هل يحتاج الله إلى [ مُبرّر ] هو [ فتْح مكة ] كيْ يغفرَ لرسوله ؟

إنضم
13 يونيو 2015
المشاركات
77
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
قال تعالى : ( إنّـا فتحْنـا لكَ فتحاً مُبيناً ، ليغْفر لك الله مـا تقدّم منْ ذنبكَ و مـا تأخّر ) الفتح 1 ، و كان التساؤل :
_ هل للرسول ذنوب ؟ ! صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين
_ هل يحتاج الله إلى [ مُبرّر ] هو [ فتْح مكة ] كيْ يغفرَ لرسوله ؟ !
إنّ الرسُلَ الكرام ليس لهُم [ ذنوب ] بالنسبة لله أبداً أبداً ، فالرسل الكرام [ معصومون ] عن الذنوب بالنسبة لله تعالى ، لكنّ [ الذنوب ] بالنسبة للرسل الكرام هي : [ مُشكلات بينهُم و بين الناس فقط ] ، و غُفرانُ ذنوبهم هذه هي : [ حلّ هذه المُشكلات ، و سوء التفاهُم ] ، و الدليل على ذلك :
_ إنّ موسى عليه السلام في أوّل حديث له مع الله كانَ قدْ [ قتل ] شخصاً ، و لكنّه لم يقُل في بداية حديثه مع الله : [ ربّ اغفرْ لي ذنبي ، و اشرحْ لي صدري ....... ] ، و لكنّه بدأ كلامهُ فوراً : ( قال : ربّ اشرحْ لي صدري و يسّرْ لي أمري ..... ) طه 25 ، أمّا [ ذنب القتل ] فقد نسبه للناس فقال لله : ( و لهُمْ عليّ ذنْب ، فـأخافُ أنْ يقتلونِ ) الشعراء 14 .
_ لذلك فإنّ كلمة [ الذَنْـب ] [ بسكون النون ] ، هي من كلمة [ الذَنـُـوب ] [ بضمّ النون ] و هذه من [ الذَنَـب ] [ بفتْح النون ] أيْ : أنّ [ الذَنْب ] لـهُ [ ذَنُـوب ] و تبعات و هي العقوبات اللاحقة ، يقول تعالى : ( للذينَ ظلموا ذَنُـوباً مثْل ذَنُــوب أصحابهم ) الذاريات 59 ، نُلاحظ استخدام القرآن لكلمة [ ذَنُـوب ] [ بفتْح الذاي ، و ضمّ النون ] ، و الدلو في البئْـر لـه حبلٌ طويل [ ذَنُوب ] و لذلك يقول الشاعر [ عليّ بن الجهْم ] :
أنتَ كالدلْوِ ، لا عدمْنـاكَ دلْـواً ......... مـنْ كبـارِ الـدِلاَ ، طـويلَ الـذَنُـوبِ
لذلك فإنَ [ ذُنوب ] الرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم ، هيَ [ ذَنُــوب ] أيْ : مشاكل و أحقاد حملها عليه [ أهْلُ مكّة ] ، و لا تُحلّ هذه [ الذنوب ] إلاّ بفتْح [ مكّة ] ، لذلك ربطت الآية الكريمة بين [ غُفران و إزالة هذه الأحقاد ] و بين [ فتح مكة ] .
_ و هذا مـا حصل فعلاً : فقبْل [ فتح مكّة ] بعام ، كانَ [ صلْح الحديبية ] حيثُ ظهر [ الحقْد و الكره ] الذي يكنّه أهل مكّة للرسول الكريم ، عندمـا منعوه منّ [ العُمرة ] و وضعوا له شروط [ صلح الحديبية ] القاسية و الظالمة ، و بعْد عـامٍ واحد ، تمّ [ فتْح مكّة ] ، عندهـا أصبح [ أخٌ كريم و إبْنُ أخٍ كريم ] و تمّ [ غُفرانُ ] هذه الأحقاد .

:i5:
 
أعلى