مقــالـة اليـوم : [ الـبشـر ، الانســان ، النـاس ، بنـي آدم ]

إنضم
13 يونيو 2015
المشاركات
77
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
لقـد مـيز القـرآن الكـريم بيـن : [ البشـر ، الانسـان ، النـاس ، بنـي آدم ] ، و يـوجـد في القـرآن الكـريم سـورتين : سـورة [ الانسـان ] و سـورة [ النـا س ] ، و لا يـوجـد سورة [ البشـر ] .
.
1 _ عـندمـا يتكـلم القـرآن عـن [ البشـر ] ، يقصـد [ الشـكل ] الـذي عليـه البشـر ، لـذلك فـي هـذه الحـالـة [ لا يـذم ] الله تعالى و [ لا يمـدح ] هـذا المخـلوق ، تقـول الآيـات الكـريمة : ( بـل أنتـم بشـر ممـن خـلق ) المـائدة 18 ، ( و قـلن : حـاشـى للـه مـا هـذا بشـراً ) يوسف 31 ، ( قـالوا : أبـعث الله بشـراً رسـولاً !!!! ) الاسـراء 94 ، ( فأرسـلنـا إليهـا روحنـا ، فـتمـثل لهـا بشـراً سـوياً ) مريم 17 ، ( مـا هـذا إلا بشـر مثلكـم ، يـأكـل ممـا تأكـلون ، و يشـرب ممـا تشـربون ) المؤمنون 33 ، و قـد أعلـم الله المـلائكة الكرام بـذلك قبـل خـلق البشـر : ( و إذ قال ربـك للمـلائكـة : إني خـالق بشـراً مـن طـين ) ص 71 .
.
_ هـام جـداً :
يتـبين مـن هـذه الآيـات بكـل الوضـوح ، أن الانسـان لـم يكـن أصـله : [ قـرد ] ، كمـا تقول نظـرية [ النشـوء و الارتقـاء ] ، و لكـن مـنذ البـداية خـلقه الله تعالى عـلى [ هـذا الشـكل الـذي نـراه عليـه الآن ] ، و الحـديث الشـريف يثـبت هـذه الحـقـيقة العلمـية ، فقـد قال صـاحب الخلق العظيم صلى الله عليه و سلم : [ خـلق الله آدم عـلى صـورتـه ] رواه البخاري برقم 6227 و مسلم برقم 2841 ، أي : خـلق الله آدم على [ صـورته البشـرية التي ترونهـا الآن ] ، و لـم يتطـور مـن قرود ، لـذلك [ كـل البشـرية ] مـن [ آدم واحـد فقـط ] ، و لـم يكـن قبلـه [ أوادم ] أو [ حـن و بـن ] كمـا تقول كتـب الخـرافات .
_ و عـندمـا اعـتقـد [ أدولف هتـلر ] أن : [ الانسـان عبـارة عـن حـيوان نـاطق ، و أن وجـود الانسـان هـو - طـفرة - مـن مخـلوق آخـر ] ، فقـد قـتل أكـثر من [ 52 مـليون ] انسـان في الحـرب العـالمية الثانـية .
.
و انـتشـر البشـر عـلى الأرض : ( و مـن آيـاته أن خـلقكـم مـن تـراب ، ثـم إذا أنتـم بشـر تـنـتشـرون ) الروم 20
.
2 _ بعـد ذلـك بـدأ البشـر عـيـش مـرحـلة : [ الانسـان ] ، و هـي مـرحـلة [ الهمـجية و التخـريب و القتـل ] ، لـذلك عـندمـا يتكـلم القـرآن الكـريم عـن : [ الانسـان ] فـإنـه يتكـلم [ بأقسـى العبـارات ] ، حـتى أنـه دعـا عليه بالقـتل : ( قُـتـل الانسـان مـا أكـفره ) عبس 17 ، ( إن الانسـان لـظـلوم كـفار ) إبراهيم 34 ، ( كـلاّ إن الانسـان ليـطغى ) العلق 6 ، ( إن الانسـان لـكـفور ) الزخرف 15 ، حـتى مـع ربـه فـإنـه جـاحد لنـعم الله : ( إن الانسـان لـربـه لـكـنود ) العاديات 6 ، و مـن كـثرة [ خـبثه ] فقـد أعـلن الخصـام مـع خـالقـه : ( أولـم يـر الانسـان أنـا خـلقناه مـن نطـفة ، فـإذا هـو خـصيم مـبين ) يس 77 .
.
و كـان المـلائكـة الكـرام يـراقبـون تصـرفـات هـذا [ المخـلوق المفـسـد ] ، و عـند/ت أخـبرهـم الله تعـالى أنـه سـيجـعل هـذا المـخلوق [ خـليفة في الأرض ] ، كـانت دهشـة المـلائكـة كـبيرة : ( و إذا قال ربـك للمـلائكـة : إنـي - جـاعل - في الأرض خـليفة ) البقرة 30 ، و كـلمة : [ جـاعل ] تعـني أن الانسـان [ مـوجـود على الأرض ] ، لـذلك لـم يقل تعالى : [ سـأجـعل ] ، فكـان جـواب الملائكـة : ( أتجـعل فيهـا مـن - يفـسـد - فيهـا و - يسـفك - الـدمـاء ) البقرة 30 ، فلـم يكـن الأمـر [ غـيبـاً ] بالنسـبة لـهم ، لـذلك وردت كـلمتـا : [ يفـسـد ، يسـفـك ] بصـيغة [ الفعل المضـارع ] .
.
3 _ التســوية و نفـخ الـروح :
إن [ التسـوية ] تـعني : [ اكتمـال الأسـس و الأنظـمة و المـعاييـر ] الـتي سـيعمل عليهـا الانسـان ، كـي تـتطـور [ الانسـانية ] المفسـدة إلى : [ نـاس ] ، يمـكنـهم قـبول [ الهـداية ] الإلـهية و العمـل بهـا ، لـذلك كـان القرآن الكـريم : ( هـدى للنـاس ) البقرة 185 ، و بـعد هـذه المـرحـلة أمـر الله المـلائكـة بالسـجود [ التحـية ] ، ( و إذ قـال ربـك للمـلائـكـة : إنـي خـالق بشـراً مـن صـلصـال مـن حمـأ مسـنون ، فـإذا سـويتـه ، و نفخـت فيـه مـن روحـي ، فقـعوا لـه سـاجـدين ) الحجر 28 / 29 .
_ لـذلك آخـر سـورة في القرآن الكـريم هـي سـورة [ الناس ] ، ( يـا أيهـا الناس اعـبدوا ربـكم ) البقرة 21 ، ( و مـن النـاس مـن يتـخذ مـن دون الله أنـداداً يـحبونهم كـحب الله ) البقرة 165 ، ( و مـن الناس مـن يشـتري نفسـه ابتـغاء مـرضات الله ) البقرة 207 ، ( يـا أيهـا النـاس اتقـوا ربـكم الـذي خـلقـكم مـن نفـس واحـدة ، و خـلق منهـا زوجهـا ، و بـثّ منهمـا رجـالاً كـثيراً و نـساء ) النساء 1 ، و الرسول الكريم هـو رسـول لكـل الـناس : ( قـل : يـا أيهـا النـاس إنـي رسـول الله إلـيكم جـميعاً ) الأعراف 158 .
.
4 _ بـني آدم :
عـندمـا يسـتخدم القرآن عبـارة : [ بنـي آدم ] و ينسـب النـاس على أبيهـم [ آدم ] ، فـإنـه يتحـدث بـأسـلوب [ التكـريم ، و العتـاب الرقـيق ] ، ( و لـقـد كـرمـنا بـني آدم ) الاسراء 70 ، ( ألـم أعـهد إليـكـم يـا بـني آدم ، ألاّ تعـبدوا الشـيطان ؟ !! ) يس 60 .
.
بقـي القـول :
لـن يمـوت أحـد خـارج الأرض و يـدفن خـارجهـا ، [ فكـل الحـوادث ] الفضـائية التي حـدثت ، كـانت [ داخـل الغـلاف الجـوي ] ، و سـقـط رواد الفضـاء [ عـلى الأرض ] ، تصـديقاً لقوله تعالى : ( مـنهـا خـلقنـاكم ، و فيهـا نـعيـدكـم ، و منهـا نخـرجـكم تـارة أخـرى ) طـه 55 .
.
كـل هـذا و اللـه أعلـم .
.
أتقـدم بكـل الشـكر و التـقـدير لـكم ، لتعليقـاتكـم الكريمة ، و التـي تـدل عـلى ذوقـكـم و كـرم أخـلاقكـم ، و لـكم خـالص الأمنيـات القلبيـة بكـل الصـحة و السـعادة ، و العمـر المـديد السـعيد ، و تفضـلوا بتقـبل فـائـق المحـبة مـن القلـب ، وصـلى الله و سـلم على صـاحب الخـلق العـظيم و عـلى آلـه و أصـحـابه أجـمعين .

جزاك:
 

أريج الروح

مراقبة المنتديات العامة
إنضم
28 ديسمبر 2017
المشاركات
11,395
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
تسلم على الموضوع القيم
وبصراجه استفدت منه
جزاك الله خيرا
f5e78f60.gif
 
إنضم
13 يونيو 2015
المشاركات
77
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
أتقـدم بكـل الشـكر و التـقـدير لـكم ، لتعليقـاتكـم الكريمة ، و التـي تـدل عـلى ذوقـكـم و كـرم أخـلاقكـم ، و لـكم خـالص الأمنيـات القلبيـة بكـل الصـحة و السـعادة ، و العمـر المـديد السـعيد ، و تفضـلوا بتقـبل فـائـق المحـبة مـن القلـب ، وصـلى الله و سـلم على صـاحب الخـلق العـظيم و عـلى آلـه و أصـحـابه أجـمعين .
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,079
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك أخي الكريم

مشاركة مميزة ومفيدة ونسأل الله أن يجزي لك الأجر والثواب


نتمنى إستمرار تدفق مشاركاتك التي ستثري المنتدى
 
إنضم
13 يونيو 2015
المشاركات
77
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
أتقـدم بكـل الشـكر و التـقـدير لـكم ، لتعليقـاتكـم الكريمة ، و التـي تـدل عـلى ذوقـكـم و كـرم أخـلاقكـم ، و لـكم خـالص الأمنيـات القلبيـة بكـل الصـحة و السـعادة ، و العمـر المـديد السـعيد ، و تفضـلوا بتقـبل فـائـق المحـبة مـن القلـب ، وصـلى الله و سـلم على صـاحب الخـلق العـظيم و عـلى آلـه و أصـحـابه أجـمعين .
 
أعلى