مشاركة بجيله في معركة البويب

إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
202
مستوى التفاعل
7
النقاط
18
الإقامة
ديار بني مالك
مشاركة بجيله في معركة البويب :

لما بلغ عمر خبر وقعة أبي عبيد بالجسر ندب الناس إلى المثنى وكان فيمن ندب بجيلة وأمرهم إلى جرير بن عبد الله لأنه كان قد جمعهم من القبائل وكانوا متفرقين فيها فسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يجمعهم فوعده ذلك فلما ولي أبو بكر تقاضاه بما وعده النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم يفعل فلما ولي عمر طلب منه ذلك دعاه بالبينة فأقامها فكتب إلى عماله‏:‏ إنه من كان ينسب إلى بجيلة في الجاهلية وثبت عليه في الإسلام فأخرجوه إلى جرير ففعلوا ذلك فلما اجتمعوا أمرهم عمر بالعراق وأبوا إلا الشام فعزم عمر على العراق وينفلهم ربع الخمس فأجابوا وسيرهم إلى المثنى بن حارثة وبعث عصمة بن عبد الله الضبي فيمن تبعه إلى المثنى وكتب إلى أهل الردة فلم يأته أحد إلا رمى به المثنى وبعث المثنى الرسل فيمن يليه من العرب

فتوافوا إليه في جمع عظيم‏.‏

وكان فيمن جاءه أنس بن هلال النمري في جمع عظيم من النمر نصارى وقالوا‏:‏ نقاتل مع قومنا‏.‏

وبلغ الخبر رستم والفيرزان فبعثا مهران الهمذاني إلى الحيرة فسمع المثنى ذلك وهو بين القادسية وخفان فاستبطن فرات بادقلى وكتب إلى جرير وعصمة وكل من أتاه ممدًا له يعلمهم الخبر ويأمرهم بقصد البويب فهو الموعد فانتهوا إلى المثنى وهو بالبويب ومهران بإزائه من وراء الفرات فاجتمع المسلمون بالبويب مما يلي الكوفة اليوم وأرسل مهران إلى المثنى يقول‏:‏ إما أن تعبر إلينا وإما أن نعبر إليك‏.‏

فقال المثنى‏:‏ اعبروا‏.‏

فعبر مهران فنزل على شاطىء الفرات وعبى المثنى أصحابه وكان في رمضان فأمرهم بالإفطار ليقووا على عدوهم فأفطروا‏.‏

وكان على مجنبتي المثنى بشير بن الخصاصية وبسر بن أبي رهم وعلى مجردته المعنى أخوه وعلى الرجل مسعود أخوه وعلى الردء مذعور وكان على مجنبتي مهران بن الازاذبه مرزبان الحيرة ومردانشاه‏.‏

وأقبل الفرس في ثلاثة صفوف مع كل صف فيل ورجلهم أمام فيلهم ولهم زجلٌ فقال المثنى للمسلمين‏:‏ إن الذي تسمعون فشل فالزموا الصمت‏.‏

ودنوا من المسلمين وطاف المثنى في صفوفه يعهد إليهم وهو على فرسه الشموس وإنما سمي بذلك للينه وكان لا يركبه إلا إذا قاتل فوقف على الرايات يحرضهم ويهزهم ولكلههم يقول‏:‏ إني لعامتكم‏.‏

فيجيبونه بمثل ذلك وأنصفهم من نفسه في القول والفعل وخلط الناس في المحبوب والمكروه فلم يقدر أحد أن يعيب له قولًا ولا فعلًا وقال‏:‏ إني مكبر ثلاثًا فتهيأوا ثم احملوا في الرابعة‏.‏

فلما كبر أول تكبيرة أعجلتهم فارس وخالطوهم وركدت خيلهم وحربهم مليًا فرأى المثنى خللًا في بني عجل فجعل يمد لحيته لما يرى منهم وأرسل إليهم يقول‏:‏ الأمير يقرأ عليكم السلام ويقول‏:‏ لا تفضحوا المسلمين اليوم‏.‏

فقالوا‏:‏ نعم واعتدلوا‏.‏

فضحك فرحًا‏.
فلما طال القتال واشتد قال المثنى لأنس بن هلال النمري‏:‏ إنك امرؤ عربي وإن لم تكن على ديننا فإذا حملت على مهران فاحمل معي فأجابه فحمل المثنى على مهران فأزاله حتى دخل في ميمنته ثم خالطوهم واجتمع القلبان وارتفع الغبار والمجنبات تقتل لا يستطيعون أن يفرغوا لنصر أميرهم لا المسلمون ولا المشركون وارتث مسعود أخو المثنى يومئذٍ وجماعة من أعيان المسلمين فلما أصيب مسعود تضعضع من معه فقال‏:‏ يا معشر بكر ارفعوا رايتكم رفعكم الله ولا يهولنكم مصرعي‏!‏ وكان المثنى قال لهم‏:‏ إذا رأيتمونا أصبنا فلا تدعوا ما أنتم فيه فإن الجيش ينكشف ثم ينصرف الزموا مصافكم وأغنوا غناء من يليكم‏.‏

وأوجع قلب المسلمين في قلب المشركين وقتل غلام نصراني من تغلب مهران واستوى على فرسه ثم انتمى أنا الغلام التغلبي أنا قتلت المرزبان فجعل المثنى سلبه لصاحب خيله وكان التغلبي قد جلب خيلًا هو وجماعة من تغلب فلما رأوا القتال قاتلوا مع العرب قال‏:‏ وأفنى المثنى قلب المشركين والمجنبات بعضها يقاتل بعضًا‏.‏

فلما رأوا قد أزال القلب وأفنى أهله وثب مجنبات المسلمين على مجنبات المشركين وجعلوا يردون الأعاجم على أدبارهم وجعل المثنى والمسلمون في القلب يدعون لهم بالنصر ويرسل إليهم من يذمرهم ويقول لهم‏:‏ عاداتكم في أمثالهم انصروا الله ينصركم حتى هزموا الفرس وسبقهم المثنى إلى الجسر وأخذ طريق الأعاجم فافترقوا مصعدين ومنحدرين وأخذتهم خيول المسلمين حتى قتلوهم وجعلوهم جثًا‏.‏

فما كانت بين المسلمين والفرس وقعة أبقى رمة منها بقيت عظام القتلى دهرًا طويلًا وكانوا يحرزون القتلى مائة ألف وسمي ذلك اليوم الأعشار أحصي مائة رجل قتل كل رجل منهم عشرة‏.‏

وكان عروة بن زيد الخيل من أصحاب التسعة وغالب الكناني وعرفجة الأزدي من أصحاب التسعة‏.‏

وقتل المشركون فيما بين السكون اليوم وضفة الفرات وتبعهم المسلمون إلى الليل ومن الغد إلى الليل‏.‏

وندم المثنى على أخذه بالجسر وقال‏:‏ عجزت عجزة وقى الله شرها بمسابقتي إياهم إلى الجسر حتى أحرجتهم فلا تعودوا أيها الناس إلى مثلها فإنها كانت زلة فلا ينبغي إحراج من لا يقوى على امتناع‏.‏

ومات أناس من الجرحى منهم‏:‏ مسعود أخو المثنى وخالد بن هلال فصلى عليهم المثنى وكان قد أصاب المسلمون غنمًا ودقيقًا وبقرًا فبعثوا به إلى عيال من قدم من المدينة وهم بالقوادس‏.‏

وأرسل المثنى الخيل في طلب العجم فبلغوا السيب وغنموا من البقر والسبي وسائر الغنائم شيئًا كثيرًا فقسمه فيهم ونفل أهل البلاد وأعطى بجيلة ربع الخمس وأرسل الذين تبعوا المنهزمين إلى المثنى يعرفونه سلامتهم وأنه لا مانع دون القوم ويستأذنوه في الإقدام فأذن لهم فأغاروا حتى بلغوا ساباط وتحصن أهله منهم واستباحوا القرى ثم مخروا السواد فيما بينهم وبين دجلة لا يخافون كيدًا ولا يلقون مانعًا ورجعت مسالح العجم إليهم وسرهم أن يرتكوا ما وراء دجلة‏.‏

بسر بن أبر رهم بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة‏.‏​

تقبلوا تحياتي اخوكم تــــ ابو فته ـــركي
 
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
202
مستوى التفاعل
7
النقاط
18
الإقامة
ديار بني مالك
اخوي تركي


شكرا لك على هذه المواضيع المميزة

يعطيك العافيه يامحمد
وكنت اتمني تفاعل اكثر من الاعضاء صقر تهامه وسعيد المالكي والعم اسد بن كرز البجلي ولا يهنون الباقين في الموضوع
 
إنضم
11 نوفمبر 2007
المشاركات
794
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
شكرا لك على هذه المواضيع المميزة
 

τ и α н є ә ḏ

Well-Known Member
إنضم
20 يونيو 2008
المشاركات
3,903
مستوى التفاعل
94
النقاط
48
العمر
34
الإقامة
мч Đяєαмѕ
1df77056f0.gif
 
أعلى