قصة وقصيدة المهادي و مفرج

إنضم
10 أغسطس 2011
المشاركات
2,151
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
مهمل المهادي كان معروفاً في قبيلته وذا رياسة فيها .. شاعر وفارس نشأ ميسور الحال رفيع الجاه . خرج المهادي للغزو في الصحراء مع مجموعه من بني قومه وفي هذه الرحلة تصادف أن مر على قبيلة أخرى من قبائل قحطان ، صادف في مضارب هذه القبيلة فتاة بالغة الجمال لدرجة أن المهادي تأثر بها كثيراً ولم يستطع أن يفارق هذه القبيلة وأخفى القصة عن رفاقه واختلق عذراً تخلص به منهم وقال لهم اذهبوا انتم وأقنعهم بمواصلة الرحلة بدونه وبقي هو وحيداً في مضارب تلك القبيلة .
بحث المهادي عن أكبر بيت في القبيلة لأنه عادة ما تكون البيوت الكبار لرؤساء العشائر أو فرسانها أو شخصياتها المعروفة وضاف عنده فأكرمه صاحب البيت أيما إكرام ولم يعرف من هو والمهادي لا يدري كيف يتعرف على منزل هذه الفتاه التي سلبت عقله ولكنه بعد طول تفكير تظاهر بأنه مريض في الصرع والتشنج وهو بهذا يريد أن يجد شخصاً يساعده على معرفة الفتاة وأهلها . وكلما جاء بقربه شخص تظاهر بالصرع وارتمى عليه واتكى بكوعه عليه حتى يرى قوة تحمله لأنه يبحث عن شخص قوي ويتحمل مثل هذه المواقف وأكثر.. بعض هؤلاء القوم كانو اذا تظاهر بالصرع يبعدون عنه وبعضهم يرفعه عن جسمه ويجعل تحته مخدة أو وسادة والبعض يقوم ويتركه وفي أحدى المرات جلس بقربه شابا أعجب المهادي به وتوسم فيه خير ورأى فيه علامات الرجولة وتظاهر بالصرع وارتمى عليه واتكأ بكوعيه على هذا الشاب وبشده حتى يرى قوة تحمله والشاب صابر وكلما حاول البعض إبعاده يرفض الشاب وينهرهم قائلاً : هذا ضيف اتر*** .
عرف المهادي انه فعلاً وجد ضالته وهذا الشاب هو من يبحث عنه ليخبره في سره لعله يدله على تلك الفتاة وأهلها فلما أفاق المهادي من صرعه المصطنع وهدأ القوم ، قام الشاب متجهاً إلى بيته تبعه المهادي واستوقفه في مكان خال من الناس واستحلفه بالله ثم أفضى إليه بسره .. وشكا له ما جرى بالتفصيل وأخبره من هو ووصف له الفتاه الوصف الدقيق مما جعل الشاب يعرفها من وصفه لها ، قال له الشاب هل ستعرفها إن رأيتها فأكد له المهادي ذلك .. قال الشاب : هانت واصطحبه إلى بيته ووقفا بوسط البيت .. وصاح الشاب فلانه : احضري بالحال !! فدخلت فإذا بها هي من يبحث عنها فوقع من طوله لشدة الفرح أما الفتاه فقد عادت لخدرها بعد أن رأت أن هناك رجلاً غريباً كما هي عادة بنات البدو .. أما صاحب المهادي ( الشاب ) فهدأ من روعه وسقاه ماء وسأله أهي ضالتك فقال المهادي نعم قال الشاب هي أختي وقد زوجتك إياها ... فكاد المهادي أن يجن من وقع الخبر لأنه لم يتوقع أن يحصل على تلك الفتاة بهذه السهولة .. ترك الشاب المهادي في البيت وذهب لوالده ليخبره وكان والده رجلاً حكيماً فلما فرغ الابن من سرد القصة قال له الوالد اذهب واعقد لهما قبل أن يفتك به الهيام .. وبالفعل عقد له عليها .. وفي الليلة التالية كان زواجيهما .
دخل الرجل على زوجته وأخذ يتقرب منها ويعلمها من هو ويخبرها بمكانته في قبيلته وأنه زعيمها ويعرفها بنفسه ويحاول أن يهدي من روعها ليستمل قلبها .. وأفضى لها بسره وأنه رآها وسحرته بجمالها .. كل ذلك والعروس تسمع ولا تجيب .. والمهادي يتكلم وهي تزداد نفوراً وكان فطناً شديد الذكاء .. فقد لمس شيئاً عظيماً لمس حاجزاً تضعه زوجته بينها وبينه وتأكد حينما رأى دموعها تنهمر وهي لا تتكلم عرف أن ورائها قصه فتقرب منها واستحلفها بالله ألا تخفي عنه شيئاً .. ووعدها ألا يمسها بسوء .. وأقنعها بأن تحكي له .. فقالت : أنا فتاة يتيمه كفلني عمي وتربيت مع ابن عمي .. كنا صغيرين نلهو مع بعضنا وكبرنا وكبرت محبتنا معنا وقبل حضورك كنت لابن عمي الذي لا أستطيع البعد عنه لحظة واحده وهو كذلك .. ولما حضرت أنت انتهى كل شي وزوجوني إياك ... طار صواب المهادي .. فقال وأين ابن عمك قالت هو مفرج الذي عقد لك وأفهمك أنني أخته وآثرك على نفسه لأنك التجأت له ولأنك ضيفنا .
كاد المهادي أن يفقد عقله لحسن صنيع ذلك الشاب فسكت قليلاً ثم قال لها أنت من هذه اللحظة حرام علي كما تحرم علي أمي .. ولكن أرجوك أن تخفي الأمر...
هدأ روع الفتاة ونامت ونام هو في مكان آخر .. وبقي زوجاً لها أمام الناس عدة أيام وبعدها طلب من أصهاره الرحيل إلى قبيلته ليتدبر شئونه ويصلح أموره ثم يعود ليأخذ زوجته .. ورحل ولما وصل إلى قومه أرسل رسولاً إلى مفرج يخبره بطلاق زوجة المهادي وأنه لما عرف قصتهما آثر طلاقها وأن مروءته قد غسلت تأثير الغرام عليه وأنه سيبقى أسيراً للمعروف طالما هو حي .
وتم زواج مفرج من بنت عمه وعاشا زمناً طويلاً ولكن الزمان لا يترك أحداً على حاله .. فقد شح الدهر على مفرج وأصابهم القحط والجفاف فهلك الحلال وتبدلت الأحوال .. ومسه الجوع .. فلم يجد سبيلاً من اللجوء إلى صاحبه وصديقه المهادي خصوصاً وأنه ميسور الحال .. وبالفعل ذهب هو وزوجته ابنة عمه وأولاده الثلاثة ونزلوا عليه ليلاً .. وكان المهادي يتمنى هذه اللحظة وينتظرها بفارغ الصبر ليرد له الجميل .
عرف ما أصاب صاحبه وبان عليه الفقر وكان للمهادي زوجتان فأمر صاحبة البيت الكبير من زوجاته أن تخرج من البيت وتترك كل ما فيه لمفرج وزوجته وأولاده ولا تأخذ من البيت شيئاً أبدا .. وبالفعل خرجت من البيت بملابسها فقط وقبل خروجها قالت لزوجة مفرج أن لي ولد يلعب مع رفاقه وإذا غلبه النوم جاء بقربي ونام وترجتها أن تنتظره حتى يعود وتخبره بخروج أمه من البيت ليلحق بها .
وبالفعل انتظرت زوجة مفرج ولد المهادي ولكن انتظارها طال وهي متعبه من طول السفر وغلبها النوم فنامت وحضر ولد المهادي فنام وتلحف بلحافها كعادته ظناً منه أنها أمه ... في هذه الأثناء كان مفرج والمهادي يتسامران الحديث ولما غلب على مفرج النعاس استأذن صديقه فسمح له .. وسار معه حتى دله على بيته الذي أصبح ملكاً له .
دخل مفرج في بيته وإذا في الفراش شاب يافع مع زوجته في فراش واحد فلم يتمالك نفسه فضرب الشاب ضربة شهق الفتى بعدها ثم فارق الحياة .
نهضت الزوجة مفزوعة مذعورة فقالت له قتلت ولد المهادي .. فقال وما الذي جاء به إليك .. فأخبرته بالقصة فرجع إلى رشده .. وأسقط في يديه فماذا يفعل ؟؟
