لقـد مـيز القـرآن الكـريم بيـن : [ البشـر ، الانسـان ، النـاس ، بنـي آدم ] ، و يـوجـد في القـرآن الكـريم سـورتين : سـورة [ الانسـان ] و سـورة [ النـا س ] ، و لا يـوجـد سورة [ البشـر ] .
.
1 _ عـندمـا يتكـلم القـرآن عـن [ البشـر ] ، يقصـد [ الشـكل ] الـذي عليـه البشـر ، لـذلك فـي هـذه الحـالـة [ لا يـذم ] الله تعالى و [ لا يمـدح ] هـذا المخـلوق ، تقـول الآيـات الكـريمة : ( بـل أنتـم بشـر ممـن خـلق ) المـائدة 18 ، ( و قـلن : حـاشـى للـه مـا هـذا بشـراً ) يوسف 31 ، ( قـالوا : أبـعث الله بشـراً رسـولاً !!!! ) الاسـراء 94 ، ( فأرسـلنـا إليهـا روحنـا ، فـتمـثل لهـا بشـراً سـوياً ) مريم 17 ، ( مـا هـذا إلا بشـر مثلكـم ، يـأكـل ممـا تأكـلون ، و يشـرب ممـا تشـربون ) المؤمنون 33 ، و قـد أعلـم الله المـلائكة الكرام بـذلك قبـل خـلق البشـر : ( و إذ قال ربـك للمـلائكـة : إني خـالق بشـراً مـن طـين ) ص 71 .
.
_ هـام جـداً :
يتـبين مـن هـذه الآيـات بكـل الوضـوح ، أن الانسـان لـم يكـن أصـله : [ قـرد ] ، كمـا تقول نظـرية [ النشـوء و الارتقـاء ] ، و لكـن مـنذ البـداية خـلقه الله تعالى عـلى [ هـذا الشـكل الـذي نـراه عليـه الآن ] ، و الحـديث الشـريف يثـبت هـذه الحـقـيقة العلمـية ، فقـد قال صـاحب الخلق العظيم صلى الله عليه و سلم : [ خـلق الله آدم عـلى صـورتـه ] رواه البخاري برقم 6227 و مسلم برقم 2841 ، أي : خـلق الله آدم على [ صـورته البشـرية التي ترونهـا الآن ] ، و لـم يتطـور مـن قرود ، لـذلك [ كـل البشـرية ] مـن [ آدم واحـد فقـط ] ، و لـم يكـن قبلـه [ أوادم ] أو [ حـن و بـن ] كمـا تقول كتـب الخـرافات .
_ و عـندمـا اعـتقـد [ أدولف هتـلر ] أن : [ الانسـان عبـارة عـن حـيوان نـاطق ، و أن وجـود الانسـان هـو - طـفرة - مـن مخـلوق آخـر ] ، فقـد قـتل أكـثر من [ 52 مـليون ] انسـان في الحـرب العـالمية الثانـية .
.
و انـتشـر البشـر عـلى الأرض : ( و مـن آيـاته أن خـلقكـم مـن تـراب ، ثـم إذا أنتـم بشـر تـنـتشـرون ) الروم 20
.
2 _ بعـد ذلـك بـدأ البشـر عـيـش مـرحـلة : [ الانسـان ] ، و هـي مـرحـلة [ الهمـجية و التخـريب و القتـل ] ، لـذلك عـندمـا يتكـلم القـرآن الكـريم عـن : [ الانسـان ] فـإنـه يتكـلم [ بأقسـى العبـارات ] ، حـتى أنـه دعـا عليه بالقـتل : ( قُـتـل الانسـان مـا أكـفره ) عبس 17 ، ( إن الانسـان لـظـلوم كـفار ) إبراهيم 34 ، ( كـلاّ إن الانسـان ليـطغى ) العلق 6 ، ( إن الانسـان لـكـفور ) الزخرف 15 ، حـتى مـع ربـه فـإنـه جـاحد لنـعم الله : ( إن الانسـان لـربـه لـكـنود ) العاديات 6 ، و مـن كـثرة [ خـبثه ] فقـد أعـلن الخصـام مـع خـالقـه : ( أولـم يـر الانسـان أنـا خـلقناه مـن نطـفة ، فـإذا هـو خـصيم مـبين ) يس 77 .
.
