وقفات مع طآلب من جامعة محمد صلى الله عليه وسلم ...

إنضم
23 أغسطس 2009
المشاركات
713
مستوى التفاعل
7
النقاط
18
الإقامة
جـــــــــدهـ ,,


حياة علي بن أبي طالب في هذه الدنيا

هاهو علي -رضي الله عنه- صبحٌ لا يحجب فلقه، أسلم وهو ابن تسع أو عشر، فأنعم به من فتى لا يجارى خلقه! حياةٌ لم تكن لها صبوةٌ ولا شهوةٌ ولا هفوة .. لهو الأطفال لم يكن له فيه حظٌ ولا نصيب .. تبعات الرجال فوق كاهله .. في نور الآيات قضى طفولته .. أخذ بنصيبٍ وافرٍ من التعب والنصب والشدة، فقام بأعبائه، وذلك كله ما رده ولا صده، وقع فيه أهل الأهواء رضي الله عنه حتى كفره بعضهم، واضطر ربيب بيت النبوة إلى أن يقول -فيما روي عنه- متحدثاً بنعمة الله عز وجل عليه:

محمد النبي أخي وصهري و حمزة سيد الشهداء عمي

و جعفر ذاك من يمسي ويضحي يطير مع الملائكة ابن أمي

بنت محمدٍ سكني وزوجي منوطٌ لحمها بدمي ولحمي

وسبطا أحمدٍ ولداي منها فأيكمُ له سهم كسهمي؟

يقول: [[والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها؟ قلت: اغرب عني ]].

عند الصباح يحمد القوم السرى وتنجلي عنهم غيابات الكرى


علي والكسب المشروع



يقول علي رضي الله عنه كما روى عنه مجاهد رحمه الله: [[جعت مرةً بـالمدينة جوعاً شديداً، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة ]]^ كان بإمكانه وإخوته -رضي الله عنهم- لو أرادوا نعيم الدنيا أن يبقوا في مكة التي هاجروا منها بدينهم؛ أيسر حالاً، وأهنأ بالاً في عرف عامة الناس، ولكنهم بما حملوه من الوحي جعلوا السعادة كل السعادة في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، والتضحية بكل ما لديهم من طاقةٍ في سبيل الله، وإن ألجأهم ذلك إلى أقسى الظروف المعيشية.

جاعت البطون، وحفيت الأرجل، وعريت الظهور، ولم يزالوا وقفاً لله.. مدركين أن النعيم لا يدرك بالنعيم.

يخرج علي للعمل بيديه للكسب المشروع، ولم يجلس لينتظر ما تجود به أيدي المحسنين، كما يفعل بعض أبناء المسلمين، من يستعفف يعفه الله، ومن أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، وإن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق: 2]^ * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 3]^.

يقول علي رضي الله عنه: [[ وأنا في عوالي المدينة وإذا أنا بامرأة قد جمعت مدراً -طيناً جافاً- تريد بله بالماء، فأتيتها فقاطعتها، واتفقت معها على أجرة كل ذنوبٍ بتمرة -يعني: كل دلوٍ بتمرة- قال: فنزعت ستة عشر دلواً على معاناة شدة الجوع -والجوع يضعف القوة كما تعلمون- قال: حتى مجلت يدي وتورمت من العمل، فأتيت الماء فأصبت منه، ثم أتيتها، فقلت بكفيَّ هكذا بين يديها -يعني: بسطهما يريد الأجرة- قال: فعدت لي ست عشرة تمرة، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بها، وأخبرته بما جرى، فأكل معي من ذلك التمر ]]^ فياله من حبٍ ووفاءٍ، ونكرانٍ للذات، فهو على ما به من شدة الجوع، وما قام به من العمل الشاق؛ قد احتفظ بأجرته من التمر حتى لقي النبي صلى الله عليه وسلم فأكل معه، ولم تطب نفسه إلا بذاك.

تأمل شمسهم ومدى ضحاها تجد في كل ناحية شعاعا

إذا أسد الشرى شبعت فعفت رأيت شبابهم عفوا جياعا




علي وزوجه فاطمة في مواجهة شظف العيش



وهاهي زوجه فاطمة -رضي الله عنها- ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخرج الإمام البخاري : أنها شكت ما تلقى من أثر الرحى، فقد جرت بها حتى أثرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها، وقمت البيت حتى أثرت في هيئتها، اشتكت يوم أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بسبي؛ علها تعطى منهم من يخدمها، بلا هلعٍ ولا طمعٍ ولا جزعٍ ولا جشع، عجباً لأمرها بل لأمر المؤمن! {إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا له }^ إنها ابنت المجد!

المجد يشرق من ثلاث مطالع في مهد فاطمةٍ فما أعلاها

هي بنت من؟ هي أم من؟ هي زوج من؟ من ذا يداني في الفخار أباها

أما أبوها فهو أكرم مرسلٍ حادي النفوس إذا تروم هداها

و علي زوجٌ لا تسل عنه فما أزكى شمائله وما أنداها

دايونه كوخٌ وكنز ثرائه سيفٌ غدا بيمينه تياها


انطلقت رضي الله عنها إلى أبيها صلى الله عليه وسلم، فلم تجده، فأخبرت عائشة رضي الله عنها بما أرادت، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرته عائشة بمجيء فاطمة وبطلبها، فجاء في بعض الروايات أنه قال: {لا والذي نفسي بيده ما دام في الصفة فقير }^ لا يحابي أقاربه صلوات الله وسلامه عليه حتى ولو كانت ريحانته، على حساب من هم أشد حاجةً وفقراً ممن لا مال له ولا أهل، حاشاه صلوات الله وسلامه عليه..

تقول فاطمة : {فجاء إلينا النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم، فقال: على مكانكما! فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، ثم قال: ألا أدلكما على خيرٍ مما سألتماني؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: إذا أخذتما مضجعكما؛ فكبرا أربعاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادم } فما تركاها بعد رضي الله عنهما وأرضاهما.

معشر المسلمين! إن القلوب إذا عمرت بذكر الله، هانت عليها المصائب، وسمت في أفكارها المطالب، وأصبح أصحابها يستعذبون الشدائد في سبيل الله، ويرون أنها أبواب خير لرفع رصيدهم من الحسنات، وخفض رصيدهم من السيئات كما يقول صاحب التاريخ الإسلامي مواقف وعبر .

يا لله! عليٌّ يؤجر نفسه لامرأة على تمرات، و فاطمة تطحن بالرحى وهي من سيدات الأمهات، إنه شظف العيش في هذه الأسرة الكريمة، يصحبه الرضا والتسليم، والصبر الجميل، وما ضرهم يزول ويزولون:

قد تجوع الأسد في آجامها والذئاب الغبس تعتام القتب


فليفهم يا أبناء الجيل! ويا فتاة الإسلام! هذه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فرعٌ طاب أصله، وزكى غرسه


هي أسوة للأمهات وقدوةٌ يترسم الركب المنير خطاها

جعلت من الصبر الجميل غذائها ورأت رضا الزوج الكريم رضاها

فمها يرتل آي ربك بينما يدها تدير على الشعير رحاها

بلت وسادتها لآلئ دمعها من طول خشيتها ومن تقواها

في روض فاطمةٍ نما غصنان لم ينجبهما في الكائنات سواها

فأين من كانت الزهراء أسوتها ممن تقفت خطى حمالة الحطب ؟


هل يستوي من رسول الله قائده
دوماً وآخر هاديه أبو لهب ؟

كلا، يا بنت الإسلام!


فلتحذري من دعاة لا ضمير لهم من كل مستغربٍ في فكره خرب

أسموا دعارتهم حريةً كذباً باعوا الخلاعة باسم الفن والطرب

هم الذئاب وأنت الطعم فاحترسي من كل مفترسٍ للعرض مستلب

أختاه! لست بنبتٍ لا جذور له ولست مقطوعةً مجهولة النسب

أنت ابنة الطهر والإسلام عشت به في حضن أطهر أمٍ من أعز أب



بماذا تشعر ايها القارئ بعد ما رأيت .. ما مدى تقصيرك .. اين انت من علي .. اساله تدرور في ذهن من لديه رؤيه لدينه ودنياه ولآخرته ... وفقكم الله .. ودعوآتكم لنا
 

قناص الروائع

مشرف سابق
إنضم
15 يناير 2010
المشاركات
20,709
مستوى التفاعل
365
النقاط
83
مشكووووووووووووور يالغالي وجزآكـ الله خير وبآركـ الله فيكـ ...
 
إنضم
14 يناير 2008
المشاركات
3,085
مستوى التفاعل
37
النقاط
48
كلام الرسول صلى الله عليه وسلم كله وحي من الله قال تعالي({وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3
اشكرك اخي الكريم اسد تهامة على اختيارك هذا الموضوع
 
د

دايم الوصل

Guest
يقول: [[والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها؟ قلت: اغرب عني ]].
جزاك ربي خير الجزاء اخوي اسد تهامة
 
أعلى