كان لا بد أن يخبر المهادي .. فهرول مسرعاً وأخبره بالحكاية .. وهو يكاد يموت من الحزن .. هذا والمهادي متماسك وهادي .. ولما انتهى من كلامه قال له المهادي هذا قضاء الله وقدره ولا مفر منه كل ما أرجوه منك أن لا تخبر أحداً بالقصة وتوصي زوجتك أن تكتم الخبر حتى عن أم الولد . . وحمل المهادي الولد ورماه في مكان اللعب حيث كان يلعب مع أقرانه .. وفي الصباح انتشر خبر مصرع ولد الأمير فقد كان المهادي أمير قومه وكل لا يجرؤ أن يخبر الأمير خوفاً من اتهامه له بالقتل .. ولما وصل الخبر للأمير اصطنع المفاجئة والغضب وشاط وتوعد وطالب القبيلة كلها بالبحث عن القاتل وفي المساء جمع القوم حوله وقال عليكم أن تدفعوا كلكم دية ولدي .. من كل واحد بعير .. واستجاب له قومه بكل سرور .. وجمع حوالي سبعمائة بعير أدخلها جميعاً ضمن حلاله وأعطى أم الولد مئة بعير وقال لمفرج البقية لك ولكن اتركها مع حلالي حتى ينسى الناس القصة .. وبالفعل بعد مرور مدة عزل الإبل ووهبها لمفرج فنقلته النقلة الكبيرة في حياته من فقير لا يملك قوت يومه إلى غني من أكبر أغنياء القبيلة ومضت السنون والصديقان عند بعضيهما لا يفترقان فإذا دخلت مجلس المهادي حسبت أن مفرج هو صاحب المجلس والمهادي ضيفه والعكس صحيح . . ومرت السنون على هذه الحال الكل منهم يؤثر صديقه على نفسه .. ولكن لابد أن يحصل ما يغير صفاء الحال وكما يقال دوام الحال من المحال .
كان للمهادي بنت بارعة الجمال أولع بها ولد مفرج فأخذ يحاولها ويتعرض لها بالغدو والرواح ويريدها بالحرام .. والفتاة نقيه ، فأخبرت والدتها التي أخبرت بدورها المهادي والد الفتاة فأمرها المهادي بالسكوت إكراماً لمفرج والد الشاب وأمرها أن تتجنبه قدر استطاعتها فنفذت وصية والدها وهاهو يطاردها أربع سنوات متتالية وفي السنة الرابعة قالت لوالدها إن لم تجد لي حلاً فقد يفترسني في أحد الأيام .
هذا والمهادي لا يستطيع أن يعمل شيئاً إكراماً لصديقه مفرج .. والشاب يزداد رعونة .. فكان لابد من فراق جاره وصديقه ولكن كيف يصارحه .. فاقترح المهادي على مفرج أن يلعبا لعبة بالحصى تسمى (( اللبيه )) كان كلما نقل الحجر قال لمفرج ارحلوا ولا رحلنا .. حتى انتبه مفرج لمقولة جاره .. فأسرها في نفسه .. ولما عاد لزوجته أخبرها بكلمة المهادي : ارحلوا ولا رحلنا .. فقالت له أن هناك أمراً خطيراً ولا بد لنا من الرحيل .. فاذهب واستأذن منه .. فذهب مفرج للمهادي يستأذنه بالرحيل ولم يمانع المهادي إطلاقاً مع العلم أنه كان عندما يطلب الرحيل يرفض المهادي رفضاً قاطعاً وهذه المرة وافق بسرعة على رحيله وتأكد مفرج أن هناك أمراً خطيراً .. رحل مفرج وهو يبحث عن الـسـر الخطير الذي من أجله قال المهادي كلمته ..
وبعد أن ابتعد عن منازل قبيلة المهادي نزل ليستريح ويفكر بالسبب .. ولكنه لم يهتدي لشيء .. لذا سرق نفسه ليلاً وامتطى فرسه وقصد المهادي ولما دخل مضارب القبيلة ربط الفرس وتلثم وجلس في مكان قريب من مجلس المهادي لعله يسمع شيئاً ويعرف سبباً لرغبته برحيله .. وأخذ يراقب.. فلما انفض المجلس من حوله وجلس المهادي وحيداً ومفرج يراه وهو لا يرى مفرج تناول المهادي ربابته وأخذ يقول :







