحاضر بكليتنا، الدكتور وائل عبد العال، حيثُ نشر المقترح عبر صفحتنا بالفيس بوك، مع ضرورة التسجيل المسبق، ولقد كنتُ مسرورة بوجود الغالبية العظمى من الطلبة والطالبات وقد حضروا الفعالية، بل والتزموا جميعاً بالموعد المحدد لها. لقد شعرتُ بمتعة العمل الجماعي، ومدى أهميته بالنسبة لنا في مثل هذه الفعاليات التضامنية ".


"بادر بالتضامن معهم!"

أما الدكتور عبد العال، فيقول لـ"فلسطين": " ما أسعدني بحق هو أن الطلاب كانوا هم من نفذوا الفعالية فعلياً. كان دوري هو توفير تبرعات بسيطة لجزء من ثمن "التي شيرت" التي ارتداها الطلاب، فيما قاموا هم بإعداد كل شيء: البيان الذي لم أتدخل في صياغته، ولم يتم التعديل عليه إلا بملاحظات بسيطة. إرسال الدعوات، والاستمرار في الحملات التضامنية مع الأسرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إنني فخور بهم فعلاً، وأعتبرهم "زملاء" في مهنة الصحافة.. ".

ومن ثم يواصل بالقول: " هذه ليست المرة الأولى التي يبادر فيها طلاب نادينا لخدمة مجتمعهم والتضامن مع قضاياه، فقد قاموا خلال فترة المنخفض الجوي الذي أصاب غزة بفيضانات عارمة بالتطوع لتوزيع المساعدات وخدمة الأسر المنكوبة. وما نسعى إليه اليوم من خلال هذه الفعالية هو ألا يكون دور الطالب الجامعي سلبياً في مجتمعه المحلي، إذ ينبغي عليه أن يشارك في فعالياته الوطنية ويتفاعل مع قضاياه المختلفة، وبخاصة قضية الأسرى التي تعد واحدة من أهم القضايا المركزية لشعبنا. وما أسعدني أيضاً إدراكي بحجم معاناتهم مع الاستعداد للامتحانات الجامعية، ورغم ذلك فقد أتت غالبيتهم العظمى إلى هنا ".

بدوره، يقول الطالب أحمد مسعد: " هل تعلم بأنني لم أتمكن من الالتحاق بأحد الامتحانات النصفية في الجامعة بسبب أزمة المواصلات شبه المتكررة بغزة؟ أنا أسكن بالمحافظة الوسطى وتحديداً بمدينة دير البلح, لا تتخيل مدى معاناتي في الذهاب والإياب من الجامعة في ظل أزمة المواصلات، مع وجود عبء دراسي كبير نسبياً يتطلب مني متابعته باستمرار، وهو سبع عشرة ساعة دراسية، ويحتوي العديد من المواد العملية التي يتوجب علينا دراستها ومتابعتها باستمرار. لكنني برغم كل شيء، مسرور بأنني أتيتُ هنا، وتضامنتُ مع إخواني الأسرى ".

أما الطالب أبو ظاهر، فيتمم قائلاً: " أنا ابن شهيد ومن أسرة بسيطة, هذه الميزة أكسبتني حساً خاصاً تجاه مختلف قضايانا الوطنية. وما أسعدني أنني لم أجد هذا الحس غائباً لدى زملائي. قد قال البعض: " ما الذي يمكن أن تقوم به فعاليتكم من أجل الأسرى؟"، وإنني أقول لهؤلاء: هذا أفضل من الوقوف مكتوفي الأيدي. لقد فقد هؤلاء الأسرى أجمل سنوات عمرهم، ليعيشوا في عذاب مستمر، تاركين وراءهم أسرهم لتعاني مرارة الحرمان بسبب غيابهم. فهل تنظيم فعالية بسيطة كهذه شيء كثير بالنسبة لتضحياتهم؟؟ ما أود قوله: إن هذه الفعالية لن تكون "يتيمة"، وأنني وزملائي سنستمر في القيام بالمزيد من هذه الفعاليات للتضامن مع أسرانا ".

 
إنضم
17 فبراير 2011
المشاركات
783
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
نسال الله أن يفرج عن إخواننا المعتقلين في السجون الإسرائيلية .. وان يدحر كيد اليهود والنصارى.
 
أعلى