البحث عن السعادة

الوليد بن مسآعد

مشرف سابق
إنضم
17 ديسمبر 2007
المشاركات
9,448
مستوى التفاعل
141
النقاط
63
الإقامة
حلقة فآرغة !
البحث عن السعادة


كل إنسان في هذه الحياة الدنيا ينشد السعادة و يبحث عنها، ولكن لابد من السؤال أولاً: ما

هي السعادة؟ أهي الغنى بعد شدة الفقر، أم الصحة بعد المرض و القوة بعد الاستضعاف، أم

هي التخلق بالحكمة و العفة؟ هل هي تناول الشهوات، وأن يعيش الإنسان حراً طليقاً دون

قيود يفعل ما يحلو له، ولو كان معارضاً للخلق والدين؟ كل هذه الأمور يمكن أن تخطر ببال

الإنسان؛ فالسعادة شيء حقيقي وليست وهماً، فالعالِم يسعد بعلمه، والكريم يسعد بكرمه، و

المجتهد يسعد باجتهاده، ولذة هؤلاء أعظم ممن يسعد بأكله وشربه و كسبه، ولكن هل هذا
هو منتهى حلم الإنسان و تطلعاته؟

فالإنسان بفطرته يتوق دائماً إلى أشياء أخرى. يتوق إلى الأفضل أو الأجمل، ويريد الازدياد؛

فالغني يريد شيئا آخر، والذي حقق فكرته يبحث عما هو أعظم، وليس هناك نهاية إلاّ أن يصل

الإنسان إلى الله، و يطمئن إليه ويأنس بعبوديته له، وأنه معه يحفظه ويرشده، وعندما وصل عمر

بن عبد العزيز إلى الخلافة ، تاقت نفسه إلى شيء أسمى وأعلى، قال: "ولم يبق إلاّ الجنة".

مهما عمل الإنسان ومهما سعُد، فإن الدنيا فيها آلام وهموم يعجز عن تحملها، فإذا عمل للآخرة
فعندئذ يرتاح من هذه الهموم، وليس هنالك طريق آخر.
ا
لسعادة هي أن يكون للإنسان هدف سامٍ يسعى إليه، وغاية كبيرة و رسالة يحملها، ومهما

أصابه في سبيلها فهو راضٍ، الثقة بالله هي التي تعطي الإنسان صفاءً في النفس وهدوءاً في

البال، وشجاعة في القلب؛ فلا يفرح كثيراً بما أصاب ولا يحزن لما فقد، إننا لو نظرنا إلى وجوه

الناس فسوف نلاحظ كيف تعبر عما بداخلها من الهموم، مع أن مظهرهم في لباسهم

وابتسامتهم لا يدل على هذا، ولكن التنافس في اقتناء الأشياء قد أخذ جزءاً كبيراً من

اهتماماتهم، وسدّ عليهم منافذ السعادة الحقيقية، وإن من معجزات القرآن أن يصف هذه

الظاهرة الأبرز ما تكون في عصرنا، قال تعالى: (ألهاكم التكاثر،حتى زرتم المقابر)هكذا تذهب سريعاً عند هؤلاء، فقد أخذ جلّ وقتهم التكاثر حتى فاجأهم الموت.

ليست السعادة في الراحة التي يتوهمها كثير من الناس، بل السعادة في التغلب على

الصعاب، ومعالجة المشاكل بنفس راضية، و التغلب على الضعف؛ فالخامل هو الذي لا يجد لذة

العزيمة و ركوب الأخطار، هذا الخامل الذي يعيش كَلاًّ على غيره كالجنازة تُحمل على الأعناق،

والسعادة في الألم الذي يعقبه انتصار، وفي الحزن الذي يأتي بعده الفرح وانشراح الصدر، وفي تسخير ما في الكون لمصلحة الإنسان، ولتحقيق إنسانية الإنسان.
 

ابو هااجر

المراقب العام
إنضم
31 أغسطس 2007
المشاركات
30,700
مستوى التفاعل
188
النقاط
63
الإقامة
الرياض
ولست أرى السعاة جمع مال....... ولكن التقي هو السعيد

شكر الله لك اخي المبارك هذا الطرح الرائع
 

ابو وسام الشولاني

قلم الوسام المالكي
إنضم
3 نوفمبر 2007
المشاركات
6,183
مستوى التفاعل
63
النقاط
48
الإقامة
مسقط راسي الشولان الحالية مكة المكرمة
وفقك الله والتقي هوالسعيد نعم ففي الدين توجد السعادة الله يجعلنا من الاتقياء في الدنياء
واهل السعاده في الدنياء والاخرة وفالك التوفيق والنجاح والسعادة
 

خادم بني مالك

مشرف سابق
إنضم
5 نوفمبر 2007
المشاركات
7,033
مستوى التفاعل
104
النقاط
63
الإقامة
السعوديه
البحث عن السعادة



كل إنسان في هذه الحياة الدنيا ينشد السعادة و يبحث عنها، ولكن لابد من السؤال أولاً: ما

هي السعادة؟ أهي الغنى بعد شدة الفقر، أم الصحة بعد المرض و القوة بعد الاستضعاف، أم

هي التخلق بالحكمة و العفة؟ هل هي تناول الشهوات، وأن يعيش الإنسان حراً طليقاً دون

قيود يفعل ما يحلو له، ولو كان معارضاً للخلق والدين؟ كل هذه الأمور يمكن أن تخطر ببال

الإنسان؛ فالسعادة شيء حقيقي وليست وهماً، فالعالِم يسعد بعلمه، والكريم يسعد بكرمه، و

المجتهد يسعد باجتهاده، ولذة هؤلاء أعظم ممن يسعد بأكله وشربه و كسبه، ولكن هل هذا
هو منتهى حلم الإنسان و تطلعاته؟

فالإنسان بفطرته يتوق دائماً إلى أشياء أخرى. يتوق إلى الأفضل أو الأجمل، ويريد الازدياد؛

فالغني يريد شيئا آخر، والذي حقق فكرته يبحث عما هو أعظم، وليس هناك نهاية إلاّ أن يصل

الإنسان إلى الله، و يطمئن إليه ويأنس بعبوديته له، وأنه معه يحفظه ويرشده، وعندما وصل عمر

بن عبد العزيز إلى الخلافة ، تاقت نفسه إلى شيء أسمى وأعلى، قال: "ولم يبق إلاّ الجنة".

مهما عمل الإنسان ومهما سعُد، فإن الدنيا فيها آلام وهموم يعجز عن تحملها، فإذا عمل للآخرة
فعندئذ يرتاح من هذه الهموم، وليس هنالك طريق آخر.
ا
لسعادة هي أن يكون للإنسان هدف سامٍ يسعى إليه، وغاية كبيرة و رسالة يحملها، ومهما

أصابه في سبيلها فهو راضٍ، الثقة بالله هي التي تعطي الإنسان صفاءً في النفس وهدوءاً في

البال، وشجاعة في القلب؛ فلا يفرح كثيراً بما أصاب ولا يحزن لما فقد، إننا لو نظرنا إلى وجوه

الناس فسوف نلاحظ كيف تعبر عما بداخلها من الهموم، مع أن مظهرهم في لباسهم

وابتسامتهم لا يدل على هذا، ولكن التنافس في اقتناء الأشياء قد أخذ جزءاً كبيراً من

اهتماماتهم، وسدّ عليهم منافذ السعادة الحقيقية، وإن من معجزات القرآن أن يصف هذه

الظاهرة الأبرز ما تكون في عصرنا، قال تعالى: (ألهاكم التكاثر،حتى زرتم المقابر)هكذا تذهب سريعاً عند هؤلاء، فقد أخذ جلّ وقتهم التكاثر حتى فاجأهم الموت.

ليست السعادة في الراحة التي يتوهمها كثير من الناس، بل السعادة في التغلب على

الصعاب، ومعالجة المشاكل بنفس راضية، و التغلب على الضعف؛ فالخامل هو الذي لا يجد لذة

العزيمة و ركوب الأخطار، هذا الخامل الذي يعيش كَلاًّ على غيره كالجنازة تُحمل على الأعناق،

والسعادة في الألم الذي يعقبه انتصار، وفي الحزن الذي يأتي بعده الفرح وانشراح الصدر، وفي تسخير ما في الكون لمصلحة الإنسان، ولتحقيق إنسانية الإنسان.

:t3: *****لصبي القريــــــــــع*****^^@

موضوع قيم ,,وطرح بأسلوب راقي
السعادهـ!!هي مثلما تفضلت به بين سطور متصفحك
بالأصل أتباع منهج الله وسنة المصطفى وتطبيقها في
الاقوال والافعال,,
وهي كذلك تكون خلف تحقيق الاهداف النبيله والساميه’’’..التي لاتتعارض مع الشريعه,,

لك مني التقييم والاعجاب بقلمك


@خادم بني مالك
كاتب مقال
s.g999@hotmail.com
 
أعلى