نواف انتبهلي
Member
- إنضم
- 22 فبراير 2010
- المشاركات
- 306
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 18
( الاحاسيس لا تخطئ ) هكذا زعم " هيراقليطس " فرائحة الفراولة مثلا لا تقاوم عند البائع ، وعند عودتك إلى المنزل تأكل بضع حبات وتصدمك بطعمها " العادي " أو الحامض، أو ليس بتلك الحلاوة ، وتقسم بفالق النوى أنك لن تشتريها مرة أخرى ، ولكن رائحتها الزكية وشكلها المغري يجذبك لها مرة أخرى على أمل أن تكون حلوة وتتطابق الرائحة مع الطعم ..!
بالأمس ابتعت كمية كبيرة من الثوم " المحلي" من عند المسجد ، وحين ذهبت إلى السيارة وجدت صديقا لم أره منذ زمن بعيد ، اقتربت منه كي أصافحه فطلب مني الابتعاد بسبب الرائحة الكريهة التي احملها معي.!
قلت له بأن هذا الثوم فيه من الفوائد التي لا تحصى ، لو عرفتها لوضعت " رأس ثوم " في جيبك وتحت وسادتك ، وفي درج سيارتك بدلا من روائح الفراولة ، والمانجو وهنا تتطابق الرائحة مع الطعم .. فحاسة " الشم " هنا لم تخدعك، ولكن الحدس يقول لك أن هذه النبتة لا فائدة ولا منفعة منها بناء على الرائحة الكريهة التي وصلت لذهنك فأصدرت حكمك قبل الاختبار والتجربة. لذلك كانت الحقائق نسبية ؛ لأن خبراء التغذية في كل يوم يخرجون لك بنتائج جديدة ومذهلة مغايرة عن السابق ..! فالأنف الذي لم يتحدث عنه أي فيلسوف من قبل أو يشير له بلفتة عرفان هو فعليا أكثر الأدوات حساسية بين أيدينا على حد زعم " نيتشه " الذي يجزم بأن الحواس " تكذب" كما ذكره في كتابه ( أفول الأصنام).
أحياناً تسمع عن بعض الأطباء لهم " صيت " واسع على مستوى المنطقة على الأقل وحين تقابلهم " يسلخون " جلدك وعظمك بفاتورة تكاليفها عالية من أدوية وتحاليل ليس لها ضرورة ، ويكتمل المسلسل حين تدخل الصيدلية لتكتشف أن نصف الأدوية هي ثانوية وليست أساسية ..! فحدسك هنا لم يخطئ في الحكم على ذلك الطبيب بأنه " لص محترف " .
صحيح قد يكون بارعاً لا يشق له غبار لذلك لا تستطيع مقاومته وتعود إليه خوفا من الوقوع في دوامة لص آخر .. لذلك يبرر الإنسان كثرة أخطائه..!
وقبل أن ينفض الليل بفتات الظلمة ، تتتصايح الديكة عبثا ملعنة اول النهار، وذلك الصياح حين يصل إلى مسامعك وأنت في أوج غطيطك ، تقفز رعبا خصوصا إذا كان ذلك الصوت قريب جداً منك، وللوهلة الأولى تظن أن ذلك الصياح هو صوت صافرة إنذار بالحريق أو سيارة إسعاف ، وهنا الأذن نقلت ذلك الصوت بكل وضوح وأمانة ، ولكن العقل هنا لم يترجم من البداية أن ذلك الصوت ما هو إلا صياح ديك ..! لأنه كان في راحة وغيبوبة عن الواقع، رغم أنه من الأجهزة التي لا تنام.. فهو يحتاج إلى مخزن الذكريات ومراجعة بنك المعلومات قبل أن يصدر حكمه على ذلك الصوت.
الإنسان له أحاسيس معنوية متمثلة في الشعور والحدس، والفراسة، وله أحاسيس مادية متمثلة في الحواس الخمس التي هي بمثابة الجنود، وهاته لا تخطئ إذا كانت سليمة من الامراض والعيوب فما هي إلا أداة لنقل المعلومات و الإشارات العصبية إلى الذهن ، والذهن هو مركز الاختبار والتحكم ، وهو من يقوم بإصدار الحكم بناء على التقارير التي وصلته من تلك الجنود .. لذلك أحياناً يخطئ إذا لم يتريث أو كان مشغولاً بأمورٍ أخرى ، فتجد بعض الأشخاص يضع يده على رأسه ويصرخ : آي رجلي ..!!
أما الاحاسيس المعنوية فهي تعتمد على الظاهر فنرتاح لشخص وننفر من آخر ، ولكن حين نقترب منهم أكثر نعرف أن حكمنا كان خاطئاً عنهم في كثير من الأحايين، وهذا يحدث غالباً عند الانطباع الأول عن الناس ..!
لذلك طالما الاحاسيس تارة تصيب وتارة تخطئ فكيف لي أن أثق بها مطلقا مرة أخرى ؟
بالأمس ابتعت كمية كبيرة من الثوم " المحلي" من عند المسجد ، وحين ذهبت إلى السيارة وجدت صديقا لم أره منذ زمن بعيد ، اقتربت منه كي أصافحه فطلب مني الابتعاد بسبب الرائحة الكريهة التي احملها معي.!
قلت له بأن هذا الثوم فيه من الفوائد التي لا تحصى ، لو عرفتها لوضعت " رأس ثوم " في جيبك وتحت وسادتك ، وفي درج سيارتك بدلا من روائح الفراولة ، والمانجو وهنا تتطابق الرائحة مع الطعم .. فحاسة " الشم " هنا لم تخدعك، ولكن الحدس يقول لك أن هذه النبتة لا فائدة ولا منفعة منها بناء على الرائحة الكريهة التي وصلت لذهنك فأصدرت حكمك قبل الاختبار والتجربة. لذلك كانت الحقائق نسبية ؛ لأن خبراء التغذية في كل يوم يخرجون لك بنتائج جديدة ومذهلة مغايرة عن السابق ..! فالأنف الذي لم يتحدث عنه أي فيلسوف من قبل أو يشير له بلفتة عرفان هو فعليا أكثر الأدوات حساسية بين أيدينا على حد زعم " نيتشه " الذي يجزم بأن الحواس " تكذب" كما ذكره في كتابه ( أفول الأصنام).
أحياناً تسمع عن بعض الأطباء لهم " صيت " واسع على مستوى المنطقة على الأقل وحين تقابلهم " يسلخون " جلدك وعظمك بفاتورة تكاليفها عالية من أدوية وتحاليل ليس لها ضرورة ، ويكتمل المسلسل حين تدخل الصيدلية لتكتشف أن نصف الأدوية هي ثانوية وليست أساسية ..! فحدسك هنا لم يخطئ في الحكم على ذلك الطبيب بأنه " لص محترف " .
صحيح قد يكون بارعاً لا يشق له غبار لذلك لا تستطيع مقاومته وتعود إليه خوفا من الوقوع في دوامة لص آخر .. لذلك يبرر الإنسان كثرة أخطائه..!
وقبل أن ينفض الليل بفتات الظلمة ، تتتصايح الديكة عبثا ملعنة اول النهار، وذلك الصياح حين يصل إلى مسامعك وأنت في أوج غطيطك ، تقفز رعبا خصوصا إذا كان ذلك الصوت قريب جداً منك، وللوهلة الأولى تظن أن ذلك الصياح هو صوت صافرة إنذار بالحريق أو سيارة إسعاف ، وهنا الأذن نقلت ذلك الصوت بكل وضوح وأمانة ، ولكن العقل هنا لم يترجم من البداية أن ذلك الصوت ما هو إلا صياح ديك ..! لأنه كان في راحة وغيبوبة عن الواقع، رغم أنه من الأجهزة التي لا تنام.. فهو يحتاج إلى مخزن الذكريات ومراجعة بنك المعلومات قبل أن يصدر حكمه على ذلك الصوت.
الإنسان له أحاسيس معنوية متمثلة في الشعور والحدس، والفراسة، وله أحاسيس مادية متمثلة في الحواس الخمس التي هي بمثابة الجنود، وهاته لا تخطئ إذا كانت سليمة من الامراض والعيوب فما هي إلا أداة لنقل المعلومات و الإشارات العصبية إلى الذهن ، والذهن هو مركز الاختبار والتحكم ، وهو من يقوم بإصدار الحكم بناء على التقارير التي وصلته من تلك الجنود .. لذلك أحياناً يخطئ إذا لم يتريث أو كان مشغولاً بأمورٍ أخرى ، فتجد بعض الأشخاص يضع يده على رأسه ويصرخ : آي رجلي ..!!
أما الاحاسيس المعنوية فهي تعتمد على الظاهر فنرتاح لشخص وننفر من آخر ، ولكن حين نقترب منهم أكثر نعرف أن حكمنا كان خاطئاً عنهم في كثير من الأحايين، وهذا يحدث غالباً عند الانطباع الأول عن الناس ..!
لذلك طالما الاحاسيس تارة تصيب وتارة تخطئ فكيف لي أن أثق بها مطلقا مرة أخرى ؟