_ انتبهي لنفسك
_ ....
_ انتبهي لنفسك تسمعيني !
كان يجب عليك أن تحذرني منك , أن تقول انتبهي مني , من قسوتي ونسياني , انتبهي إنني رجلٌ شرقي لا أعرف كيف أضحي من أجل الحب , أحبك وأتزوج بأخرى , أمنحك حياة قصيرة وأمنحها عمري كله , تنجب منك أطفالاً يحملون اسمك , وأنجب منك ذكرى مؤلمة , تلاعبها وتمسك بيدها تحت المطر , تنشدون معاً أنشودة الحب الخالد , وأنا لا أحد يمسك بيدي تحت المطر , لا أحد يحميني من الظلام والوحدة , لا أحد ينشد معي أي أنشودة تصلح للبكاء , تفتح لها صدرك لتنام بداخله , ويفتح لي الليل صدره لأبكي عليه , هي تهرب إليك كلما احتاجت إليك , وأنا أهرب منك دائماً , تحبك في كل أحوالك وأنا أحبك عندما لا تأتي , أحبك حين يأخذك النسيان بعيداً عني , حين تتركني لأجرب قسوة الحياة بدونك .. أحبك عندما لا تأتي , عندما لا يؤرقك الحنين وتعود إلي كطفلٍ تائه , أحبك عندما تقول لي فجأة أنتِ لست قدري الذي انتظرته , لستِ أنثاي التي تختارها لي أمي , لا تأتيني أرجوك , أنا أحاول أن أشفى منك , أن أخدع قلبي وأقول له أنا لم أحبه أنا اعتدت على وجوده فقط , أشتمك بداخلي كي أكرهك , كي أصحو من هذا الوهم المتعب , كي أدرك فعلاً أن لا أحد ينصف الحب , ولا حتى أهله , الحب يقتحم قلوبنا بتدفق ويخرج منها غريباً مكسوراً , هذا الحب الذي يجعلني أتسائل لماذا لا أقوى على فراقك ولم أتسائل يوماً لم أحببتك بكل هذا التهور , لم أمنحك قلبي , هذا القلب الصغير الذي يخاف من الغربة , يخاف أن يعيش هزيلاً في زاوية مظلمة .
لا تمنحني كتفك لأضع رأسي عليه , لا تتذكر صوتي المرتجف وأنا أبحث عنك , اهرب من الأغاني التي كنا نسمعها سوياً ونشعر أننا المعنيين فيها , اهرب من التفكير والسهر , اهرب من الوحدة , من الماضي الموحش , دعهم لي أنا , أنا أحببتك لأشقى , لأنجب منك كل هؤلاء , لأتكفل بهم , أنا للنسيان والوحدة أنا للماضي والبكاء , أنا لكل مرضى الحب , للاتي خذلهن الحب , للذين يؤمنون بأن الحب كذبة نصنعها لأنفسنا كي نجرب عالمه الغريب , ونخرج منه أمواتاً وننسى كيف نعيش من جديد , اتركني إن اقتنعت وإن لم تقتنع , لا أملك خياراً آخر , أنا لست قدرك , لست أنثاك التي تختارها أمك , لست الدمية التي تحب امتلاكها , أنا الآن بدونك , أستعيد حريتي , أعود لطفولتي البريئة , للحياة التي تنتظرني , للرجل الذي اختارني كي أكون قدره , أنثاه , أمه وقبيلته .