مقـالـة اليـوم ( فطـلقـوهـن لـعـدتـهنّ )

إنضم
13 يونيو 2015
المشاركات
77
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
العـدّة هي [ فقـط ] عـدَم الدخـول الفعـليّ في المـرأة ، و في [ العـدّة ] تُمـارس الأنثى حياتهـا الطبيعـية و تخـرجُ مـن البيت ، قال تعـالى : ( يتـربّصْنَ بأنفـسهـنّ ) البـقرة 234 ، و لـم يقُـل : [ فاحـبسـوهـنّ في البـيوت ] ، أيْ فقـط [ تنتـظر ] الأنثى عـدَم الـزواج و الدخـول ، حـتى انتهاء فتـرة العـدّة ، كيْ تُمـحى [ الـذاكـرة الكيـميائية ] في [ عـنُق الرحـم ] و يُسـمح بدخـول نطـاف جـديدة للرحـم مـن الـزوج الجـديد .
.
_ و يجـوز للأنثى اثنـاء العـدّة حتى اللـقاء [ السـريّ ] مع الشـابّ الـذي يُريـد خطبتهـا ، يقـول تعالى بكـل الصـراحـة : ( و لا جُـناحَ عـليْـكُم فـيمـا عـرّضْـتم مـنْ – خطـبة النسـاء - .... فـلاَ تُواعـدوهنّ - سـرّاً - إلاّ أنْ تقـولوا قـولاً معـروفاً ، و لا تعـزمـوا عُـقـدةَ الـنكاح حـتّى يبـلُغَ الكتـابُ أجـله .. و اعـلموا أنّ الله غـفـورٌ حـليم ) البـقرة 235 .
.
_ و معـنى هـذه الآية الكريمة ، أنّه يجـوز للأنـثى خـلال [ العـدّة ] حـتى أنْ تـقوم باللقـاء السـريّ مع شـابّ يُريـدُ خطـبتهـا ، و يتحدّث معهـا [ بالقـول المعـروف ] ، و لكن لا يجـوز الدخـول بالمـرأة : ( عُـقدة النـكاح ) ، حتى انتهاء فـترة العـدّة : ( حتّى يبـلُغَ الكـتابُ أجـله ) ، و نهاية هـذه الآية : ( و اعـلموا أنّ الله غفـورٌ حلـيم ) ، فـلا تتـشَـدّدوا على الـناس و تحـبسـوا الأنثى داخـل البيـت بـلا ذَنْـبٍ ترتـكبه ، فهي لـيسـت المسـؤولة عـن وفـاة زوجهـا .
.
إنّ [ المفهـوم الخاطىء ] للعـدّة ، هـو الـذي وضـع هـذه الأفـكار السـوداء بـين النـاس ، و لـكنّ [ الحـقيقـة الـدينيّـة و العـلميّة ] للعـدّة هي :
.
1 _ العـدّة ليْـسـت سـبباً لإثبـات الحَمـل !!!!!!!! فقـط ، و الـدليل على ذلـك أنّ الأنـثى المتقـدمـة في العمـر بـعد انقطـاع الحـيض ، عليهـا [ عـدة ] مـع أنهـا لا تحمـل أصـلاً : يقول تعالى : ( و اللائـي يـئـسْـنَ منَ المحيض من نسائكم إن ارتبـتُم ، فعـدّتهُنّ ثلاثة أشهُر ، و اللائي لـم يحـضْنَ ) الطلاق 4 ، و هـذا إثباتٌ واضح أنّ [ العـدّة ] ليس لهـا علاقة بإثبات الحـمْل ، فالمرأة التي لـم تصـل سـنّ الـبلوغ إذا تـمّ عـقـْد قرانهـا ، ثُمّ تـمّ طلاقها ، فعليهـا عـدّة
.
2 _ العـدة ليسـتْ مـراعـاة لمشـاعر الرجـال ، لأنّ العـدّة قـد تـكون [ يومـاً واحـداً فقط ] بعد وفاة الرجـل ، فإذا كانت الـزوجة حامـلاً و تـوفيّ زوجهـا ، و ولـدت في اليـوم التـالي ، فـإنّ عـدّتهـا تنتهي بولادتهـا ، يقول تعالى : ( و أولات الأحمـال ، أجلهُـنّ أنْ يضعـنَ حملهُـنّ ) الطـلاق 4 ، فالنسـاء الحـوامل عـدّتهن مخـتلفة حسـبَ وقـت الـولادة لـكل واحـدة ، و لذلك ليسـت العـدّة وقْـت [ محـدّد ] وفـاءً للـزوج ، فقـد تكون العـدة [ يوماً واحـداً ] إذا ولـدت المـرأة في اليـوم التالي لوفـاة الـزوج ، و قـد تسـتمر [ حـوالي تسـعة أشهـر ] إذا تـوفيّ الرجـل و زوجته في بـداية حمـلها .
.
3 _ العـدة هـي مـن أجـل إعـادة [ تـوازن الطـاقة ] عـند المـرأة ، و لـذلك كانت العـدّة للنسـاء دون الرجـال ، و الـدليـل على ذلـك : إذا تـمّ [ عقـد القـران ] على امـرأة ، و لـم يتـم الـدخول و الـزواج منها ، و ذلك لـسـببيـن :
_ إذا تـمّ [ طـلاقُهـا ] من الـزوج دون الدخـول بها ، فلـيس عليها أيّ [ عـدّة ] و لا سـاعة واحـدة ، يقول تعالى : ( يا أيهـا الـذين آمـنوا إذا نكحـتُم المؤمـنات ، ثُـمّ طلّقـتموهـنّ مـنْ قبـل أن تمسـوهُـنّ ، فمـا لـكم عـليهنّ مـنْ عـدّة تعتـدّونهـا ) الأحـزاب 49 ، و في هـذه الحالـة يُمـكن للمـرأة الـزواج من رجـل آخـر بـذات الـيوم ، دون مـراعاة لمشاعـر الرجـل الـذي طـلّقـها ,