و كـان المـلائكـة الكـرام يـراقبـون تصـرفـات هـذا [ المخـلوق المفـسـد ] ، و عـند/ت أخـبرهـم الله تعـالى أنـه سـيجـعل هـذا المـخلوق [ خـليفة في الأرض ] ، كـانت دهشـة المـلائكـة كـبيرة : ( و إذا قال ربـك للمـلائكـة : إنـي - جـاعل - في الأرض خـليفة ) البقرة 30 ، و كـلمة : [ جـاعل ] تعـني أن الانسـان [ مـوجـود على الأرض ] ، لـذلك لـم يقل تعالى : [ سـأجـعل ] ، فكـان جـواب الملائكـة : ( أتجـعل فيهـا مـن - يفـسـد - فيهـا و - يسـفك - الـدمـاء ) البقرة 30 ، فلـم يكـن الأمـر [ غـيبـاً ] بالنسـبة لـهم ، لـذلك وردت كـلمتـا : [ يفـسـد ، يسـفـك ] بصـيغة [ الفعل المضـارع ] .
.
3 _ التســوية و نفـخ الـروح :
إن [ التسـوية ] تـعني : [ اكتمـال الأسـس و الأنظـمة و المـعاييـر ] الـتي سـيعمل عليهـا الانسـان ، كـي تـتطـور [ الانسـانية ] المفسـدة إلى : [ نـاس ] ، يمـكنـهم قـبول [ الهـداية ] الإلـهية و العمـل بهـا ، لـذلك كـان القرآن الكـريم : ( هـدى للنـاس ) البقرة 185 ، و بـعد هـذه المـرحـلة أمـر الله المـلائكـة بالسـجود [ التحـية ] ، ( و إذ قـال ربـك للمـلائـكـة : إنـي خـالق بشـراً مـن صـلصـال مـن حمـأ مسـنون ، فـإذا سـويتـه ، و نفخـت فيـه مـن روحـي ، فقـعوا لـه سـاجـدين ) الحجر 28 / 29 .
_ لـذلك آخـر سـورة في القرآن الكـريم هـي سـورة [ الناس ] ، ( يـا أيهـا الناس اعـبدوا ربـكم ) البقرة 21 ، ( و مـن النـاس مـن يتـخذ مـن دون الله أنـداداً يـحبونهم كـحب الله ) البقرة 165 ، ( و مـن الناس مـن يشـتري نفسـه ابتـغاء مـرضات الله ) البقرة 207 ، ( يـا أيهـا النـاس اتقـوا ربـكم الـذي خـلقـكم مـن نفـس واحـدة ، و خـلق منهـا زوجهـا ، و بـثّ منهمـا رجـالاً كـثيراً و نـساء ) النساء 1 ، و الرسول الكريم هـو رسـول لكـل الـناس : ( قـل : يـا أيهـا النـاس إنـي رسـول الله إلـيكم جـميعاً ) الأعراف 158 .
.
4 _ بـني آدم :
عـندمـا يسـتخدم القرآن عبـارة : [ بنـي آدم ] و ينسـب النـاس على أبيهـم [ آدم ] ، فـإنـه يتحـدث بـأسـلوب [ التكـريم ، و العتـاب الرقـيق ] ، ( و لـقـد كـرمـنا بـني آدم ) الاسراء 70 ، ( ألـم أعـهد إليـكـم يـا بـني آدم ، ألاّ تعـبدوا الشـيطان ؟ !! ) يس 60 .
.
بقـي القـول :
لـن يمـوت أحـد خـارج الأرض و يـدفن خـارجهـا ، [ فكـل الحـوادث ] الفضـائية التي حـدثت ، كـانت [ داخـل الغـلاف الجـوي ] ، و سـقـط رواد الفضـاء [ عـلى الأرض ] ، تصـديقاً لقوله تعالى : ( مـنهـا خـلقنـاكم ، و فيهـا نـعيـدكـم ، و منهـا نخـرجـكم تـارة أخـرى ) طـه 55 .
.
كـل هـذا و اللـه أعلـم .
.
أتقـدم بكـل الشـكر و التـقـدير لـكم ، لتعليقـاتكـم الكريمة ، و التـي تـدل عـلى ذوقـكـم و كـرم أخـلاقكـم ، و لـكم خـالص الأمنيـات القلبيـة بكـل الصـحة و السـعادة ، و العمـر المـديد السـعيد ، و تفضـلوا بتقـبل فـائـق المحـبة مـن القلـب ، وصـلى الله و سـلم على صـاحب الخـلق العـظيم و عـلى آلـه و أصـحـابه أجـمعين .
