ابو محمد البجلي
ديني افديه بدمي
كلمة حملة كلنا مقدسيون
الحمد لله الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والصلاة والسلام على من صلى بالرسل والأنبياء في المسجد الأقصى، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين، وبعد،
القدس في قلوبنا لأن فيها قبلتنا الأولى، ولأنها مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولأنها اختصت بأن باشر فتحها صلحاً خليفتنا الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحررها جهاداً قائدنا المسلم صلاح الدين الأيوبي، ولأنه أبى التفريط فيها خليفتنا العثماني السلطان عبد الحميد الثاني، ولأنه قاتل اليهود الصهاينة - في سبيل الذود عنها – مئات وآلاف من الأبطال الميامين، ولأنه لا يزال عشرات الآلاف من أهلها المقدسيين يتصدون لجنود الاحتلال وقطعان المغتصبين (المستوطنين).
نعم القدس لنا ديانة وتاريخاً وحضارة وثقافة، كل ذرة من ترابها تشهد بأنها أرض العروبة والإسلام، وكل أثر من آثارها يعلن أنه منتسب إلى حضارة العرب والمسلمين، وكل مئذنة من مآذنها دليل على أصالة وعراقة إسلامها، وكل كنيسة قائمة على أرضها برهان على سماحة الإسلام، وإقراره بحرية الاعتقاد، وحفظه لكرامة الإنسان وحقوق الأقليات.
واليوم ورغم مرور اثنين وأربعين عاماً على جريمة احتلال اليهود الصهاينة لقدسنا العظيمة ومسرى رسولنا الكريم فإننا نزداد تشبثاً بحقنا وإصراراً على استعادة مقدساتنا وأن نبذل في سبيل ذلك كل غال ورخيص من الأموال والأنفس لأن هذا هو حكم شرعنا الإسلامي، وهو جوهر حقنا القانوني، وهو أساس كرامتنا الإنسانية، وبكل قوة وبأعلى صوت نقول (القدس لنا)، ونردد (لا) للتنازل، (لا) للتهويد، (لا) للتدويل، القدس كانت ولازالت وستظل عربية إسلامية مهما طال الزمن.
وفي هذه الذكرى الأليمة نشد على أيدي إخواننا الأبطال المرابطين في أكناف بيت المقدس مرتبطين بدينهم، متجذرين في أرضهم، متشبثين بحقهم، ثابتين في وجه عدوهم، معظمين لمسرى رسولهم، فحقهم علينا أن ننصرهم بالدعاء، بالمال، بالرباط، بكل وسيلة ممكنة.
في هذه الذكرى الأليمة نبعث بكل لغات الاستنكار وكل مشاعر الغضب أولاً إلى كل الهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية لتقصيرها في حق القدس وفلسطين وتفريطها في الوقوف في وجه العدوان والاحتلال، فإلى منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية نقول: إن التاريخ سيسجل تخاذلكم، وإن الشعوب سترفض مواقفكم مالم تقوموا بواجبكم بنصرة القدس وأهلها فعلاً لا قولاً، وحدةً لا فرقةً، وجرأةً لا تخاذلاً.
وإلى الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة نقول: على مدى عقود متطاولة وقرارات متتابعة تجلى لشعوب العالم العجز الفاضح والإنحياز الواضح والمكاييل المختلفة التي بلغت أن الكيان الصهيوني يستهدف بعدوانه منشآتكم ومقراتكم ولا تحركون ساكناً ومن هنا فإن الشعوب قد عرفت – بما لا يدع مجالاً للشك – أنها لا تنتظر منكم شيئاً يثبت الحق فضلاً عن أن يعيده إلى أصحابه.
وإننا في جمعية التحالف من أجل فلسطين وتحقيقاً لتوصيات ورشة التضامن والتعاون والتعبئة في المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين نطلق حملة (كلنا مقدسيون) التي تجدون التعريف بها وتفاصيل برامجها في هذه الصفحة الإلكترونية والأنشطة التي ستظهر تباعاً في وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، إعلاناً للتضامن مع القدس والمقدسيين فهم ليسوا أهل القدس وحدهم بل كل مسلم على هذه الأرض يعلن أنه من أهل القدس لأننا (كلنا مقدسيون).