_ إذا تـوفيَ الـزوج [ وفـاةً ] ، و أيضاً بـدون الدخـول بهـا ، فعـليهـا عـدّة الوفـاة [ أربعة أشهـر و عشـرة أيـام ] .
فلماذا إذا انفصـلا بالطلاق [ لا يوجـد عـدّة ] ، و إذا انفـصلا بالمـوت [ فيوجـد عـدّة ] ، مع أنه في الحالتيـن لـم يـتمّ الدخـول و الـزواج بهـا ؟ !!!! .
.
فتـرات العـدّة عـند النسـاء :
1 _ المُـتوفّى عنها زوجها و هي غـير حامل : عـدتها أربعة أشهر + عـشـرة أيام : ( و الذيـن يُتـوفّـون منـكُم و يـذرون أزواجاً يتربّصْن بأنفـسهـنّ أربعـة أشهـرٍ و عـشراً ) البقـرة 234 .
.
2 _ الحـامل : سـواءٌ كانت مُطـلّقة أو متـوفّى زوجهـا : عـدّتها حـتّى تـلـد ، ( و أولات الأحـمال أجلهُـنّ أنْ يضعـن حـملهُـنّ ) الطـلاق 4 .
.
3 _ المُـطلّقة التي تحـيض : عـدتها ثلاث حـيضات ، ( و المُـطلّـقاتُ يتربّصـن بأنفـسهنّ ثلاثـة قُـروء ) البـقرة 228 ، و كلمة [ قـرء ] تعـني : [ فـترة الحـيض + فـترة الطهـر ] .
.
4 _ المُطـلّقة التي لا تحـيض : عـدّتها ثلاثـة شـهور ، ( و اللائي يئسْـنَ منَ المـحيـض مـنْ نسـائكم إن ارتبـتُم فعـدّتهنّ ثلاثـة أشهُـرٍ ، و اللائي لمْ يحـضْن ) الطـلاق 4 .
.
5 _ الـزوجة غـير المـدخول بهـا : لـيس عـليها عـدّة إذا كانت مُطـلّقة : ( يا أيها الـذين آمـنوا إذا نكحـتـم المـؤمنات ثُـمّ طلقـتموهـنّ مـنْ قـبْل أنْ تمسّـوهـنّ فمـا لـكم عـليهنّ مـنْ عـدّة ) الأحـزاب 49 ، أمّـا إذا تُـوفّي زوجُها وفـاةً : عليها عـدّة الوفـاة [ أربعة أشهـر + عـشرة أيـام ] .
.
أرأيتُـم الآن : أنّ [ العـدّة ] لـيْس لهـا عـلاقة بتحديد الحـمْل ، أو تكريمـاً لمشـاعر الرجُـل
و لكـنهـا مـنْ أجـل [ إعـادة تـوازن الطـاقة ] في جسـم و نفسـيّة الأنثـى ، لـذلك تـمّ فـرضهـا على النسـاء دون الرجـال ، لأنّ حـالة الـزواج و خاصّةً المعاشـرة الجنسـية ، هي بالنسـبة للرجـال [ تـأدية وظـيفة ] أكثـر منها عاطـفة و مشـاعر و أحاسـيس ، و هـذا نـراه حتى عـند الذكـور في المخـلوقات الأخـرى ، حـيثُ يـؤدّي الـذكَر [ واجـبه ] الجـنسي مع الأنثى في موسـم التـزاوج ثُـمّ ينصرفُ بعـيداً ، بينمـا [ المعاشـرة الـزوجية ] بالنسـبة للنسـاء هي [ مشـاعر و أحاسـيس و محـبة و حـنان من أجـل الأمـومة ] ، و لـيْسـت [ تأديـة وظـيفة ] مثـل الرجـال .
.
كـل هـذا و اللـه أعـلم .
.
لكـم كل المحـبة و الـشـكر الجـزيل مـن القـلب ، لتعـليـقـاتكم و مـداخـلاتكم الكـريمة التي تـدل على ذوقـكم و كـرَم أخـلاقـكم و سـعة ثقـافـتكم ، و المـنطـق السـليم لـديـكم ، و صلى الله و سلّم على [ صَـاحب الخُـلـق العـظـيم ] و على آلـه و أصـحابه أجـمعـين ، و تفـضـلوا بقـبول أسـمى آيات العـرفان و التـقدير و الاحتـرام .

:i5:
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكرا لك على المشاركة الرائعة
 

أريج الروح

مراقبة المنتديات العامة
إنضم
28 ديسمبر 2017
المشاركات
11,395
مستوى التفاعل
2
النقاط
38

تسلم يدااك اخي الكريم على المعلومات القيمه
جزاك الله خيرا
والله يعطيك العافيه
ودمت بخير
:rose:
 

ريحانة بجيله

Active Member
إنضم
18 فبراير 2018
المشاركات
5,428
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
بارك الله فيك

وجعل ما تقدمه من موضوعات
في ميزان حسناتك
دمت بخير .. اللهم آمين
 
إنضم
13 يونيو 2015
المشاركات
77
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
سـلمت أيـاديكـم البيضـاء التي تـدل على ذوقكـم الرفيـع و كـرم أخـلاقكم ، و تفضـلوا بقـبول أسـمى آيات الشـكر و التقـدير و الاحـترام و المحـبة ، و صلى الله و سـلم على رسـوله الكـريم و على آلـه و أصـحابه أجـمعين .
 
أعلى