جزاك:
.
1 _ عـندمـا يتكـلم القـرآن عـن [ البشـر ] ، يقصـد [ الشـكل ] الـذي عليـه البشـر ، لـذلك فـي هـذه الحـالـة [ لا يـذم ] الله تعالى و [ لا يمـدح ] هـذا المخـلوق ، تقـول الآيـات الكـريمة : ( بـل أنتـم بشـر ممـن خـلق ) المـائدة 18 ، ( و قـلن : حـاشـى للـه مـا هـذا بشـراً ) يوسف 31 ، ( قـالوا : أبـعث الله بشـراً رسـولاً !!!! ) الاسـراء 94 ، ( فأرسـلنـا إليهـا روحنـا ، فـتمـثل لهـا بشـراً سـوياً ) مريم 17 ، ( مـا هـذا إلا بشـر مثلكـم ، يـأكـل ممـا تأكـلون ، و يشـرب ممـا تشـربون ) المؤمنون 33 ، و قـد أعلـم الله المـلائكة الكرام بـذلك قبـل خـلق البشـر : ( و إذ قال ربـك للمـلائكـة : إني خـالق بشـراً مـن طـين ) ص 71 .
.
_ هـام جـداً :
يتـبين مـن هـذه الآيـات بكـل الوضـوح ، أن الانسـان لـم يكـن أصـله : [ قـرد ] ، كمـا تقول نظـرية [ النشـوء و الارتقـاء ] ، و لكـن مـنذ البـداية خـلقه الله تعالى عـلى [ هـذا الشـكل الـذي نـراه عليـه الآن ] ، و الحـديث الشـريف يثـبت هـذه الحـقـيقة العلمـية ، فقـد قال صـاحب الخلق العظيم صلى الله عليه و سلم : [ خـلق الله آدم عـلى صـورتـه ] رواه البخاري برقم 6227 و مسلم برقم 2841 ، أي : خـلق الله آدم على [ صـورته البشـرية التي ترونهـا الآن ] ، و لـم يتطـور مـن قرود ، لـذلك [ كـل البشـرية ] مـن [ آدم واحـد فقـط ] ، و لـم يكـن قبلـه [ أوادم ] أو [ حـن و بـن ] كمـا تقول كتـب الخـرافات .
_ و عـندمـا اعـتقـد [ أدولف هتـلر ] أن : [ الانسـان عبـارة عـن حـيوان نـاطق ، و أن وجـود الانسـان هـو - طـفرة - مـن مخـلوق آخـر ] ، فقـد قـتل أكـثر من [ 52 مـليون ] انسـان في الحـرب العـالمية الثانـية .
.
و انـتشـر البشـر عـلى الأرض : ( و مـن آيـاته أن خـلقكـم مـن تـراب ، ثـم إذا أنتـم بشـر تـنـتشـرون ) الروم 20
.
2 _ بعـد ذلـك بـدأ البشـر عـيـش مـرحـلة : [ الانسـان ] ، و هـي مـرحـلة [ الهمـجية و التخـريب و القتـل ] ، لـذلك عـندمـا يتكـلم القـرآن الكـريم عـن : [ الانسـان ] فـإنـه يتكـلم [ بأقسـى العبـارات ] ، حـتى أنـه دعـا عليه بالقـتل : ( قُـتـل الانسـان مـا أكـفره ) عبس 17 ، ( إن الانسـان لـظـلوم كـفار ) إبراهيم 34 ، ( كـلاّ إن الانسـان ليـطغى ) العلق 6 ، ( إن الانسـان لـكـفور ) الزخرف 15 ، حـتى مـع ربـه فـإنـه جـاحد لنـعم الله : ( إن الانسـان لـربـه لـكـنود ) العاديات 6 ، و مـن كـثرة [ خـبثه ] فقـد أعـلن الخصـام مـع خـالقـه : ( أولـم يـر الانسـان أنـا خـلقناه مـن نطـفة ، فـإذا هـو خـصيم مـبين ) يس 77 .
.
