مـا هـو الـفَـرق بَـيـنَ : [ تـلاوة ، قـراءة ، تـرتـيـل ] ، و الآيـات هـيَ : ( هـوَ الـذي بَـعَـثَ في الأمـيّـيـنَ رسـولاً مِـنـهُـم يَـتـلـو عـلـيـهِـم آيـاتـهِ ) الـجـمـعة 2 ، ( فـاقـرءوا مـا تـيـسّـرَ مـن الـقـرآن ) الـمـزمـل 20 ، ( قُـم اللـيـل و رتّـل الـقُـرآن تـرتـيـلاً ) الـمـزمـل 1 ؟ .
الـتـلاوة : هـيَ قـول الـكـلـمـات بـشـكـل [ عـرض ] كـامـل ، دون الـوقـوف عـلى [ شـرحـهـا و تـفـسـيـرهـا ] ، فالـرسـول الـكـريـم [ ص ] ، كـان [ يـتـلـو ] آيـات الـقـرآن عـلى [ كـتّـاب الـوحـي ] و عـلـى الـنـاس ، [ فـور ] نـزولـهـا و قـبـل شـرحـهـا و تـفـسـيـرهـا ، و هـذه الآيـة الـكـريـمة تـعـطـي الـوضـوح في ذلـك : ( كـمـا أرسـلـنـا فـيـكـم رسـولاً مـنـكُـم ، يـتـلـوا عـلـيـكـم آيـاتِـنـا ، و يـزكـيـكـم و يُـعـلّـمَـكُـم الـكـتابَ و الـحـكـمـة ) البـقـرة 151 ، حـيـث نـلاحـظُ أنّـه فـي الـبـداية [ يـتـلـوا ] الآيـات فـور نـزولـهـا : ( يـتـلـوا عـلـيـكـم آيـاتِـنـا ) ، و بـعـد ذلـك يـشـرحهـا و يـفـسـرهـا : ( و يُـعـلّـمَـكُـم الـكـتـابَ و الـحـكـمـة ) ، لـذلـك [ يـتـلـوا ] الـمـقـرئـون كـتـاب الله عـلى الـنـاس ، دون تـفـسـيـرهـا ، و صـحـيـح قـول الـمـذيـع : [ نـسـتـمـع لآيـات مـن كـتـاب الله ، يـتـلـوهـا عـلـيـنـا الـمـقـرء الـشـيـخ فـلان ..... ] ، و الـمـذيـعـة [ تـتـلـو ] نـشـرة الأخـبـار ، و لـكـن لا تـنـاقـش و لا تـبـدي الآراء في هـذه الأخـبـار ، و الـكـثـيـر الـكـثـيـر مـن الـمـسـلـمـيـن [ يـتـلون ] كـتـاب الله [ تـلاوة ] سـريـعـة دون فـهـم ، لـذلك لا يـتـدخّـل [ إبـلـيـس ] في حـال [ تـلاوة ] الـقـرآن ، كـون الانـسـان لا يـدري أصـلاً مـعـنى و تـفـسـيـر الآيـات ، لـذلك لا يـوجـد آيـة تـقـول : [ فـإذا تـلـوتَ الـقـرآن فـاسـتـعـذ بالله مـنَ الشـيـطـان الـرجـيم ] !!!!! .
الـقـراءة : هـي [ الـفـهـم الـبـسـيـط ] الـسـريـع ، فالإنـسـان [ يـقـرأ ] الـصـحـافـة ، كـي يـعـرف الأخـبـار مـعـرفـة سـريـعـة دون تـحـلـيـل الـخـبـر و تـداعـيـاتـه ، و لـذلـك يـتـدخّـل [ إبـلـيـس ] فـوراً في مـرحـلـة [ قـراءة ] الـقـرآن لأنَّ الـمـسـلـم [ بـدأ بـالـفـهـم ] للأحكـام و الـشـريـعة ، لـذلك جـاءت الآيـة : ( فـإذا قـرأتَ القـرآنَ فـاسـتعِـذ بالله مـن الشـيـطـان الـرجـيـم ) الـنـحل 98 ، و لـذلك : ( و إذا قُـرِءَ الـقـرآن فـاسـتـمـعوا لـه و أنـصـتـوا ، لـعـلـكـم تُـرحـمـون ) الأعـراف 204 ، فـالـرحـمـة مُـرتـبـطـة : [ بـقـراءة ] الـقُـرآن و لـيـس ب : [ تـلاوة ] الـقُـرآن دون فـهـم ، و [ القـراءة ] تـكـون بـهـدوء مـن أجـل الـفـهـم ، و لـيـس بـسـرعـة كـي لا تـفـهـمـوا شـيـئـاً ، و هـذه هـي الآيـة فانـتـبـهـوا لـهـا : ( و قـرآنـاً فـرقـنـاه ، لـتـقـرأه عـلى الـنـاس عـلى مُـكْـث ) الإسـراء 106 ، و الـكـثـيرون [ يـخـتـمـون !!!!!! ] كـتاب الله [ عـشـر مـرات ] في رمـضـان : ( و هـم يـحـسـبـون أنّـهُـم يُـحـسـنـون صُـنْـعـاً ) الـكـهـف 104 !!!!!! .
الـتـرتـيـل : هـو [ الفـهـم الـدقـيـق ] و ربـط الآيـات مـع بعـضـهـا البـعـض ، و هـي طـريـقة : [ اسـتـنـبـاط ] تحـتـاج الـكـثـير مـن الـوقـت و الـجـهـد ، قـال تعـالى ( لَـعَـلِـمَـه الـذيـن يـسـتـنـبـطـونَـهُ مـنهُـم ) الـنسـاء 83 ، و هـي [ الـطـريـقة ] الـتي أكـتب لـكـم فـيهـا هـذه الـمـقالات ، لـذلك يُـصـبـح لـديـكـم الـفـهـم الـكـامـل و الصـحـيـح لـلآيـات ، و كـأنـكـم تسـمـعـونهـا للـمـرة الأولى : ( كـذلـك لـنـثَـبّـتَ بـهِ فُـؤادَكَ و رتّـلـنـاهُ تَـرتـيـلاً ) الـفـرقـان 32 ، فـالـتـرتـيل يُـثـبّـت الـمـعـلومـات في الـذاكـرة .
:i5:
الـتـلاوة : هـيَ قـول الـكـلـمـات بـشـكـل [ عـرض ] كـامـل ، دون الـوقـوف عـلى [ شـرحـهـا و تـفـسـيـرهـا ] ، فالـرسـول الـكـريـم [ ص ] ، كـان [ يـتـلـو ] آيـات الـقـرآن عـلى [ كـتّـاب الـوحـي ] و عـلـى الـنـاس ، [ فـور ] نـزولـهـا و قـبـل شـرحـهـا و تـفـسـيـرهـا ، و هـذه الآيـة الـكـريـمة تـعـطـي الـوضـوح في ذلـك : ( كـمـا أرسـلـنـا فـيـكـم رسـولاً مـنـكُـم ، يـتـلـوا عـلـيـكـم آيـاتِـنـا ، و يـزكـيـكـم و يُـعـلّـمَـكُـم الـكـتابَ و الـحـكـمـة ) البـقـرة 151 ، حـيـث نـلاحـظُ أنّـه فـي الـبـداية [ يـتـلـوا ] الآيـات فـور نـزولـهـا : ( يـتـلـوا عـلـيـكـم آيـاتِـنـا ) ، و بـعـد ذلـك يـشـرحهـا و يـفـسـرهـا : ( و يُـعـلّـمَـكُـم الـكـتـابَ و الـحـكـمـة ) ، لـذلـك [ يـتـلـوا ] الـمـقـرئـون كـتـاب الله عـلى الـنـاس ، دون تـفـسـيـرهـا ، و صـحـيـح قـول الـمـذيـع : [ نـسـتـمـع لآيـات مـن كـتـاب الله ، يـتـلـوهـا عـلـيـنـا الـمـقـرء الـشـيـخ فـلان ..... ] ، و الـمـذيـعـة [ تـتـلـو ] نـشـرة الأخـبـار ، و لـكـن لا تـنـاقـش و لا تـبـدي الآراء في هـذه الأخـبـار ، و الـكـثـيـر الـكـثـيـر مـن الـمـسـلـمـيـن [ يـتـلون ] كـتـاب الله [ تـلاوة ] سـريـعـة دون فـهـم ، لـذلك لا يـتـدخّـل [ إبـلـيـس ] في حـال [ تـلاوة ] الـقـرآن ، كـون الانـسـان لا يـدري أصـلاً مـعـنى و تـفـسـيـر الآيـات ، لـذلك لا يـوجـد آيـة تـقـول : [ فـإذا تـلـوتَ الـقـرآن فـاسـتـعـذ بالله مـنَ الشـيـطـان الـرجـيم ] !!!!! .
الـقـراءة : هـي [ الـفـهـم الـبـسـيـط ] الـسـريـع ، فالإنـسـان [ يـقـرأ ] الـصـحـافـة ، كـي يـعـرف الأخـبـار مـعـرفـة سـريـعـة دون تـحـلـيـل الـخـبـر و تـداعـيـاتـه ، و لـذلـك يـتـدخّـل [ إبـلـيـس ] فـوراً في مـرحـلـة [ قـراءة ] الـقـرآن لأنَّ الـمـسـلـم [ بـدأ بـالـفـهـم ] للأحكـام و الـشـريـعة ، لـذلك جـاءت الآيـة : ( فـإذا قـرأتَ القـرآنَ فـاسـتعِـذ بالله مـن الشـيـطـان الـرجـيـم ) الـنـحل 98 ، و لـذلك : ( و إذا قُـرِءَ الـقـرآن فـاسـتـمـعوا لـه و أنـصـتـوا ، لـعـلـكـم تُـرحـمـون ) الأعـراف 204 ، فـالـرحـمـة مُـرتـبـطـة : [ بـقـراءة ] الـقُـرآن و لـيـس ب : [ تـلاوة ] الـقُـرآن دون فـهـم ، و [ القـراءة ] تـكـون بـهـدوء مـن أجـل الـفـهـم ، و لـيـس بـسـرعـة كـي لا تـفـهـمـوا شـيـئـاً ، و هـذه هـي الآيـة فانـتـبـهـوا لـهـا : ( و قـرآنـاً فـرقـنـاه ، لـتـقـرأه عـلى الـنـاس عـلى مُـكْـث ) الإسـراء 106 ، و الـكـثـيرون [ يـخـتـمـون !!!!!! ] كـتاب الله [ عـشـر مـرات ] في رمـضـان : ( و هـم يـحـسـبـون أنّـهُـم يُـحـسـنـون صُـنْـعـاً ) الـكـهـف 104 !!!!!! .
الـتـرتـيـل : هـو [ الفـهـم الـدقـيـق ] و ربـط الآيـات مـع بعـضـهـا البـعـض ، و هـي طـريـقة : [ اسـتـنـبـاط ] تحـتـاج الـكـثـير مـن الـوقـت و الـجـهـد ، قـال تعـالى ( لَـعَـلِـمَـه الـذيـن يـسـتـنـبـطـونَـهُ مـنهُـم ) الـنسـاء 83 ، و هـي [ الـطـريـقة ] الـتي أكـتب لـكـم فـيهـا هـذه الـمـقالات ، لـذلك يُـصـبـح لـديـكـم الـفـهـم الـكـامـل و الصـحـيـح لـلآيـات ، و كـأنـكـم تسـمـعـونهـا للـمـرة الأولى : ( كـذلـك لـنـثَـبّـتَ بـهِ فُـؤادَكَ و رتّـلـنـاهُ تَـرتـيـلاً ) الـفـرقـان 32 ، فـالـتـرتـيل يُـثـبّـت الـمـعـلومـات في الـذاكـرة .
:i5: