جبروت القبيلة رقصت الموت!!!

ابو نواف 2009

المراقب العام
إنضم
13 أغسطس 2009
المشاركات
8,420
مستوى التفاعل
94
النقاط
48
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
جبروت القبيلة رقصة المـوت

هي قصــة من عشرات القصص التي نسمعها
من كبار السن ومما تحتويه ذاكرة القبائل في عصر تولى ،
وماضٍ مؤلم أنصرم .. ونسأل الله بأن لا يعاد
الزمن
أوائل القرن الرابع عشر
الموقع
قبيلة في سروات الحجاز

المناخ العام

حروب قبلية لاتنتهي ... ، وجوار يحوفه التوجس و رائحة البارود ، والقوي هو الأفضل وله الناموس ، وكلمة القبيلة وسيادتها لا تقبل القسمة ولا المساومة.

نحكي قصتنا هذه ليعرف الأحفاد ما كانت عليه حياة الأجداد وما كان يكابد الأولين من قساوة التعايش وإنعدام للأمن والأمان .. وما اجترحوا من أعمال في عصر شريعتة الغاب ، نسأل الله لهم العفو ، و أن يتجاوز عنهم ويغفر لنا و لهم جهلنا و ما كان من أمرنا .
كان في القبيلة شاب في مقتبل العمر معتزاً بذاته ، لا يرضى بالخطأ أن يستبيح حماه ، مهما كلفه ذلك !! يسكن مع عمه -والديه متوفيان -
وفي يوم ٍ قدحت شرارة الغضب الحارقة ، حين قام العم بتوبيخ هذا الشاب على خطأ ارتكبه ، وبالغ العم في عقابه و أغلظ في خطابه أمام وبمسمع كل من كان في الوادي ذلك اليوم ،
كتم الشاب غضبه حتى اسدل الليل سواده ،فثار بركان الغضب والإنتقام ، وهاجت حممه متجاوزه العقل و الصواب ، فتربص لعمه حتى ربط كيس نومه ، ليأخذ ما تبقى له من ساعات عمره الأخيرة نائماً في مرقده .... ثم أخذ بندقيته
وتسلل حتى وقف على رأس عمه وعاجله بطلقة في الرأس ، رفعت ستار الليل الحالم الأسود على جريمة قتـل
برصاصة مزقت سكون الليل بصياحٍ وضوضاء وقاتل وقتيل ودماء .. ،
وصلة رحم قطّعـت ،
هرب الشاب من القرية ولاذ بالفرار
أجتمع رجال القبيلة في الصباح لدفن القتيل رحمه الله ، وأستقبلوا العزاء مع لحمته(أقاربه )
كنت أتوقع أن ينتهي هذا القتل و الجرح عند هذا المشهد الدموي ولكن جبروت القبيلة إلى الآن لم يقل كلمته ولم يسل سيف جوره في التنفيذ والقصاص .
الشاب لم يعد للقرية فالموت في إنتظاره ، رجال القبيلة اجتهدوا في البحث عنه بطرقهم الخاصة
جاءتهم الأنباء بأنه دخيلاً في قرية أخرى ومن المحال الوصول إليه ، لمنعتهم وشدة بأسهم ... وكما هو متعارف عليه من طلب جوار قبيلة أو شخص ،فالدفاع والموت من أجله شـرف ، والعار لو أخذ من جوارهم أو سُلم لطلابه "
إذن ليس لها إلا الحيلة و الخديعة
أستمالوا احد رجال القرية التي عندها الشاب دخيلاً وفي حمايتها
بأن عليه أحضار الشاب الى أحدى قرى تلك القبيلة
وأفهامه بأن الأمر منتهي فهو ولي الدم وهو القاتل
( عمه ليس له ولد )
وإذا لزم الأمر لن يكون هناك سوى دية أو نحوها ،

فتم لهم ما أرادوا وخططوا له
وصل الشاب إلى القرية المدعو لها معزز مكرم ... وبعد أن أخذ مجلسه
و أستقر به المكان
تبخرت العلوم وتغيرت الوجوه وقربت السلاسل والقيود
وصفدت بها الأقدام والإيادي لذلك الجاني الخائف المذعور ، الموعود بالسلامة ، وهيهات له ما وعد به
وقيل له : انحن ...... ؟؟؟ كيف تناسيت ذلك !!
وفي نفس اليوم وربما نهار أخر بذات اللون
دقوا الزير وأجتمع من شاء ومن أبا على صعيد
رقصة الموت...
فعندما تبرم القبيلة أمراً أو تعقد شوراً ،فليس لك الخيار ...
أو المعارضة


[FONT=Arial (Arabic)][FONT=Arial (Arabic)] [/FONT][/FONT]​



وإذا حاولت الخروج على أرادة القبيلة فسيكون نصيبك الحرق حياً ..... ؟ وإذا كنت مسالماً فلن تسلم من سداد دين جبروت القبيلة ؟!

انه
جبروت القبيلة ياكرام

في زمن القبائل والبطش والتمادي وسفك
ما حرم الله إلا بالحق
احمدوا الله باننا لم نعش في ذاك الزمن

لوقعنا في إحدى المصيبتين ... إجرام وقتل نفس أو ضعف وهوان على الناس
وكلا الحالتين خسارة وبوار .

...............................

الجزء الثاني من جبروت القبيلة



سارت العرضة من تلك القرية تدك الأودية والشعاب والشاب في معيتهم تدفعه أفواه البنادق وتزجره قصائد الشعراء
إلى قــريته وساحة الإعــدام



في قريته كانت النسخة الأخرى للفكر و العرضة أو ما اتفق عليه في إحضار الأخ الأصغر للجاني في المكان المراد أن تجتمع القريتين بالإخوين في معراض عام بعد أن تم قبل ذلك سحب كافة الأسلحة من ذوي الجاني (لحمته )وجِردوا منها والزموهم بالحضور
( المقتول ليس له أخوه أو ابناء عم أو ذريه )
خشية من وقوع ردة فعل إذا تقابلت الرجال وكل ٌ قام يعتزي ويتفقد حزامه أنه الجبروت القبلي الذي يجيد سحق كل صوت أو معارضة بكل غطرسة و عـنجهية ،
وضع الأخوين في منتصف المعراض وتحلقت بهم الرجال ووجهت إليهما البنادق وأسلطت الجنابي على الرقاب وطلب منهما بأن يقتل أحدهم الأخر أو سيتم قتلهما معاُ باسم القبيلة ، قصاصاً في عمهما أو ثارٌ لمقتله .
كل ٌ من الأخوين ممسكا ببندقية و نيشانها على كبد أخيه
لا مجال ... لا خيار ... لآ بد أن يشرب صعيد القرية من دم احدهم أو كلاهما لافرق واحد أو اثنان فأحدهم الجاني و الأخر أخوه هذا ما حكم به جبروت القبيلة و ما أرجف به زير رقصة الموت الأسود لحظات ترقب مرت على ذلك الجمع الغفير البعض منهم لم يرضيه الموقف
وندم على حضوره لحظات كالجمر المتقد قذف في موقده شقيقين مكبلين وفي أكفهم رسل المقابر
ولابد من نهاية ، وأن ينفض ذلك الجمع عن دمٍ مسفوك بيد شقيقٍ مكلوم



الجــزء الأخــــــير

تم لهم ما أرادوا
ذبح الشقيق الصغير أخاه الكبير الجاني
بعد رفض وامتناع الأخير بقوله
لن اقتلك ولا تجعلهم يقتلوننا معاً

كيف كان شعور هذا الشقيق و أخوه مضرج بدماءه بين ذراعيـه وهو الذابح والمذبـوح ؟؟؟!
لم يقف الصلف والجبروت القبلي عند هذا المستوى
بل أن رفادتهم تلك الليلة من بيت العم المقتول
بذِبحٍ عظيم ... نصراً ومكافأة
على تنفيذ قصاص .. نفذ بأسلوب وحشـي ،
القرية التي كان بها الجاني دخيلاً
سمعوا بالخبر و أن دخيلهم قُتل ،
قتلوا ولدهم الذي فرط في من أستجار بهم
ودقت الحرب طبولها وأوقضت الفتنة بين القرى والمجالس القبلية وبدأت فرق الأغتيالات تجوس الديار وتترصد لرجال القريتين ، لغسل ما لحق بهم من هذا التعدي والتواطؤ .
الشاب الذي نفذ القصاص في أخيه
ضاقت به الأرض بما رحبت وأبغض القبيلة ومن يدرج على ترابها... والماء و الطائر المحلق في سماؤها،
فباع كل املاكه بثمن بخـس ورحل عن القرية يحمل جراحه الدامي .
عاش بقية عمره مع أسرة كونها بمناى عن هذا التاريخ والذكرى ، ولم يعد إلى تلك القبيلة التي جعلت منه قاتل أخيه الوحيد
انتهت القصة و طويت الصحف وأمسى أبطال حكايتنا في المقابر رهن إعمالهم وقد أَفضَوا إلى ما قَدَّمُوا ،
اللهم تجاوز عنهم و أسكنهم فسيح الجنان بعفوك وجودك
يا أكرم الأكرمين و يا خير من تجاوز وجاد ، فقد عاشوا في ضروف لا ترحم ولا تمنح العاقل فرصة التدبر ، وباتوا الليالي يفترشون حصير الخـوف ويلتحفون الموت والسلاح ، فالعاقل حائر و الجاهل كفاه ما ابتلي به ،
مع بعد عن التعليم والعلم الديني وفكر قبلي يستمد شرعه من جبروت القبيلة

من بريدي
 
التعديل الأخير:
أعلى