و كـان المـلائكـة الكـرام يـراقبـون تصـرفـات هـذا [ المخـلوق المفـسـد ] ، و عـند/ت أخـبرهـم الله تعـالى أنـه سـيجـعل هـذا المـخلوق [ خـليفة في الأرض ] ، كـانت دهشـة المـلائكـة كـبيرة : ( و إذا قال ربـك للمـلائكـة : إنـي - جـاعل - في الأرض خـليفة ) البقرة 30 ، و كـلمة : [ جـاعل ] تعـني أن الانسـان [ مـوجـود على الأرض ] ، لـذلك لـم يقل تعالى : [ سـأجـعل ] ، فكـان جـواب الملائكـة : ( أتجـعل فيهـا مـن - يفـسـد - فيهـا و - يسـفك - الـدمـاء ) البقرة 30 ، فلـم يكـن الأمـر [ غـيبـاً ] بالنسـبة لـهم ، لـذلك وردت كـلمتـا : [ يفـسـد ، يسـفـك ] بصـيغة [ الفعل المضـارع ] .
.
3 _ التســوية و نفـخ الـروح :
إن [ التسـوية ] تـعني : [ اكتمـال الأسـس و الأنظـمة و المـعاييـر ] الـتي سـيعمل عليهـا الانسـان ، كـي تـتطـور [ الانسـانية ] المفسـدة إلى : [ نـاس ] ، يمـكنـهم قـبول [ الهـداية ] الإلـهية و العمـل بهـا ، لـذلك كـان القرآن الكـريم : ( هـدى للنـاس ) البقرة 185 ، و بـعد هـذه المـرحـلة أمـر الله المـلائكـة بالسـجود [ التحـية ] ، ( و إذ قـال ربـك للمـلائـكـة : إنـي خـالق بشـراً مـن صـلصـال مـن حمـأ مسـنون ، فـإذا سـويتـه ، و نفخـت فيـه مـن روحـي ، فقـعوا لـه سـاجـدين ) الحجر 28 / 29 .
_ لـذلك آخـر سـورة في القرآن الكـريم هـي سـورة [ الناس ] ، ( يـا أيهـا الناس اعـبدوا ربـكم ) البقرة 21 ، ( و مـن النـاس مـن يتـخذ مـن دون الله أنـداداً يـحبونهم كـحب الله ) البقرة 165 ، ( و مـن الناس مـن يشـتري نفسـه ابتـغاء مـرضات الله ) البقرة 207 ، ( يـا أيهـا النـاس اتقـوا ربـكم الـذي خـلقـكم مـن نفـس واحـدة ، و خـلق منهـا زوجهـا ، و بـثّ منهمـا رجـالاً كـثيراً و نـساء ) النساء 1 ، و الرسول الكريم هـو رسـول لكـل الـناس : ( قـل : يـا أيهـا النـاس إنـي رسـول الله إلـيكم جـميعاً ) الأعراف 158 .
.
4 _ بـني آدم :
عـندمـا يسـتخدم القرآن عبـارة : [ بنـي آدم ] و ينسـب النـاس على أبيهـم [ آدم ] ، فـإنـه يتحـدث بـأسـلوب [ التكـريم ، و العتـاب الرقـيق ] ، ( و لـقـد كـرمـنا بـني آدم ) الاسراء 70 ، ( ألـم أعـهد إليـكـم يـا بـني آدم ، ألاّ تعـبدوا الشـيطان ؟ !! ) يس 60 .
.
بقـي القـول :
لـن يمـوت أحـد خـارج الأرض و يـدفن خـارجهـا ، [ فكـل الحـوادث ] الفضـائية التي حـدثت ، كـانت [ داخـل الغـلاف الجـوي ] ، و سـقـط رواد الفضـاء [ عـلى الأرض ] ، تصـديقاً لقوله تعالى : ( مـنهـا خـلقنـاكم ، و فيهـا نـعيـدكـم ، و منهـا نخـرجـكم تـارة أخـرى ) طـه 55 .
.
كـل هـذا و اللـه أعلـم .
.
أتقـدم بكـل الشـكر و التـقـدير لـكم ، لتعليقـاتكـم الكريمة ، و التـي تـدل عـلى ذوقـكـم و كـرم أخـلاقكـم ، و لـكم خـالص الأمنيـات القلبيـة بكـل الصـحة و السـعادة ، و العمـر المـديد السـعيد ، و تفضـلوا بتقـبل فـائـق المحـبة مـن القلـب ، وصـلى الله و سـلم على صـاحب الخـلق العـظيم و عـلى آلـه و أصـحـابه أجـمعين .
جزاك: