مالكيه والمشيه ملكيه
مجموعة حواء
- إنضم
- 14 أبريل 2008
- المشاركات
- 26
- مستوى التفاعل
- 3
- النقاط
- 3
الأناقة وثقافة العري !
أوشكت إجازة الصيف على القدوم وأوشكت أن تصطحب معها بعض عجائبها وسلبياتها التي تتكرر كل عام وأنا هنا لن أتطرق إلى غلاء المهور أو منكرات الأفراح وسلبيات السفر إلى الخارج أو التبديد الأحمق للأوقات أو الإسراف والتبذير فكل ذلك سبق تناوله ونقاشه وإنما سأعرض لظاهرة غريبة بدأت تجتاح عالم النساء.
إنها مناظر سيئة لا ترتبط بصيف أو ربيع ولكني أعترف أنني لم أدرك بشاعتها وحجمها الطبيعي إلا الصيف الماضي ، إنني أتحدث عن تلك الأشياء العجيبة التي ترتديها المرأة في المناسبات المختلفة وتسميها لباساً فيما هي زيف وخديعة فلكل شيء حولنا غرض ووظيفة فمثلاً الدواء صنع لمكافحة المرض ولكن حين يفقد وظيفته ويصبح سببا للمرض فإننا ندرك أن هناك خللاً ما، وكذلك اللباس فوظيفته الأساسية ستر وتغطية الجسد ولكن ماذا لو أصبحت الأجساد عارية مكشوفة في ذلك اللباس ألا يبدو ذلك سيئاً؟
إن ما شاهدته جعلني أتساءل كيف أصبحت المرأة تشعر أنه أمر عادي أن تكشف صدرها وظهرها وبطنها وساقيها في كل حفل أو مناسبة تحضرها ؟ ثم أي غباء أو تخلف تعانيه المرأة ليرتبط الجمال أو الأناقة لديها بحجم ما تكشفه من جسدها ؟ أما السؤال الأهم فهو : أين ذهب حياء فتياتنا ونسائنا فجأة ؟
ـ أذكر قبل ثلاثة أعوام وفي السكن الجامعي وبين مئات الطالبات كانت هناك مشاعل الطالبة الأنيقة والمميزة بطريقتها الخاصة في انتقاء لباسها بأقمشة رائعة وألوان هادئة متناسقة ، وكم تكون الدهشة حين تُفاجأ من كانت تتوقع أن مشاعل من مدمنات الفضائيات ومجنونات الموضة بأنها من المتفوقات الصائمات القائمات والتي رغم أناقتها المذهلة في أيامها العادية والمناسبات المختلفة وحفلات التخرج إلا أنها لم تكشف يوماً أدنى من الرقبة أو أعلى من قدميها.
ـ لا أدري أي جهل بالدين هذا الذي تعتقد المرأة معه أن وجودها مع النساء يجعل إظهارها لكثير من أجزاء جسدها سلوكاً مباحاً ، ثم ألا تخشى تلك المرأة أن تكون داخلة فيمن قال عنهن الصادق الأمين" صنفان من أهل النار لم أرهما.. وذكر أحدهما.. نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها" فقوله كاسيات عاريات يعني أن عليهن كسوة لا تفي بالستر الواجب إما لقصرها أو خفتها أو ضيقها.
ـ يزداد الأمر سوءاً حين نعلم أن المرأة حين ترتدي ذلك اللباس الفاضح وتخرج من منزلها ومع وجود تلك العباءات المفتوحة والشفافة فإنه غالباً ما يراها إلى جانب النساء بعض من الرجال أيضا. فأنا أتحدى أن تعتاد امرأة الخروج بأثواب عارية ثم تضمن أنه لن ينكشف جسدها أمام الرجال وهي تركب سيارتها أو تنزل منها أو تمشي قاصدة ذلك التجمع النسائي. وقبل أسبوع أخبرتني شقيقتي أنها وزوجها كانا بالقرب من إحدى الاستراحات وإذا بسيارة تقترب وتنزل منها ثلاث نساء وما هي إلا لحظات كن يسرن فيها وإذا بعباءة إحداهن تنحسر عن فستانها الأخضر المشقوق ، تقول: أقسم أننا رأينا ساق تلك المرأة حتى أعلى الفخذ !.
ـ وفي رأيي الشخصي أن ما ترتديه بعض النساء في الحفلات والأفراح يعبر عن شخصيات مختلفة ففيه نرى امرأة مهزوزة ضعيفة ورجلاً لا مبالي وغير غيور وفتاة ليس لديها الحد الأدنى من الحياء ، فالمرأة ضعيفة تتخبط في كل اتجاه مقلدة كل هابطة في الرقص أو الغناء عاجزة عن أن يكون لها ذوق خاص يعكس شخصيتها وهي مهزومة حين تفقد الثقة في جمالها وجاذبيتها فتحاول أن تلفت الانتباه إليها بطريقة أخرى لا تليق بمسلمة ،
أما الرجل فلا يمكن أن يكون أميناً مسؤولا ً وهو لا يعلم بأي لباس تخرج ابنته ولا يمكن أن يكون محباً لزوجته غيوراً عليها ويرضى أن تخرج بأثوابٍ أشبه بملابس النوم ، أما الفتاة فقد خالفت الحياء المأمور به شرعاً وعرفاً عندما ارتدت لباسا يبدي من جسمها أمام النساء ما يستحي الرجل أن يبديه لرجال مثله في حفل مماثل. ـ
وقد صدرت فتوى اللجنة الدائمة والبحوث العلمية والإفتاء في مسألة حدود نظر المرأة إلى المرأة وما يلزمها من اللباس وجاء فيها: إنه يجب على المرأة أن تتخلق بالحياء الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان وقد دل ظاهر القرآن على أن المرأة لا تبدي للمرأة إلا ما تبديه لمحارمها مما جرت العادة بكشفه كالرأس واليدين والعنق والقدمين أما التوسع في التكشف ففي ذلك تشبه بالكافرات في لباسهن وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال"من تشبه بقوم فهو منهم". أخيراً أسألك أيتها المرأة السعودية المسلمة : إن أصبحت عيناك تارة زرقاء وتارة خضراء وصار شعرك اليوم أشقر وغداً أحمر وبات وجهك لوحة تشكيلية بالألوان الفاقعة والورنيش اللماع ثم لبست فستانا لا أكمام ولا أكتاف له قصيراً جداً من الأمام فيما تجرين ذيله الطويل جداً من الخلف: أسألك: أي نهج تتبعين ؟ وبأي الأقوام تقتدين ؟من تحبين يا ابنة هذه البلاد ؟ أمهات المؤمنين أم ساقطات الشرق والغرب؟
فالمرء مع من أحب.