يـقـول الـمـهـادي والـمـهـادي مـهـمـل


بـي علتـن كـل العـرب مــا درى بـهـا


أنـــا وجـعــي مـــن عـلـتـن بـاطـنـيـة


بأقصـى الضمايـر مـادرى ويـن بابهـا


تـقــد الـحـشـا قـــد ولا تـنـثـر الـدمــا


ولا يــدري الهلـبـاج عـمـا لـجـا بـهــا


إن أبديـتـهـا بـانــت لـرمـاقــة الــعــدا


وإن أخفيتهـا ضــاق الحـشـا بالتهابـهـا


أربــع سنـيـن وجـارنــا مـجــرم بـنــا


وهـو مثـل واطـي جمـرة مـادرى بهـا


وطاهـا بفـرش الـرجـل ليـمـا تمكـنـت


بقـى حرهـا مــا يـبـرد الـمـا التهابـهـا


ترى جارنـا الماضـي علـى كـل طلبـه


لــو كــان مــا يلـقـى شـهـود غـدابـهـا


ويـامـا حضيـنـا جـارنـا مــن كـرامــه


بليلـن ولـو نبغـي الغـبـا مــادرى بـهـا


ويـامــا عطـيـنـا جـارنــا مـــن سـبـيـه


لا قـادهـا قـوادهــم مـــا انـثـنـى بـهــا


ونرفـي خمـال الجـار لــو داس زلــة


كمـا ترفـي البـيـض الـعـذارى ثيابـهـا


تـرى عندنـا شـاة القصيـر بـهـا اربــع


يحـلـف بـهـا عقـارهـا مــا درى بـهــا


تــنــال يـالـمـهـادي ثــمــان كــوامـــل


تراقـى وتشـدي بالعـلا مـن اصعابـهـا


لاقـــال مـنــا خـيــرن فــــرد كـلـمــه


بحضـرات خوفـن للرزايـا وفـى بـهـا


الأجـــواد وان قاربـتـهـا مـــا تـمـلـهـا


والانـذال وان قاربتهـا عفـت مــا بـهـا


الأجـواد ون قـالـو حديـثـن وفــوا بــه


والانــذال منـطـوق الحـكـايـا كـذابـهـا


الأجـواد مثـل العـد مـن ورده ارتـوى


والأنــذال لا تسـقـى ولا ينسـقـى بـهـا


الأجـواد تجـعـل نيلـهـا دون عرضـهـا


والأنــذال تجـعـل نيلـهـا فــي رقابـهـا


الأجـواد مثـل الزمـل للشـيـل يرتـكـي


والأنذال مثل الحشو كثيـر الرغـا بهـا


الأجـواد لـو ضعفـوا وراهـم عراشـة


والأنـذال لــو سمـنـو معـايـا صلابـهـا


الأجـواد يطـرد همهـم طـول عزمـهـم


والأنـذال يصـبـح همـهـم فــي رقابـهـا


الأجـــواد تـشـبــه قــــارة مطـلـحـبـه


لا دارهـا البـردان يلقـى الــذرى بـهـا


الأجــواد تشـبـه للجـبـال الـــذي بـهــا


شــرب وظــل والـــذي ينـهـقـى بـهــا


الأجــواد صندوقـيـن مـســك وعـنـبـر


لا فـتـحــن أبـوابـهــا جــــاك مـابـهــا


الأجـواد مثـل البـدر فـي ليلـة الدجـى


والأنـذال ظلـمـا تايـهـن مــن سرابـهـا


الأجـواد مثـل الـدر فـي شامـخ الـذرا


والأنـذال مثـل الشـري مـرن شرابـهـا


الأجــواد وان حايلتـهـم مــا تحـايـلـوا


والأنــذال ادنـــى حـيـلـة ثـــم جـابـهـا


الأنـذال لــو غسـلـو ايديـهـم تنجـسـت


نجاسـة قـلـوب مــا يـسـر الــدوا بـهـا


يـــارب لا تـجـعـل لـلأجــواد نـكـبــة


من حيث لا ضعف الضعيف التجابهـا


أنا أحب نفسي يرخـص الـزاد عندهـا


يقـطـعـك يـانـفــس جــزاهــا هـبـابـهـا


يـاعــل نــفــس مـالـلأجــواد عـنـدهــا


وقـارن عسـى ماتهتـنـي فــي شبابـهـا


علـيـك بعـيـن السـيـح لا جـيــت وارد


خــل الخـبـاري فـــان مـاهــا هبـابـهـا


تــرى ظـبـي رمــان بـرمـان راغـــب


والأرزاق بالدنيـا وهـو مــا درى بـهـا


سقـاهـا الحـيـا مابـيـن تيـمـا وغـربـت


يميـن عميـق الـجـزع مـلـف هضابـهـا


سقـاهـا الـولـي مــن مـزنـة عقـربـيـة


تنـشـر أدقــاق وبـلـهـا مـــن سحـابـهـا


اليا أمطرت هذي ورعد ذي سـاق ذي


سـنـا ذي وذي بالـوبـل غــرق ربابـهـا


نسف الغثا سيبـان ماهـا اليـا اصبحـت


يحيل الحول والما ناقعـن فـي شعابهـا


دار لــنــا مــاهــي بــــدارن لـغـيـرنـا


والأجـنـاب لــو حـنـا بعـيـدن تهـابـهـا


يـذلـون مــن دهـمــا دهـــوم نـجـرهـا


نفجـي بهـا غـارات مــن لا درى بـهـا


تـرى الـدار كالعـذرا إلـى عـاد مابـهـا


حـرن غيـورن كــل مــن جــاز نابـهـا


فيا ما وطت سمحات الأيدي من الوطا


نـصـد عنـهـا مـاغــدا مـــن هضـابـهـا


تهـامـيـة الرجـلـيـن نـجـديـة الـحـشــا


عـذابـي مــن الـخـلان وانـــا عـذابـهـا


أريتـك الـى مـا مسنـا الجـوع والظمـا


واحتـرمـن الـجـوزا علـيـنـا التهـابـهـا


وحمي علينا الرمل واستاقـد الحصـى


وحمـى علـى روس المبـادي هضابهـا


وطلـن عــذرن مــن ورانــا وشـارفـن


عمـالـيـق مــطــوي الـعـبـايـا ثـيـابـهـا


سـقـانـي بـكــاس الـحــب در منـهـنـه


عنـدي مـن البيـض العـذارى أطنابـهـا


وإلى سـرت منـا يـا سعـود بـن راشـد


علـى حرتـن نسـل الجديعـي ضرابهـا


سـرهــا وتـلـفـي مـــن سـبـيـع قبـيـلـه


كـرام اللحـا فـي طـوع الأيـدي لبابهـا


فـــلا بـــد مـانـرمـي سـبـيـع بــغــارة


علـى جـرد الأيـدي درعوهـا زهابـهـا


وأنــــا زبــــون الـجـاذيــات مـهـمــل


إلــى عـزبـو ذود المصـالـيـح جـابـهـا


علـيـهـا مـــن أولاد الـمـهـادي غـلـمـه


اليـا طعـنـوا مــا ثمـنـوا فــي اعقابـهـا


محا الله عجوزن مـن سبيـع بـن عامـر


مـاعـلـمـت قـرانـهــا فــــي شـبـابـهــا


لـهـا ولــدن مـاحـاش يـومــن غنـيـمـة


ســوى كلـمـة عجـفـا تـمـزا وجـابـهـا


يعنونهـا عسمـان الأيـدي عـن العـضـا


مـحـا الله دنـيـا ماخذيـنـا القـضـا بـهــا


عيـون الـعـدا كــم نـوخـن مــن قبيـلـة


لا قــــام بــــذاخ الإجــاعــر يـهـابـهـا


وأنــا أظــن دار شـــد عـنـهـا مـفــرج


حقـيـق يــادار الـخـنـا فـــي خـرابـهـا


وأنــا أظــن دار نــزل فـيـهـا مـفــرج


لا بــــد يـنـبــت زعـفـرانــن تـرابـهــا


فـتـى مــا يـضــم الـمــال إلا وداعـــه


ولـو يملـك الدنيـا جميعـن صـخـا بـهـا


رحل جارنا ماجاه منا رزيةوإن جتنا منه ماجاه منا عتابها


وصـلـوا عـلـى سـيـد البـرايـا مـحـمـد


مالـعـلـع الـقـمـري بـعـالـي هضـابـهـا




قال المهادي هذه القصيدة على ربابته ومفرج يسترق السمع حتى فهم ما لذي جعل المهادي يقول له ارحلوا ولا رحلنا .. عاد مفرج وركب فرسه إلى أهله خارج حدود القبيلة .
مفرج الآن تأكد أن السبب أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة .. فلجأ للحيلة فبدأ يقول لهم .. لما كنا في جيرة المهادي كان لدية ابنة جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها وهي بهذا الجمال وأخذ يستدرجهم اثنان لم يجد عندهم شيء خصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهم .. أما الصغير منهم فأجابه والله يابوي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها قال مفرج وهل سيكون ذلك برضاها قال الولد لا غصباً عنها قال أبوه كيف قال الولد كنت أريد أن أنتظرها حتى تخرج وحيدة ثم أهجم عليها يد فيها الخنجر أهـددهـا بـه ويـد فيـهـا الحبل حتى أربطها وبذلك لن تتـكـلم حتى انتهي منها ( دق طبلونة ) .
وما أن انتهى الشاب من سرد القصة حتى قام أبوه مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأسه وفصله عن جثته وترك الجثة مكانها وأخذ الرأس ووضعه في كيس وأرسله مع أحد أبنائه إلى المهادي وأوصاه أن يرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام وعاد إلى أهله ..
تعجب المهادي لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها .. فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه وبقيا متجاورين متحابين حتى النهاية .


منقول للإستمتاع
مع التحية
 
التعديل الأخير:

أبو مهند

مراقب المنتديات الشعرية
إنضم
12 أغسطس 2007
المشاركات
10,218
مستوى التفاعل
116
النقاط
63
الإقامة
الـسـعــوديــة
الشاعر القدير سعيد بن قربان
اختيار مميز لقصة جميلة وقصيدة رائعة
يعطيك العافية وسلمت يمينك وبشوق الى جديدك
 
إنضم
10 أغسطس 2011
المشاركات
2,151
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الشاعر القدير سعيد بن قربان
اختيار مميز لقصة جميلة وقصيدة رائعة
يعطيك العافية وسلمت يمينك وبشوق الى جديدك

اخي الأستاذ الكبير ابومهند اشكرك على نقل الموضوع واشكرك على مرورك وتوجيهك
 
إنضم
3 أكتوبر 2011
المشاركات
15
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الأجـــواد وان قاربـتـهـا مـــا تـمـلـهـا



والانـذال وان قاربتهـا عفـت مــا بـهـا


الله يعطيك العافيه
 

ابو منسي

مشرف سابق
إنضم
28 ديسمبر 2008
المشاركات
10,464
مستوى التفاعل
248
النقاط
63
الإقامة
مكة المكرمة
بن قربان
\
تنثر أنفاسكِ بتفنّن
وتتقن الرقص على طاولة الكبرياء
تعانق الحروف بمنطقك الأخاذ
بخفة أوراق الياسمين
وتغمس أناملك بنبيذ الجمال
لتمطرنا بأطيب الهمسات
 

حفيد البجلي

مشرف سابق
إنضم
15 سبتمبر 2009
المشاركات
19,429
مستوى التفاعل
774
النقاط
113
الإقامة
بجــيــلة
كل الشكر والإمتنان
على روعه نقلك الأكثر من رائع
سلم بنانك .. يالغالي وماننحرم يااارب
من هالمواضيع
لك كل الشكر والتقدير
غالي الأثمان
 
إنضم
3 أغسطس 2011
المشاركات
986
مستوى التفاعل
12
النقاط
38
الإقامة
الرياض
قصة رائعه تعبر عن الرجولة وكرم النفس والايثار والصبر وقوة التحمل وعن الحب في نفس الوقت. تقبل ودي
 
إنضم
17 نوفمبر 2011
المشاركات
4,456
مستوى التفاعل
66
النقاط
48
اشكرك اخي سعيد بن قربان وازيدك من الشعر بيت لا اعرف قائله انما تداعيات الافكار اتت به ................. يقول شاعر الحكمة : الأجواد نغزيها ونأخذ حقوقها ...................... ولانذال لاتغزى ولاينغزي لها ....... لها قصة مشابهة ارجو ممن يعرفها ان يهديها للمنتدى وشكرا ...
 
إنضم
10 أغسطس 2011
المشاركات
2,151
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
أخواني الأعزاء
سعود بن صالح + أبو منسي + حفيد البجلي + صدى الديار + مصلح بن دمغان
أحييكم تحية عاطرة ملؤها الحب والوفاء والتقدير
وأشكركم على إطلالتكم الجميلة على متصفحي ولكم جميعاً موفور إحترامي وتقديري
 
إنضم
10 أغسطس 2011
المشاركات
2,151
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الأخوان سعود بن صالح / حفيد البجلي /أبومهند
مصلح بن دمغان
أشكركم على مروركم الذي أسعدني
للجميع تحياتي وتقديري
 

احساس راقي

Well-Known Member
إنضم
20 أغسطس 2009
المشاركات
2,462
مستوى التفاعل
57
النقاط
48
أيها المبدع ..
ما أعذب ما نثرته من مشاعر وما غرسته من براعم
حب تفتحت ورودها وفاح عطرها فعبقت بها السطور
ما أجملها هذه الكلمات فقد فاقت الروعة وبعثت الدفئ والحنين
وبوح عانق الابداع في سمونية أزلية تسمو بالأرواح
لقلبك سعادة بحجم السماء
لا عدمتك
 
إنضم
10 أغسطس 2011
المشاركات
2,151
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
أختي الغالية إحساس راقي أشكرك كل الشكر
على إطلالتك الرائعة التي أضاءت متصفحي فمرورك
يسعدني فأنتي من رموز المنتدى
فلك مني أجمل تحياتي وتقديري
 
إنضم
27 ديسمبر 2009
المشاركات
278
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
يا سلام .... بيض الله وجهك على ما نقلته لنا ... مبدع اخي سعيد

حفظك الله ...
 
إنضم
10 أغسطس 2011
المشاركات
2,151
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
يعطيك العافية أبو نايف هذه قصه حقيقة
سمعتهامن أكثر من واحد وفيه ناس موجودين من عائلتهم
أشكرك على مرورك الذي دائماً ينير متصفحي
لك شكري وتقديري وموفور إحترامي
 
أعلى