احمد بن شويل المالكي
مشرف سابق
الثبات في القتال من أهم اسباب النصر في الحرب ، وقد أمر الله سبحانه به ، كما نهى ربنا عن الفرار من الزحف ، واعتبر ذلك عهداً من عند الله مسؤولاً عنه . وعوامل الثبات ؛ نصر دين الله، وذكر الله كثيراً. وقد انزل الله على عباده المؤمنين الملائكة ليثبتوا قلوبهم، فاطمأنت النفوس حتى غشيهم النعاس أمنة من الله سبحانه .
1/ اول شروط الانتصار ، هو عقد العزم على الثبات مهما كلف الأمر ، كما قال الامام علي عليه السلام لابنه محمد ابن الحنفية لما اعطاه الراية يوم الجمل : "تزول الجبال ولا تزل ، عض على ناجذك ، اعر الله جمجمتك ، تد في الأرض قدمك ، ارم ببصرك اقصى القوم ، وغض بصرك ، واعلم ان النصر من عند الله سبحانه ". (76)
ولكن العزم على الثبات بحاجة الى تنمية الارادة وشحذ العزم ، وذلك عن طريق تحقيق الشرط الثاني للانتصار ، وهو ذكر الله ذكراً كثيراً . لان ذكر الله يوجه المرء الى أوامره الرشيدة ، والى وعده ووعيده بالثواب او بالعقاب ، والى آلائه التي تشكر ، ورضوانه الذي يرجى ، وحبه الذي يتطلع المؤمن الى الشهادة من أجله . قال الله سبحانه : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (الانفال/45)
الفلاح يأتي بالنتيجة بعد شرطي الثبات عند اللقاء ، وذكر الله كثيراً .
2/ والثبات يعني عدم تولي الأدبار ، (واستمرار المواجهة الشجاعة مع العدو حتى النصر) . والاستثناء الوحيد لجواز التولي ، هو ان يكون للعودة بقوة أكبر ؛ اما عن طريق اختيار موقع افضل مثل ترك السهل الى الجبل وترك الساحة الى الخندق ، او عن طريق اختيار جماعة يتعاون معهم ضد العدو .
( ويبدو ان القرآن يذكرنا بأهمية اختيار الموقع المناسب والجماعة المناسبة لمتابعة القتال ، وعدم الاعتماد على نصر الله فقط) . والله يغضب لمن يولي العدو دبره . (وغضب الله قد يتمثل في مضاعفة الخسائر ، او حتى الهزيمة غير المنتظرة . ذلك ان الاقدام يعجل النصر ويقلل الخسائر) . قال الله تعالى : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الاَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (الانفال /15-16)
3/ والثبات هو عهد الله مع المسلم ، (سواءً عهده في عالم الذر ، أو عند البيعة مع الرسول) .. وهكذا يجب العمل بهذا العهد ، حيث انه عهد مسؤول عند الله سبحانه . قال الله تعالى : { وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْــؤُولاً } (الاحزاب/15)
ويستفاد من الآية ؛ انه ينبغي للقيادة الربانية اخذ العهد من المقاتلين بالثبات، كما حصل
من النبي صلى الله عليه وآله في بيعة الرضوان تحت الشجرة .
4/ مما يؤكد الثبات في المعارك ، معرفة الانسان بانه لايستطيع بالفرار الخلاص الى الأبد من الموت او القتل . فلعله يبعده عن ذلك لحظات واياماً ، ولكنه لن يكون سبباً للبقاء والاستمرار . فما يدفعه المجتمع - وحتى الانسان الفرد - بسبب الهزيمة ، يفوق ما يدفعه بالاستقامة اضعافاً مضاعفة . اذ انه بفراره من المعركة يعطي العدو زخماً من الثقة بالنفس ، فيشجعه على نفسه . قال الله سبحانه : { قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ اِن فَرَرْتُم مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لاَ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } (الاحزاب /16)
5/ ومن عوامل الثبات في المعركة الاستقامة بالله ، (والاعتصام به ، والتوكل عليه) . وحين يتذكر الانسان حالاته السابقة ، وكيف احتاج الى رحمة ربه فدعاه بحقيقة الايمان ، فاسعفه وانقذه من المشاكل . وحين يدرس تاريخ المؤمنين ، وكيف تدخلت قوة الغيب في تأييدهم، يعرف حينئذ ان التوكل على الله سر التغلب على الصعاب . (ويذكّر القرآن الأمة الاسلامية بماضيها ، وابرز المعارك الحاسمة فيه ، والتي تتكرر - دوماً - مثيلاتها ؛ مثلاً في معركة بدر حيث استغاث المسلمون فامدهم ربهم بالف من الملائكة ..)
(والاستغاثة - كأي دعاء آخر - تكشف عن ارادة النجاح التي لاتقهرها حتى المشاكل المادية الظاهرة ، كما انها تكشف عن ايمان قوي بان الأمور بيد الله سبحانه) . قال الله سبحانه : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ اَنِّي مُمِدُّكُمْ بِاَلْفٍ مِنَ الْمَلآَئِكَةِ مُرْدِفِينَ } (الانفال /9)
6/ والملائكة من وسائل النصر ، ومن وسائل الثبات في المعركة . وهناك وسائل اخرى يوفرها ربنا اذا شاء ؛ مثلاً في حرب بدر كانت الاعصاب متوترة ، والنفوس ملتهبة هلعاً ، والاجسام تثقل بالاوساخ .. فبرّد الايمان والتوكل افئدة المسلمين ، حتى مالت الى الراحة والنعاس فاستراحت الاعصاب ، واستعدت لمعركة حاسمة في اليوم التالي .
وهكذا حين يتوكل العبد على ربه ، يستريح في ظلال الثقة به وبقدره وقضائه ، فلا يحرق اعصابه ، بل يعيش في كنف امان ربه .
والمؤمنون حقـاً هم الذين يزدادون ايماناً في ساعة العسرة ، لان تلك الساعات تكشف
جوهر البشر وطبيعته الكامنة . وهكذا انزل الله على المسلمين من السماء ماء ليطهرهم به، ذلك لان كثيراً من الجراثيم التي يتلوث بها الجو - وتنتقل عبر الهواء او الماء من شخص لآخر- تموت بعد المطر ، فيرتاح منها الجيش الذي تكثر فيه احتمالات الخطر .
وحين يتلطف الجو بماء السماء يسعد الناس ببركات الله، فتطمئن قلوبهم ويذهب عنهم الخوف والتردد، كما تذهب - بالمطر- النجاسـة الماديـة التي تؤثر في النفـس ايضاً، وذلك عن طريق الوضوء والغسل . قال الله سبحانه : { إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ اَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِنَ السَّمَآءِ مَآءً لِيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الاَقْدَامَ * إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ اَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الاَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } (الانفال /11-12)
7/ ويحرّض القرآن الذين آمنوا ، واستعدوا لتنفيذ أوامر الرسالة ، وعرفوا قيم الحق الذي أنزل من ربهم ؛ يحرّضهم على الجهاد في سبيل الله بنصر دينه ، ويبشرهم لقاء ذلك بالفتح والثبات . (ونستفيد من ذلك ؛ ان الانتصار للدين من عوامل الثبات) . يقول ربنا سبحانه : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } (محمد/7)
وربما جاء التعبير بنصر "الله" مع ان الله غني عن العالمين ، ليكون شاملاً لنصر كل ما يتصل بالايمان بالله ، في كل حقل وفي كل عصر ومصر ، حتى يكون المؤمن قواماً لله ، مستعداً للدفاع عن الحق أبداً في مواجهة أي شخص او قوة .
وإنما جزاء النصر نصر مثله . فمتى نصرت الله بتطبيق دينه على نفسك وأهلك والأقربين منك ومجتمعك ، ودافعت عنه ضد اعداء الله ، فان الله ينصرك بذات النسبة . اما إذا اقتصر نصرك على بعض المجالات ، فلا تنتظر نصراً شاملاً .
م / ن
1/ اول شروط الانتصار ، هو عقد العزم على الثبات مهما كلف الأمر ، كما قال الامام علي عليه السلام لابنه محمد ابن الحنفية لما اعطاه الراية يوم الجمل : "تزول الجبال ولا تزل ، عض على ناجذك ، اعر الله جمجمتك ، تد في الأرض قدمك ، ارم ببصرك اقصى القوم ، وغض بصرك ، واعلم ان النصر من عند الله سبحانه ". (76)
ولكن العزم على الثبات بحاجة الى تنمية الارادة وشحذ العزم ، وذلك عن طريق تحقيق الشرط الثاني للانتصار ، وهو ذكر الله ذكراً كثيراً . لان ذكر الله يوجه المرء الى أوامره الرشيدة ، والى وعده ووعيده بالثواب او بالعقاب ، والى آلائه التي تشكر ، ورضوانه الذي يرجى ، وحبه الذي يتطلع المؤمن الى الشهادة من أجله . قال الله سبحانه : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (الانفال/45)
الفلاح يأتي بالنتيجة بعد شرطي الثبات عند اللقاء ، وذكر الله كثيراً .
2/ والثبات يعني عدم تولي الأدبار ، (واستمرار المواجهة الشجاعة مع العدو حتى النصر) . والاستثناء الوحيد لجواز التولي ، هو ان يكون للعودة بقوة أكبر ؛ اما عن طريق اختيار موقع افضل مثل ترك السهل الى الجبل وترك الساحة الى الخندق ، او عن طريق اختيار جماعة يتعاون معهم ضد العدو .
( ويبدو ان القرآن يذكرنا بأهمية اختيار الموقع المناسب والجماعة المناسبة لمتابعة القتال ، وعدم الاعتماد على نصر الله فقط) . والله يغضب لمن يولي العدو دبره . (وغضب الله قد يتمثل في مضاعفة الخسائر ، او حتى الهزيمة غير المنتظرة . ذلك ان الاقدام يعجل النصر ويقلل الخسائر) . قال الله تعالى : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الاَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (الانفال /15-16)
3/ والثبات هو عهد الله مع المسلم ، (سواءً عهده في عالم الذر ، أو عند البيعة مع الرسول) .. وهكذا يجب العمل بهذا العهد ، حيث انه عهد مسؤول عند الله سبحانه . قال الله تعالى : { وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْــؤُولاً } (الاحزاب/15)
ويستفاد من الآية ؛ انه ينبغي للقيادة الربانية اخذ العهد من المقاتلين بالثبات، كما حصل
من النبي صلى الله عليه وآله في بيعة الرضوان تحت الشجرة .
4/ مما يؤكد الثبات في المعارك ، معرفة الانسان بانه لايستطيع بالفرار الخلاص الى الأبد من الموت او القتل . فلعله يبعده عن ذلك لحظات واياماً ، ولكنه لن يكون سبباً للبقاء والاستمرار . فما يدفعه المجتمع - وحتى الانسان الفرد - بسبب الهزيمة ، يفوق ما يدفعه بالاستقامة اضعافاً مضاعفة . اذ انه بفراره من المعركة يعطي العدو زخماً من الثقة بالنفس ، فيشجعه على نفسه . قال الله سبحانه : { قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ اِن فَرَرْتُم مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لاَ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } (الاحزاب /16)
5/ ومن عوامل الثبات في المعركة الاستقامة بالله ، (والاعتصام به ، والتوكل عليه) . وحين يتذكر الانسان حالاته السابقة ، وكيف احتاج الى رحمة ربه فدعاه بحقيقة الايمان ، فاسعفه وانقذه من المشاكل . وحين يدرس تاريخ المؤمنين ، وكيف تدخلت قوة الغيب في تأييدهم، يعرف حينئذ ان التوكل على الله سر التغلب على الصعاب . (ويذكّر القرآن الأمة الاسلامية بماضيها ، وابرز المعارك الحاسمة فيه ، والتي تتكرر - دوماً - مثيلاتها ؛ مثلاً في معركة بدر حيث استغاث المسلمون فامدهم ربهم بالف من الملائكة ..)
(والاستغاثة - كأي دعاء آخر - تكشف عن ارادة النجاح التي لاتقهرها حتى المشاكل المادية الظاهرة ، كما انها تكشف عن ايمان قوي بان الأمور بيد الله سبحانه) . قال الله سبحانه : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ اَنِّي مُمِدُّكُمْ بِاَلْفٍ مِنَ الْمَلآَئِكَةِ مُرْدِفِينَ } (الانفال /9)
6/ والملائكة من وسائل النصر ، ومن وسائل الثبات في المعركة . وهناك وسائل اخرى يوفرها ربنا اذا شاء ؛ مثلاً في حرب بدر كانت الاعصاب متوترة ، والنفوس ملتهبة هلعاً ، والاجسام تثقل بالاوساخ .. فبرّد الايمان والتوكل افئدة المسلمين ، حتى مالت الى الراحة والنعاس فاستراحت الاعصاب ، واستعدت لمعركة حاسمة في اليوم التالي .
وهكذا حين يتوكل العبد على ربه ، يستريح في ظلال الثقة به وبقدره وقضائه ، فلا يحرق اعصابه ، بل يعيش في كنف امان ربه .
والمؤمنون حقـاً هم الذين يزدادون ايماناً في ساعة العسرة ، لان تلك الساعات تكشف
جوهر البشر وطبيعته الكامنة . وهكذا انزل الله على المسلمين من السماء ماء ليطهرهم به، ذلك لان كثيراً من الجراثيم التي يتلوث بها الجو - وتنتقل عبر الهواء او الماء من شخص لآخر- تموت بعد المطر ، فيرتاح منها الجيش الذي تكثر فيه احتمالات الخطر .
وحين يتلطف الجو بماء السماء يسعد الناس ببركات الله، فتطمئن قلوبهم ويذهب عنهم الخوف والتردد، كما تذهب - بالمطر- النجاسـة الماديـة التي تؤثر في النفـس ايضاً، وذلك عن طريق الوضوء والغسل . قال الله سبحانه : { إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ اَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِنَ السَّمَآءِ مَآءً لِيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الاَقْدَامَ * إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ اَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الاَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } (الانفال /11-12)
7/ ويحرّض القرآن الذين آمنوا ، واستعدوا لتنفيذ أوامر الرسالة ، وعرفوا قيم الحق الذي أنزل من ربهم ؛ يحرّضهم على الجهاد في سبيل الله بنصر دينه ، ويبشرهم لقاء ذلك بالفتح والثبات . (ونستفيد من ذلك ؛ ان الانتصار للدين من عوامل الثبات) . يقول ربنا سبحانه : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } (محمد/7)
وربما جاء التعبير بنصر "الله" مع ان الله غني عن العالمين ، ليكون شاملاً لنصر كل ما يتصل بالايمان بالله ، في كل حقل وفي كل عصر ومصر ، حتى يكون المؤمن قواماً لله ، مستعداً للدفاع عن الحق أبداً في مواجهة أي شخص او قوة .
وإنما جزاء النصر نصر مثله . فمتى نصرت الله بتطبيق دينه على نفسك وأهلك والأقربين منك ومجتمعك ، ودافعت عنه ضد اعداء الله ، فان الله ينصرك بذات النسبة . اما إذا اقتصر نصرك على بعض المجالات ، فلا تنتظر نصراً شاملاً .
م / ن
التعديل الأخير: